لفظ " إله "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد آل الأشرف
    عضو منتسب
    • Jun 2018
    • 212

    لفظ " إله "

    قال الشيخ الدكتور محمد حسن حسن جبل رحمه الله في كتابه الفريد المعجم الاشتقاقي المؤصل لألفاظ القرآن الكريم:
    الإلاهة كرسالة: أي الشمس. و قيّد بعضهم* بأن العرب سمّت الشمس لمَّا عبدوها إلاها. وتقال أيضا كرُخَامة..... و قال بعضهم هي كرخامة: أي الشمس الحارة. أو الإلاهة كرسالة أي الحية و هي الهلال. و الهلال الحية إذا سُلِخت أو هو سِلْخ الحية بكسر السين. و هو غلاف شفاف يتربى عليها بين حين و آخر فتخلعه. فالذي أرجحه هو أن عبارة الإلاهة الحية تحريرها الإلاهة: سِلخ الحية. فهو المُتسق مع الإلاهة: الشمس. في الشفافية. و لعل هذا مقصود ثعلب بقوله الإلاهه :الهلال.
    المعنى المحوري للفظ الإلاهة شفافية أو ضوء مع أثرٍ تُستَشعر حدَتُه، كضوء الشمس و معه حرارتها. و كسلخ الحية بشفافيته مع استشعار إرتباطه بحِدّة السُّم في الافعى.
    هذا، و قد قال فريق من العلماء إن لفظ الجلالة الله ليس من الأسماء التي يجوز اشتقاق فعل منها كما يجوز في الرحمن الرحيم، أي انه غير مشتق. و قال فريق آخر إن أصله الإلاء، و حُذفت الهمزة كما حُذفت من الناس و أصله الأُناس، و كما حذفت من "لكناّ هو الله ربي" و أصلها لكن أنا. فإذا جرينا على الرأي الثاني، تأتَّى فيه من المعنى المحوري الذي ذكرناه معنى النور و التعالي و الغيبية و استشعار الأثر، و هي معانٍ لغوية تؤخذ من استعمال لفظ "إلاء" للشمس و سلخ الحية.
    و لهذه المعاني اللغوية تجليات في معاني الألوهية، فالإله الحق جل جلاله نور لا يحاط بكنه حقيقته.* بيده كل شيء: العالم كله مما هو أدق من الذرة الى ما هو أعظم من كل مجرة علما و ملكا و إيجادا و تصريفا و إفناء. وأستفر الله من قصور العبارة. و كل ما جاء من مفردات هذا التركيب، فهو إما الإله الحق سبحانه منه لفظ الجلالة أصله الإله حُذِفت الهمزة و أُدغِمت اللام في اللام. وإما ما اتخذه المشركون إلاها. و جمعه آلهة تعالى الله عما يصفون. والسياقات واضحة في المراد.
    وقالوا إن الإلاهة تعني العبادة. منه يكون الإله تعني المعبود. و التعبير عن العبودية و المملوكية هو من أول لوازم* إعتقاد الألوهية. و قد رد بعضهم لفظ إلاء الى ألِهَ كفرِح. بمعنى تحير أو لجأ الى كذا. لكن ما قلناه أوفق لمنهج هذه الرسالة و الله أعلم. قال تعالى " و لله الأسماء الحسنى فأدعوه بها و ذروا الذين يلحدون في أسمائه" الأعراف 180. و نعوذ بالله أن نكون منهم. قال تعالى" و لله المثل الأعلى و هو العزيز الحكيم" النحل 60. و قال عز و جل " و له المثل الأعلى في السماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم" الروم 27. و قال" من إتخذ إلهه هواه "* الفرقان 43 و الجاثية 23. أي أقام الإله الذي يعبده هواه، فهو جارٍ على ما يكون في هواه. و المعنى أنه لم يتخذ إلاها إلا هواه. أقول: و في الآية إثبات لدخول الطاعة ضمن معنى عبادة الإله. و هو معنى كان* محل تساؤل عدي بن حاتم عن حقيقة اتخاذ اليهود و النصارى الأحبار و الرهبان أربابا-التوبة 31.* فأجابه صلى الله عليه وسلم بأنهم كانوا يطيعونهم في تحليل ما حرّم الله و تحريم ما أحلّ الله. و الطاعة من صميم لوازم المملوكية في معنى "عبد" و قد قالوا إن لفظ اللهم، الميم فيه بدل عن ياء النداء. فمعناها يا ألله. و الاقرب الى نفسي أنها بمعنى يا من هو إلاهي.
    انتهى كلامه رحمه الله.
  • محمد آل الأشرف
    عضو منتسب
    • Jun 2018
    • 212

    #2
    قال الطاهر ابن عاشور في تفسيره لقوله تعالى ( إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني) :
    ووقع الاخبار عن ضمير المتكلم باسمه العلم الدال على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع المحامد ، وذلك أول ما يجب علمه من شؤون الإلهية ، وهو أن يعلم الاسم الذي جعله الله عَلَماً عليه لأن ذلك هو الأصل لجميع ما سيخاطب به من الأحكام المبلغة عن ربهم.
    وفي هذا إشارة إلى أن أول ما يتعارف به المتلاقون أن يعرفوا أسماءهم ، فأشار الله إلى أنه عالم باسم كليمه موسى وعلَّم كليمه اسمه ، وهو الله.
    وهذا الاسم هو علَم الرب في اللغة العربية . واسمه تعالى في اللغة العبرانية ( يَهْوهْ )
    أو ( أَهْيَه ) المذكور في الإصحاح الثالث من سفر الخروج في التوراة ، وفي الإصحاح السادس.
    وقد ذكر اسم الله في مواضع من التوراة مثل الإصحاح الحادي والثلاثين من سفر الخروج في الفقرة الثامنة عشرة ، والإصحاح الثاني والثلاثين في الفقرة السادسة عشرة ، ولعله من تعبير المترجمين وأكثر تعبير التوراة إنما هو الرب أو الإله .
    ولفظ ( أهيه ) أو ( يهوه ) قريب الحروف من كلمة إله في العربية .
    ويقال : إن اسم الجلالة في العبرانية «لاهم». ولعل الميم في آخره هي أصل التنوين في إله .
    وتأكيد الجملة بحرف التأكيد لدفع الشك عن موسى؛ نزل منزلة الشاك لأن غرابة الخبر تعرض السامع للشك فيه.
    وتوسيط ضمير الفصل بقوله { إنّني أنا الله } لزيادة تقوية الخبر ، وليس بمفيد للقصر ، إذ لا مقتضى له هنا لأن المقصود الإخبار بأن المتكلم هو المسمى الله ، فالحمل حمل مواطأة لا حمل اشتقاق ، وهو كقوله تعالى : { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } .
    وجملة { لا إله إلا أنا } خبر ثان عن اسم ( إن ). والمقصود منه حصول العلم لموسى بوحدانية الله تعالى .
    ثم فرع على ذلك الأمر بعبادته . والعبادة تجمع معنى العمل الدال على التعظيم من قول وفعل وإخلاص بالقلب . ووجه التفريع أن انفراده تعالى بالإلهية يقتضي استحقاقه أن يعبد وحده.

    تعليق

    يعمل...
    X