الجن والعفاريت داخل الأمم المنعهرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    الجن والعفاريت داخل الأمم المنعهرة

    الجن والعفاريت داخل الأمم المنعهرة



    كتب جورج جرداق ذات يوم عن حكاية عجيبة غريبة ولكني وجدتها قد تتناسب مع السياسة الفرنسية القائمة على الحكاية الجرداقية تلك يقول جرداق أنه كتب الدكتور سيد أبو النجا الذي روى تلك القصة في مذكراته وهي:

    أثناء انعقاد مؤتمر فلسطين في لندن سنة 1938 ,كان الأمير محمد عبد المنعم هو رئيس الوفد المصري الذي يساعده علي ماهر.وكان الأمير فيصل –الملك فيصل فيما بعد- هو رئيس الوفد السعودي.وسيف الإسلام أحمد رئيس الوفد اليمني.

    وبعد خلاف على المقاعد,ثم استقرار عليها, ألقى انطوني ايدن وزير الخارجية كلمة ,ورد عليها علي ماهر باسم الوفود العربية.وفجأة وقف سيف الإسلام أحمد دون أن يدعوه أحد إلى الكلام,ودون اتفاق مسبق مع الوفود العربية على ذلك , وقال:

    - " أيها السادة ,إن الخلاف القائم بين الانكليز والعرب سببه العفاريت! ولن نقضي على هذا الخلاف إلا إذا عرفنا كيف نداري هذه العفاريت! وقد تأكد لي ذلك بالتجارب والبراهين.لذلك أكرر القول انه لا سبيل إلى التفاهم وحل المشكلة إلا بمداراة العفاريت ومعرفة الطرق إلى إرضائها ,فهي السبب الوحيد في هذا الخلاف!"

    وهنا وقف المترجم وعلى وجهه ما ينبئ بأنه يشكر ربه على أنه ليس بين البريطانيين في ذلك المؤتمر من يفهم اللغة العربية وقال ,كأنه يترجم كلام سيف الإسلام أحمد لأعضاء الوفد البريطاني " إن حسن النية كفيل بإزالة سوء التفاهم بين الانكليز والعرب...وكل محاولة للتفاهم تذهب أدراج الرياح إن لم تكن مدعمة سلفا بحسن النية..."

    وواصل سيف الإسلام أحمد كلامه وقال :

    -"ان العفاريت ألقت علي الطوب مرة.فرددت في سري :" قل هو الله أحد,الله الصمد..."فجرت العفاريت وجريت في أثرها وأنا أقول:"لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد..." حتى اختفت.وهذا ما علينا أن نفعله حلا للمشكلة.فان لم ندار العفاريت لن نصل الى النتيجة المرجوة..."

    وهنا قال المترجم كلاما معناه أنه مهما يكن هناك من اختلاف في وجهات النظر,فان على كل طرف أن يفحص وجهة النظر الأخرى لعل فيها شيئا ايجابيا...

    واستعد سيف الإسلام أحمد ليكمل كلامه,فنظر فريد الرفاعي – وكان هو المترجم – إلى الأمير فيصل والى علي ماهر وقد ظهرت على وجهيهما دلائل الاستهجان والارتباك والسخط.وقال لهما بالعربية:

    "أسعفاني ...لقد استنفدت ما عندي من اختلاقات!".

    فالعفاريت كما يبدو تركب رأس شيراك وأمثاله حول الشرق الأوسخ الذي يبحث عنه ,واعتقد أن العلاقة بين فرنسا والعالم العربي تحتاج الى ضرب بالمندل لفهم المواقف الفرنسية الغريبة والعجيبة خصوصا وزير خارجيتها الذي يؤمن باستخدام العصا العفاريتية لتربية النمرة السورية دون أي كعكة أو حتى بونبونة عفريتية ,كما يبدو أن بلازي مخاوي شي جنية كصاحبنا سيف الاسلام أحمد ,فالتصريح الأخير لدوست بلازي عن الفهم الدقيق للعبة الدولية لم نفهمه ونحتاج الى مترجم لفك تشفير طلاسم تصريحات شيراك مع ميركل عدا بلازي والذي عمله إطلاق موالات الأوف والهوارة ولكن باللغة الفرنسية العفريتية التي حتى الفرنسيين أنفسهم لم يعودوا يفهموها وكما يبدو أن سوريا بحاجة لاستحضار الأرواح وضرب الزار لاستيعاب الوصايا الفرنسية المعلبة أمريكيا وكأن بوش الذي تأتيه هو الآخر تلفونات سماوية ولا نعلم من أي عفريت تأتيه ,وأقول لهم وبعالي صوتي :"لا حول ولا قوة إلا بالله".

    كاتب المقال محمد زعل السلوم
    10/9/2006
يعمل...
X