طرف وملح

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • soubiri
    أعضاء رسميون
    • May 2006
    • 1459

    طرف وملح

    جاء في شرح لامية ابن الوردي للقناوي الصوفي: قال لابن أبي الشريف الندلسي:

    ابن عشر من السنين غلام * رفعت عن نظيره الأقلام
    وابن عشرين للصبا والتصابي * ليس يثنيه عن هواه سلام
    والثلاثون قوة وشباب * وهيام ولوعة وغرام
    فإذا زاد بعد ذلك عشر* فكمال وشدة وتمام
    وابن خمسين مرّ عنه صباه * فيراه كأنه أحلام
    وابن ستين صيرته الليالي * هدفا للمنون وهي سهام
    وابن سبعين لا تسلنيَ عنه * فابن سبعين ما عليه كلام
    فإذا زاد بعد ذلك عشرا * بلغ الغاية التي لا ترام
    وابن تسعين عاش ما قد كفاه * واعترته وساوس وسقام
    فإذا زاد بعد ذلك عشرا * فهو حي كميت والسلام
    صابر أوبيري
    www.essential-translation.com
  • soubiri
    أعضاء رسميون
    • May 2006
    • 1459

    #2
    طرف وملح

    في طبقات الحنابلة في ترجمة عبد الله بن الإمام 2/14:

    قال عبدالله: قال أبي: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا دخل رمضان فتحت أبواب الرحمة وسلسلت فيه الشياطين ، وغلقت أبواب جهنم ".

    قلت لأبي: قد نرى المجنون يصرع في رمضان ؟

    فقال: هكذا الحديث ، ولا تكلم في هذا.
    صابر أوبيري
    www.essential-translation.com

    تعليق

    • JHassan
      عضو مؤسس، مترجم مستقل
      • May 2006
      • 1295

      #3
      طرف وملح

      الترويح عن النفس بالملح والطرائف مفيد للعقل والجسم

      من الكتب القيمة والشهيرة التي تحمل في طياتها الكثير من الفائدة والمتعة في وقت واحد كتاب ابن الجوزي المسمى أخبار الحمقى والمغفلين والكتاب يحمل في طياته الكثير من الادلة الشرعية والآثار في أهمية الترويح على النفس وفيما يلي نعرض جزء من هذا الكتاب الذي يوضح فيه اهمية الترويح عن النفس:
      قال الشيخ الإمام جمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد بن علي الجوزي: الحمد للّه الذي أعطى الأنعام جزيلاً، وقبل من الشكر قليلاً، وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلاً، وصلى اللّه على سيدنا محمد الذي لم يجعل له من جنسه عديلاً، وعلى آله وصحبه بكرة وأصيلاً.

      وبعد فإني لما شرعت في جمع أخبار الأذكياء وذكرت بعض المنقول عنهم ليكون مثالاً يحتذى لأن أخبار الشجعان تعلم الشجاعة آثرت أن أجمع أخبار الحمقى والمغفلين لثلاثة أشياء.

      الأول: أن العاقل إذا سمع أخبارهم عرف قدر ما وهب له مما حرموا، فحثه ذلك على الشكر.

      أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ قال: حدثنا علي بن الحسين بن الحسن بن أحمد بن شاذان قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد قال: حدثنا عبداللّه بن محمد القرشي قال: حدثنا خلف بن هشام قال: حدثنا الحكم بن سنان عن حوشب عن الحسن أنه قال: خلق اللّه - عزّ وجل - آدم حين خلقه فأخرج أهل الجنة من صفحته اليمنى، وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى، فدبوا على وجه الأرض، منهم الأعمى والأصم والمبتلى فقال ادم: يا رب ألا ساويت بين ولدي؟ قال: يا آدم إني أردت أن أشكر قال: حدثنا أبو عمر بن حيوية قال: أنبأنا ابن المرزبان قال: حارث بن محمد: سمعت محمد بن مسلم يقول: تكلم رجل في مجلس ابن عباس فأكثر الخطأ فالتفت عبداللّه بن عباس إلى عبدٍ له فأعتقه فقال له الرجل: ما سبب هذا الشكر؟ قال: إذ لم يجعلن اللّه مثلك.

      والثاني: أن ذكر المغفلين يحث المتيقظ على اتقاء أسباب الغفلة إذا كان ذلك داخلاً تحت الكسب وعامله فيه الرياضة، وأما إذا كانت الغفلة مجبولة في الطباع، فإنها لا تكاد تقبل التغيير.

      والثالث: أن يروح الإنسان قلبه بالنظر في سير هؤلاء المبخوسين حظوظاً يوم القسمة، فإن النفس قد تمل من الدؤوب في الجد، وترتاح إلى بعض المباح من اللهو، وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لحنظلة:«ساعة وساعة».

      لاملامة في الضحك والمفاكهة

      وعن حنظلة الكتاب أن النبي صلى اللّه عليه وسلم ذكر الجنة والنار وكنا كأن رأينا رأي عين، فخرجت يوماً فأتيت أهلي فضحكت معهم فوقع في نفسي شيء، فلقيت أبا بكر فقلت: إني قد نافقت، قال: وما ذاك؟

      قلت: كنت عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فذكر الجنة والنار فكنا كأن رأينا رأي عين، فأتيت أهلي فضحكت معهم، فقال أبو بكر: إنا لنفعل ذلك، فأتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال: «يا حنظلة لو كنتم عند أهليكم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي الطريق، يا حنظلة ساعة وساعة».

      وقال علي بن أبي طالب: روحوا القلوب واطلبوا لها طرف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان، وقال أيضاً: إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فالتمسوا لها من الحكمة طرفاً، وعن أسامة بن زيد قال: روحوا القلوب تعي الذكر.

      وعن الحسن قال: إن هذه القلوب تحيى وتموت فإذا حييت فاحملوها على النافلة، وإذا ماتت فاحملوها على الفريضة، وعن الزهري، قال: كان رجل يجالس أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ويحدثهم، فإذا كثروا وثقل عليهم الحديث، قال: «إن الأذن مجاجة، وإن القلوب حمضة، فهاتوا من أشعاركم وأحاديثكم»، وقال أبو الدرداء: إني لأستجم نفسي ببعض الباطل كراهية أن أحمل عليها من لحق ما يكلها، وعن محمد بن إسحاق قال: كان ابن عباس إذا جلس مع أصحابه حدثهم ساعة ثم قال حمضونا، فيأخذ في أحاديث العرب ثم يعود يفعل ذلك مراراً، وعن الزهري أنه كان يقول لأصحابه: هاتوا من أشعاركم هاتوا من حديثكم فإن الأذن مجة والقلب حمض، وقال ابن إسحاق: كان الزهري يحدث ثم يقول: هاتوا من ظرفكم هاتوا من أشعاركم، أفيضوا في بعض ما يخفف عليكم وتأنس به طباعكم فإن الأذن مجاجة والقلب ذو تقلب، وعن مالك بن دينار قال: كان الرجل ممن كان قبلكم إذا ثقل عليه الحديث قال: إن الأذن مجاجة والقلب حمض فهاتوا من طرف الأخبار، عن ابن زيد قال: قال لي أبي: إن كان عطاء بن يسار ليحدثنا أنا وأبا حازم حتى يبكينا ثم يحدثنا حتى يضحكنا، ثم يقول: مرة هكذا ومرة هكذا.

      قلت: وما زال العلماء والأفاضل يعجبهم الملح، ويهشون لها، لأنها تجم النفس وتريح القلب من كد الفكر، وقد كان شعبة يحدث، فإذا رأى المزيد النحوي قال: إنه أبو زيد البسيط:

      استعجمت دار نعمٍ ما تكلمنا ......... والدار لو كلمتنا ذات أخبار

      وقد روينا عن ابن عائشة أحاديث ملاحاً في بعضها رفث، وإن رجلاً قال له: أيأتي من مثلك هذا؟ فقال له: ويحك أما ترى أسانيدها؟ ما أحد ممن رويت عنه هو أفضل من جميع أهل زماننا، ولكنكم ممن قبح باطنه فرأى ظاهره، وإن باطن القوم فوق ظاهرهم، ووصف رجل من النساك عند عبيد اللّه ابن عائشة فقالوا: هو جد كله، فقال لقد أضاق على نفسه المرعى، وقصر طول النهى، ولو فككها بالإنتقال من حال إلى حال لتنفس عنها ضيق العقدة، وراجع الجد بنشاط وحدة، وعن الأصمعي قال سمعت الرشيد يقول: النوادر تشحذ الأذهان وتفتق الآذان، وعن حماد بن سلمة أنه كان يقول: لا يحب الملح إلا ذكران الرجال ولا يكرهها إلا مؤنثهم، وعن الأصمعي قال: أنشدت محمد بن عمران التميمي قاضي المدينة وما رأيت في القضاة أعقل منه: السريع:

      يا أيها السائل عن منزلي ......... نزلت في الخان على نفسي
      يغدو علي الخبز من خابزٍ ......... لا يقبل الرهن ولا ينسي
      آكل من كيسي ومن كسوتي ......... حتى لقد أوجعني ضرسي

      فقال: اكتبه لي، قلت: أصلحك اللّه إنما يكتب هذا الأحداث، فقال: ويحك اكتبه فإن الأشراف يعجبهم الملاحة.

      نفوس العلماء تسرح في مباح اللهو فقد بان مما ذكرنا أن نفوس العلماء تسرح في مباح اللهو الذي يكسبها نشاطاً للجد فكأنها من الجد لم تزل، قال أبو فراس:

      تجاهلاً مني، بغير جهل ......... أروح القلب ببعض الهزل
      والمزح، أحياناً، جلا العقل ......... أمزح فيه، مزح أهل الفضل

      الإضحاك المحرم والإضحاك المباح

      فإن قائل: ذكر حكايات الحمقى والمغفلين يوجب الضحك، وقد رويتم عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها أبعد من الثريا» فالجواب: إنه محمول على أنه يضحكهم بالكذب، وقد روي هذا الحديث مفسراً: «ويل للذي يحدث الناس فيكذب ليضحك الناس»، وقد يجوز للإنسان أن يقصد إضحاك الشخص في بعض الأوقات، ففي أفراد مسلم من حديث عمر بن الخطاب - رضي اللّه عنه - أنه قال: «لأكلمن رسول اللّه لعله يضحك، قال: قلت: لو رأيت ابنة زيد امرأة عمر سألتني النفقة فوجأت عنقها، فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.

      وإنما يكره للرجل أن يجعل عادته إضحاك الناس لأن الضحك لا يذم قليله، فقد كان الرسول صلى اللّه عليه وسلم يضحك حتى تبدو نواجذه، وإنه يكره كثيره لما روي عنه عليه السلام أنه قال: «كثرة الضحك تميت القلب»، والارتياح إلى مثل هذه الأشياء في بعض الأوقات كالملح في القدر.


      المصدر: جريدة الرياض السعودية
      جميلة حسن
      وما من كاتـب إلا سيفنى ****** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
      فلا تكتب بكفك غير شيء ****** يسرك في القيامة أن تـراه

      تعليق

      • soubiri
        أعضاء رسميون
        • May 2006
        • 1459

        #4
        طرف وملح

        الأستاذة جميلة

        شكرا لك على اثراء الموضوع.

        ودمتم لجمع.
        صابر أوبيري
        www.essential-translation.com

        تعليق

        • soubiri
          أعضاء رسميون
          • May 2006
          • 1459

          #5
          طرف وملح

          قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي التياح قال:

          سمعت مُطَرِّفا يحدث أنه كانت له امرأتان ، قال: فجاء إلى إحداهما ، قال: فجعلت تنزع عمامته ، وقالت: جئت من عند امرأتك ؟!

          قال: جئت من عند عمران بن حصين ، فحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أن أقل ساكني الجنة النساء" .

          المسند: 33/72 رقم (19837) والحاكم ، من طريق روح بن عبادة عن شعبة بمثله . وقال: صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بهذه السياقة.
          قلت : رواه مسلم في صحيحه (2738) من طريق معاذ بن معاذ عن شعبة بسياق قريب جدا .
          صابر أوبيري
          www.essential-translation.com

          تعليق

          • soubiri
            أعضاء رسميون
            • May 2006
            • 1459

            #6
            طرف وملح

            قال ابن المنير: كل من أخذ مالا من بيت المال على عمل إذا أهمل العمل = يرد ما أخذ ، وكذا الأخذ على عمل لا يتأهل له .اهـ من فتح الباري6/124.

            قلت: ما أكثر الآخذين ـ اليوم ـ على ما لم يتأهلوا له .

            صابر أوبيري
            www.essential-translation.com

            تعليق

            • soubiri
              أعضاء رسميون
              • May 2006
              • 1459

              #7
              طرف وملح

              قال شيخ الإسلام ابن تيمية:

              والفقيه قد يفعل شيئا على العادة ، و إذا قيل له: هذا من الدين ؟ لم يمكنه أن يقول ذلك ، ولهذا قال ‏بعض السلف: لا تنظر إلى عمل الفقيه ، ولكن سله يصدقك .
              الاستغاثة في الرد على البكري ص335
              .. ولا يجوز أن يقال: (فزيد بن أرقم) قد فعل هذا ؛ لأنه لم يقل: إن هذا حلال ، بل يجوز أن يكون فعله جريا على العادة من غير تأمل فيه ، ولا نظر ، ولا اعتقاد ، ولهذا قال بعض السلف: ( أضعف العلم الرؤية) يعني: أن يقول: رأيت فلانا يفعل كذا . ولعله قد فعله ساهيا ، وقال إياس بن معاوية: (لا تنظر إلى عمل الفقيه ، ولكن سله يصدقك).
              ولهذا لم يذكر عنه أنه أصر على ذلك بعد إنكار عائشة ، وكثيرا ما قد يفعل الرجل النبيل الشيء مع ذهوله عما في ضمنه من مفسدة ، فإذا نبه انتبه ، وإذا كان الفعل محتملا لهذا ، ولما هو أكثر منه = لم يجز أن ينسب لأجله اعتقاد حل هذا إلى زيد بن أرقم رضي الله عنه..
              صابر أوبيري
              www.essential-translation.com

              تعليق

              • soubiri
                أعضاء رسميون
                • May 2006
                • 1459

                #8
                طرف وملح

                قال العلامة الشاطبي:
                وأن الإنسان لا ينبغي له أن يعتمد على عمل أحد البتة حتى يتثبت فيه ، ويسأل عن حكمه إذ لعل المُعْتَمَد على عمله يعمل على خلاف السنة ، ولذلك قيل :لا تنظر إلى عمل العالم ، ولكن سله يصدقك .

                وقال أيضا: العالم قد يعمل ، وينص على قبح عمله ! ، ولذلك قالوا : لا تنظر إلى عمل العالم ولكن سله يصدقك. .

                وقال الخليل بن أحمد ..:
                اعمل بعلمي ولا تنظر إلى عملي * ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري

                صابر أوبيري
                www.essential-translation.com

                تعليق

                • soubiri
                  أعضاء رسميون
                  • May 2006
                  • 1459

                  #9
                  طرف وملح

                  قال الإمام أبو سليمان الخطابي في العزلة ص55:

                  حدثنا ابن الزيبقي قال حدثنا موسى بن زكريا التستري قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا العتبي قال: كنا عند سفيان بن عيينة فتلا هذه الآية {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [(38) سورة الأنعام] وقال: ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من شبه البهائم : فمنهم من يهتصر اهتصار الأسد ، ومنهم من يعدو عدو الذئب ، ومنهم من ينبح نباح الكلب ، ومنهم من يتطوس كفعل الطاوس ، ومنهم من يشبه الخنازير التي لو ألقى لها الطعام الطيب عافته ، فإذا قام الرجل عن رجيعه ولغت فيه ؛ فكذلك تجد من الآدميين من لو سمع خمسين حكمة لم يحفظ واحدة منها ! وإن أخطا رجل عن نفسه أو حكى خطأ غيره ترواه وحفظه !
                  قال أبو سليمان[الخطابي] ما أحسن ما تأول أبو محمد [ابن عيينة] رحمة الله عليه هذه الآية ، واستنبط منها هذه الحكمة ، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره ، وجب المصير إلى باطنه ، وقد أخبر الله تعالى عن وجود المماثلة بيننا وبين كل دابة وطائر ، وكان ذلك ممتنعا من جهة الخلقة ، والصورة ، وعدما من جهة النطق ، والمعرفة = فوجب أن يكون مصروفا إلى المماثلة في الطباع ، والأخلاق ، وإذا كان الأمر كذلك ؛ فاعلم يا أخي أنك إنما تعاشر البهائم والسباع ! فليكن حذرك منهم ، ومباعدتك إياهم على حسب ذلك ، ومصداق قول سفيان رحمه الله في كتاب الله سبحانه حين يقول في تمثيل من كذب بآيات الله بالكلب فقال عز وعلا {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث}[ (176) سورة الأعراف] وقال سبحانه وتعالى {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا} [ سورة الجمعة ] ، وقال عز وجل { أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}[ سورة الأعراف] فجعلهم أسوأ حالا منها ، وأبعد مذهبا في الضلال [حين] قامت عليهم الحجة ، فلم يذعنوا لها .

                  ولأجل ذلك رأى الحكماء أن السلامة من آفات السباع الضارية أمكن ، والخلاص منها أسهل من السلامة من شر الناس !
                  صابر أوبيري
                  www.essential-translation.com

                  تعليق

                  • soubiri
                    أعضاء رسميون
                    • May 2006
                    • 1459

                    #10
                    طرف وملح

                    قال العلامة حَمْد الخطابي في العزلة ص15:
                    قال أخبرنا ابن الأعرابي قال: حدثنا أبو سعيد الحارثي كُرْبُزان قال: حدثني يحيى بن سعيد القطان قال: حدثنا محمد بن مهران بن مسلم بن المثنى قال حدثني مسلم قال: كنا مع عبد الله بن الزبير ، والحجاج محاصره ، وكان ابن عمر يصلي مع ابن الزبير فإذا فاتته الصلاة معه ، وسمع مؤذن الحجاج انطلق ، فصلى معه .
                    فقيل: لم تصلي مع ابن الزبير ، ومع الحجاج ؟
                    فقال إذا دعونا إلى الله أجبناهم وإذا دعونا إلى الشيطان تركناهم.
                    صابر أوبيري
                    www.essential-translation.com

                    تعليق

                    • soubiri
                      أعضاء رسميون
                      • May 2006
                      • 1459

                      #11
                      طرف وملح

                      قال العلامة الخطابي في العزلة ص17:

                      قال بعض الحكماء: إنما يستوحش الإنسان بالوحدة لخلاء ذاته ، وعدم الفضلية من نفسه ؛ فيتكثر حينئذ بملاقاة الناس ، ويطرد الوحشة عن نفسه بالكون معهم ، فإذا كانت ذاته فاضلة طلب الوحدة ليستعين بها على الفكرة ، ويتفرغ الاستخراج الحكمة .
                      وقال بعضهم: الاستئناس بالناس من علامات الإفلاس.

                      صابر أوبيري
                      www.essential-translation.com

                      تعليق

                      • soubiri
                        أعضاء رسميون
                        • May 2006
                        • 1459

                        #12
                        طرف وملح

                        قال العلامة العز بن عبد السلام:

                        ثمرة معرفة خساسة الدنيا وفنائها : احتقارها ، وعدم الالتفات إليها .
                        وثمرة معرفة نفاسة الآخرة وبقائها : الإقبال عليها ، والابتدار إليها .
                        والجهل بخساسة هذه الدار مثمر للإخلاد إليها ، والجهل بنفاسة دار القرار مثمر لإيثار هذه الدنيا عليها . شجرة المعارف والأحوال ص58و59.

                        صابر أوبيري
                        www.essential-translation.com

                        تعليق

                        • soubiri
                          أعضاء رسميون
                          • May 2006
                          • 1459

                          #13
                          طرف وملح

                          قال بعض الحكماء ينبغي للعاقل أن ينظر كل يوم إلى وجهه في المرآة؛ فإن كان حسنا لم يشنه بفعل قبيح، وإن كان قبيحا لم يجمع بين قبيحين. الجامع لأخلاق الراوي والسامع 1/613.

                          ونظم معناه :
                          يا حسن الوجه توق الخنا * لا تبدلن الزين بالشين
                          ويا قبيح الوجه كن محسناً * لا تجمعن بين قبيحين.
                          اللطف واللطائف للثعالبي ص11

                          وقال آخر :
                          يا جميل الوجه كن محسناً لا تخلطنّ الزّين بالشّين
                          ويا قبيح الوجه كن محسناً لا تجمعنّ الشّين بالشّين
                          التمثيل والمحاضرة للثعالبي ص230.

                          وقال آخر :
                          إنّ حُسْنَ الوجهِ يحتا * جُ إلى حُسْنِ فِعَال
                          حاجةَ الصَّادِي من الما * ءِ إلى العَذْبِ الزَّلاَلْ.
                          بهجة المجالس3/29.
                          صابر أوبيري
                          www.essential-translation.com

                          تعليق

                          • soubiri
                            أعضاء رسميون
                            • May 2006
                            • 1459

                            #14
                            طرف وملح

                            قال أبو بكرالمروذي :

                            لما سجن أحمد بن حنبل جاء السجان فقال له : يا أبا عبد الله الحديث الذي روي في الظلمة ، وأعوانهم صحيح ؟

                            قال : نعم .

                            قال السجان: فأنا من أعوان الظلمة ؟
                            قال أحمد: فأعوان الظلمة من يأخذ شعرك، ويغسل ثوبك، ويصلح طعامك، ويبيع ويشتري منك، فأما أنت فمن أنفسهم.
                            صابر أوبيري
                            www.essential-translation.com

                            تعليق

                            • soubiri
                              أعضاء رسميون
                              • May 2006
                              • 1459

                              #15
                              طرف وملح

                              قال العلامة عبد الرحمن السعدي في كتاب مجموع الفوائد واقتناص الأوابد ص37:

                              يعجبني ما وقع لبعض أهل العلم وهو: أنه كتب له آخر من أهل العلم والدين ينتقده انتقادا شديدا في بعض المسائل ، ويزعم أنه مخطئ فيها ، حتى إنه قدح في قصده ونيته ، وقال مع ذلك : إنه يدين الله ببغضه بناء على ما توهم من خطئه .. ، فأجاب المكتوب له :
                              اعلم يا أخي أنك إذا تركت ما يجب عليك من المودة الدينية والأخوة الإسلامية ، وسلكت ما يحرم عليك من اتهام أخيك بالقصد السيئ على فرض أنه أخطأ ، وتجنبت الدعوة بالحكمة في مثل هذه الأمور ؛ فإني أخبرك قبل الشروع في جوابي لك عمّا انتقدته علي:
                              أني لا أترك ما يجب عليّ من الإقامة على مودتك والاستمرار على محبتك المبنية على ما أعرفه من دينك انتصارا لنفسي ؛ بل أزيد على ذلك بإقامة العذر لك بقدحك في أخيك أني أعرف أن الدافع لك على ذلك حسن قصد ، لكن لم يصحبه علم يصححه ، ولا معرفة تبين مرتبته ، ولا ورع ، ورأي صحيح يوقف العبد عند حده الذي أوجبه الشرع عليه ؛ فلحسن قصدك المتمحض أو الممتزج بشيء آخر ؛ قد عفوت لك عمّا كان منك إلي من الاتهام بالقصد السيئ ؛ فهب أن الصواب معك يقينا ، فهل خطا الإنسان دليل على سوء قصده ؟!
                              فلو كان الأمر كذلك لتوجه رمي جميع علماء الأمة بالقصود السيئة ، فهل سلم أحد من الخطأ ، وهل هذا القول الذي تجرأت عليه إلا مخالف لما أجمع عليه المسلمون من أنه لا يحل رمي المسلم بالقصد السيئ إذا جاء في مسألة علمية دينية ، والله تعالى قد عفا عن خطأ المؤمنين {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال : الله قد فعلت .
                              ثم نقول: هب أنه جاز للإنسان القدح في إرادة ما دلت القرائن والعلامات على قصده السيئ ، فيحل القدح فيمن عندك من الأدلة والقرائن الكثيرة على بعده عن القصود السيئة ما لا يبرر لك أن تتوهم فيه شيئا مما رميته به ، وأن الله أمر المؤمنين أن يظنوا بإخوانهم خيرا إذا قيل فيهم خلاف ما يقتضيه الإيمان فقال تعالى{لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا }
                              صابر أوبيري
                              www.essential-translation.com

                              تعليق

                              يعمل...
                              X