رواية الإرهابي لجون أبدايك_Terrorist

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Ahmadelshimi
    Member
    • May 2006
    • 99

    رواية الإرهابي لجون أبدايك_Terrorist

    د/ أحمد الشيمي
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    _MD_RE: الدكتور أحمد الشيمي يترجم رواية الإرهابي لجون أبدايك

    تعليق

    • ahmed_allaithy
      رئيس الجمعية
      • May 2006
      • 3961

      #3
      الدكتور أحمد الشيمي يترجم رواية الإرهابي لجون أبدايك

      د. أحـمـد اللَّيثـي
      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

      فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

      تعليق

      • Ahmadelshimi
        Member
        • May 2006
        • 99

        #4
        _MD_RE: الدكتور أحمد الشيمي يترجم رواية الإرهابي لجون أبدايك

        د/ أحمد الشيمي

        تعليق

        • Ahmadelshimi
          Member
          • May 2006
          • 99

          #5
          الدكتور أحمد الشيمي يترجم رواية الإرهابي لجون أبدايك

          د/ أحمد الشيمي

          تعليق

          • ahmed_allaithy
            رئيس الجمعية
            • May 2006
            • 3961

            #6
            الدكتور أحمد الشيمي يترجم رواية الإرهابي لجون أبدايك

            د. أحـمـد اللَّيثـي
            رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
            تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

            فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              عضو مؤسس، أستاذ جامعي
              • May 2006
              • 5732

              #7
              _MD_RE: الدكتور أحمد الشيمي يترجم رواية الإرهابي لجون أبدايك

              تعليق

              • Ahmadelshimi
                Member
                • May 2006
                • 99

                #8
                _MD_RE: الدكتور أحمد الشيمي يترجم رواية الإرهابي لجون أبدايك

                د/ أحمد الشيمي

                تعليق

                • Ahmadelshimi
                  Member
                  • May 2006
                  • 99

                  #9
                  _MD_RE: الدكتور أحمد الشيمي يترجم رواية الإرهابي لجون أبدايك

                  د/ أحمد الشيمي

                  تعليق

                  • ahmed_allaithy
                    رئيس الجمعية
                    • May 2006
                    • 3961

                    #10
                    الدكتور أحمد الشيمي يترجم رواية الإرهابي لجون أبدايك

                    د. أحـمـد اللَّيثـي
                    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

                    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

                    تعليق

                    • ahmed_allaithy
                      رئيس الجمعية
                      • May 2006
                      • 3961

                      #11
                      _MD_RE: الدكتور أحمد الشيمي يترجم رواية الإرهابي لجون أبدايك

                      د. أحـمـد اللَّيثـي
                      رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                      تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

                      فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

                      تعليق

                      • Ahmadelshimi
                        Member
                        • May 2006
                        • 99

                        #12
                        _MD_RE: الدكتور أحمد الشيمي يترجم رواية الإرهابي لجون أبدايك

                        Wonderful, where were you???? please go ahead until you finish
                        د/ أحمد الشيمي

                        تعليق

                        • ahmed_allaithy
                          رئيس الجمعية
                          • May 2006
                          • 3961

                          #13
                          رواية الإرهابي لجون أبدايك

                          <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-language: en-us">يخبرنا أبدايك أن أحمد عشماوي يعيش في منطقة فقيرة، وكذا الشيخ رشيد، وأحداث الرواية عموماً (وسنعود إلى هذه النقطة ثانية في تقصيل لاحق). وهو بذلك يروج لنفس الفكرة السمجة الخرقاء أن من أسباب "الإرهاب" الرئيسية الفقر، فضلاً عن الجهل (فبطل الرواية في الثامنة عشرة، ويدرس بمدرسة ثانوية لا يتلقى فيها علوماً نافعة، وشيخه يبلغ سنه ما بين الثامنة والعشرين والثامنة والثلاثين حسب وصف أبدايك)، وهي فكرة سائدة في أذهان الكثيرين من العامة، وهي نفس الفكرة التي كان يروج لها "الساسة" الغربيون من قبل إلى أن تخلوا عنها وألقوا بها للعامة لتلوكها ألسنتهم، وتختلط بعقولهم. فمن يصفونهم بالإرهابيين اتضح أنهم ليسوا من الفقراء، وليسوا من الجهلة ناقصي التعليم. ودون الاستفاضة في تفنيد هذه الرؤية القاصرة، والرد عليها من جانب من يصفهم الغرب عموماً بالإرهابيين -سواء انطبق عليهم هذا الوصف أو لا- فإن التحليل الأمثل يكون من زاوية مختلفة. فأبدايك يقول لنا إنه أراد أن يقول شيئاً أو أشياء "من وجهة نظر "الإرهابي" - وليس المسلم لأن هذا مفهوم ضمناً. وعليه لننظر نحن أيضاً إلى الإرهابي. إن زعيمة الإرهاب الأولى في العالم هي أمريكا، ومحور الشر في العالم يتكون من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، والأخيرتان أذرع للأولى التي تتحكم فيها الأخيرة. وأمريكا لا توصف بالفقر ولا بالجهل –مع تحفظنا على المراد من كلمة الجهل هنا. ولو سلمنا جدلاً بأن الفقر سبب الإرهاب، وأن الشخص قد يكون مدفوعاً بحقد على "الأغنياء" ليقوم بعمل قوامه العنف فإن هذا الشخص محدود بالقدرات المتوفرة له. فما يمكن أن يسببه من ضرر محدود كذلك بما لديه من إمكانات. وإذا نظرنا إلى الولايات المتحدة فهي ليست شخص، بل دولة بأكملها، بل إن قدراتها ليست قدرات مجموع أفرادها، بل تفوق هذا بكثير؛ ذلك أن الأفراد لا يتحكمون في مقدرات الدولة بل العكس هو الصحيح. وما للدولة من أسلحة وأنظمة وأجهزة عاملة وقدرات نافذة ووسائل مسيطرة تتحكم فيها يجعل منها أقوي من أي مجموعة كانت. وعلى هذا فما هو المبرر الأمريكي للإرهاب؟ أهو الفقر أم نقص التعليم؟<p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-language: en-us"><p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-language: en-us">نعم لقد صدق أبدايك حين قال إنه يريد أن يقول أشياء من وجهة نظر الإرهابي، وهذا الإرهابي هو أمريكا نفسها. ومن هنا كان تصوير شخصية بطل الرواية وأحداثها من منظور أمريكي يصبغ الآخرين بصبغة أمريكا أولى بها. فالنقائص التي لا يمكن للقارئ أن يغفل عن رؤيتها في الرواية هي نقائص أمريكية. فالبطل أمريكي، وبيئة الأحداث أمريكية، والأخلاق أمريكية، والفقر والجهل أمريكيين ... إلخ. ولكن أياً من هذا لم يظهر في الرواية بنفس الوضوح الذي تظهر به عقيدة الإسلام مشوهة تشويها متعمداً. وقد استخدم أبدايك عدداً من الأدوات كي يخرس الصوت القائل بأمريكية جميع جوانب روايته. فكان اسم بطل الرواية أحمد عشماوي، وهو اسم غريب على الأذن الغربية. فلم يسم أبدايك بطله "آدم" مثلاً وهو اسم بين بين. ثم اختار اسم عشماوي بما له من دلالات في الأذن العربية وخاصة المصرية، حيث أصبح الاسم علماً على من يقوم بتنفيذ أحكام الإعدام. ومن الأدوات الأخرى الاستشهاد بالقرآن الكريم، ونقحرة آياته، وانغلاق أحمد الفكري إلا عما يعتقد أنه الصراط المستقيم. وهذا الانغلاق الفكري أيضاً من وجهة النظر الأمريكية لأن الانفتاح الفكري الأمريكي هو انفتاح على العهر والمخدرات والملذات الحسية عموماً وغير ذلك مما هو معروف ومنتشر في كثير من المجتمعات الغربية. وهذه النقطة مهمة للغاية ذلك أن البيئة التي يصورها لنا أبدايك وتدور فيها أحداث الرواية لا تخرجنا إلى فضاء فكري أرحب من هذا. فأبدايك وضع بطله وقارئه في محيط معين، ومن ثم فإن التأثير الأكبر والأوحد هو تأثير تلك البيئة. ولأن أحمد عشماوي كان يتصارع في داخله ما يعتقد صوابه وما لا يختلف عاقلان على فساده كان هذا وراء "إرهابه" (ولنا عودة لهذه النقطة بتفصيل أكبر) الذي قد يعتبره البعض إصلاحاً أو محاولة لعدم الذوبان في بيئة لا يخرج المرء منها سليماً بعقله أو بدنه أو عقيدته. ولعل هذا هو التطور الطبيعي لشخصية بطل الرواية، ولكنه تطور لم يسمح به أبدايك؛ وذلك لوجود أجندة مسبقة حكمت على بطل الرواية بمجرد قراءة عنوانها. وعلى الرغم من أن عنوان أي عمل هو في الأغلب آخر ما يضعه المؤلف إلا أنه أول ما تقع عليه عين القارئ، ويستخدم لأغراض الدعاية الإعلامية. فبطل الرواية محكوم عليه بأنه إرهابي قبل أن يفتح القارئ الغلاف. ولكلمة إرهابي وإرهاب أثر كبير في النفسية الغربية. وحين يرى القارئ أن البطل ذي اسم غريب، اسم عربي، ثم يجد استشهادات قرآنية، وحديث عن النار وعذابها بصورة ترعد الفرائص الأمريكية خاصة، وصراع داخلي يعتمل في نفس البطل بين ما يراه صواباً وما يمليه عليه مجتمعه ... إلخ، كل هذا يبني بين القارئ وبين بطل الرواية جداراً فاصلاً، حتى وإن كان جداراً به نافذة صغيرة ينظر منها القارئ إلى البطل. والحقيقة أنها نافذة مهمة فبدونها لن يعلم القارئ أحداث الرواية. ولكن الانفصال بين القارئ والرواية انفصال عقلي تام. فالقارئ لا يرى نفسه، ولا يريد أن يرى نفسه، ولا يسمح أبدايك للقارئ أن يرى نفسه في شخصية أحمد عشماوي. وإن قال قائل إن من السخف أن يرى أن قارئ نفسه في شخصية أحد المخلوقات الفضائية أو في شخص امرأة داعرة أو غير ذلك من الشخصيات الروائية المتعددة، فإن الأمر هنا يختلف فأحمد عشماوي شاب في الثامنة عشر، يدرس بمدرسة ثانوية عادية، يعيش في وسط أمريكي معروف، تتصارع في نفسه أفكار لا تختلف عن الكثيرين ممن هم في سنه ... إلخ، أي أنه شخصية لا تختلف عن الآلاف إن لم نقل الملايين من الشباب في أمريكا –بله العالم كله. فكيف لا يمكن أن يرى القارئ في وضعه ما يعايشه هو بنفسه؟ ولذا فإن الخروج من هذا المأزق هو جعل اسمه غريباً على الأذن، وجعله عربي وهو ليس كذلك، وجعله مسلماً، وجعله إرهابي. كل ذلك خدمة لغرض الرواية، وهو غرض استهلاكي، وليس غرضاً أدبياً لأن الكاتب لم يسمح بتطور طبيعي للشخصية، وإنما حكم عليه منذ لحظة وقوع عين القارئ على العنوان. <p></p></span></strong></p>
                          د. أحـمـد اللَّيثـي
                          رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                          تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

                          فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

                          تعليق

                          • ahmed_allaithy
                            رئيس الجمعية
                            • May 2006
                            • 3961

                            #14
                            رواية الإرهابي لجون أبدايك

                            <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto"><font color="#993300"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" en-us?="" mso-ansi-language:="" arabic?;="">والآن لننظر إلى عدد من الجوانب المهمة بالرواية لنبين بعض ما اختصرناه أو عممنا القول فيه عاليه.</span></strong><strong><span dir="ltr" style="font-size: 18pt; mso-ansi-language: en-us"><p></p></span></strong></font></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" en-us?="" mso-ansi-language:="" arabic?;=""><br /><font color="#993300">تقع الأحداث كما أسلفتُ في مدينة نيو بروسبكت وهو اسم لمنطقة غير موجودة، ولكنها تمثيل روائي لمنطقة باترسون التي يقطنها عدد كبير من العرب الأمريكيين. وهي منطقة صناعية، كئيبة، معدمة، حقيرة، تعاني من التدني والانحدار الاجتماعي بشتى صوره. وتكثر بالرواية هذ الأوصاف حتى أنها تكاد أن تكون هي الصور الوحيدة الصارخة في الرواية كلها. ورغم هذا فهي صور تحتاج إلى النظر إليها نظرة نقدية وبكثير من التحفظ. ومهما كان الأمر فإن أبدايك لم يدخر وسعاً في إعطاء القارئ صورة أقل ما توصف به أنها "مقرفة" عن بيئة الرواية، ووصف الظروف المادية التي يعيشها سكان المنطقة. فصور التدهور والانحدار بل والتعفن الحضري العمراني تطغى على وصفه، فمباني المدرسة الثانوية مثلاً تعلوها الندبات، وتطفح بالإسبستوس المتفتت ... وتقع المدرسة على حافة بحيرة كبيرة من الركام." (</font></span></strong><font color="#993300"><span dir="ltr" style="font-size: 12pt; mso-ansi-language: en-us; mso-bidi-font-weight: normal">rich in scars and crumbling asbestos...sits on the edge of a wide lake of rubble</span><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" en-us?="" mso-ansi-language:="" arabic?;=""><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>). وهذا الوصف الأخير "بحيرة الركام" يتردد عدة مرات ليس فقط كوصف لموقع المدرسة، بل يصف أبدايك أماكن أخرى ويحدد مواقعها بحسب قربها منها.<p></p></span></strong></font></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" en-us?="" mso-ansi-language:="" arabic?;=""><br /><font color="#993300">وبينما نرى أحمد وجوريلين يسيران سوياً في أحد المشاهد نجد الوصف التالي مصاحباً لهما: "تزداد المجاورة حولهما فوضى أكثر وأكثر، فالأشجار تفتقر إلى العناية، والمنازل إلى الطلاء. أما بلاطات الرصيف فمنها المائل، ومنها المتكسر لامتداد جذور الأشجار من تحتها. وتنتشر القمامة بأفنية المنازل على الرغم من صغر مساحتها. وتبدو البيوت كالأسنان التي فقد بعضها إذ لا تنتظم صفوفها، بل يقل فيها جانب عن جانب. وعلى الرغم من إحاطة تلك الفجوات بين المنازل بالأسوار إلا أنها أسوار غليظة متقطعة ومتعرجة كالسلسلة." ويضيف أبدايك إلى هذا الوصف "الشارع المسفلت ... بحفره التي "ترقعت" مرة بعد أخرى، ومنخفضاته الكثيرة التي خلفتها السيارات والحافلات المندفعة على الطريق بأوزانها الثقيلة التي تسحق الأرض من تحتها". وينظر جاك ليفي إلى أمريكا نظرة تملؤها المرارة وهو يصفها بأنها قد "رصفت شوارعها بالدهن والقطران من ساحلها إلى ساحلها، قطران نلتصق جميعاً به، فلا فكاك منه."<p></p></font></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" en-us?="" mso-ansi-language:="" arabic?;=""><br /><font color="#993300">ولا شك أن أوصاف كهذه تبعث في النفس مشاعر التقزز والنفور، وتجعل المرء ينزعج من تلك الصورة البشعة تفاصيلها، والتي تعكس فقراُ مادياً وروحياً على حد سواء. وكل هذه المظاهر إنما هي ترجمة لشكل من أشكال الحياة الأمريكية لا ينبغي للمرء إخفائه أو حتى محاولة إخفائه. ولكن الغريب أن أبدايك لا يحاول من قريب أو بعيد أن يشير إلى المسئول عن هذا الوضع المأساوي للمنطقة وسكانها. ومع امتعاضه الشديد الواضح في وصفه لمظاهر الفقر والانحدار والتدني إلا أن أبدايك يَخْلُص من هذا الوصف إلى شيء غاية في العجب والغرابة، فيبدي تقززه الشديد من سكان المنطقة. وكأنهم هم أسباب فقرهم المادي والمعنوي، وانحدارهم الروحي، وقبحهم البادي بمختلف أشكاله. ولا يسمح أبدايك لاحتمالية مسئولية الدولة عن هذا التدني والقذر بأن تكون طرفاً في المعادلة. بل اللوم كل اللوم على سكان المنطقة التي كما أسلفنا تعج بالعرب الأمريكين،ثم الزنوج، واليهود. <p></p></font></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" en-us?="" mso-ansi-language:="" arabic?;=""><br /><font color="#993300">ويخبرنا أبدايك عن مدرسي المدرسة في روايته فيقول "يَعْدُون بعد انتهاء الدوام الدراسي إلى سياراتهم المركونة بالمواقف المتكسرة أرضياتها، والتي تنتشر القمامة في جنباتها. وهم في عدوهم أشبه ما يكونون بأسماك الكابوريا (السرطان) الشاحبة اللون، أو السوداء التي عادت إلى محاراتها لتتقوقع فيها." وهنا نرى تشبيه المدرسين بمخلوقات هي أشبه بالحشرات أو الحيوانات في سلوكها. ويتكرر هذا الوصف في أكثر من موضع، وخاصة في آخر فقرة بالرواية حين يشير أبدايك إلى المشاة بمنهاتن فيقول عنهم "أصبحوا جميعاً -مقارنة بالأبنية الفارعة حولهم- في حجم الحشرات، ولكنهم يعدون ويسرعون، عازمون –في هذا الصباح المشرق- على تحقيق هدف أو خطة أو أمل ما يملأ نفوسهم، وهو ما يدعوهم للعيش يوماً آخر، وكل منهم مثبت على خازوق الوعي وهو حي، مصرّ على العمل في سبيل تطوير ذاته، والحفاظ على بقائه. هذا هو الهدف وليس غيره."<p></p></font></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right; mso-margin-top-alt: auto; mso-margin-bottom-alt: auto"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: " traditional="" en-us?="" mso-ansi-language:="" arabic?;=""><br /><font color="#993300">ومن هذا وغيره نرى بوضوح قدر الصعوبة التي واجهها أبدايك في فهم الإرهاب والسياسة في إطار أوسع يتمثل في عدم قدرته على استيعاب الواقع الأمريكي المعاصر بأي درجة من درجات العمق. فالإحساس الوحيد المسيطر الذي ينقله أبدايك للقارئ –عن قصد أو غير قصد- عند تصويره لمدينة نيو بروسبكت هو الاشمئزاز والامتعاض والتقزز والنفور من سكانها حتى وإن لم يكونوا مسئولين مسئولية كاملة عن وضغهم المأساوي.</font></span></strong></p>
                            د. أحـمـد اللَّيثـي
                            رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                            تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

                            فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

                            تعليق

                            • ahmed_allaithy
                              رئيس الجمعية
                              • May 2006
                              • 3961

                              #15
                              رواية الإرهابي لجون أبدايك

                              <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><font color="#000000"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">تشتمل القصة على عدد من الشخصيات المحورية أبرزها شخصية بطلها أحمد عشماوي. وعلى الرغم من احتلاله هذا الوضع بالرواية إلا أن شخصية ثابتة، غير متحركة، تفتقر إلى النشاط والمرونة، ومغرقة في السلبية. فهو لا يفتأ يردد ترديد الببغاء اقتباسات من القرآن وضعها أبدايك في فمه. وهي اقتباسات مترجمة (وليست نصوصاً) بما يخدم غرض أبدايك في تصوير شخصية بطل روايته. إذ لا نجد عند إعادة ترجمة تلك الاقتباسات أو التمعن في معانيها ما يشبه آي القرآن. ويزيد على ذلك أنها خارجة عن سياقها. وينقل لنا المؤلف تفسيرها من واقع الترجمة من كتاب خطته يداه وهو "<font color="#ff0000">التفسير البليد لمعاني القرآن المجيد</font>".<br /> <br />يردد أحمد –بشكل يدعو إلى الغرابة- اقتباساته القرآنية كلما سنحت له الفرصة مؤكداً –في غير حاجة غالب الأمر- انتمائه إلى ما يسميه "الدين الحق </span></b><span lang="EN-GB" dir="ltr" style="font-size: 18pt">true faith</span><span dir="rtl"></span><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-language: en-us"><span dir="rtl"></span>". وصدق أبدايك في التسمية وإن أخطأ الوسيلة. إلا أن هذا التأكيد يأتي دائماً مصاحباً لسخطه من ذلك التسيب الأخلاقي للحياة الأمريكية.<p></p></span></b></font></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-language: en-us"><p><font color="#000000"> </font></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><font color="#000000"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-language: en-us">يحيط بأحمد عدد من الشخصيات التي لا تناطحه مكانته بالرواية، إلا أنها أكثر نشاطاً وحيوية منه. ومن هذه الشخصيات أمه تيري مالوي وهي ممرضة ورسامة هاوية. وجوريلين غرانت زميلته السوداء التي تدرس معها بالمدرسة الثانوية، ويكبت أحمد في نفسه من ناحيتها مشاعر عارمة. والشيخ رشيد معلمه الروحي الذي يقطن بمسجد يقع بالدور الثاني فوق "صالون تجميل أظافر ومكتب لصرف الشيكات </span></b><font size="3"><span dir="ltr" style="font-size: 18pt; mso-ansi-language: en-us; mso-bidi-font-weight: normal; mso-bidi-font-family: &quot;times new roman&quot;">above a nail salon and a check-cashing facility</span><span dir="rtl"></span></font><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-language: en-us"><span dir="rtl"></span>". (وهو موقع غريب لمسجد، وقد اختلقه أبدايك من وهم وخيال مريضين. فالمسجد للعبادة والبعد عن مغريات الدنيا بينما صالون تجميل الأظافر تؤمه المائلات المميلات. فماذا يريد أبدايك أن يقول لنا؟ أما مكتب صرف الشيكات فهو مكان معروف عنه سوء السمعة والتعامل في الربا الفاحش، يقصده من لديه شيك يحتاج إلى صرفه قبل موعده لأي سبب من الأسباب، فيقوم المكتب بصرف الشيك بنصف ثمنه أو ما أشبه. ومن هنا يغرس الكاتب في نفس القارئ صورة ملؤها التقزز من المسجد وموقعه ومن يؤمونه.) وكذا نجد بالرواية شخصية تشارلي شهاب الذي أصبح رئيس أحمد في العمل بمحل الأثاث المنزلي </span></b><font size="3"><span lang="EN-GB" dir="ltr" style="font-size: 18pt">Excellency Home Furnishings</span><span dir="rtl"></span></font><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-language: en-us"><span dir="rtl"></span>. وشخصية جاك ليفي اليهودي مستشاره المدرسي، والذي يعد أكثر الشخصيات أهمية وتأثيراً بالرواية. وعلى الرغم من نظرته التهمكية للعالم والتي تعكس سأمه الشديد منه إلا أن تصوير أبدايك له جعل منه شخصية تفوق جميع الشخصيات واقعية وتأثيراً.<p></p></span></b></font></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-language: en-us"><p><font color="#000000"> </font></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-language: en-us"><font color="#000000">ويقع صراع "لإنقاذ" أو "في سبيل" روح أحمد عشماوي بين الشيخ "اليمني" المسلم رشيد من ناحية وبين جاك ليفي اليهودي من ناحية أخرى. وتربط جاك ليفي علاقة بوزير الأمن الداخلي من طريق أخت زوجته التي تعمل مساعدة للوزير. وهي علاقة يجد القارئ فيها صعوبة في التصديق. ويعمل الشيخ رشيد على استقطاب أحمد لخلية إرهابية جهادية بنيو جيرسي. وبهذه الطريقة نجد أن أبدايك يحدد ملامح روايته ومعالمها الرئيسية بطريقة هي غاية في البلاهة تشيه إلى حد كبير ما يعتقده أغبى رئيس حكم دولة في التاريخ وهو الرئيس بوش حين يقول على صعيد قومي وعالمي إنه "لا توجد أرضية محايدة بين الخير والشر". وأبدايك يلعب على نفس الوتر. فالخير هو ما تفعله أمريكا، والشر هو العرب والإسلام وما يمثلونه.</font></span></b></p>
                              د. أحـمـد اللَّيثـي
                              رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                              تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

                              فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

                              تعليق

                              يعمل...
                              X