الكحول – alchool(eng.)\alkohol(dt.)
أعتقد أن كلمة (الكحول) التى نأسف - عن جهلٍ منا - على أنها أُخذت من الأصل الأجنبى (alkohol)بالألمانية أو (alchool)بالإنجليزية، أعتقد أن لها مقابلاً عربياً ورد فى القرآن الكريم فى قوله تعالى " لا فيها غولٌ ولا هم عنها يُنزَفون "؛ وبما أنه لا يوجد مقابلٌ لحرف الغين المعجمة فقد أخذها الغرب عنا وكيفوها حسب ميزانهم الصوتى، ثم حدث أن غفلنا نحن أو أُغفِلنا عن اللفظة الأصيلة فأخذناها منهم بعدُ.
وفى هذا الصدد أذكر هنا كلمةً للسيد مراد هوفمان فى كتابه الإسلام كبديل:
"وكما قال مارشال هودجون: يتضح بجلاء من تفجر المعرفة والتكنولوجيا فى العالم الإسلامى أن التبادل الثقافى بينه وبين العالم الغربى كان فى اتجاه واحد، حيث لم يكن لدى الغرب شيء يستحق أن يُرجَع إليه. كان الغرب مستورداً خالصاً، فمن طواحين الهواء والطرب حتى الأقواس الغوطية فى المعمار، ترك هذا الغزو الثقافى - كما نسميه اليوم - بصماته فى اللغة، فعندما نقول:
admiral, algebra, cipher, amalgam, alchool, lute, guitar, alcove, muslin, tariff.
فهى من العربية وتعنى:
أمير البحر، الجبر، صفر، الملغم، الكحول، عود، قيثارة، الجوف أو الفجوة، موصلين، تعريفة.
ولكن بدأت العلوم والفنون - خاصةً العلوم - تخبو فى العالم الإسلامى منذ القرن الرابع عشر؛ وكان أحد أسباب ذلك ظهور نظرية غلق باب الاجتهاد ... وطبقاً لهذه النظرية أحاط القدماء بكل المعارف المطلوبة، ولا يستطيع أحد معرفة أفضل، فهم أقرب للمصدر وأكثر فهماً."
مما سبق نضيف أن العرب لما قعدوا عن التطور الذى بدأوه، أصبحوا فى موضع المتلقى، فإذا بنا نأخذ منهم وعنهم ثمرة ما قد بدأناه نحن منذ قرون وبالطريقة التى تترائَى لهم.
وأرى أن أختم قولى المتواضع بحقيقةٍ جديرةٍ بالذكر هنا لـ ميخائيل نعيمه، يقول:
"نحن في دور من رقينا الأدبي والاجتماعي قد تنبهت فيه حاجات روحية كثيرة لم نكن نشعر بها من
قبل احتكاكنا الحديث بالغرب وليس عندنا من الأقلام والأدمغة ما يفي بسد هذه الحاجات...
...فلنترجم!
ولنجل مقام المترجم لأنه واسطة تعارف بيننا وبين العائلة البشرية العظمى."