الشرخ اللغوي بالمغرب وتحقيق أهداف الظل الآخر..علوشي عثمان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشرخ اللغوي بالمغرب وتحقيق أهداف الظل الآخر..علوشي عثمان

    <font face="Simplified Arabic"> </font><div align="center"><font size="6"><font color="#00008b">الشرخ اللغوي في المغرب وتحقيق أهداف الظل الآخر!!!</font></font></div><br /><br /><font color="#0000ff"><div align="right">بقلم: علوشي عثمان</div></font><br /><br /><font color="#4b0082"><font size="5"><div align="justify">في مقال للكاتب الإسباني المقيم بالمغرب خوان غويتيسولو تحت عنوان "الشرخ اللغوي بالمغربي العربي"1 La fractura linguistica del Magreb نشر بجريدة "إلبايس El Pais" يطرح فيه قضية اللغة الأم في بلدان المغرب العربي معتمدا عن تجربته في المغرب والجزائر. في نظره، تعتبر الدارجة المغربية اللغة الأم لكل المغاربة وهي "تشق طريقها وئيدا، مثل الأمازيغية، في وسائل الإعلام، ويُتَوَقَّع أن تتوسع كلَّ مرة أكثر"2 ، أي أن من حقها أن تكون اللغة الرسمية في البلاد. وليس غويتيسولو الوحيد الذي طرح هذا الموضوع الحساس على جميع الأصعدة، بل هناك ووجهات نظر أخرى طفت على السطح يدافع عنها مغاربة فرنكوفوني التكوين أو أمازيغي الأصل متعصبون لثقافتهم ولغتهم. وجهات نظر تختلف باختلاف الخلفية الأيديولوجية والثقافية لكل طرف، حيث نجد من يدافع عن الدارجة أو العامية المغربية ومن يدافع عن الأمازيغية. وهناك أيضا من يدافع عنهما معا مع المطالبة بالإطاحة برأس اللغة العربية الفصحى. وسأحاول في هذا المقال تحليل منطلق كل طرف لتوضيح سبب دفاعه المستميت عن رأيه. ولكن، من المستفيد في الأخير من إطلاق هذا الفيروس اللغوي في حلبة القضية اللغوية؟ <br />يدافع خوان غويتيسولو في مقاله، إلى جانب الفرنكوفونيين الذين يعانون من "عقدة لغوية" مع العربية، ويهاجم هذه الأخيرة التي تعتبر، حسب مقتضيات الدستور المغربي، اللغة الرسمية للبلاد، مؤكدا: " أن شعوب المغرب العربي لا يتعرَّفون على ذواتهم في لغة رسمية ذات وقار فارغ، بل على العكس، إنهم يشعرون بها ككابح أو جِماح في طريق تطلُّعهم إلى تعبير ديمقراطي حر"3 . ويعتبر أن هذه العامية التي تمخضت عن الفصحى وبدأت تسير في منعطف مستقل ليست الآن هي نفس "اللغة التي يكرسها الدستور". ويجزم أنها ليس لغة "رعاعية" أو لغة الرعاع لأنه يقدر " إبداعيتها الثابتة في الحقل الشفهي الشعبي كما في تجلّياتها الموسيقيَّة، والمسرحية، والفنية"4 . وهو هنا يعترف أنها شفهية لا أكثر، ناسيا أو متناسيا أن أي لغة شفهية هي "بنت" اللغة الفصحى، وإمكانية تقعيدها تحتاج إلى مجهود متعدد الأطراف أو إلى شخص من وزن (أنطونيو دي نيبريخا) الذي وضع أولى القواعد النحوية للغة الإسبانية بعيد سقوط الدولة الإسلامية بالأندلس. الأمر الذي لا يمكن أن نحلم به في الظرفية الراهنة.<br />وكما قلت، فغويتيسولو يقف في نفس الخندق الذي يحتمي خلفه جل من درس في الجامعات والمدارس العليا الفرنسية وعاد إلى المغرب للاشتغال في المجال الإعلامي أو في أي إدارة مغربية تعتمد على العربية إلى جانب الفرنسية التي فرضت نفسها مثل "سلعة مهربة" تحاول تمثيل دور المتملص من الجمارك، لأنها، وبكل بساطة، متواطئة مع هذا "الجمركي" المغربي الذي يقبض منها كل يوم رشوة مقابل التزام الصمت الأبدي. وهؤلاء "المتفرنسين" يخشون من أن يكتشف الجمهور قصورهم اللغوي، فيلوذون إلى العامية متمسكين بأستارها يطلبون بركتها مدعين أن العربية الفصحى لغة جافة ومتحجرة. بعبارات واضحة، خريجي المعاهد الأوربية هؤلاء يعانون من نقص حاد في اللغة العربية ولا يجدون الوقت لتحسين مستواهم لأنهم يقرؤون بالفرنسية ويتكلمون مع أبناءهم بالفرنسية..وربما يأكلون وينامون بالفرنسية!!! <br />ويستشهد خوان غويتيسولو في مقاله، ساقطا في فخ الإقناع، بكاتب ياسين الذي انتقل" في آخر أعوام حياته من الفرنسية التي ألَّف بها روايته الجميلة” نجمة” إلى دارجة بلده، غيرَ عابئ بالاستهجان الحانق للمتضلِّعين في اللغة ولزمرة العسكريين، الساسة ورجال المال المستأثرين بالسلطة منذ 1965"5. والسؤال المطروح هو لماذا لم يعتبر غويتيسولو أن هذا الكاتب لم يستطع أن يجاري كتابا عمالقة أبدعوا أدبا محليا وبلغة عربية أجمل مما كتبه ياسين بالدارجة؟<br />أما الذين يعضون بالنواجذ على اللغة الأمازيغية، فيعتبرون أن من حق هذه اللغة أن تدمج في التعليم، ولما لا أن تصبح اللغة الرسمية للبلاد. ولست هنا ضد إدماج الأمازيغية بتشكيلاتها اللغوية الثلاث: تاريفيت، تاشلحيت وتمزيرت، في المنظومة التربوية لأنه أمر ضروري للحفاظ على جزء من الهوية المغربية، وهو ما تحقق بالفعل "بصدور الظهير الملكي المؤسس للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية (17 أكتوبر 2001)، وما تلا ذلك وما انبنى عليه من إخراج فعلي لذلك المعهد إلى حيز الوجود، ومن الشروع في إدماج الأمازيغية في المدرسة، وبداية الاعتراف بها عمليا في المحيط العام"6 . بيد أن الغريب في أمر المدافعين عن الأمازيغية لغة وثقافة يكمن في كونهم لا يدافعون عن مطالبهم باللغة الأمازيغية بل باللغة العربية. وهو أمر يثير أسئلة وتأويلات كثيرة منها أنهم يعانون من انفصام لغوي عويص، أو أنهم إن فرطوا في العربية فلن يجدوا لغة يكتبوا ويتواصلوا بها، بما أن تفيناغ حرف تجهله أكبر شريحة أمازيغية لأنه لم يكن يستعمل في الكتابة أصلا، فكيف يعرف غير الأمازيغ قراءته.. !!!<br />والسؤال حول من المستفيد من كل هذا يطرح نفسه بشدة نظرا لعدة عوامل منها محاولة تقسيم ما هو مقسم أصلا، أي تشتيت الهوية المغربية ومحاولة فصلها عن الهوية العربية، وذلك بتكريس مبدأ "فرق تسد". وأقول هنا لخوان غويتيسولو: لماذا تفرض مدريد اللغة القشتالية (الإسبانية) على باقي مناطق الحكم الذاتي الذين يتكلمون لغات أخرى تختلف عن القشتالية؟ أليس لأن الإسبانية تشكل رمز وحدة إسبانيا؟ أليست هي الوحدة بعينها؟ فليجب خوان غويتيسولو عن هذه الأسئلة، وبعد ذلك يستطيع السماح لنفسه أن ينعت لغة نزل بها كتاب تخشع لسماعه الجبال الجامدة باللغة "الفارغة". <br />وفي نظري، خوان غويتيسولو وغيره من المتفرنسين ليسوا سوى دعاة أو خدما لأهداف "الظل الآخر" الذي لن يهدأ له بال قبل أن يفكك الكعكة اللغوية المغربية أجزاء متنافرة. وهذا الظل الآخر هو فيروس زرعه المقيم العام ليوطي قبل خمسينيات القرن الماضي لأن معادلة فرق تسد هي التي تضرب كل شيء في صفر...أو أصفار لغوية...!!!</div></font></font><br /><font size="4">----------------------------</font><div align="right"><font size="3"><font color="#000000">1 ترجم الأستاذ مزوار الإدريسي هذا العنوان ب" <a href="http://www.doroob.com/?p=21634" target="_blank"><font color="#003671">الشرخ اللساني في المجتمع المغاربي</font></a>"، وسبب الاختلاف في الترجمة راجع إلى أن مقال الكاتب الإسباني خوان غويتيسولو لا يتطرق للموضوع من وجهة نظر لسانية تنبني على ضوابط علمية، بل على مجرد أفكار تمخضت عن تجربة شخصية وفكرية محضة.( والترجمة موجودة على الإنترنيت). <br />2 خوان غويتيسولو، "<a href="http://www.doroob.com/?p=21634" target="_blank"><font color="#003671">الشرخ اللساني في المجتمع المغاربي</font></a>"، جريدة إلبايس الإسبانية الصادرة بتاريخ 24/09/2007، ترجمة مزوار الإدريسي. <br />3 نفس المرجع.<br />4 نفس المرجع.<br />5 نفس المرجع.<br />6 محمد المدلاوي المنبهي، "<a href="http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=103752" target="_blank"><font color="#003671">موقع اللغة الأمازيغية من التعدد اللغوي بالمغرب</font></a>"، الحوار المتمدن - العدد: 1987 - 2007 / 7 / 25.</font></font></div>
يعمل...
X