قصة ملاكي الصغير (مميزة)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • nadarayhan
    عضو منتسب
    • Dec 2007
    • 4

    قصة ملاكي الصغير (مميزة)

    قصة ملاكي الصغير

    الحلقة الأولى: ملاك ضائع

    أشرقت شمس صباح جديد وتسللت خيوطها الدافئة إلى غرفتي شعرت بالغبطة و انا افتح نافذتي واستقبل يومي الجديد بتغريد العصافير ونسمات الصباح العليلة.
    انه يوم العطلة الأسبوعية وما أجمل أيام العطلة! وعدت أمي بزيارة عمتي
    اليوم لذا تناولت فطوري على عجل وأخذت محفظتي التي لا تفارقني أبدا وخرجت.

    "يوم جميل للتنزه" قلت في نفسي.

    لذلك سلكت الشوارع الطويلة بدلا عن طريقي المعتاد حتى وصلت إلى الحديقة
    العامة أين تفضل الكثير من العائلات قضاء يوم راحتها أخذت أجوب الحديقة
    وأمتع نظري بالمناظر الرائعة أخذت نفسا عميقا من عطر الورود ثم هممت
    بالخروج، لكن أمرا ما شل حركة قدمي وسد بصري فلم أحرك ساكنا، خلف إحدى
    الأشجار فتاة صغيرة تبدو في الرابعة من عمرها تحدق في بقية الأطفال تداعب
    نسمات الهواء شعرها الأملس، دفعني عطفي وفصولي إليها فقلت:

    -"مرحبا صغيرتي".استدارت إلي في دهشة كأنما أيقظتها من حلم جميل ولم ترد على تحيتي.

    لم اعتزم تركها حتى اعرف سبب حزنها، فسألتها:

    - لم تجلسين وحيدة يا حلوتي ولما لا تشاركين بقية الأطفال اللعب؟
    - لا أريد اللعب! قالت هذه الكلمات بلهجة ساخطة...

    -حسنا ما اسمك حلوتي؟
    -اسمي سمر.
    -ولما لا تريدين اللعب يا سمر ؟
    -أنا انتظر أمي .قالت بنبرة حزن و يأس.

    -واين امك ؟.
    هزت كتفيها ولم تجب . مرت لحظة سكن فيها كلانا.
    -بحثت عنها في كل مكان ولم اجدها...
    نظرت الى الصغيرة و دمعتان معلقتان في مقلتيها فشعرت بحزن دفين يتسلل الى قلبي .

    "يال اهمال الامهات كيف تترك ابنتها وحيدة هنا وتذهب! !
    -الم تخبرك اين ذهبت ؟
    -لا ادري .لم استطع ترك الصغيرة وحدها لذا اخذت على عاتقي مسؤولية البحث عن والدتها، جبنا انا والملاك الصغير الحديقة كلها لكن دون جدوى فسالت الصغيرة:
    -اين يقع منزلك يا سمر؟
    -في مكان لا احبه ولا اريد العودة اليه.لا اريد...
    تحول الملاك الهادئ فجاة الى ملاك غاضب ساخط ثم اجهشت بالبكاء.
    حاولت تهدئتها قائلتة:
    -هوني عليك صغيرتي لما لا تريدين العودة الى المنزل؟
    -ذلك المكان ليس بيتي، هم ليسوا اهلي، ثم قالت بكلمات متقطعة:
    -انه..انه ميتم للاطفال...
    (يتبع)

    اذا كانت القصة قد اعجبتكم و ان كنتم تريدون البقية فاخبروني..
    اقبل كل اقتراحاتكم وانتقاداتكم بصدر رحب.اختكم ندى الريحان
  • nadarayhan
    عضو منتسب
    • Dec 2007
    • 4

    #2
    _MD_RE: قصة ملاكي الصغير (مميزة)

    ملاكي الصغير (ح2)

    أحزان الملاك الصغير

    شعرت بالأسى على الصغيرة ذات الوجه الملائكي وقررت أن أخفف بعض معاناتها

    لذا أخذت بيدها و خرجنا من الحديقة وتوجهنا الى الشارع الرئيسي الذي كان يعج

    بالمارة وكل أنواع وسائل النقل مشينا الطريق ونحن نتجاذب أطراف الحديث وكانت

    صغيرتي سمر تحكي لي بعض حياة المياتم :

    -لم لاتحبين الميتم يا سمر؟

    - أنا لا أحد لي هناك لا أم و لا أب ولا حتى أهل لا يزورني أي شخص ومن يأتي لزيارتنا في المناسبات و الأعياد لا يعود أبدا.

    -يعاملونكم جيدا هناك ؟سألت الصغيرة.

    -بلى، لكن أحب أن يكون لي بيت وأم واخوة وأناس أعتبرهم أهلي.

    أطلقت سراح أفكاري ورحت أفكر في معاناة سمر.

    شعرت بحزن عميق يختلج صدري وأنا أتخيل أن سمر جاءت الى الحديقة العامة

    باحثة عن أمها، أجل لما لكل هؤلاء الأطفال أمهات وهي لا. نظرت الى الملاك

    الصغير بكل حنان ولم أجد ما أواسيها به، كم هي بريئة هذه الطفلة وكم تعاني هي و

    أمثالها و قلت في نفسي:

    -"يا الاهي كم هو صعب ان تعيش في هذه الدنيا دون أن تعرف لك اهلا أو ماضيا او

    حتى مستقبلا"

    اردت تخفيف معاناة الصغيرة فقلت :

    -سمر حلوتتي اترغبين في تناول البوضا اللذيذة معي ؟.

    -أجل أحبها كثيرا

    دخلنا بائع البوضا وجلست كلتانا على الطاولة وشرعنا في الأكل ، و يبدو ان الصغيرة

    من عشاقها فهي لم تكف عن طلب المزيد حتى ظننت انها ستفرغ ما بقي في جيبي

    من نقود ثم ارتسمت على وجه الملاك البائس ابتسامة لو ملكت مال الكون لدفعته

    لابقيها على وجهها. فجأة اخذت سمر تحملق في كأنما تقرأ شيئا ما في تعابير وجهي

    فأثارت حيرتي فسألتها:

    -غاليتي أترغبين بشيء بعد؟

    لم تجبني على الفور بل استغرقت في تـملها ثم قالت:أريد طلبا صغيرا .اطلبي ما

    تشائين حبيبتي.

    طلب سمر هذا سيبقى محفورا في ذاكرتي بل في أعماق أعماق قلبي ما حييت بل و

    سيدفن معي اذا مت ...
    .
    ****يتبع****

    تعليق

    • nadarayhan
      عضو منتسب
      • Dec 2007
      • 4

      #3
      _MD_RE: قصة ملاكي الصغير (مميزة)

      الحلقة الثالثة: طلب صغير

      استغرقت في النظر إلى هذه الصغيرة البريئة وقد عقد لساني عن النطق بأية كلمة
      وتشتت أفكاري وهذا الملاك يسألني هذا الطلب:
      -كوني أمي...أرجوك
      هذا الطلب الذي تعتبره سمر" صغيرا" أعجز عقلي الكبير وذو التسعة عشر ربيعا
      عن فهمه أو استو عابه بل لقد شلت كل خلية في دماغي عن العمل ولم أنبس ببنت
      شفة، وفي هذه الأثناء كانت سمر ترمقني بنظرات كلها أمل ورجاء،ليت الأمور كانت
      سهلة كما تتخيلين يا صغيرتي!، لكنت منحتك أروع أم في الدنيا لما كنت سمحت لأي
      دمعت أن تبلل خدك الطاهر، لما تركت الحزن والأسى يطرقان قلبك!.
      -سمر أنا...أنا لا أستطيع أن أكون أمك.
      -لماذا أنت لطيفة وقد أحببتك وأريد أن...
      لم تكمل تلك الجملة العظيمة بل سكنت وناءت بنظرها عني.
      -اسمعي يا سمر صحيح أنك لا تعرفين أمك لكنها موجودة وهي تحبك أكثر مما تفعلين.
      -ولكن أين هي ولما لا تأتي إلي؟
      -إنها في السماء وسترينها يوما ما صدقيني.
      راحت صغيرتي تحملق في السماء كأنما تبحث عنها أو تتخيل وجهها، كم هي بريئة هذه الطفلة وكم هي تعيسة!
      -حسنا صغيرتي علينا أن نعود، فمن المؤكد أنهم يقلبون الدنيا بحثا عنك.
      -سنعود إلى الميتم؟
      -أجل وسآتي لرؤيتك كلما سمحت الفرصة أعدك بذلك.
      أمسكت بيدها الصغيرة وسلكنا الطريق الرئيسي رجوعا، لكنها تركت يدي قائلة بيأس:
      -أعلم أنك لن تعودي لرؤيتي أبدا...كلهم لا يعودون.
      بنبرة إصرار أجبتها:
      -أنا سأفعل...لقد وعدتك وسأفي بوعدي.
      التفتت إلي الصغيرة والأمل يشع من وجهها الملائكي وقالت:
      -إذن سأنتظرك يا...أنت لم تخبريني عن اسمك بعد؟!.
      تخيلوا أنني أبحرت في معاناتها ومآسيها لدرجت أنني نسيت إخبارها عن اسمي.
      -أدعى روان وأنا أسكن الحي المجاور.
      نظرت سمر إلي وابتسمت ابتسامتها الرائعة وقالت:
      -اسمك جميل...وماذا تفعلين؟. يبدو أن الاستجواب قد بدء!
      -أنا أدرس الطب...في الجامعة.
      -يعني أنك طبيبة صحيح؟
      ابتسمت لها وقلت:
      -حسنا ليس بعد لكني سأصبح كذلك بعد بضعة سنوات إن شاء الله.
      ارتسم على وجه صغيرتي شعاع مضيء من الأمل ثم ردت قائلة:
      -إذن سأخبر الجميع أن أمي طبيبة.
      -سمر قلت أنني لست أمك...لا تنعتيني بهذا الاسم نادني روان.
      -بل ماما روان...
      لم أجد بدا من إقناعها فنظرات الإصرار في عينيها كانت أقوى من أي رادع فأذعنت للأمر و سلمت أمري لله، مشينا طرقا طويلا حتى وصلنا إلى الميتم أين تعيش سمر وكل من كتب له القدر أن يعيش وحيدا، اقتربنا من المدخل أين كان يقف رجل طاعن في السن وقبل أن نكلمه أو يكلمنا التفت إلى الوراء وصرخ قائلا:
      - أسرعوا إنها هنا لقد عادت.
      (يتبع)

      الحلقة الرابعة: عودي إلي

      التفت العجوز إلي ثم انحنى ليسأل سمر:
      -أين كنت يا سمر نحن نبحث عنك منذ زمن طويل أأنت بخير؟
      -أجل يا عم حسام.
      أجابته بكل مرح وعفوية، وخلفه تمام أطلت امرأة عجوز برأسها أيقنت من الوهلة الأولى أنها مديرة الميتم، كان يبدو على وجهها القلق والحيرة وما إن وقعت عيناها على الصغيرة حتى فتحت ذراعيها وأخذتها في حضنها وهي تقول:
      -بحثنا في كل مكان عنك أين كنت ولما خرجت وحدك؟
      بكل سعادة وفخر أجابت سمر:
      -خرجت لأبحث عن أمي ، وقد وجدتها.
      شعت بالخجل والعجوز تنظر إلي بحيرة و استغراب، ياالاهي كيف لي أن اقنع هذه العنيدة بالتخلي عن فكرتها لكن إقناع الأطفال ليس بالأمر اليسير.فتح الباب ودعتني المرأة العجوز للدخول، في ذلك الفناء الواسع أطفال كثيرون يلعبون و يتسابقون وما أن رأوا سمر حتى تحلقوا من حولها وأمطروها بوابل من الأسئلة،في تلك اللحظة دعتني المديرة لجولة في الميتم، و رويت لها ما حدث مع سمر فقالت:
      -سمر طفلة حساس جدا، توفي والداها خلال الحرب عندما قصف بيتهم و لم يعد لها أي أحد أحضرها عمها إلى هنا منذ ثلاث سنوات وهو رجل عازب لا يستطيع التكفل بها وحده فتكفل الميتم بتربيتها.
      -ألم يعد عمها هذا لزيارتها؟ سألت المديرة.
      -لا نحن لم نره منذ ذلك اليوم لكنه كان يتصل من وقت لأخر ليطمئن على حالها،ثم انقطعت اتصالاته عنا كليا.
      - غريب هو القريب الوحيد لها كيف يتخلى عنها؟
      -على ما أذكر فانه في آخر اتصال له تكلم عن السفر الى لندن ربما رحل إلى هناك للعمل أو ما شابه...
      عدنا أنا و المديرة إلى حيث تركنا سمر ورفقاءها وما إن رأتني حتى أقبلت إلي وهي تقول:
      -هاهي ذي أمي إنها طبيبة.... طبيبة رائعة.
      راح الجميع يحملق في أم سمر، أخذت الصغيرة على حدا وقلت بنبرة هادئة وجادة:
      -سمر غاليتي علي الرحيل الآن وسأعود لزيارتك أنت تذكرين وعدي صحيح؟
      هزت رأسها ولم تجبني فاستطرت:
      -كلهم كانوا قلقين عليك ...إنهم يحبونك كثيرا هنا.
      قبلت سمر على خدها وأمسكت بيدها وقلت:
      -سأعود قريبا وسأجلب لك الكثير من الهدايا، موافقة؟
      -نعم ماما.
      هذه الصغيرة تقتلني عندما تناديني بهذا الاسم وتجرح نفسي لكن لا بد من الفراق، أوليتها ظهري ودون أن ألتفت إليها خطوت خطوات متسارعة إلى الباب ربما خوفا من أن تحملني عواطفي ومشاعري للعودة اليها لأضمها الى قلبي الذي يأبى فراقها، وقبل أن تلمس يدي مقبض الباب اخترق أذني صوت بدأت أعتاد عليه،صوت الملاك الصغير و هي تصرخ بأعلى صوتها:
      -عودي إلي ....لا تتركيني.
      .

      تعليق

      • nadarayhan
        عضو منتسب
        • Dec 2007
        • 4

        #4
        _MD_RE: قصة ملاكي الصغير (مميزة)

        تعليق

        يعمل...
        X