حافة الحاوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • RaedHabash
    عضو رسمي
    • May 2006
    • 280

    حافة الحاوية

    "مياووو ليتني كنت مكانه!"

    صدرت بحرقة قلب جرحته شظايا أحلام اليقظة..

    في قديم الزمان، منذ ما يزيد على سنة، كانت حياة القطط أسهل هكذا قال لي جدي الذي يعيش في مرآب البيت المجاور هذه الأيام، حين زارني قبل يومين. قال أن المنزل كان مهجورا وأنه وكل قطط الحي ظلوا ينامون فيه ويلعبون لأسابيع وأسابيع. وأن أمي تركتني تحت الرف الكبير قرب نبع الحوض الكبير وذهبت لتأتي بالطعام.. وأنها أخذت إخوتي وتركتني لأن رجلي الخلفيتين كانتا ضعيفتين وخافت ألا أتمكن من الرجوع. وأن المنزل لم يعد من الممكن دخوله بعد أن سكنته هذه الماما.

    أنا أحبها وهي تضع لي الحليب كل يوم وتضعني على الكنبة قربها وتصر على أن تحرك أصابعها بعكس اتجاه فروي!، عبود دائما يحملني من ذنبي فأحس الدنيا تدور بي حتى بعد ان يفلتني وأسقط غارزا مخالبي بأي شيء.

    حياتنا نحن القطط ليست سهلة كما تظن غالبية حيوانات الأزقة. أنا مثلا بعد أن شارفت على الموت مللا، قررت صباح اليوم أن أتبع قطط الشارع الخلفي بعد أن رمقتني بنظرات لم أعرف أهي أسف أم غيرة وهي تمر في الجهة الأخرى من الزجاج.

    منذ أن كنت قطا صغيرا كل ما أعرفه هو أرض المطبخ وسجادة الصالة وسلتي. وأنا أحلم في معرفة ما هو العالم بعد الدرجات الثلاث التي لم أكن أقدر على صعودها لأصل إلى الرصيف.

    منذ يومين خرجت وحدي دون أن يشعر بي أحد. أحسست بتوتر وأننى في العراء وخارت بي قائمتاي الخلفيتان وأنا أرقب عجلات ضخمة تمر مسرعة.. ما هي؟ ربما تكون تلك التي أراها من خلف الزجاج وفي النافذة السحرية والتي يشغلها عبود باللوحة السوداء التي في يده والتي يضربني أحيانا على رأسي بها. لكنها لم تكن مرعبة هكذا !.

    لم أدر ماذا أفعل فقد انجزت ما كنت أحلم به.. والآن ماذا؟! لم يخرجنى من ضوضائي سوى يد بابا ترفعني وتمضي بي الى الداخل وهو يقول "شو يا نونو، كبرت والله!". معه حق فقد أصبحت كبيرا الآن، عمري 29 يوما.

    (يا له من محظوظ، ليتني كسيح مثله وأشرب حليبا وأنعم بالدفء.. وليطوح بي عبود كما يشاء!)
    قالها ووهو يطل برأسه المتسخ من فوق الحافة، ويموء بشغف للحياة وراء زجاج تلك النافذة.

    ويتكرر حلم نونو الليلة أيضا في أن يقفز من حافة الرصيف ويعبر الى ما وراء الشارع متجاوزا قطعان عجلات المطاط الغاضبة..
    مهندس/ رائد حبش
    mobile: 0021374323046 Algeria
  • RaedHabash
    عضو رسمي
    • May 2006
    • 280

    #2
    حافة الحاوية

    منذر أبو هواش



    شاركت: 26 فبراير 2006
    نشرات: 77
    المكان: ص ب 23404 عمان 11115 الأردن
    ارسل: الاحد مارس 05, 2006 8:59 am موضوع الرسالة: رائد حبش موهبة واعدة في كتابة القصة القصيرة فإلى الأمام

    --------------------------------------------------------------------------------

    عزيزي الأخ رائد

    إسهام جيد في موضوع القصة القصيرة، وهي قصة جميلة بحبكة جيدة تذكرنا بأفلام الكرتون، وبآخر صرعة من أفلام الحاسوب الإفتراضية التي جعلت الحيوانات تتكلم. وهي تذكرنا أيضا ببعض الصور اليومية من حياتنا وحياة جيراننا القطط التي تلعب دورا لا بأس به في دورة الحياة ونظافة البيئة.

    لكنني كنت أتمنى أن أقرأ هذه القصة الجميلة في منتدى خاص بالقصص، ربما ضمن منتدى الترجمة الأدبية، لأنني لا أدري ما شأن القصة القصيرة بالمنبر الحر، أليس كذلك؟

    أشكرك يا أخ رائد، وأتمنى أن أقرأ لك المزيد من هذه القصص التقمصية الناجحة.

    منذر أبو هواش
    _________________
    الأزواج اللغوية للمترجم: العربية التركية - التركية العربية - العثمانية العربية - الإنكليزية العربية - الآذرية العربية - الإسبرانتو (اللغة الدولية)

    الرجوع الى المقدمة


    رائد



    شاركت: 26 فبراير 2006
    نشرات: 44
    المكان: الأردن
    ارسل: الاحد مارس 05, 2006 2:19 pm موضوع الرسالة: خاطرة

    --------------------------------------------------------------------------------

    أخي منذر،
    شكرا لمرورك الكريم. لم أجد زاوية للقصص القصيرة أو الخواطر، لذا وضعت المشاركة هنا.

    تحية..
    رائد حبش

    الرجوع الى المقدمة


    thoryanafee



    شاركت: 03 مارس 2006
    نشرات: 21
    المكان: الدوحة
    ارسل: الاثنين مارس 06, 2006 11:52 am موضوع الرسالة: الاخ رائد

    --------------------------------------------------------------------------------

    طبعا انا احببت القصة لانني ومند ولدت وانا احظى بمرافقة القطط رغم رفض الوالدة دخولهم البيت , ولكن هيهات من اين استمع اليها وانا التى لم تكن تنام الا فى حضنها قطة , المهم كبرت طبعا انا مش القطة وسافرت هنا وهناك ودائما هناك قط او قطة داخل منزلنا , وحيث انني رفيقة بالحيوانات واعشقها وخاصة القطة وجميع من يشبهها بدءا بالاسد مرورا بالنمر وانتهاء بالفهد فقد نفحتني احدى الصديقات بقط تركي شيرازى وليتها ما فعلت . مع توصيات ونصائح فى التعامل مع السادة القطط الاتراك الشيرازيين , وبالطبع صعب ان احكي لك عن تكلفتها اليومية وعدد التطعيمات التى يجب ان تتناولها وزيارتها الدورية عقبال املتك للطبيب , وحالتها النفسية التى يجب ان يراعيها كل من فى البيت مع منع الضوضاء لانها تميل الى السكون والنوم لأن سلالتها نادرة ولو انها لم تكن روحا لرميتها مند زمن بعيد فقد جعلتني اترحم على قطط الشوارع اللى ربيتهم كثيرا ومازالوا يقومون بزيارات ميدانية لمنزلنا لتفقد ما سوف نجود به عليهم وهم بياكلوا من اكلنا ونظرات الامتنان تطل من عيونهم , ولكن السادة الاتراك الشيرازيين لهم مواويل اخرى وفى لقاء اخر سأحكي لك عنها واكتفى بههدا القدر من الوجع مع مجاعات والالام تنتشر فوق سطح الامة البشرية وليس القططية .. اشكرك كما اشكر عمنا ابو هواش على نصيحته بالانتقال بتلك القصص لمنتدي الترجمة الادبية
    _________________
    ثريا نافع

    الرجوع الى المقدمة


    رائد



    شاركت: 26 فبراير 2006
    نشرات: 44
    المكان: الأردن
    ارسل: الاثنين مارس 06, 2006 12:46 pm موضوع الرسالة:

    --------------------------------------------------------------------------------


    أديبتنا المميزة ثريا نافع،

    شكرا للمعلومات عن القطط ومشتقاتها.

    مهندس/ رائد حبش
    mobile: 0021374323046 Algeria

    تعليق

    • rehab
      عضو منتسب
      • Oct 2006
      • 8

      #3
      _MD_RE: حافة الحاوية

      <p align="center"><font face="MS Serif, New York, serif" color="#000099" size="2">أ<font size="4">خي رائد</font></font></p><p align="center"><font face="MS Serif, New York, serif" color="#000099" size="4">القصة الرائعة بيما تحتوي من معاني و بأخص أنا  من محبين القطط بعشقهم  لهيك استمتعت بقراءة مع  وجود غصة فيها <img alt=" " src="http://www.wataonline.net/site/uploads/smil3dbd4e02c5440.gif" /></font></p><p align="center"><font face="MS Serif, New York, serif" color="#000099" size="4">أختك</font></p><p align="center"><font color="#3366ff"><font size="4"><font face="MS Serif, New York, serif" color="#000099">رحاب</font> </font></font></p>
      المرأة هي اختلاط الطبيعية و هي الطبيعة نفسها
      هي الإخلاص و الحنان و رمز الحب

      تعليق

      • RaedHabash
        عضو رسمي
        • May 2006
        • 280

        #4
        _MD_RE: حافة الحاوية

        مهندس/ رائد حبش
        mobile: 0021374323046 Algeria

        تعليق

        يعمل...
        X