تعليقات على كتاب (فقه اللهجات العربيات) للدكتور بهجت قبيسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد الأقطش
    أقود سفينتي وسط الرمال
    • Aug 2009
    • 409

    تعليقات على كتاب (فقه اللهجات العربيات) للدكتور بهجت قبيسي

    بسم الله الرحمن الرحيم




    وقع في يدي كتاب ممتع يتكلم عن علاقة اللغة العربية باللغات السامية الأخرى، وهو كتاب (ملامح في فقه اللهجات العربيات من الأكادية والكنعانية وحتى السبئية والعدنانية) للدكتور محمد بهجت قبيسي. وقد استوقفتني بعض النقاط خلال مطالعتي للكتاب، فآثرتُ أن أقيدها وأعلِّق عليها قبل أن تذهب الخواطر أدراج الرياح. وسأوالي ذكر هذه التعليقات بحسب ما يحضرني في المسألة محل الكلام، دون التزام بترتيب الكتاب بل كيفما اتفق.

    والله الموفق،،
    [frame="4 93"]
    ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

    [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 3961

    #2
    يسر الله لكم يا أستاذنا. ونحن في انتظار تعليقاتكم القيمة.
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

    تعليق

    • أحمد الأقطش
      أقود سفينتي وسط الرمال
      • Aug 2009
      • 409

      #3
      يقول معلِّقًا على نقش النمارة (ص65-66): «إلا أن من الملاحظ أن طريقة النحو في هذا النقش - بغض النظر عن شكل الحرف - هي طريقة نحوية عربية آرامية تدمرية وليست عدنانية. والدليل على ذلك النص التالي:
      النص: تي نفس مر القيس بر عمرو ملك العرب كله ذو أسر التاج
      الشرح: تي (هذه) نفس امرؤ القيس بن عمرو ملك العرب كلهم ذو آسر التاج (ذو صاحب التاج)
      طريقة النحو العربية العدنانية تأتي (ملك كل العرب) بدلاً من (ملك العرب كله)
      ».

      أقول: جاء في القرآن الكريم {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} وليس (كل الأسماء). وفي حديث المسيء صلاته قال صلى الله عليه وسلم: «ثم افعل ذلك في صلاتك كلها». وقال ابن عباس: «لمَّا دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت، دعا في نواحيه كلها». وقال جابر بن عبد الله: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا الاستخارة في الأمور كلها». فلا أدري على أي شيء استند الدكتور قبيسي في نفيه أن يكون هذا التركيب عربيًّا عدنانيًّا!
      [frame="4 93"]
      ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

      [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

      تعليق

      • أحمد الأقطش
        أقود سفينتي وسط الرمال
        • Aug 2009
        • 409

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة ahmed_allaithy مشاهدة المشاركة
        يسر الله لكم يا أستاذنا. ونحن في انتظار تعليقاتكم القيمة.
        أكرمكم الله يا دكتور أحمد، والعفو لست أستاذكم رفع الله قدركم وأعلى درجاتكم وزادكم من فضله.
        [frame="4 93"]
        ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

        [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

        تعليق

        • أحمد الأقطش
          أقود سفينتي وسط الرمال
          • Aug 2009
          • 409

          #5
          ثم ينتقل إلى الاستدلال بشكل الحروف على أنها تدمرية فيقول (ص67): «أما شكل حرف نقش امرؤ [امرئ] القيس مقارنةً بالحرف الآرامي التدمري وحرف الجزم فنجد:

          بمعنى آخر فإن هذا النقش يمتُّ للحرف الآرامي أكثر من حرف الحزم العدناني إلا في عملية الوصل
          ».

          أقول: يعرف الدارسون والباحثون أن خط هذا النقش ينتمي إلى الخط النبطي، وهو ما ساعد كثيرًا في قراءة هذا النقش استنادًا إلى شكل الحروف. ويمكننا أن نستدرك على هذا الجدول الذي ذكره الدكتور قبيسي فنضيف الحروف النبطية ليتضح الأمر:



          وقد بنى الدكتور قبيسي على هاتين المقدمتين - أعني آرامية النحو وآرامية الخط - أن امرأ القيس المذكور آرامي، فيقول في الصفحة ذاتها: «من هنا نقول بأن شكل الحرف في نقش امرئ القيس هو آرامي تدمري (موصول) وأن أسلوب النحو في الجملة هو نحو عربي آرامي أيضًا أي أن امرؤ [امرأ] القيس هو عربي آرامي وليس عربيًّا عدنانيًّا (لغةً)». وهذا منقوض بما سبق بيانه.
          [frame="4 93"]
          ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

          [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

          تعليق

          • أحمد الأقطش
            أقود سفينتي وسط الرمال
            • Aug 2009
            • 409

            #6
            ثم استطرد في بيان التشابه بين حروف النقش والحروف التدمرية، فذكر الجدول التالي:



            ثم قال (ص68): «ونلاحظ بالمقارنة أعلاه كيف أن أحرف النقش قريبة جدًّا من الأحرف الآرامية المربَّعة».

            أقول: يكفي في الاستدراك على الدكتور قبيسي إثبات الحروف النبطية في الجدول نفسه كالتالي:



            فالحديث عن نقش النمارة والنقوش التي على شاكلته مع تجاهل الخط النبطي وعدم التعريج عليه ولو من باب المقارنة، هو أمر فيه نظر لا يخفى.
            [frame="4 93"]
            ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

            [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

            تعليق

            • حامد السحلي
              إعراب e3rab.com
              • Nov 2006
              • 1373

              #7
              متابع
              إعراب نحو حوسبة العربية
              http://e3rab.com/moodle
              المهتمين بحوسبة العربية
              http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
              المدونات العربية الحرة
              http://aracorpus.e3rab.com

              تعليق

              • أحمد الأقطش
                أقود سفينتي وسط الرمال
                • Aug 2009
                • 409

                #8
                يقول (ص23): «وأما اللهجات العربيات وليس (اللهجات العربية)، فقد ذهب البحث إلى استعمالها خوفًا من الخلط في فهمها، وخوفًا من ذهاب فكر القارئ إلى لهجات قيس وتميم وطي العدنانية».

                أقول: طيئ ليست من القبائل العدنانية بل القحطانية، فالعرب ينسبونهم إلى طيئ بن أدد بن زيد بن يشجب من نسل سبأ. فهي قبيلة يمانية وإن كانت استوطنت الشمال، شأنها في ذلك شأن عدد من القبائل الجنوبية. وقد نزح أقوام منهم أيضًا إلى أماكن شتى في الشمال بالعراق والشام، واتصلوا بالفرس والروم.
                [frame="4 93"]
                ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                تعليق

                • حامد السحلي
                  إعراب e3rab.com
                  • Nov 2006
                  • 1373

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
                  يقول (ص23): «وأما اللهجات العربيات وليس (اللهجات العربية)، فقد ذهب البحث إلى استعمالها خوفًا من الخلط في فهمها، وخوفًا من ذهاب فكر القارئ إلى لهجات قيس وتميم وطي العدنانية».


                  هل تعكس التسمية "الغريبة" نزعة "قومية" لدى الكاتب لاعتبار اللهجات السامية "الجزيرية" عربية لكن انفصالها عن العربية كان أقدم
                  إعراب نحو حوسبة العربية
                  http://e3rab.com/moodle
                  المهتمين بحوسبة العربية
                  http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
                  المدونات العربية الحرة
                  http://aracorpus.e3rab.com

                  تعليق

                  • أحمد الأقطش
                    أقود سفينتي وسط الرمال
                    • Aug 2009
                    • 409

                    #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة حامد السحلي مشاهدة المشاركة
                    هل تعكس التسمية "الغريبة" نزعة "قومية" لدى الكاتب لاعتبار اللهجات السامية "الجزيرية" عربية لكن انفصالها عن العربية كان أقدم
                    هو كذلك يا أستاذ حامد، فهو يعتبر هذه اللغات قاطبة ليست سوى لهجات عربية باعتبار الأصل. ونظرًا لحداثة هذا المفهوم - إذ القدماء يفرقون بين العربية وغيرها من اللغات - اضطر الدكتور قبيسي إلى استخدام جمع المؤنث السالم لإحداث التمييز.

                    يمكنك تحميل الكتاب من هذا الرابـــــــط.

                    [frame="4 93"]
                    ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                    [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                    تعليق

                    • أحمد الأقطش
                      أقود سفينتي وسط الرمال
                      • Aug 2009
                      • 409

                      #11
                      يقول (ص130): «إلا أن تساؤلاً يراودنا، ما علاقة الآراميات والكنعانيات / العموريات بمصر ولا سيما أن اللهجة المصرية تبعد قليلاً عن هذه اللهجات؟ فنذكر:
                      1- تواجد الـ (هيك سوس) العموريين منذ سنة 1730 ق.م. لقد فسَّر المستشرقون عبارة (هيك سوس) بالرعاة، التفسير سليم لكن له مدلول آخر فالسايس هو الراعي الذي يرعى الخيول والسايس هو الراعي لرعيته الذي يسوس الناس. وقد وجدنا في نقش البرازيل (125 ق.م) لفظ (هيك) بمعنى (هكذا) [أويش حر حصل هيك] أليس حرام أن يحصل هكذا. ولا نزال في بلاد الشام نستعمل في عامياتنا كلمة هيك بمعنى هكذا، ويستعملها العرب البربر في شمال إفريقيا بلهجتهم الشلحية بلفظ هاك (هك) بمعنى هكذا. ووجدنا بالتعرفة الجمركية التدمرية (هيك) بمعنى هكذا أيضًا
                      ».

                      أقول: هذا التحليل اللغوي فيه نظر كثير، ولو وصفناه بالبطلان لما كنا مبالغين. ومنشأ الغلط هو أن الدكتور قبيسي اعتمد على الصيغة اليونانية الشائعة للكلمة التي تُكتب بالحرف اللاتيني هكذا Hyksos التي شاع أنها مكونة من مقطعين (hyk) و (sos) فأخذهما الدكتور قبيسي على علاتهما (هيك) و (سوس). والصيغة اليونانية ليست سوى تحريف للصيغة المصرية القديمة (حقاو خاسوت) أي (حكام البلاد الأجنبية)، وكذا جاءت هذه الصيغة في قصة سنوحي التي تعود إلى الدولة الوسطى.

                      أما التقطيع الشائع للكلمة فيعود إلى المؤرخ المصري البطلمي مانيثون بحسب ما ذكره المؤرخ اليهودي يوسيفوس، إذ قال إن المقطع الأول (hyk) يعني ملِكًا والثاني (sos) يعني رعاة، فيكون المعنى هو (الملوك الرعاة). وصارت هذه الصيغة هي المعتمدة لدى المؤرخين في القرون الماضية، حتى توصل علماء المصريات إلى أصل هذه التسمية وأنها لقب وليست اسمًا لشعب من الشعوب. فالمقطع الأول هو (حق / حقا / حقاو) الذي يعني بالفعل ملِكًا أو حاكمًا، والصيغة المنتهية بالواو هي للجمع، والمقطع الثاني هو (خاسوت) وليس (سوس)، وإنما أدغمت الصيغة اليونانية الخاء في القاف وأضافت السين في آخر الكلمة بعد إسقاط التاء لأنها لم تكن تنطق كما هو الحال في كثير من الكلمات المصرية التي صيغت باليونانية.

                      وعلى الرغم من ذلك، وبغض النظر عن دقة الصيغة التقليدية، إلا أن الدكتور قبيسي أبعد النجعة حين اعتقد أن المقطع الأول مطابق لكلمة (هيك) التي تعني (هكذا)! وهذا من الناحية الصوتية والدلالية بعيد عن الصواب.
                      [frame="4 93"]
                      ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                      [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                        • May 2006
                        • 5732

                        #12
                        [align=justify]
                        المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
                        ويستعملها العرب البربر في شمال إفريقيا بلهجتهم الشلحية ..



                        الأخ العزيز الأستاذ أحمد الأقطش،

                        شكرا لك على هذا العرض والنقد للكتاب المذكور. ولفهم خلط الدكتور القبيسي ينبغي أن يُعرف بأنه قومي عربي مؤدلج. والقوميون العرب المؤدلجون يمارسون تزوير التاريخ لإثبات قضايا معينة لا تثبت، مثلما يمارس الصهاينة تزوير التاريخ لإثبات قضايا معينة لا تثبت أيضا. وفي الحقيقة لا يكاد يوجد فرق بين القوميين العرب والصهاينة إلا من حيث المرجعية. أما الكذب والتزوير وطرائقه فهم جميعا كشق الأبلمة ولا فرق!

                        اطلعت على كتابه مرة اطلاعا فأريا (يعني قراءة سريعة عبر الشاشة بواسطة الفأرة!) فرأيته يخلط خلطا عجيبا حتى أنه جعل قريش من سوريا. وخلاصة خلطه أن يعتبر جميع القبائل والشعوب الجزيرية - بمن فيهم اليهود - عربا! وحتى الأمازيغ يسميهم (العرب البربر). فكيف يكون كتابه علميا؟!

                        تحياتي الطيبة.
                        [/align]

                        تعليق

                        • أحمد الأقطش
                          أقود سفينتي وسط الرمال
                          • Aug 2009
                          • 409

                          #13
                          هذه مشكلة حقًّا دكتورنا العزيز عبد الرحمن السليمان، فالتوجهات المسبقة لدى الباحث لها تأثير قوي على كيفية تناوله للمسائل العلمية والنتائج التي يقدمها للقارئ. نعم، من حق الباحث ألا يسلِّم بما توصل إليه مَن سبقوه لا سيما إذا كانت فيه مسائل غير محسومة، لكن لابد من وجود الحد الأدنى من التماسك المنهجي عند نقض الموجود وطرح البديل. ومع ذلك، فأنا لا أريد أن أستبق قراءتي لباقي الكتاب، فهو يقارب الثمانمائة صفحة.
                          مودتي وتقديري،،
                          [frame="4 93"]
                          ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                          [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                          تعليق

                          • أحمد الأقطش
                            أقود سفينتي وسط الرمال
                            • Aug 2009
                            • 409

                            #14
                            يقول (ص10): «وكذلك لابد من توضيح بعض المصطلحات الهامة التي ستستعمل في البحث، ولا سيما أسباب اختيار مصطلح (اللهجات العربيات)، وأن هذا المصطلح لن يستوي ويكتب له النجاح إلا إذا اعتبرنا أن اللغة العربية الفصحى هي نفسها اللهجة العربية العدنانية، وهذا المصطلح سليم من الناحية التاريخية».

                            أقول: القاعدة المعروفة (لا مشاحة في الاصطلاح) تستخدم عندما تكون الدلالة محل اتفاق، بمعنى أن الخلاف ليس خلافًا معنويًّا بل خلاف لفظي. وإنما يقع الإشكال عندما يجتمع الخلاف اللفظي مع الخلاف المعنوي، فيحصل النزاع حينئذ في المصطلح. وإطلاق الأسماء على الأشياء لا يتم اعتباطًا؛ فكما أن التاريخ يكتبه المنتصرون، كذلك التسميات يطلقها المسيطرون. وكما أن المقهورين يحاولون كتابة التاريخ بمنظورهم خلافًا للتيار العام باعتبار ذلك ردَّ فعلٍ على الإحساس بالمصادرة، كذلك إطلاق الأسماء يعكس نفس الشعور. ويكون الدافع أشد عندما يتداخل التاريخ مع المصطلح.

                            هنا انطلق الدكتور قبيسي من فرضية أساسية: وهي أن اللغة العربية الفصحى هي اللهجة العدنانية، وقال إنَّ هذا صحيح تاريخيًّا. وسأحاول في هذه العجالة التعليق بما يحضرني، مع كون التوسُّع مطلوبًا في الإلمام بأطراف هذه المسألة وشواردها أخذًا وردَّا. فأقول: نقل ابن سلام الجمحي، عن مسمع بن عبد الملك، عن محمد الباقر قال: «أول مَن تكلم بالعربية ونسي لسان أبيه: إسماعيل بن إبراهيم صلوات الله عليهما» [طبقات الشعراء لابن سلام ت شاكر ص9]. ثم أعقب ابن سلام ذلك بنقله قول أبي عمرو بن العلاء (ت 154 هـ) العالم اللغوي وأحد أصحاب القراءات القرآنية: «العرب كلها ولد إسماعيل، إلا حمير وبقايا جرهم». ثم قال ابن سلام: «وكذلك يُروى: أن إسماعيل بن إبراهيم جاورهم وأصهر إليهم. ولكن العربية التي عنى محمد بن علي [يعني الباقر] اللسان الذى نزل به القرآن وما تكلمت به العرب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وتلك عربية أخرى غير كلامنا هذا». ثم ذكر قول أبي عمرو بن العلاء: «ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا، ولا عربيتهم بعربيتنا».


                            وقد نقل أبو بكر الصولي كلام ابن سلام هذا بالمعنى مختصرًا، فأدخل في كلام أبي عمرو ما ليس من كلامه. والنص عنده كالتالي: «العرب كلها أولاد إسماعيل فأصهر إليهم. والعربية التي روى محمد بن علي بن الحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليهم: أن أول من تكلم بالعربية إسماعيل عليه السلام، فإنما يعني اللسان الفصيح الذي نزل به القرآن. وعربية حمير وبقايا جرهم غير هذه، ليست بفصيحة» [أدب الكتاب للصولي ص31].


                            هنا ينطلق ابن سلام من التقسيم التقليدي للعرب إلى عاربة ومستعربة كما هو ظاهر، وهو ما يتجلى في ثنائية (القحطانية والعدنانية). وبغض النظر عن صحة هذا التقسيم من عدمه، فما يعنينا هو تحديده اللسان العربي - الفصيح بحسب ألفاظ الصولي - باللسان الذي نزل به القرآن وتكلمت به العرب على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. والمفهوم من كلامه هذا هو تحديد الخصائص اللغوية لهذا اللسان لا التحديد التاريخي؛ فالسقف الزمني لهذا اللسان عند ابن سلام والقائلين بقوله هو إسماعيل بن إبراهيم، وذلك استنادًا إلى ما يُحكى مِن أنه هو أول مَن نطق بهذا اللسان الفصيح. ومثل هذه الحكايات لا وزن لها في ميزان التمحيص العلمي، ذلك أن الانقطاع الزمني بين الكتَّاب المسلمين وهذه الحقبة السحيقة لا يعطي لأقوالهم قوة حقيقية، مع خلو أيديهم من نصوص لغوية تعود إلى الحقبة المذكورة. فإذا ما وضعنا في الاعتبار اعتراف المؤرخين المسلمين أنفسهم بأن هناك فجوة زمنية مجهولة بين إسماعيل وعدنان، فما هي المصداقية التاريخية للقول القائل إن لغة إسماعيل هي نفسها اللغة الفصحى؟

                            نفس الشيء يقال عن لغة عدنان، فليس في أيدينا نصوص لغوية تعود إليه حتى نحكم على لغته إن كانت هي نفسها لغة القرآن أم لا. فإذا نظرنا في سلسلة النسب من عدنان إلى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، لوجدنا أن هناك عشرين جيلاً بينهما! وإذا نظرنا إلى أقدم ما يتوارثه أهل اللغة وهو الشعر الجاهلي، لوجدنا الجاحظ يُرجعه على أقصى تقدير إلى 200 سنة قبل الإسلام [الحيوان للجاحظ 1 / 53].

                            إذن من الناحية اللغوية ليس في أيدينا ما نستدل به على لغة عدنان - بله إسماعيل - حتى نحكم أنها هي نفسها اللغة التي نزل بها القرآن وكان العرب يتكلمون بها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وبالتالي فكيف يقال إن إطلاق اللهجة العدنانية على اللغة العربية الفصحى هو مصطلح سليم من الناحية التاريخية؟ ومصطلح اللغة الفصحى لا إشكال فيه طالما دلَّ على اللسان المقصود، ولا حاجة إلى أن نخلع عليه أسماء ذات دلالات يتعذر تحققها، على الأقل في وقتنا الحاضر وفي ضوء المكتشفات الأثرية.
                            [frame="4 93"]
                            ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                            [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                            تعليق

                            • أحمد الأقطش
                              أقود سفينتي وسط الرمال
                              • Aug 2009
                              • 409

                              #15
                              عقب هذه الفقرة مباشرة يقول الدكتور قبيسي (ص10): «وبذلك نستطيع أن نقول اللغة اللاتينية بلهجاتها: اللهجة اللاتينية الفرنسية، واللاتينية البرتغالية، واللاتينية الإسبانية، والإيطالية، والرومانية. وكذلك اللغة الجرمانية بلهجاتها: الألمانية والهولندية والسويدية والإنكليزية إلخ. أما اللغة العربية الأم (والتي لا نعرفها) فتضم اللهجات العربيات التاليات: اللهجة العربية الأكادية (بفرعيها البابلي والآشوري)، اللهجة العربية المصرية بكتاباتها القديمة المختلفة....» وشرع يذكر باقي اللغات على نفس الشاكلة.

                              أقول: بعيدًا عن إشكالية اللغة واللهجة، فإن هذين المثالين اللذين ذكرهما الدكتور قبيسي القياس عليهما قياس فاسد. فاللغة الأم لأية شجرة لغوية إنما تقاس بمثيلاتها في الأشجار الأخرى - إن كان القياس جائزًا بين الأشجار المختلفة - أما أن تقاس بلغات فرعية بل ومتأخرة فهذا لا يستقيم. اللغات الأم (Proto-Languages) هي لغات افتراضية ليس لدينا دليل مادي على وجودها، وإنما الذي دفع العلماء إلى افتراضها هو اشتراك لغات الأسرة الواحدة في خصائص وسمات تجعل مَرَدَّ الجميع إلى لغة واحدة قديمة هو افتراض منطقي من شأنه أن يقدم لنا إجابات على كثير من التساؤلات اللغوية والتاريخية. هذه اللغة الأم قد تكون أصلاً للشجرة برمتها، كالهندية الأوروبية الأم أو الأفروآسيوية الأم، وقد تكون أصلاً لأسرة فرعية في الشجرة الكبيرة، كالجرمانية الأم التي تنتمي إلى الشجرة الهندية الأوروبية.

                              فأما المثال الأول: فاللاتينية ليست لغة افتراضية بل هي لغة معروفة تاريخيًّا، وقد مرَّت بأطوار معروفة حتى أصبحت لغة ميتة. وهذه اللهجات التي انبثقت عنها في حدود القرن التاسع الميلادي تشكَّلت فيما بعد بحُكم الظروف التاريخية إلى لغات مستقلة معروف أصلها وفصلها. فهذه اللغات متأخرة الظهور على مسرح الأحداث وليست هناك تهكنات حول مصدرها ونشأتها.

                              وأما المثال الثاني: فاللغة الجرمانية هي لغة افتراضية يعتبرها العلماء اللغة الأم للفرع الجرماني، ويُرجع العلماء تاريخها إلى حدود القرن السادس قبل الميلاد. وقد وضعوا لها قوانين صوتية لتفسير أوجه التشابه والاختلاف بين هذه اللغات، كما بحثوا في الطبقات التحتانية لمفرداتها ما ينتمي منها إلى الهندية الأوروبية وما لا ينتمي إليها. ومِن أقدم النصوص المدوَّنة في ذلك الفرع هي ترجمة الإنجيل باللغة القوطية التي تعود إلى القرن الرابع الميلادي.

                              فالنظر إلى اللغة السامية الحامية (الأفروآسيوية) الأم بفروعها المتشعبة ومحاولة قياسها باللاتينية والجرمانية من حيث مفهوم اللغة واللهجة، هو أمر يعوزه الكثير من الدقة والانضباط.
                              [frame="4 93"]
                              ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                              [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                              تعليق

                              يعمل...
                              X