قيام داعش: الجذور والمنبع، ومصير الأمة - ترجمة الفيلم الوثائقي The Rise Of ISIS

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Dr-A-K-Mazhar
    ملاح
    • Nov 2007
    • 1858

    تغريدة للدكتور عبد الله النفيسي بعنوان:

    انكشاف الجماعات الإسلامية وضرورة تغيير قياداتها واسلوبها فورا

    يقول فيها:

    1- بعد أن خاب ظنهم بالربيع العربي كأن الأمريكان عادوا إلى فنهم القديم (الانقلاب العسكري) .هذا ماأ حسست به وأنا أتأمل بوجه خليفة حفتر.

    2- الجماعات الإسلامية بشتى راياتها ومسمياتها أضحت مستهدفة دوليا وإقليميا ولو كنت مكانها لقمت بمراجعة شاملة جسورة لبلورة حسبة استراتيجية جديدة.

    3- أول شي في الحسبة الجديدة أن تتحاشى الجماعات الإسلامية هذه المواجهات الغير متكافئة التي أدمنتها مع قوى ونظم راسخة على الأرض لها شرعية دولية.

    4- من أهم مبادئ الحرب ( الإقتصاد في القوى) والجماعات تبدد قواها وتترخص بذل دماء شبابها.يجب صيانة الخزين الإستراتيجي للجماعات والحفاظ عليه.

    5- الجماعات مخترقة أمنيا في قياداتها إلا ما ندر، وصار من السهل توظيفها في حروب وكالة (war by proxy) تخدم في نهاية الأمر أعداء الإسلام وأعداءها.

    6- يجب أن تدرك هذه الجماعات أننا نعيش ضمن (نظام) دولي يقوم على احتكار السلاح والخامات ( نفط وقمح) والتحكم بالإعلام (الأقمار الصناعية) وقبول دولي.

    7- ولدى هذا النظام الدولي مؤسسات (صلبة): جيوش وسلاح ومال وفير واقتصادات متطورة ومزدهرة ومطلوب دراسة المشهد بأناة قبل الانخراط في مواجهة خاسرة.

    8- هل هذه الجماعات في حالة مواجهة مع ( النظام الدولي)؟ أم قادرة على التعايش معه؟ المواجهه في ظني خاسرة والتعايش لا يتضح من خطاب هذه الجماعات.

    9- خطاب هذه الجماعات منفك تماماً عن حالتها الموضوعية وموغل في الرومانسية والتفكير الرغبي كمن يواجه كتيبه خضراء من الحديد بقصيدة شعرية أو خطبة.

    10- ثم إن شبكة علاقاتها السياسية هزيلة للغاية ومعارفها السياسية متواضعة وصورتها لدى العالم مبهمة وغامضة ويستبعد أن تكون مؤثرة عالميا.

    11- الجماعات الإسلامية تعمل بعفوية مفرطة وليس وفق خارطة طريق ولذا صار من السهل استدراجها واستنزافها في معارك جانبية تستهلك خزينها الإستراتيجي.

    12- لم تعتد الجماعات على النقد الموضوعي لها ولذا تسارع في تصنيف الممارس له وإدانته واتهامه دون الإستفادة من النظر في مادة النقد وفحواها.

    13- تقديس الجماعات الإسلامية لقادتها أوقعها في سلسلة من الأخطاء الكارثية. أولها تنزيه القيادة من الخطأ. ثانيها زرع روح القطيع في الأفراد.

    14- تقوم الأحزاب الأوروبية بتعيين ( المدقق الداخلي internal auditor ) وتمنحه راتبا دسما ومهمته نقد أداء الحزب فلماذا لا يكون مثل ذلك عندنا.

    15- تعقد الأحزاب الأوروبية ورش عمل workshops مهمتها النقد الذاتي وتدعو ضيوفا ومراقبين من خارج الحزب لممارسة ذلك فلماذا لا يكون ذلك عندنا ؟

    تعليق

    • فيصل كريم
      مشرف
      • Oct 2011
      • 296

      كل عام وأنتم بخير ورمضان مبارك للجميع.

      شكر الله لكم يا دكتور عبد الحميد مظهر نقل تغريدات الدكتور عبد الله النفيسي. والحق أنها تمثل مبادئ هامة للعمل السياسي والاستراتيجي على الأرض.

      لكن المشكلة أن الدكتور النفيسي تبنى مواقف تدعو إلى النقد والمراجعة في الآونة الأخيرة ومنها تشجيعه للحرب في اليمن وتحريضه عليها من باب "مواجهة إيران والتمدد الصفوي". ونحن نسعى ونريد التصدي لهذا المد الطائفي البغيض، لكن كيف وبأية وسيلة؟ الدكتور النفيسي يدرك جيدا أن هذه المواجهة عبر أنظمة الخليج (أو قل مشايخها) ما هي إلا مواجهة فاشلة وخاسرة. إيران بَنَت دولة ثورية ذات مؤسسات نظامية وعميقة وكوّنت مشروعا خارجيا يستهدف نشر التشيّع والتبشير به داخل العالم الإسلامي وخارجه وتمتلك آليات فعالة لتنفيذ ذلك. في حين أن مشايخ الخليج لم تبنِ مؤسسات معتبرة ولم تكوّن نظام دولة متكامل، بالرغم من أنها تمتلك مقومات مميزة تؤهلها لتحقيق ذلك، ولا داعي للبكاء على اللبن المسكوب.

      أما الدكتور عبد الله النفيسي فيعلم ذلك علم اليقين، ولم نفهم موقفه الذي أيد فيه الحرب على اليمن وترحيبه بهذه المغامرة غير محسوبة العواقب التي دمرت اليمن وأهلها المغلوب على أمرهم. وبينما جعلت الحرب شعب اليمن يعاني المرارات والعذاب، فإن الحوثي وقوات صالح لم تتوقف عن إجرامها وتمددها بل زاد عنفها وضررها. فهذه الحرب زادت من سوء الأمور سوءا، وهذا الأمر توقعناه منذ بداية الحرب وأيامها الأولى. والدكتور النفيسي هو أستاذنا وهو من لقننا هذه الأبجديات والحس المنطقي السليم، فنراه يقع فيما نعده خطأ استراتيجيا فادحا.

      مبررات الدكتور عبد الله النفيسي مفهومة بلا شك، وهي محاولة إصلاح أنظمة دول الخليج من الداخل عبر حثها على الحراك والمبادرة وعدم الاعتماد على القوى الخارجية. لكن كيف يتأتى تحقيق هذه الرغبات الطيبة وليس ثمة أرضية صالحة لعمل إنجازات كبرى كهذه، ثم أن هذا الحراك لا يجب أن يكون على حساب الأبرياء والمقهورين. فدول الخليج ليست سوى كيانات ريعية لا تعتمد أصلا على مفهوم المواطنة والحقوق المتساوية وأسس العدالة وفصل السلطات والرقابة على المال العام. وهذا مما يعلمه الدكتور النفيسي قطعا، الذي ناضل في سبيل توعية أبناء الخليج وضحى من أجل ذلك تضحيات لا يمكن التقليل من شأنها.

      ونقد الدكتور النفيسي للحركات الإسلامية وتوجيهها مسألة صحية وواجبة، لكن عليه أولا توجيه بوصلته للوجهة الصحيحة، ويجب ألا يستسلم للإحباط والضعف والجري وراء السراب واختبار معادلة "فاقد الشيء لا يعطيه".

      وأوجه ندائي لهذا المعلم الجليل وأقول "إن التغيير فكرة، وتفعيله شرارة"

      تعليق

      • Dr-A-K-Mazhar
        ملاح
        • Nov 2007
        • 1858

        أخي الكريم فيصل

        تحية طيبة و صيام مقبول إن شاء الله فى شهر رمضان المبارك

        فى الحقيقة ما يهمني فيما نقلت عن د. النفيسي ما له علاقة بداعش من ناحية، و تعدد الفصائل الإسلامية المتحاربة ( في سوريا و العراق و ربما ليبيا) تحت راية الإسلام من ناحية أخري.

        فصائل كثيرة تحمل راية الإسلام و تتحارب ولا تتفق، فصائل متفرقة الهدف والوسائل لا تستمع للمخالف و كأن ما يحركها إسلامات كثيرة وليس إسلام واحد.

        فصائل لا تراجع مقاصدها و لا أهدافها القريبة و البعيدة ولا تتحاور مع الفصائل الأخري في معنى استراتيجية و إسلام!!

        فصائل يسهل تحريكها و التحكم فيها و التلاعب بأفرادها.

        و السؤال الهام هنا ..

        أي فقه إسلامي و أي مدرسة فقهية تتبعها هذه الفصائل ؟
        أو
        هل كل الفصائل المتحاربة تسيرو تتبع المذهب الوهابي وفقهه؟؟؟


        و دمت متابعاً



        تعليق

        • فيصل كريم
          مشرف
          • Oct 2011
          • 296

          هذه ملاحظة ذكية منك يا دكتور عبد الحميد. ففعلا هي معظمها فصائل سنية، وتميل أغلبها للفكر الوهابي.

          جبهة النصرة
          أحرار الشام
          جيش الإسلام
          وطبعا -- داعش

          لديك في المقابل الجيش الحر

          الفصائل الجهادية تعاني من مشاكل عميقة؛ والحقيقة أن كثيرين لا يعرفون لها حلولا. مشكلة أساسية فيها أنها تعيش وتتقوقع في حالة تاريخية معينة (فجر الإسلام وقوته) ومنفصمين عن الواقع المعاصر، ولا يمتلكون حتى الآن الآلية المناسبة للربط ما بين الفكرة والتطبيق.

          لكن بداية الحل ربما تكمن في سد ثغرة الاختراق. وأقول ربما. فهي جميعها فصائل مخترقة استخباراتيا وتوجه لوجهات هي لا تريدها أصلا. ولعل سبب سهولة الاختراق يتمثل في الفكر الوهابي ذاته.

          المسألة ليست صعبة التصور. ففي لغة الحاسوب، يزرع المخترق حصان طروادة (تروجان) في أجهزة الكمبيوتر (ويضعه لك على كافة الأشكال والأصناف) ثم يتركه في جهازك نائما ولا يحركه إلا وقت الحاجة. ويستمر الوضع ربما لسنوات. فإذا لم "يتشطر" المخترَق ويعمل حذف (فورمات) لنظام التشغيل المضروب فإن البرمجة الجاسوسية ستظل تعبث بقدرات جهازك وتعطلك وتفسد أداءك. إخوانا الجهاديين غير قادرين على عمل (فورمات)، والأدهى أنهم يعتقدون أنهم إذا عملوا (فورمات) فإن نظام تشغيلهم (الويندوز) سيتعطل ولا يدركون أن الاسطوانة الأصلية بحوزتهم.

          وطالما هم غير قادرين على المراجعة وممارسة النقد الذاتي العلوي، فسيظلون في حالة جمود ورخاوة وعرضة للاختراق والتفكك والشك البيني، على الرغم من تماثلهم الفكري، ظاهريا على الأقل.

          تعليق

          • Dr-A-K-Mazhar
            ملاح
            • Nov 2007
            • 1858


            جميل ما كتب أخي فيصل، وعودة للنقطة الأساسية:

            إذا كان اغلب الفصائل سنة وتتبع المذهب الوهابي كما كتبت، و عندهم فقهاء وشيوخ وعلماء يسمعون لهم...

            فلماذا الاختلافات و الصراع بينهم؟

            و لماذا لم يوحدهم المذهب الوهابي؟

            و من هنا اجد بعض التحفظ على نسبة ما يحدث كله إلى المذهب الوهابي الفقهى و أنه مصدر البلاء.

            تعليق

            • فيصل كريم
              مشرف
              • Oct 2011
              • 296

              لعل أقرب إجابة عن "الصراع الوهابي-الوهابي" هو تشرذمها إلى فرق متعددة وازداد تباين مواقفها مع مرور الوقت.

              هذا الصراع غير جديد، فقد تكرر في التاريخ الحديث مرارا، منه مثلا:

              - الصراع الدموي الذي أدى إلى تدمير ما يسمى "الدولة السعودية الثانية". نعم هو كان صراعا على السلطة والحكم، لكن المظهر الديني لم يغب عن المشهد وحاول كل طرف استغلاله تحقيقا لمصلحته، فيما وقف فقهاء الوهابية عاجزين عن الحسم (قارن بما يحدث الآن بعجز فقهاء القاعدة)

              - الصراع مع "إخوان من طاع الله" في نهاية العشرينيات وبداية الثلاثينيات وهو من أكثر هذه الصراعات الوهابية جلاء، حيث غلب الجناح "الجامي" (ومازال) فيما سقط الإخوان الذين يمثلون الفكر الوهابي في صورته الأصلية سقوطا مؤلما وسقطت معه مكانة القبائل التقليدية. لكن انكشف في ذات الوقت سهولة تطويع فقهاء ومشايخ الفرقة الوهابية وانضوائها تحت جناح السلطة وإن فعلت ما فعلت، وهو ما يناقض مبادئ الحركة الوهابية (المذكورة أعلاه في المشاركة رقم 194) وهو ما أدى إلى نقطة اللاعودة وانفجار الصراع.

              - واقعة جهيمان العتيبي واقتحام الحرم سنة 1979. وهي مجموعة سلفية وهابية قامت بهذه العملية الغريبة.


              فأرد على سؤال: لماذا الاختلافات و الصراع بينهم؟
              السبب في رأيي واضح وهو فكري أولا ويتمثل في إشكالية المبادئ الوهابية ذاتها وعدم اتساقها وبروز تناقضاتها (كما ذكرنا أعلاه). وثانيا الإشكالية التنظيمية، حيث يتلخص كل ما أثمره الفكر الوهابي عمليا وفعليا بولادة الدولة السعودية على أرض جزيرة العرب ومهد الإسلام. وهو ما يرى المخلصون للوهابية الأصلية فيه انتكاسة كبرى وكابوسا لا ينتهي حيث يؤكدون خروجها على الوهابية وأنها لا تمثلها إلا شكليا فقط.

              أما الرد على سؤال:
              لماذا لم يوحدهم المذهب الوهابي؟

              لأن الإشكاليتين الفكرية والعملية تلقي بحبالها الخانقة على الوهابيين عموما، ولأن الاستمرار بالهروب من حل صلب المسألة أدى إلى مشاكل متجددة من بينها سهولة الاختراق والتشكيك بالأمة، فإن النتيجة الحتمية وقوع الصراع البيني للوهابيين ومن يحسن الظن بهم لاسيما أثناء وقتنا الحالي حيث يتربص أعداء الداخل والخارج.

              المذهب الوهابي لا يمكنه توحيد كل من يؤمن به، لأنه يحتوي ألغاما داخلية متفجرة. والمعضلة في الثورة السورية أن هذا الحذر والحرص الإيجابي لم يكن موجودا في البداية فيبدو أن الناس أحسنت الظن بكل من زعم يقاوم النظام السوري، وهذا خطأ مكلف للغاية.

              تعليق

              • Dr-A-K-Mazhar
                ملاح
                • Nov 2007
                • 1858

                عزيزي الكريم فيصل كريم

                تحياتي

                السؤال بعد هذا الشرح: هل كل ما يحدث مازال بسبب الوهابية؟ أم أن الإشكالية أعمق من ذلك؟

                لأن

                نفس التبرير والشرح يمكن ان ينسحب علي فقه الكثير من التيارات و الحركات الإسلامية غير الوهابية.

                الإشكالية هي نسبة كل الحركات العنيفة إلى المذهب الوهابي، و نسيان أن الاتجاه السلفي العام يمنع الخروج على الحاكم مادام الحاكم يقيم الصلاة


                تعليق

                • Dr-A-K-Mazhar
                  ملاح
                  • Nov 2007
                  • 1858


                  هل الحركات أو الجماعات أو التيارات الإسلامية التالية كلها تتبع المذهب الوهابي..

                  داعش
                  طالبان
                  القاعدة
                  بوكو حرام
                  الشباب
                  جيش الإسلام
                  أحرار الشام
                  جبهة النصرة
                  جند ال
                  ....
                  ....

                  سؤال يحتاج بحث استقرائي و استنباطي و إحصائي حتي يمكن تعمييم حكم التصنيف

                  تعليق

                  • فيصل كريم
                    مشرف
                    • Oct 2011
                    • 296

                    المشاركة الأصلية بواسطة dr-a-k-mazhar مشاهدة المشاركة
                    عزيزي الكريم فيصل كريم

                    تحياتي

                    السؤال بعد هذا الشرح: هل كل ما يحدث مازال بسبب الوهابية؟ أم أن الإشكالية أعمق من ذلك؟

                    لأن

                    نفس التبرير والشرح يمكن ان ينسحب علي فقه الكثير من التيارات و الحركات الإسلامية غير الوهابية.

                    الإشكالية هي نسبة كل الحركات العنيفة إلى المذهب الوهابي، و نسيان أن الاتجاه السلفي العام يمنع الخروج على الحاكم مادام الحاكم يقيم الصلاة


                    أستاذنا الفاضل ومعلمنا الجليل دكتور عبد الحميد مظهر، إفطارا شهيا وصياما مقبولا بإذن الله بهذا اليوم السابع من شهر رمضان المبارك.

                    أرجو ألا يفهم من كلامي أعلاه أنني أقسو على تلك الفئة من المسلمين ومن يتعاطف معها، خاصة وأن لا أحد هنا يرد على ما ذكرته من نقاط ومآخذ فيما سبق. بل نكرر ونشدد أن الفكر ليس قلعة مغلقة بل قصر مفتوح الأبواب لكل من يود أن يتفحص ويراجع. ومن ناحيتي لا شيء يجعلني لا سمح الله أبغض الفكر الوهابي أو أحقد عليه، لكنني كما ذكرت لأحد أصدقائي ممن يميلون للفكر الوهابي أننا لسنا ملزمين به، فهو سيبقى تاريخيا اجتهاد ورؤية تركت آثارها على الأرض ثم مضى كما مضت غيره الأفكار.

                    وبطبيعة الحال، عمق المشكلة لا يمكن اختزاله بالفكر الوهابي فقط، بل هو جانب منها لارتباطه بالحراك الجهادي عموما. القضية لا شك أنها متشعبة من الناحية الفكرية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فمثل هذه الفرق وغيرها تعكس وضعيات مستمرة من التحولات والتجاذبات التي تطرأ على المجتمع، فهي ظواهر تشير إلى حالات معينة لا بد من دراستها وتحليلها بدقة.

                    التيارات الإسلامية الأخرى أيضا لديها مشاكل عميقة، ولو تحدثنا عنها فلن ننتهي (أزعم مثلا أنني قارئ للمذهب الشيعي ونظرية الإمامة ونظرية ولاية الفقيه وما جلبته من كوارث على الفكر الإسلامي عبر تاريخه). إلا أن موضوعنا هذا يركز على الحركات الجهادية وتطورها إلى أن وصلنا إلى نموذج تنظيم الدولة الإسلامية الشهير بـ(داعش). ونقاش مشاكل التيارات الأخرى سيفرع الموضوع تفريعا بعيدا.

                    من الناحية الموضوعية أرجو ألا نقع في فخ المصطلحات، فأنا أتحفظ على وصف هذه الحركات بـ"العنيفة"، إلا إذا كان وصفا للفعل العملي الذي تقوم به. فهي حركات جهادية، سواء أكان أسلوبها صحيحا أو خاطئا، أو أحببناها أو أبغضناها. فنحن لا نحب سلوكيات داعش لكن لا نستطيع أن نحرمه من حركيته الجهادية، حتى لو وصلت شكوكنا فيه إلى أبعد مدى. أما العنف فليس سوى وسيلة لا هدفا بحد ذاته، ولا شك أن الحركات الجهادية أُجبرت إجبارا على اتخاذ منهج العنف دفاعا عن النفس بعد عقود طويلة من النهج الإجرامي للسلط الحاكمة وقطعت من خلاله كل الخطوط الحمر مع المحرمات الشرعية. فكان لزاما مواجهتها بالقوة بما اعتدت وجنت يداها. فعنف الحركات الجهادية ليس نابعا منها بل يأتي كردة فعل على حكومات لم تكتفِ أنها مستبدة بل هي مصطنعة كذلك وثلثتها بالخيانة والعمالة.

                    ثم أنني، من الناحية الموضوعية أيضا، أتحفظ على مسألة "الاتجاه السلفي لا يخرج على الحاكم طالما يقيم الصلاة". فهؤلاء هم الجامية حصرا، وقد حشروا أنفسهم مع أهل السنة والجماعة والسلف الصالح حشرا، في حين أن الغالب عليهم أنهم زنادقة "عمليا" لأنهم إباحيون بطبيعتهم. فهم يبيحون للحاكم أن يفعل ما يشاء شرط أن يقيم الصلاة؟؟! فهذه سذاجة وانتكاسة للعقل ولا يصدقها إلا كل مهزوز ممزوز.

                    أما الواقع التاريخي فيثبت أن معظم من ثار على الحكام الظلمة وخرج عليهم هم أهل السنة والسلف الصالح، فالشيعة الإمامية مثلا كانوا يحرمون أي حراك سياسي لأن عقيدتهم تنبني على الانتظار والسلبية، أما الشيعة الإسماعيلية فقد ثبتت خيانتهم وتعاونهم مع الصليبيين وكفرهم على أية حال الشيعة الإمامية، أما الصوفية فلا داعي للحديث فالانعزال والعزلة أسياد الموقف. لكن انقلبت المعايير باندساس الجامية الخبثاء في صفوف أبناء السلف (بالمناسبة يأتي هذا نتاجا لتمخاضات الحركة الوهابية) فدب الجمود والركود في صفوف الأمة وتجبر السلاطين والحكام وباعوا البلاد والعباد بأبخس الأثمان.
                    التعديل الأخير تم بواسطة فيصل كريم; الساعة 06-14-2016, 06:49 PM.

                    تعليق

                    • Dr-A-K-Mazhar
                      ملاح
                      • Nov 2007
                      • 1858

                      أخي الكريم فيصل

                      تحياتي

                      أولاً: ما اهتم به هو مقدار صحة تفسير كل ما يحدث بنسبته للمذهب الوهابي فقط ، و فى الحراك الديني و السياسي والاجتماعي الكثير من الافكار و الآراء و الأحكام متشابكة و معقدة ولا يصح أن ننسب كل ما نراه إلى مذهب عبد الوهاب. و هذا التعميم يعتمد على منطق الاستنباط من نصوص مكتوبة فقط و يعمم الاستنباط و هذا خطأ.

                      المذهب الوهابي هو آلية دينية للتحريك و جمع الاتباع و تختلف استعمالات الآليات الدينية المبنية على استنباط نصوص صامتة للحركة و العمل. و لا يمكن منطقيا و علميا و عقليا نسبة كل الفصائل الإسلامية التى تعمل تحت مصطلح " الجهاد" إلى مذهب عبد الوهاب.

                      ثانياً: لتفسير ما يحدث لابد من استعمال منهج علمي ( استقراء+استنباط+ وضع فرضيات + تحقق من صحة الفرضيات)، هذا المنهج لابد أن يعتمد على جمع جيد لمعلومات كثيرة تمثل احصائيا توزيع الجماعات العاملة على الأرض و فكر قادتها. بالإضافة لنصوص تأسيسية ( مثلا ابن حنبل + ابن تيمية + المودودي + سيد قطب+...)يمكن الاستعانة بها لمعرفة مصادر فقه هؤلاء. ولا يمكن الاعتماد علي اجتهاد شخص واحد ( مثلا آل منسي) لفهم الصورة و نسبة كل ما نراه إلى الوهابية.

                      ثالثاً: فكرة عدم الخروج على الحاكم منتشرة بين الكثير، ولا يمكن نسبتها إلى جماعة ما. و السؤال العلمي

                      كيف عرفت أن فكرة عدم الخروج علي الحاكم هي فقط تعود لجماعة " الجامية"؟ هل هذا التعميم صحيح؟

                      رابعاً: الموضوع الاكثر تعقيدا هو تعدد العوامل التي تحرك ما نعاصره من سلوك جماعات إسلامية و فصائل متعددة من الفصائل الجهادية. و هذا التعدد يقع تحت العناوين التالية:..

                      00- الخلافة: فكرة الخلافة و قابليتها للتطبيق
                      00- الإسلام السياسى: ارتباط الديني بالسياسي
                      00- الجهاد: موقع الجهاد فى تحقيق الحلم بعودة الإسلام إلى الصورة، و فقه الجهاد و كيف يمكن تطبيقه

                      و هنا تتعدد الاختلافات الفقهية و الحركية و تتعدد الجماعات.

                      خامساً: فكرة دولة إسلامية و خلافة تتشابك و تتصارع مع مصالح كثير من دول المنطقة و دول العالم، و تمثل تهديدا لكثير من الحكام و اتباعهم ، لذلك لابد من فهم كيف تفكر الجماعات الجهادية فى تحقيق معني خلافة فى هذه الغابة من الفكري و الديني و السياسي. ثم دخول الدول و مخابراتها فى الصراع ، و تأثيرات السلفية غير الجهادية و الصوفية وتقديم خدماتها للدول التي تحارب الجماعات الجهادية.

                      لذلك فما نراه علي الأرض يضعف كثيرا من ان كل هذه الحركات تعتمد على مذهب عبد الوهاب فى الجهاد.

                      ( يتبع)

                      تعليق

                      • Dr-A-K-Mazhar
                        ملاح
                        • Nov 2007
                        • 1858

                        [align=center]
                        دولة أم ميليشيا: 6 نقاط تشرح كيف تعمل «حكومة داعش»





                        [/align]

                        تعليق

                        • فيصل كريم
                          مشرف
                          • Oct 2011
                          • 296

                          المشاركة الأصلية بواسطة Dr-A-K-Mazhar مشاهدة المشاركة
                          أخي الكريم فيصل

                          تحياتي

                          أولاً: ما اهتم به هو مقدار صحة تفسير كل ما يحدث بنسبته للمذهب الوهابي فقط ، و فى الحراك الديني و السياسي والاجتماعي الكثير من الافكار و الآراء و الأحكام متشابكة و معقدة ولا يصح أن ننسب كل ما نراه إلى مذهب عبد الوهاب. و هذا التعميم يعتمد على منطق الاستنباط من نصوص مكتوبة فقط و يعمم الاستنباط و هذا خطأ.

                          المذهب الوهابي هو آلية دينية للتحريك و جمع الاتباع و تختلف استعمالات الآليات الدينية المبنية على استنباط نصوص صامتة للحركة و العمل. و لا يمكن منطقيا و علميا و عقليا نسبة كل الفصائل الإسلامية التى تعمل تحت مصطلح " الجهاد" إلى مذهب عبد الوهاب.

                          ثانياً: لتفسير ما يحدث لابد من استعمال منهج علمي ( استقراء+استنباط+ وضع فرضيات + تحقق من صحة الفرضيات)، هذا المنهج لابد أن يعتمد على جمع جيد لمعلومات كثيرة تمثل احصائيا توزيع الجماعات العاملة على الأرض و فكر قادتها. بالإضافة لنصوص تأسيسية ( مثلا ابن حنبل + ابن تيمية + المودودي + سيد قطب+...)يمكن الاستعانة بها لمعرفة مصادر فقه هؤلاء. ولا يمكن الاعتماد علي اجتهاد شخص واحد ( مثلا آل منسي) لفهم الصورة و نسبة كل ما نراه إلى الوهابية.

                          ثالثاً: فكرة عدم الخروج على الحاكم منتشرة بين الكثير، ولا يمكن نسبتها إلى جماعة ما. و السؤال العلمي

                          كيف عرفت أن فكرة عدم الخروج علي الحاكم هي فقط تعود لجماعة " الجامية"؟ هل هذا التعميم صحيح؟

                          رابعاً: الموضوع الاكثر تعقيدا هو تعدد العوامل التي تحرك ما نعاصره من سلوك جماعات إسلامية و فصائل متعددة من الفصائل الجهادية. و هذا التعدد يقع تحت العناوين التالية:..

                          00- الخلافة: فكرة الخلافة و قابليتها للتطبيق
                          00- الإسلام السياسى: ارتباط الديني بالسياسي
                          00- الجهاد: موقع الجهاد فى تحقيق الحلم بعودة الإسلام إلى الصورة، و فقه الجهاد و كيف يمكن تطبيقه

                          و هنا تتعدد الاختلافات الفقهية و الحركية و تتعدد الجماعات.

                          خامساً: فكرة دولة إسلامية و خلافة تتشابك و تتصارع مع مصالح كثير من دول المنطقة و دول العالم، و تمثل تهديدا لكثير من الحكام و اتباعهم ، لذلك لابد من فهم كيف تفكر الجماعات الجهادية فى تحقيق معني خلافة فى هذه الغابة من الفكري و الديني و السياسي. ثم دخول الدول و مخابراتها فى الصراع ، و تأثيرات السلفية غير الجهادية و الصوفية وتقديم خدماتها للدول التي تحارب الجماعات الجهادية.

                          لذلك فما نراه علي الأرض يضعف كثيرا من ان كل هذه الحركات تعتمد على مذهب عبد الوهاب فى الجهاد.

                          ( يتبع)
                          حياكم الله يا دكتور عبد الحميد وبياكم. ألاحظ أن هذا ثالث رمضان ربما على التوالي نتناقش فيه بكثافة حول مسائلنا هذه، ولا أعلم سبب هذا النشاط في شهر رمضان، ولعله دليل على بركة هذا الشهر وخيريته. ونتمنى لو أساتذتنا الأفاضل في الجمعية يشاركوننا النقاش حتى يضيئوا لنا نقاطا ربما خفيت علينا.

                          سأحاول الرد على نقاطكم يا دكتور، لكننا اتفقنا فيما سبق أن مثل هذه الردود لا تأتي غالبا بتأطير علمي صارم وشامل، فهذا يصعب في هذه العجالة، ويحتاج إلى بحث موضوعي متكامل، وهذا يستغرق شهورا طويلة إن لم تكن سنوات أطول. بل هي تأملات واجتهادات وأفكار حرة ربما تنفع، وإن لم تنفع لن تضر.

                          - المذهب الوهابي: لم أقل إنه سبب كل هذه المصائب أو أعمم هذا على كل شيء، فالأمة بضعفها وركودها تتحمل مسؤولية ظهور أية انحرافات خطيرة أو اعوجاجات فكرية تتحرك وتحصل على الشوكة والقوة. المسألة لا تقبل الفراغ (كما في الفيزياء) فالأمة إذا لم تبسط سلطانها بالحق سيأتي من يخطفه بالباطل. لكن هذا الموضوع مخصص لهذه الفرقة، وأزعم أن حل إشكاليتها سيؤدي إلى تحديد مصير الأمة. (إذا أردت يا دكتور أن نناقش دواعي هذه النقطة برد هنا فلا بأس، لكنني أود معرفة رأيك حولها)

                          - الحركات الجهادية والوهابية: هذه الحركات في معظمها سنية، ومشكلتها الواضحة أنها لا تستطيع التركيز على نشاطها المسلح ضد من توجه له السلاح، بل تتورط في الخوض في أمور الفقه والإفتاء والاجتهاد العلمي، ولا بأس بهذا في الظروف غير القتالية، لكن العمل الميداني والاستراتيجي المسلح يحتاج لتركيز شديد. وهناك من يؤكد أن هذا الخلط المؤسف يأتي من الفكر الوهابي تحديدا. وقد نخوض جدلا طويلا في ذلك (كيف ذلك؟ وما هي الأدلة؟ ومتى؟ وأين؟). لكن المهم هو أن هذه الحركات وقعت بهذا المحظور فعلا. وشاهدنا ذلك في العراق بنهاية سنة 2006 حيث كاد أن يتدمر كل ما بناه الأمريكان في العراق من نظام وأجهزة، لكن الحركات الجهادية تورطت بالاحتكاك مع الناس مباشرة وتركت القوات الأمريكية والعراقية -بعد تكبيدها خسائر فادحة قبل ذلك- لتتفرغ لإقامة الحدود ومحاولة الهيمنة على كل الجماعات المقاومة للغزو وأتباعه. لم يستطع أسامة بن لادن فعل شيء إزاء هذا التفكك التدريجي الخطير بالرغم من محاولاته لإصلاح ذات البين بين الفرقاء، ولم يستطع الدكتور أيمن الظواهري -وهو العالم الفقيه والمفتي- من بعده أن يحل هذه المشكلة العويصة. ولعل الظواهري يدرك أنها عويصة لارتباط هذه الحركات عقديا وفكريا بالفرقة الوهابية. وهو لا يجرؤ على ذكر هذه الحقيقة المريرة لخشيته من انفصام عرى القاعدة الواسعة للحركات الجهادية، وهذا خطأ يتجرع الظواهري مرارته الآن بانشقاق داعش عن القاعدة بتوقيت حساس للغاية (وعد إلى خطأ عدم القدرة على "الفورمات" عند الضرورة). والظواهري بالمناسبة ليس وهابيا بالمعنى المباشر.

                          - الخروج على الحاكم: لقد أشرت لك يا فضيلة الدكتور أنني أتحدث عن التيارات السلفية تحديدا. فالجامية كما يذكر تاريخها لاتخرج عن التيار السلفي منذ ولادتها إثر حرب 1991. وجعلتُ الأمر مرتبطا بالسلفية لأن معظم الحركات الجهادية الفاعلة حاليا سلفية. أما الخروج على الحاكم وعدم اللجوء إليه فهو فعلا منتشر بين التيارات لإسلامية ومنها جماعة الإخوان مثلا التي ترعرعت في دول الخليج تحت ظل الحكام لأنها نادت "بطاعة ولي الأمر" وعدم معارضته، وكذلك الصوفية التي تقترب من تقديس الحاكم وتركه يحكم كما يشاء، وأيضا لدينا الشيعة التي كانت تمالئ الحكام ولا تعارضهم إلى أن ظهرت دولة ولاية الفقيه في إيران. معظم المذاهب الإسلامية تعارض الخروج على الحاكم، لكن ليس كإباحية الجامية التي ظهرت وسط ظروف مرتبكة للغاية (ويبدو) تحت ضغط شديد من خارج أوساط المشيخة الدينية لتسويغ وجود القوات الأجنبية الهائلة في جزيرة العرب آنذاك (750 ألف جندي على الأقل) وهو أمر محرّم بإجماع جمهور العلماء. فيبدو أن تيارات معينة داخل المشيخة الدينية كانت مستعدة لكسر المحرمات إرضاء للحاكم. وهذا أدى إلى ورطة دينية كبيرة تعرض بسببها الشيخين ابن باز وابن عثيمين إلى إحراجات فادحة ووضعتهم مجددا أمام "كابوس جهيمان". ويبدو أنهم هذه المرة كما يقول الأمريكان They didn't get away with it فقد وقعت تصدعات عمودية خطيرة لم يقع ضررها على المؤسسة الدينية ومشايخها فحسب بل تجاوزه إلى ظهور معارضة فكرية لنظام الدولة تجسدت عبر تشكيل لجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية سنة 1993 وهي تتكون من مجموعة كبيرة من الفضلاء علما وأخلاقا ومكانة إجتماعية. وعلى الرغم من أن معظم المشتركين بهذه اللجنة قصدوا النصيحة والإشارة لمكمن الخلل، إلا أن قمعهم وحصارهم أدى إلى ظهور المعارضة الخارجية، وهو أسوأ شيء يمكن أن يواجه أية دولة التي يجدر أن تحتفظ بمعارضتها داخل بلادها. وعلى العموم، تجرأ التيار الجامي بتكفير هذه المجموعة المستنيرة من الأكاديميين وأهل الفكر والعلم. فالجامية يبيحون للحاكم التصرف ويحرمون حتى نقاشه، فهم يختلفون عن التيارات الأخرى التي لم تحبذ الخروج على الحاكم ونهت عنه ونادت بالطاعة، لكنها ليست بهذا الغباء الجامي الفاضح. ومرة أخرى يا أستاذنا الدكتور، أنا لا أعمم هنا، بل العكس أخصص وأحدد.

                          - نايف آل منسي: تدريج المسألة ربما يكون كالتالي:

                          ظهور داعش -> مرجعية داعش = الوهابية => تفكيك الفكر الوهابي

                          ولفهم هذه المعادلة لابد من فهم أصول هذا الفكر. وبالمناسبة نايف آل منسي لم يأتِ بجديد، فالرجل أعاد شرح تناقضات هذا الفكر ولخص ما ذكره علماء سابقون منذ ظهور الوهابية وحتى الآن في هذه الجلسات المرئية التي ألغاها من حسابه باليوتيوب كما يبدو إثر تعرضه لضغوط مباشرة.

                          ويمكنك أن تشاهد هذا الفيلم الذي تحدث فيه آخرون



                          المشكلة يا فضيلة الدكتور ليست هنا، بل تكمن بالحجر على الرأي والترهيب والقمع الفكري إذا جاءت من السلطة ومن يواليها. فهذا يؤدي إلى كوارث لا يتوقعها أحد، وها هي قد جاءت إحداها على شكل "داعش".

                          تعليق

                          • Dr-A-K-Mazhar
                            ملاح
                            • Nov 2007
                            • 1858


                            حياكم الله يا دكتور عبد الحميد وبياكم. ألاحظ أن هذا ثالث رمضان ربما على التوالي نتناقش فيه بكثافة حول مسائلنا هذه، ولا أعلم سبب هذا النشاط في شهر رمضان، ولعله دليل على بركة هذا الشهر وخيريته. ونتمنى لو أساتذتنا الأفاضل في الجمعية يشاركوننا النقاش حتى يضيئوا لنا نقاطا ربما خفيت علينا.

                            أخي الكريم فيصل

                            تحية رمضانية مباركة

                            اشكرك على ما تفضلت به، و ربما الأحداث الساخنة على الساحة، و ما يحدث للمسلمين و الإسلام و تكرار أسم "داعش" في الأخبار هو ما يغذي الطاقة للكتابة و الحوار. و بخصوص النقاش أحب أن اكرر ما كتبته

                            ونتمنى لو أساتذتنا الأفاضل في الجمعية يشاركوننا النقاش حتى يضيئوا لنا نقاطا ربما خفيت علينا.

                            فتعدد وجهات النظر و اختلاف ابعاد الرؤية تثري الموضوع، وربما نلقي تشجيعا من البعض فنقرأ لهم تأييدا أو اعتراضا أو تصحيحا و تعديلاً.

                            المهم الآن العودة لتأمل النقطة الجوهرية فى مراجعات الوهابية و داعش.

                            مما جاء سابقا عن "الوهابية" هى أحكام حول

                            الشرك و التكفير فقط.

                            و السؤال هل الشرك و التكفير هى أساس فهم و تحليل عمل فصائل " داعش" العاملة فى العراق و ليبيا و مصر؟

                            وهل التكفير و الشرك هى ما يشرح و يعلل و يفسر كل ما نراه؟

                            و هل التكفير و الشرك هى المصطلحات الأساسية فى الوهابية فقط؟

                            و ماذا عن مصطلحات الجاهلية و الحاكمية عند سيد قطب ، والمصطلحات الأربعة عند المودودي؟

                            أليس لهذه تأثيرات على الحركات الجهادية الإسلامية؟

                            و هل تتذكر ما حدث لإنقسامات لجماعة الإخوان فى سجون عبد الناصر فأفرخت جماعات لها توجهات مختلفة فى عصر السادات؟

                            فهل أساس الانقسامات فى الإخوان في سجون عبد الناصر تعود للمذهب الوهابي؟

                            وهل المودوي و سيد قطب اتباع للمذهب الوهابي؟

                            تعليق

                            • فيصل كريم
                              مشرف
                              • Oct 2011
                              • 296

                              تحية رمضانية صباحية يا دكتور عبد الحميد.

                              بالنسبة لأسئلتكم أعلاه، فما المسؤول أعلم من السائل. وفضيلتكم أدرى وأفهم مني بهذه المسائل.

                              لكن لو تسنى لي ذكر ما أعرف فسأقول:

                              * الشرك والتكفير: هما للأسف ركنان رئيسان قام عليهما الفكر الوهابي الأصلي. وقد أوغل القوم بالتكفير ووصف أكثر أهل بلدان المسلمين "بالقبورية وعبادها" فأنتم في مصر مثلا يكفيكم أن مجموعة من الناس يتبركون بزيارة قبر السيد البدوي ليتعمم وصف أهل البلاد أنهم "قبوريون" وبالتالي هم مشركون وبالتالي كفار، وذلك لأن أهل السنة فيها لم ينكروا على القبوريين كفرياتهم ولم يوقفوا كفرهم، وبالتالي هم كفار مثلهم، فهذا هو مقتضى المبادئ الوهابية المذكورة أعلاه.

                              ولأن هذا مثّل ورطة، حاول الوهابيون الأوائل الخروج منها لكن وقعوا بورطة أكبر. فتفسير هذا الحكم المكاني والجغرافي (أي تكفير أهالي البلدان الإسلامية) تطلب تكفيرا زمانيا أيضا. فالأدبيات الوهابيات تنضح بأن انتشار الشرك والكفر سبق زمانهم بأكثر من 600 سنة. وستجد هذا في كتب الدرر السنية التي حاول الشيخ محمد بن عبد الوهاب نفي أن منهجه تكفيري، وكذلك كتب التاريخ الوهابية لحسين بن غنام وغيره.

                              أما في وقتنا المعاصر وبعد اضمحلال الوهابية الأولى، نلاحظ أن اللجوء لمنهج التكفير لدى بعض الجماعات الجهادية وسيلة فعالة للحصول على السلطة أو النفوذ على الأرض، لأن هذا المنهج يحدث أثر الصدمة والترويع في نفوس الناس، كما أنه لا يقع إلا في مناطق الفراغ (قارن بين نجد في القرن الثامن العشر والفراغ الفعلي فيها، والعراق بعد الغزو الأمريكي، وسوريا إثر انهيار نظامها التدريجي) وكذلك فإن الوهابيين السابقين أو الجدد يحاولون إقناع الناس بأنهم قادرون على فرض النظام والأمن ومنع الانفلات الأمني، كما رأينا في التقرير في المشاركة رقم 206.

                              * التكفير والحركات الوهابية وتفسير ما نراه: من يطلع على يوميات الفصائل المتشددة في العراق كجماعة أبو مصعب الزرقاوي (مؤسس داعش الأول) وممارساتهم مع الناس أثناء الاحتلال الأمريكي للعراق، وقارنها مع مثيلتها في نجد بعيد نشوء الإمارة السعو-وهابية سيجد تماثلا شبه كربوني للأحداث: إطلاق للتكفير وملاحقة السحرة والمشعوذين والمسارعة بتنفيذ الحدود دون سلطان أو شرعية. ويتكرر ذات الأمر في سوريا بعد ظهور داعش على الساحة. لأن هذا النهج له تأثير قوي، وبما أن عامة الناس يجهلون أسس الدين والعقيدة فإن ذلك النهج يتسرب إلى النفوس ويتشبث بالأرض لأنه "تطبيق لشرع الله" كما يتوهم العامة بالرغم من أنه أمل لنا جميعا. الجهل + الرغبة= كارثة، يا دكتور.

                              * الانقسامات والانشقاقات: لا شك أن كل فشل يعقبه محاولة لإدراك الأسباب والدواعي، فهذه طبيعة بشرية متأصلة. غير أن ضعف القدرة على المراجعة الصريحة وتجذر احترام الزعماء والقادة إلى حد التقديس وانعدام الرقابة الفكرية والتمحيص العقلي، أدى إلى تكريس الفشل واستقراره، وهذا مما تأباه الفطرة البشرية السليمة التي تنحو باتجاه المرونة والمعالجة والتصحيح. ونموذج الإخوان المسلمين في الخمسينيات وعدم القدرة على إجراء مراجعة فكرية صريحة وشاملة نجده يتكرر مع الشيوعية مثلا، ففكرة الشيوعية فشلت قبل سقوط دولتها المركزية بعقود، لأنها رضخت لإغراءات السلطة وجمودها، فحدثت انشقاقات أساسية بالفكر الشيوعي. أما الوهابيون فليسوا استثناء. سوى أن المنشقين عن الوهابية يتحفزون لعودة فكرها الأصلي (وهذه طامة)، ولا يختلفون بذلك عن فكر الخوارج الذين كان فكرهم الأصلي كارثيا، لكن التفرع الذي نجا منهم، وهم الإباضية، أصبح متعقلا وتخلى عن التكفير بالمطلق.

                              وكأني بهذه الجماعات يا دكتور أنهم يشبقون للسلطة، فعندما لا تكون بحوزتهم يصبحون كالمجانين ومستعدين لتدمير الدنيا وما فيها، وعندما يظفرون بالسلطة يتعقلون ويصبحون هادئين ومنطقيين، بغض النظر عن بطلان فكرهم أو صحته. ما هذا الجنون؟!!!

                              المودودي وسيد قطب: صدقني يا دكتور أنا لا أحاول تعميم الظاهرة الوهابية، بل أحاول فقط مناقشتها هنا.

                              في القرن التاسع عشر، ظهرت ثلاث حركات دينية انفصالية أو إصلاحية:
                              - الوهابية في قلب نجد
                              - السنوسية في منطقة ليبيا وصحرائها
                              - المهدية في وسط السودان


                              فلماذا اندثرت دولتين من هذه الحركات وبقيت دولة؟ وهل هذه الدولة مرتبطة فعليا مع حركتها؟

                              هذه أسئلة تحتاج مراجعة تاريخية وفكرية دقيقة.

                              تعليق

                              • Dr-A-K-Mazhar
                                ملاح
                                • Nov 2007
                                • 1858

                                أخي الكريم فيصل

                                تحية طيبة و جمعة مباركة

                                طرح الأسئلة يساعد كثيرا على فهم افضل لحركة " داعش" وعلاقتها بالوهابية، ومن هذا المنطلق دعنا ننظر لفقه "داعش" من ناحية أخرى و أسأل:

                                هل الفكر و الفقه الداعشي ينتسب أكثر للفكر الخارجى بدلا من المذهب الوهابي ؟

                                ألم يحدثنا التاريخ كيف تعامل الخوارج مع مخالفيهم و كمثال على ذلك فرقة "الأزارقة؟

                                هذا من ناحية علاقة فكر داعش بفكر الخوارج القديم

                                و من ناحية معاصرة كيف نري فكر داعش من خلال ما كتبه سيد قطب فى كتابه " معالم علي الطريق"، أو ما كتبه المودودي فى كتابه " المصطلحات الأربعه"؟

                                وربما الأولوية لكتاب سيد قطب لأنه كتبه وفي رأسه آليات العمل لتحويل المجتمع الجاهلي( أيام عبد الناصر) إلى مجتمع إسلامي حقيقي ( مصطلح الجاهلية) يدرك المعنى الصحيح للألوهية ( راجع مصطلحات الربوبية و الألوهية و الشرك و التكفبر)، وتطبيقه الصحيح فى مصطلح الحاكمية لله.

                                فما رأيك؟

                                و دمت

                                تعليق

                                يعمل...
                                X