اليوم العالمي للترجمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 3960

    اليوم العالمي للترجمة

    القديس جيروم واليوم العالمي للترجمة

    الثلاثون من سبتمبر هو "اليوم العالمي للترجمة"، وسبب تخصيص هذا اليوم لتلك المناسبة هو أنه في مثل هذا اليوم مات "القديس" جيروم سنة 420م في بيت لحم.
    فمن هو القديس جيروم يا ترى؟
    ولد جيروم ببلدة سترايدون عام 347م، وهي منطقة تقع على حدود بانونيا ودالميشيا.
    ويعد جيروم -وفقاً للمفهوم الغربي- أحد أكثر الآباء الغربيين الرومان الكاثوليك علماً وثقافة. وقد اعتبر القديس الراعي للمترجمين والمكتبيين والموسوعيين والأثريين وعلماء الكتاب المقدس وأطفال المدارس (التلاميذ) والطلاب.
    أما شهرته فترجع إلى قيامه بترجمة الكتاب المقدس The Bible من اليونانية والعبرية إلى اللاتينية. وكان من المدافعين عن العقيدة النصرانية، ويعد كتابه (الفولغاتا) The Vulgate من أهم الكتب الدينية لدى الكنيسة الكاثوليكية (والكتاب ترجمة للكتاب المقدس باللغة الدارجة كما هو واضح من اسمه). وقد اعترف به الفاتيكان (طبيباً للكنيس)". ومن المعتاد في التقليد الفني للكنيسة الكاثوليكة أن يصور القديس جيروم على أنه راعي العلم اللاهوتي وكاردينالاً يقف إلى جانب الأسقف أوغستين، وكبير الأساقفة أمبروس، والبابا غريغوري الأول.
    ولد جيروم لأبوين نصرانيين، ولكنه لم يُعَمَّد حتى عام 360م حين ذهب إلى روما مع صديقه بونسوساس لمتابعة دراساته في البلاغة والفلسفة. وسافر بعد فترة إلى بلاد الغال (فرنسا) واستقر بالقرب من الراين، وهناك درس اللاهوت.
    وفي سنة 373م بدأ سلسة من الأسفار أخذته إلى آسيا الصغرى وشمال سوريا. وقضى أكبر جزء من وقته في إنطاكية حيث مرض بها مرضاً شديداً. وفيما بين عامي 373-374م وبينما كانت في أشد حالات مرضه رأى حلماً جعله ينأى بنفسه عن دراساته الدنيوية ويكرس نفسه لدراسة اللاهوت. وكانت تنازعه رغبة شديدة في العيش عيشة النساك.
    ثم كانت محاولته الأولى لتعلم العبرية تحت أستاذ "متهوّد"، وكانت تربطه علاقات بنصارى اليهود في إنطاكية. وقد يكون هذا هو سبب اهتمامه بإنجيل العبرانيين الذين كانوا يعتبرون إنجيلهم مصدر إنجيل متى (مع العلم أن إنجيل متى لا أصل له معروف إذ النسخة الموجودة منه والمنسوبة إلى متى مكتوبة باليونانية التي لم تكن لغة متى بل الآرامية، ولم يعثر على أصل أرامي على الإطلاق. ومن ثم ذكرت الموسوعة البريطانية وجميع المصادر النصرانية أن من الأرجح عدم وجود أصل أرامي ومن ثم فالإنجيل منتحل، ومنسوب لمتى).
    عاد جيروم إلى إنطاكية سنة 378 أو 379م وقام الأسقف بولينوس بترسيمه كنسياً بشرط الاستمرار في حياة النسك التي كان يحياها. وبعد ذلك رحل جيروم إلى القسطنطينية لمتابعة دراسته للكتاب المقدس تحت أستاذه غريغوري نازيانزين. وهناك قضى عامين، رحل بعدهما إلى روما حيث استقر بها مدة ثلاث سنوات حيث كان وثيق الصلة بالبابا داماسوس. وقد كانت دعوة جيروم إلى روما في الأصل لحضور المجمع المسكوني سنة 382م لمناقشة انشقاق الكنيسة. وأصبح من الشخصيات التي لا غنى عنها بالنسبة للبابا، واحتل مكانة بارزة بمجلس مستشاريه.
    كما راجع جيروم النسخة اللاتينية للكتاب المقدس على أساس ما ورد بالعهد الجديد اليوناني، والعهد القديم العبري في محاولة لوضع نهاية للتشعب الموجود بالنصوص الغربية للكتاب المقدس. وقد كانت ترجمات العهد القديم قبل جيروم ترتكز على الترجمة السبعينية. وقد اختار جيروم استخدام العهد القديم العبري بدلاً من الترجمة السبعينية على الرغم من معارضة الكثير من زملاءه النصارى، بل وأغسطين نفسه. وتعد ترجمته للكتاب المقدس إلى اللاتينية أهم أعماله على الإطلاق.
    كان يحيط بجيروم عدد من النساء المتعلمات من بنات الأسر المعروفة في ذلك الوقت. ومنهن على سبيل المثال الأرملتين مارسيللا وبولا وابنتيهن باليسيللا وأوستوكيام. وقد أدى توجه تلك النسوة إلى "حياة النسك" فضلاً عن نقده الشديد للحياة الدنيوية العلمانية لرجال الدين بالكنيسة إلى ازدياد العداوة ضده من رجال الدين ومن شايعهم. وبعد وفاة داماسوس الذي كان راعيه وحاميه في 10 ديسمبر 384م فقد جيروم تلك الحماية التي كان يتمتع بها، وأجبر على ترك منصبه بروما بعد حملة تفتيش واستجواب لرجال الدين الرومان بالكنيسة حول "ادعاءات" بوجود علاقة غير شرعية بين جيروم والأرملة بولا.
    وفي أغسطس 385م عاد جيروم إلى إنطاكية برفقة أخيه بولينيانوس وعدد من الأصدقاء. ولم يمض وقت طويل حتى لحقت به الأرملة بولا والابنة أوستوكيام اللتين قررتا البقاء "بالأرض المقدسة" إلى أن يتوفاهن الأجل. وفي شتاء 385م صحبهما جيروم في رحلة للحج كمستشار روحي. وزار الحجيج برفقة أسقف إنطاكية بولينوس كل من أورشليم وبيت لحم، والأماكن المقدسة بالجليل. ثم توجهوا إلى مصر التي كانت موطن كبار النساك. قضى جيروم بالأسكندرية بعض الوقت وفي صيف 388م عاد إلى فلسطين، واستقر هناك بقية حياته في صومعة ببيت لحم. وكان معه بعض أصدقائه، بما في ذلك بولا وأوستوكيام.
    وفرت بولا لجيروم سبيل العيش وهو ما ساعده على تنمية مجموعة الكتب لديه، وتمكن من أن يحيا حياة نشطة من حيث الإنتاج الأدبي. وقد صنف جيروم في تلك الفترة –الأربعة وثلاثين عاماً الأخيرة في حياته- أهم أعماله أي ترجمة الكتاب المقدس، وأفضل تفسير له، ودليل لمؤلفي النصارى، وحوار ضد البلاجيوسيين، وأهم مؤلفاته الاعتذارية في الدفاع عن العقيدة النصرانية، وهو ما ميزه عن الآباء الأورثوذكس. ونتيجة لكتاباته ضد البلاجيوسيين اقتحم عدد من الأفراد مباني النساك وأشعلوا فيها النيران، فضلاً عن مهاجمة سكانها وقتلهم أحد الشمامسة. وقد دفع هذا جيروم إلى الالتجاء إلى قلعة مجاورة طلباً للحماية سنة 416م.
    مات جيروم ببيت لحم ودفن بها، ثم نقلت رفاته بعد ذلك إلى كنيسة سانتا ماريا ماجواير بروما. ويدعي عدد من الأماكن في الغرب وجود رفات جيروم بكاتدرائية "نيبي" التي تفخر بوجود رأسه بها.
    ----------------------------------------
    وبعد هذا العرض المتصرف: هل يمكن أن يخبرني أحد لماذا القديس جيروم؟ لماذا جيروم وهناك غيره من رجالات الشرق والغرب ممن هم أعظم ملايين المرات منه. بل وإنجازاتهم يتضاءل أمامها كل إنجاز لجيروم، بل وجميع إنجازاته مجتمعة؟
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

  • عبد الرؤوف
    عضو منتسب
    • Jun 2014
    • 197

    #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اختيار القس جيروم للاحتفاء بالتَّرجمة اختيار كنسي كاثوليكي في بدءه لكنه عُمٍّم على سائر الأمم في مجلس الأمم المتحدة العام سنة 2017 م. ولعلَّ نصوص هذه الترجمة ولَّدت صراع فكري وعقدي تمخض عنه ميلاد طوائف نصرانية عديدة فقد قُتل المترجم وليام تيندال الذي تَرجم العهدين القديم والجديد إلى الإنجليزية شنقًا ثم أحرقتْ جثّته يوم 6 أكتوبر عام 1536 لأنّه نقض ترجمة جيروم لغةً وتفسيرًا وأتهِمَ قبلَهُ "جون ويكليف" بالهرطقة بسبب ترجمة الإنجيل الأول إلى الإنجليزية.

    وحسب وليام تيندال فإن البابا يَبيعُ للناس ما وهب اللّه لهم وَعدَّهُ وكيل الشيطان في الأرض ورأى أنه لابُدّ من ترجمة الإنجيل ترجمةً سليمة تُعيدُ للّه الشأنَ والعلو الذي نسبه البابا لنفسه لأنَّ الإنجيل لم يُحدِّث بأية سيادة بابوية وعمومًا فإن تفسير وليام لنصوص الإنجيل لا يقبلُ بوجود الكنيسة وعليه لا وسيط بين الناس والله وفسَّر إصرار الكنيسة على حصر الإنجيل باللاتينية لإبقاء عامة النّاس في الظلام لأنهم لا يفهمون اللاتينية ويقول إن الإنجيل وُجدَ قبل الكنيسة والبابا فلا حاجة إذًا لهما.
    وحتّى بعد تَرجمة الإنجيل إلى الإنجليزية أقرَّ وليام تيندال بأن النّصوص ليست في متناول الجميع لذلك دعّمها بمقدمات وأطروحات تبرزُ فهمهُ للكتاب المقدس وألّف قاموس مصطلحات ضمّنهُ تعريفات وجذور الكلمات وأصولها تيْسيرًا لفهم الناس له. وكان يُحاجج بأنه إذا ترجم جيروم الإنجيل إلى لغته الأم فلمَ لا يفعل غيره ذلك ثمّ أُتُهِمَ وليام تيندال ومن دعمه وسانده بالتعاطف ومؤازرة البروتستانتية التي تزعمها مارتن لوثر.

    أصبح يوم ستة أكتوبر 1536 يوم الشهيد وليام تيندال الذي قدم للإنجليز إنجيلًا بسيطا مفهومًا وكان قد صدر في عام 1524 قانون ينصُّ على أن من وُجدَ يقرأُ إنجيلًا بالإنجليزية يفقدُ ممتلاكاته وأراضيه وماشيته وحياته.

    ولَّدَ هذا الصراع العقدي والفكري واللغوي شروخًا عميقة بقيت إلى يومنا هذا تُمثلها طوائف دينية تشربُ من ترجمتيْ جيروم و وليام. يبدو أنّ أنصار المُترجم جيروم البابويين الكاثوليك سبقوا الجميع إلى مجلس الأمم المتحدة العام وخلدوهُ ممثلاً ورمزًا عن عدي بن زيد العابدي وعبد الله بن المقفع والحسن بن موسى النوبختي وحنين بن أسحق وثابت بن قرة ويحيى بن عدَّي المنطقي وأبو عبد الله الفزاري وأبو سهل الفضل بن أبي سهل بن نوبخت وأبو بشر متى بن يونس والحجاج بن يوسف الكوفي أما عن سائر الأمم فحدث ولا حرج
    -------------------------------------
    وَمَنْ يَأْمَنِ الدُّنْيَا يَكُنْ مِثْلَ قَابِضٍ
    عَلَى الْمَاءِ خَانَتْهُ فُرُوجُ الأَصَابِعِ

    تعليق

    • عبدالمجيد العبيدي
      عضو مؤسس_أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 469

      #3
      مشاركة لم أستطع نشرها بعد محاولتين متتاليتين

      السلام عليكم، إخوتي الأحبة، ورحمة الله تعالى وبركاته

      أوّلا، أعتذر شديد الاعتذار على عدم الرد على تعزيتكم لي في وفاة والدي رحمه الله، إذ أنني لم ألاحظ هذه التعزية إلا اليوم بعد أن اضطررت إلى تغيير كلمة المرور. لم أرسل أية مشاركة منذ فترة طويلة لانشغالاتي الكثيرة.
      لا أراكم الله، إخوتي الأعزاء، مكروها في عزيز عليكم. مر الآن على وفاة والدي، رحمه الله، أكثر من عام، وتلك هي الحياة: ولادات ووفيات تترى إلى يوم القيامة. أسأل الله أن يمدكم ويمدنا بالصحة والعافية وأن يحسن عاقبتنا في الأمور كلها، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.

      أشكر حبيبنا الأستاذ الدكتورأحمد الليثي على إبداعاته المعهودة ومشاركاته المشهودة، وأنا مشتاق إلى لقائه مرّة أخرى فلم يتسنّ لي اللقاء به إلا مرّة واحدة يتيمة في الشارقة منذ أكثر من عشر سنوات. وكان من المنتظر أن ألتقي بأخينا الفاضل المبدع الدكتور عبد الرحمن هنا في الرياض قبل تفشي كورونا بقليل، ولكن وللأسف حالت هذه الجائحة بيني وبين لقائه ... ولعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا.

      أعود الآن إلى موضوع "حياة جيروم". لقد كفى د. أحمد ووفى في مختصره عن حياة "القديس" جيروم، ولست أدري لماذا نسبت إليه هذه الصفة؟!
      ولماذا نسبوا إليه هذه الألماعية في الترجمة دون غيره؟ في الحقيقة، الجواب على هذا السؤال يأخذ وقتا كثيرا وجهدا كبيرا ليكون جوابا ضافيا وموضوعيا. ولكنني سأكتفي بذكر خطإ فادح جدا ارتكبه في ترجمته اللاتينية من العبرية "للكتاب المقدس". وهنا أرسل إليكم هذه الفقرة القصيرة باللغة الإنجليزية تصف لكم هذا الخطأ وتبعاته على النبي موسى عليه السلام خاصة وعلى كل اليهود عامة، وأترك لكم التعليق:

      St. Jerome, the patron saint of translators, studied Hebrew so he could translate the Old Testament into Latin from the original, instead of from the third century Greek version that everyone else had used. The resulting Latin version, which became the basis for hundreds of subsequent translations, contained a famous mistake. When Moses comes down from Mount Sinai his head has "radiance" or, in Hebrew, "karan." But Hebrew is written without the vowels, and St. Jerome had read "karan" as "keren," or "horned." From this error came centuries of paintings and sculptures of Moses with horns and the odd offensive stereotype of the horned Jew.

      تحياتي وتقديري للجمع
      د/ عبد المجيد العبيدي
      لَعَمْـرُك ما الإنسانُ إلاّ بدينه  فلا تترُك التّقوى اتّكالا على النسبْ
      فقد رفعَ الإسلامُ سلمانَ فارسٍ  وقد وضع الشركُ الشريفَ أبا لهبْ

      تعليق

      • Dr_Almazeny
        كبار الشخصيات
        • May 2006
        • 151

        #4
        السلام عليكم أحبتي وأساتذتي الكرام.
        إنما دخلت لأقبل رأس الكرام النبلاء وأولهم أخي أحمد الليثي، وأحيي كل مترجم مظلوم مهضوم رسميا وشعبيا.. ماديا ومعنويا، والمترجمون رغم عظم شأنهم وحساسية دورهم وعلو كعبهم في فنون كثيرة لا ينالون فرصا جيدة فضلا عن أي عناية ورعاية ودعم وتقدير.. ولعل هذا ميزان من موازين قياس الوعي الشعبي والأمانة الرسمية.. فمن حقر الفئات المثقفة وهمشها وعرقلها ومنع تحررها لتنتقي له الدرر دون ضغوط إنما هو يغرق سفينة أمته. وأما التحيز في اختيار اليوم العالمي فهو نموذج من التحيز في الأوساط العلمية العالمية وانتقاء ما يوافق هوى غربيا معينا. وكنت أعجب ؟في الطب والكونيات وحتى السياحة) من صناعة المفاهيم وخلط الانتقاءات العقلية المنطقية التقديرية بلب العلوم، وتلبيس التوقعات لباس الحقائق، واختراع القيم والمعايير ثم السيطرة بها من خلال لجان ومؤسسات للاعتراف والدعم، وإلزام الجميع بالمسار كأنه حتم منزل. ختاما أشد على يدي كل مترجم صاحب قضية وحامل رسالة يحاول أن يصمد ويجتهد ويغير ويرتقي ويقدم شيئا عظيما.
        "طلب العلم فريضة"

        د. إسلام المازني

        تعليق

        • ahmed_allaithy
          رئيس الجمعية
          • May 2006
          • 3960

          #5
          الأخوة الأفاضل
          أشرقت الأنوار، وشكر الله مساهماتكم، التي فيها إثراء للنقاش.
          د. أحـمـد اللَّيثـي
          رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
          تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

          فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

          تعليق

          يعمل...
          X