عدم جواز الاستشهاد بعبرية التوراة على عربية القرآن الكريم.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حامد السحلي
    إعراب e3rab.com
    • Nov 2006
    • 1373

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة


    أخي الكريم،

    جاء في لسان العرب:


    لقد نزل القرآن بلسان قريش، والمعروف تاريخيا أن القرآن الكريم لم يأت بما تستغربه قريش في كلامها. علما بأن كتب النحو واللغة لا تخرج عما ورد ذكره في القرآن الكريم.

    القرآن الكريم ضابط بما ورد فيه من أساليب لغوية ينبغي الالتزام بها، وإعطاء الأولوية لها، وعدم الخروج عليها لأن الخروج عليها من شأنه أن يكون خروجا عن لغة العرب القياسية المعيارية، ومن شأنه أن يكون خروجا عن الفصاحة المطلوبة في كل اللغات في جميع الأوقات.

    والأولى أن نعمل بما في القرآن الكريم لأنه معجزة، وهو معجزة لغوية قبل كل شيء، نزل بلغة العرب لكنه كلام رب العالمين وليس بكلام بشر، لذلك لا يمكن أن يضاهيه كلام بشر، وقد اعترف أفصح فصحاء اللغة العربية في أوج ازدهارها بهذه الحقيقة، وما زال علماء اللغة حتى يومنا هذا يقرون ويعترفون بكمال وتفوق لغة القرآن الكريم وعبقرية أساليبه.

    لم ينزل القرآن الكريم حتى يكون موسوعة أو معجما للغة العرب، ولم ينزل لكي يكون سجلا لأساليب اللغة العربية وطرائقها ومفرداتها، لكن العرب لم يعرفوا (ولن يعرفوا) بعده كتابا أفضل منه لتعلم اللغة، ولم يعرفوا (ولن يعرفوا) مقياسا أفضل منه لقياس الفصاحة.

    نزل القرآن الكريم بأفصح ما يكون عليه لسان العرب ولغتهم، لذلك ينبغي عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى لغة القرآن الكريم، لأنه كلام رب العالمين، وليس كلام بشر، ولا يخضع لمعايير النقد اللغوي، ولا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة في كلام الناس.

    وإن كنت لا تعرف لغة كتاب ما فإما أن تتعلم لغته أو تقرأ ترجمته وتفسيره. فالقرآن الكريم محفوظ ومتوفر على الدوام لمن يعرفون العربية، وترجماته متوفرة لمن لا يعرفونها، وتفاسيره أيضا متوفرة لمن لا يتقنون العربية بشكل كامل.

    لذلك وأمام هذه الحقائق فإن بعد بعض العرب عن اللغة، واستعجام بعض ألفاظها ومعانيها عليهم، لا بل وتراجع العربية وتقهقرها وحتى اختفائها تماما من الوجود لن يضير القرآن الكريم في شيء.

    قال تعالى: "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين "(22 الزمر) ويقول أيضا : "والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما " (27 النساء ).
    وردت هذه المداخلة لأستاذنا أبو هواش في موضوع آخر حول مصطلحي اليم والساحل
    وأنا هنا لا أسعى لمعارضتها لكنني أطرح تساؤلا

    حتما ليست الغاية من القرآن لغوية وبالتالي فهو ليس معجما أو موسوعة ولكنه في نفس الوقت قرآن عربي معجز من خلال عربيته
    وأعرب هي في أصلها أوضح وأبان ويمكن بسهولة القول إنه عندما يسمي قوم أنفسهم عربا أي فصحاء واضحي البيان مقارنة بغيرهم الذين يسمونهم عجما فهذا أمر طبيعي ومتوقع من جميع الأقوام ويكاد يكون مطردا
    ولكن القرآن الذي نزل على خاتم الرسل دستورا لجميع البشر يصف نفسه بأنه لسان عربي مبين
    وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَـذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ [النحل : 103]
    إذا يمكنني أن أطرح التساؤل التالي:
    أليس ممكنا وربما متوقعا بحسب وصف القرآن أن يكون القرآن قائما بذاته أي أنه عربي مبين حتى لو اندثرت العربية أو زالت فالقرآن يحمل في بنائه معيارا دقيقا للغته ومعانيه يمكننا استقراؤه كما استقرأ شامبليون الهيروغليفية من حجر رشيد بل بتطابق تام

    وهذه الرؤية أوضحتها سابقا في مداخلتي السابقة من أني أظن أن لهجة قريش هي أقرب اللهجات للغة القرآن ولكنها ليست مطابقة للغة القرآن
    فالقرآن "حسب تصوري" يستند إلى العربية الاشتقاقية المطردة دون الإنحرافات وليس في القرآن ما يستهجنه القرشيون أو معظم العرب ولكن اللغة التي نزل بها ليست مطابقة تماما لأي لغة في ذهن أي منهم بل هي الأصل وما في أذهانهم يحوي شيئا من النقص أو الانحراف
    وهذا النقص مصدره أمران أولهما إنساني فالإنسان بطبيعته يميل للخلط وحمل المتناقضات أحيانا ولكنه قادر على إدراك الصح فما بالك بالصحيح المطكلق ولهذا كان القرآن معجزا لهم
    والأمر الآخر هو انحرافات في البنية اللغوية عن الأصل الاشتقاقي المطرد الذي يفترض أن تتسم به لغة آخر كتاب من الله موجه لجميع البشر لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه

    ولعلي في مداخلتي السابقة أكاد أقول "دون أجرؤ على صياغة الجملة حرفيا" بعدم جواز الاستشهاد المطلق بعربية العرب زمن النزول على عربية القرآن الكريم
    وأركز على المطلق أي أن القرآن هو ما يحكم العربية الحقة المعيارية وليس العكس أي منطوق العرب هو ما يحكم القرآن وإن كان الاختلاف بسيطا وربما بسيطا جدا ولكننا لم نكمل تقنينه بعد
    إعراب نحو حوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle
    المهتمين بحوسبة العربية
    http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
    المدونات العربية الحرة
    http://aracorpus.e3rab.com

    تعليق

    • mahmoudalash1
      محمود الأش
      • Apr 2009
      • 88

      #17
      شكراً على هذا النقاش الأكاديمي وعلى المعلومات القيمة
      أرجو من الأستاذ عبد الرحمن _ إن أمكن ذلك _ أن يضع لنا روابط الكتب التي يعتمد عليها في المعلومات إذا كانت متاحة على الشبكة
      مشكورون سلفاً
      لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

      تعليق

      يعمل...
      X