جلجلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد العسكري
    شاعر عربي
    • Sep 2009
    • 20

    جلجلة

    جلجلة
    القصيدة - نظم وليس شعرا - وفيها مفارقةٌ للتأسيس
    أحمدالعسكري
    [align=center][/align]
    أُداري جراحي عن عيونِ العواذِلِ
    كطيرٍ يُخبّي رِزقهُ في الحواصلِ

    وأستلُّ صبر النفس في الغيظِ كاظِماً
    بهمسٍ أفيقي .. إجرعي الصبرَ .. حاولي

    أُرتِقُ أوجاعاً إذا ما تفتّقت
    أغارت على قلبي كنارِ القنابلِ

    كأني أنا كفّارةُ الدهر .. دافعٌ
    بنفسي .. جزاءً عن ذنوب الأوائِلِ


    وألفُ قتيلٍ فيَّ يادهرُ فاكفني
    وأشفِق على قتلاكَ إشفاقَ قاتِلِ

    سياطٌ سليطاتُ الحِمامِ تدافَعت
    على كبِدي بالويل من ألفِ وابِلِ

    تجاهلني في اليُسرِ خِلٌّ عرفتُهُ
    فهل أرتجي في العُسرِ من كان جاهلي

    أقاموا على عُمري من الحِقدِ مأتماً
    فإن متُّ من في الناس ياناسُ ثاكلي

    وما كانَ سوءُ الفعلِ في الناسِ همّني
    ولكن فعلّ الناسِ للسوءِ قاتلي

    تلُوحُ ليَّ الغاياتُ .. هاهِي .. تَقّربت
    ولكنَ ياويلاهُ ضاعت وسائِلي

    ودُنياكَ لو جارَت على الحُرِ أوجعَت
    مطارِقُها دَقّت رؤسَ المفاصِلِ

    كفرتُ بها ما أصعبَ العيشَ عُنوةً
    بداءٍ وحُسادٍ وجافٍ وسافِلِ

    أُ أجِلُ بُركاني لعليّ أرُدُهُ
    فيدوي بأحشائي دويَّ الزلازِلِ

    وتستطعِمُ الأحزانُ روحي بِفَتّها
    على قِدرِها المفتوحِ فَتَّ التوابِلِ

    وهذي رؤسُ الأربعين تطاوَلَت
    عليّ كأشفارِ الرماحِ العوامِلِ

    سنينٌ تدوسُ القلبَ من مُرِّ مَرِّها
    كأن لها نصلاً بأطرافِ كاحِلِ

    أُبايعها عاماً بعامٍ ولم تزل
    تطالبُ مابين الحشى بالمقابلِ

    ودُنيايّ عَنّتني بشعري كأنها
    دماً أرضعتني من صدورِ البلابلِ

    فكم فِعلُ أمرٍ صارَ ماضٍ بعُرفِها
    وكم قولُ حقٍ شدَّ من أزرِ باطِلِ

    وكم ألفُ مفعولٍ بهِ في كِتابِها
    تَسّلّقَ إعراباً على ظهرِ فاعلِ

    تَعُدُّ على الغالين أيامَ عيشهم
    وتكسِرُ أضلاعَ العُتاةِ البواسِلِ

    وترفعُ للدونيِّ أطرافَ ثوبها
    فينزِلُ (مابينَ الدخولِ وحومَلِ)

    ويُنفى أخو الشِداتِ فيها مُشرّداً
    طريدَ ذِئابٍ مُستباحَ المَنازِلِ

    أمَوتُ كُليبٍ في العشيرِ مُدافِعاً
    كحُسنِ رِثاءٍ من قريضِ المُهلهلِ

    تَعكّزتُ أضلاعي إلى بابِ موطني
    فألفيتهُ مابينَ فَكٍّ ومِعوَلِ

    ومابينَ سيافٍ يُداوي خِناقَهُ
    وبينَ لصوصٍ حَصدُهم بالمناجِلِ

    وَغُلِّقتِ الأبوابُ دوني كانها
    تصيحُ غداةَ البين .. ياقادِم اقفِلِ

    فعُدتُ بِلا ضِلعٍ الى أرضِ غُربتي
    أُطأطِأُ هاماً ما انحنت غيرَ للعلي

    وضحكةُ سِنِّ المرء في حُضنِ غُربةٍ
    أشدُ مَراراً من نواحِ الثواكِلِ

    فأهٍ .. وياويلاهُ .. ياليلُ إشجِني
    فإني غريبُ الدار والحُزنُ بابلي

    تَقرَّحَ قلبي من جهالاتِ جاهلٍ
    يحُشُ بأضلاعي كحشِّ السنابِلِ

    أُحَمِلُ نفسي بالثِقالِ فما هَوَّت
    وأمشي بأعباءِ الردى غيرَ مُثقَلِ

    يُصيبُ منَ الأكبادِ شِعري .. شِغافَها
    ويُغرزُ في عينِ الحقيقةِ مِغزلي

    وما جَمَّلتني قِلةُ الخيلِ إنما
    طبائِعُ نفسٍ كالجوادِ المُحَجَّلِ

    تُعاندُني نفسي إذا ما لويتُها
    لسوءٍ .. وتدعوني أيا راكب انزِلِ

    فدُنيا تُلاويني إلى حَبلِ غَيّها
    ونفسٌ تأبّيها سِلاحُ المُقاتِل

    ويُعرَفُ أصلُ الخيل من فَرطِ نَفرِها
    وما كبحُ رعّاشٍ جماحُ المُصاهِلِ

    أجلجِلُ مابينَ الأساوِرِ شاعراً
    ويخنقني ليُّ المَعاصِمِ للحُلي

    فما اعورَّتِ الأشعارُ يوماً بمرودي
    ولا دُسَ سُمُ النحسِ يوماً بمكحلي

    صديقُ صديقي ما تخيّرتُ واطياً
    إذا رامَ عيني رَدد الجَفنُ إفعَلِ

    وما كانَ عِزّي غير من غزِ إخوةٍ
    طوالٌ إذا قاموا كرامُ الحمائِلِ

    كفَلتُ مواثيقاً وصُنتُ معاهِداً
    وزوجتُ أحراراً بناتَ الأصائِلِ

    وإنَ لِأسرارِ الرِجالِ بكارةً
    إذا فُضَ منها أولُ الخيطِ تنجلي

    فلا متُ إلا في حشى قلبِ ميتٍ
    ولا هُنتُ إلا من قذى عينِ أحولِ

    فيا عاذلي لوكنتَ مِثلي مُغرداً
    لما كُنتَ بين الناس يا صاحُ عاذلي
    جمعية الرابطة الثقافية
  • muadalomari
    معاذ العمري
    • Dec 2007
    • 520

    #2

    قصيدة جميلة بديعة ولو أنها اكتست كسوة القصيدة الكلاسيكية العربية التقليدية، موضوعها ليس جديدا، لكن كثير من الصور الشعرية مبتكرة ومستخلقة

    التشبية، الذي رسمه البيت الأول تشبية خلاق حقا، ترك ندبة وألما في نفس القارئ، لا أقصد مداراة الجراح عن عيون العواذل، بل تخزين الجراح في النفس كتخزين الطائر طعامه في حوصلته

    الأبيات الشعرية التالية تضمنت مبالغة في التصوير، رغم وقعهها الشديد على النفس، إلا أن المبالغة إلى هذا الحد كان كثيرا:

    كأني أنا كفّارةُ الدهر .. دافعٌ
    بنفسي .. جزاءً عن ذنوب الأوائِلِ


    وألفُ قتيلٍ فيَّ يادهرُ فاكفني
    وأشفِق على قتلاكَ إشفاقَ قاتِلِ

    سياطٌ سليطاتُ الحِمامِ تدافَعت
    على كبِدي بالويل من ألفِ وابِلِ


    البيت التالي أعلن سمة أخلاقية سامية

    وما كانَ سوءُ الفعلِ في الناسِ همّني
    ولكن فعلّ الناسِ للسوءِ قاتلي


    الصورة التي رسمها البيت التالي كانت بحق صورة مؤثرة في النفس حد الألم

    وتستطعِمُ الأحزانُ روحي بِفَتّها
    على قِدرِها المفتوحِ فَتَّ التوابِلِ

    القصيدة بحق قصيدة تحفة في صورها ومعانيها، وهي تكشف عن شاعر جهبذ لاشك، يملك خامة شعرية هائلة

    الشاعر العسكري

    هاتِ مثل هذه وزدنا! إنا نسمع ونستمتع

    تحية خالصة



    مرحبا بكم في الرواق الأدبي :
    http://www.almolltaqa.com/vb/forumdisplay.php?f=300

    تعليق

    • أحمد العسكري
      شاعر عربي
      • Sep 2009
      • 20

      #3
      أشكر لطفك استاذ معاذ

      رأيك يهمني

      وقراءتك مثار اعجاب وتقدير

      أشكرك جزيلا وأقدر قراءتك المتأنية
      دمت بكل خير
      جمعية الرابطة الثقافية

      تعليق

      • أحمد العسكري
        شاعر عربي
        • Sep 2009
        • 20

        #4
        قلائد - هدية الى الاستاذ معاذ العمري

        قلائد



        شعر



        أحمد العسكري
        مقاطع من قصيدة قلا ئِد



        [align=center]كفاكَ من اللذّات ما لا تُحاولُ



        وعذرُك في الغايات مالا تُطاوِلُ



        فخيلُك للأمجاد عُرجٌ حواملٌ



        وبُهمُكَ للزلاتِ سودٌ صواهِلُ




        تعملقّت الأشبار واعتلّت الرؤى



        وشاخت على أهل القريض السواعِلُ



        مساطيلُ هذا الدهر تستعذِبُ الذي



        يدِفُّ وتستعدي الذي لا يُجاملُ



        أُعانقُها عصماء تستنطِقُ الثرى



        بياناً..فتخبو في النفوس المشاعلُ



        وأهذي من الخمرِ الرخيص فتنتشي



        نهاياتُ قومٍ ما لهُنَ أوائِلُ



        أخوضُ غِمارَ الحزن عن ألفِ شاعرٍ



        ولكنَ مُرَّ الخمرِ عني يُقاتلُ



        أنا حطبُ الأحزان دارت بيَّ الرحى



        كأني رؤسُ القمح وهي المناجِلُ



        كِثارٌ بنو الأنسان لكن من ترى



        إذا دق ناقوسُ الخطوبِ قلائِلُ



        فُرادى إذا احتدّت صغارٌ إذا طغت



        جحافِلُ لو هانت تليها جحافِلُ



        يقولون لي أمسِك فدنيا وتنقضي



        وتمضي الى ما تبتغيهِ القوافِلُ



        تُحَمّلُ هذي النفسَ ما لايُطيقُها



        هموماً..أما يكفي الذي أنت حامِلُ



        أ أُمسِكُ والأحداثُ حولي جليلةٌ



        وما شاءت الأقدارُ فوقي نوازِلُ



        أتهجُرُني فيها التي كنتُ أبتغي



        وتعشقُني منها التي لا أبادِلُ



        وصافحتُ أصنافَ الرجال فلم أجد



        بملمسِ كفٍّ غادرتهُ الشمائِلُ



        كمثلِ حُفاةِ الرأي لا شرَ يُتقى



        ولا خيرَ يُرجى ..لا فعولٌ وفاعلُ



        ترهّلَ رأيُ الناس ذُلاً وفتنةً



        وقد شابَ ما شبّت عليه الحمائِلُ



        تدحرجَتِ الأوطان وانفكّتِ العُرى



        ودارت على ذاتِ الخِمارِ القبائِلُ



        تمعّن ترى الأوطانَ ثكلى توردّت



        محاجِرُها من فرطِ ما سالَ سائِلُ



        ترى أن نابَ الضبعِ للضبعِ ناصرٌ



        ولكنَ رأيَ المرء للمرء خاذِلُ



        علامَ تُريدُ الناسُ للناسِ زلّةً



        وما فيهمو فردٌ سويٌّ وكامِلُ



        لِمن تُنجِبُ النسوان والضِرعُ نكبةٌ



        تُقطّرُ ذُلاً والمنايا قوابِلُ



        رسمتُ تجاعيدي بنفسي لأنني



        وجدتُ شِفارَ الدهر في الناس عامِلُ



        فاثرتُ أن أحيا كبيراً ولم أشأ



        بأن أستحي عُمري الذي لا يُخاتِلُ
        [/align]
        جمعية الرابطة الثقافية

        تعليق

        • muadalomari
          معاذ العمري
          • Dec 2007
          • 520

          #5


          أحمد العسكري

          الشاعر العتيد العريق

          ما أجملها هدية، وما أثمنها معانٍ!

          أتلقاها اليوم هدية، ريثما أصحو من سورتها وحبكتها..
          وأعود قريبا أستلذها قافية وقريضا

          شكرا صديقي على طيب سخائك؛
          كريمٌ من كرام!

          تحية خالصة


          مرحبا بكم في الرواق الأدبي :
          http://www.almolltaqa.com/vb/forumdisplay.php?f=300

          تعليق

          يعمل...
          X