بلا عنوان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بلا عنوان

    <p><strong><font color="#000000" size="5">أنا إنسان بلا عنوان. قد تتساءل عزيزي القارئ لماذا. بكل بساطة لأنني لا أعرف قصتي كي أجرأ على عنونتها. ولنفترض أنني أعرفها، لن أجد الكلمات المناسبة التي تعبر عنها. وحتى ما تراه نصب عينيك الآن لا يزيد عن كونه ثرثرة وفظاظة. فمعذرة عزيزي القارئ..<br />عندما أتجول في أرجاء هذه المدينة أشعر بغربتي وغرابتي، إذ تغمري أحاسيس غريبة جدا: ففي أعماقي تنتابني رغبة في البكاء.. بل في العويل. وعندما أنظر إلى الآخرين أحس بالفرق الكبير بيني وبينهم. هم يمشون مسرعين إلى... أما أنا فأمشي مثل كائن فضائي يستكشف طبائع الناس كما في فيلم"رجل المستقبل" ولو أنني متيقن من أنني لا أشبه بطل الفيلم. فثقته في نفسه لا مثيل لها. أما أنا، العبد الضعيف، فلا أكاد أحافظ على توازني واستقامة جسدي الذي يصطدم بالغادين والرائحين.<br />وفي الحقيقة أحن كثيرا إلى مسقط رأسي "أيار وحدود" التي غادرتها يوما ربما طائعا أو مكرها. لم أرد يوما معرفة الحقيقة. غادرتها في صيف 92 رفقة أخوتي.. بلا رجعة. هذا كان القرار، قرار المشيئة. ولم أعد إليها إلا بعد مضي أحد عشرة سنة. أتذكر أنه عندما وطأت قدماي تراب الوادي وأنا أنزل من السيارة انتابتني رعشة زلزلت كياني. هكذا رحبت بي قريتي من جديد. وبعد نزولي وأنا أتأمل المكان احمرت وجنتاي خجلا وركعت حواسي شكرا وإجلالا. كانت تلك هي الوسيلة الوحيدة لعقد الصلح فيما بيننا. كنت رفقة أبي وأخي الكبير. لم يكونا على علم بإبرام الصلح ولا بركوعي للمكان الذي قبل أن أرى النور بين أحضانه. ربما لم يفعلا نفس الشيء لأنهما في سن غير سني أو لأن لهما موقفا من المكان، ولكن لكل طريقته في رؤية الأشياء.<br />عندما قررنا العودة وعدت بلدتي بأنني سأعود يوما.. بعد قضاء أمور كثيرة لا زالت عالقة...وهكذا لا زلت نفسي عالقا في براثن المدينة. إلى متى؟ لست قادرا على الإجابة...<br />فعذرا مرة أخرى عزيزي القارئ...<br /><br /><br />كتبت يوم 13 مارس 07</font></strong></p>
يعمل...
X