بعد ما جرى في مصر وسورية - الجيوش الوطنية: ما بين الاحتواء والإلغاء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • فيصل كريم
    مشرف
    • Oct 2011
    • 296

    بعد ما جرى في مصر وسورية - الجيوش الوطنية: ما بين الاحتواء والإلغاء

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الجيوش الوطنية:
    ما بين الاحتواء والإلغاء


    ظهرت فكرة الجيوش الحديثة (أو "الجيوش الوطنية") بنشوء الدول القومية والقوى العظمى بالعالم في القرن السابع عشر وما تلاه. في حين أن معظم العالم كان يعتمد قبل ذلك على الجيوش الشعبية التي لا تحترف العسكرة ولا تمتهن بها. إلا إن الجيوش الوطنية لم يبرز دورها الحديث والمعاصر إلا أثناء الثورة الفرنسية وما بعدها، حيث ظهر دور القوات العسكرية التي دافعت عن تلك الثورة وعملت على نجاحها وإلغاء الملكية الفرنسية إلى الأبد. وبغض النظر عن دوافع من قام بذلك من العسكر وعلى رأسهم نابليون بونابرت، سواء كان مؤمنا بالثورة وأهدافها أم لا، فإن تأطير أهداف آيديولوجية ومرتكزات ذات مرامي شعوبية ووطنية كان ولا زال هدفا من أهداف الجيوش الحديثة. أي إن هذه الجيوش تقوم على ترسيخ أنظمة تعتبرها أساسية لوجودها، وبهذا تحولت الأداة التي يفترض بها المساعدة باستقرار الدولة إلى عامل مسيطر عليها ويتحكم بمقدراتها تبعا لما تريده وترضاه. ولكن الدول الغربية عموما تخلصت من هذه الإشكالية (ظاهريا) وجعلت من الحكم المدني وآليات الديمقراطية واجهة لها أمام العالم، وادّعت أنها لا تحتكم حسب إرادة عسكرها رغم أن المعطيات والوقائع لا تشير إلى ذلك البتة، وهو موضوع آخر يطول الحديث فيه ويبتعد عن جوهر مقالنا هذا.

    وفي السياق المصري والعربي، يبدو أن محمد علي باشا تلقف فكرة حلفائه الفرنسيين (الذين غدروا به لاحقا) وأخذ بتشكيل أول جيش وطني حديث في العالم العربي. ولا شك أنه كان جيشا كاسحا قويا، حيث قضى على الدولة السعودية الأولى ببداية القرن التاسع عشر بعد حملة عسكرية كبرى جاب بها أرض الجزيرة العربية غربا وشرقا، ثم توجه هذا الجيش بعد مدة ليست بالطويلة شمالا لغزو قلب الدولة العثمانية وواقترب من النجاح بذلك عبر قائده الفذ إبراهيم باشا، لولا أن أباه محمد علي باشا تراجع في اللحظات الأخيرة عن فتح الأستانة، بعد أن خذله الفرنسيون وهاجمه البريطانيون والأوروبيون وقضوا على الأسطول المصري الكبير آنذاك. ومن هنا بدأ دور الجيش المصري الحديث في بناء الدولة حيث أخذ جانبا رئيسا فيها. ومع مرور الأيام ومجيء الاستعمار الإنجليزي بعد انكشاف مشروع محمد علي باشا النهضوي وفشله في بناء إمبراطورية تحل محل الدولة العثمانية، تشكّلت قواعد هذا الجيش وأساسيا عقائده العسكرية. وسواء رسم هذا الجيش شكله بيده أم رسمه له الآخرون، فإن معالم هذا الشكل تحدّد مع الزمن حيث شارك الجيش بفعالية في التعاون مع الإنجليز بغزو السودان إبان ثورة المهدي عام 1882: الأولى عام 1883 وهزموا بها في الحملة التي أطلق عليها حملة هيكس، والثانية في معركة كرري عام 1899. أما من يحاول الخروج على ما هو مرسوم فمصيره كمصير أحمد عرابي باشا القائد العسكري الشريف الذي رفض تورط الجيش المصري بغزو السودان. ومن المعلوم أن من قاوم الاحتلال الإنجليزي هم المقاومة الشعبية التي قدمت تضحيات تاريخية كبرى في سبيل جلاء المحتلين، بينما بقى الجيش الرسمي بقياداته الكبرى منزويا عن الرغبة الشعبية العارمة بالتحرير والاستقلال، رغم أن كثيرا من أبناء الجيش يرفضون هذا الدور ولا يعترفون إلا بشرعية الشعب. إلا إن الأمور أخذت منحى لا يقترب من الحسم وتوضيح المواقف. فقد ظلت الملكية وجيشها على وفاق أو توافق مع المحتل حتى بعد اتفاقية الجلاء. ورغم أن ما يسمى "حركة الضباط الأحرار" قامت بثورة (أو انقلاب) عام 1952، إلا إن حالة من الضبابية وعدم الوضوح ظلت سائدة بتوجهات الجيش وعقائده وحقيقة مرتكزاته الاستراتيجية بشكل عام، وما أظهر ذلك هو هزيمة عام 1967، حيث انكشفت ظواهر خفية مريرة، وأكد قادة ومسؤولون كبار أن ما جرى "خيانة" مكتملة الأركان. ولكن في ظل الرغبة "بمحو آثار العدوان" وبعد إجراء محاكمات أو تصفيات لبعض قادة وأفرع الجيش فإن الدور الحقيقي للجيش في الدولة لم يتم تقنينه أو توضيحه بشكل يضمن عدم القفز على أية إرادة شعبية نحو الحرية وحكم القانون، فزادت الاعتقالات وعمليات تكميم الأفواه إلى أن وصلنا لمرحلة الأحكام العرفية أو ما يسمى بـ"قانون الطوارئ"، وهذا أمر طبيعي في ظل تولي ثلاثة من العسكر سدة السلطة في مصر (عبد الناصر - السادات - مبارك) مدة تزيد عن الستين عاما. وهكذا فإن الإرادة الشعبية لم تُحكِم سيادتها على الجيش وقياداته حتى قبيل ثورة 25 يناير وهي التي أججتها حراكات "الربيع العربي".

    استمرت هذه الحالة في حقبة حسني مبارك حيث لم يظهر الجيش أية بوادر للقيام بمنع الفساد واللصوصية التي استشرت بذلك العهد، بل ظهرت كثير من المزاعم التي تشير لتورط كبار العسكر بالصفقات التجارية المشبوهة والإثراء غير القانوني الفاحش، وهو ما أدى بالكثير من الناس إلى اليأس من الجيش بتحريك الوضع الراكد والقضاء على الفساد المستشري، إلى أن وصلنا إلى ذروة الغضب الشعبي وثورة 25 يناير. واستمر كذلك وضع الجيش العائم وغير الحاسم تجاه هذه الثورة، إلا إن بعض الظروف أدّت فيما يبدو بقادة العسكر إلى ترجيح الكفة الشعبية، رغم عدم تفضيلهم منحها خيوط اللعبة السياسية كافة مما قد يؤدي إلى فقدان امتيازاتهم الاقتصادية والسلطوية. فأخذت لعبة الشد والجذب بالظهور بشكل كبير عبر الصراع الخفي بين ما يسمى المجلس العسكري والأحزاب المدنية حول السلطة ومقاليدها وأوراقها وهو ما تجلى في الإعلان الدستوري الأول الذي استُفتي عليه، وظهر فيه مدى التوافق بين العسكر وجماعة الإخوان المسلمين، حيث حذر الكثيرون الجماعة وحزبها السياسي من مغبة السير وراء جَزَرات العسكر الوهمية وهو ما حدث لاحقا. ومما لا شك فيه، وحسب تطورات المشهد السياسي في مصر، فإن السلطة الحقيقية طوال فترة ما بعد ثورة 25 يناير لم تخرج عن أيدي العسكر الذين لم يقتنعوا بتسليمها إلى سلطة مدنية منتخبة، رغم تصريحهم الشكلي بهذا الأمر مرارا وتكرارا إلا إن "المية تكذب الغطاس" كما يقال بالمصرية الدارجة. وقد مارس العسكر لعبة السياسة القذرة عبر إرخاء الحبل أحيانا وشدّه أحيانا أخرى، أما أقذر ما مارسوه بعد الثورة فيتجلى في المساومة بالأمن وترك قوات الشرطة وقيادتها الفاسدة تعبث بهذا الملف الخطير وتترك حبل "البلطجية" على غاربه ليشيع الترويع وانعدام الأمن فيأتي الناس مهرولين إليهم راجين منهم إعادة الأمن والأمان، حتى لو كان الثمن إعادة نظام حسني مبارك ورموزه الذين يخضعون لمحاكمات صورية وهزلية طويلة المدى وبطيئة الإجراءات ليتسنى إلغائها في أية لحظة. وبلعبة محبوكة الخيوط، لجأ العسكر إلى فتح المجال للإسلاميين والإخوان تحديدا لدخول اللعبة السياسية على مصراعيها، ورغم أنهم تفاجؤوا باكتساح القوى الإسلامية لمقاعد البرلمان وفوزهم بانتخابات رئاسة الجمهورية، إلا إنهم لجأوا إلى الخطة (ب) المتمثلة بحرمان المنتصرين بالانتخابات من التمكّن من أدوات إدارة الدولة حتى يظهروا أمام الناس بصورة العاجز والفاشل وغير القادر على النهوض بالبلاد من جديد فتحدث النقمة الشعبية عليهم، وللأسف ابتلعت القوى الإسلامية الطعم ووقعت الطامة.

    إن ما حدث من إنقلاب على شرعية منتخبة وتعطيل لدستور استفتت عليه الملايين في مصر لهو تعبير واضح عن الفجوة الكبيرة التي تفصل العسكر عن الإرادة الشعبية، ويمثل اعترافا صريحا بعدم إمكانية القبول بمبدأ تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة، لأن ذلك من شأنه أن يعيد "السيادة" إلى الشعب (حسب مبادئ الديمقراطية) وترسيخ كلمة القانون الذي يخرج من الدستور (فلا قانون إلا بوجود دستور) ويجعل من كافة المصالح والأموال العامة خاضعة للرقابة والمحاسبة الشعبية الممثلة في البرلمان، وهذا بالتأكيد سيضر بمصالح اللصوص والفاسدين الذين ربما يتستر عليهم العسكر، وربما يكون كثير من قادتهم متورطين بقضايا الفساد والتنفيع بها. وبالتالي لا أمان للعسكر أو اللصوص في ظل الرقابة والمحاسبة والحياة النيابية الشرعية.

    لعل المتأمل إلى وضع ما جرى في كل من تونس ومصر وسورية واليمن والعراق والجزائر سيدخل في دائرة التساؤل والحيرة حيال الطريقة المثلى للتعامل مع ظاهرة الجيوش التي جعلت من نفسها فوق القانون ولا تقبل الخضوع لسلطته. ومن الجهة الأخرى، لا يقل وضع الدول الملكية سوءا من حيث الفساد وسرقة المال العام، رغم أنها لا تجري على أيدي العسكر بل من حكامها مباشرة. والدول الملكية قللت من شوكة العسكر حتى تأمن شر انقلاباتها، إلا إن الوضع بالخليج يشوبه المبالغة المريبة، فهي قد استغنت بشكل شبه تام عن ضرورة تكوين جيوش قادرة على حماية حدودها اعتمادا على القوات الغربية التي تعمل لصالح استراتيجيات بلدانها وهذه كارثة أكبر. لكنني أزعم أن تكاليف نيل الحرية والاستقلال والكرامة بهذه الدول أقل من تلك التي يوجد بها جيوش جرارة كمصر وسوريا وذلك للأسباب والظواهر المذكورة أعلاه.

    ولذلك فإنني أرى أنه لا وجود لأسلوب أمثل لحل إشكالية الجيوش ودورها إلا بإعادة صياغة أهدافها وآليات عملها ورسم عقيدتها من جديد، فإن كان القبول الذاتي من هذه الجيوش بذلك فحبا وكرامة، وإلا فإنه لا مناص من إلغائها بالكامل، لأن من الواضح أنها لا تعترف بدورها الحصري بحماية الحدود من الأخطار الخارجية والمساهمة ببناء التنمية (وإن فعلت تفشل غالبا)، بل أصبح همها الحكم والسلطة والتخريب على الإرادة الشعبية كما فعلت في السودان عام 1989 والجزائر عام 1991 وفلسطين عام 2006 ومصر 2013. ولا بد على هذه الشعوب من بناء جيوش تحمل عقيدة صحيحة تتبرأ من منظومة سايكس بيكو ومظاهرها وأدواتها، والشعوب التي بنت تلك الجيوش التي حادت عن الطريق قادرة على تكوين الجيوش التي تحميها وتحمي أمنها وسلامها وتنميتها، فلا فائدة من التعايش مع جيوش تقتل شعوبها وتذبحها بدم بارد، فهذه خيانة عظمى لا يطهرها إلا القصاص الشامل لمرتكبيها.

    بقلم/ فيصل كريم
    العاشر من يوليو 2013
  • Dr-A-K-Mazhar
    ملاح
    • Nov 2007
    • 1858

    #2
    الأستاذ الكريم فيصل كريم

    تحية طيبة و كل رمضان و أنت بخير.

    موضوع جدير بالقراءة و النقاش لأنه يحفر فى مسألة مهملة و لم يهتم بها الكثير.."الجيش الوطنى" ، و مسألة مصر الآن و الانقلاب العسكرى و التخطيط له ، و إدارة الدولة تحت غطاء مدنى يسمع الأوامر تحتاج وقفات.

    أما اقتراح حضرتك ..


    [bor=000099]
    ولذلك فإنني أرى أنه لا وجود لأسلوب أمثل لحل إشكالية الجيوش ودورها إلا بإعادة صياغة أهدافها وآليات عملها ورسم عقيدتها من جديد، فإن كان القبول الذاتي من هذه الجيوش بذلك فحبا وكرامة، وإلا فإنه لا مناص من إلغائها بالكامل، لأن من الواضح أنها لا تعترف بدورها الحصري بحماية الحدود من الأخطار الخارجية والمساهمة ببناء التنمية (وإن فعلت تفشل غالبا)، بل أصبح همها الحكم والسلطة والتخريب على الإرادة الشعبية كما فعلت في السودان عام 1989 والجزائر عام 1991 وفلسطين عام 2006 ومصر 2013. ولا بد على هذه الشعوب من بناء جيوش تحمل عقيدة صحيحة تتبرأ من منظومة سايكس بيكو ومظاهرها وأدواتها، والشعوب التي بنت تلك الجيوش التي حادت عن الطريق قادرة على تكوين الجيوش التي تحميها وتحمي أمنها وسلامها وتنميتها، فلا فائدة من التعايش مع جيوش تقتل شعوبها وتذبحها بدم بارد، فهذه خيانة عظمى لا يطهرها إلا القصاص الشامل لمرتكبيها.
    [/bor]

    فمن يقوم بهذا العمل ؟و كم من الوقت والطاقة و التفكير يحتاج ؟

    ولا أدرى كيف يمكن تحقيقه فى وجود طبقة متحكمة و تملك القوة و السلاح من الجنرالات ؟

    وتحية تقدير

    <O

    تعليق

    • فيصل كريم
      مشرف
      • Oct 2011
      • 296

      #3
      أهلا بكم أستاذنا الفاضل عبد الحميد مظهر وكل عام وأنتم والأخوة الكرام في الجمعية بكل خير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.

      في عام 2003 حل الغزاة الأمريكان وحلفاؤهم من الصهيونيين والصفويين الجيش العراقي بحركة حمقاء لم تصب إلا بصالح ملالي طهران. ورغم أن هذه العملية استفادت منها إيران حصرا، إلا إن هذه العملية أقدم عليها الأمريكان بنظرتهم القاصرة العمياء تحقيقا لـ"مصالحهم الاستراتيجية"، ولكن ماذا لو نجحت الشعوب العربية بعمل ذات الشيء ليس تحقيقا لمصالح قاصرة وانتهازية بل تطبيقا لاستقلاليتها وأخذها زمام المبادرة لتكريس مستقبل واضح المعالم تسوده كلمة الحق وإعلاء أمر الله وحكمه!

      فمن يجب عليه القيام بهذا العمل هو أنا وأنت ومن يقرأ سطورنا هذه وكل الشعوب العربية والإسلامية. فلا بد أن نخرج من عباءة من يعتبرنا قصّرا وغير راشدين ولا نصلح لإدارة أنفسنا. ولكن الشرط الوحيد لذلك هو توحيد الكلمة وإعلاء الراية. ولا أعلم كم من الصدمات نحتاج بعد الذي رأيناه في سورية ومصر حتى نستفيق ونحن نعيش تحت أوهام "الوحدة الوطنية" وفزاعة "الخوف التجزئة والانقسام" و"كلنا متساوون وأحباب... إلخ" وهذه هي النتيجة، اختلاط الحابل بالنابل والمؤمن بالفاجر والعالم بالجاهل والصالح بالمنافق، والمهرجان كبير وصاحبه غائب أو "مطنش".

      أما كم يستغرق الوقت لتحقيق ذلك، فهذا رهن التضحيات التي نقدمها، فكلما كبرت التضحيات قلّت المدة الزمنية.ولكن أيضا على شرط وهو ألا نسلم عقولنا لمن يستغفلنا ويطعننا بالظهر وهو يظهر خلاف ما يبطن. والثورة السورية خير مثال على ذلك حيث طعنها وتلاعب بها من يتباكي عليها ألا وهم حكام الخليج الذين رأوا بهذه الثورة تهديدا لعروشهم قبل إيران وحزب اللات بوقت طويل. وقسما بالله يا دكتور حدثني أحد الدكاترة الأفاضل في مصر قبل عدة شهور قائلا "إننا يا إبني نرى فجورا عظيما يختلط بالجهل المدقع والفوضى العارمة، ولا بد حزم قاسٍ حتى لو أدى ذلك للتضحية بملايين الفجاّر والمغفلين" فاندهشت من هذه النبرة القاسية وأنكرت عليه ذلك، لكنه أصر على رأيه وقال "أقسم بالله إنني مستعد للتضحية بأبنائي وأحفادي مقابل أن تستقر البلاد على الحق وطريق الهدى". وها هي الأيام تمر وتثبت صدق مقولة هذا الرجل الحكيم، وهي لا تنطبق في مصر لوحدها بل في عموم الدول العربية (ونحن نقول دول مجازا وإلا فلا هي دول ولا "نيلة" بل عِزَب ومزارع مؤجرة لصالح الغرب والمجرمين). إننا في حاجة ماسة لرجال مثل أبو بكر الصديق رضي الله عنه، يفهم بدقة نفوس الناس المريضة ويشفيها بحد السيف ويريح الرؤوس التي أشقتنا بنفاقها. هل هذه قسوة؟ نعم إنها كذلك، لكنها ضرورية، فيدي إن كانت مصابة بسرطان ينتشر فلا بد أن أقطعها قبل أن يفتك الوباء بباقي جسدي.

      ولا حول ولا قوة إلا بالله

      تعليق

      • Dr-A-K-Mazhar
        ملاح
        • Nov 2007
        • 1858

        #4
        أخى الكريم فيصل

        ربما يكون من المفيد أن نتعلم مما سبق فى المنطقة و نعرف...

        1) كيف تعاملت ثورة الخمينى من الجيش الإيرانى الذى كان يحمى الشاه؟

        2) كيف تعاملت الحكومة الحالية فى تركيا مع الجيش التركى و الذى تمتد جذور تكوينه إلى أتاتورك؟

        و فى انتظار التعلم من دروس التاريخ

        و دمت

        تعليق

        • فيصل كريم
          مشرف
          • Oct 2011
          • 296

          #5
          شكرا لك دكتور عبد الحميد مظهر على تعقيبك، واعتذر عن التأخر بالرد لظروف التواصل في الشهر الفضيل.

          حضرتك طرحت بذكاء شديد نموذجي إيران وتركيا. والحقيقة أن النموذجين يبرز بهما دور العسكر في الحياة السياسية. ولكن اسمح لي هنا بتناول النموذج الإيراني فقط لأن الواقع التركي يحمل في ثناياه تعقيدات متواصلة حتى اليوم ولم تتمخض عنه نتيجة حاسمة، فما فعله أتاتورك عام في عشرينيات القرن الماضي كان حدثا مزلزلا أما رد الفعل عليه لمّا يظهر بعد، رغم نجاح القوى الإسلامية "المعتدلة" بالوصول إلى السلطة. ولكن لا ننسَ أن هذه القوى المتمكنة من السلطة منذ ما يزيد على العقد هي بالأصل أجنحة منشقة عن التيار الرئيس المتمثل بالرمز الراحل نجم الدين أربكان رحمه الله، ولم يتضح غموض الصفقة التي سمحت بمجموعة أردوغان-غل بتولي السلطة وعدم وضع جنرالات الجيش الفيتو المعتاد والانقلاب على هذا حكم لا يروق كالعادة. وأنا كإنسان بسيط محدود القدرات، لا أستطيع ابتلاع أن الجنرالات سئموا من الانقلابات ورضوا بنتائج صناديق الاقتراع هكذا ببساطة، فلا بد من سبب أدى إلى هذا الواقع أو ظروف معينة أدت إلى ذلك. ولعل المطلعين على الشأن التركي ينيرون أبصارنا بذلك.

          أما النموذج الإيراني (وما أدراك يا أستاذنا والإيراني، هههههه) فقد تبدأ حكايته منذ بداية القرن الماضي عندما تولى عسكري يدعى رضا عباس خان السلطة وتوج نفسه شاهًا بعد فترة من الانقلاب على حكم آل القاجار عام 1925 بلا أي شرعية سوى تأييد الجيش له والقوى الاستعمارية ممثلة ببريطانيا العظمى والاتحاد السوفييتي اللتان توافقتا عليه لحكم البلاد بشكل وراثي وهو ما دعاه إلى اختلاق مسمى عائلة "بهلوي" وهو مسمى لا أساس له ولا جذور سوى أنه يرتبط بلغة فارسية قديمة. والرجل بحد ذاته، كما وصفه محمد حسنين هيكل بكتابه "مدافع آيات الله"، ضابط أمّي لا يقرأ ولا يكتب وجدت به القوى الغربية المنخرطة بالحرب العالمية الأولى وتداعياتها ضالتها لتحقيق السيطرة على بلاد فارس التي غيّر اسمها إلى "إيران" أي من ينتسبون إلى الجنس الآري. إلا إن هذا "البهلوي" كان يملك زمام الجيش ولم يكن بيد أحد أن يغير من الأمر شيئا رغم اعتراضات وتذمر الملالي آنذاك. وتبرز الحادثة الأهم في تاريخ إيران الحديث وهي الانقلاب على حكومة محمد مصدق عام 1953 حيث ظهر جليا تواطؤ الجيش الإيراني مع الشاه ومع المخابرات الأمريكية والبريطانية لتنفيذ عملية "أجاكس" التي أطاحت بالحكومة المنتخبة التي خلعت الشاه محمد رضا بهلوي صغير السن آنذاك. وهذا الأمر يوضح أن أي جيش ما لم يكن أساس تكوينه سليما ومن رحم الشعب وليس عبر أدوات سلطوية ربما تبيع ضمائرها بأي لحظة وبأي ثمن، فإن الطامة واقعة لا محالة. وبالتأكيد فإن اسطوانة "الجيش الوطني" قائمة لا تقعد آنذاك بسبب أمراض "الطنطنطة والشنشنة". المهم أنه وقعت تداعيات كبيرة لهذا الانقلاب الدموي الذي خلف ضحايا كثر، والغريب أن من استفاد من ذلك هو آية الله الخميني الذي قام ولا شك بتضحيات كثيرة حيث رعى عوائل الضحايا وأرسل رسائل تطلب من حكام المسلمين التضامن والتآزر بهذه المصيبة فتعاطف معه الرئيس جمال عبد الناصر الذي أرسل له معونات مالية (وهذه قصة طويلة ذكرتها بمعرض طرحي لموضوع إيران والغرب). وبالتالي، خلفت هذه التراكمات حقدا وكرها شديدا ظهرت نتائجه في ثورة 1979 وفرّ بسببها الشاه الخائن هاربا هو وعائلته من البلاد. وما يخصنا هنا أن القيادة التي صعدت على الثورة وهم الملالي الثوريون وعلى رأسهم الخميني، الذي عاد مؤزرا من منفاه، لم يهنأ لهم بال إلا بعد ذبح كبار القادة العسكريين واحدا تلو الآخر، ولم يقلقوا من نتائج ذلك على الحرب المشتعلة بينهم والعراق واحتياجهم لكل الخبرات العسكرية بها. ورغم إنه قد يبدو عملا وحشيا وقاسيا للغاية، إلا إنه كان من الواضح أن البلاد لن تحتمل وجود الإثنين معا: القيادات الثورية الدينية وفلول الشاه وقياداته. وأثبتت الأيام فعالية ما قام به الخميني ورفاقه، لأن الثورة (التي أرادوها حسب منظورهم) لن تقوم لها قائمة بوجود الفلول. وها نحن اليوم نرى الجيش الإيراني منصاعا للمرشد الأعلى خامنئي ومطواعا بيديه بالإضافة للحرس الثوري ذي التسليح الأقوى والأفضل.

          وبذلك، يتبين لنا من هذا النموذج أن الواقعية السياسية مطلوبة لا سيما بعد الثورات، أما مصطلحات "التوافق" و"الوحدة الوطنية" و"المشاركة بالقرار" وغيرها من التسميات فلن تؤدي إلى نتائج واضحة وحاسمة تجلب الاستقرار وازدهار النظام الجديد. قد يكون من الصحيح أن جماعة الإخوان لم يشعلوا ثورة 25 يناير، لكنهم شاركوا بها بقوة ولم يتأخروا بذلك. كما أن ملالي إيران لم يشعلوا لوحدهم ثورة 1979 وصعدوا عليها لاحقا واستلموا السلطة وأقصوا الآخرين، إلا إنهم انتهجوا نهجا طائفيا مقيتا وألغوا بذلك كل التيارات والمذاهب الدينية الأخرى، فخرجوا من حكم استبدادي فردي ودخلوا إلى نظام ثيوقراطي طائفي. وليس من الضرورة الاعتقاد أن الإخوان سيستنسخون هذا النهج لأنهم اعترفوا بما يسمى "اللعبة الديمقراطية" وسلّموا بآلياتها، وقد يكون هذا هو خطأهم القاتل لأنهم تلاعبوا بآيديولوجيتهم الأصلية أو تشتّت فهمهم لها، فالنظام السياسي الإسلامي و"الديمقراطية" نقيضان لا يجتمعان أبدا.

          هنالك نماذج كثيرة بخلاف النموذجين التركي والإيراني، كالتجربة اليابانية والحالة الصينية ما قبل الشيوعية، وعند قراءتها بإمعان سنكتشف أنها تؤدي لذات المحصلة: عندما لا تبني الشعوب جيوشها بيدها وتتأكد تماما من سلامة وضعها وعدم وجود الثغرات بها، فالعاقبة وخيمة
          .

          تعليق

          • Dr-A-K-Mazhar
            ملاح
            • Nov 2007
            • 1858

            #6
            الأستاذ الكريم فيصل كريم

            تحية كريمة مثل أسمك و صوم مقبول إن شاء الله

            عودة مرة أخرى لمفهوم الجيش الوطنى لأهميته بعد إنقلاب السيسى بمصر


            مفهوم الجيش مرتبط بمفهموم الدولة التى تبنى الجيش.....


            00- نظام دولة السلطان القهرى يبنى الجيش من أجل تدعيم بقاء النظام ، و لذلك يرسخ النظام القطيعة و المسافة بينه و بين المجتمع ، و يتم تعيين قواد الجيش ممن ينتمون بالولاء للنظام السلطوى.


            00- أما الدول التى تعتمد على مفهوم الوطن-الأمة ، فهى تعمل على تقليص المسافة بين السلطة الحاكمة و قاعدتها الشعبية ، وهذا الذى يفسر ظهور مفهوم الجيش الوطنى والخدمة الوطنية.

            ومن هنا يمكن فهم منطق الثورات التى تعلن...

            [

            يسقط النظام و ليس شخص الحاكم




            و دمت

            تعليق

            • فيصل كريم
              مشرف
              • Oct 2011
              • 296

              #7
              حياكم الله يا أستاذنا الفاضل دكتور عبد الحميد مظهر، وتقبل الله صيامكم وقيامكم بشهر المغفرة والبركة.

              مصطلحات تحتاج للتوضيح:

              "الدولة": هل هناك مفهوم واضح ومحدد للدولة في جميع بلدان الوطن العربي؟ أم أن المقصود هنا هو تبني المفهوم التقليدي المبهم للدولة: شعب + حكومة + حدود... إلخ؟ فلا بد أن نوضح هذه النقطة لكي ننتقل إلى ما بعدها.

              "الجيش الوطني": بما أننا لمّا نتفق بعد على تفكيك مفهوم مصطلح "الدولة" تفكيكا يجلي أي غبار عن مفهومها، فإن مفهوم الجيش الوطني يظل أكثر غموضا. فما هي العقيدة الحقيقية لهذا الجيش (لا الظاهرة)؟ وما هي رايته؟ ومن الذي كوّنه وأسسه وأنشأه؟ وهل هذا الجيش يخدم الدولة (التي لم نتفق على مفهومها حتى الآن)؟ أم أنه يوظف الدولة لخدمة أهداف أخرى؟ وهل ولاؤه للوطن (الصغير) أم للأمة (الأكبر)؟ وماذا سيكون عليه الوضع إذا ما تعارض الولاءان؟

              ثم هل إذا رأينا جانبا من كيفية بداية تشكيل الجيش المصري مثلا ستتضح لنا جوانب من الصورة؟ ربما، فالحكمة تقول "إنك إذا تهت في طريقك فلا عيب بأن تعود للبداية". فلنشاهد صورة مصغرة من كيفية تشكيل محمد علي باشا للجيش المصري الحديث لعل وعسى نهتدي لفكرة ما كانت في بالنا من قبل




              http://www.youtube.com/watch?v=js-BgJS9Z2s

              تعليق

              • Dr-A-K-Mazhar
                ملاح
                • Nov 2007
                • 1858

                #8
                المشاركة الأصلية بواسطة فيصل كريم مشاهدة المشاركة
                حياكم الله يا أستاذنا الفاضل دكتور عبد الحميد مظهر، وتقبل الله صيامكم وقيامكم بشهر المغفرة والبركة.



                مصطلحات تحتاج للتوضيح:

                "الدولة": هل هناك مفهوم واضح ومحدد للدولة في جميع بلدان الوطن العربي؟ أم أن المقصود هنا هو تبني المفهوم التقليدي المبهم للدولة: شعب + حكومة + حدود... إلخ؟ فلا بد أن نوضح هذه النقطة لكي ننتقل إلى ما بعدها.

                "الجيش الوطني": بما أننا لمّا نتفق بعد على تفكيك مفهوم مصطلح "الدولة" تفكيكا يجلي أي غبار عن مفهومها، فإن مفهوم الجيش الوطني يظل أكثر غموضا. فما هي العقيدة الحقيقية لهذا الجيش (لا الظاهرة)؟ وما هي رايته؟ ومن الذي كوّنه وأسسه وأنشأه؟ وهل هذا الجيش يخدم الدولة (التي لم نتفق على مفهومها حتى الآن)؟ أم أنه يوظف الدولة لخدمة أهداف أخرى؟ وهل ولاؤه للوطن (الصغير) أم للأمة (الأكبر)؟ وماذا سيكون عليه الوضع إذا ما تعارض الولاءان؟

                ثم هل إذا رأينا جانبا من كيفية بداية تشكيل الجيش المصري مثلا ستتضح لنا جوانب من الصورة؟ ربما، فالحكمة تقول "إنك إذا تهت في طريقك فلا عيب بأن تعود للبداية". فلنشاهد صورة مصغرة من كيفية تشكيل محمد علي باشا للجيش المصري الحديث لعل وعسى نهتدي لفكرة ما كانت في بالنا من قبل
                الأستاذ الفاضل فيصل كريم

                تحية طيبة

                رمضان كريم و اشكرك على التعليق ، والموضوع السياسى فى بلادنا العربية كله مشاكل.

                1) مشكلة توثيق ما حدث فى عصر محمد على ، و هل فعلا الشعب انتخبه؟ أم يعكس ما قرأه من وثق عن تاريخ أوربا السياسى على ما حدث فى مصر ؟

                2) تاريخ ما حدث لمصر فى الفترة 1800-1882 يوضح تصرفات أسرة محمد على بالنسبة لمصر كشعب ، و أرض و أملاك و قروض وعلاقات يإيطاليا و فرنسا و انجلتر لتمويل مشاريع و ديون انتهت باحتلال مصر.

                3) ربما دراسة "هوجة عرابى" تفيد فى معرفة مفهوم الدولة و الجيش فى هذه الفترة ، ولماذا انتفض أحمد عرابى؟

                4) مفهوم الدولة فى تاريخ الغرب واضح و هو يمثل علاقة تفاعلية بين التنظير السياسى وما يحدث على الأرض

                5) مفهوم الدولة فى البلاد العربية على مستوى من يحكم مبهم! لا يوجد تأسيس نظرى له منشور ، والكتب الجامعية فى بلادنا تنقل الفكر السياسى الغربى. أما على مستوى الكتب المكتوبة للثقافة العامة فحدث ولا حرج.


                ربما هناك كتاب فلسفة الثورة المصرية عن ثورة مصر المنقول عن جمال عبد الناصر ، و لكننى لا اعرف من كتب هذا الكتاب؟ ربما محمد حسنين هيكل.

                ولا أدرى هل هناك كتب أخرى مثل فلسفة الثورة ( ثورة 1952) عن الحكم فى باقى البلاد العربية كتبها من فى الحكم.


                6) ربما من أصل فى تاريخنا السياسى العربى لمفاهيم سياسية-اجتماعية مثل مفهوم "العصبية" هو ابن خلدون

                7) كما قلت حضرتك لو وضحت الصورة عن مفهوم الدولة عند من يحكم بلادنا ربما تتضج وظيفة الجيش ، أما من يكتب عن هذه المواضيع فأكثره من وجهة نظرى يلخص مفاهيم ظهرت فى الغرب.

                والموضوع هام و لكنه يحتاج بحث طويل.

                و تحياتى

                تعليق

                • Dr-A-K-Mazhar
                  ملاح
                  • Nov 2007
                  • 1858

                  #9
                  الأستاذ الكريم فيصل كريم

                  تحية طيبة و كريمة لرجل كريم


                  ربما من المفيد أن نطرح عدة قضايا خاصة بالسياسة فى بلادنا العربية مثل

                  أولاً: المفاهيم

                  دولة
                  أممى
                  وطنى
                  قومى
                  قطرى
                  سياسة
                  سياسة وطنية
                  جيش وطنى


                  ثانياً: بين التأسيس الفكرى و التطبيق

                  بمعنى هل التأسيس الفكرى لهذه المفاهيم يأتى أولا ثم يحاول أصحاب القرار و القوة تطبيقه؟

                  أم أن

                  الفكر السياسى ينمو و تطور كرد فعل مستمر للحراك على الأرض؟


                  ثالثاً: من يدير أمور الدول العربية أو ..الممالك..السلطنة....المشيخة..الأمارة..الأمبراطور ية..القطر؟

                  رابعاً: نسبة مشاركة غالبية المواطنين فى التشريع و التقنين و التأثير على إدارة قطرهم؟

                  خامساً: ما أهمية وجود طبقة أساتذة العلوم السياسية فى الجامعات ؟ وهل لهم أى دراسات حقيقة للسياسة فى بلادهم أم هم مجرد نقلة للفكر السياسى الغربى بنظرياته و مصطلحاته ؟

                  سادساً: ما وظيفة المثقف فى زيادة تعميق الوعى للمواطن العربى ليفهم ما يدور من خلف الأبواب؟


                  ربما هذه بداية للتوعية السياسية ، على أن يكتب كل من له خبرة علمية مقالة بمنطق علمى واضح دون تحيزات مسبقة ..

                  وتحياتى

                  تعليق

                  • حمزه الحجاجي
                    عضو منتسب
                    • Jul 2013
                    • 4

                    #10
                    ظهرت فكرة الجيوش الحديثة (أو "الجيوش الوطنية") بنشوء الدول القومية والقوى العظمى بالعالم في القرن السابع عشر وما تلاه. في حين أن معظم العالم كان يعتمد قبل ذلك على الجيوش الشعبية التي لا تحترف العسكرة ولا تمتهن بها
                    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

                    اخى الحبيب الصديق الصدوق فيصل كريم طيب الله مقامك سعدت بهذا المقال وبطريقة طرحك له وسوف ارد عليك فى كل نقطة بايجاز وارجو ان يتسع صدرك لذلك

                    بخصوص ما نقلته اعلاه من مقالك فانى اختلف معك ففكرة الجيش الوطنى ليس لها زمن محدد والتصاق مفهوم الجيش الوطنى بالجيش الحديث غير صحيح تاريخيا فعلى سبيل المثال بخصوص تاريخ مصر وهى المثال المطروح هنا فى الموضوع نجد ان اول جيش وطنى منظم كان فى عصر الدولة الحديثة وتحديدا فى عصر الملك ايحمس احد ملوك الاسرة الثامنة عشر ومحرر مصر من الهكسوس تقريبا فى القرن السادس عشر قبل الميلاد (( فقد شجع ايحمس المصريين على الدخول فى الجيش لذلك احبه المصريون ووجدوا انفسهم فى الجيش مجالا للترقى بالجهد الشخصي وليس بالحسب والنسب وبهذا وضع ايحمس الاسس الاساسية لاول جيش مصري منظم ..... من كتاب تاريخ وحضارة مصر القديمة ، سمير اديب، ص156.))

                    تعليق

                    • Dr-A-K-Mazhar
                      ملاح
                      • Nov 2007
                      • 1858

                      #11
                      نقطة منهجية 1)

                      المفاهيم والمصطلحات التى تطرح فى الفكر السياسى حاليا ظهرت حديثا لتحليل والتنظير لأحداث فى بيئات متعددة ثقافيا و سياسيا و فكريا ولها ايديولوجيات مختلفة...أحداث تنوعت اسبابها و ردود الافعال لها، ثم تطورت هذه المفاهيم فى بيئتها.

                      ثم انتقلت هذه المفاهيم و المصطلحات بالترجمة لبيئات ثقافية و ايديولوجية مختلفة.

                      و بالتالى هناك مخاطر فكرية شديدة عند استعمال المفاهيم و المصطلحات الحالية وتفسير التاريخ بأثر رجعى فى بيئات لا تتسم بالظروف المناسبة لتعميم هذه المفاهيم و المصطلحات و تطبيقها عن طريق التبسيط والتجريد و التعميم.

                      و فصل العوامل الكثيرة التى أدت إلى ظهور و تطور المفاهيم السياسية يمثل قيودا فكرية شديدة على تفسير التاريخ بأثر رجعى.

                      ملحوظة: يمكن مقارنة ذلك بتطور مفاهيم و نظريات العلوم المادية مثل الفلك و الفيزياء و الكيمياء..وهى علوم أسهل من العلوم غير المادية التى تتضمن الإنسان


                      نقطة منهجية 2)

                      تفسيرات أحداث التاريخ بعامل وحيد تعتبر من الأخطاء الفكرية المشهورة ، فتعدد العوامل و تأثيرات البيئة الثقافية و التعليمية و الاقتصادية ، و مفهوم السلطة ومن يتمكن منها ومن يقود ويقرر ، وصمت و انشغال غالبية الناس بحياتهم و ضعف تأثيرهم على صاحب القرار ..لابد أن تؤخذ فى الحسبان عند طرح

                      00- سياسة وطنية
                      00- دولة وطنية
                      00- جيش وطنى


                      والنقطان المنهجيتان تضعف من تفسير أحداث التاريخ بعامل وحيد ، واستعمال مصطلحات ومفاهيم لم تظهر إلا فى المئتين سنة الماضية

                      وتحياتى

                      تعليق

                      • فيصل كريم
                        مشرف
                        • Oct 2011
                        • 296

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حمزه الحجاجي مشاهدة المشاركة
                        السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

                        اخى الحبيب الصديق الصدوق فيصل كريم طيب الله مقامك سعدت بهذا المقال وبطريقة طرحك له وسوف ارد عليك فى كل نقطة بايجاز وارجو ان يتسع صدرك لذلك

                        بخصوص ما نقلته اعلاه من مقالك فانى اختلف معك ففكرة الجيش الوطنى ليس لها زمن محدد والتصاق مفهوم الجيش الوطنى بالجيش الحديث غير صحيح تاريخيا فعلى سبيل المثال بخصوص تاريخ مصر وهى المثال المطروح هنا فى الموضوع نجد ان اول جيش وطنى منظم كان فى عصر الدولة الحديثة وتحديدا فى عصر الملك ايحمس احد ملوك الاسرة الثامنة عشر ومحرر مصر من الهكسوس تقريبا فى القرن السادس عشر قبل الميلاد (( فقد شجع ايحمس المصريين على الدخول فى الجيش لذلك احبه المصريون ووجدوا انفسهم فى الجيش مجالا للترقى بالجهد الشخصي وليس بالحسب والنسب وبهذا وضع ايحمس الاسس الاساسية لاول جيش مصري منظم ..... من كتاب تاريخ وحضارة مصر القديمة ، سمير اديب، ص156.))
                        شكرا لك أخي العزيز الأستاذ الفاضل حمزة الحجاجي، وأهلا بك بمنتدى الجمعية مشاركا فاعلا ومتفاعلا.

                        بالنسبة لما تفضلت به فقد يكون له جانب من الصحة، ولكن المقصود هنا بالمقال هو ذلك الجيش النظامي الحديث، أي الجيش المحترف، الذي لا يمتهن مهنة أخرى، فيظل جنود الجيش يتلقون رواتبهم من الجيش ولا يعملون عملا آخر في نفس الوقت. فإذا سار جيش الفرعون بهذا النظام فكلامك إذًا صحيح. ولكننا نحتاج إلى إثبات واضح، فكل جيوش العالم قديما كانت تأخذ الغنائم كمقابل لخدمتها ثم يعود كل الجنود لعمله الأصلي بعد ذلك. والنقطة الهامة هي: هل تستطيع الدول والامبراطوريات الغابرة تحمل تكاليف دفع رواتب جيوش كبيرة العدد لفترات طويلة؟ لا أعتقد ذلك، لا سيما في أوقات السلام. ورغم أن المقال بشكل عام يشير للجيش المصري، إلا إن المقصود بهذه الجزئية هي الحالة السائدة في جيوش العالم القديم. والله أعلم.

                        تقبل مني أطيب تحية

                        تعليق

                        • فيصل كريم
                          مشرف
                          • Oct 2011
                          • 296

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة dr-a-k-mazhar مشاهدة المشاركة
                          الأستاذ الكريم فيصل كريم

                          تحية طيبة و كريمة لرجل كريم


                          ربما من المفيد أن نطرح عدة قضايا خاصة بالسياسة فى بلادنا العربية مثل

                          أولاً: المفاهيم

                          دولة
                          أممى
                          وطنى
                          قومى
                          قطرى
                          سياسة
                          سياسة وطنية
                          جيش وطنى


                          ثانياً: بين التأسيس الفكرى و التطبيق

                          بمعنى هل التأسيس الفكرى لهذه المفاهيم يأتى أولا ثم يحاول أصحاب القرار و القوة تطبيقه؟

                          أم أن

                          الفكر السياسى ينمو و تطور كرد فعل مستمر للحراك على الأرض؟


                          ثالثاً: من يدير أمور الدول العربية أو ..الممالك..السلطنة....المشيخة..الأمارة..الأمبراطور ية..القطر؟

                          رابعاً: نسبة مشاركة غالبية المواطنين فى التشريع و التقنين و التأثير على إدارة قطرهم؟

                          خامساً: ما أهمية وجود طبقة أساتذة العلوم السياسية فى الجامعات ؟ وهل لهم أى دراسات حقيقة للسياسة فى بلادهم أم هم مجرد نقلة للفكر السياسى الغربى بنظرياته و مصطلحاته ؟

                          سادساً: ما وظيفة المثقف فى زيادة تعميق الوعى للمواطن العربى ليفهم ما يدور من خلف الأبواب؟


                          ربما هذه بداية للتوعية السياسية ، على أن يكتب كل من له خبرة علمية مقالة بمنطق علمى واضح دون تحيزات مسبقة ..

                          وتحياتى
                          حياكم الله دكتور عبد الحميد مظهر مجددا.

                          أعتقد أن النقطة الثانية حيوية بالنسبة إلى عملية تكوين الجيوش. وأنا أجزم أن مسألة التأسيس الفكري والمنهجي والعقدي تمثل غاية في الأهمية قبل انطلاق أي عملية تسليح قطرية. لأنك في هذه الحالة ستطلق وحشا كاسرا قد يقضي على الأخضر واليابس، فما لم يكن هناك تأصيل وتطويع وتقنين وتحديد لأهدافه فإن احتمالات ما لا يحمد عقباه واقعة لا محالة. ولنا في الحروب العالمية والأقليمية في القرنين العشرين والواحد والعشرين اسوأ مثال. بينما يضرب لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام أفضل النماذج التي تقنن عمل الجيش وتقيده بقيود إنسانية نسرد منها التالي:

                          -عدم قتل النساء والأطفال : فقد قال رسول الله:"لا تقتُلُن امرأة ولا عسيفا" ، و"نهى النبي عن قتل النساء والصبيان"ٍ ، وروي أن النبي قال :"انطلقوا باسم الله ، لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا ولا امرأة" .
                          وحروبنا اليوم لا تفرق بين امرأة وشيخ وأعزل ومسلح .

                          - عدم قتل الهارب والجريح : فإن رسول الله في فتح مكة قد أمر منذ البداية ألا يتعرض أحد لجريح ولا يتابع أحدٌ فارّاً ( أي من فرّ هاربا بحياته) ، وقال :" لا تجهزن على جريح ولا يُتبعَنَّ مُدبر " .
                          لا بل رأينا ما يشبه الأساطير عندما قام صلاح الدين بإرسال طبيبه الخاص لمعالجة أشهر أعدائه من قادة الحملات الصليبية وهو ريتشارد قلب الأسد وحمل إليه الدواء والفواكه.
                          ونحن اليوم في عصر الديمقراطية تمنع سيارات الإسعاف من التحرك لإنقاذ الجرحى .

                          _عدم قتال من التجأ إلى بيته : فإن رسول الله قد قال :"ومن جلس خلف باب بيته فلهم الأمان جميعا" ، وقال يوم فتح مكة : "من دخل داره فهو آمن ، ومن وضع سلاحه فهو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن" .
                          ونحن اليوم تقصف البيوت بمن فيها ولأحد يبالي هل هم محاربون أم مسالمون .

                          -عدم قتال العُبّاد : فإن رسول الله حين كان يرسل المجاهدين إلى مكان كان يقول لهم : " لا تقتلوا أصحاب الصوامع " ، وأما أبو بكر الصديق رضي الله عنه فقد قال في وصيته لجيوشه : " لا تؤذوا راهبا أو عابدا ولا تهدموا معبدا أو صومعة " .
                          واليوم تقصف المساجد ، وتحول إلى ثكنات عسكريه وأماكن لاستراحة الجنود .

                          -عدم الإحراق بالنار : ومبدأنا حيال هذا العمل الوحشي المتمثل بإحراق المقاتلين من الأعداء بالنار سواء كانوا أحياء أو أمواتا فانه من خلق معلمنا ومرشدنا إلى الخير سيدنا رسول الله الذي قال : " لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار " ، وقال كذلك " لا تعذبوا بعذاب الله " ، يقصد النار التي بها يعذب الله الكفار والعصاة يوم القيامة .
                          وحدث ولا حرج عن إضرام النار بالقرى وتحويلها إلى ارض محروقة بما فيها .


                          -عدم قتل الأسير والمقيد والمربوط : فمن أخلاقنا وشيمنا الإسلامية العربية فقد تمثلت بتوجيهات نبي الرحمة الذي نهى عن قتل الأسير بعد ربطه ولا حتى إيذائه وهو مربوط ، فقد قال أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه : سمعت رسول الله ينهى عن قتل الصُّبْر " فوالذي نفسي بيده لو كانت دجاجة ما صبرتُها" ، وقال : يوم فتح مكة " لا تجهزن على جريح ولا يُتبعنّ مُدبر ولا يقتل أسير ، ومن أغلق بابه فهو آمن " ، وأمر الحجاج طاغية العراق يوما عبد الله بن عمر رضي الله عنه بان يقتل أسيرا فرفض وقال " إن الله لم يسمح لنا بذلك ، لقد أمرنا بأن نسلك سلوكا حسنا مع من يقع في أسرنا أو نطلق سراحهم أو ننال الفدية ، يقول الله تعالى {...حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منّا بعدُ وإما فداء...}.
                          وكفى شاهدا على طرق معاملة الأسرى في زماننا سجن أبو غريب وفضائعه ومعتقل غوانتاناموا .

                          -عدم التمثيل بالميت : إن إيذاء الميت بعد موته ، والاعتداء على جثته بانتهاك حرمتها أو قطع أطرافها أو أي صورة من صور الأذى مما يترفع عنه من كانت عنده بقايا انتماء إلى الإنسانية ، فقد قال النبي فيما رواه عبد الله بن يزيد الأنصاري رضي الله عنه : " نهى النبي عن النُّهبى والمثلة " أي التمثيل بالميت ، ومما رواه الإمام مسلم أن النبي كان يوصي جنوده الذاهبين للجهاد بقوله " لا تغدروا ولا تغلّوا ولا تمثلوا .
                          وتشويه الجثث والتمثيل بها جزء لا يتجزأ من قوانين حروب عصرنا .

                          -عدم جواز السلب والنهب : فبعد غزوة خيبر خرجت بعض عناصر المسلمين عن طوعها وراحوا يسلبون وينهبون فجاء زعيم اليهود إلى رسول الله يقول له : يا محمد ألكم أن تذبحوا حُمرنا وتأكلوا ثمرنا وتضربوا نساءنا ؟! فأمر النبي المسلمين بإن يجتمعوا للصلاة ، فلما اجتمعوا نهض فيهم وقال " وان الله لم يحل لكم أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب إلا بإذن ، ولا ضرب نسائهم ولا أكل ثمارهم إذا أعطوكم الذي عليهم " ، وحدث مرة أن بعض جند المسلمين نهبوا بعض الخراف فذبحوها واعدوها للطعام فوصل الخبر إلى رسول الله فجاء وقلب آنية الطعام وقال " إن النهبة ليست بأقلّ من الميتة " .
                          وفي عصرنا السلب والنهب لثروات البلاد المحتلة والصفقات المعقودة خير دليل على نزاهة حروب أعدائنا .

                          -عدم جواز التخريب وحرق المزارع وتدمير البيوت : لقد كان من عادة الجيوش أن تخرب المحاصيل وتدمر الحقول وتشعل الحرائق وتقتل الآمنين ، فان الإسلام أطلق على هذا العمل البشع صفة الفساد ونهى القرآن عنه بشدة في قوله سبحانه: {وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل .... } ، وحين أرسل أبو بكر رضي الله عنه جنوده إلى الشام والعراق أوصاهم قائلا : " ألا يخربوا قرية ولا يخربوا زرعا " ، ومن وصيته -رضي الله عنه لجيش أسامة – " لا تخونوا ولا تغدروا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلا ولا شيخا ولا امرأة ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة " ، ومن وصايا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجيوشه : " لا تغلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا واتقوا الله في الفلاحين" .
                          فأين ذلك من الإبادة الجماعية وسياسة الأرض المحروقة .

                          النهي عن الصياح والصخب وإشاعة الفوضى : لقد كانت الفوضى والصياح والصخب هو الطابع العام الذي ساد الحروب حتى أطلق على الحرب اسم (الوغى) ، فلما جاء الإسلام كانت أخلاقنا أن نُهي عن ذلك ، وقال كما روى أبو موسى الاشعري : "كنا مع رسول الله ، فكنا إذا أشرفنا على واد هللنا وكبّرنا وارتفعت أصواتنا فقال النبي : "يا أيها الناس ، إربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، انه معكم انه سميع قريب " ، أما أخلاقهم فلقد رأيناها وهم يجوبون بالمجنزرات وسط الليل لإزعاج الأطفال والنساء ويطلقون قنابل الصوت.
                          ولنا عودة بإذن الله لمناقشة النقاط الأخرى بمشيئة الله

                          تعليق

                          • Dr-A-K-Mazhar
                            ملاح
                            • Nov 2007
                            • 1858

                            #14
                            الأخ الكريم فيصل

                            تحية طيبة و عيد سعيد إن شاء الله

                            1) فى لقاء مع سيناتور أمريكا عن ولاية واشنطن (تم نشره ) سأله أحد المصريين ( صديق لى) عما حدث فى مصر وهل هو انقلاب ، لم يجب بوضوح و لكنه قال أن علاقة أمريكا بالجيش المصرى اقوى من علاقتها بالدولة المصرية؟؟

                            و تأمل فصل الجونجرس بين الدولة المصرية و الجيش المصرى!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

                            2) قادة الجيش المصرى يأتون لأمريكا فى زيارات وعمل و دراسة وفرق مستمرة.

                            و سأرسل لك بحث قدمه السيسى لكلية الحرب الأمريكية عندما قضى بعض الوقت هنا فى زمن مبارك، و البحث عن الديمقراطية فى الشرق الأوسط والإسلام.

                            و دمت

                            تعليق

                            • فيصل كريم
                              مشرف
                              • Oct 2011
                              • 296

                              #15
                              شكرا لك أستاذنا الفاضل دكتور عبد الحميد مظهر، استلمت البحث من حضرتك وجاري ترجمته لتقديمه بمنتدى الجمعية بإذن الله.

                              وفيما يخص ما ذكره هذا "الشيخ" الأمريكي، فهو يدل دلالة واضحة على تطويعهم لقادة الجيش المصري ورغبتهم بقاء هذا التطويع إلى الأبد. ويدل كذلك على أن المبالغ التي يستلمها قادة الجيش ما هي إلا لرشوتهم بطريقة ناعمة حتى يبتعدوا عن التفكير في أداء مهمتهم الأساسية وهي الحفاظ على البلاد من الأخطار الخارجية المتركزة بوجود الكيان الصهيوني قريبا من حدود مصر الشرقية.

                              وطالما الناس يسيرون وراء أمريكا فلن يفلحوا ورب الكعبة.

                              تقبل أطيب تحية

                              تعليق

                              يعمل...
                              X