ملاحظات عن الـ (عآمو) في مصر القديمة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • أحمد الأقطش
    أقود سفينتي وسط الرمال
    • Aug 2009
    • 409

    ملاحظات عن الـ (عآمو) في مصر القديمة

    بسم الله الرحمن الرحيم



    هذه بعض الملاحظات المتعلقة بالكلمة المصرية القديمة (عآمو) وأضرابها مما كان يُطلقه المصريون القدماء على أهل المشرق المتاخمين لهم، وهي لا تزال محل أخذ ورَدٍّ بين أصحاب الاختصاص في تعيينهم ما بين موسِّع للدلالة ومقيِّد لها. وهذه الكلمة ممتدة في تاريخ الحضارة المصرية منذ الدولة القديمة ونزولاً، وسأحاول هنا أن أذكر شيئًا من النقولات والآراء تخص هذه المسألة لغويًّا وتاريخيًّا.
    [frame="4 93"]
    ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

    [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)
  • أحمد الأقطش
    أقود سفينتي وسط الرمال
    • Aug 2009
    • 409

    #2
    المعجم المصري الهيروغليفي تأليف بدج:


    E. A. Wallis Budge, An Egyptian Hieroglyphic Dictionary, vol. 1, p. 111

    «(ع أ م): آسيوي، بدوي من الصحراء الشرقية؛ الجمع: (ع أ م و).
    (ع أ م و): راعٍ، بدوي، غنَّام، فلاح؛ الجمع: (ع أ م و)
    ».

    [frame="4 93"]
    ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

    [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

    تعليق

    • أحمد الأقطش
      أقود سفينتي وسط الرمال
      • Aug 2009
      • 409

      #3
      نقش "وني" الذي يقص فيه ما وقع في عهد الملك "بيبي الأول" (حكم 2332 - 2287 ق.م) من الأسرة السادسة في الدولة القديمة:

      «قام جلالته بحملة تأديبية على الآسيويين سكان الرمال (عآم حريو شع) .... لقد عاد هذا الجيش سالمًا بعد أن خرَّب بلاد سكان الرمال .... ولقد أرسلني جلالته خمس مرات لقيادة هذا الجيش لسلب بلاد سكان الرمال في كل مرة يثورون فيها ... وقد حدث أن جاءت الأخبار بأن ثورة انفجرت على إثر حادث ما بين المتوحشين في بلاد أنف الغزال، وعلى إثر ذلك أبحرتُ في سفن البحر ومعي فصائل الجنود، ونزلتُ خلف مرتفعات الجبال الواقعة شمالي سكان الرمال. وعندما سار هذا الجيش على المرتفعات، سرتُ وقبضتُ على الثوار بأكملهم، وقضي على كل العصاة».

      سليم حسن: موسوعة مصر القديمة، ج1 ص371-373
      James Henry Breasted, Ancient Records of Egypt, vol. 1 § 313-315

      [frame="4 93"]
      ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

      [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

      تعليق

      • أحمد الأقطش
        أقود سفينتي وسط الرمال
        • Aug 2009
        • 409

        #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
        نقش "وني" الذي يقص فيه ما وقع في عهد الملك "بيبي الأول" (حكم 2332 - 2287 ق.م) من الأسرة السادسة في الدولة القديمة:

        «قام جلالته بحملة تأديبية على الآسيويين سكان الرمال (عآم حريو شع) .... لقد عاد هذا الجيش سالمًا بعد أن خرَّب بلاد سكان الرمال .... ولقد أرسلني جلالته خمس مرات لقيادة هذا الجيش لسلب بلاد سكان الرمال في كل مرة يثورون فيها ... وقد حدث أن جاءت الأخبار بأن ثورة انفجرت على إثر حادث ما بين المتوحشين في بلاد أنف الغزال، وعلى إثر ذلك أبحرتُ في سفن البحر ومعي فصائل الجنود، ونزلتُ خلف مرتفعات الجبال الواقعة شمالي سكان الرمال. وعندما سار هذا الجيش على المرتفعات، سرتُ وقبضتُ على الثوار بأكملهم، وقضي على كل العصاة».

        سليم حسن: موسوعة مصر القديمة، ج1 ص371-373
        james henry breasted, ancient records of egypt, vol. 1 § 313-315

        استخدم برستد في العناوين الفرعية لفقرات هذا النص كلمة (البدو) لوصف هؤلاء القوم، وهو نفس ما فعله سليم حسن وزاد عليه أنه استخدمها في النص مرادفًا لعبارة (سكان الرمال). أمَّا الفقرة الأخيرة التي فيها خبر الحملة التي شُنت على الهمجيين الذين تقع بلادهم في شمال بلاد البدو، فقد وضع لها برستد العنوان التالي: «حملة في جنوب فلسطين»، وعند سليم حسن: «الحملة ضد فلسطين». وترجم سليم حسن عبارة (بلاد أنف الغزال) إلى: «الكرمل». وعيَّن برستد في الهامش المرتفعات المذكورة بأنها «المرتفعات الفلسطينية».

        فالذي يؤخذ من هذا هو التفريق بين بلاد سكان الرمال وبلاد أنف الغزال: فالحملة على البلاد الأولى كانت برية، والحملة الثانية كانت بحرية. القوم المذكورون أولاً بلادهم متاخمة لمصر، والقوم الآخرون بلادهم إلى الشمال على الساحل. هؤلاء البدو مع كونهم سكانًا للرمال كما هم موصوفون في النقش، إلا أن عددهم ليس بالقليل بل كانوا بالآلاف ولهم أشجار يزرعونها تينًا وكرومًا، فنقرأ في أحد المواضع: «لقد عاد هذا الجيش سالمًا بعد أن قطع أشجار تينهم وكرومهم.. بعد أن ذبح كل جنودهم بعشرات الآلاف العدة».
        [frame="4 93"]
        ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

        [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

        تعليق

        • أحمد الأقطش
          أقود سفينتي وسط الرمال
          • Aug 2009
          • 409

          #5
          نقش "بيبي نخت" عن الملك "بيبي الثاني" (حكم تقريبًا 2284 - 2184 ق.م) من الأسرة السادسة في الدولة القديمة، الذي يحكي فيه الحملة على بلاد الآسيويين عقابًا لهم على قتلهم أحد الضباط المصريين في البحر الأحمر أثناء قيامه ببناء سفينة للإبحار إلى بلاد "بونت":

          «أرسلني جلالة سيدي إلى بلاد الآسيويين (عآمو) لأحضر له السمير الوحيد [قائد] البحارة مدير القافلة "عنعنخت"، الذي كان مشتغلاً هناك ببناء سفينة تتجه إلى بونت، فداهمه الآسيويون (عآمو) الذين ينتمون إلى سكان الرمال (حريو شع) وذبحوه هو وفصيلة الجنود الذين كانوا معه».

          سليم حسن، ج1 ص391 ؛ Breasted, vol. 1 § 360

          ملحوظة: الترجمة العربية الذي أذكرها أعتمد فيها بوجه عام على ترجمة سليم حسن، إلا أني أضبطها على الألفاظ الذي يثبتها برستد في ترجمته أو يحيل عليها في الهامش.

          [frame="4 93"]
          ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

          [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

          تعليق

          • أحمد الأقطش
            أقود سفينتي وسط الرمال
            • Aug 2009
            • 409

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
            «أرسلني جلالة سيدي إلى بلاد الآسيويين (عآمو) لأحضر له السمير الوحيد [قائد] البحارة مدير القافلة "عنعنخت"، الذي كان مشتغلاً هناك ببناء سفينة تتجه إلى بونت، فداهمه الآسيويون (عآمو) الذين ينتمون إلى سكان الرمال (حريو شع) وذبحوه هو وفصيلة الجنود الذين كانوا معه».
            الذي يتضح مِن وَصْف هذه الواقعة أن موقع بناء السفينة كان على ساحل البحر الأحمر لأن الغرض من بناء هذه السفينة هو الإبحار إلى بلاد بونت جنوبي مصر. فإذا علمنا أن عاصمة الدولة المصرية في ذلك العصر كانت هي "منف" الواقعة الآن جنوب القاهرة، فإن أقرب ساحل للبحر الأحمر يصلح لهذه المهمة هو خليج السويس. وتكمن أهمية هذا التحديد في أن النص أطلق على هذه المنطقة اسم "بلاد العآمو" وهم سكان الرمال، وهذا يعني أن وجود هؤلاء القوم في ذلك المكان هو أمر طبيعي لوقوعه في نطاق أرضهم، ولعل هذا ما أغراهم بمداهمة هذه الكتيبة المصرية.

            وقد علَّق برستد على هذه الجزئية مبديًا شيئًا من الحيرة فقال: «إمَّا أن سكان الرمال قد امتد نفوذهم إلى أقصى الجنوب في ذلك العصر (بقدرتهم على عرقلة بناء السفن المخصصة لرحلات بونت)، وإمَّا أن هذه السفن كانت تُبنى في أقصى شمال البحر الأحمر. ويبدو أن الاحتمال الأول هو الأقرب». اهـ وهذا الاحتمال الذي رجَّحه برستد لعله استند إلى فرضية أن بناء سفن بونت في ذلك العصر كان يتم في جنوب مصر، مع أن الأقرب معقولية هو أن الموقع المقصود هو خليج السويس لقربه من عاصمة البلاد آنذاك.
            [frame="4 93"]
            ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

            [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

            تعليق

            • أحمد الأقطش
              أقود سفينتي وسط الرمال
              • Aug 2009
              • 409

              #7
              تكلم بروكش باشا عن هؤلاء العآمو سكان الرمال المذكورين في الدولة القديمة. فقال عن نقش "وني" إن النص يتحدث عن الحروب التي شنها الملك على «قبائل العآمو والحريوشع، أي القوم الذين يعيشون على رمال الصحراء إلى الشرق من مصر السفلى (الوجه البحري)». وقال عن الحملة ضد بلاد أنف الغزال الواقعة شمال بلاد سكان الرمال: «من الصعب أن نحدد بدقة البلد الذي كان مسرحًا لأحداث هذه الحرب الأخيرة، على أنَّ ذِكْر السفن قد يجعل من الطبيعي الافتراض أنه كان موضعًا في الشام يقع إلى الشمال من صحراء بلاد العرب». ثم علَّق في الهامش بقوله: «إن هذه الحملة الأخيرة التي تمت بالزوارق يبدو أنه من الصعب أن تكون قد وقعت على البحر. والذي نذهب إليه هو أن البلد المقصود هنا هو موضع في مصر السفلى (الوجه البحري) واقع عند بحيرة المنزلة، والذي كان آنذاك خاضعًا لأسلاف البدو الموجودين في خليج السويس».
              Henry Brugsch, A History of Egypt Under the Pharaohs, 1879, vol. 1, pp. 99-101

              [frame="4 93"]
              ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

              [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

              تعليق

              • أحمد الأقطش
                أقود سفينتي وسط الرمال
                • Aug 2009
                • 409

                #8
                تعاليم "مري كا رع" وهو من أواخر ملوك الأسرة العاشرة (حكم تقريبًا 2075-2040 ق.م) أثناء العصر الوسيط الأول، وهي التعاليم التي قالها له والده الملك خيتي:

                «تأمَّل، لقد وطدتُ سلطاني في الشرق فصارت الحدود مِن "هبنو" [بالمنيا] إلى ممر "حور" [شرق الدلتا] معمورة بالمدن الآهلة بالسكان مِن صفوة رجال البلاد وخيرتها، وما ذلك إلا ليصدُّوا غارة الأعداء ... واذكر هذا كذلك عن الأقوام الهمجيين: إن الآسيوي (عآمو) الخاسئ أينما حلَّ يتبعه الشقاء في الأرض التي يحل بها، حيث الماء الآجن، ولا يمكن المرور في أرضه بسبب كثافة أشجارها، وكذلك الطرق فإنها وعرة بسبب جبالها. وهو لا يسكن في مكان واحد، بل يرخي لساقيه العنان. ومنذ أقدم العصور فإنه يحارب، ولكنه لا يَهزم ولا يُهزم، ولا يعلن اليوم الذي سيشن الغارة فيه، كاللص الذي يحوم حول القوم. وعلى قدر ما حييتُ، فإن الهمجيين حينما بدا أنهم جدار منيع اخترقتُ معاقلهم، وجعلتُ مصر السفلى تنقض عليهم. فأسرتُ سكانهم، وسلبتُ قطعانهم، حتى صارت مصر ممقوتة للآسيويين. فلا تُتعِبنَّ نفسك مِن جهته (البدوي): فإنه لا ينهب إلا مسكنًا منعزلاً، وليس في مقدوره أن يستولي على مدينة آهلة بالسكان».

                سليم حسن، ج1 ص426 (إلى قوله: "الغارة فيه". ثم مِن قوله: "لا تتعبن")
                Miriam Lichtheim, Ancient Egyptian Literature, vol. 1, pp. 103-104


                وعلَّق سليم حسن على هذا النص بقوله: «أمَّا في شرق الدلتا فإن الفرعون المسن كان يشعر أنها آمنة مطمئنة بعض الشيء، وما ذلك إلا بفضل الميزات الخاصة التي كانت يمتاز بها العرب الرحَّل وكانت هذه الصفات سليقة في نفوسهم وما زالت منذ القدم باقية فيهم لم يطرأ عليها أي تغيير إلى يومنا هذا ... ولعمري ليس هناك وصف أدق لأهل البادية مِن وَصْف خيتي لهم في هذه الجمل الموجزة».
                [frame="4 93"]
                ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                تعليق

                • أحمد الأقطش
                  أقود سفينتي وسط الرمال
                  • Aug 2009
                  • 409

                  #9
                  لوحة "خيتي" في عهد الملك "منتوحتب" الثاني (تقريبًا 2061-2010 ق.م) وهو أحد ملوك الأسرة الحادية عشرة ومؤسس الدولة الوسطى:

                  «لقد كنتُ حامل خاتم الإله، أُرسِلْتُ لأجل أن أُضعِف قوة البلاد الأجنبية. وعندما كنتُ في إقليم المعادن (بيئو) فحصته، وسِحْتُ حوال أقاليم "ثنهت". وعندما كنتُ في بيوت "رَجُل الشمال" ختمتُ خزائنه التي في جبل "بيت حور في مدرج الفيروز"، بعد أن أخذتُ فيروزًا من منجم "برشمع". وقد حاولتُ كرةً أخرى في منجم آخر يُسمَّى منجم "..."، وهو منجم قد عُمل لـ "حور" نفسه. ولمَّا كنتُ قد خرجتُ في هذه البعثة بأمر سيدي هذا، فإني فعلتُ ما أراده. ولقد كنتُ مبعوثه والمماثل لقلبه وصورة صدره، ولقد أديتُ له ما أراد كأن ما فُعل كان للإله نفسه. ولقد عاقبتُ الآسيويين في بلادهم، ولقد كان الخوف منه هو الذي نشر هيبتي، ونفوذه هو الذي بث الرعب مني، حتى إن البلاد التي وصلتُ إليها صاحت قائلة: مرحى مرحى بقوته، إن حبه هو الذي جعل الأرضَيْن تتحدان له والآلهة تسعد زمنه. وعدتُ في سلام إلى قصره، وأحضرتُ له طرائف البلاد الأجنبية: مِن معدن جديد مِن "بات"، ومعدن لماع هو "إهوياو"، ومعدن صلب من "منكاو"، وفيروز "حروتت"، ولازورد "تفررت"، ومعدن "ساهرت" مِن فوق الجبال، و "خت عوا" من جبال مستيو، و "رننثث" من "باوق" من الأرض الحمراء، وعصي؟ من "رشاوت"، و "مزمت" من "كهبو"».

                  سليم حسن، ج3 ص81 ؛ Gardiner, JEA vol. 4 (1917), pp. 35-36

                  ويعلِّق جاردنر قائلاً: «إن أرض (بيئو) التي أجرى فيها خيتي عمليات التنقيب عن المعادن قد يُراد منها بالتأكيد في رأيي شبه جزيرة سيناء، فكلمة (بيئو) قد تعني "بلاد المعادن" وهو الاسم الذي ورد بالفعل على آثار سيناء».

                  ويعلِّق سليم حسن متابعًا ما ذهب إليه جاردنر: «ومِن ذلك نستخلص أن هذا الموظف الكبير (إن كان كل ما قاله صحيحًا) يُعتبر مِن أعظم المبعوثين الذين ذهبوا إلى سيناء وتوغلوا في مجاهيلها ومهدوا الطريق لجعلها تحت سلطان مصر في عهد الدولة الوسطى وما بعدها».

                  هذا ولم يذكر جاردنر الكلمة المصرية التي ترجمها إلى (آسيويين) إن كانت هي "عآمو" أو غيرها.
                  [frame="4 93"]
                  ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                  [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                  تعليق

                  • حياة بن عشري
                    عضو منتسب
                    • Sep 2018
                    • 35

                    #10
                    موضوع جميل وشيق...!
                    شكرا لك..

                    تعليق

                    • أحمد الأقطش
                      أقود سفينتي وسط الرمال
                      • Aug 2009
                      • 409

                      #11
                      نبوءات "نفرتي" في عهد الملك "سنفرو" (تقريبًا 2613-2600 ق.م) وهو مؤسس الأسرة الرابعة في الدولة القديمة. ويُعتقد أن هذا النص الأدبي المتأخر قد أُلِّف في الدولة الوسطى:

                      «كتابة ما تحدث به الكاهن المرتِّل "نفرتي" حكيم الشرق التابع للإلهة "باست" في إشراقها، ابن مقاطعة "عين شمس"، حينما كان يفكر فيما سيحدث في الأرض، ويفكر في حالة الشرق حينما يأتي الآسيويون (عآمو) بقوتهم، وحينما يعذِّبون قلوب الحاصدين ويغتصبون ماشيتهم وقت الحرث. أنصت يا قلبي، وانْعَ تلك الأرض التي منها نشأت .... كل طيب قد اختفى، وصارت البلاد طريحة الشقاء بسبب مؤن الآسيويين (ستيو) الذين يغزون البلاد. ظهر الأعداء في الشرق، انحدر الآسيويون (عآمو) إلى مصر .. قطعان البلد الأجنبي (خآست) ستشرب من أنهار مصر، ستربض على الضفاف ... سيأتي ملك من الجنوب اسمه "أميني" ... الآسيويون (عآمو) سيُقتلون بسيفه، والليبيون سيُحرقون بلهيبه ... وسيقيمون "سور الحاكم" حتى لا يتمكن الآسيويون (عآمو) من أن يغزوا مصر، وسيستجْدون الماء حسب طريقتهم التقليدية لأجل أن تَرِدَها أنعامهم».

                      سليم حسن، ج3 ص173-174 ؛ Miriam Lichtheim, vol. 1, pp. 140-141
                      For transliteration, see University College London


                      والذي يذهب إليه العلماء هو أن الملك "أميني" المقصود هنا هو الملك "إمنمحات" مؤسس الأسرة الثانية عشرة أعظم أسرات الدولة الوسطى، فالنص موضوع بعد الحدث وصيغ على هيئة نبوءة قديمة. وهذا الاجتياح الآسيوي هو عصر الاضمحلال الأول وهو العصر الوسيط بين الدولة القديمة والدولة الوسطى.
                      [frame="4 93"]
                      ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                      [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                      تعليق

                      • أحمد الأقطش
                        أقود سفينتي وسط الرمال
                        • Aug 2009
                        • 409

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة حياة بن عشري مشاهدة المشاركة
                        موضوع جميل وشيق...!
                        شكرا لك..
                        تحيتي وتقديري
                        [frame="4 93"]
                        ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                        [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                        تعليق

                        • أحمد الأقطش
                          أقود سفينتي وسط الرمال
                          • Aug 2009
                          • 409

                          #13
                          نقش "نسومنتو" في السنة 24 من حكم الملك "إمنمحات الأول" (حكم تقريبًا 1991-1962 ق.م) مؤسس الأسرة الثانية عشرة في الدولة الوسطى:

                          «لقد هزمتُ سكان الكهوف البدو الآسيويين (إنتيو منتيو ستت) سكان الرمال (حريو شع)، خربتُ معاقل الرُّحَّل (ختأو) وجعلتها كأنها لم تكن».

                          Breasted, vol. 1 § 471; The American Journal of Semitic Languages and Literatures, Vol. 21, No. 3 (1905), p. 157

                          كلمة (ختأو) جاء بعدها في النص مخصِّص الأقدام، وقد ترجمها برستد إلى nomads، وعلَّق عليها في المجلة المذكورة بقوله: «من الواضح أن هذه الكلمة هي أحد الأفعال النادرة الدالة على السير والذهاب، ويحتمل أنها تشير إلى حالة الترحال التي كان عليها البدو في شرق الدلتا. نفس هؤلاء البدو القَبَلِيين مذكورون في النص بأنهم "سكان الرمال"، وهي تسمية معروفة، منضمين إلى "سكان الكهوف الآسيويين Asiatic Trogodytes". وواضح تمامًا أن الحملة التي شنها صاحبنا لم تكن سوى غارة على القَبَلِيين الآسيويين المشاغبين في شرق الدلتا، فهي حملة تأديبية كتلك التي كان يرسلها الفراعنة منذ أوائل عصر الأسرات (3400 ق.م) والتي لدينا أحد التقارير الموسَّعة عن إحداها في نقش "وني" في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد».

                          [frame="4 93"]
                          ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                          [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                          تعليق

                          • أحمد الأقطش
                            أقود سفينتي وسط الرمال
                            • Aug 2009
                            • 409

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
                            «أرسلني جلالة سيدي إلى بلاد الآسيويين (عآمو) لأحضر له السمير الوحيد [قائد] البحارة مدير القافلة "عنعنخت"، الذي كان مشتغلاً هناك ببناء سفينة تتجه إلى بونت، فداهمه الآسيويون (عآمو) الذين ينتمون إلى سكان الرمال (حريو شع) وذبحوه هو وفصيلة الجنود الذين كانوا معه».
                            يقول ت. إرك بيت T. Eric Peet في مقدمة الجزء الثاني من كتاب نقوش سيناء الذي اشترك معه فيه ألن جاردنر: «إننا نعرف أن "بيبي نخت" في الأسرة السادسة قد أُرسِل لإحضار جثمان شخص يُدعى "عنعنخت" كان قد ذبحه البدو الآسيويون أثناء بنائه سفينة تتجه إلى "بونت". إن مسرح هذه الواقعة لابد أنه كان في موضع ما على ساحل البحر الأحمر أو خليج السويس، ومن الواضح أنه في ذلك الوقت لم يكن هناك أي مجرى مائي من النيل إلى خليج السويس، مما اضطر الحملات المصرية إلى بلاد "بونت" أن تبدأ مسيرتها عن طريق البر ثم تنطلق في رحلتها من عند أحد المواضع على الساحل. وليس من المستبعد أن الحملات التي كانت تُشَنُّ على سيناء قد اتبعت نفس الطريق. وكان هذا الطريق طبيعيًّا تمامًا في عصر الدولة القديمة حين كانت العاصمة منف واقعة بدقة كبيرة على نفس خط العرض مع مدينة السويس الحالية».

                            Gardiner & Peet, The Inscriptions of Sinai, vol. 2, p. 12
                            [frame="4 93"]
                            ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                            [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                            تعليق

                            • أحمد الأقطش
                              أقود سفينتي وسط الرمال
                              • Aug 2009
                              • 409

                              #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
                              «لقد هزمتُ سكان الكهوف البدو الآسيويين (إنتيو منتيو ستت) سكان الرمال (حريو شع)، خربتُ معاقل الرُّحَّل (ختأو) وجعلتها كأنها لم تكن».
                              مرَّت علينا عبارة (حريو شع) التي تعني "سكان الرمال" في نصين يعودان إلى الأسرة السادسة، ولدينا هنا تسميات أخرى: (إنتيو) (منتيو) (ستت).

                              فأمَّا كلمة (إنتيو) فقال عنها بدج في معجمه (1 / 59):
                              «(إنتت): الصحراء الواقعة بين النيل والبحر الأحمر.
                              (إنتيو): سكان المرتفعات hill-men في الصحراء الشرقية، سكان الكهوف Troglodytes، قبائل الصحراء الشرقية عمومًا، ومعبودهم هو "منو".
                              (إنتي ست): رجل من الصحراء النوبية.
                              (إنتيو ستت): سكان الصحراء الشرقية وحتى أقصى الشمال إلى فلسطين
                              ».

                              وأمَّا كلمة (منتيو) فقال عنها (1 / 306):
                              «(منتيو): لصوص الصحراء، رعاة الماشية في السودان.
                              (منتيو ن ستت): البدو السُرَّاق في الصحراء الشرقية وجنوب الشام.
                              (منثو): البدو الصيادون واللصوص في الصحراء الشرقية وجنوب الشام، وكانوا مشهورين بلِحاهم
                              ».

                              وأمَّا كلمة (ستت) فقال عنها (2 / 709، 712):
                              «(ستيو): آسيويون، نوبيون.
                              (سثيو): آسيويون، نوبيون
                              ».
                              [frame="4 93"]
                              ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                              [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                              تعليق

                              يعمل...
                              X