
01-09-2015, 01:41 PM
|
 |
ملاح
|
|
تاريخ التسجيل: Nov 2007
المشاركات: 1,750
|
|
نظرية المؤامرة: خواطر و أسئلة و تأملات
( 14 )
خاطرة
من كثرة تكرار موضوع "نظرية المؤامرة" تصور البعض و ربما الكثير أن المؤامرة نظرية كونية أزلية تفسر أحداث الحياة الاجتماعية و السياسية و لا يمكن الفكاك منها ، وما علينا إلا أن نبرر أى حدث أو أى فعل بأنه مؤامرة.
و لكننى أعتقد وهذه عقيدة شخصية لا الزم بها أحد ، اعتقد أن من يكرر و ينشر و يصر على "نظرية المؤامرة" دون بحث علمى رصين ، ودون منهج يعتمد استقراء التاريخ و عوامل الصعود و الهبوط ، و القوى الفاعلة فى التغيير ، و سنن الله فى الحياة ...
اعتقد أن من يهمل كل هذا و يكرر فكرة المؤامرة التى أعجب بها يساعد على تنويم الناس ليقبلوا ما يحدث لهم و يبرر لهم حالة الضعف و الهوان التى هم فيها ليستريحوا نفسياً و عصبياً ، وأنهم غير مسئولين ، أما أصحاب المؤامرة فهم أصحاب اليد العليا فى التغيير و التحكم و السيطرة و الفعل.
فتستمر الحالة السلبية فى عدم البحث عن الأسباب الحقيقية للخلل فى أمتهم ، ولا يلتفت أحد لضعف الوعى الحقيقى بكيفية عمل القوى على الأرض و آلياتها.
و نظرية المؤامرة تضعف الإيمان بالله ، فلم يتدبر الكثير معنى الآية:
أنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون
فتبررالعقول معنى الحفظ لتنام و تستسلم لفعل المتآمر ، و كأن الله يرضى و يسمح بأن يتآمر الناس على الإسلام و يتركه يضيع وهو القائل:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّـهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ (محمد 7)
وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴿٤٦ الأنفال﴾
ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّـهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ (الأنفال٥٣﴾
وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴿آل عمران ١٤٠﴾
و لقد نسى الناس ايضا ما جاء فى ثقافتنا
ما ضاع حق وراءه مطالب
أو
ما يفل الحديد إلا الحديد
( يتبع)
|