قصيدة موثرة وانشودة رائعة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • saleh.
    عضو منتسب
    • Sep 2010
    • 511

    قصيدة موثرة وانشودة رائعة

    يا رفيق الصبا .. أين عهد مضى
    أين ما كان من .. وصلنا والهوى
    رب ليلٍ على .... حُلكه قد غشى
    قد دعونا به .... وأطلنا الدعاء
    وبكينا به .... ثم زدنا البكاء
    وسكبنا معاً .... أدمعا في الدجى
    ونهارٍ على ...... طوله والظمى
    قد صبرنا له ... ورجونا الجزاء
    وحفظنا معاً .... سورة الأنبياء
    وسهرنا على ... سنة المصطفى
    في صحيح البخاري .. قلبا وعى
    وعلمنا الهدى ... ودعينا الورى
    وندمنا على .... لهو عمرٍ مضى
    يا رفيق الصبا .. كنت نعم الفتى
    كنت نبعاً صفا .. ومعيناً روى
    كنت مرعى الهوى .. وملاذ المنى
    ثم ضاق الفضاء .. حين حق القضاء
    ساءني مخبر .. أن خلاً جفا
    فغدى خافقي .. مثل جمر الغضي
    يا رفيق الصبا ... كلنا ذو خطا
    رب سيف نبا ... وجواد كبا
    غير أن الفتى .... لو أتى ما أتى
    دائبٌ لو ونا ..... تائبٌ لو جنا
    ثائبٌ لو خطا ..... في الخطايا خطى
    نور إيمانه .... مشرق ما خبا
    يا رفيق الصبا ... أين عهد مضى
    يا رفيق الصبا ... أين عهد مضى


  • saleh.
    عضو منتسب
    • Sep 2010
    • 511

    #2
    وتنهالُ كلُ هُمومي عَليّا .... وينسدُ كلُ طريق لديـّــا

    وأرنو بليلي ألا من سبيل .... ويرتدُ طرفي حسيرا إليـّا

    وإذ نظرةٌ نحوَ باب السماء .... تعيدُ الرجاءَ لقلبي نديّــا

    فأدعو وأدعو ويسمو رَجائي .... ويلمسُ جنحي جبين الثريـّا

    إلهي رَجَعتُ أبوءُ بذنبي .... ولستُ بم قد صنعتُ بريـّا

    فهذا سجودي بساحات ذلي ...وهذي دموعي مَلتْ ناظريـّا

    وهذا فؤادي دَواماً يُنادي .... أحبـــــكَ رَبي أحب النبيـّا

    فحُبكَ رَبي شفيعٌ لذنبـــــي .... ولولاهُ رَبي لما كنتُ شيّئـا

    وحُبُـكَ رَبي يَمورُ بقلبي .... يصوغ الحياة جهاداً أبيـّـا

    وحُبـــكُ رَبي حَباني شعوراً .... طَهوراً يرفُ عبيراً زكيــــّــا

    به قد عرفتُ منارَ هُدايا .... فجابَتْ خُطايا الطريق السويـّا

    عرفتُ طريقي إليّا صَديقي .... لنقفو دَرب الهُدى الأحمديـّا


    تعليق

    • saleh.
      عضو منتسب
      • Sep 2010
      • 511

      #3
      رثاء الأندلس لأبي البقاء الرندي ، و اليوم يعيد التاريخ نفسه ونحن في غفلة ، كان الشاعر قد نبهنا من هذه الغفلة ولكننا مع الأسف لا نزال غافلين إلا من رحمَ الله وقليلٌ ما هم .


      لكل شيءٍ إذا ما تم نقصانُ فلا يُغرُّ بطيب العيش إنسانُ
      هي الأيامُ كما شاهدتها دُولٌ مَن سَرَّهُ زَمنٌ ساءَتهُ أزمانُ
      وهذه الدار لا تُبقي على أحد ولا يدوم على حالٍ لها شانُ
      يُمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ إذا نبت مشْرفيّاتٌ وخُرصانُ
      وينتضي كلّ سيف للفناء ولوْ كان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان ُ
      أين الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ ؟
      وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ ؟
      وأين ما حازه قارون من ذهب وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ ؟
      أتى على الكُل أمر لا مَرد له حتى قَضَوا فكأن القوم ما كانوا
      وصار ما كان من مُلك ومن مَلِك كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
      دارَ الزّمانُ على (دارا) وقاتِلِه وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
      كأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ يومًا ولا مَلكَ الدُنيا سُليمانُ
      فجائعُ الدهر أنواعٌ مُنوَّعة وللزمان مسرّاتٌ وأحزانُ
      وللحوادث سُلوان يسهلها وما لما حلّ بالإسلام سُلوانُ
      دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له هوى له أُحدٌ وانهدْ ثهلانُ
      أصابها العينُ في الإسلام فامتحنتْ حتى خَلت منه أقطارٌ وبُلدانُ
      فاسأل (بلنسيةً) ما شأنُ (مُرسيةً) وأينَ (شاطبةٌ) أمْ أينَ (جَيَّانُ)
      وأين (قُرطبة)ٌ دارُ العلوم فكم من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
      وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ ونهرهُا العَذبُ فياضٌ وملآنُ
      قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما عسى البقاءُ إذا لم تبقَ أركانُ
      تبكي الحنيفيةَ البيضاءُ من ! ;أسفٍ كما بكى لفراق الإلفِ هيمانُ
      على ديار من الإسلام خالية قد أقفرت ولها بالكفر عُمرانُ
      حيث المساجد قد صارت كنائسَ ما فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصُلبانُ
      حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
      يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ إن كنت في سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
      وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
      تلك المصيبةُ أنستْ ما تقدمها وما لها مع طول الدهرِ نسيانُ

      يا راكبين عتاق الخيلِ ضامرةً كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
      وحاملين سيُوفَ الهندِ مرهفةُ كأنها في ظلام النقع نيرانُ
      وراتعين وراء البحر في دعةٍ لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
      أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ فقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
      كم يستغيث بنا المستضعفون وهم قتلى وأسرى فما يهتز إنسانُ ؟
      ماذا التقاُطع في الإسلام بينكمُ وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ ؟
      ألا نفوسٌ أبياتٌ لها هممٌ أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
      يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهمُ أحال حالهمْ جورُ وطُغيانُ
      بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم واليومَ هم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
      فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
      ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
      يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
      وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
      يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
      لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ




      تعليق

      • saleh.
        عضو منتسب
        • Sep 2010
        • 511

        #4
        أنا الفقيـر إلـى رب السموات *** أنا المسيكين فى مجموع حالاتـى


        أنا الظلوم لنفسى وهـى ظالمتـى *** والخير إن جائنا من عنده ياتـى


        لا أستطيع لنفسى جلـب منفعـة *** ولا عن النفس فى دفع المضـرات


        وليس لى دونـه مـولا يدبرنـى *** ولا شفيـع الـى رب البـريـات


        إلا بـأذن مـن الرحمـن خالقنـا *** رب السماء كما قد جا فى الآيـات


        ولست أملك شيئـا دونـه أبـدا *** ولا شريك أنا فى بعض ذرّاتـى


        ولا ظهيـر لـه كـى ما أعاونـه *** كمـا يكـون لأربـاب الولايـات


        والفقـر لـى وصـف ذات لازمٌ أبـدا *** كمـا الغنـا أبداً وصـف لــه ذات


        وهذه الحال حال الخلق أجمعهـم *** وكلهـم عنـده عبـد لــه آت


        فمـن بغـى مطلبـا من دون خالقـه *** فهو الظلوم الجهول المشرك العات


        والحمد لله ملء الكـون أجمعـه *** ما كان منـه وما مـن بعـده ياتـى


        ثم الصلاة على المختار من مضر *** خير البرية من مـاض ومـن آت


        تعليق

        • saleh.
          عضو منتسب
          • Sep 2010
          • 511

          #5

          مع اللهِ في القلب لمّا انكسَرْ *** مع الله في الدمع لما انهمَرْ
          مع الله في التَّوب رغم الهوى *** مع الله في الذّنْب لما استتَرْ
          مع الله في الروحِ فوق السما *** مع الله في الجسم لما عثَرْ
          يُنادي يناجي: أيا خالقي *** عثرتُ.. زللتُ.. فأين المفرّ؟!
          مع الله في نسمات الصباحِ *** وعند المسا في ظلال القمرْ
          مع الله في يقظةٍ في البكور *** مع الله في النوم بعد السهرْ
          مع الله فجراً.. مع الله ظهراً *** مع الله عَصراً.. وعند السحَرْ
          مع الله سرّاً.. مع الله جهراً *** وحين نَجِدُّ، وحين السَّمَرْ
          مع الله عند رجوع الغريبِ *** ولُقيا الأحبَّة بعد السّفرْ
          مع الله في عَبْرةِ النادمين *** مع الله في العَبَرات الأُخَرْ
          تبوح وتُخبر عن سرِّها *** وفي طُهرها يَستحمُّ القمرْ
          مع الله في جاريات الرياحِ *** تثير السحاب فيَهمي المطرْ
          فتصحو الحياةُ.. ويربو النباتُ *** وتزهو الزهورُ.. ويحلو الثمرْ
          مع الله في الجُرح لما انمحى *** مع الله في العظم لما انجبرْ
          مع الله في الكرب لما انجلى *** مع الله في الهمِّ لما اندثرْ
          مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ *** وتسليمهِ بالقضا والقدرْ
          مع الله في عَزَمات الجهادِ *** تقود الأسودَ إلى من كَفَرْ
          مع الله عند الْتحام الصفوفِ *** وعند الثباتِ، وبعد الظَفَرْ
          مع الله حين يثور الضميرُ *** وتصحو البصيرةُ.. يصحو البصرْ
          وعند الركوعِ.. وعند الخشوعِ *** وعند الصَّفا حين تُتلى السُّوَرْ
          مع الله قبل انبثاق الحياة *** وبعد الممات.. وتحت الحُفَرْ
          مع الله حين نجوز الصراطَ *** نلوذُ.. نعوذ به من سَقَرْ
          مع الله في سدرة المنتهى *** مع الله حين يَطيبُ النظرْ


          تعليق

          • saleh.
            عضو منتسب
            • Sep 2010
            • 511

            #6
            سآتي شموخاً صبوراً عنيف وليناً حكيماً وذرباً لطيف

            سآتي إليكِ أزفُ التهاني وأمنحُ رأسكِ تاجاً أنوف

            بقلب يفيضُ هدىً ورضاءً سأهديكِ من مقلتي الحروف

            سآتي أزمجرُ في خطواتي تحَمْحمُ خيلي لأجل الحُتوف

            وجيشي هنالك بين الروابي وفوق الفيافي يروعُ الصفوف

            وفوق الجبالِ جبالُ الرجالِ وفوق التلال رياحُ الزُحوف

            سوافٍ كوافٍ عباقٍ سراع علينا بنصر إلهي تطوف

            سأقدمُ تجمَحُ في سكناتي عِرابُ الليالي وصبح الهَتوف

            سآتي فمُجّي العنى والأساف ومجّي حديث الخنى والسُخاف

            سآتيك عدواً سأتيك زحفاً ستأتيك روحي بكل الظروف

            فجُري ذيول السنا والسناءِ ففخرك بالدين هولٌ مخوف

            وياصحوة الحق سيري بنا ومدي إلى النصر كل الكفوف

            ودكي صُروحَ الخنى والفساد بأرض كساها خمولٌ وخوف

            ودكي صُروحَ الخنى والفساد بأرض كساها خمولٌ وخوف

            ودكي صُروحَ الخنى والفساد بأرض كساها خمولٌ وخوف


            تعليق

            • saleh.
              عضو منتسب
              • Sep 2010
              • 511

              #7

              صَدَحَ البلبلُ يشدو إنهُ صـوت الحيـاة

              كيف يا بلبل تشدو في زمانِ النكسات ؟!

              صوتك الواعدُ يسري بيننـا كالنسمـات

              يبعثُ الآمـال فينـا ويعلمنـا الثبـات

              إنه البطل الشهيد كالجبـال الشامخـات

              أسدٌ في الله يثري ، شامةٌ بين الكمـاة

              في جنان الخلد يزهو يستعيد الذكريـات

              يرتشف من كلِّ عذب وينالُ المكرمـات

              صدح البلبل يشدو إنه صـوت الحيـاة

              كيف يا بلبل تشدو في زمان النكسات ؟!

              عاش في الدنيا غريباً بين أنياب الطغاة

              عاش في الدنيا أسيراً أطلقته الطلقـات

              رُبَّ أيامٍ قضاها في خِضَـمِّ المعمعـات

              لم يذق للنوم طعماً لم يجد فيها الفتـات

              أيها البطل المسجَّى في وقـارٍ وثبـات

              نَم قرير العين أنعـم إنَّ نصـر الله آت

              تعليق

              • saleh.
                عضو منتسب
                • Sep 2010
                • 511

                #8
                قصيدة أبو إسحاق الألبيرى فى وصية ابنه ، وهذه نبذة أنقلها لكم عن الشاعر :


                هو إبراهيم بن مسعود بن سعد التجيبي الألبيري، ويكنى بأبى إسحاق وأصله من أهل حصن العقاب، ولد عام 375هـ، الموافق عام 985م، وكان أديبا معروفا وشاعرا مشهورا في أهل غرناطة بالأندلس، ولقد أختلف مع ملك غرناطة وأنكر عليه إتخاذه وزيرا من اليهود اسمه ابن نغزلة. فنفاه الملك إلى ألبيرا، فألف إبراهيم أبو إسحاق في منفاه قصيدة أدت لثورة أهل صنهاجة على الوزير اليهودي فقتلوه، ومطلعها (ألا قل لصنهاجة أجمعين). وله أكثر من أربعين قصيدة، وكان شعره يتناول الحكم والمواعظ، وأشهر قصائده قصيدته التي أثارت أهل صنهاجة، على ابن نغزلة اليهودي. وتوفي أبو إسحاق في عام 460هـ، الموافق عام 1068م.

                وهذه رائعة من روائعه يخاطب فيها ابنه أبا بكر يعظه فيها ويذكره بحال الدنيا وحقيقتها ومآله القادم عليه ويدعوه للزهد فيها والإقدام على طلب العلم …… كل ذلك بأسلوب سهل سلس رقراق يطرب النفس عند قرأته .

                أما ما يتعلق بالإنشاد فهو من جزئين الأول وهو فيه هدوء نوعاً ما ، أما الجزء الثاني فو صاخب جداً وحماسي للغاية ، وإليكم الأبيات :



                تفتُّ فؤادَك الأيامُ فتـّا

                وتنحِتُ جسمَك الأيامُ نحتا
                وتدعوك المنونُ دعاءَ صدقٍ

                ألا يا صاحِ أنت أريدُ أنتا
                أراك تحبُ عِرساً ذات خدرٍ

                أبتَّ طلاقـَها الأكياسُ بتـّا
                تنام الدهرَ ويحك في غطيطٍ

                بها حتى إذا متَّ انتبهتا
                فكم ذا أنت مخدوعٌ وحتى

                متى لا ترعوي عنها وحتى
                أبا بكرٍ دعوتـُك لو أجبتا

                إلى ما فيه حظك لو عقلتا
                إلى علمٍ تكون به إمامًا

                مطاعًا إن نـَهَيتَ وإنْ أمَرتا
                ويجلو ما بعينِك مِن غِشاها

                ويهديك الطريقَ إذا ضللتا
                وتحملُ منه في ناديك تاجًا

                ويكسوك الجمالَ إذا عرَيْتا
                ينالُك نفعُه ما دمتَ حياً

                ويبقى ذكرُه لك إن ذهبتا
                هو العضبُ المهندُ ليس ينبو

                تصيبُ به مقاتلَ من أردتا
                وكنزٌ لا تخافُ عليه لصّـًا

                خفيفُ الحمْل يوجدُ حيث كنتا
                يزيدُ بكثرة الإنفاق منهُ

                وينقصُ إن به كفاً شددتا
                فلو قد ذقتَ مِن حلواه طـَعمًا

                لآثرتَ التعلمَ واجتهدتا
                ولم يشغلْك عنه هوىً مطاعٌ

                ولا دنيا بزخرفها فـُتِنتا
                ولا ألهاك عنه أنيقُ روضٍ

                ولاخِدرٌ بزينتها كَلِفتا
                فقوتُ الروح أرواحُ المعاني

                وليس بأن طعِمتَ ولا شربتا
                فواظبه وخذ بالجِدِ فيه

                فإن أعطاكه الله انتفعتا
                وإن أعطِيتَ فيه طولَ باعٍ

                وقال الناسُ: إنك قد علمتا
                فلا تأمن سؤالَ الله عنه

                بتوبيخٍ: علمتَ فهل عملتا؟
                فرأس العلم تقوى الله حقاً

                وليس بأن يقال: لقد رأستا
                وأفضلُ ثوبك الإحسانُ لكن

                ترى ثوبَ الإساءةِ قد لبِستا
                وإن ألقاك فهمُك في مهاوٍ

                فليتك ثم ليتك ما فهمتا
                ستجني من ثمار العجز جهلا

                وتصغر في العيون إذا كبِرتا
                وتُفقـَدُ إن جهِلتَ وأنت باقٍ

                وتوجد إن علمتَ ولو فُقِدتا
                وتذكرُ قولتي لك بعد حينٍ

                إذا حقاً بها يوماً عمِلتا
                وإن أهملتـَها ونبذتَ نصحًا

                ومِلتَ إلى حطامٍ قد جمعتا
                فسوف تعض من ندمٍ عليها

                وما تغني الندامة إن ندمتا
                إذا أبصرت صحبك في سماءٍ

                قد ارتفعوا عليك وقد سفلتا
                فراجعها ودع عنك الهوينا

                فما بالبطء تدركُ ما طلبتا
                ولاتختلْ بمالك والْهُ عنه

                فليس المالُ إلا ما علمتا
                وليس لجاهلٍ في الناسِ مغنٍ

                ولو مُلك العراق له تأتـّا
                سينطق عنك علمك في ملاءٍ

                ويُكتب عنك يوماً إن كتمتا
                وما يغنيك تشييد المباني

                إذا بالجهل نفسَك قد هدمتا
                جعلتَ المالَ فوق العلم جهلاً

                لعمرُك في القضية ما عدلتا
                وبينهما بنص الوحي بَوْنٌ

                = ستعلمه إذا طه قرأتا
                لئن رفع الغني ُ لواءَ مالٍ

                لأنت لواءَ علمك قد رفعتا
                لئن جلس الغنيُ على الحشايا

                لأنت على الكواكب قد جلستا
                وإن ركبَ الجيادَ مسوماتٍ

                لأنت مناهجَ التقوى ركبتا
                ومهما افتض أبكارَ الغواني

                فكم بكرٍ من الحِكَمِ افتضضتا؟
                وليس يضرك الإقتارُ شيئاً

                إذا ما أنت ربَك قد عرفتا
                فماذا عنده لك من جميلٍ

                إذا بفِناءِ طاعته أنختا
                فقابل بالقبولِ لنـُصحِ قولي

                فإن أعرضتَ عنه فقد خسرتا
                وإن راعيتـَه قولاً وفعلاً

                وتاجرتَ الإلهَ به ربِحتا
                فليست هذه الدنيا بشيءِ

                تسوؤك حِقبةً وتسرُّ وقتا
                وغايتها إذا فكرتَ فيها

                كفيئك أو كحلمك إن حلمتا
                سُجنتَ بها وأنت لها محبٌ

                فكيف تحب ما فيه سُجنتا
                وتطعمك الطعامَ وعن قريبٍ

                ستـَطعَمُ منك ما فيها طعِمتا
                وتعرى إن لبِستَ بها ثيابًا

                وتُكسى إن ملابسَها خلعتا
                وتشهدُ كلَ يومٍ دفن خلٍّ

                كأنك لا تُرادُ لما شهِدتا
                ولم تُخلَق لتعمرَها ولكن

                لتعبُرَها فجِدّ لما خُلِقتا
                وإن هُدِمَت فزدها أنتَ هدماً

                وحصّن أمرَ دينِك ما استطعتا
                ولا تحزن على ما فات منها

                إذا ما أنت في أخراك فزتا
                فليس بنافعٍ ما نلتَ منها

                من الفاني إذا الباقي حُرِمتا
                ولا تضحك مع السفهاء يوماً

                فإنك سوف تبكي إن ضحكتا
                ومن لك بالسرور وأنت رهنٌ

                وما تدري أتـُفدى أم غـُلِلتا
                وسل من ربك التوفيق فيها

                وأخلصْ في السؤال إذا سألتا
                ونادِ إذا سجدتَ له اعترافًا

                بما ناداه ذو النون ابن متى
                ولازم بابه قرعاً عساهُ

                سيفتحُ بابَه لك إن قرعتا
                وأكثِرْ ذكرَه في الأرضِ دأبًا

                لتـُذكَرَ في السماءِ إذا ذَكَرتا
                ولا تقلِ الصّبا فيه امتهالٌ

                وفكّرْ كم صغيرٍ قد دفنتا
                وقل: يا ناصحي بل أنت أوْلى

                بنصحِك لو لفعلك قد نظرتا
                تـُقـَطِّعُني على التفريطِ لوماً

                وبالتفريطِ دهرَك قد قطعتا
                وفي صِغَري تُخَوِّفني المنايا

                وما تدري بحالك حيثُ شِختا
                وكنتَ مع الصِبا أهدى سبيلاً

                فمالك بعد شيبك قد نكثتا
                وها أنا لم أخض بحر الخطايا

                كما قد خضتـَه حتى غرقتا
                ولم أشرب حميّا أمِّ دَفرٍ

                وأنت شربتها حتى سكرتا

                ولم أنشأ بعصرٍ فيه نفعٌ

                وأنت نشأت فيه وما انتفعتا
                ولم أحلـُلْ بوادٍ فيه ظلمٌ

                وأنت حللتَ فيه وانتهكتا
                لقد صاحبتَ أعلاماً كباراً

                ولم أركَ اقتديتَ بمن صحبتا
                وناداك الكتابُ فلم تـُجبهُ

                ونبّهك المشيبُ فما انتبهتا
                ويقبُحُ بالفتى فعلُ التصابي

                وأقبحُ منه شيخٌ قد تفـَتـّا
                ونفسَك ذُمَّ، لا تذمُمْ سواها

                لعيبٍ فهي أجدرُ مَن ذممتا
                وأنت أحق بالتفنيد مني

                ولو كنتَ اللبيبَ لما نطقتا
                ولو بكتِ الدما عيناك خوفًا

                لذنبك لم أقل لك قد أمِنتا
                ومن لك بالأمان وأنت عبدٌ

                أُمِرتَ فما ائتمرتَ ولا أطعتا
                ثقـُلتَ من الذنوبِ ولست تخشى

                لجهلك أن تخِفَّ إذا وُزِنتا
                وتـُشفِقُ للمصرِّ على المعاصي

                وترحمه ونفسَك ما رحمتا
                رجعتَ القهقرى وخبطتَ عشوى

                لعمرُك لو وصلتَ لما رجعتا
                ولو وافيتَ ربَك يوم نشرٍ

                ونوقشتَ الحسابَ إذاً هلكتا
                ولم يظلمْك في عملٍ ولكن

                عسيرٌ أن تقومَ بما حملتا
                ولو قد جئتَ يومَ الحشر فردًا

                وأبصرتَ المنازلَ فيه شتا
                لأعظمتَ الندامةَ فيه لهفاً

                على ما في حياتك قد أضعتا
                تفرُ من الهجيرِ وتتقيهِ

                فهلاّ من جهنمَ قد فررتا
                ولستَ تطيقُ أهْوَنها عذابًا

                ولو كنتَ الحديدَ بها لذُبتا
                ولا تـُنكِرْ فإن الأمرَ جِدٌ

                وليسَ كما حسبتَ ولا ظننتا
                أبا بكرٍ كشفتَ أقلّ عيبي

                وأكثرُه ومعظمُه سترتا
                فقل ما شئتَ فيّ من المخازي

                وضاعفها فإنك قد صدقتا
                ومهما عِبتـَني فلفرطِ علمي

                بباطنه كأنك قد مدحتا
                فلا ترضَ المعايبَ فهي عارٌ

                عظيمٌ يورثُ المحبوبَ مقتا
                ويهوي بالوجيه من الثريا

                ويُبْدِله مكان الفوق تحتا
                كما الطاعات تـُبْدِلـُك الدراري

                وتجعلـُك القريبَ وإن بعُدتا
                وتنشرُ عنك في الدنيا جميلاً

                وتلقي البرَ فيها حيث شئتا
                وتمشي في مناكبها عزيزًا

                وتجني الحمدَ فيما قد غرستا
                وأنت الآن لم تـُعرَف بعيبٍ

                ولا دنّسّتَ ثوبَك مذ نشأتا
                ولا سابقتَ في ميدانِ زورٍ

                ولا أوضعتَ فيه ولا خببتا
                فإن لم تنـْأَ عنه نشِبتَ فيهِ

                ومَن لك بالخلاصِ إذا نشِبتا
                تدنِّسُ ما تـَطهّرَ منك حتى

                كأنك قبلَ ذلك ما طهُرتا
                وصرتَ أسيرَ ذنبِك في وثاقٍ

                وكيف لك الفكاكُ وقد أسِرتا
                فخف أبناءَ جنسِك واخش منهم

                كما تخشى الضراغمَ والسبَنتا
                وخالطهم وزايلهم حِذارًا

                وكن كالسامريِ إذا لُمِستا
                وإن جهِلوا عليك فقل سلامٌ

                لعلك سوف تسلمُ إن فعلتا
                ومَن لك بالسلامةِ في زمانٍ

                تنالُ العِصْمَ إلا إن عُصِمتا
                ولا تلبث بحيٍّ فيه ضيمٌ

                يُمِتُّ القلبَ إلا إن كُبِِلتا
                وغرِّبْ فالتغرُبُ فيه خيرٌ

                وشرِقْ إن بريقِك قد شرِقتا
                فليس الزهدُ في الدنيا خمولاً

                لأنت بها الأميرُ إذا زهدتا
                ولو فوق الأمير يكون فيها

                سُمواً وارتفاعاً كنتَ أنتا
                فإن فارقتـَها وخرجتَ منها

                إلى دار السلام فقد سلِمتا
                وإن أكرمتـَها ونظرتَ فيها

                لإكرامٍ فنفسَك قد أهنتا
                جمعتُ لك النصائحَ فامتثلها

                حياتَك فهي أفضلُ ما امتثلتا
                وطوَّلْتُ العتابَ وزدت فيهِ

                لأنك في البطالةِ قد أطلتا
                ولا يغررك تقصيري وسهوي

                وخذ بوصيتي لك إن رشدتا
                وقد أردفتـُها ستّـًا حِسانًا

                وكانت قبل ذا مائةً وستا
                وصلِ على تمامِ الرسلِ ربي

                وعترته الكريمة ما ذكِرتا


                الجزء الأول



                الجزء الثاني

                تعليق

                • مصطفى الشاذلي
                  عضو منتسب
                  • Oct 2012
                  • 134

                  #9
                  [marq]بارك الله فيك على هذه الكلمات الرقيقة[/marq]

                  تعليق

                  يعمل...
                  X