الحوار الحضاري الصيني العربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • JHassan
    عضو مؤسس، مترجم مستقل
    • May 2006
    • 1295

    الحوار الحضاري الصيني العربي

    <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><p> </p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">الحوار الحضاري الصيني العربي<p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">عرف العالم منذ فجر التاريخ حضارات كثيرة، لكن أربع حضارات فقط، وفقا للعالم الصيني الكبير جي شيان لين، لعبت دورا رئيسيا في تاريخ البشرية، وهي الحضارة الصينية والحضارة الهندية والحضارة العربية الإسلامية والحضارة الغربية. تعتز تلك الحضارات بقيم الحق والخير والجمال، وذلك هو أساس الحوار بينها. ولكن، لابد أن تكون هناك تناقضات بين الشعوب المختلفة بسبب التنوع الحضاري. فهناك العداء الذي تراكم عبر التاريخ بين الحضارتين الصينية والهندية، اللتين تربط الجبال والأنهار بين حدود بلديهما، الأكثر أن القوى الغربية الكبرى شنت عدوانا على الدول التي تمثل الحضارة الصينية والحضارة الهندية والحضارة الإسلامية. وقد ظلت الصداقة الطويلة المدى بين الصين والبلدان العربية خالية من أي تناقض. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">في عمله الموسوعي (تاريخ الصين العام)، ذكر المؤرخ فان ون لان: "لم يكن للحضارة الصينية نظير في العالم، وقد قدرها محمد صلى الله عليه وسلم، لذا، بدأت علاقات معنوية ودية بين الصين وبلاد العرب حينذاك" (تاريخ الصين العام، ص. 374). هذا التقدير الذي أشار إليه فان ون لان هو مقولة "اطلبوا العلم، ولو في الصين". وانطلاقا من هذا الإرشاد، أرسل الخليفة عثمان بن عفان مبعوثين إلى الصين لمقابلة إمبراطور أسرة تانغ، الإمبراطور قاو تسونغ في تشانغآن (شيآن حاليا) في أغسطس عام 651 ميلادية، فكان ذلك بداية الحوار الحضاري بين الأمتين الصينية والعربية. هذه المقابلة سُجلت رسميا في المجلد الرابع من ((كتاب أسرة تانغ القديم)). <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">على هذه الخلفية التاريخية، دخل الإسلام الصين. وبعد أكثر من ألف وثلاثمائة عام بلغ عدد المسلمين الصينيين أكثر من عشرين مليون نسمة. وطوال هذه الفترة الطويلة، دامت العلاقات الودية بين الصين والعالم الإسلامي، وأصبحت نموذجا للعلاقات الدولية بين الأنظمة الاجتماعية والأيديولوجيات المختلفة. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">ولم تخلو مسيرة العلاقات الصينية العربية من المواجهة العسكرية بين الجانبين: في عام 751، قاد الضابط الصيني قاو شيان تشي قوة تأديبية للهجوم على دويلة شي التي طلبت بدورها الدعم من إمبراطورية داشي (الدولة العباسية). ووقعت معركة بين الصينيين والعرب على ضفة نهر تالاس </span></b><font size="5"><span dir="ltr">Talas</span><span dir="rtl"></span></font><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt"><span dir="rtl"></span> (في كازاخستان حاليا). ولكن هذه الحرب أسفرت عن نتيجة لم يتوقعها أحد. ورد في ((تاريخ العرب العام، ترجمة ما جيان))، أن الجيش العربي أسر في هذه الحرب عددا كبيرا من الجنود الصينيين، ومنهم حرفيون يجيدون صناعة الورق، فنقلوا صناعة الورق الصينية إلى المناطق الواقعة غرب الصين حينذاك، مما قدم إسهاما خالدا للحضارة العربية والحضارات الأخرى في العالم." ومن عجائب هذه الحرب أنها لم تترك رواسب عداء بين الجانبين، فبعد خمس سنوات من نهايتها (756م)، لبى خليفة داشي، العباسي أبو جعفر المنصور طلب حكومة أسرة تانغ الإمبراطورية الصينية وأرسل جيشا لمساعدتها في إخماد الانقلاب العسكري الذي قاده آن لو شان وشي سي مينغ، فكان ذلك إسهاما حاسما لإعادة الصداقة بين الدولتين. لكل هذا كانت المواجهة العسكرية الوحيدة بين الصين وبلاد العرب في التاريخ حديثا طيبا في تاريخ العلاقات الدولية تناقلته الأجيال. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">هنا نقدم صورة أخرى، فمنذ أن اجتاح الاستعمار الغربي أنحاء العالم، تعرضت الصين والدول الإسلامية لشتى ضروب الإهانة والإذلال من قبل الاستعماريين. من أجل التحرر الوطني، اجتمعت الصين والدول الإسلامية على قلب واحد وإرادة واحدة وشاطر كل منها الآخر السراء والضراء ودعم بعضها بعضا في المحافل الدولية. في الدورة السادسة والعشرين للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1971، كان من بين ثماني عشرة دولة تقدمت بمشروع قرار إعادة الصين إلى مقعدها في المنظمة الدولية عشر دول إسلامية، وصوت لصالح هذا المشروع 22 دولة إسلامية، مثلت نحو ثلث عدد الدول التي أيدته. بعد العودة إلى الأمم المتحدة، تمسكت الصين، كعضو دائم في مجلس الأمن، بالعدل ودافعت عن الحق للحفاظ على مصالح دول العالم الثالث، مما زعزع هيمنة القوى الكبرى على العالم، وكان ذلك هو سبب ظهور "نظرية التهديد الصيني" و"نظرية التهديد الإسلامي" التافهتين. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 20pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">الانتشار في الصين بفضل الظروف الناضجة <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">تفتح الصين أبوابها منذ قديم الزمان للعقائد المختلفة، مما أتاح الفرصة لانتشار أديان دخيلة عديدة في الصين، ولكن التبشير بتلك الأديان لم يكن مسيرة سلسة في أغلب الأحوال. من أجل التغلب على عائق اللغة، شرع كبار الرهبان البوذيين ترجمة الأسفار البوذية منذ القرن الأول الميلادي؛ وكرس مبشر النسطورية المسيحية ألوبن أبراهام (</span></b><font size="5"><span dir="ltr">Alopen Abraham</span><span dir="rtl"></span></font><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt"><span dir="rtl"></span>) جهوده لترجمة ((العهد القديم والعهد الجديد)) على الفور بعد وصوله إلى الصين عام 635 ميلادية، فكان ذلك دليلا على عزيمة البوذيين والمسيحيين على مباشرة أعمال عظيمة في الصين. مع ذلك، تعرضت البوذية للحظر في الصين أربع مرات؛ ولم تجد المسيحية موضع قدم لها إلا في محاولتها الثالثة للانتشار في الصين. السبب في ذلك أن الكونفوشية ظلت الفكر الرسمي للمجتمع الإقطاعي الصيني، الذي امتد أكثر من ألفي سنة، بعد أن طرح دونغ تشونغ شو شعار "تمجيد المدرسة الكونفوشية الفكرية وتحريم سائر المدارس الفكرية". لذا، واجهت مختلف العقائد الدينية صدا ومقاومة من المدرسة الكونفوشية في الصين بشكل أو بآخر. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">وقد شهد التاريخ حالة تنافس بين الكونفوشية والبوذية والطاوية؛ فالكونفوشية تختلف مع معظم تعاليم البوذية وتتفق مع القليل منها؛ أما البوذية والطاوية فتختلفان كثيرا ولا مجال للتوفيق بينهما؛ أما المدرسة الكونفوشية فهي وإن كانت لا تختلف مع المدرسة الطاوية فإنها أيضا لا تتفق معها؛ وتتفق المدرسة الطاوية مع المدرسة الكونفوشية ولا تختلف معها. من هنا نجد أن الكونفوشية مدرسة لا مثيل لها في تاريخ الصين. وبرغم أن البوذية انتشرت في الصين انتشارا واسعا بسرعة نظرا لتشابه تعاليمها مع تعاليم مدرسة شيوانشيويه الفلسفية للاو تسي وتشوانغ تسي، التي كانت شائعة في فترة وي وجين (220- 420م) في الصين، فإن البوذية ذاتها تعرضت لكارثة كادت تقضي عليها في فترة الأسر الجنوبية والشمالية (420- 581م)؛ أما المسيحية، التي نالت تقديرا عاليا في فترة أسرة تانغ المزدهرة، فتلاشت في الصين بعد انتشارها لمدة مائتي وعشر سنوات. وعندما عادت المسيحية إلى الصين بعد وصول المبشر الإيطالي جيوفاني دي مونتكورفينو (</span></b><font size="5"><span dir="ltr">Giovanni de Montecorvino</span><span dir="rtl"></span></font><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt"><span dir="rtl"></span>) كمبعوث بابوي خاص إلى الصين عام 1289، تلاشت مرة أخرى بعد قرابة 80 سنة، مع زوال حكم أسرة يوان عام 1368. في القرن السادس عشر الميلادي، جاء إلى الصين مبشرون من البرتغال وأسبانيا وهولندا وبريطانيا وإيطاليا عبر ماكاو. من أجل نشر "الإنجيل" بين الصينيين، كان أول شيء يفعله المبشرون عادة هو دراسة اللغة الصينية، وترجمة الكتاب المقدس المسيحي. من هذه الدفعة من المبشرين، الإيطالي ماتيو ريتشي (</span></b><font size="5"><span dir="ltr">Matteo Ricci</span><span dir="rtl"></span></font><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt"><span dir="rtl"></span>)، الذي ابتكر أسلوبا فريدا في التبشير، حيث اتخذ لنفسه اسما صينيا هو "لي ما دو" وحلق شعره وأرسل لحيته ولبس رداء الرهبان البوذيين فأطلق عليه الصينيون اسم "الراهب الغربي" حينذاك. لذلك، يمكن القول إن المبشرين المسيحيين عصروا أدمغتهم من أجل نشر دينهم في الصين. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">الإسلام، على العكس من ذلك، دخل الصين مع حركة التبادل الاقتصادي والثقافي بين الصين وبلاد العرب: <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">في صدر الإسلام، جاء إلى الصين أفواج من أبناء البلدان الإسلامية لمزاولة التجارة، يحملون إليها العقاقير والعطور واللؤلؤ ويعودون منها بالحرير والشاي والخزف. وقد نقل هؤلاء معهم علوم الطب والرياضيات والفلك العربية إلى الصين ونقلوا الاختراعات الصينية الأربعة إلى الغرب. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">الاسم الذي أطلقه الصينيون على المسلمين في ذلك الزمان هو "فانكه"، أما الأحياء التي سكنوها، وكانت تضم مساجدهم ومقابرهم، فسميت "فانفانغ". ومنذ ذلك الوقت، تكرس وضع المساجد الواقعة في أنحاء الصين كمكان لممارسة العبادة والنشاطات الدينية وليس مكان دعوة إلى الإسلام. كان عدد المسلمين الذين هاجروا إلى الصين في المرحلة الأولى جد قليل، ولكنهم لم ينصهروا في القوميات الأخرى، بل ضموا عددا من أبناء القوميات الشقيقة إليهم الذين أسلم بعضهم لاقتناعهم بالعقيدة الإسلامية، كما انضم البعض الآخر إلى صفوف المسلمين بمحض إرادتهم بسبب الزواج. ومع زيادة عدد المسلمين الصينيين بمرور الأيام تعاظم تأثير المسلمين في الصين بصورة ملحوظة. وقد بذلوا جهودا كبيرة لاستيعاب وتشرب الحضارة الصينية كما قدموا إسهامات بارزة في تطوير التبادل الاقتصادي والثقافي بين الصين والمناطق الواقعة غربها. ومن المسلمين الذين كان لهم شأن عظيم في الحياة الصينية آنذاك، لي يان شنغ الذي اجتاز الامتحان الإمبراطوري (أعلى امتحان دراسي في الصين قديما) في أسرة تانغ، وتولى المسلمان بو شو قنغ وبو شو شنغ مناصب حكومية في أسرة سونغ. ومن الملاحظ أن الإسلام انتشر في الصين بشكل طبيعي بعد أن جاءها المسلمون من المناطق الواقعة غربها في فترة أسرتي تانغ وسونغ، برغم أنهم لم يقوموا بأي عمل لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، ولعل هذا يفند الاتهام الباطل بأن "الإسلام انتشر بحد السيف". <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">طوال الفترة من بدء دخوله الصين عام 651 وحتى سقوط حكومة أسرة سونغ عام 1279، انتشر الإسلام بين أسلاف أبناء قومية هوي بسلاسة لمدة أكثر من 600 سنة. أما أبناء قومية الويغور الذين يسكنون منطقة شينجيانغ، فبدأ بعضهم يعتنق الإسلام في أواخر القرن العاشر الميلادي، وفي أواخر القرن الرابع عشر، أصبح الويغور- الذين آمنوا بآلهة متعددة من قبل- أول قومية صينية يؤمن كل أبنائها بالإسلام. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 20pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">قفزة في عدد أبناء هوي أثناء أسرة يوان <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">أثناء حملة المغول للاستيلاء على الصين، أُرغم آلاف الجنود المسلمين من آسيا الوسطى على دخول الصين. وبرغم أن معظم هؤلاء المسلمين، الذين استوطنوا الصين فيما بعد، كانوا جنودا عاديين، تولى كثير منهم مناصب حكومية هامة في فترة أسرة يوان (1271- 1368م). فقد شغل أكثر من ثلاثين منهم منصب كبار الوزراء والوزراء، أما الذين عُينوا رؤساء للمقاطعات والمحافظات المختلفة، فعددهم أكبر. من مشاهير المسلمين في فترة أسرة يوان السياسي الحكيم السيد الأجل عمر شمس الدين (1211- 1279م) الذي قدم إسهاما رائعا في تنمية المناطق الحدودية بجنوب غربي الصين؛ والمهندس يحي طاهر (يقال أيضا اختيار الدين) الذي صمم مدينة دادو (بكين)؛ والرسام قاو كه قونغ والعالم الموسوعي شمس الدين والعالم جمال الدين الذي اخترع سبعة أجهزة فلكية والشاعر سعد الله (1272- 1348م) الخ. في أسرة يوان، عاش المسلمون في كل ركن على ضفتي نهر اليانغتسي، وساد القول بأن المسلمين موجودون في كل أنحاء الصين. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">مع انتشار الإسلام في الصين في فترة أسرة تانغ وهجرة المسلمين إلى الصين بشكل هائل في فترة أسرة يوان، لم يزدد عدد المساجد في الصين فحسب، بل ظهر عدد من المطاعم الإسلامية أيضا. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">أما الذين حملوا اسم المسلمين في الصين حينذاك فهم أولا، خلف العرب والفرس الذين أتوا إلى الصين لمزاولة التجارة في فترة أسرتي تانغ وسونغ؛ ثانيا، المسلمون من شتى القوميات بآسيا الوسطى الذين أرغمهم المغول على الانضمام لجيشهم في حملتهم على الصين؛ ثالثا، أبناء قوميتي الويغور والقازاق وغيرهما من الأقليات في منطقة شينجيانغ الذين آمنوا بالإسلام. بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد كبير من أبناء قومية هان أسلموا بسبب الزواج مع المسلمين والإيمان بالعقيدة الإسلامية. وقد قال المؤرخ البروفيسور تشن يوان: "إن للإسلام جاذبية قوية يصعب تصورها." وتجدر الإشارة إلى أن الإسلام شهد اتجاها نحو الازدهار عندما مد جذوره ورسخها في الصين. ولكن الآراء في سبب ذلك مختلفة. وقد عزا البروفيسور تشن يوان الانتشار السلس للإسلام في الصين إلى "عدم التبشير بالإسلام بين غير المسلمين، وعدم مخالفة المدرسة الكونفوشية. وقال: "إن أبناء القوميات الأخرى لم يتخذوا موقفا عدائيا من الإسلام بفضل عدم دعوة غير المسلمين إلى الإسلام"، و"لم يتخذ المثقفون الكونفوشيون موقفا مناهضا من الإسلام بفضل عدم مخالفته للمدرسة الكونفوشية". ولكن البروفيسور تشن لم يوضح سبب عدم تعارض الإسلام مع الكونفوشية. ونحن نقول من عندنا إن سبب انتشار الإسلام الواسع في كل أنحاء العالم هو تعاليم الإسلام ليس إلا. "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" (13: 49). وهذا يوضح موقف الإسلام بأن الناس جميعا ينتمون إلى أصل واحد، وعدم وجود فرق بين إنسان وآخر. بالإضافة إلى ذلك، يدعو الإسلام أتباعه إلى نبذ التعصب واستيعاب الجيد والمفيد من ثقافات الآخرين، وفقا لسُنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. والمسلم يتعامل مع غير المسلم بالود وحسن الجوار، ويستوعب حضارة الآخر بشكل إيجابي، خاصة الحضارة الصينية التي تتشابه مع الحضارة الإسلامية من حيث الأخلاق. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">لقد شهد الإسلام تطورا كبيرا في الصين في فترة أسرة يوان، ووصلت قوة المسلمين المؤثرة في المجتمع الصيني إلى مستوى غير مسبوق. ولكن الصينيين آنذاك كانوا ينظرون إلى الذين استوطنوا أرضهم كمهاجرين أجانب، سواء كانوا من خلف الذين جاءوا إليها في فترة أسرتي تانغ وسونغ، أو المسلمين، الذين أُرغموا على دخول الصين في أسرة يوان وخلفهم. وهؤلاء المسلمون سموا أنفسهم "أبناء قومية هوي من المناطق الغربية". <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><br /><a href="http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/2007n/0701/p6.htm"><font color="#800080">(الجزء الأول) نقلا عن مجلة الصين اليوم</font></a> <br style="mso-special-character: line-break" /><br style="mso-special-character: line-break" /><p></p></span></b></p><p align="center"></p>
    جميلة حسن
    وما من كاتـب إلا سيفنى ****** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شيء ****** يسرك في القيامة أن تـراه
  • JHassan
    عضو مؤسس، مترجم مستقل
    • May 2006
    • 1295

    #2
    _MD_RE: الحوار الحضاري الصيني العربي

    <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><p> </p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 20pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">مراعاة العادات والتكيف مع البيئة <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">جاء في كتاب ((موجز تاريخ الإسلام في الصين)) للمؤرخ المسلم باي شو يي، أن "الإسلام ازدهر في الصين في عهد أسرة يوان (1271- 1368م)، ولكن الإسلام والمسلمين بدؤوا في ذلك العهد أيضا يتعرضون لمعاملة غير عادلة". إن المسلمين الذين يتسمون بروح المقاومة هم أيضا جماعة مهذبة، فهم مستعدون لتقديم التنازلات الضرورية في بعض المجالات بشرط عدم المساس بحقوقهم وعقيدتهم الأساسية. وفي أغلب الأحوال، يتمسك المسلمون الصينيون بالود والسلام باستثناء مقاومة طغيان الحكام. ومن أجل التأقلم في البيئة الاجتماعية الصينية، راعى المسلمون العادات والتقاليد الصينية تدريجيا في عهد أسرة يوان مع التمسك بالمبادئ الإسلامية. فأسلوب عمارة مسجد هوايشنغ (الحنين إلى النبي) بمدينة قوانغتشو الذي شيد في عهد أسرة تانغ (618- 907م) ومسجد تشينغجينغ بمدينة تشيوانتشو (مدينة الزيتون) الذي شيد في عهد أسرة سونغ (960- 1279م)، أسلوب إسلامي، ولكن، في عهد أسرة يوان، شيدت المساجد الواقعة في داخل الصين بأسلوب العمارة التقليدية الصينية كي تتناسب مع أجواء المحيط الثقافي لها. وهكذا بدأت عملية توطين الإسلام في الصين، مما أتاح للمسلمين فرصة الاندماج في المجتمع الصيني. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">في أواخر عهد أسرة يوان، انتهج الحكام المغول سياسات اضطهاد ظالمة دفعت أبناء القوميات الأخرى إلى المقاومة. ومن أجل الدفاع عن حياتهم، شارك المسلمون، باعتبارهم من أبناء هذا الوطن، في النضال ضد حكم أسرة يوان مع أبناء القوميات الشقيقة بشكل إيجابي. وكان من بين ضباط تشو يوان تشانغ، زعيم انتفاضات الفلاحين حينذاك ومؤسس أسرة مينغ (1368- 1644م) فيما بعد، ضباط مسلمون على رأسهم تشانغ يوي تشون وهو دا هاي ومو ينغ ولان يوي، وهذا دليل على أن المسلمين كانوا ضمن القوة الرئيسية لانتفاضات الفلاحين. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 20pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">مكانة بارزة ومجد عظيم في عهد أسرة مينغ <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">بعد تأسيس أسرة مينغ، تبنى المسلمون في كل أنحاء الصين موقف حب الوطن، وارتبط مصيرهم بمصير كافة القوميات الشقيقة. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">نال الإسلام مجدا عظيما في عهد أسرة مينغ بفضل إسهامات المسلمين في تأسيس تلك الأسرة الإمبراطورية. وقد أصدر الإمبراطور تاي تسو لأسرة مينغ مرسوما بتشييد مسجد في جينلينغ (مدينة نانجينغ حاليا) عام 1368، بل كتب بنفسه العمل المشهور ((تشيشنغ بايتسيتسان)) (مئات الكلمات لتمجيد الإسلام المقدس)، جاء فيه: أعمال المسلمين الخيرية تنتشر في كل البلاد، أخلاقهم الحسنة مستمرة منذ قديم الزمان، أسهموا في مقاومة الطغيان وتأسيس أسرة مينغ، اسم دينهم الإسلام، محمد صلى الله عليه وسلم أعظم مُقدس". بالإضافة إلى ذلك، بعد تعليقه على الكونفوشية والبوذية والطاوية، قال الإمبراطور وو تسونغ بتأثر عميق: "كل عقيدة ليست كاملة إلا الإسلام الذي ينبع من الحقيقة، وهذا هو سبب خلوده." في الوقت نفسه، تمتعت النشاطات الاقتصادية للتجار المسلمين بحماية حكومة أسرة مينغ. في عام 1392، قال الإمبراطور تاي تسو: "لا يجوز جمع الرسوم من المسلمين عند المعابر". <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">في أوائل عهد أسرة مينغ، اتخذت الحكومة سلسلة من الإجراءات لتنمية الزراعة، ومنها تمليك الأراضي المستصلحة والتي ستستصلح للفلاحين وإلغاء السخرة والضرائب لمدة ثلاث سنوات وتوزيع بقر العمل على الفلاحين الخ. كان ذلك جعل الفلاحين المسلمين يعيشون ويعملون في طمأنينة مثل الفلاحين الآخرين. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">أفادت سياسات أسرة مينغ المسلمين في حياتهم آنذاك، مما هيأ الظروف لهم لتشكيل جماعة قومية جديدة، هي قومية هوي. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 20pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">مواجهة التحديات بالحكمة <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">في عهد أسرة مينغ، واجه المسلمون تحديات خطيرة من ثلاث جهات:</span></b><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-fareast-font-family: pmingliu; mso-fareast-language: zh-tw; mso-ansi-font-size: 14.0pt"> <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 20pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">أولا، استبداد الإمبراطور <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">رغم أن الإمبراطور تاي تسو مجد الإسلام، اتخذ إجراءات مقيدة للمسلمين بعد اعتلاء العرش لخشيته أن يهدد تعاظم تأثير المسلمين حكمه. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">في عام 1368، أصدر الإمبراطور تاي تسو مرسوما بحظر لغات وملابس وأسماء "هو" (الأقليات القومية بشمالي وغربي الصين والمناطق الغربية). وفي عام 1392، أصدر الإمبراطور قرارا بأن "لا يجوز للمغول وأبناء الأقليات القومية بشمالي وغربي الصين والمناطق الغربية (منهم المسلمون) الزواج إلا مع أبناء قومية هان." وكان هذا الحظر تجسيدا ملموسا لسياسة الانصهار القومي. وفي المجتمع الإقطاعي الصيني، كانت أوامر الإمبراطور تنفذ بصرامة، وكان مصير من يخالفها الإعدام. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">في ظل هذا الوضع الخطير، كان أمام المسلمين اختياران ، إما مقاومة الإمبراطور أو مواجهة هذه التحديات بالحكمة، فاختيارهم لاشك سيؤثر تأثيرا بالغا في حياتهم وفي مصير الإسلام في الصين. واجه المسلمون أوامر الحظر بطريقة مناسبة، كل على حدة: أولا، حيث أن ملابس "هو" كانت تتشابه مع الملابس السائدة حينذاك، قبل المسلمون حظر ملابس "هو". ثانيا، وحيث أن البيئة اللغوية الصينية غير مناسبة لاستخدام لغات "هو" (منها اللغة العربية واللغة الفارسية)، كانت اللغة التي استخدمها المسلمون في الصين آنذاك بدأت تقترب من اللغة الصينية من أجل تسهيل حياتهم، فلم يعارض المسلمون حظر لغات "هو" أيضا. ثالثا، قبل المسلمون حظر أسماء "هو"، فاتخذوا لأنفسهم أسماء صينية، ولكنهم احتفظوا بأسمائهم العربية الأصلية سرا، ومنذ ذلك الوقت، لكل مسلم صيني من قومية هوي اسمان؛ اسم صيني رسمي، واسم إسلامي. وهذا التقليد مستمر حتى الآن. وتجدر الإشارة إلى أن حالة تغيير الأسماء بسبب الضغط السياسي والاحتفاظ بالأسماء الأصلية، نادرة في التاريخ. والحالة المماثلة الوحيدة لها هي ما حدث لأبناء موريسكوس في أسبانيا. أما في منطقة شينجيانغ البعيدة عن سلطة البلاط الإمبراطوري، فلم ينفذ بها حظر أسماء "هو" على الإطلاق. والآن، مازال أبناء قومية الويغور والقوميات المسلمة الأخرى بشينجيانغ يحملون الأسماء العربية. رابعا، قوبل حظر "الزواج بين أبناء الأقلية القومية نفسها" برفض من المسلمين، فلم ينفذ بشكل صارم. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">أخيرا، حصل مسلمو قومية هوي على تسامح سلطة أسرة مينغ في حظر "الزواج بين أبناء الأقلية القومية نفسها" من خلال التنازلات التي قدموها في مجالات الملابس واللغة والأسماء، فأمكن تفادي تصعيد الخلاف. ويمكن القول إن هذا كان انتصارا لحكمة المسلمين. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 20pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">ثانيا، خطر التلاشي <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">بمرور الوقت كان عدد المسلمين، الذين يتكلمون بالعربية ويعرفون معاني القرآن يتناقص. وفي أوائل القرن السادس عشر، كان المسلمون من قومية هوي يتكلمون بلغة تشبه اللغة الصينية تماما. فقيل إن "أبناء قومية هوي لا يدركون معاني القرآن" (شجرة أسرة دينغ بمدينة تشيوانتشو، عام 1536). الأمر الذي هدد وجود الإسلام في الصين. من أجل إنقاذ الإسلام من التلاشي في الصين، وضع عالم القرآن الكبير هو دنغ تشو (1522- 1597) أسس التعليم الإسلامي الصيني، الذي أعد آلاف المتخصصين في علوم الدين، فأمكن بذلك تجاوز معضلة استمرار الوجود الإسلامي في الصين. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 20pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">ثالثا، التصدي لتهم وشكوك الكونفوشية <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">ذكرنا في الحلقة الأولى (العدد السابق) أن انتشار كل من البوذية والمسيحية في الصين بدأ بنشاط الترجمة. ولكن المسلمين الصينيين تلقوا علوم الدين بالعربية والفارسية عموما لأن أسلافهم من أبناء قوميات دخيلة. وهذا التقليد استمر لمدة طويلة، فلم تشهد الصين عمل ترجمة لمعاني القرآن لمدة ألف سنة تقريبا. لذلك، لم يكن لدى المسلمين الصينيين كتب بالصينية حول علوم الدين، إضافة إلى ذلك تعرض المسلمون لتهم وشكوك من جانب غير المسلمين بين وقت وآخر بسبب عدم معرفة الأخيرين بالإسلام. في عمله ((رحلة))، سجل الفارسي أبو بكر، الذي جاب الصين عام 1500، وصفا للتهم والشكوك التي تعرض لها الإسلام في الصين في عهد أسرة مينغ. "قيل إن وزيرا قدم مذكرة إلى الإمبراطور، زعم فيها أن المسلمين، وعددهم ألف أسرة تقريبا، يعيشون بين صفوف شعبنا مثل الأعشاب في حقول القمح، يجب استئصالهم". في ظل هذا الوضع الخطير، شرع مجموعة من العلماء المسلمين، الذين أتقنوا معاني القرآن واللغة الصينية، في ترجمة القرآن وتأليف كتب إسلامية. لا شك أن هذا العمل كان نوعا من "الحوار الحضاري" على مستوى عال، عرف باسم "الحوار بين الإسلام والكونفوشية". <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">إن الإسلام والكونفوشية يتفقان تماما من حيث الأخلاق، وهذا هو أساس تعايشهما السلمي. ولكنهما أيضا نظامان فكريان مختلفان، ولا مجال للتوفيق بينهما في بعض الأحوال. مثلا، تميل الكونفوشية إلى المراسم وتدعو إلى الركوع أمام الإمبراطور والأكبر سنا وقدرا في الأحوال الضرورية. على العكس من ذلك، تنص تعاليم الإسلام على أن الركوع يكون لله وحده أما الركوع لأي شيء آخر فهو ارتداد عن الدين. في هذا المجال، التوفيق بين الإسلام والكونفوشية جد صعب، لأن التوفيق ليس خضوع أحدهما للآخر، بل هو السعي إلى النقاط المشتركة وترك نقاط الخلاف وإكمال أحدهما للآخر من خلال التفاهم الفكري بين الطرفين. من أجل تحقيق التوفيق، يجب التمسك بمبدأين: الأول هو "الحفاظ على الذات"، والثاني هو "تحديد المستهدف". "الحفاظ على الذات" يعني التمسك بالمبادئ الإسلامية، و"تحديد المستهدف" يعني الاهتمام بخصائص المتلقين. والمعالجة غير الملائمة لهذا الأمر تؤدي إلى نفور المسلمين وغير المسلمين. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">ومن أجل تعميم تعاليم الإسلام باللغة والمفاهيم المألوفة لدى أبناء الأمة الصينية، ألف علماء الإسلام الكتب بأسلوب "تفسير القرآن بالأفكار الكونفوشية" بشكل عام آنذاك. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">من هؤلاء العلماء وانغ داي يوي (حوالي 1584- 1670م)، وهو من مواليد نانجينغ، وقد تلقى علوم الدين بصورة رئيسية قبل بلوغه سن العشرين، ثم أخذ يتعلم اللغة الصينية. وبدأ دراسة "الكتب الفلسفية الكونفوشية والكتب التاريخية وكتب المذاهب المتنوعة" دراسة منظمة، وهو في الثلاثين من عمره. أخيرا، أصبح عالما في الأديان الأربعة (الإسلام والمسيحية والبوذية والطاوية) والمذاهب المتنوعة. وكانت له مناظرات مع علماء من مختلف الأديان والطوائف حول مسألة الخلق ونشوء الكون، مستندا إلى أمهات الكتب الإسلامية ومستفيدا من وجهة النظر الإسلامية. وكان يدون محتويات مناظراته بينه وبين غيره في دفاتره. وبعد سنوات من ذلك ازدادت مدوناته، فأخرجها في كتاب بعنوان ((توضيح الدين الحنيف)). هذا الكتاب المشهور ألقى الضوء على الإسلام باللغة الصينية. كما أن كتابيه ((دائرة المعارف الإسلامية)) و((الأجوبة الصحيحة عن الحق)) اللذين ألفهما بعد ذلك، وضعا أسس اتجاه "تفسير القرآن بالأفكار الكونفوشية"، فكان ذلك محاولة ناجحة للتوفيق بين الحضارتين الإسلامية والكونفوشية وتجسيدا ملموسا لـ"الحوار الحضاري بين الإسلام والكونفوشية"، وحدثا هاما في التاريخ الفكري في الصين بل والعالم. لذا، شهدت مؤلفاته قبولا عظيما من قبل المسلمين وغير المسلمين. بعد قراءة كتابه ((توضيح الدين الحنيف))، قال عالم في الكونفوشية: "إن الإسلام أكثر كمالا من الكونفوشية في مجال الدعوة إلى الأخلاق الحميدة، ويتفوق على الأديان الأخرى بفضل دعوته إلى نبذ التعصب". <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">في عام 1644، استولى أبناء قومية مان على الحكم في الصين وأسسوا أسرة تشينغ (1644- 1911م) الإمبراطورية، في وقت نجحت فيه حركة التأليف الإسلامية، التي شنها وانغ داي يوي، في المرحلة الأولى. لم تتأثر المسيرة التي بدأها وانغ داي يوي، فصدر كثير من الأعمال العالية المستوى، منها ((الأحكام العامة للرجوع إلى الحق)) و((الفصول الأربعة وشروحه الميسرة)) اللذان ترجمهما تشانغ تشونغ (حوالي 1584- 1670م)؛ و((دليل الإسلام)) الذي ألفه ما تشو (1640- 1711م)؛ و((أركان الإسلام وأحكامه)) و((حقائق التصوف في الإسلام)) و((سيرة خاتم الأنبياء)) التي ألفها ليو تشي (حوالي 1660- 1730م)؛ و((الطريق الهام إلى الحق)) الذي ترجمه وو تسون تشي (حوالي 1598- 1698م)؛ و((خلاصة أصول الدين الأربعة)) و((قانون تغير الحياة)) و((الأقوال المأثورة لتوعية الناس)) التي ألفها ما ده شين (1794- 1874م). بعد استيعاب تعاليم الإسلام الكاملة، ألف هؤلاء العلماء، بالأساليب المختلفة المحببة إلى الصينيين تلك الأعمال، إضافة إلى أعمال الترجمة التي كان عددها قليلا للغاية. شهدت هذه الأعمال قبولا عظيما من المسلمين لارتفاع مستواها وتمسكها بالمبادئ الإسلامية، وأطلق المسلمون الصينيون عليها اسم ترجمة ((الكتاب)) الصينية. الأكثر أن هذه الأعمال التزمت بمبدأ "السعي إلى النقاط المشتركة وترك نقاط الخلاف بين الحضارتين الإسلامية والصينية"، مما جعل القراء المسلمين وغير المسلمين يتفاهمون وترك انطباعات جيدة لديهم. وهذا له أهمية كبيرة في تعزيز التضامن وإزالة سوء التفاهم بين المسلمين وغير المسلمين وتجنب النزاعات الأهلية. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">بالإضافة إلى ذلك، عرض وأثبت العلماء المسلمون نظريات طبيعة الوجود والخلق والمعرفة الإسلامية بتعاليم مدرسة ليشيويه الفلسفية، التي كانت شائعة في فترة أسرتي سونغ ومينغ، بشكل شامل. لم تثر ثمار بحوثهم كنوز الفلسفة الإسلامية فحسب، بل أغنت أيضا مدرسة ليشيويه. في الوقت نفسه، أصبحت بعض الأقوال المأثورة والحكم الكونفوشية، مثل "لا تفعل لغيرك ما لا تريده لنفسك" و"لا تتوان في فعل الخير ولو كان ضئيلا، ولا تشترك في عمل شرير ولو كان بسيطا" و"لا تنظر ولا تسمع ولا تفعل ما يخالف القانون"، محتويات لافتات الأبواب في بعض المساجد. الأكثر من ذلك أن لبس الحداد وإحياء الذكرى السنوية للموتى وغيرهما من عادات وتقاليد قومية هان اندمجت في حياة المسلمين. وقد حقق مسلمو قومية هوي التوطين بدءا من الملامح إلى الملابس وبدءا من الأسماء إلى اللغة وبدءا من الأساليب المعمارية إلى بعض العادات والتقاليد من حيث الظاهر. وكان يقال إن "الإسلام في الصين قد مال إلى الكونفوشية"، ولكن هذا سوء فهم. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ansi-font-size: 14.0pt">تحولت أصوات المؤذنين العالية في المساجد إلى أصوات منخفضة من أجل عدم التأثير في حياة غير المسلمين. وبعد اقتراب اللغة التي تكلم المسلمون الصينيون بها، من اللغة الصينية، ظلت "الخطبة" العربية في صلاة الجمعة، وأضيف إليها "الوعظ" باللغة الصينية قبل صلاة الجمعة من أجل تلقي المسلمين الذين لا يعرفون العربية علوم الدين. من هنا نجد أنه رغم أن الإسلام تغير في الصين تغيرا ظاهريا كبيرا للتكيف مع البيئة، فإن مضمونه لم يُمس. وهذا يعتبر ثمرة عمل المسلمين الصينيين الجميل في "السعي إلى النقاط المشتركة وترك نقاط الخلاف" بينهم وبين الحضارة الصينية. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">باختصار، إن عملية "توطين" المسلمين الصينيين بأسلوب "تفسير القرآن بالأفكار الكونفوشية" غيرت ظاهر الإسلام في الصين ليس إلا. وهذا يعكس مرونة المسلمين في شأن توفيق العلاقات بين الحضارتين الإسلامية والصينية. في الوقت نفسه، لا يقل المسلمون الصينيون عن المسلمين في الدول الأخرى في مجالات إدراك تعاليم الإسلام الصحيحة وطاعة الشريعة الإسلامية والامتناع الصارم عن الأطعمة المحرمة. وهذا يعكس صلابة المسلمين الصينيين في التمسك بالمبادئ الإسلامية. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><br /><a href="http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/2007n/0702/p6.htm"><font color="#800080">(الجزء الثاني) نقلا عن مجلة الصين اليوم</font></a> <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><p> </p></span></b></p>
    جميلة حسن
    وما من كاتـب إلا سيفنى ****** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شيء ****** يسرك في القيامة أن تـراه

    تعليق

    • JHassan
      عضو مؤسس، مترجم مستقل
      • May 2006
      • 1295

      #3
      _MD_RE: الحوار الحضاري الصيني العربي

      <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><p> </p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 20pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">المقاومة في فترة تشينغ لاستعادة حكم أسرة مينغ <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">واجه المسلمون الصينيون تحديات سياسية غير مسبوقة في فترة أسرة تشينغ الإمبراطورية رغم أنهم أوجدوا لأنفسهم بيئة ثقافية مناسبة في ظل حكم أسرة مينغ الإمبراطورية. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">في نهاية فترة مينغ، هبت انتفاضات الفلاحين ضد السلطة الظالمة هبوب العواصف وتدافعت تدافع الغيوم. وأسفرت انتصارات الفلاحين المطردة عن نتيجة لم تكن في الحسبان، حيث اعتدى أبناء قومية مان على أسرة مينغ. وفي مواجهة العدوان، تصاعدت التناقضات العرقية وخفت التناقضات الطبقية، فعلى الرغم من فقدانها لثقة الشعب واحتضارها، أمست أسرة مينغ، التي تنتمي للقومية الصينية الرئيسية، هان، قوة روحية توحد عامة الشعب. لم تكن مشاعر الوحدة الوطنية قاصرة على أبناء هان فقط، بل شاطرهم فيها أبناء قومية هوي أيضا. أسباب ذلك هي: أولا، أن المسلمين من قومية هوي كانوا قوة متحالفة موثوق بها لقوى انتفاضات الفلاحين من قومية هان، وهي الانتفاضات التي خرجت من رحمها أسرة مينغ، وقد سجل ضباط مسلمون مآثر رائعة في تأسيس أسرة مينغ؛ ثانيا، انتهاج حكام أسرة مينغ سياسات ساعدت المسلمين في حياتهم؛ ثالثا، ارتباط المسلمين من قومية هوي بسلطة قومية هان ارتباطا وثيقا بسبب صلة الرحم بين أبناء القوميتين، ومشاطرة بعضهم بعضا السراء والضراء لمدة طويلة. لذا، شارك المسلمون من قومية هوي أبناء قومية هان في الانتفاضات المسلحة لمقاومة أسرة تشينغ لاستعادة حكم أسرة مينغ، عندما كان جيش تشينغ يزحف في أنحاء البلاد. وهناك أمثلة عديدة لهذا التضامن في مقاومة حكم تشينغ، ففي عام 1645، خاض جيش الإمبراطور لي تسي تشنغ، بقيادة الضابط المسلم العجوز ما شو ينغ، معركة ضد جيش تشينغ في مقاطعة هوبي؛ وفي عام 1648، قاد الضابطان المسلمان مي لا ين ودينغ قوه دونغ انتفاضة في قانتشو (في مقاطعة قانسو حاليا) وقاتل جيشهما قوات أسرة تشينغ في مختلف المواقع بشمال غربي الصين لمدة سنتين تقريبا؛ وفي عام 1650، قاتل "الضباط المسلمون الأمناء الثلاثة"، يوي فنغ تشي وسا تشي فو وما تشنغ تسو، قوات أسرة تشينغ في مدينة قوانغتشو. هذه المآثر البطولية تناقلها الصينيون جيلا بعد جيل. ولكن نضال أبناء شتى القوميات لم ينقذ أسرة مينغ من الزوال. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">بعد انتصارهم على أسرة مينغ، انتهج حكام أسرة تشينغ (1644- 1911م) سياسات اضطهاد قومي، وتعرض المسلمون من شتى القوميات، خاصة قومية هوي، لأشد اضطهاد بسبب مقاومتهم ضد أسرة تشينغ. إضافة إلى ذلك، افترى كثير من مسئولي قومية هان ذوي التعصب العرقي على المسلمين أمام الأباطرة، وزعم بعضهم أن "أبناء قومية هوي يتآمرون ضد الدولة ويجتمعون ليلا ويتفرقون صباحا"، واقترحوا على الأباطرة حظر اعتناق الإسلام إلى الأبد. نتيجة لذلك، قُتل العديد من المسلمين الأبرياء في عهد تشينغ. الأكثر أن مجتمع المسلمين الصينيين بأسره عانى من الفقر والتخلف بعد قهرهم وقمعهم لمدة أكثر من مائتي سنة على أيدي حكام أسرة تشينغ. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">كان حكم أسرة تشينغ ظالما لدرجة لم يتحملها المسلمون الصينيون، فكرسوا أنفسهم للنضال المسلح ضد الاضطهاد العرقي في مقاطعات شنشي وقانسو وتشينغهاي ويوننان ومنطقة شينجيانغ الخ بتشجيع من ثورة مملكة تايبينغ السماوية. وقد أثنى رئيس جمهورية الصين (1912- 1949م) السيد صون يات صن على شجاعتهم وصمودهم، فقال: "إن أبناء قومية هوي تعرضوا لأشد اضطهاد وظلم في ظل حكم الأسر السابقة، ومع ذلك ظلوا يتمتعون بأقوى روح ثورية. لذا، يجب إيقاظهم ودعوتهم إلى خوض الحركات الثورية من أجل التحرر الوطني من الآن فصاعدا." و"عرف الصينيون قومية هوي بفضل شجاعة أبنائها. إن توعيتهم تضمن نجاح الثورة إلى حد بعيد." وفي الحقيقة، تابع عدد كبير من المسلمين المتفوقين من قومية هوي تقاليد الأسلاف الثوريين النضالية وخاضوا بحماسة النضال الثوري الذي قاده السيد صون يات صن. وقد شارك العديد من المسلمين في انتفاضة ووتشانغ وانقلاب تشونغتشينغ العسكري وانتفاضة خنان وانتفاضة شينجيانغ. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">في الوقت نفسه، أدرك المسلمون من قومية هوي خلال مسيرة النضال، أن تطوير التعليم هو المدخل للتخلص من الاضطهاد السياسي والوضع الاقتصادي المتخلف. لذلك، طرح الإمام الكبير، العلامة صاحب الفكر التقدمي، وانغ هاو ران من مدينة بكين شعار "لا سبيل إلى البقاء دون الاهتمام بالتعليم" تجاه المسلمين الصينيين، وبذل كل جهوده لتعميم التعليم العام بين المسلمين على أساس إصلاح التعليم الإسلامي الصيني. مما أثر تأثيرا بالغا في الارتقاء بمستوى المسلمين الثقافي. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">بعد نجاح ثورة 1911، طرح السيد صون يات صن فكرة "التعايش السلمي بين أبناء قوميات هان ومان ومنغوليا وهوي والتبت"، مما أرسى أساسا لبناء دولة يتضامن فيها أبناء القوميات ويتعاملون تعاملا وديا. مع ذلك، لم تلتزم الطغمة الحاكمة لحزب الكومينتانغ بسياسة القوميات لصون يات صن، فلم تتحقق رغبة المسلمين في المعاملة العادلة، وظل المسلمون يتعرضون لمعاملة سياسية غير عادلة ويعيشون في ظروف اقتصادية صعبة وتخلف ثقافي واضح. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 20pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">تكثيف الجهود في سبيل التقدم وتبديد الغيوم لاستكشاف واقع جديد <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">حطمت ثورة 1911 قيود المجتمع الإقطاعي الصيني الذي امتد أكثر من ألفي سنة، حيث شهدت الصين اتجاها أيديولوجيا جديدا، واغتنم المسلمون الصينيون، الذين أفاقوا، هذه الفرصة للبحث عن سبل إنعاش قوميتهم. وفي مرحلة الانعطاف هذه للمجتمع الصيني، برز كثير من الشخصيات والأحداث الجديرة بالذكر في مجتمع المسلمين، نذكر فيما يلي بعضا منها: <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">أولا، بعد إغلاق مدرسة المعلمين للغة العربية، التي أسسها الإمام الكبير وانغ هاو ران عشية ثورة 1911، بسبب الافتقار إلى التمويل، لم تمض عشر سنوات على دعوة وانغ هاو ران إلى التعليم العام الابتدائي حتى أنشئت في بكين وشتى المقاطعات حوالي 700 مدرسة إسلامية ابتدائية بفضل سمعته العالية وجهوده الشاقة، فيما يعتبر أول حركة ثقافية تلقائية قام بها المسلمون الصينيون. وقد انخرط في هذه الحركة الثقافية عدد كبير من وجهاء المسلمين، الذين خاضوا مجال تطوير التعليم الإسلامي الصيني. وهم بذلوا جهودهم في إصلاح التعليم الإسلامي الصيني سعيا لتحقيق أمنية الإمام الكبير الراحل وانغ هاو ران وأسسوا مدراس إسلامية حديثة لتثقيف المسلمين في ظل الظروف الشاقة، فتم إعداد وتدريب مجموعة كبيرة من الأكفاء لمجتمع المسلمين الصينيين. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">ثانيا، بعد أن ذهب الإمام الكبير وانغ جينغ تشاي إلى مصر لتلقي العلوم الإسلامية عام 1925، بعثت المدرسة الإسلامية للمعلمين بشانغهاي ومدرسة تشنغدا للمعلمين في بيبينغ (بكين حاليا) ومدرسة مينغده المتوسطة بكونمينغ عددا كبيرا من الشباب المسلمين إلى الأزهر بمصر لمتابعة الدراسة على دفعات في مدة أكثر من عشر سنوات. وحقق معظم الطلاب إنجازات رائعة في الدراسة وأصبحوا دعائم الدولة في مجالات الدين والثقافة والتربية والتعليم والبحث العلمي والترجمة الخ بعد عودتهم إلى الصين. ونذكر منهم العلماء المسلمين محمد مكين وبانغ شي تشيان ونا تشونغ وتشانغ بينغ دوه وما جين بنغ وليو لين روي، الذين قدموا مساهمات بارزة للوطن ولقومية هوي. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">ثالثا، أصدر المسلمون الصينيون مئات الجرائد والمجلات في النصف الأول من القرن العشرين بتأثير من مجلة ((التوعية)) التي أصدرها الطلاب المسلمون الصينيون الذين كانوا يدرسون في طوكيو باليابان عام 1908. رغم أن هذه الإصدارات لم تكن متكاملة في مجال أو في آخر بسبب محدودية الظروف، تمسكت مواقفها الرئيسية بالحق. وفي فترة حرب مقاومة الغزو الياباني، دعت معظم الإصدارات المسلمين الصينيين إلى خوض حركة مقاومة الغزو الياباني وإنقاذ الوطن بصورة. وقد علق الأستاذ باي شو يي على ذلك قائلا: "منذ نشوب حرب مقاومة الغزو الياباني، تولى عدد كبير من أبناء قومية هوي مناصب عسكرية هامة في السلطة المركزية وشتى المناطق بجنوب غربي الصين وشمال غربي الصين. كما يمكن القول إن كل أبناء قومية هوي خاضوا النضال في الجبهات العسكرية والجبهات الإنتاجية آنذاك. هذا لا مثيل له من قبل." في فترة حرب مقاومة الغزو اليابان، كانت الأمثلة من هذا النوع كثيرة لا تحصى. مثلا، بادر العلامة الشهير الإمام وانغ جينغ تشاي والمسلم البارز السيد شي تسي تشو إلى تنظيم جمعية أبناء قومية هوي الصينية لمقاومة الغزو الياباني وإنقاذ الوطن في مدينة تشنغتشو؛ كما أن دا بو شنغ وها ده تشنغ وما سونغ تينغ ووانغ تسنغ شان وما تيان ينغ وشيويه ون بوه ومحمد مكين وبانغ شي تشيان ونا تشونغ ونا شيون وغيرهم دعوا في داخل الصين وخارجها إلى مقاومة الغزو الياباني وإنقاذ الوطن. إضافة إلى ذلك، نظم المسلمون الصينيون عشرات القوات المسلحة تحت أسماء "أبناء قومية هوي" و"تشينغتشن (الإسلام)" و"الإسلام" لمقاومة اليابان. وتعاونت هذه القوات المسلحة مع جيش الطريق الثامن والجيش الرابع الجديد والقوات المسلحة الوطنية الأخرى خلف خطوط العدو وسجلت مآثر خالدة في إنشاء القواعد الثورية وترسيخها. ومن هذه القوات فريق مسلح قاده الضابط المسلم البارز ما بن تشاي، شارك الفريق في أكثر من 780 معركة وسحق أكثر من 36700 فرد من قوات العدو في مدة ست سنوات، فسمي "الجيش الحديدي الذي لا يُقهر". <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">رابعا، في الفترة بين أواخر فترة أسرة مينغ وأوائل فترة أسرة تشينغ، بدأ العلماء المسلمون، ومنهم وانغ داي يوي وليو جيه ليان، ترجمة معاني القرآن الكريم وتأليف كتب إسلامية في الصين. وقد بذلوا جهودهم وتغلبوا على الصعوبات لترجمة وتأليف أكثر من مائة كتاب إسلامي بدون مرجع. للأسف الشديد لم يستمر هذا النشاط، الذي أثر تأثيرا عميقا في الصين، وتوقف في أواخر عهد تشينغ. وفي فترة جمهورية الصين، ظهرت مجموعة من العلماء المسلمين في العلوم الصينية والإسلامية مع تطور التعليم الإسلامي الصيني. اجتهد بعضهم في ترجمة معاني القرآن، والبعض الآخر ألف كتبا إسلامية، مما قدم مساهمات بارزة في تعميم الثقافة الإسلامية في أنحاء الصين. وتجدر الإشارة إلى صدور عدد كبير من الطبعات الصينية للقرآن آنذاك. وقد صارت ((ترجمة معاني القرآن وتفاسيره))، التي ترجمها الإمام وانغ جينغ تشاي ونُشرت عام 1946، عملا خالدا. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">خامسا، أثارت الإصدارات الإسلامية الصينية اهتمام الحكومة والشعب بالثقافة الإسلامية. وفي هذا الوضع، بدأ العلماء المشهورون في تاريخ قومية هان، مثل تشن هوان وتشن هان تشانغ وقو جيه قانغ، البحث في تاريخ الإسلام الصيني، وشاركوا المؤرخين المسلمين من قومية هوي، مثل باي شو يي وجين جي تانغ وما يي يوي وفو تونغ شيان، في تأسيس وتطوير علم تاريخ الإسلام بالصين. وقد انضم هذا العلم الناهض إلى الأوساط الأكاديمية الصينية بسرعة بفضل التعاون التام بين المؤرخين من قوميتي هوي وهان. ومن أجل تطوير البحث في تاريخ الإسلام بالصين، دعا رئيس تحرير المجلة العلمية ((يويقونغ)) السيد قو جيه قانغ، السيد باي شو يي إلى تحرير عددين خاصين حول الإسلام للمجلة في عامي 1936 و1937 كل على حدة. بالإضافة إلى ذلك، كتب العلماء المسلمون ما سونغ تينغ وتشاو تشن وو ووانغ جينغ تشاي وآي يي تساي وبانغ شي تشيان ونا تشونغ مقالات علمية على مستوى عال للمجلة. هذا الأمر أثر تأثيرا بالغا في البحث في تاريخ الإسلام بالصين وحقق مزيدا من التعاون الوثيق بين المؤرخين من قوميتي هوي وهان أيضا. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">سادسا، أن التناقضات بين قوميتي هوي وهان، التي ظهرت بين حين وآخر في التاريخ، سببها انتهاج حكام أسرة تشينغ سياسات اضطهاد للقوميات الأخرى لمدة طويلة وضعف معرفة أبناء قومية هان بالثقافة الإسلامية. في فترة جمهورية الصين، شهدت العلاقات بين عامة أبناء قوميتي هوي وهان اتجاها نحو الصداقة وازدادت التعاملات الودية بين الشخصيات الشهيرة من القوميتين مع زيادة معرفة أبناء قومية هان بالثقافة الإسلامية وعادات المسلمين وتقاليدهم. من هذه التعاملات الودية التقاء الإمام وانغ هاو ران مع السيد صون يات صن؛ وتقليد صون يات صن وهوانغ شينغ، ما لينغ يي منصبا هاما؛ ونيل الإمام وانغ جينغ تشاي دعما من هو ده شان، أثناء قيامه بترجمة معاني القرآن؛ والتعاملات الودية بين الإمام ما سونغ تينغ وتشانغ شيويه ليانغ وهو شي تشي وقوه موه روه ولاو شه وهوانغ يان بي وما ين تشو؛ والتبادل الفكري بين الإمام ما ليانغ جيون والضابط تشانغ تشي تشونغ؛ والصداقة العميقة بين ما تسونغ رونغ وماو دون وبينغ شين وبا جين؛ والتعاون الوثيق بين باي شو يي وتشن هوان وقو جيه قانغ وتشن هان تشانغ الخ. هذه التعاملات الودية دفعت تطور الثقافة الإسلامية في الصين وعززت العلاقات بين قوميتي هوي وهان. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">سابعا، تعزز وعي المسلمين بالحماية الذاتية. حسب إحصاء غير شامل، بلغ عدد قضايا إهانة الإسلام حوالي ثلاثين قضية في الصين في الفترة من تأسيس جمهورية الصين حتى نشوب حرب مقاومة الغزو الياباني. مثلا، نشرت مجلة ((شين ياشييا)) (آسيا الجديدة) التي كان يرأس تحريرها الكاتب المأجور لحزب الكومينتانغ داي جي تاو، مقالة تتهم المسلمين زورا، مما أثار غضبا عاما لدى المسلمين في أنحاء الصين، فكتبوا رسائل إلى هيئة تحرير المجلة الإسلامية ((نضارة الهلال)) وطالبوا فيها الاتصال بمجلة ((شين ياشييا)). وبالفعل أرسلت هيئة تحرير ((نضارة الهلال)) رسالة إلى داي جي تاو تضمنت احتجاجا شديدا وطلبا بأن تعتذر ((شين ياشييا)) وإصدار بيان رسمي لتصحيح خطئها والتعهد بعدم تكرار ذلك. وقد ردت ((شين ياشييا)) برسالة اعترفت فيها بأن "هذه المقالة لا تقوم على أساس صحيح" وأعربت عن الاعتذار العميق، إضافة إلى ذلك، صححت هذا الخطأ في العدد السادس من المجلد الثاني لها. ولكن، تسببت مجلة ((نانهوا ونيي)) (الأدب والفن بجنوبي الصين)، التي كان يرأس تحريرها نائب وزير السكك الحديدية تسنغ تشونغ مينغ، ودار بيشين للنشر بشانغهاي في قضيتي إهانة للإسلام في سبتمبر وأكتوبر من العام التالي بعد قضية ((شين ياشييا)). وقد أثار هذا تيار احتجاج غير مسبوق لدى المسلمين في أرجاء البلاد. لذا، أصدرت الحكومة الوطنية بنانجينغ، تحت ضغط الرأي العام، بيانا في يوم 8 نوفمبر ذلك العام، جاء فيه: "أفاد التحقيق أن دار بيشين للنشر ومجلة ((نانهوا ونيي)) نشرتا مقالات تهين الإسلام، وهذه المقالات لا تقوم على أساس صحيح. وبرغم أن هذه الحادثة غير كبيرة، فإن الحكومة تقلق أن تؤدي الشائعات بشأنها إلى إثارة إساءات فهم، ولذا أمرت بمعاقبة الجهتين المسؤولتين استنادا إلى القانون كتحذير لغيرهما." وبرغم أنه لم يتم عقاب الذين تسببوا في تلك الحادثة، يمكن القول إن المسلمين حققوا نصرا معنويا في هذا النضال، كما نالوا تعاطف غير المسلمين، فقد كتب الأديب الصيني الكبير لو شيون معلقا على هذه الحادثة وندد بمسببي الحادثة بدون تحفظ. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">ثامنا، عارض المسلمون سياسة القوميات لحزب الكومينتانغ بصورة مبررة من أجل مصلحتهم وإلى حد ملائم. طرح السيد صون يات صن شعار "المساواة بين أبناء شتى القوميات"، مما أسعد جميع المسلمين. ولكن، سلطات حزب الكومينتانغ لم تنفذ تلك سياسة القوميات قط. لذلك، عبر المسلمون عن غضبهم مرات. مثلا، بعد تأسيس جمهورية الصين، أعلن الرئيس صون يات صن، بدون طلب من أحد، أمام الشعب أن كل المواطنين يتمتعون بالمعاملة العادلة المطلقة، وهذا الإعلان لا يمكن أن ينكره أحد. ولكن الواقع كان مخالفا لما قيل في الإعلان، وهو ما أسف له أبناء قومية هوي. فأبناء هوي، من مواطني جمهورية الصين، مثلهم مثل أبناء قوميتي منغوليا والتبت، ولكن السلطة المركزية لم تعاملهم مثل أبناء قوميتي منغوليا والتبت، وهذا أمر يستعصي على الفهم. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0in 0in 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><b style="mso-ansi-font-weight: normal"><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><br /><a href="http://www.chinatoday.com.cn/Arabic/2007n/0703/p6.htm"><font color="#800080">(الجزء الثالث والأخير) نقلا عن مجلة<span style="mso-spacerun: yes">  </span>الصين اليوم</font></a> <br style="mso-special-character: line-break" /><br style="mso-special-character: line-break" /><p></p></span></b></p><p></p>
      جميلة حسن
      وما من كاتـب إلا سيفنى ****** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
      فلا تكتب بكفك غير شيء ****** يسرك في القيامة أن تـراه

      تعليق


      • #4
        الحوار الحضاري الصيني العربي

        مجهود رائع، وصياغة جميلة وسلسلة غير مملة على الإطلاق

        مقال يحوي الكثير من المعلومات تُشكري على نقله يا عريفة المنتدى الصيني

        ولي عدة ملاحظات عليه

        أولا بالنسبة لعدد المسلمين أنا أميل إلى الرقم 120 مليون وكما ناقشنا ذلك في مقالة المسلمين في الصين ...أمة منسية في الموقع التالي




        http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=717&forum=41


        أنا ممكن أتفّهم حرص الكاتب لأنه يكتب من جمهورية الصين الشعبية بقيادة الحزب الشيوعي الذي نجح في إنقلابه على حزب الكومِنْتانْغ (الحزب الوطني) في الصين كلها، ولكن حزب الكومِنْتانْغ (الحزب الوطني) بقيادة تْشِنْ كاي شِكْ نجح في نقل الحكومة و أكمل مسيرة جمهورية الصين الوطنية على جزيرة تايوان منذ عام 1947 ولذلك بقي معه كرسي الأمم المتحدة في مجلس الأمن وحق الفيتو لتمثيل الصين حتى عام 1971، ولذلك ما يتعلق بتعليقاته عن موقف حزب الكومِنْتانْغ (الحزب الوطني) من المسلمين كانت حريصة على أن تـُظهر الجانب السلبي فقط، ولو أنه بتعليقاته عن كرسي الأمم المتحدة كانت الفرصة سانحة له أكثر لكي تظهر جانب أكثر سوءا، كان ممكن أن يستغلّها بشكل أفضل لو ركّز على القرارات التي صدرت بخصوص العديد من القضايا ليحصل على تعاطف العرب والمسلمين بشكل أكبر(أصحاب الكراسي الدائمة في الأمم المتحدة هم الذي انتصروا في الحرب العالمية الثانية) وكان كرسي الصين الحالي، يجلس فيه ممثل جمهورية الصين الوطنية (تايوان) حتى عام 1971 لأن تْشِن كاي شِكْ رئيس جمهورية الصين الموحدة حينها كان من ضمن الزعماء الذين انتصروا في الحرب، ونجاحه في نقل حكومة جمهورية الصين إلى تايوان حينما نجحت ثورة الحزب الشيوعي بقيادة ماو تسي تونغ في الوصول إلى العاصمة واعلان جمهورية الصين الشعبية، (وسبحان الله ربما حادثة سحب الاعتراف والكرسي في الأمم المتحدة كانت السبب في أن عززت الاعتماد على النفس لكي تقفز تايوان (جمهورية الصين الوطنية)وتنجح اقتصاديا وصناعيا وتجاريا على مستوى العالم، هذه تحتاج إلى شرح كثير ربما أعود لها يوم من الأيام ) حيث تحولت من عضو أمم متحدة صاحب كرسي دائم وفيتو بين ليلة وضحاها إلى عضو غير معترف به على أيام كيسنجر(ولذلك كيسنجر مكروه في تايوان ومحبوب في الصين)، وبسبب ضعف وضعها (جمهورية الصين الوطنية(20 مليون) لأنها تحتل كرسي الصين الشعبية (مليار نسمة)) استغلتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا والإتحاد السوفيتي أسوء استغلال لتمرير قراراتها بل وحتى جعلها ترفع فيتو ضد قرارات لا ترغب في تمريرها ولكن لم ترد أن تكون في الواجهة

        بالنسبة لكونفوشيس الذي يعتبر المدّرس الأول أو المصلح الاجتماعي الأول في الثقافة الصينية لا أدري ولكن أنا أميل إلى الرأي القائل بأن كونفوشيس كان نبي من الأنبياء الذين لم يسمهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلّم ويقال أن عددهم جاوز 5000 نبي والله أعلم، وذلك لعدة أسباب، أولا أن كونفوشيس موحد بالله( كتاباته تتكلّم عن وجود خالق متحكم بهذا الكون)، ثانيا في موضوع غضّ البصر( في كتاباته يقول لا يجب أن تنظر لما لا يجب أن تنظر إليه)، ثالثا في موضوع الاستنجاء قبل الخروج من الحمّام

        أظن مناقشتنا موضوع كتابة اللغة الصينية بأحرف عربية هي في الحقيقة محاولة إعادة احياء ما حصل في أيام مملكة أسرة مينغ والذي تجدوا صورة لبعض المخاطبات بين امبراطور الصين والبابا أي عكس ما صورّه الكاتب فالعملية كانت تبادلية في عملية التفاعل حيث تم نقل الحرف العربي لأستخدامه في الكتابة الصينية كذلك، كما تجدوا في الصور المنشورة في الموقع التالي

        نقاش من أجل الوصول إلى كتابة اللغة الصينية بأحرف عربية
        http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=286&forum=41



        أما حال المسلمين هنا في جمهورية الصين الوطنية (تايوان) منذ عام 1947 وحتى الآن، إن كان تحت قيادة حزب الكومِنْتانْغ أو حزب المِنْجِنْدانْغ فمن وجهة رأيي وضع خاص جميل ومع الأسف لم يحسن المسلمون استخدامه بشكل أفضل وربما سأتكلم عنه لاحقا

        أظن ما كتبته في موضوع حوار الحضارات في الموقع التالي يدخل في جزء منه في موضوعنا هذا

        http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=575&forum=39



        وهنا يجب أن أذكر آسفا ومستغربا أن تأثّر حكومة الصين الشعبية بموقف أمريكا مع بداية القرن الواحد والعشرين فيما يطلق عليه الحرب على الإرهاب في تعاملها مع العرب والمسلمين كان أكثر من تايوان، فلذلك نرى أن تعامل الصين في اعطاء تأشيرات الدخول (الفيزا) في سفاراتها ومطاراتها مع العرب والمسلمين أشد سوءا من سفارات ومطارات تايوان
        التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 09-13-2009, 12:49 PM.

        تعليق

        يعمل...
        X