مسافر إلى الغد .... واكثر من قراءة // حسن حجازي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Hassanhegazy11
    حسن حجازي /مصر
    • Sep 2007
    • 130

    مسافر إلى الغد .... واكثر من قراءة // حسن حجازي


    مسافر إلى الغد .... واكثر من قراءة // حسن حجازي

    شاعر وقصيدة


    حسن حجازي وبصمته الشعرية/نكهة الزمن الجميل
    عمر علوي ناسنا
    المغرب

    ________________________________________



    غريبة تلك اللحظة التي تبحث فيها عن نص يستطيع أن يدعي معرفته العميقة بصاحبه، معرفته لخلجان روحه ولتفاصيل دروبه ، وفيما تركب موجة البحث تشرئب أعناق نصوص كثيرة لكن قلة فقط تستطيع أن تمنحك ذاك اليقين اللذيذ بأن أنفاس الشاعر في نص ما أثيرة وعميقة.

    ذاك ماخالجني وأنا أبحث عن نص شعري في السلة الإبداعية لأخينا الفاضل الجميل حسن حجازي والسؤال الذي يسكنني من يمثل الآخر أكثر ؟ الشاعر يمثل النص أم النص يمثل الشاعر ؟
    وبصرف النظر عن ايهما فتح السفارة في أرض الآخر فإن البحث لم يطل كثيرا حين نقر أحد نصوصه نافذة التلقي المشرعة وهو النص التالي:

    مسافرٌ إلى الغد !
    حسن حجازي/مصر

    بينكَ وبينَ الضفةِ الأخرى
    لم يبق سوى القليل
    أو أكثر بقليل
    أو أقل بقليل ,
    بين َ الظلمةِ والنور
    بين َ خطوطِ اليأس
    وآمالِ الرجاء ,
    تقدم
    لو عمَ السواد
    تقدم لو سرقوا من العينِ الضياء ,
    تذكر أنك َ على موعد ٍ هناك
    أصمد لو كُسِرَ المجداف
    لديك َ الف ُ ذراع ٍ وذراع
    أصمد
    لو بَعُدَ الشط
    أصمد
    لو تاه الغد
    أصمد
    لو تجمعت كل ُ المَرَدة
    وأعوانُ الشيطان
    أصمد
    لو تجمعت ألوانُ الزيف
    وتجمع كلُ السحرة
    من عهدِ فرعون
    الى البنتاجون
    لا تخف
    إلق ِ عصاك
    فيكَ بأسُ موسي
    نبضُ عيسى
    نورُ محمد
    تشبث بالإيمان :
    " ..... فلا يغرركَ تقلبهم في البلاد " ,
    وتذكر " إرم ذات ِ العماد " ,
    تقدم
    لو سرقوا من النورِ الشطآن
    ولا تنس إنكَ إنسان
    يسري فيك َ النورُ الأبيض
    من ملائكة ِ الرحمن
    تتنفسهُ في بسمة
    في نسمة
    في وردة
    في رفرفةِ فراشة
    تداعبُ ألوانَ الطيف
    فلتمسك بالضوء
    وتتمسك بالطهر
    يصبح ُ الليل ُ الأسود ُ عندك ظُهر
    يهديكَ إلى الشط
    أصمد فالمرسى ليس بعيد
    تحمل على ظهرك َ همومَ العبيد
    احلام َ المقهورين
    المنهزمين
    البسطاء
    الغرباء
    ضحايا الغلاء
    ضحايا النفط
    ضحايا القحط
    العطشى لشربةِ ماء
    للستر
    للكِساء
    أصمد فالشاطيء ليسَ ببعيد
    ها... قد وصلنا
    تشبث بالغد
    بالوعد
    أثبت يا عبد الله
    أثبت ثبتكَ الله
    أنظر للطهر
    لينابيعِ الخير
    هناكَ آلافُ الأحرار
    هناكَ الأطهار
    هناكَ الأبرار
    هناكَ الأحبار
    وأخيراً وصلنا للشط
    وصلنا للغد
    وأخيراً أدركنا الخلد
    وأخيراً
    وجدنا الله !
    ***

    --------------------------

    مايميز نصوص الأخ الكريم حسن حجازي دائما هو عبق الزمن الجميل أياما يمكن أن تطل عليك من الماضي حاملة صورة عن عالم منسجم , عالم فيه كثير من النقاء وكثير من قدسية الروح، وفي نصوصه الشعرية دائما تحضر المرأة لتمثل كل تلك القيم وتحضر البلدة ويحضر الإنسان هذه المفردات الثلاثة: المرأة / المكان/ الإنسان هي الأنوية التي يتغذى عليها المعجم الشعري للعزيز حسن حجازي وهي ايضا التي تحكم أفق الدلالة عنده في نسيجه الشعري الوافر.

    في هذا النص قد يخيل للقارئ أن بحث الشاعر قد خرج عن تلك الأنوية ولكن القراءة المتأنية تكشف عن حضور تيمة الزمن الجميل الذي يتغذى على ذات الأكوان الدلالية الثلاثة.

    أختار الشاعر تيمة السفر ومحورها في صورة المسافر وهو ما أعطى للقصيدة بعداً زمنيا وربطها بكل الأسنن الثقافية التي يملكها القارئ عن السفر ومعطياته ، ولأن الأمر يتعلق بالشعر تحديداً فإنَ السفر هنا سيتحول إلى استعارة كلية تجمع كل تفاصيل القصيدة ، وهنا أود أن اشير لإلى أنه أحيانا يلاحظ في الظاهر أن قصائد الأخ حسن حجازي تتجه نحو المباشرية تحذوها حماسة الموضوع ولكن التأمل يكشف عن أمن المباشرية احيانا قد تكون أداة فنية حين تتحول إلى صورة كلية يتغذى عليها كل المشهد الشعري.

    السفر هنا يخرج من مجاله المباشر ليستأسد على كل الأزمنة وفي حركة القصيدة وفي محطاتها التي تجمع بين الإجتماعي والقومي وبين السياسي والثقافي يتحول السفر ألى رحلة تطهير يحركها الشاعر بفعل أمر مركزي يوجهه دائماً للمسافر طالباً منه تجاوز الخيبات ومرارة ماتقدمه الرحلة من خيبات ومثبطات اجتماعية وقومية وسياسية
    ليتحول فعل الأمر إلى قاطرة وإلى سوط يلفح عزيمة المسافر الذي ينتهي به التطهر والإصرار إلى نقطة مركزية هي المصب الدلالي العميق للقصيدة وهو الله:


    وأخيراً وصلنا للشط
    وصلنا للغد
    وأخيراً أدركنا الخلد
    وأخيراً
    وجدنا الله !
    ----------

    حسن حجازي أحسن الإشتغال على سفر إلى الله فصنع في المحطات سيرة الإنسان/ إنسان الزمن الجميل.


    عمر علوي ناسنا
    شاعر
    المغرب

    ________________________________________

    ///////////////////////////////




    وأخيراً أدركنا الخلد وأخيراً وجدنا الله !

    د. عبدالله حسين كراز

    "مسافر إلى الغد" نصٌ مفصلي تأملي وشاعري ومكثف، فيه الفكرة الواضحة الواقعة بين الأنا الإنسان والوجود وعالم الغيب والماوراء. هو نصٌ يدفعنا باتجاه الغد الذي سيأتي حتماً وفي أي لحظةٍ - بقليلها أو كثيرها - ويبوح لنا عما تمخضت عنه تجربة الشاعر/الإنسان ووعيه في لحظات امتشقت من بحر الصوفية موجات من فكرةٍ ورؤية. وما يلفت الانتباه هو حضور التناص القرآني والتاريخي الذي يدعم فكرة النص ويؤصلها: ما بين الحياة والموت وما بين الموت والحياة معالم يبحث عنها المرء حين ينأى عن ضجيج الحياة وسحرها ويأسها ودمارها وخرابها وكل ما لذ وطاب فيها ومنها، ويستقر فوق جودي اللحظة الفكرة التي فيها:

    وصلنا للغد


    وأخيراً أدركنا الخلد


    وأخيراً


    وجدنا الله !

    نعم، لغة جزلة وتحمل صورها واستحضارات إشاراتها وشيفرات التعابير المبنية بوعي وثقافة دلالات الرجوع إلى الله والتصالح معه بعد أن جال المفسدون في الأرض لتخريب تلك العلاقة بين المرء وربه!

    أخي حسن

    كن بخير ومزيد ألق، فأنا هنا أمر وألقي السلام والتحية

    د. عبدالله حسين كراز








    اليقين الله الخلد

    ////////////////////////////

    بنت الشهباء


    وما أسعدنا وأهنأنا يا أستاذنا الفاضل
    حسن حجازي
    حين نصل إلى الله ونحن نعلم يقينا أن لا سلوى لنا إلا حينما نكون بقربه ... نتضرّع إليه , نلوذ في حماه ... فهو حسبنا وكافينا , ومعيننا والرحيم بنا ...
    إنها والله من أجمل اللحظات والوقفات الإيمانية التي تنقلنا إلى عالم الطهر والصفاء والنقاء في زمن غاب عنه الحكمة وانقلبت الموازين والقيم ...

    فما أجمل وأسمى هذا السفر الذي يرفعنا ليطهرنا من رجس الذنوب ودنس الخطايا
    __________________


    وأخيراً وصلنا للشط
    وصلنا للغد
    وأخيراً أدركنا الخلد
    وأخيراً
    وجدنا الله !
    ///////////////////////

    أ/ أحمد الأقطش

    سيدي الكريم المبدع الأستاذ حسن حجازي،،

    ما أروع هذا الغد الذي هو اليقين! فيا له من سفر، ويا له من مسافر، ويا لها من غاية!
    نعم .. فالشاطئ ليس ببعيد، حيث لا ضحايا ولا مقهورين!

    أعتقد أن هذا النص البديع مكانه في قسم (الخاطرة) وليس هنا فهو ليس شعراً.

    وتقبل سيدي خالص مودتي واعتزازي


    ////////////////////////

    احمد محمد فايز
    مصري يقيم يالإمارات


    أرى أمامي رموزاً و إيحاءات من الواقع تدخل بها إلى أعماق نفوسنا و تؤثر فيها ...

    أعتقد أنك تقصدُ العبورَ في حرب العاشر من رمضان عندما ذكرت الضفتين ,,,

    و ذكرك لموسى و عيسى و محمد ( عليهم الصلاة و السلام ) يشير إلى الوحدة بين كل فئات الشعب على اختلاف أديانهم ...

    أما ( احلام َ المقهورين ، المنهزمين البسطاء ) فأظنك تقصد ضحايا نكسة 1967


    ما ( الغرباء ضحايا الغلاء ، ضحايا النفط ، ضحايا القحط ، العطشى لشربةِ ماء ، للستر ِ للكِساء )
    فهم الطبقة الفقيرة من الشعب ...



    أما ( ها... قد وصلنا
    تشبث بالغد بالوعد
    أثبت يا عبد الله
    أثبت ثبتكَ الله
    أنظر للطهر
    لينابيعِ الخير
    هناكَ آلافُ الأحرار
    هناكَ الأطهار
    هناكَ الأبرار
    هناكَ الأحبار
    وأخيراً وصلنا للشط
    وصلنا للغد
    وأخيراً أدركنا الخلد
    وأخيراً
    وجدنا الله ! )

    فلم أستطع تخمين دلالته ...

    أجمل ما في النص هو عدم تحديد قضية معينة ، فالنص يصلح للكثير من التخمينات ...

    لكن ، أنا لا أعتقد أنه شعر ، أراه نوعاً من النثر ....
    ////////////

    وبعد ...

    هذا ما استطعت جمعه عما كتب حول النص بكل حيدة وامانة
    صباحكم أجمل
    ولى عودة معكم
    وأرق تحية
    حسن حجازى
    مترجم وشاعر مصري
يعمل...
X