الوثائق العلمية العربية الإلكترونية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • amattouch
    عضو منتسب
    • May 2006
    • 971

    الوثائق العلمية العربية الإلكترونية






    حاجيات الوثائق العلمية العربية الإلكترونية :

    من المصطلح الرمزي المعياري إلى أدوات معالجة النصوص العلمية








    خالد سامي
    جامعة القاضي عياض، كلية العلوم ، مراكش، المغرب

    حاجيات الوثائق العلمية العربية الإلكترونية :
    من المصطلح الرمزي المعياري إلى أدوات معالجة النصوص العلمية
    خالد سامي
    كلية العلوم، جامعة القاضي عياض، مراكش، المغرب
    ملخص
    إن توفير الدروس والمراجع العلمية والتقنية باللغة العربية على شبكة الإنترنيت أو على هيئة تسجيلات رقمية لا يستلزم وجود مصطلحات تقنية بقدر ما هو في حاجة إلى منظومة رمزية علمية معيارية ذات مواصفات متفق عليها وهو بحاجة أكبر إلى برامج معالجة نصوص في مستوى ما هو متوفر للغات تداول العلوم والمعارف التقنية العالمية. قد تكون القواميس موجودة بل قد تكون هناك تخمة مصطلحات في بعض المواد العلمية كالرياضيات مثلا ولكن ليس هناك اتفاق كامل على اعتماد منظومة موحدة للرموز العلمية الشائعة الاستعمال في البلاد العربية في حين تسعى هيئات التوصيف والمعيرة جادة إلى اعتماد لوائح محارف لمختلف اللغات العالمية بسرعة. مثال هذا، ما يجري في هيئة يونكود Unicode التي بادرت إلى اعتماد عدة مقاييس في الخط العربي في غياب اتفاق على بعض العناصر ولا تزال الهيئة في حاجة إلى ملئ عدة خانات ولوائح كلوائح رموز الرياضيات… بموازاة هذا، تبقى معاناة الخط العربي في برامج معالجة النصوص جلية واضحة تهدد قواعد الكتابة العربية البالغة الدقة. كما لا يزال تطوير برامج معالجة النصوص الإلكترونية ذات الجودة الرفيعة في طور المسائل المطروحة على بساط البحث. وهكذا قد تكون أدوات نشر لغات ضعيفة التداول كالعبرية متوفرة في حين يتعذر ذلك حينما يتعلق الأمر بلغة الضاد.
    إن هذا الواقع لا ينفي وجود مجهودات متفرقة في بعض هذه الواجهات : قام فريقنا في كلية العلوم بجامعة القاضي عياض بمراكش بتطوير برنامج ريضعرب لتنضيد ومعالجة النصوص الرياضياتية التي تتضمن صيغا رمزية عربية تتكون من رموز خاصة تساير كتابتها مسار الخط العربي. طور هذا البرنامج انطلاقا من برنامج تخ TEX الذي أصبح بمثابة معيار عالمي لمعالجة النصوص العلمية. فغالبية النشرات العلمية الرفيعة الجودة تشترط تقديم البحوث المعروضة للنشر منضدة بواسطة هذا البرنامج. ولا زلنا بصدد تقديم مقترح لائحة رموز رياضياتية معيارية لهيئة يونكود.
    إن المرور من النص المطبوع على الورق إلى النص الإلكتروني لا يمثل ثورة على مستوى بنية النص التي تتحول من نظام خطي يحكمه تسلسل الصفحات إلى نظام تشعبي "شجري" يتيح الإبحار في اتجاهات وأعماق مختلفة فحسب ولكنه يطرح تحديات أعمق كتمثيل دلالة العبارة الرمزية بصيغ مختلفة بدل الاكتفاء بالصيغة المطبوعة الفريدة علاوة على تخفيض تكاليف إنتاج النصوص واعتبارات أخرى.
    لقد أدرك مصممو الجامعات الافتراضية المقبلة مدى جدوى توفير مضامين الدروس بلغات مختلفة فراحوا يبحثون قصد تطوير أدوات معلوماتية تمكن من تجاوز الحواجز اللغوية. إلا أن المجهودات التي يحتاجها إنتاج النصوص العلمية أو التقنية الإلكترونية باللغة العربية لا زالت جد متواضعة. ولا زالت هناك حاجيات كبرى سواء فيما يخص اعتماد المقاييس والمعايير أو على مستوى ترجمة القرارات إلى إنتاج يستعمل ويُفَعّل تلك القرارات.
    إن تعليم اليوم وتنمية الموارد البشرية من خلال تداول المعارف تعتمد كليا على قدرة الارتقاء إلى إنتاج نصوص إلكترونية تكون صيغ عرضها ذات جودة عالية إضافة إلى غنى مضمونها. والقدرة على تزويد طالب العلم الناطق باللغة العربية بجامعات ومدارس افتراضية تقدم دروسا علمية وتقنية معيارية قابلة للتطوير والتحديث بسرعة تطور المعارف بل وانفجارها من ضرورات التنمية وهذه القدرة بدورها رهن بالقدرة على خدمة لغة الضاد من خلال توفير الوسائل المعلوماتية (البرامج، المعايير، المراجع…) التي تضمن لهذه اللغة القيام بوظائفها على شكل أمثل.
    مخطط
    بعد استعراض بعض أوجه كلفة عدم تدريس العلوم والتقانات باللغة العربية في سلك التعليم العالي من خلال تجربة المغرب، يتناول المقال بعض حاجيات تعريب العلوم من المصطلح الرمزي إلى برمجيات معالجة النصوص. ثم يختتم بتقديم مثال برنامج ريضعرب لمعالجة النصوص العلمية العربية.
    أي لغة لتدريس العلوم والتقانات في الجامعة؟
    سؤال مطروح بصفة حادة لأسباب تنموية بغض النظر عن أية اعتبارات أخرى. فعلى سبيل المثال يمكن تسجيل :
    • ارتفاع الطلب على التعليم العالي بسبب ارتفاع مستوى المعارف المطلوب في تأهيل المواطن لأداء الوظائف الحديثة، فبالإضافة إلى الإحصائيات التي تثبت هذا التوجه العالمي العام بشكل واضح، من المؤشرات الإضافية على هذه التحولات، تنامي وانتشار الجامعات المفتوحة and Open Universities Distance Higher Education Institutions والجامعات الافتراضية Virtual Universities. ويقتضي توسيع القاعدة المستهدفة بالتعليم العالي خيارا لغويا واضحا ثابتا فإما اعتماد اللغة السائدة لدى عموم المواطنين، ويتعين أن يصاحب هذا مجهود في الترجمة والتأليف والاصطلاح والمعيرة وتوفير أدوات أخرى، وإما اعتماد لغة أجنبية يتعين نشر تعليمها على نطاق واسع ولهذا كلفة وتبعات أخرى.
    • كون عدد كبير من الدول ذات اللغات الضعيفة الانتشار كفنلندا والسويد وجمهورية التشيك وكرواتيا…لا تتردد في اعتماد لغتها المحلية في تدريس العلوم والتقانات ولو بصفة جزئية، على الأقل في السلك الأول من التعليم العالي أو في الدروس ذات الاستقطاب الواسع، كخيار متاح وهذا رغم ثقل المجهود المستلزم لترجمة المعارف المتطورة وتحيينها باستمرار وتوفير المراجع ورغم ضآلة عائد الاستثمار بسبب ضيق مجال تداول اللغة. بموازاة هذا، ما هي حصيلة اعتماد لغة المستعمر القديم لتدريس العلوم والتقانات في بلاد لغتها العربية من أقوى اللغات انتشارا؟
    في المغرب، قرابة نصف قرن بعد الاستقلال، لا زالت العلوم والتقانات والحرف الحديثة تدرس بالفرنسية ولا يتم تكوين الأطر إلا بهذه اللغة. فكليات العلوم ومدارس المهندسين ومعاهد تكوين الأطر تعتمد اللغة الفرنسية كلغة فريدة في التدريس، وهكذا يكون تعلم حرفة أو معرفة تقنية مشروطا بتعلم اللغة الفرنسية إلزاما فكل من لا يتعلمها مقصي من مزاولة المهن التي تتطلب مستوى معرفيا فما هي الحصيلة ؟ إنها تتمثل في :
     عزوف الطلبة عن التكوينات العلمية، انظر إحصائيات موقع وزارة التعليم العالي (20) أو موقع مديرية تكوين الأطر(21). ذلك أن كثيرا من الطلبة الحاصلين على شهادة الثانوية العامة العلمية يفضلون التحول عن التكوينات العلمية إلى الحقوق مثلا.
     ضعف مردودية مؤسسات التعليم العالي العلمي كما :
    • 50% من الطلبة المسجلين في السنة الأولى يغادرون الجامعة قبل نهاية السلك الأول، دون الحصول على أية شهادة،
    • 9,3 هو معدل عدد السنوات التي يستلزمها الحصول على شهادة الإجازة (أربع سنوات جامعية بالوثيرة العادية)،
    • أقل من 10% من الطلبة المتخرجين فقط يحصلون على شهادة الإجازة في ظرف أربع سنوات،
     هزالة التكوين العلمي للمتخرجين على العموم، وضعف مؤهلاتهم الأساسية في :
    • استعمال اللغات المحلية و حتى الأجنبية كتابة وقراءة وتحدثا،
     تدني القدرة على استغلال المعارف العلمية المكتسبة (في حل المسائل المطروحة، في النمذجة، في الحساب، في استخلاص النتائج بطريقة الاستنتاج المنطقي…) نظرا لارتفاع المجهود المتطلب لمتابعة الدراسة بلغة غير محكمة وتحويل الاهتمام من المضمون المعرفي إلى الصيغة اللغوية.
     ضعف القدرة على البحث عن المعلومات ومواصلة التكوين…
    واقع التعامل مع اللغة كلغة التدريس يشهد بأن :
    • أزيد من نصف طلبة السنة الأولى في كلية العلوم لا يفهمون درس العلوم الملقن باللغة الفرنسية،
    • سنتان إضافيتان، في المعدل، هما أقل كلفة لتجاوز الصعوبات اللغوية التي يواجهها طالب السنة الأولى،
    • معظم الطلبة يلجئ إلى ترجمة الدروس قبل الشروع في مراجعتها،
    • محاضر مجالس الكليات المخصصة لتقييم النتائج في نهاية السنة تشهد على رسوخ المشكل اللغوي،
    • إصلاح الدراسات الجامعية الراهن يخصص نصف السنة الأولى من التعليم الجامعي لتعلم اللغات وتقانات التواصل وهو ما يعني بالواضح، في حال كليات العلوم، تعلم اللغة الفرنسية. إلا أن هذا الإجراء، على صعوبة إثبات جدواه، ذو كلفة عالية، فمجرد توفير الأساتذة الأكفاء بقدر كاف أمر بعيد المنال، ناهيك عن واقعية تعلم اللغة في أربعة أشهر.
    أما واقع الميدان لوظيفة اللغة الفرنسية كلغة بحث علمي فله أبعاد أخرى :
    في خطاب افتتاح الدورة العادية للأكاديمية الفرنسية Académie Française لسنة 1981 وضع Paul Germain الكاتب الدائم للأكاديمية آنذاك السؤال أيمكن للغة الفرنسية البقاء كلغة علوم Le français peut-il encore être une langue de sciences ? وختم بأن على الباحثين التحول إلى اللغة الإنجليزية لنشر بحوثهم وإلا فستعزل العلوم المنتجة محليا بسبب ضعف انتشار مجال الدراية باللغة الفرنسية في أوساط البحث العلمي. واليوم تنشر البحوث العلمية الفرنسية باللغة الإنكليزية حتى إن هناك الكثير من رسائل الدكتوراه الفرنسية التي تحرر مباشرة باللغة الإنكليزية. أما في بلد كالمغرب فقد تشترط اللغة الفرنسية لتحرير الرسائل الجامعية وعلى أية حال، لا زال الاعتقاد بأن لغة العلم، حتى في ما يخص البحث العلمي، هي الفرنسية سائدا ولكن هناك واقعا لا محيد عنه فجل طلبة السلك الثالث يعانون من ضعف مستوى معرفتهم باللغة الإنكليزية ويعوقهم هذا الأمر في :
    • نشر المقالات العلمية،
    • استعمال المراجع الإنكليزية اللغة سواء المنشورة منها في النشرات العلمية المتداولة أو على الإنترنيت،
    • المساهمة الفعالة في الملتقيات الدولية وربط الاتصالات وعلاقات التعاون،
    • استغلال موارد تمويل البحث العلمي التي تتيحها برامج التعاون الدولي…
    أما في ما يخص اللغة في بُعد نشر الثقافة العلمية فلا تزال أنشطة تعميم العلوم في أدنى مستوياتها وليس الخيار اللغوي بغريب عن الوضع.
    هذا هو واقع التعامل مع اللغة داخل الجامعة، ولا تقتصر وظيفة لغة تدريس العلوم على إيصال مادة معرفية إلى جمهور تلاميذ أو إلى طلبة ولا إلى نشر بحوث علمية مختصة. فالتواصل بقصد تداول المعارف يتم بالأساس في اتجاه الجمهور الواسع وإلا فما هو هدف معرفة تتداول لذاتها ؟ وهكذا فللخيار اللغوي انعكاسات اجتماعية غير مباشرة أخرى منها :
    • تدني حجم وجودة التواصل المكتوب : معدل عدد الرسائل التي يكتبها المواطن جد منخفض. عدد الكتب المنشورة ضئيل لا يكاد يبين. ويمكن تأكيد نفس الملاحظة بالنسبة للمقالات المنشورة…
    • هزالة استعمال خدمات الإنترنيت أو حتى البريد الإلكتروني مقارنة ببلدان الشرق الأوسط مثلا،
    • انخفاض مستوى القراءة، وينعكس هذا على مستوى تأهيل المواطنين المهني بصفة شبه مباشرة فضعف القراءة عائق أساسي في التعلم وفي تحيين المعارف التقنية وتطويرها،
    • صعوبة التواصل بين الخريجين الذين درسوا بالفرنسية وعموم المواطنين الذين لا يتكلمونها. وليست ازدواجية اللغة بغريبة عن ارتفاع مستوى الأمية الذي يناهز 50% من الساكنة. فاستعمال الفرنسية في الحياة العامة يسهم في تقليص جدوى تعلم اللغة العربية في حين أن تعلم الفرنسية ذو كلفة جد مرتفعة بالنسبة للفرد وللمجتمع. فهو يعني في ما يعني :
    • جهد ا ووقتا وافيا،
    • ظروفا مادية تتيح تعلم اللغة الأجنبية (أساتذة في المستوى، تجهيزات : مراكز لغات، مكتبات، نفقات تعلم…)،
    • قدرات ذاتية،
    وبعد التعلم تبقى كلفة الاستعمال تتطلب :
    • محيط استعمال دائم…
    • إشكالية اختيار لغة التواصل، المخاطب المزدوج اللغة،
    • شيوع الأغلاط والأخطاء ورداءة الوثائق (أغلاط التعبير، النحو، الإملاء، التنضيد…)،
    • مشاكل سوء التفاهم غموض مضمون الخطاب، غموض الأفكار.
    ومن الظواهر الشادة، انخفاض قيمة الدراية باللغة العربية فترى الكثير من الناس يفتخرون بجهلهم لهذه اللغة وقد يمتد الاختلاف في اللغة المستعملة ضمن بعض الأوساط إلى تعقيد العلاقات بين الأبناء والآباء. ولا يعني هذا شيوع التحكم في اللغة الفرنسية. فيمكن المجازفة بأن نسبة الذين يجيدون اللغة الفرنسية إلى مستوى تحرير رسالة بها أو حتى مجرد فهمها دون صعوبات لا تتجاوز بأي حال 5%1 من السكان. بل بأن أقل من مواطن واحد على عشرة يتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة، وقليل هم الذين يحكمون الكتابة بها إلى مستوى تفادي الأخطاء البسيطة، وكم يكلفهم ذلك من عناء.
    وهكذا يكون خيار اعتماد الفرنسية لغة تدريس العلوم والتقانات خطأ باهظ الثمن وينقلب الانفتاح المتوخى على اللغات الأخرى إلى انسلاخ مما يمكن أن يكون إبداعا وتميزا. بل وحاجزا في وجه استعمال لغة أجنبية في مجالات مختصة كنشر البحوث المختصة. في حين أن هناك فوائد جلية في استعمال اللغة العربية في تدريس العلوم كتوفير الجهد المبذول بالانصراف إلى المضمون المعرفي بدل الصيغة اللغوية، وكتحقيق تواصل أفضل بين الطلبة والأساتذة واستيعاب أكبر…كما أن العربية أفضل في تعميم العلوم فهي اللغة الوحيدة التي تتيح الاتجاه نحو الجمهور الواسع…
    الخيار إذن واضح وضوح الشمس في النهار إنه اعتماد اللغة العربية في تدريس العلوم في التعليم العالي وتكوين الأطر وفي تعليم التقانات والحرف في جميع المستويات، وفي التكوين المستديم والمفتوح ولذلك ينبغي :
    • إصلاح كتابة النصوص العلمية باعتماد مصطلحات رمزية برموز عربية تتجه كتابتها في مسار كتابة اللغة العربية،
    • تطوير واعتماد تطبيقات نشر مكتبي علمي عربية أو معربة قصد إنتاج وثائق رفيعة التنضيد والإخراج الفني،
    • إنتاج مراجع أكاديمية مطبوعة وإلكترونية سليمة اللغة والإخراج الفني علاوة على المضمون.
    مستلزمات تدريس العلوم والتقانات باللغة العربية
    قرار اعتماد اللغة العربية في تدريس العلوم، على أهميته وضرورته، لا يكفي بل قد يكون ضربة موجعة لخيار التعريب إذا لم تتوفر للعملية وسائل في مستوى الرهان. ومن أهم مستلزمات المشروع تثبيت وتوحيد المصطلحات والمعايير والمقاييس وإنتاج وتوفير برمجيات معالجة النصوص.
    إذا كانت المراجع المطبوعة وما تتطلبه من مصطلحات تقنية هي جل ما كان يحتاجه التعريب بالأمس القريب فإن الحاجة اليوم ليست إلى المصطلح التقني بقدر ما هي إلى المصطلح الرمزي وإلى معيار التنضيد وهيكلة النص وإلى أداة معالجة النص وإنجاز الوظائف المستحدثة التي يتطلبها النشر الإلكتروني. المعجم التقني ليس سوى القطعة المتحركة التي لا تعرف ثبوتا كبيرا في اللغة في حين أن قواعد اللغة بما فيها استعمال حروف المعاني وقواعد الكتابة هي ثوابت اللغة. في اللغة اليابانية، يستحدث ما لا يقل عن 10.000 مصطلح علمي في السنة تؤول منها أزيد من 4000 وحدة إلى الزوال في أقل من ثلاثة سنوات وقد لا يتبقى منها إلا القليل بعد ست سنوات. وبالمقابل، قواعد اللغة العربية ثابتة مند أزيد من أربعة عشر قرنا. وذلك سبب فهمنا للنصوص العربية الأولى في حين لا يكاد الفرنسي يفهم نصا بعمر ثلاثة قرون فقط.
    من متطلبات النشر الإلكتروني
    إن النهوض بالمستوى المعرفي في مجالات العلوم والتقانات لأوسع الشرائح لا يتطلب مجهودات جبارة في الترجمة وتأمين المراجع المطبوعة فحسب بل هناك ضرورة إنتاج وتوفير وتحين وثائق إلكترونية جذابة وديناميكية. لا يكفي أن يكون المضمون غنيا بالمعارف بل يتعين أن:
    • تكون المعلومات مهيكلة ضمن بنية منتظمة بحيث يسهل الوصول إليها لقراء ذوي مستويات ثقافية متباينة لأن البنية التشعبية للنص وإمكانات إدراج وسائل إيضاح متعددة أصبح يتيح ذلك في حين أن المراجع المطبوعة المرتفعة الكلفة كانت تغلق النص في تسلسل خطي في اتجاه جمهور قراء محدود.
    • تحيين المراجع باستمرار سواء على مستوى المضمون، لأن المعارف في تطور مستديم، وسرعة هذا التطور في تسارع مستمر، أو على مستوى الإخراج. فإذا كان عمر الكتاب التقني قد يفوق العقدين في الماضي القريب فإنه لا يتعدى اليوم الخمس سنين إلا نادرا. أما المعلومات الساخنة الصادرة عن نشاط البحث والتطوير فهي في تدفق متسارع وعمرها يتقلص إلى شهور معدودة ومثال ذلك ما يلاحظه المستهلك العادي في البرمجيات المتداولة.
    طبيعي أن يصبح تنضيد النصوص وإخراجها وتطويرها مهمة على عاتق المؤلف وطبيعي أن يحتاج المؤلف، بل الإنسان العادي الذي يتعين عليه الحديث عن بضاعته، إلى التمرس على تقانات معالجة النص وهذا ما يدعو إلى ضرورة تثبت وتوحيد معايير الكتابة وطبيعي أن تمسي كتب النحو في حاجة إلى أبواب إضافية في قواعد الخط والرسم وهيكلة النص والإخراج الفني.
    المصطلح الرمزي المعياري
    لعل أول ما يتطلبه إنتاج وثائق علمية عربية في الوقت الراهن هو تثبيت وتوحيد معايير الكتابة. الكتب المدرسية التي تستعمل فيها صيغ رمزية تجلي فوضى عارمة. هناك من يكتب الصيغ الرمزية بالحرف العربي من اليمين إلى اليسار وهناك من يكتب بالحرف اللاتيني ويمضي الكتابة في الاتجاه المعاكس وفي ما بين الطريقتين تفرعات وخيارات أخرى ولا يقتصر هذا على النصوص العربية بل إن ذلك حال النصوص التي تعتمد الحرف العربي كالفارسية في إيران.
    في حين يخوض المختصون في اللسانيات العربية في إشكاليات المصطلح وفي ألوان النظريات المجردة، تسود الفوضى ثوابت الكتابة. إن اتجاه الكتابة وتجانس الرموز من أهم ركائز اللغة وللمس بهما انعكاسات تربوية وثقافية عميقة منها على سبيل المثال:
    • تعقيد التواصل باللغة المكتوبة في اتجاهين متعاكسين وهذا ما تثبته عدة دراسات (7)(13) فحينما تخلط الكتابة اتجاهين متعاكسين فإن ثمن ذلك تعقيد كبير في التواصل. في بداية كتابته، أو بالأحرى نقشه على ألواح المرمر، ترددت الكتابة الإغريقية في اعتماد اتجاه اليسار إلى اليمين، لأن الخط الفينيقي الذي هو مصدر وأصل الكتابة الإغريقية كان يتجه من اليمين إلى اليسار. فكان السطر الأول ينقش من اليسار إلى اليمين ثم يليه سطر ثاني يتجه في الاتجاه المعاكس ويكتب بحروف تتجه من اليمين إلى اليسار. ثم تتكرر العملية في ما يلي ذلك. هكذا كانت نقوش Boustrophédon كما عاد بها القس Fourmont من اليونان. فهل سيكتب لاعتماد الصيغ الرمزية المتجهة من اليسار إلى اليمين الصمود أكثر من الخطوط السالفة الذكر أم ستدفع فاتورة اعتمادها ثم تؤول إلى الزوال؟
    • شتات وتعارض قواعد الكتابة وبالتالي الحد من مجالات استعمال الكتاب المدرسي. فكتاب الرياضيات المنشور في المغرب لن يكتب له الانتشار في مصر والعكس بالعكس لأن الصيغ الرمزية مكتوبة بطريقة غير معتادة ومن بوادر هذه التحولات أن نرى برمجيات معالجة النصوص تميز بين عربية الأردن وسوريا والمغرب ومصر… حينما تشق الوثيقة الإلكترونية طريقها بسرعة فائقة بكل بساطة من استوكهلم السويد إلى سدني استراليا أو يوهانسبرغ جنوب أفريقيا ستنغلق الوثيقة العربية ضمن حدود القطر.
    رهان خدمة الحرف العربي
    حسب إصدار تقرير التنمية الأخير، يفوق عدد سكان العالم العربي 295 مليونا وهو ما يمثل ما يربو على 5% من مجموع ساكنة العالم. وتتزايد هذه الساكنة بوثيرة عالية. ففي عام 2020 سيتراوح عددهم ما بين 410 و459 مليونا. كما ينمو عدد مستعملي اللغة العربية بشكل مطرد وقد تضاعف عدة مرات من بداية القرن الماضي إلى اليوم . إضافة إلى هذا، على مستوى الكتابة، لا زال الحرف العربي هو أساس كتابة لغات كبرى كالأوردو في الباكستان أو الفارسية في إيران… خريطة العالم للكتابات تبين بما لا يدع مجالا للريبة بأن الحرف العربي يأتي في المرتبة الثانية من حيث اتساع المجال الجغرافي الذي يروج فيه. أما باعتبار أعداد المستعملين فإن الخط العربي يأتي في المرتبة الرابعة، بعد الخط اللاتيني ثم الصيني ثم الهندي. رغم أنه فقد مجال اللغة التركية وهو اليوم يفقد مجالات أخرى في آسيا وأفريقيا.
    لوائح الرموز
    العنصر الذي يلي اتجاه كتابة الصيغ الرياضياتية في الحاجة إلى التثبيت والتوحيد عبر البلدان التي تستعمل الحرف العربي هو المصطلح الرمزي. فحينما يستعمل رمز sin للدلالة على جيب التمام فإن ثمن ذلك هو التخلي في نهاية المطاف عن مصطلح جيب التمام وتعويضه بكلمة سين وإلا فكتابة المصطلح لا تنتمي إلى اللغة العربية. لقد اعتمد منظرو خيار استعمال الرموز الأجنبية على مقولة استعمال نظام ترميز عالمي وهذا خطأ فادح إذ لا يوجد نظام ترميز عالمي موحد ولكل لغة اصطلاحاتها (9) فهناك فروق كبرى بين الفرنسية والإنجليزية وقد سبق أن تسبب الاختلاف في رمز الفصل بين الوحدات والأعشار في إسقاط طائرة في الستينات من القرن الماضي كما كان الاختلاف في رمز الفصل بين الآلاف سببا في تحطم سفينة الفضاء Pathfinder على أرض المريخ. وليست منظومة رموز الدوال الأولية سوى حالة بسيطة من الرموز. فغالبية هذه الرموز ترتكز إلى اتجاه الكتابة، ويتعين تغيير اتجاهها بالتالي. فإذا كان رمز الانتماء في الكتابة المتجهة من اليسار إلى اليمين هو  فيتعين تغيير اتجاهه وهناك رموز أخرى يتعين تثبيت رسمها في الخط العربي كرمز الحد حد أو نها ورمز الجداء جد ورمز المجموع (11).
    تقوم هيئة يونكود (18) بتوصيف الرموز المستعملة وتقترح اليوم عدة معايير في لوائح Range Arabic ويعتبر تصحيح واستكمال مواصفات يونكود من أهم المشاريع التي يتعين الاهتمام بها (4) ثم إن هناك مجالات أخرى لا مجال لحصرها كالترقيم (مواقع الفصل والوصل في المكون الرمزي)… مثلا.
    قواعد التنضيد
    وحدة كتابة اللغة العربية هي الكلمة وليست الحرف كما هي الحال في اللغات التي تعتمد كتابتها الحرف اللاتيني. ذلك أن حال الحروف مرتبط بموقعها ضمن الكلمة وأن رسمها يتغير بتغير موقعها ضمن الكلمة. هذا فرق كبير بين الكتابة العربية والكتابة بالحرف اللاتيني أو حتى بالحرف العبري . في اللغات التي تعتمد الحرف اللاتيني تكون الحاجة إلى قواعد لقطع الكلمات في نهاية السطر أما بالنسبة للغة العربية فبالإمكان بعث قواعد من هذا القبيل أو اعتماد قواعد تمديد الحروف كما تحددها قواعد الخط العربي. وهكذا تعود الحاجة إلى إحياء تدريس الخط العربي بقواعد أدق كقواعد التمديد أو الكشيدة. وليس هذا سوى مثال مما يتعين إضافته إلى كتب قواعد الكتابة فهناك مجالات مستجدة كالتنقيط والترقيم واختيار الخطوط و الأبناط والأحجام . وهناك كذلك خيارات الإخراجstyle page …
    تثبيت وتوحيد قواعد إخراج النص
    نظرا للتحولات العميقة التي تطال إخراج النصوص المكتوبة خاصة منها :
    • شيوع الطباعة الإلكترونية Digital Typography التي تتيح هيكلة النص على بنية تشعبية بدل البنية الخطية التي يفرضها قالب الكتاب المطبوع على الورق. والتي تسمح كذلك بإدراج موارد توضيحية غير نصية كالرسوم والصور والتسجيلات الصوتية …واستعمال وسائل أوتوماتيكية للتصحيح والترجمة والبحث عن الكلمة (2)…
    • تقاصر عمر النص العلمي بسبب سرعة البحث والتطوير ويسر المرور من المعلومة المستنبطة إلى المعلومة المنشورة،
    • عودة مهمة إخراج النص في صيغته النهائية إلى المؤلف بذاته (3)،
    • انخفاض كلفة إنتاج الوثائق الناتج عن الاستغناء عن آليات الطباعة على الورق الباهضة الثمن وعن عمالة الطباعة وعن الورق وحتى عن بعض خدمات النشر.
    يتعين توجيه جهود المهتمين بتأهيل اللغة إلى ضبط وتثبيت وتوحيد معايير كتابة اللغة العربية خاصة منها أصناف النصوص العلمية. فإذا كانت الدراية بقواعد اللغة والإملاء تكفي لتمكين المؤلف من صياغة وثائقه بالأمس القريب فإنه اليوم في حاجة إلى التمرس على :
    • آليات هيكلة النص structuration وطرائق تنظيم المعلومات قصد تيسير الإبحار navigation والتصفح browsing والاستشهاد والمراجع indexing والبحث (4)،
    • طرق استعمال الرموز وإدراج واستغلال وسائل الإيضاح الغير نصية،
    • الدراية بنوعيات النصوص Text Format وطرق تخزين وتداول النص وبالأبناط ومعايير الورق…
    • تحيين الوثائق …
    فلهذا نرى كثيرا من الأدبيات المخصصة لهذه الأغراض باللغة الإنجليزية.
    نظام ريضعرب لتنضيد النصوص العلمية العربية
    علاوة على مجهود استنباط وتثبيت وتوحيد المعايير والمصطلحات، يستلزم نشر النصوص العلمية العربية توفير برامج نشر مكتبي ومعالجة نصوص في مستوى ما هو متوفر للغات التي تعتمد كتابتها على الحرف اللاتيني. وبالمقابل، يعتبر انتشار استعمال هذه الأدوات من أهم وسائل تثبيت وتوحيد المعايير والمصطلحات.
    إن طباعة النصوص العلمية، حتى في اللغات التي تعتمد كتابتها على الحرف اللاتيني، ليست أمرا سهلا ففي النصوص الرياضياتية مثلا عدد هائل من الرموز المختلفة الأحجام أو تلك التي تحتاج إلى قابلية التمديد في ظل مراعاة قواعد معقدة فحجم العدد في موقع الأس أصغر من حجمه في السطر وهو أصغر في أس الأس ورمز جدر الصيغة الرمزية يتمدد عموديا وأفقيا حسب طول وتكوين الصيغة المشمولة (17).
    في بداية عقد السبعينات من القرن الماضي، قام D. E. Knuth من جامعة استانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية بتطوير نظام تخ TEX لمعالجة النصوص(17). ونظرا لجودة النصوص المنضدة به أصبح مع مرور الزمن معيارا عالميا لطباعة النصوص العلمية. بحيث أصبح العديد من الدوريات العلمية المختصة تشترط تقديم البحوث منضدة بنظام تخ.
    بعد ذلك تمت محاولات لتعريب نظام تخ (16). كان من أشهرها نظام عربتخ ArabTEX الذي طوره K. Lagally من جامعة اشتوتكرت بألمانيا (15) ونظام أوميكا Omega,  (22) الذي قام بتطويره Y. Haralambous و J. Plaice والذي يتيح تنضيد النصوص المتعددة اللغات. ويتيح برنامج ArabTEX إدراج نص عربي ضمن نص لاتيني إلا أنه لا يتعامل مثلا مع الرموز الرياضياتية المكتوبة بحروف عربية. لأجل ذلك طورنا نظام ريضعرب (1) (6) ليتيح إمكانية طباعة الصيغ الرمزية التي تتجه كتابتها من اليمين إلى اليسار وتتضمن رموزا عربية خالصة. ويلتحق ريضعرب ببرنامج تخ ثم عربتخ ArabTEX أو برنامج أوميكا ويصدر المستند على صيغة مستند متجانس مع صيغة تخ TEX. الأمر الذي يمكن من الاستفادة من جل الأدوات التي تطور على هذا المعيار ويمكن للقارئ معاينة نماذج من النصوص العربية التي تشتمل على صيغ رياضياتية مكتوبة ومنضّدة بهذا النظام في ملحق هذا المقال أو على موقع تطوير النظام (23).
    أما فيما يخص المكون الرمزي الذي يتيح استعماله النظام (10) فقد اعتمدنا على :
    • الإبقاء على الرموز التي شاع استعمالها والتي ليس لها مدلول لغوي مثل علامة + أو علامة = واستعمالها على شكلها دون تغيير.
    • مراعاة الفوارق والاختلافات من قبيل مجال النص الرياضياتي (الثقافة العامة أو التعليم أو البحث والدراسة)، أو جمهور القراء المستهدف (الصغار أو الكبار)، خصوصية البلد (المشرق أو المغرب العربي)، … وهكذا يعين المستعمل خياراته حين كتابة هذه النصوص.
    كما تم الاعتماد في اختيار الرموز وقواعد تنضيد الصيغ الرمزية على :
    • المصطلحات الرمزية والأعراف والتقاليد القديمة والحديثة المستعملة في الدول العربية كما تمكن معاينتها من خلال الكتب المدرسية المعتمدة،
    • تاريخ الرموز الرياضياتية وأسباب اختيار أشكالها والتطورات التي لحقت بها عبر الزمن) (9)،
    • تقرير مناظرة عمان لسنة 1987 حول الرموز العلمية باللغة العربية،
    • قواعد التيبوغرافيا المتبناة من طرف الجمعية الأمريكية الرياضياتية A.M.S. ،
    • معايير المنظمة العالمية للتوحيد المعياري بجنيف، سويسرا، مثلا : ISO 31-11:1992, ISO 6862:1996, ISO 9334:1995, ISO/IEC TR 9573-13:1991 (11).
     المنهجية المعتمدة في نظام معالجة النصوص الرياضياتية TEX (17).
     المعيار MathML ، لصياغة العبارات الرياضياتية شكلا ومضمونا على الشبكة العالمية، المعتمد من طرف هيأة التوافق للشبكة العالمية W3C (19).
    مواصفات النظام الجديد
    وبصفة أدق، يتيح نظام ريضعرب (12) استعمال مكونات النص التالية :
    1. حروف الأبجدية العربية المهملة وغير المضبوطة، المجردة من النقط ومن الحركات، وكذلك حروف الأبجديتين اللاتينية واليونانية بشكليهما الكبير والصغير،
    2. الأرقام العربية، بشكليها المغربي والمشرقي، بالنسبة لكافة المستند أو بالنسبة لصيغة معينة فقط، حسب اختيار المستعمل ،
    3. علامات الترقيم العربية ،
    4. المحددات، القوس، …، بأحجام مختلفة حسب حجم الصيغة أو جزء منها ،
    5. رموز العمليات الحسابية والمنطقية والمجموعات والعلاقات
    6. الرموز القابلة للتمطيط حسب حجم الصيغة،
    7. أشكال مختلفة لبعض الرموز.
    ويتيح البرنامج كذلك :
    1. تمديد كشيدة الدالات، المجموع والجداء والنهاية، حسب حجم أطول صيغة من الصيغ العلوية والسفلية التي تعنيها(5) ،
    2. استحداث رموز جديدة للدالات، مع تنقيط الحروف ومشقها لكن دون ضبطها ولو كان النص مضبوطا،
    3. توفير تاريخ اليوم حسب النظام الشمسي باستعمال اسم الشهر المغربي أو المشرقي.
    ومن بين مميزات هذا النظام الموروثة عن نظام تخ :
    1. إدراج الصيغة الرياضياتية داخل السطر أو عرضها وحدها في وسط السطر مع مراعاة فراغ ما بين السطور وتغيير أحجام الرموز،
    2. إدخال علامات أو شارات عمليات على حروف المتغيرات أو الثوابت،
    3. توزيع الفراغات آليا حسب نوعية الرموز سواء منها الحروف أو الأرقام أو الرموز أو المحددات أو الدالات،
    4. إتاحة ثلاثة مواقع رئيسية بأحجام مختلفة بالنسبة لكل هذه الرموز : الموقع العادي، وموقع الأس أو الدليل، وموقع أس الأس أو دليل الدليل،
    5. إمكانية تغيير الحجم لكل هذه الرموز أيضا حسب مواقعها ضمن الصيغة،
    6. تنضيد المعادلات وأنساق المعادلات مع إمكانية ترقيمها على اليمين أو على اليسار حسب اختيار المستعمل،
    7. تنضيد المصفوفات والجداول.
    وبإمكان البرنامج ترجمة الصيغ الرمزية من وإلى اللغة العربية تلقائيا. فبمجرد اختيار المستعمل تأتي الصيغ الرمزية مع حروف المعاني أو كلمات الوصل بالعربية أو الإنجليزية أو الفرنسية. ويعمل بعض أعضاء الفريق على تعريب الأوامر. كما أننا بصدد بناء بنط رياضياتي عربي خالص الأمر الذي سيرفع من مستوى احترام القواعد المثلى للخط العربي.
    خاتمة
    إن خيار تدريس العلوم والتقانات والحرف من أهم أسباب التنمية المستديمة. وكل إرجاء أو تماطل في الأخذ به يترجم بفاتورة عالية الثمن تتمثل في تدني مستوى المعارف العلمية والتقنية لعموم المواطنين وبالتالي في انخفاض مستوى تأهيلهم لشغل كل الوظائف المستجدة. وهذا الأمر يقتضي مجهودا في المستوى على درب الاصطلاح والمعيرة خاصة بالنسبة للكتابة والنشر المكتبي.
    إن تثبيت وتوحيد طرائق كتابة النصوص العلمية باللغة العربية لا يقتضي توفير المعايير والمصطلحات الرمزية فحسب وإنما يتطلب احترام المواصفات المتفق عليها والالتزام بقواعد التنضيد محددة ومضبوطة. ويأتي تطوير برنامج لمعالجة النصوص الرياضياتية العربية كخطوة أساسية على درب تحقيق هدف توحيد المعايير هذه. ذلك أن تنسيق النص واحترام العديد من القواعد يمكن أن يوكل إلى البرنامج بذاته. فلا يتجسد المصطلح أو المعيار إلا بالتداول الفعلي من خلال الممارسة على أرض الواقع والإنتاج والنشر في المواقع المرجعية فضلا عن الكتب المدرسية. فالممارسة الفعلية هي وسيلة الاصطلاح الفعلي وإلا ذهبت الجهود أدراج الرياح,
    مراجع
    (1) عزالدين لزرق وخالد سامي، نظام مبتكر لمعالجة النصوص الرياضياتية العربية، المؤتمر السابع لتعريب العلوم، الجمعية المصرية لتعريب العلوم، جامعة عين شمس، القاهرة، مصر، 2001.
    (2) عزالدين لزرق وخالد سامي، آفاق معالجة النصوص الرياضياتية باللغة العربية، مؤتمر المعلوماتية والصناعة البرمجية ودورها المستقبلي، اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، جامعة الدول العربية، مجلة "بحوث مستقبلية" الموصل، العراق، 2000.
    (3) خالد سامي، حول اتجاهات كتابة الرموز الرياضية في الكتب المدرسية في المغرب، المؤتمر الرابع لتعريب العلوم، الجمعية المصرية لتعريب العلوم، القاهرة، مصر، 1998.
    (4) A. Lazrek and K. Sami Arabic Mathematical script in Unicode, In preparation, for the Unicode Consortium, 2003.
    (5) A. Lazrek CurExt, Typesetting variable-sized curved symbols, Proceedings of the European conference EuroTEX 2003, France, 2003.
    (6) A. Lazrek and K. Sami RyDArab, Typesetting mathematics in an Arabic presentation, Submitted for publication, 2003.
    (7) A. Lazrek and K. Sami Arabic mathematical documents, Typesetting for a better learning, Proceedings of the International Symposium on Innovation in Information & Communication Technology, ISIICT 2002, Philadelphia University, Amman, Jordan, pp. 165-180, 2002.
    (8) M. Banouni, A. Lazrek et K. Sami Une translittération Arabe/Roman pour un e-document, 5e Colloque International sur le Document électronique, Conférence Fédérative sur le Document, Hammamet, Tunisie, pp. 123-138, 2002.
    (9) A. Lazrek, K. Sami Notation symbolique, le tournant de la mathématique arabe, 7e Colloque maghrébin sur l'histoire des mathématiques arabes, Marrakech, Maroc, 2002
    (10) A. Lazrek Vers un système de traitement du document Scientifique Arabe, Doctoral Thesis in computer sciences, Cadi Ayyad University, Faculty of Sciences, Marrakech, 2002.
    (11) A. Lazrek Aspects de la problématique de la confection d’une fonte pour les mathématiques arabes, Cahiers GUTenberg 39-40, Le document au XXIe siècle, pp. 51-62, 2001.
    (12) A. Lazrek A package for typesetting Arabic Mathematical formulas
    Die TEXnische Komödie, DANTE e.V. 13, no. 2/2001, pp. 54-66, 2001.
    (13) K. Sami Aspects de la problématique du langage mathématique arabe, Situated languages, technology, and communication, vol. 1, Publications of the Institute for Studies and Research on Arabization, Rabat, Morocco, March 1997.
    (14) K. Sami Mathematical language; the limits of bilingualism, Proceedings of the first Mediterranean Conference on Mathematics Education and Applications, Nicosia-Cyprus, January 1997.
    (15) K. Lagally ArabTEX Typesetting Arabic with Vowels and Ligatures, Proceedings of the 7th European TEX Conference, Prague 1992.
    (16) D. E. Knuth and P. MacKay, Mixing right-to-left texts with left-to-right texts, TUGboat 8 [1], pp. 14-25, 1987.
    (17) D. E. Knuth The TEXbook, Volume A, Addison-Wesley, 1984.
    (18) www.unicode.org
    (19) www.w3c.org
    (20) ensup.gov.ma
    (21) dfc.gov.ma
    (22) www. gutenberg.en.org/omega
    (23) www.ucam.ac.ma/fssm/rydarab

    د/ محمد عمر أمطوش
يعمل...
X