في وداع الشيخ جلال الحنفي.. عاشق بغداد- موضوع من الموقع السابق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • RaedHabash
    عضو رسمي
    • May 2006
    • 280

    في وداع الشيخ جلال الحنفي.. عاشق بغداد- موضوع من الموقع السابق

    nalwyssi



    شاركت: 15 ابريل 2006
    نشرات: 1
    المكان: The Hague
    ارسل: الاثنين مايو 08, 2006 8:29 pm موضوع الرسالة: في وداع الشيخ جلال الحنفي.. عاشق بغداد

    --------------------------------------------------------------------------------

    لبى نداء ربه في الخامس من شهر آذار \مارس المنصرم في بغداد العلامة المعروف الشيخ جلال محيي الدين الحنفي عن عمر ناهز الثانية والتسعين. والفقيد الحنفي باحث موسوعي في عدة مجالات منها ما يمت إلى الشريعة ككتابه”معاني القرآن “ والتشريع الإسلامي والفكر اللاهوتي في الإسلام، ومنها ما يمت إلى المعاجم كمعجم اللغة العامية البغدادية، والمغنين البغداديين والمقام العراقي. وكتب العلامة الحنفي في الأدب قضايا عديدة، وفي الشعر نظم الكثير وألف كتابه في تعليم صناعة الشعر لكثرة اهتمامه بالتراثيات البغدادية.
    ورغم تقدمه في السن ظل المرحوم جلال الحنفي يقوم بعمله اليومي المعتاد كأمام لجامع الخلفاء” أقدم جوامع بغداد “. فضلا عن إمداده الصحف بالمقالات التراثية اللغوية.
    وعاش الحنفي خلال حياته عدة سنوات في الصين اذ كان يقوم بتدريس اللغة العربية في الجامعات الصينية.
    وظهر نبوغ الحنفي”المولود في بغداد 1914 “ في المجالات التي اختص بها منذ سني نضوجه الأولى، وكان اول من لقبه بالشيخ العلامة الأب انستاس ماري الكرملي سنة 1933 كما كان يسميه البعض ذاكرة بغداد او الموسوعة الحية لبغداد.

    و قد كتب د.أكرم عبدالرزاق المشهداني في رثاء الشيخ جلال:
    رزئت بغداد بفقد أحد أبرز عشاقها.. كما فقد الأدب العراقي واحدا من رموزه.. وفقد الفن أحد أعمدته الفكرية..وفقد الفولكلور واحدا من أبدع رواده.. وخسرت الصحافة أحد رواد الكتابة الصحفية، وغاب عن جامع (الخلفاء) راعيه وحارسه الهمام وخطيبه وإمامه ومؤنسه.. و خسر العراق واحدا من ألمع شخصياته الفكرية والأدبية والدينية والتراثية، إنه حبيب بغداد وعاشقها الشيخ جلال الحنفي الذي كان يصرّ إلا أن أن تقترن بغــــداد مع أسمه فسمى نفسه بالبغدادي.. فقد حملت لنا الأخبار من بغداد يوم الأحد 5آذار الجاري نبأ وفاة العلامة العراقي المعروف الشيخ جلال الحنفي البغدادي عن عمر ناهز الـ 92، إذ ولد يرحمه الله في بغداد عام 1914، وأول من لقبه بـ(الشيخ) هو العلامة المرحوم الاب انستاس ماري الكرملي سنة 1933.

    الولادة و النشأة:
    ولد جلال الحنفي ببغداد، وعاش فترة قصيرة من طفولته بالبصرة، أدخله والده في الكتاتيب ليختم القرآن الكريم ، ثم أدخله أهله المدرسة الابتدائية وكان بارعا في دروس اللغة العربية، وكان يقرأ في صغره الروايات العربية الشهيرة مثل عنتر وسيف بن ذي يزن، ومن ثم أنتقل إلى مدرسة الإمام الأعظم (التي تغيرت تسميتها فيما بعد إلى دار العلوم). وفي عام 1935 عين خطيبا في جامع المرادية بالميدان (مقابل وزارة الدفاع)،وبعدها غادر إلى مصر ملتحقا بالأزهر الشريف لدراسة العلوم الشرعية.
    عاش عدة سنوات في الصين حيث بعثته الحكومة العراقية ليقوم بتدريس اللغة العربية في معهد اللغات الأجنبية بشنغهاي 1966، وبقي هناك 3 سنوات ، وتمكن خلال وجوده في الصين من أن يفك طلاسم اللغة الصينية ويتفهمها بعد أن أبدع فيها وأتقنها.و قام بتدريس علم التجويد والقراءات في معهد الفنون الموسيقية في بغداد وأجرى في (علم العروض) تصحيحات كثيرة و نشرها في كتاب.

    لقائي بالشيخ جلال:
    و قد شاءت الظروف السعيدة أن التقي هذه الشخصية الكبيرة خلال زيارة خاطفة قمت بها لبغداد عام 2002 و بالتحديد بعد انتهاء صلاة العيد في جامع النداء و قبل ان أهم بتقبيله مهنئا طلبت من أخي أن يلتقط لنا صورة تذكارية دون علم الشيخ جلال ، و ما ان شرعت بتقبيله حتى وجدته يلتفت الى أخي متسائلاً بدعابته المعهودة : هل الكاميرا جاهزة لالتقاط الصورة؟

    كان الشيخ جلال حريصا بشكل عجيب على جامع الخلفاء من حيث النظافة والموقع، رغم وقوعه في منطقة مزدحمة تضم خليطا عجيبا من الناس وبخاصة (سوق الغزل) وأسواق الطيور والحيوانات الأليفة المجاورة للجامع، ورغم أن بيته في مدينة الشعب الا أنه كان يقضي معظم نهاره وجزءا من ليله في الجامع، وكان يحب المشي، فيذهب من الجامع مشيا حتى باب المعظم ليركب سيارة نقل عام إلى الشعب. كانت خطبة الجمعة التي يلقيها مميزة بقصرها وتركيزها، وكان يهتم بطريقة جلوس المصلين وحسن إصغائهم ولا يتردد من تأنيب من يراه منشغلا أو يجلس جلسة لاتليق بالجمعة!!..
    كانت له مواقف ساخنة مع كثير من الأدباء والمفكرين وعلماء الدين المرموقين، وكانت صراحته تجلب له الكثير من المتاعب.

    و جاء في وصيته:
    - الموت حق علينا , اوصي بعدم اقامة مجلس فاتحة لي , وتقبلوا تعازي كل من جاءكم الى البيت , واحسنوا ضيافته . اوصي بان يصلى عليّ تلميذي الشيخ علي الربيعي مسبلاً . ولا اريد تشييعاً . وبالنسبة لكتاب معجم اللغة العامية البغدادية , جمعت قصاصاته في خزانات المكتبة , اتمنى ان يأتي من يحب بغداد , ويطبع هذا الكتاب , ليخلد لبغداد لغتها . واتمنى شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم .


    وأورد الأستاذ عبد الجبار السامرائي ,قصة من ابلغ الدراما ,في حياة الحنفي الذي :

    - كان يعتزل ضوضاء بغداد , في سامراء , ثم سافر إلى الصين , ومكث هناك سنينا سبعا , عاد منها بقاموس ( صيني –عربي ) بللته ثقوب السفينة , بماء البحر , مع الراحلة , فأمحى الحبر وظل الورق منقوعاً بالبياض .

    وفي حديث السيد عادل السبع قال:-ونحن نحمل الجنازة مشيعين, كنت اسمع الناس يرددون هذه العبارة " اليوم ماتت بغداد "

    وإنا لله وأنا إليه راجعون..

    سأحاول وضع بعض المشاركات المتعلقة باللغات العامية البغدادية و أصول و اشتقاقات العديد من مفرداتها و أمثالها المعروفة.

    نبيل الويسي

    الرجوع الى المقدمة


    amattouch



    شاركت: 15 فبراير 2006
    نشرات: 664

    ارسل: الاثنين مايو 08, 2006 10:15 pm موضوع الرسالة:

    --------------------------------------------------------------------------------

    شكرا يا أخ الويسي
    وحبذا لو قدمت لنا مزيدا من المعلومات عن عاشق بغداد هذا، لكل عشاق بغداد وأيامها


    الرجوع الى المقدمة


    باقر الموسوي



    شاركت: 22 فبراير 2006
    نشرات: 43
    المكان: أستراليا
    ارسل: الثلاثاء مايو 09, 2006 12:40 am موضوع الرسالة:

    --------------------------------------------------------------------------------

    رحم الله الشيخ، لقد كان صرحا من صروح بغداد، ورمزا قلت مثله الرموز في زمننا الحالي، ورحم الله بغداد بالبلاء الذي تمر به على كل الأصعدة
    _________________
    باقر الموسوي
    أستاذ جامعي ومترجم محلف من مفوضية المترجمين الأستراليين

    مهندس/ رائد حبش
    mobile: 0021374323046 Algeria
يعمل...
X