ترجمات في القرآن الكريم: "العزيز" و"الملك" و"فرعون"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالقادر الغنامي
    كبار الشخصيات
    • May 2006
    • 218

    ترجمات في القرآن الكريم: "العزيز" و"الملك" و"فرعون"

    كتب الأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي في أحد كتبه*:

    "وقرأتُ في اختيار التعبير القرآني لبعض الكلمات التاريخية كـ(العزيز) في قصة يوسف، وكاختيار تعبير (الملك) في القصة نفسها، واختيار كلمة (فرعون) في قصة موسى، فعرفتُ أن هذه ترجمات دقيقة لما كان يُستعمل في تلك الأزمان السحيقة فـ(العزيز) أدقُّ ترجمةٍ لمن يقوم بذلك المنصب في حينه، وأن المصريين القدامى كانوا يفرقون بين الملوك الذين يحكمونهم فيها إذا كانوا مصريين أو غير مصريين، فالملكُ غير المصري الأصل، كانوا يسمونه (الملك)، والمصري الأصل يسمونه (فرعون) وأن الذي كان يحكم مصر في زمن يوسف غير مصري، وهو من الهكسوس فسماه (الملك)، وأن الذي كان يحكمها زمن موسى هو مصري فسماه (فرعون)، فسمى كل واحد بما كا يُسمى في الأزمنة السحيقة".

    فمن يتكرم فيفصل لنا القول في هذا الموضوع المهم للغاية؟

    وشكرا جزيلا مسبّقًا

    -----------
    * لمسات بيانية في نصوص من التنـزيل، دار عمار، ، عمّان، الأردن، الطبعة السادسة، 1431هـ-2010م، ص 7.
    الترجمة فهم وإفهام
    الترجمة السياق
    الترجمة الحوار

    www.atida.org

    مستقبَلات الأمة واحدة، وإنْ كانت الطرق إليها متعددة
    مَن ترك غيره يخطط له، رَهَن له مستقبله

    facebook.com/oumma.futures
    twitter.com/oummafutures

    العلم الذي لا عمل معه، لا قيمة له
  • منذر أبو هواش
    Senior Member
    • May 2006
    • 769

    #2
    الملك والفرعون ...

    أخي الكريم،

    قد لا أتفق معك في البداية على تصنيفك للموضوع بأنه في غاية الأهمية، بل إنه يبدو لي موضوعا خلافيا عاديا، وأصفه بالخلافي لأن اجتهادات الناس اختلفت فيه في غياب الأدلة التاريخية والآثارية والعلمية الأكيدة.

    يمكننا من الناحية اللغوية أن نصف مصطلح (الملك) بأنه مصطلح عام يشمل كافة التسميات الملكية نحو (القيصر) و (الفرعون) وغير ذلك، بينما يبقى (الفرعون) مصطلحا خاصا ما زال الدارسون يختلفون في تحديد معناه، وما زالت اجتهاداتهم في تفسيره تفتقد إلى ما يثبت صحتها بشكل قطعي.

    لقد أثبتت بعض الأبحاث التاريخية المستندة إلى النقوش والوثائق الأثرية المصرية القديمة أن لقب (الفرعون) لم يكن يطلق على ملوك مصر بشكل دائم مستمر في جميع الأوقات والعهود، بل إن هذا اللقب كان يطلق عليهم في بعض الفترات التاريخية، بينما لم يكن يطلق عليهم في فترات أخرى غيرها. الأمر الذي يثبت خطأ النظرية التي تقول بأن المصريين القدماء كانوا يستخدمون لقب (الفرعون) من أجل التفريق بين الملوك على أساس عنصري، وهو يثبت أيضا وبشكل غير مباشر صدق ودقة التسميات القرآنية، بينما يبين من جانب آخر مدى التحريف الذي تعرضت له نصوص ومخطوطات الكتب السماوية الأخرى التي ساوت بين كافة ملوك مصر الذين عاصروا كافة الأنبياء (بمن فيهم ابراهيم ويوسف عليهما السلام)، ووصفت هؤلاء الملوك جميعا بالفراعنة بدون استثناء.

    وخلاصة القول أن المكتشفات التاريخية الحديثة أثبتت أن لقب (الفرعون) لقب استخدمه المصريون القدماء بشكل متقطع، وفي فترات تاريخية متقطعة، ولم يستخدموه من أجل تمييز ملوكهم على أساس عنصري كما يدعي بعض الباحثين والمجتهدين والمفسرين.

    والله أعلم،

    منذر أبو هواش
    منذر أبو هواش
    مترجم اللغتين التركية والعثمانية
    Munzer Abu Hawash
    ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

    munzer_hawash@yahoo.com
    http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

    تعليق

    • منذر أبو هواش
      Senior Member
      • May 2006
      • 769

      #3
      الملك والفرعون ...

      المشاركة الأصلية بواسطة عبدالقادر الغنامي مشاهدة المشاركة
      "وأن المصريين القدامى كانوا يفرقون بين الملوك الذين يحكمونهم فيها إذا كانوا مصريين أو غير مصريين، فالملكُ غير المصري الأصل، كانوا يسمونه (الملك)، والمصري الأصل يسمونه (فرعون) وأن الذي كان يحكم مصر في زمن يوسف غير مصري، وهو من الهكسوس فسماه (الملك)، وأن الذي كان يحكمها زمن موسى هو مصري فسماه (فرعون)"
      أخي الكريم،

      أضف إلى ذلك أن الاكتشافات والمعلومات المتوفرة التي توصل إليها وأجمع عليها المؤرخون والآثاريون المتخصصون لا يمكن تجاهلها لأنها لم تأت من فراغ، وتكفيك نظرة واحدة على التسلسل الزمني للتاريخ المعتمد على تلك المكتشفات العلمية لتدرك أن استخدام المصريين للقب الفرعون (الذي يجمع بين الملكية وادعاء الألوهية) لم يبدأ إلا في منتصف القرن الرابع عشر قبل الميلاد (1352- 1348 ق.م.).

      علما بأن العلماء يقدرون وجود سيدنا ابراهيم في الفترة (2200-2040 ق.م.)، ووجود سيدنا يعقوب وسيدنا يوسف في الفترة (1674-1553 ق.م.) أي قبل أن يبدأ المصريون القدماء باستخدام هذا اللقب المخترع بفترة طويلة.

      لذلك فلا معنى للتفسير المقتبس من قبلكم لتجاهله مثل هذه المعلومات الأساسية والمتعارف عليها عالميا.

      ودمتم،
      منذر أبو هواش
      مترجم اللغتين التركية والعثمانية
      Munzer Abu Hawash
      ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

      munzer_hawash@yahoo.com
      http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

      تعليق

      • أحمد الأقطش
        أقود سفينتي وسط الرمال
        • Aug 2009
        • 409

        #4
        كلمة (فِرْعَون) أَخَذَتها العربيةُ عن السريانية (فَرْعُون) التي أخذتها عن العبرية (فَرْعُه) التي أخذتها عن المصرية القديمة (برعأ) بالباء الثقيلة وتعني: البيت العالي، كنايةً عن الحاكم. وأول ظهور لها كان في الدولة الحديثة في الأسرة الثامنة عشرة إن لم تَخُنِّي الذاكرة، يعني بعد طرد الـ (حقأ خسوت) أي الحُكَّام الأجانب الذين تحوَّلَ لقبُهم هذا في اليونانية إلى (هكسوس).
        [frame="4 93"]
        ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

        [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

        تعليق

        • عبدالقادر الغنامي
          كبار الشخصيات
          • May 2006
          • 218

          #5
          بارك الله فيكما وجزاكما خيرا.
          الترجمة فهم وإفهام
          الترجمة السياق
          الترجمة الحوار

          www.atida.org

          مستقبَلات الأمة واحدة، وإنْ كانت الطرق إليها متعددة
          مَن ترك غيره يخطط له، رَهَن له مستقبله

          facebook.com/oumma.futures
          twitter.com/oummafutures

          العلم الذي لا عمل معه، لا قيمة له

          تعليق

          • عبدالقادر الغنامي
            كبار الشخصيات
            • May 2006
            • 218

            #6
            الأفاضل الكرام،

            السلام عليكم وبعد،

            فعثرت على دراسة مفصلة عن الفرق بين "ملك" و"فرعون" وردت في كتاب إلكتروني للمهندس زهدي جمال الدين محمد بعنوان "يوسف عليه السلام بين القرآن الكريم و الكتاب المقدس":


            إعجاز تاريخي في سورة يوسف عليه السلام

            وهذه الدراسة فيها نفرق بين الملك وفرعون، فعند الحديث في القرآن الكريم عن يوسف عليه السلام كان الخطاب عند الملك، في حين كان الخطاب مع موسى عليه السلام عند فرعون.

            وكان النص القرآني صريحاً كالآتي: [وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ] يوسف: ٥٤

            فمن هو هذا الملك وما اسمه؟..

            اهتم حكام الدولة القديمة ببناء الأهرامات، وإقامة المعابد، ونحت التماثيل،ويطلق عليهم الفراعين، على عكس حكام الدولة الوسطى الذين اهتموا بالمشروعات التي تعود على جميع أفراد الشعب بالخير والرخاء، مثل مشروعات الري والاهتمام بالزراعة والتجارة، والنهوض بالبلاد نهضة شاملة في جميع نواحيها ويطلق عليهم الملوك.

            أشهر ملوك الدولة الوسطى وإنجازاتهم

            1 - الملك منتوحتب الثاني

            هو مؤسس الأسرة الحادية عشرة، اتخذ موطنه "طيبة" عاصمة لمملكته، وإليه يرجع الفضل في نهضة البلاد، وإعادة الوحدة إليها، ونشر الأمن والقضاء على الفتن. لهذا قدره المصريون القدماء، وصوروه بجانب الملك مينا موحد القطرين، والملك "أحمس" قاهر الهكسوس ومؤسس الدولة الحديثة.

            2 - الملك إمنمحات الأول

            كان "إمنمحات الأول" وزيراً لآخر ملوك الأسرة الحادية عشرة، ولما مات الملك دون وريث، أعلن "إمنمحات" نفسه ملكاً على مصر، وبذل جهداً كبيراً لإخضاع حكام الأقاليم لسلطانه، كما اتخذ عاصمة جديدة في موقع متوسط بين الوجهين القبلي والبحري هي "إثيت تاوى" ومعناها القابضة على الأرضين، ومكانها حالياً قرية "اللشت" جنوب مدينة "العياط" بمحافظة الجيزة. قضى "إمنمحات الأول" على غارات الآسيويين والليبيين على أطراف الدلتا، ونجح في تأديب العصاة في بلاد النوبة.

            3 - الملك سنوسرت الثالث Senusret III

            من أهم ملوك الأسرة الثانية عشرة، ونظراً لقدرته الإدارية والعسكرية، قاد الحملات بنفسه إلى بلاد النوبة، وأقام بها سلسلة من الحصون أهمها قلعتا "سمنة وقمنة" فيما وراء الجندل الثانى على حدود مصر الجنوبية عند "وادي حلفا"، ومدّ حدود مصر إلى ما وراء حدود آبائه، وزاد فيها، وناشد خلفاءه أن يحافظوا على تلك الحدود:

            "إن من يحافظ من أبنائي على هذه الحدود التي أقمتها فإنه ابني وولدي … وإنه لأشبهه بالابن الذي حمى أباه والذي حفظ حدود من أعقبه …، أما الذي يهملها ولا يحارب من أجلها فليس بابني ولم يولد منى…" – من نقش للملك "سنوسرت الثالث" على أحد النصب التي أقامها في بلاد النوبة.

            أمر الملك "سنوسرت الثالث" بحفر قناة في شرق الدلتا تصل بين أقصى فروع النيل شرقاً، وخليج السويس،وهى أقدم اتصال مائي بين البحرين الأحمر والمتوسط، وقد سماها الإغريق "قناة سيزوستريس" نسبة إلى الملك "سنوسرت الثالث".

            ومن الفوائد التي عادت على البلاد من حفر "قناة سيزوستريس" ازدياد النشاط التجاري وتوثيق الصلات التجارية بين مصر وبلاد "بونت" (الصومال الحالية)، وأيضاً ازدياد النشاط التجاري بين مصر وبلاد الشام، وجزر البحر المتوسط، مثل كريت وقبرص.

            4 - الملك إمنمحات الثالث Amenemhet III

            وجه الملك "إمنمحات الثالث" (من ملوك الأسرة الثانية عشرة) جهده للتنمية واستثمار موارد البلاد الطبيعية، وارتبط اسمه بعمله العظيم في منطقة الفيوم، إذ بنى سداً لحجز المياه عند "اللاهون" أنقذ به مساحة كبيرة من الأراضي كانت ضائعة في مياه الفيضان، وأضافها إلى المساحة المزروعة في مصر، وقد عرف هذا السد فيما بعد بـ"سد اللاهون".

            كما أقام الملك "إمنمحات الثالث" مقياساً في الجنوب عند قلعة "سمنة" للتعرف على ارتفاع الفيضان، والذي كان يتم على أساسه تقدير الضرائب، وبنى هرمه الشهير عند بلدة "هوارة" بالفيوم، وأقام معبداً ضخماً أطلق عليه فيما بعد "قصر التيه" لتعدد حجراته، حيث كان من الصعب على الزائر الخروج منه بعد دخوله.

            كتب المؤرخ اليوناني "هيرودوت" يصف قصر التيه:

            "إنه يفوق الوصف، يتكون من 12 بهواً، ومن 3 آلاف غرفة، نصفها تحت الأرض، ونصفها الآخر فوقها، والغرف العليا تفوق ما أخرجه الإنسان من آثار، إذ أن سقوفها كلها قد شيدت من الأحجار، ويحيط بكل بهو أعمدة مصنوعة من الأحجار البيضاء …".

            عصر الاضمحلال الثاني (1778-1570 ق.م)

            الأسرات 13-17
            نهاية الدولة الوسطى

            كانت نهاية الدولة الوسطى شبيهة إلى حد كبير بنهاية الدولة القديمة، فبعد وفاة الملك "إمنمحات الثالث" ضعفت قوة فرعون، وبدأ الصراع بين حكام الأقاليم، وحلت الفوضى، وعادت البلاد إلى التفكك، وسقطت البلاد فريسة في يد الأجانب، فقد دخلتها قبائل من البدو أتوا من غرب آسيا يعرفون باسم "الهكسوس" احتلوا شمالها ووسطها، وظلوا بها قرنين من الزمان.

            يقول المؤرخ المصري "مانيتون" عن أسباب سقوط مصر في أيدي الهكسوس:

            "إن الرعاة قد استولوا على مصر في سهولة، واجتاحوها في غير حرب، لأن المصريين كانوا يومئذ في ثورة واضطراب …".

            غزو الهكسوس لمصر

            من هم الهكسوس؟ الهكسوس في اللغة المصرية القديمة معناها "حكام البلاد الأجنبية"، وهم قبائل بدوية آسيوية، جاءت من فلسطين، وأسماهم المصريون الرعاة، لأنهم اغتصبوا بلادهم دون حق. تسللت تلك القبائل إلى شرق الدلتا، واستقرت في مدينة "أواريس" ("صان الحجر " قرب مدينة الزقازيق الآن) واتخذتها عاصمة، وواصلت زحفها جنوباً حتى احتلت مدينة "منف"، ومصر الوسطى. وفى الوقت نفسه سيطر النوبيون على الجزء الجنوبي من البلاد، ولم يبق مستقلاً سوى جزء يحكمه أمراء طيبة.

            ومن الأسباب التي ساعدت الهكسوس على احتلال مصر بسهولة:

            اضطراب الأحوال في مصر بسبب الفوضى وضعف الحكام، وتفوق الهكسوس نتيجة كثرتهم العددية، ومهارتهم في فنون القتال، فقد كانوا يستخدمون الخيول والعجلات الحربية التي تجرها الخيول، والسيوف والأقواس البعيدة المدى، وهى أسلحة لم يعرفها المصريون من قبل.

            موقف الهكسوس من المصريين وموقف المصريين منهم

            أساء الهكسوس معاملة المصريين، فأحرقوا المدن والقرى، بغير رحمة، وهدموا المعابد، وذبحوا بعض السكان، واجبروا المصريين على دفع ضرائب جديدة، وشيدوا القلاع والحصون.

            وبمرور الزمن، تأثر الهكسوس بالحضارة المصرية، فتمصروا وقلدوا الفراعنة في أسمائهم وأزيائهم وتقاليدهم، وتكلموا اللغة المصرية، واعتنقوا ديانة المصريين.

            لم يطمئن المصريون القدماء للهكسوس، وظلوا يكرهون حكمهم، وينظرون إليهم نظرة احتقار لأنهم سلبوهم استقلال بلادهم وحرية وطنهم، وأخذت تقوى الروح الوطنية بين المصريين مع الأيام، وصمموا على طرد الهكسوس وتحرير الوطن.

            كفاح المصريين ضد الهكسوس

            قاد أمراء طيبة الكفاح ضد الهكسوس، بعد أن بسطوا سيطرتهم على صعيد مصر وأسسوا الأسرة السابعة عشر، وعندما خاف الهكسوس من ازدياد قوة المصريين، رأى ملكهم أن يستفز أمير طيبة، وأرسل إليه رسولاً يقول له:

            "أسكتوا أفراس الماء في البحيرة الشرقية بطيبة، فضجيجها يحرمني من النوم نهاري وليلى، وأصواتها تطن في مسامع مدينتي".

            كان هذا الطلب غريباً وخاصة إذا علمنا أن "طيبة" تبعد عن "أواريس" بمئات الكيلومترات، ولكن الذي كان يقلق ملك الهكسوس هو نشاط "سقنن رع" أمير طيبة ورجاله. رفض أمير طيبة هذا الطلب الغريب، وقامت الحرب بين الهكسوس وإمارة طيبة، سقط خلالها "سقنن رع" شهيداً على أرض المعركة، فكان "سقنن رع" أول حاكم يستشهد في سبيل تحرير وطنه، وخلفه ابنه "كاموزة" في قيادة الكفاح ضد الغزاة، وكانت أمه العظيمة "أياح حتب" تشجعه إلى أن استشهد كذلك في معركة الحرية.

            أحمس وطرد الهكسوس

            دعت "أياح حتب" ابنها الثانى "أحمس" لقيادة شعبه الثائر، فأعد جيشاً قوياً مدرباً على فنون الحرب واستخدام العجلات الحربية (التي كان يستعملها الهكسوس)، وانضم إلى جيش التحرير الكثير من المواطنين.

            زحف "أحمس" إلى الشمال، وشدّد الهجوم على الهكسوس في عاصمتهم "أواريس" حتى دخلها، وظل يطاردهم عبر شمال سيناء حتى فلسطين، وتشتت شملهم عند حصن "شاروهين" ولم يظهر اسمهم بعد ذلك في التاريخ.

            عاد "أحمس" إلى وطنه منتصراً، واستقبله شعب مصر استقبالاً رائعاً، وبذلك انتهت من تاريخ مصر فترة احتلال أجنبي بغيض، وبدأت فترة جديدة من المجد والفخار بقيام عصر الدولة الحديثة.

            فراعين مصر

            ربما اُعتقد أن لقب (فرعون) بلغة مصر القديمة قد نُعت به جميع ملوك مصر منذ القدم، إذ قد يُفهم من قوله تعالى:

            كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ{12}] ص: ١٢

            أن فرعون ذي الأوتاد قديم قدم عاد وثمود ، والأوتاد هي الأهرام، وبذلك فالفرعون بالآية سابق لعصر الهكسوس، وليس هو نفس الفرعون المعاصر ليوسف عليه السلام.

            ولمّا لم يُشر القرآن،في قصة يوسف عليه السلام إلى لقب فرعون: [وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ{54}] يوسف: ٥٤

            وقد يُعلّل ذلك أن يوسف عليه السلام كان معاصراً لملك أجنبي (من الهكسوس) ،وأنه لا يحقّ التسمّي بالفرعون إلا لملك محلي أمّا بعد طرد الأجانب،فقد جازت التسمية،حتى إذا أتى عصر موسى عليه السلام، كان ملك مصر محلياً يُخاطب بالفرعون كسابقيه.

            [نَتْلُوا عَلَيْكَ مِن نَّبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ{3}] القصص: ٣.

            وهذا هو تفسير المغفور له فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي.

            ولكن هذا التفسير لا تؤيده نقوش مصر،والأرجح أن كلمة فرعون بالقرآن لا يقصد بها سوى الفرعون المعاصر للنبي موسى عليه السلام، ووصفه بذي الأوتاد ليس للأهرامات فحسب، ولكن لكثرة صروحه ومنشآته وعمائره وتماثيله الجبلية، لتعبده الناس.

            وهو بعينه [رع موسى الثاني، (1290/1279 -1224/1213 ق.م) ويكتب اسمه بالنقوش: رع مس س ]، أشهر الفراعنة وأكبر بنّاء، إذ سطا على آثار سابقيه أو استخدمها ليبني صروحه وتماثيله هو، ولا يكاد يوجد أثر عمراني لمصر القديمة، سواء بناه أو اغتصبه، إلا وحفر عليه اسمه بعمق كي لا يُمحى.

            وقد سجّل ابنه من بعده (بين سني حكمه:2-5) أنه دحر إسرائيل ولم يبق منهم بذرة، وبعيداً عن مصداقية الخبر، فإن النقش يُرجّح أن رع موسى الثاني هو الفرعون الغريق (لأن إسرائيل حسب النقش لم تعد بمصر، وتسكن نواحي فلسطين).

            وعصر يوسف عليه السلام، الذي لعله في زمن الأسرة 12 (1991-1786 ) ق.م، هو سابق لعصر ملوك الهكسوس (بداية حكمهم في أقدم تقدير 1720 ق.م).

            لمؤشرات عدّة منها:

            1ـ معلوم أن يوسف عليه السلام قد وصل إلى عرش مصر، وعصره لا يبعد عن عصر أبيه خليل الله الذي قدّر المؤرخون أحدثه بحوالي 1800-1850 ق.م ،(وأرجعه البعض إلى ما قبل 2000 ق.م) ،بينما حكم الهكسوس لمصر لم يبدأ في أقدم تقدير له، إلا في حوالي 1720 ق.م، وهذا قد لا يُرجّح تلاقي العصرين.

            2ـ نجد من ملوك الهكسوس (الأسرة الملكية 15 ،حُكْمهم: 1674-1567 ق.م):

            يعقوب هر، ،وتابعيهم من (الأسرة المعاصرة 16،حكمهم 1684-1567 ق.م) :

            يعقوب بعل، ويعقب عم ( Yak bam ).

            كما [وردت أسماء أمكنة من عهدهم مثل (يوسف إيل)،]، مما قد يفيد التأثّر والانتماء للأصل الأسبق (يعقوب ويوسف عليهما السلام). كتاب (العرب واليهود في التاريخ ،د. أحمد سوسه).

            3ـ قد نفهم من القرآن صعوبة الدخول لمصر في عهد يعقوب عليه السلام:

            قال تعالى:[وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ{67}] يوسف: ٦٧.

            قال تعالى:[وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ{21}] يوسف: ٢١.
            قال تعالى:[وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ{56}] يوسف: ٥٦.
            وقال تعالى:[فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ{99}] يوسف: ٩٩

            وقد أمر منتوحتب 3 (من الأسرة 11: 2133-1991 ق.م) ولعل قبله خيتي 3 (من الأسرة 10: 2130-2040 ق.م) ، بالمبادرة في إقامة تحصينات حدود مصر الشرقية،ومعروف تاريخياً أن مصر في عهد الأسرة 12 ،قد شدّدت وعزّزت القلاع والتحصينات والنقاط لمراقبة وحراسة حدودها الشرقية كما لم يسبق من قبل.

            وقد بنى مؤسس الأسرة، حائط الأمير الشهير، أو جدّد بنائه، لتعزيز ذلك.

            ومن كتاب (هبة النيل، ايندلامونت ميدوكروفت):

            [إمنمحات (مؤسس الأسرة 12) بنى سوراً مرتفعاً في شرق البلاد أمام طريق القوافل ووضع حراساً عليه يراقبون من أعلى السور كل ما يحدث في الناحية الأخرى وبذلك تعذر على أي متجول أن يدخل مصر أو حتى يطلب ماء لتشرب منه ماشيته ].

            وهذا مما قد يُرجّح أن يعقوب عليه السلام في تلك الفترة، وأنه ربما عنى تلك الأبواب (التحصينات ونقاط المراقبة العديدة لمنافذ شرق مصر).

            4ـ كان مؤسس الأسرة (12) قد اغتيل من جراء مؤامرة باغتته في القصر، نفّذها حرسه وخدمه، وقد قام ابنه من بعده بإعدام المتآمرين، ولعل في الآيات الكريمة إشارة إلى ذلك:

            قال تعالى:[وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ{36}] يوسف: ٣٦.

            وقال تعالى:[يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ{41}] يوسف: ٤١

            ولفظ فتى، قد يدل على العبيد والمماليك،فلعل الفتيين من خدم القصر ممن اتهموا بقتل الملك،وقد علمنا أن أحدهما ساقي الملك،وقد عفا الملك الجديد عن سنوحي،أشهر الفارّين، بعد أن قضى عمره في البدو،ولم يعد لمصر إلا في شيخوخته. ومن كتاب (موسوعة الفراعنة)، أنه خلال عصر الأسرة 12،وفي الفترة الثانية من حكم سنوسرت 2: 1897-1878 ق.م، ورد ذكر (مكتب توزيع القوى البشرية ومكتب الخدمات الخاصة بالسجون، وكانا يختصان بإدارة شئون المساجين) .

            4ـ مع انهيار الأسرة التالية (13)،انهارت تحصينات منافذ الحدود الشرقية (وهي أساساً لمنع العامو) أو اُهملت، ودخل الأجانب (العامو) من شرق مصر أفواجاً،وقد استطاع آسيوي اسمه (خنجر) أن يملك مصر،خلال الأسرة 13، وعند نهاية هذه الأسرة (13)،أصبح غالب شرق الدلتا من الآسيويين (العامو)،وكذلك الأسر التالية ( 14، 15، 16) تكاد تكون من العامو (الهكسوس) أو خاضعة لملوكهم،حتى سُمّيت الدلتا بأرض العامو.

            بينما قد يُفهم من سورة يوسف أن السيطرة والرقابة المصرية في عصر يوسف عليه السلام على طرق التجارة ومنافذها الشرقية ما زالت محكمة قوية منتظمة، وهذا يُرجّح أن زمن يوسف سابق لتلك الأوضاع.

            5ـ استمرت المجاعات منذ انهيار الدولة القديمة حتى بدايات الأسرة 12 ،وقد نقش أحد النبلاء في عهد الملك سنوسرت 1، خبر المجاعة.

            ومن كتاب (المصريون، سايرل الدرد):

            [في القرن 20 ق.م،بدأ كل أمير يعزل مقاطعته من البقية الجائعة ،وعلى المسلات ظهر تفاخر الأمراء بإبقائهم رجالهم ومحاصيلهم وقطعانهم على قيد الحياة].

            ثم امتاز عصر المملكة الوسطى (خاصة الأسرة 12) بالرخاء الاقتصادي الذي لم يسبق له مثيل في مصر حيث اهتم الملوك بشئون الزراعة والري فنظموا مياه النيل وأقاموا المقاييس عليه واعتنوا بالمشروعات الزراعية ، ويوسف عليه السلام له اليد الطولى أو الريادة في إنقاذ مصر من المجاعة، وفي إصلاح اقتصادها:

            قال تعالى:[قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ{55}] يوسف: ٥٥

            وهذا يُرجّح أن دخول آل يعقوب مصر خلال عصر هذه الأسرة (12)، وليس بعدها.

            ـ من كتاب (العملة وتاريخها، حسن محمود الشافعي):

            [في مصر .. تتم عن طريق مقايضة السلع واتخذت القمح مقياساً للقيم وأداة للمبادلة إلى أن انتشرت المقايضات بالمعادن بأشكالها المختلفة في عهد الملك أمنمحات 3 كما ذكر البعض (الأسرة 12،حكمه: 1841-1792) ق.م ، وكانت على شكل حلقات نحاسية وفضية وذهبية ذات أوزان معلومة مقدرة ]،وقد تُشير لذلك الآية الكريمة:

            [وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ{20}] يوسف: ٢٠، حيث الدراهم قد تكون تلك العملات المصرية المعدنية (القطع الفضية) التي بدئ في استعمالها أثناء عصر هذه الأسرة (12)، فلعل عصر يوسف عليه السلام عموماً في زمن هذه الأسرة.

            ـ من كتاب (العلاقات الحضارية في الوطن العربي خلال الألف الثاني ق.م ،د.سليمان سعدون البدر، د.عزالدين إسماعيل): [يتبين من المصادر المصرية والفلسطينية وبخاصة المناظر والصور للدولة الوسطى أن النشاط الاقتصادي بين فلسطين ومصر لم يقتصر على تبادل العديد من السلع والمنتجات بل شمل أيضاً جلب الماشية من فلسطين لمصر ثم توقف كل نشاط تجاري وخارجي بين فلسطين ومصر بسبب الهكسوس].

            بينما نعلم أنه في ولاية يوسف كانت العلاقات التجارية قائمة منتظمة،مما يؤيد أن عصر يوسف سابق لعصر ملوك الهكسوس.

            ـ الإقطاع والتفكك كان قد بدأ منذ أواخر الأسرة 5 (انتهت حوالي 2345 ق.م)،حيث ظهرت عائلات قوية توارثت الوزارات والمناصب الكبرى،وفي الأسرة 6 كانت قد ضاعت هيبة الملك وقيل أن مؤسسها اغتاله الحرس،وبانتهاء الأسرة (6) عمّت الفوضى، وتصرّف في البلاد حكام المدائن ،وأصبح حكام الأسر التالية (7 ،8) ملوك ظلّ (يملكون ولا يحكمون) ،وانتشرت المجاعات وتكاثر الأجانب، وحاول الأمراء الهراقلة (الأسر:9 ،10) أن يملكوا البلاد، وحاولوا ومن بعدهم طرد (العامو) الذين اخترقوا الدلتا،ولكن انشطرت البلاد،ليوحدها مؤسس الأسرة 11،وبعد موته حاقت المجاعات والكوارث بالبلاد، واستمرت سلطة أمراء الأقاليم الوراثيين عظيمة حتى منتصف عصر الأسرة 12 (أرشد وأقدر أسرة في تاريخ مصر القديمة)،التي استطاعت مصانعتهم ومراضاتهم ،حتى دانوا بالتبعية،وبعضهم ظل قوياً حتى 1878 ق.م ، وأخيراً في عهد أمنمحات 3 (1842-1797 ق.م) عادت هيبة الملك ، وحلّ مكان النبلاء الإقطاعيين عمد محليون تسمّوا بألقابهم ، وغدت المدن خلال الأسرة 12 تحت إدارة مدير (عز مر) أي حاكم إداري، ولعل لفظ العزيز بالقرآن يدل عليه،سواء حكام الأقاليم (النبلاء) أو المدراء الإداريين للمدن.

            وتدهور الوضع ثانية في الأسرة التالية (13) وسيطر الوزراء والحكام المحليون، وظهر ملوك الهكسوس (الأسرة 15) شمالاً،معاصرين أكثر من أسرة على حكم البلاد ،فاعتبروا الأسرة 13 بالجنوب مجرد أمراء،وتأمّروا على أمراء الأسر 14، 16،إلى أن بدأت الأسرة 17 (جنوب مصر) في منازعتهم ثم مقاتلتهم.

            فيترجّح مما سبق من مؤشرات أن يوسف عليه السلام كان معاصراً للأسرة المصرية الثانية عشرة، وسابقاً لعصر الهكسوس.

            وتسمّي أحد الملوك بالفرعون في مثل تلك الفترة المتشاكسة، يُعدّ أمراً مستحيلاً.

            والهكسوس قد تلقبوا في نقوشهم بالألقاب الملكية المصرية،مما يضعّف إعراضهم عن التلقب بالفرعون إن جاز لغيرهم.

            ولعل ملوك الهكسوس من ذرية آل يعقوب، وقد علمنا تمكين الله ليوسف بمصر:

            قال تعالى:
            [رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ{101}] يوسف: ١٠١

            وقال تعالى:
            [ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّداً وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ{100}] يوسف: ١٠٠

            ولعل في هذه الآية الكريمة، إشارة لتملك بني إسرائيل على مصر:

            قال تعالى:[وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ{20}] المائدة: ٢٠

            وسبب عدم تسمية القرآن لملك مصر زمن يوسف بالفرعون، ليس لأنه من الأجانب،ولكن لأن كل ملوك مصر حتى ذلك الحين لم يسبق أن خوطب أحدهم بالفرعون ،كما تنص وتسرد النقوش والوثائق المصرية.

            بل أن عصر يوسف بالذات ،وما قبله وبعده (كما تقدّم بيانه) لا يمكن لملوك مصر فيه أن يتسمّوا بالفراعنة لقداسة اللقب بالنسبة لدينهم،فمنذ انهيار الدولة القديمة أو الأسرة السادسة،تملّك البلاد أمراء شتّى متناحرون، مما ألغى شخصية الملك أو أضاع هيبتها،بالإضافة للقحط الطويل والشديد بسبب انخفاضات النيل المتكررة في تلك الحقبة ،وانتشار الفوضى وغيره من الظروف التي لم تُضبط أو تُكبح إلا عبر الأسرة 12،وأن يُلقّب ملك بالفرعون في مثل تلك الأحوال المتنازعة،هو أمر أقرب للخيال منه للحقيقة.

            وقد تعثّر كتبة اليهود والنصارى بسبب جهلهم لهذه الحقائق، فحرّفوا كتب الله الأولى، إذ نعتوا جميع ملوك مصر بالفراعنة، فمثلاً جعلوا ملك مصر بعهد إبراهيم فرعوناً، مثل:

            تكوين/12:وَلَمَّا اقْتَرَبَ أَبْرَامُ مِنْ مِصْرَ.. رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ.. إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ، فَأَحْسَنَ إِلَى أَبْرَامَ.. الرَّبَّ ابْتَلَى فِرْعَوْنَ... فَاسْتَدْعَى فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ.. وَأَوْصَى فِرْعَوْنُ رِجَالَهُ بِأَبْرَامَ،.. [14-20]. ومثله بعهد يوسف،تكوين 41: 14فَبَعَثَ فِرْعَوْنُ وَاسْتَدْعَى يُوسُفَ، .. وَمَثَلَ أَمَامَ فِرْعَوْنَ. 15فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ: ..فَأَجَابَ يُوسُفُ:..17فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِيُوسُفَ ..

            وعندما أتى موسى عليه السلام كان الملك المصري قد أصبح يُخاطب بالفرعون (بر-ع) أي (البيت العالي)، وتفصيله: (بر/فر = برء = بيت) ـ عا (عال/عظيم).

            وقد حدث ذلك قبل عصر موسى عليه السلام بحوالي المأتي سنة أو يزيد.

            والذي سنّ ذلك قيل هو إخناتون Thumosis IV (1352-1338) ق.م، وقيل سلفه الملك تحوت موسى Tuthmosis III فاتح الشام (تحتمس3: 1479 - 1425) ق.م،كما استدل علماء الآثار من النقوش المصرية.

            1ـ وتقول الموسوعة البريطانية أن لقب فرعون (البيت العظيم) استعمل كمرادف لملك مصر بالمملكة الحديثة، منذ الأسرة 18 (1539 ق.م - 1292 ) ق.م .

            وعند الأسرة 22 (945-730) ق.م كان قد اُقرّ كصفة احترام:

            Pharaoh: (from Egyptian per 'aa, "great house"), originally, the royal palace in ancient Egypt; the word came to be used as a synonym for the Egyptian king under the New Kingdom (starting in the 18th dynasty, 1539-1292 BC), and by the 22nd dynasty (c. 945-c. 730 BC) it had been adopted as an epithet of respect.ENCYCLOPIDIA BRITANNICA.

            2ـ وتقول موسوعة الشرق أن لقب فرعون بدأ استعماله للملك في الفترة (1400- 900) ق.م:

            The term "pharaoh" was originally used for the place where the king resided, and is the be translated with "great house". Gradually the term came to be used for the king, probably this happened somewhere between 1400- 900 BC. ENCYCLOPIDIA of the Orient

            3ـ ومن كتاب [ A Brief History of the Western World] ص 26،يقول مؤلفه(Thomas H.Greer):

            The king later called the pharaoh, a term that meant: Great House.

            4ـ وتقول موسوعة Encarta:يُرجع بعض المؤرخين تاريخ الإشارة للملك بلقب الفرعون منذ 1400 ق.م، (قبيل عهد رعموسى 2) والبعض الآخر منذ 950 ق.م.

            5ـ وجاء في مؤلف جاردنر ،النحو المصري (ص 75) ما مفاده:

            [ أنه منذ نهاية الأسرة 12 ، الاصطلاح كتب بر-ع ، ويقرأ [بر- ع : (عنخ، وسأ ، سنب)]،أي البيت العظيم: له الحياة والازدهار والصحة ،وظلّ دالاً على القصر.

            وأول إشارة مؤكدة فيها لفظة (بر-ع) تدل على الملك كانت في رسالة إلى أمنحتب 4 (أخناتون)، موجّهة نحو:[بر-ع، (عنخ وسأ سنب)، نب (=الرب)].

            ومنذ الأسرة 19، استعمل لفظ (فرعون) أحياناً كنفس استعمال (سموّه)، حيث نقرأ الفرعون فعل، الفرعون قال،..وأصبح الاصطلاح لقب احترام للملك، وأقدم إشارة دُمج فيها لفظ فرعون مع اسم الملك كان في عهد الأسرة 22 ].

            وهذا يفيد التطور التدريجي وأنه لابد قد سبق مخاطبة الملوك به.

            As regards the term Pharaoh the facts are as follows .The Egyptian original pr aa (Great House) was used in the Old Kingdom as part of many phrases like (smr pr aa) = (courtier of the Great House) and clearly there referred to te palace itself or to the court and not to the person of the king .From the end of Dyn.XII onwards the term is written (pr aa ankh wda snb)= [Great House, may it (live ,prosper, be in health= l.p.h)] with the auspicious wish-formula ,but still it seems to mean only the palace. The earliest certain instance where (pr aa) refers actually to the king is in a letter to Amenophis IV (Akhenaten) ,which is addressed to (pr aa ankh wda snb, nb) = Pharaoh ,l.p.h. the Master. From Dyn.XIX onward it is used occasionally just as (His Majesty) might be used; we read Pharaoh went forth, Pharaoh said, etc.In other words the term has become a respectful designation for the king. Just as the head of the Ottoman government was termed the Sublime Porte .The final development was when a proper name was added to the title... The earliest Egyptian Example of this use is under one of the Shoshenks of Dyn.XXII.

            6ـ ويقول كولندر أن لفظ (فرعون) قد اتخذه ملوك المملكة الحديثة،للتعبير عن تلك الأشياء المتعلقة بالملك:

            The palace was the headquarters for this bureaucracy of the king's, and it was called the per aa, or "Great House". From this word for the king's palace has come the word pharaoh, which is used by New Kingdom rulers to express those things relating to the king. Role of the Pharaoh in New Kingdom Egypt.Dr. V.G. Callender

            7 ـ برـ عو البيت الكبير..أي كانت تشير للقصر الملكي ثم حدث خلال عصر تحتمس الثالث (1479 - 1425) ق.م ( صار فرعوناً في 1457 ق.م) أن الاصطلاح بدئ في إطلاقه على الملك نفسه.

            وبالنسبة لأي ملك قبل أسرة 18، فإن استخدامنا للاصطلاح يعد بمثابة خطأ في تسلسل تواريخ الأحداث. (كتاب مصر الفراعنة،سير آلن جاردنر).

            وقد جاء اللقب بصيغة (فرعه) في نقش أرامي أرسله أمير فينيقي أو فلسطيني لملك مصر،عثر عليه بمصر في سقّارة (منف) مؤرخ بين عامي (605-600) ق.م ،يقول:

            [ إلى مريء ملوكٍ (فرعه) ..،ص 168، (الكتابة من أقلام الساميين إلى الخط العربي ـ د.سيد فرج راشد)].

            وبالمسند ألفاظ شبيهة: جام 574: فرعْ (= فارع؟) ينهب ملك سبأ. جام 603 : فرعْ بن مقرْ (= فارع بن مقار).جام 712: أشمس وأبشمر ومرثدأوم ويفرع أتنعن بنو برقْ.جام 747: ريمن يردف وبنهو بنو يهفرع أغيمن، ويُحتمل أن تكون لفظة (فرعون:أصلها المصري=بر عا/بر عو) لغة في البراء،أبرهه،بُرعي،برح،فارع (أي من جذر :برأ)، وقد يكون أصل كلمة فرعون (فر=ال) من أصل أعيان (كبراء).

            فالملك المصري بدأ ممثل عن السلطة الدينية وعن الآلهة (نائب،رسول،ابن) ثم أصبح في الدولة الحديثة هو السلطة الدينية وهو الآلهة، وقد بدأ ذلك منذ عهد والد أخناتون ثم ابنه،وبلغ ذروته لدى رعموسى الثاني، وهذا الأمر قد يفسّر بوضوح سبب تلقّب ملوك الدولة الحديثة بالفراعنة:

            [قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ{29}] غافر: ٢٩

            وقال تعالى:
            [وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ{38}]القصص: ٣٨

            وقال تعالى: [فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى فَأَرَاهُ الآيَةَ الْكُبْرَى فَكَذَّبَ وَعَصَى ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى] النازعات: ١٤ - ٢٤

            وادّعاء ملوك مصر في الدولة الحديثة ، من وافقهم من المؤرخين،أن الهكسوس (ومنهم بني إسرائيل) أجانب غير شرعيين، قد لا يقرّه القرآن، فالأرض لله يورثها لمن يشاء،وقد مكّن الله ليوسف عليه السلام بمصر، ووصل للعرش بطريقة شرعية وباختيار الملك وتعيينه، وآل يعقوب وفدوا مصر واستوطنوها بإذن الملك وبإذن عزيز مصر النبي يوسف ،وكذلك قد نفهم من آي القرآن الكريم أن قوم موسى عليه السلام من أهل مصر:

            قال تعالى:
            [إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ{4}] القصص: ٤

            فالفرعون قد جعل أهل الأرض (مصر) شيعاً،ثم استضعف طائفة (بنو إسرائيل) منهم (أي من أهل مصر).

            وهامان نائب فرعون، لابد من ذكره، لعلاقته الوثيقة به، ولعله من تتحدث عنه هذه الآثار التي أوردها كتاب Pharaoh Triumphant the life and times of Ramesses II, K.A. Kitchen ، ونسخته العربية (رمسيس الثاني ،فرعون المجد والانتصار،ترجمة د.أحمد زهير أمين):

            ص 55: كان الشاب آمن (=هامن/هامان) ؟ ام اينت Amen em inet في مثل سن الأمير (=رمسيس 2) ورفيق صباه ،فلما أصبح رمسيس نائبا للملك ووريثا للعرش أصبح الفتى بالتبعية رفيقه وتابعه ففتح له الطريق لمستقبل زاهر وهي ما تحقق فعلا. وكان لآمن ام اينت Amen em inet أقارب ذوو نفوذ منهم عمه [لعله مِنموسى، Minmose ] كبير كهنة الإله مين والإلهة ايزيس بقفط (شمال طيبة) وقائد Commandant فيالق النوبة -أي الساعد الأيمن لنائب الملك في النوبة. ومنهم الفتى باكن خنسو [والده باسر وزير الجنوب وابن عم آمن ام اينت Amen em inet،ص 242 ] مدرب الخيول الملكية الذي التحق بعد ذلك بالسلك الكهنوتي المستديم في خدمة آمون بطيبة [أصبح كبير كهنة آمون،ص 242 ].

            ص 73: رقّى الملك رفيق طفولته آمن ام اينت Amen em inet إلى وظيفة قائد المركبات الملكية Royal Charioteer وناظر للخيل Super Intendent of Horse .

            قال تعالى:[ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ{6}] القصص: ٦

            ص 97: آمن ام اينت Amen em inet رفيق الفرعون القديم قد رقى إلى منصب رسول الملك لكل البلاد الأجنبية ويقول الرجل بهذه المناسبة موضحا طبيعة عمله الجديد : أرفع له (الفرعون) تقارير عن أحوال البلاد الأجنبية كلها.

            [ص 199: وكانت أرقى وظائف الدولة هي وظيفة السفير (رسول الملك إلى كل البلاد الأجنبية) وكانت الترقية إليها قاصرة على كبار ضباط سلاح العربات الحربية].

            ص 179: واختار الملك للمنصب [كبير كهنة آمون] الشاغر ون نفر Wennofer (مات سنة 27) وهو والد رفيق طفولة رمسيس الثاني آمن ام اينت .وكان آمن ام اينت نفسه قد نقل من وظيفته العسكرية إلى الرمسيوم ليصبح مديراً لمشاريع الملك الأثرية هناك Chief of Works of All Royal Monument - ولا يزيد البعد بينه وبين أبيه كبير الكهنة بالكرنك عن عبور النهر إلى الضفة الأخرى من النيل .

            قال تعالى:[وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ{38}]القصص: ٣٨

            (ذكر كتاب An Introduction to Ancient Egypt ،أن أقدم استعمال للطين الموقود بمصر كان معروفاً منذ الدولة الوسطى).

            ص 192: ويرجع الفضل في صعود نجم باسر [paser ،وزير للجنوب بطيبة viceroy ،عم باسر كان قائد الفرق بالنوبة وبعده ابنه نخت مين (ابن عم باسر) ] واختياره نائبا للملك (في النوبة) إلى عراقة أسرته، فابن عمه آمن ام اينت هو رفيق طفولة رمسيس الثاني .

            ص 199: وكان من علية القوم من اتخذ من الخدمة العسكرية ذريعة للوثوب إلى الوظائف المدنية العليا ،وقد تعرفنا من هؤلاء على ..،وآمن ام اينت القائد بسلاح المركبات ثم ميليشيات المدجاي Chief of Medjay-Militia ، بعدها عين مديرا للمصانع (وزير صناعة) .

            ص 240: أمنحتب.. لكنه كان ينتمي لأسرة ذات نفوذ هي أسرة آمن ام اينت قائد ميليشيات المدجاى الشهيرة.

            ص 242: حيث يحتل مين مس آخر منصب كبير كهنة مين وآيزيس والذي يمت هو الآخر بصلة قرابة إلى آمن ام اينت .


            والله أعلم وأحكم

            لتحميل الكتاب، يرجى النقر على الرابط التالي:

            http://www.ebnmaryam.com/web/modules...cat=3&book=824
            الترجمة فهم وإفهام
            الترجمة السياق
            الترجمة الحوار

            www.atida.org

            مستقبَلات الأمة واحدة، وإنْ كانت الطرق إليها متعددة
            مَن ترك غيره يخطط له، رَهَن له مستقبله

            facebook.com/oumma.futures
            twitter.com/oummafutures

            العلم الذي لا عمل معه، لا قيمة له

            تعليق

            • ahmed_allaithy
              رئيس الجمعية
              • May 2006
              • 3961

              #7
              فرعون ذي الأوتاد قديم قدم عاد وثمود ، والأوتاد هي الأهرام
              هذا طبعًا اجتهاد من المؤلف ولا دليل عليه ولا يصح أن يبني عليه حكمًا أو تفسيراً لاحقًا كما فعل.

              (
              وقد يُعلّل ذلك أن يوسف عليه السلام كان معاصراً لملك أجنبي (من الهكسوس) ،وأنه لا يحقّ التسمّي بالفرعون إلا لملك محلي أمّا بعد طرد الأجانب،فقد جازت التسمية،حتى إذا أتى عصر موسى عليه السلام، كان ملك مصر محلياً يُخاطب بالفرعون كسابقيه.)
              هذا أيضًا اجتهاد لأن من بين من غزوا مصر من لقب بفسه بالفرعون، بل أكثر من ذلك أن الاسكندر الأكبر مثلاً سمى نفسه (ابن آمون). ثم إن الغازي الأجنبي لا يهمه أن يحق له أمر أو لا يحق، هو أصلاً غازٍ لغير أرضه. فهذا تفسير فيه بعض السذاجة.

              وقد سجّل ابنه من بعده (بين سني حكمه:2-5) أنه دحر إسرائيل ولم يبق منهم بذرة، وبعيداً عن مصداقية الخبر، فإن النقش يُرجّح أن رع موسى الثاني هو الفرعون الغريق (لأن إسرائيل حسب النقش لم تعد بمصر، وتسكن نواحي فلسطين.)
              هذا كلام غير دقيق؛ لأن الفرعون المقصود بهذا النقش وهو ابن رمسيس الثاني اسمه مري إن بتاح، وترجع لعصره لوحة الانتصار المذكورة. أما أن رمسيس الثاني هو الفرعون الغريق فمحل نظر برغم كل ما نشر عن جثة رمسيس الثاني وجثة مري إن بتاح، وأبحاث موريس بوكاي.
              والنقش المذكور أنا رأيته بأم عيني في المتحف المصري في أسفل لوحه كبيرة من الحجر الجرانيت ويقول النص (أما إسرائيل فقد محقت بذرتها) والمخصص الدال على إسرائيل عبارة عن رجل يسير وهو ما يفيد أن إسرائيل المذكورة كانت من القوم الرحل غير المقيمين. وهذا الفرعون يعدد انتصاراته ومنها ما فعله بإسرائيل.

              من ناحية أخرى أشعر بعدم الراحة لاستخدام المؤلف للهجاء (موسى) في أسماء الفراعين، رغم أن المصرية القديمة تقول (مس) وليس (موسى)، فرمسيس هو (رع مس) أي ابن رع أو ولد رع. واستعمال المؤلف لاسم (تحوت) ثم (موسى) محير أيضًا لأن هذا الاختيار غير دقيق. فالصواب حسب المصرية القديمة هو (جحوتي) وليس (تحوت) التي هي تعريب للفظة في اليونانية Thot.

              كذلك أجد ليًّا لعنق الأسماء ومبالغة في محاولة إثبات أن هامان هو Amen رغم أن هذا الهجاء بالحروف الأعجمية لا يتعدى أن يكون اسمًا شائعًا لإله (آمون) (امن)، والألقاب التي حصل عليها ذاك الشخص حصل عليها كثيرون ممن كانوا في ذاك المنصب. ومكمن المشكلة هي أن المؤلف رجح فترة زمنية معينة (أي ليس على سبيل القطع) ثم رجح أشياء أخرى، وبنى النتائج على اجتهادات شخصية لا يوجد واحد منها مبني على دليل قطعي.

              ولذلك أرى أن كل هذا مبني على التخمين، وليس فيه شيء قطعي الدلالة.

              د. أحـمـد اللَّيثـي
              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

              فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

              تعليق

              • منذر أبو هواش
                Senior Member
                • May 2006
                • 769

                #8
                منفتاح فرعون موسى ...

                أخي الكريم،

                لقد اهتم العلماء في العصر الحديث بفحص الجثث المحنطة للفراعنة من أجل معرفة سبب وفاة كل منهم، وقد فحصت جثة الفرعون رمسيس في الثمانينيات من قبل العلماء الفرنسيين الذين أكدوا بعد الفحص أن الفرعون رمسيس (رعمسيس) لم يمت غرقا، وانهارت مع هذا الفحص النظرية القديمة التي كانت تفترض أن رمسيس هو فرعون الخروج.

                وأما الفرعون منفتاح (ابن رمسيس) فقد توفرت امكانية فحص جثته المحنطة من أجل معرفة سبب وفاته بعد ذلك في مختبر الهوية القضائية في باريس حيث اكتشف العلماء وأكدوا للعالم موته غرقا وأنه يكون بذلك فرعون الخروج.

                علما بأن فحصا آخر للخزعات التي أخذت من النسيج العضلي للفرعون منفتاح قد جرى في عام 1975 في القاهرة واكتشف العلماء بنتيجته أن جثة الفرعون منفتاح كانت هي الجثة الأكثر حفظا من بين كافة الجثث المحنطة المكتشفة للفراعنة الآخرين.

                ودمتم

                انظر: كتاب القرآن والعلم الحديث للدكتور موريس بوكاي
                منذر أبو هواش
                مترجم اللغتين التركية والعثمانية
                Munzer Abu Hawash
                ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

                munzer_hawash@yahoo.com
                http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

                تعليق

                • منذر أبو هواش
                  Senior Member
                  • May 2006
                  • 769

                  #9
                  منفتاح فرعون موسى ...

                  أخي الكريم،

                  الاستاذ الدكتور الشيخ عبد العزيز الخياط في كتابه اليهود وخرافاتهم حول أنبيائهم والقدس، قدم شرحا وبحثا وافيا للرواية القرآنية لخروج بني إسرائيل، مستندا إلى آيات القرآن الكريم مع الاسترشاد ببعض الوقائع والاسماء التاريخية الأخرى:

                  بعث موسى عليه السلام لإنقاذ بني إسرائيل من ظلم فرعون مصر منفتاح الأول بن رعمسيس الثاني، وكان يسكن مصر العليا وعاصمتها مدينة طيبة، وحين رجع من مدين إلى مصر، وقد أنزلت عليه التوراة، بدأ يدعو فرعون إلى الإيمان ووقف الظلم عن بني إسرائيل.

                  لما استكبر فرعون و أبى الإيمان، أُ مر موسى بالفرار ببني إسرائيل، فخرج موسى ببني إسرائيل هرباً من فرعون (منفتاح الأول بن رعمسيس الثاني) وجنوده (وهم فراعنة الجنوب أي مصر العليا في طيبة) جهة الشرق، أي في اتجاه البحر الأحمر، لقوله تعالى (فأتبعوهم مشرقين) الشعراء/10، فلما استقروا امنين على شاطىء البحر الأحمر، طلب إليهم الله أن يذهبوا إلى الأرض المباركة، وأن يدخلوا الأرض المقدسة فامتنعوا جبناً، وقالوا (يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون) المائدة/22، وقالوا لموسى (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون) المائدة/22، فلم يخرج أهلها منها، ولم يدخلوها، وإنما رجعوا من حيث أتوا إلى صحراء التيه، فظلوا فيها أربعين سنة، ومات فيها موسى وهارون ، ولم يقطعوا نهر الأردن في اتجاههم إلى الشمال، فمقولة أن موسى مدفون في الكثيب الأحمر فوق أريحا كما زعمت الإسرائيليات والأحاديث الموضوعة غير الصحيحة بنص القران في قوله تعالى (فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض) المائدة/24، وقد قال ابن الكثير رداً على الرواية التي تقول "إن الأرض المقدسة هي أريحا، وفي هذا نظر لأن أريحا ليست هي المقصودة بالفتح ولا كانت في طريقهم إلى بيت المقدس"

                  التقى موسى بالعبد الصالح في مجمع البحرين ، و في الرواية الموثوقة أن مجمع البحرين هو باب المندب ، و هو المكان القريب من مصر العليا حيث كان فرعون موسى في مدينة طيبة ، و كانت مدينة منف التي زعموا أن موسى كان فيها تابعةً لها .

                  الذي يؤكده واقع المنطق أن موسى اتجه ببني إسرائيل نحو بحر القلزم ( الأحمر ) لأنه كان معه ستمائة ألف منهم على أكثر رواية و في رواية سبعون ألفاً و اثنا عشر ألفاً على أقل رواية ، و أتبعهم فرعون بجنوده بخيولهم و عرباتهم فلو أنهم اتجهوا إلى الشمال و المسافة طويلة لأدركهم ، و لكنهم اتجهوا إلى بحر القلزم أي البحر الأحمر فكاد يدركهم عند الشاطىء ، قال قوم موسى ( إنا لمدركون ) فقال موسى ( كلا إن معي ربي سهدين ) و نجاهم الله إلى الشاطىء المقابل و أغرق فرعون و جنوده . قال ابن كثير في تفسيره ( إن بحر القلزم و هو البحر الأحمر ) و تؤيد ذلك الايات الكريمة ( فأخرجناهم ) أي إلى جهة الشرق ، وهو أوكد من تفسيرها بشروق الشمس ، لأن الثابت كما يقول ابن كثير كان اتجاههم إلى سيف البحر الأحمر و هو شرق مدن فرعون طيبة و غيرها .

                  و من زعم أن فرعون كان في اليمن استشهاداً بقوله تعالى ( و فرعون ) و أن الأوتاد هي جبال اليمن كلام يكذبه القران لان موسى عليه السلام ضرب البحر فانفلق فرقين كل فرق كالطود العظيم بقوله تعالى ( فأوحينا ) فأين البحر الذي قطعه موسى في اتجاهه إلى اليمن كما يزعمون ؟ بينما هو فيها مع فرعون ، بل أين هو في اتجاهه إلى القدس فمن يزعم أنه اتجه إليها ، و كذلك من زعم أن الأوتاد هي الأهرامات فبعيد كذلك لأن موسى لم يكن هناك ، و الصحيح ما قاله ابن كثير عن ابن عباس " الجنود الذين يشدون له أمره " أو كما قال مجاهد " كان فرعون يوتد الناس بالأوتاد "
                  ودمتم،

                  منذر أبو هواش
                  منذر أبو هواش
                  مترجم اللغتين التركية والعثمانية
                  Munzer Abu Hawash
                  ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

                  munzer_hawash@yahoo.com
                  http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

                  تعليق

                  • nader_ashiply
                    عضو منتسب
                    • May 2008
                    • 3

                    #10
                    بارك الله فيكم وجزاكم خيرا.
                    دليل الصحة العربي

                    تعليق

                    يعمل...
                    X