مكانة اللغة العربية في عصر المعلومات عالميا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مكانة اللغة العربية في عصر المعلومات عالميا

    أظن الخبر التالي يبين مكانة اللغة العربية عالميا حيث كان أول لغتين يتم اعتماد استخدامها في نطاق واسماء المواقع على الشابكة (الإنترنت) لكسر احتكار اللغة الإنجليزية هي العربية والصينية، كما ورد في الخبر التالي من موقع الجزيرة

    <TABLE id=Table6 border=0 cellSpacing=1 cellPadding=2 width="100%"><TBODY><TR vAlign=top><TD colSpan=3><TABLE id=Table6 border=0 cellSpacing=1 cellPadding=2 width=420><TBODY><TR><TD id=tdMainHeader class=tdHeadline width="96%">انتهاء احتكار اللاتينية لعناوين الإنترنت</TD><TD class=tdAudio width="2%"></TD><TD class=tdVideo width="2%"></TD></TR></TBODY></TABLE></TD></TR><TR><TD colSpan=3></TD></TR><TR><TD id=tdStoryBody colSpan=3>
    <TABLE border=1 cellSpacing=0 borderColor=#c0c0c0 cellPadding=2 width="1%" imageTableTakeCare><TBODY><!-- TOKEN --><TR><TD></TD></TR><TR><TD style="TEXT-ALIGN: center; FONT-FAMILY: Arabic Transparent; FONT-SIZE: 10pt; FONT-WEIGHT: bold">بول تومي: لقد جعلنا الإنترنت في متناول الملايين من الناس (الأوروبية)
    </TD></TR><!-- /TOKEN --></TBODY></TABLE>
    وافقت هيئة الأسماء والأرقام المعتمدة في الإنترنت (أيكان) على اعتماد حروف غير لاتينية من بينها العربية لكتابة عناوين المواقع بدءا من العام المقبل، في خطوة أفقدت الحرف اللاتيني حصرية كتابة عناوين الإنترنت التي احتفظ بها خلال أربعة عقود.


    جاء هذا القرار خلال مؤتمر الهيئة السنوي في سول بكوريا الجنوبية. وستكون اللغتان العربية والصينية أولى اللغات التي ستدخل حيّز تنفيذ النظام الجديد فيما يعد أكبر تغيير تقني منذ ظهور الإنترنت.


    وسيسمح هذا التغيير في المستقبل لمستخدمي الإنترنت بكتابة كامل عناوين مواقعهم بأي حرف من حروف اللغات المستخدمة في العالم، وهو الأمر الذي كان وسيبقى حتى تطبيق هذا التغيير حكرا على الحروف اللاتينية.


    وقال رئيس هيئة أيكان بول تومي إن هذه ليست سوى خطوة أولى، ولكنها خطوة كبيرة، وتغيير تاريخي باتجاه تدويل الإنترنت، "هذا يساعدنا على تقاسم أهدافنا.. إنترنت واحدة لعالم واحد".

    وأضاف "هذا التغيير يمكن أن يقود إلى تصاعد غير مسبوق في عدد مستخدمي الإنترنت، لقد جعلنا الإنترنت في متناول الملايين من الناس في مناطق مثل آسيا والشرق الأوسط وروسيا".


    وسيبدأ تنفيذ هذا البرنامج على مراحل، ابتداء من 16 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسيسمح في البداية بتدويل أسماء النطاقات (IDNs) باستخدام حروف مثل العربية والصينية أو الكورية لرمز البلد في نهاية اسم عنوان.


    وقد أنشئت أيكان (التي تقرر ما هي الأسماء التي تمكن إضافتها إلى شبكة الإنترنت لنطاقات المستوى الأعلى (النطاقات العليا) مثل .com، وتعريف البلدان) في عام 1998 وتعمل تحت رعاية وزارة التجارة الأميركية.


    وفي الشهر الماضي، وافقت الحكومة الأميركية التي كانت تتحكم في الإنترنت على تغييرات تعني أن القرار في أيكان لم يعد حكرا على الولايات المتحدة.

    </TD></TR></TBODY></TABLE>




    ما رأيكم دام فضلكم؟

  • #2
    الجيل القادم من الحواسيب لن يكتمل بدون العربية




    الجيل القادم من الحواسيب لن يكتمل بدون العربية



    الجيل القادم من الكومبيوترات لن يكتمل بدون الاعتماد على العربية كأساس فهل يكون العرب من يقدمها أم؟!!!

    إنني أظن أنه وبفضل من الله الذي فضّل مناطقنا لحكمة هو أعلم بها بكل ما يحتاجه العالم من بداية الإنسانية بسيدنا آدم عليه السلام إلى سيدنا موسى عليه السلام ورسالته وسيدنا عيسى عليه السلام ورسالته وأخرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ورسالته لتكون مناطقنا قبس العالم، حتى النفط في العصر المادي الذي نعيشه فغالبيته في مناطقنا،

    والظاهر حتى في المستقبل كذلك وضعنا في موضع تكون لنا المرجعية في كل ما هو عصب هذا العالم وحسب زمانه، وهو امتحان رباني لنا وزيادة في المسئولية الملقاة علينا، نحن من يتكلم العربية سنحاسب عليها وسنخسر الكثير حتى كمنفعة مادية نحن أولى بها إن قصّرنا ووصل إليها غيرنا قبلنا كما هو حاصل مع النفط والرمل الآن.

    المتوقع من الجيل القادم من الحواسيب أو الكومبيوترات، الفهم أو الذكاء أو اتخاذ القرار، ووسيلة نقل الفهم هي اللغة التي تعبر بها عمّا تريد، هل اللغة هي الفهم أم المعالجة هي الفهم أم اتخاذ القرار هو الفهم، أم هو استيعاب اللغة ومعالجتها واتخاذ القرار هو ما يطلق عليه الذكاء؟ أسئلة تحتاج إلى كتب للإجابة عليها، أمثلة على التطبيقات الذكية، كسر حاجز اللغة بين البشر.

    ما هي أفضل لغة يمكن استخدامها لتكون هذا الوسط الذي تنتقل من خلاله لأي لغة أخرى أو من خلالها للغة ثالثة، هناك أشياء كثيرة لتحديد أفضل لغة لهذا الوسط ولكني جمعتها في النقاط التالية:

    - أن تكتب مثلما تنطق .
    - أن تكون رياضية أكبر قدر ممكن.
    - أن يكون تمثيلها أصغر ما يمكن.
    - أن يكون لها مرجعية للمعاني لا يوجد من يستطيع الاعتراض عليه.
    - استقلال معنى أي مفردة فيها، أو يكون له أقل عدد من المفردات بدون مطاطية في المعنى.

    وأطلقت على هذه النقاط بشروط صالح السرّيّة للّغة المثاليّة،

    طبّق ذلك على اللغة العربية إن كنت متمكن منها واكتشف بنفسك، فأفضل استثمار لكم يا طلبة المستقبل هو التمكن من اللغة العربية وكيفية استثمار ذلك يعتمد عليك، ولمن يحتاج الاستزادة عليه بمراجعة الموضوع التالي والروابط الواردة في هذه المداخلة

    القرآن واللسانيات وتطور اللغة والحاسوب وإمكانية برمجة كيف تتم عملية الفهم بلغة القرآن



    ما رأيكم دام فضلكم؟

    تعليق


    • #3
      لغتنا تفرض نفسها على الغريب فنسبة تعلّم اللغة العربية حول العالم منذ عام 2001 في ازدياد رهيب يتجاوز 100% سنة عن السنة التي بعدها كما تجدوها في الأخبار التالية






      ما رأيكم دام فضلكم؟

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري
        صدقني يا أستاذ أبا صالح إنني لعلى ثقة تامة أن اللغة العربية، مثلها مثل الإسلام، ستغزونا من الغرب، أو من خارج العالم العربي الذي لم يعد يمثل لا اللغة العربية و لا الإسلام.

        أشكرك جزيل الشكر على هذه المداخلات المفيدة و المتفائلة.
        دمت على التواصل البناء.



        أنا اختلف معك تماما اللغة العربية والإسلام متلازمان ومناطقنا دوما ستبقى قبس العالم في كل عصر وزمان فالتاريخ يقول ذلك كما أوضحته في مداخلتي الأولى


        فالأمر أولا وأخيرا عائد لكل منّا هل يريد أن يكون من ضمن المشاركين في الانتفاع من هذا القبس في الدنيا والآخرة أم لا، كلّه يعتمد على جهود كل منّا كأفراد أولا ثم كأسرة إن كانت عائلية أو شركة أو مؤسسة أو موقع على الشابكة (الإنترنت) ثم من بعد ذلك كمجتمع أو دولة



        ما رأيكم دام فضلكم؟

        تعليق


        • #5
          النظرة السلبيّة أصلا لا تجوز في الإسلام من وجهة نظري، فنحن أُمرنا بالسعي بكل ما أوتينا من امكانيات أما النتائج فهي بيد الله

          أظن هذا أحد الجنود من الجزائر ويمكنك التواصل معه وتجد معلومات عنه في الرابط، ومن خلاله يمكنك أن تصل إلى موقعه على الشابكة (الإنترنت) كذلك

          د. عبد المالك بوحجرة

          المركز الجامعي بجيجل، الجزائر





          ما رأيكم دام فضلكم؟

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري
            [align=justify]موفور الشكر لك أستاذنا أبا صالح.[/align]
            المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري
            [align=justify]


            لقد أتعبتك معي.

            العمل الفردي لن يجدي شيئا مهما كان إخلاص العامل، فهذا رسول الله، صلى الله عليه و سلم، لم ينجح إلا بتأييد الله له بنصره و بالمؤمنين، ألم يقل الله سبحانه و تعالى (هو الذي أيدك بنصره و بالمؤمنين) ؟ أليس يأتي النبي و معه الرهط، و النبي و ليس معه أحد، مع أنهم أنبياء ؟



            إذن : نصرة أي مشروع مهما كان تكون بالعمل المؤسسي الرسمي أو الخاص لأنه يحتاج للأموال و الرجال و الهياكل و غيرها، و التخطيط و الإرادة الكبيرة...
            إن الأعمال الفردية تبقى محدودة الأثرمهما بُذل من أجلها من الوقت و الجهد و المال.
            سأتعرف على الدكتور عبد المالك بوحجرة إن شاء الله تعالى.
            دمت على التواصل البناء.


            [/align]


            أنا اختلف معك وبناء على تعليقك أظن أنك لم تعمل خارج إطار الوظيفة الحكوميّة، فهذه عادة آراء جميع موظفي الحكومة بسبب ما تفرضه عليهم من نمط معيّن من التفكير ولذلك فهمت موقف الرسول بهذه الطريقة


            ولكن في الحقيقة أصلا لا يبدأ أي عمل بدون مجهود فردي



            وبالمثابرة والثبات والاستمرار في مشروعك مع عدم اهمال التعريف به في كل مكان وبأي طريقة ستجذب الانتباه كما في المثال الذي طرحته عن الرسول صلى الله عليه وسلم



            وأصحاب رؤوس الأموال وحتى الحكومات يهمها أن تجني ثمرة نجاحك طالما تحس أو تشعر أو تلمس بأن هناك ثمرة مفيدة لهم إمّا وجاهةً إن كان في حال الحكومات أو مالاً إن كان في حال أصحاب رؤوس الأموال



            فلذلك كما قلت لك نحن طُلب منّا السعي بكل امكانياتنا والإصرار والثبات في تكملة مشوارنا مع عدم اهمال أهمية نشر التعريف به في كل مكان، أما النتائج فهي بيد الله، فهذا المفروض ما نؤمن به



            ما رأيكم دام فضلكم؟

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري
              [align=justify]تحيتي أستاذنا أبا صالح.[/align]
              المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري
              [align=justify]


              نحن نتفق عموما في هذا الطرح غير أنني أريد تجاوز العمل الفردي إلى العمل الجماعي أو المؤسسي لأن القضية كبيرة و خطيرة تنوء بالعصبة أولي القوة فما بالك بالأفراد المشتتين ؟

              ثم إن مأساة اللغة العربية في الوطن العربي ناجمة عن ردة لغوية عميقة و قديمة و لذا فهي تحتاج إلى قرارات سياسية جريئة و متحدية، و إن أعمال الأفراد ستبقي جزئية و محدودة ما لم تتبناها مؤسسات أو منظمات كبيرة غينة و قوية.
              أما فيما يخص عملي فيما يخص قولك "وبناء على تعليقك أظن أنك لم تعمل خارج إطار الوظيفة الحكوميّة، فهذه عادة آراء جميع موظفي الحكومة بسبب ما تفرضه عليهم من نمط معيّن من التفكير ولذلك فهمت موقف الرسول، صلى الله عليه و سلم، بهذه الطريقة" فقد أخطأتَ، نعم قد عملتُ في مؤسسة عمومية، وليس حكومية بالمفهوم الرسمي، لمدة طويلة بيد أنني مستقل الفكر و القرار على ما في هذا الزعم من غرابة لكنه الحقيقة.
              أشكرك جزيل الشكر على هذا التفاعل المفيد و هذا ما يؤكد لي المرة تلو المرة أنني مع شخصية متميزة قد أخطأتُ في حقها في البداية.
              تحيتي و تقديري.

              [/align]

              بالنسبة لحال اللغة العربية بين ناطقيها الآن فقد حاولت تشخيص المشكلة بالتفصيل الممل وبأمثلة عمليّة واقعيّة في المواضيع التالية




              الفرق بين مرور الكرام والمرور الكريم ...






              هل لغة ثقافتنا ومثقفينا الحاليين لها أي علاقة بلغتنا العربية ؟






              هل نفهم العربية ؟ ولماذا لا نفهمها ؟ وكيف نتجاوز ذلك ؟






              أما الحل فقد هداني الله إلى التالي وتجد تعريف به تحت العنوان والرابط التالي



              "جهاز المعلم صالح لتعليم اللغة العربية"






              فهل تركت أي حجج أخرى لأحد للبداية في العمل الجدّي لتكملة المشوار والبناء عليها أو على نشر ذلك بين معارفه وفي كل مكان يتواجد به؟!!! إن كان حقيقة يريد أن يعمل من أجل خدمة اللغة العربية؟!!!



              ما رأيكم دام فضلكم؟

              تعليق


              • #8
                أظن ما ينقص أهل التخصص في اللغة العربية خصوصا مع وجود هذه الرغبة الكبيرة لدى غير العرب في تعلّم اللغة العربيّة على الأقل كما في روابط الأخبار التي وضعتها أعلاه،

                ناهيك عن ضعف اللغة العربية لدى أهلها،

                أن يستفيد أهل تخصص اللغة العربيّة من التجربة البريطانيّة والاسترالية على الأقل في كيفية تحويل اللغة إلى صناعة وتجارة مربحة تدر عليهم المليارات في العام فقط من عوائد تدريس اللغة أو توفير نصوص صحيحة لأهلها

                ما هي الأدوات التي ستساعد أهل التخصص في اللغة العربية لكي يبدأوا بخلق هذه الصناعة والتجارة؟
                كيف يتم العرض؟ وأين؟
                وهل هناك أي احتياجات أو رأس مال حقيقي مطلوب لعمل شركات أو مؤسسات أهليّة؟ أم المسألة سهلة ويمكن لأي متخصص باللغة العربيّة أن يبدأ بما متوفر لدى أي شخص عادي؟!!!
                من هم الزبائن؟ وعلى أي اساس يتم تصنيفهم؟ وكيف يتصل بكل مجموعة منهم؟

                ما رأيكم دام فضلكم؟

                تعليق


                • #9
                  بالرغم من اختلافي الشديد مع أكثر اسلوب وطريقة تفكير وطرح أحلام مستغانمي إلا أنني احترمت تماما ما لونته باللون الأحمر مما قرأته لها في جريدة القدس العربي



                  وأعيد نشرها هنا في هذا الموضوع لظنّي أهمية ذكره هنا في حوارنا تحت عنوان هذا الموضوع

                  أسئلة الحرية والابداع والهوية اليوم: عندما يصبح الجزائري من بلد 'الشاب خالد'!

                  بقلم / أحلام مستغانمي

                  17/04/2009




                  كنت أكثر سعادة قبل أن أقبل دعوة المشاركة في ندوة عن 'الحرية والإبداع'. أو على الأصح، كنت أظنّني أكثر حريّة قبل أن أجدَني مجبرة على التفكير في أسئلة الحريّة.
                  منذ سنوات وأنا أقاطع الملتقيات التي تعقد حول الإبداع. أراها شخصيًّا محرقة لوقت المبدع ليس أكثر.
                  أظنّني هذه المرّة وقعت في فخ كلمة 'الحرية' كمن يقيس عمق النهر بأقدامه حاولت أن أقيس حريّتي ككاتبة بالأسئلة.
                  لا أعرف لعبة أخطر.
                  يكفي أن تحاول أن تفهم لتكون قد دخلت في حالة عصيان. 'الحرية فضّاحة لمن دونها' حسب أنسي الحاج. وأنت ما زلت تحبو في روضة الحرية. ذلك أنّ أوّل درس تلقّيته في الديمقراطية كان من جلادك وبأمر منه.
                  لكأنّ الديمقراطية تتعدّى عليك. ترغمك أن تصبح حرًّا رغم أنفك لأنّ النبي 'بوش' كان قد أراد لك ذلك.
                  سنوات وأنا أقاطع كلمة 'الحرية' نكاية في الديمقراطية المستوردة.
                  أرفض أن أحلّ ضيفة على الفضائيّات التي تشتق اسمها من هذه الكلمة.. كي أثبت أنّني 'حرّة' أكثر منها.
                  لم أعثر على طريقة أخرى لممارسة حريتي غير رفض هبة الحرية. برغم حاجتي إليها ككاتبة.
                  الكاتب أمين على الذاكرة. وهي أخطر المسؤوليات على الإطلاق. فعلى رواية التاريخ يقوم الصراع مع أعدائنا، وعلى روايته نؤسّس ذاكرة أجيالنا القادمة.
                  مهمّة كهذه، تحتاج إلى مسافة لوضوح الرؤية. وإلى حريّة مطلقة يخاطر الكاتب بانتزاعها في كلّ صفحة، ليس فقط من كلّ رقيب، بل من كلّ قارئ على حدة. ذلك أن الحريّة عندنا قد تضيق إلى حدّ تزن فيه كلّ كلمة روح صاحبها.
                  ذات يوم قد يستيقظ الكاتب وإذا بقارئ يردّ عليه بالطعنات عن كتاب كتبه قبل سنوات.
                  فمن دون كتّاب العالم، وحده الكاتب العربي لا يكتب لقارئ، بل لقاتل محتمل.
                  سبعون كاتباً وصحافياً سقطوا في الجزائر في عشريّة الدم وسنوات الإرهاب مخضّبين بحبرهم، على يد قرّاء لم يقرؤوهم، لكنّهم على قناعة بأنّهم يملكون حقًّا إلهيًّا يفوّضهم واجب محاسبتهم وقطع رؤوسهم وكسر أقلامهم إلى الأبد.
                  على مدى سنوات، ظلّت أرواحهم تسكنني ودماؤهم تتدفّق على أوراقي كلّما جلست للكتابة حتى فاضت بهم رواياتي. وما كانوا حالة استثنائيّة في تاريخ جرائم الحبر العربيّة. فقد تكرّر المشهد نفسه في بيروت وفي بغداد وفي مصر.
                  حين قبل عشر سنوات، التقيت بنجيب محفوظ - رحمه الله - في لقاء فريد بمناسبة نيلي جائزة تحمل اسمه، آلمني منظر يده اليمنى التي كان يمسك بها طوال الوقت. بعد أن شلّتها طعنة تلقّاها من شاب لم يقرأه، لكنّه كان موعوداً بالجنة إن هو قتله.
                  لسنوات ظلّ يحمل جثّتها المعلّقة إلى جسده. يمسك بها، خشية أن يعودوا ويأخذوها منه، برغم أنّها ما عادت تقدر على الإمساك بقلم.
                  يدٌ تستوقفك. تخجلك. تربكك. تبكيك. فما الكاتب سوى يد.
                  كانت تختصر ما لا يُحصى من أيدٍ لكتّاب عبر تاريخ القهر العربي، نكّل الحكّام حيناً والظلاميّون حيناً بأعمارهم.
                  لم أقاوم رغبة في تقبيلها، فانحنيت عليها وبكيت. كنت أقبّل يد الإبداع ويد الحريّة، فما عرفت لهما رمزاً غير تلك اليد المشلولة لكاتب عربي صنع مجدنا وصنعنا مأساته.
                  لا أدري من أين عاد إليّ شبح تلك اليد، فأيقظ هواجسي.
                  كان يكفي أن يُطلب منّي كتابة رأيي في العلاقة بين الحريّة والإبداع بخطّ يدي، حتى ينتابني هلع الحبر. ما دمت كائناً حبريًّا ما الذي أخافني؟
                  لعلي خفت من يدي. أو أن أنفضح ببصمة أحرفي. أو خفت أن يوثّق هذا الضوء ما حميته بعتمتي.
                  المبدع العربي هو الابن الشرعي للخوف. لا ولاء له إلا له. لا يغادر دوائر الخوف، مخافة ألا يعود يتعرّف على نفسه. فالخوف يدخل في خريطة جيناته. لقد اختصر محمد الماغوط سيرة كلّ المبدعين العرب في جملة واحدة:' ولدت مذعوراً.. وسأموت مذعوراً'، وهو القائل أيضاً 'عندي احتياطي من الخوف لا ينضب مثل البترول'.
                  بعد ثلاثة عقود، ما زال قول يوسف إدريس يصلح شعاراً لملتقى عن الحرية والإبداع:
                  'إنّ كميّة الأوكسجين في العالم العربي لا تكفي كاتباً واحداً'.
                  ما زال المبدع العربي لا يشعر بالأمان في بلد عربي. وما زال بحكم العادة، لا يتنفّس سوى برئة واحدة. فقد تربّى على تقنين حقّه في الأوكسجين.
                  لذا، يهاجر المبدعون العرب كالطيور أسراباً، بحثاً عن وطن للحرية. ذلك أنّ الحريّة شقيقة الإبداع. إنّها السماء التي من دونها لا يمكن لمبدع أن يحلّق. هي نداء المدى.
                  إن كان حتى تحليق الفراشة البسيط، يحتاج حسب بول كلوديل إلى السماء كلّها. كيف يمكن لنسر الإبداع أن يحلّق ويكتب على علوّ منخفض للخوف؟ أن تكتب، يعني أن تفكّر ضدّ نفسك. أن تجادل. أن تعارض. أن تجازف. أن تعي منذ البداية ألا أدب خارج المحظور. ولا إبداع خارج الممنوع.
                  الإبداع انتهاك دائم للمألوف. تعدٍّ على ميراث الأجوبة النهائيّة. إنّه حالة عصيان فكري.
                  لذا، على من يطمع في إبداع شاهق، يخترق سقف الحريّة، أن يكون جاهزاً لكلّ شيء. بما في ذلك الموت مقابل حفنة من الكلمات.
                  ذلك أنّ الكتابة في العالم العربي ستظلّ أخطر مهنة، والتفكير أكبر تهمة. حتى أنّه يشترك مع التكفير في كلّ حروفه، ويكاد يبدو أمامه مجرّد زلّة لسان.
                  كيف حال الحرية في العالم العربي؟
                  تملكون أجوبة على هذا السؤال بعدد المبدعين العرب الذين يعيشون ويموتون منذ نصف قرن في غير أوطانهم. مشرّدين بين المنافي القسرية وتلك الاختيارية، في انتظار أن يثأروا بموتهم لتاريخ طاعن في الاستخفاف والظلم. عساهم يعودون كباراً لأوطان كانت تحتاجهم أمواتاً لتكبر بجثامينهم. وتحتاج صمتهم الأبدي حتى لا يقاطع أحد صوتها.
                  من قال أنّهم يريدوننا أحياء؟
                  أوطان تحتفي بموت مبدعيها إلى هذا الحدّ، وتتجاهلهم أحياء إلى هذا الحدّ. كيف نصدّق حسن نواياها؟
                  لفرط تدليلهم لنا أمواتاً حبّبوا لنا الموت. ما عدنا نخافه. أصبحنا في موسم الهجرة الأخيرة إلى الوطن، ننظّم إليه سفريات جماعيّة. نتسابق، نتدافع كي نفوز بأجمل جنازة عربيّة لكاتب.
                  الأمر أصبح يستدعي تنظيم مسابقة بين الدول العربية للفوز بجائزة أفضل جنازة لمبدع عربي. حسب رأيكم هل هي جنازة نجيب محفوظ، أم محمود درويش، أم نزار قباني، أم منصور الرحباني، أم مصطفى العقّاد، أم الطيّب صالح؟ وأعتذر إن كنت لا أملك نموذجاً عن الجزائر. فمحمد ديب أحد كبار كتّابنا، الذي كان مرشّحاً لنوبل، مات قبل سنوات تاركاً وصيّة ألا يدفن في الجزائر. مما يجعلنا خارج المسابقة. لكن هذا لا يعني أبداً أنّنا الأسوأ. نحن فقط نحترم الوصايا. ثمّة بلاد تعتبر المبدع ملكها الخاص حيًّا وميْتاً.
                  و ميْتاً أكثر منه حيًّا. ولا تسأله إن كان يريد أن يعود إليها جثماناً.. هل سألَتْهُ أصلاً.. لماذا ما كان يستطيع العيش فيها؟
                  حين يلتقي المبدعون العرب في مناسبة ما، لا أحد يسأل الثاني من أين هو؟ بل من أين جاء؟ لا أحد يأتي من حيث نتوقّعه. لكلّ مبدع وطنان، واحد يحمله وآخر يسكنه. يقيم في الأوّل ريثما يدفن في الثاني. الحرية هي أيضاً حقّك في أن يكون لك وطن واحد تعيش وتموت فيه حرًّا، كريماً. فالكرامة أهم من التكريم.
                  من يكرّمك ميْتاً، يكرّم نفسه بك. يستفيد من صمتك الأبديّ ليقوّل جثمانك ما يشاء.لكن عندما يصمت الكاتب ينطق التاريخ. ماذا كان بإمكان ياسر عرفات أن يقول أمام جثمان محمود درويش، لو أنّه عاش وشاهد جنازته؟
                  و ما جدوى أن تكون السلطة الفلسطينيّة قد طبعت أكثر من خمسة آلاف علم عليها صورة درويش لتوزيعها خلال التشييع، وأن تصدر طابع بريد عليه صورته؟ وأن تخصّه بجنازة الرؤساء وقد قاصصَتْه قبل ذلك بسنوات قصاص الغرباء والأعداء. عندما رفض اتفاقيّة 'أوسلو' وقدّم استقالته من عضوية اللجنة التنفيذيّة احتجاجاً؟
                  الشاعر الذي كان رمز المقاومة. لم تشفع له جماهيريّته، ولم يحمه اسمه. لقد عومل كموظف عصى أمر مديره. فقد أصدر الرئيس الراحل ياسر عرفات أوامره حينها بوقف مخصّصات محمود درويش المالية، ومن بينها أجرة الشقة المتواضعة التي كان يقيم فيها في باريس. وقضى أشهراً قلّ ما يغادر بيته إلى مقهى أو مطعم خشية أن يلتفّ حوله المحبون ولا يستطيع دفع الفاتورة.
                  حتى سطوة اسم كاتب في حجم محمود درويش لا تحميه من الغضب الإلهي للسلطة. لقد خضع للحصار والمقاطعة والجحود والإقصاء وكان يردّد مازحاً لشرح وضعه 'لا نقود.. لا نفوذ.. لا يهود'.
                  ذلك أنّ الأنظمة العربيّة لا تقبل بأقلّ من إذعان المبدع وانضمامه إلى حظيرة دواجنها وماشيتها.
                  سلطة الاسم قد تحمي الكاتب من الاعتقال، ولكن لا تحميه من أنواع أخرى من القصاص المادي والمعنوي وحده يدري بها قد تتجاوزه إلى أهله وأقرب الناس إليه. وفي حياة كلّ كاتب عربي كبير، أعني كبيراً بمواقفه، قصصٌ تنتظر أن يكشفها التاريخ يوماً.
                  وأتساءل، لو عاش الطيّب صالح إلى اليوم، وقدّمت له حين زيارته للسودان عصاً ليرقص بها مع عمر البشير فوق 200 ألف جثة ورفض العرض، هل كانت ستقام له جنازة رسميّة بذلك الحجم وبتلك الوجاهة؟ لكنّه مات في الوقت المناسب وأهداهم بجثمانه المتعب بعد عمر من الاغتراب فرصة أن يتطّهروا ويتوضّؤوا بدمه.
                  هذا هو بالضبط المطلوب منّا. أن نواصل حتى بعد موتنا تجميل من شوّهوا حياتنا وسطوا على أحلامنا. لقد اكتسبت الأنظمة العربيّة خبرة وذكاءً في إسكات الكاتب حتى لو اقتضى الأمر تكريمه بعد أن تأكّد لها أنّ الثقافة ما عادت تشكّل خطراً عليها.
                  مع موت كلّ قامة إبداعيّة يموت رمز، وتخلو لهم الساحة. وحتى أثناء حياتهم، كانت حملات التشهير والتخوين والتكفير تطال المبدعين بالتناوب. كأنّما ثمّة سياسة لتشويه كلّ اسم نظيف في هذه الأمّة يمكن الاقتداء به.
                  ذلك أنّ الأمم تحيا برموزها وتكبر بها. وكلّ جيل يحتاج أن يعاصر رموزاً أكبر من أن تقول ' نعم ' وتمشي مع القطيع. إحدى مِحَن هذه الأمّة موت الرموز.
                  الرمز والقدوة اليوم هو المغنّي. أعني المغنّي الذي لا قضيّة له. يكفي أن يظهر في برنامج تلفزيوني ليبلغ النجوميّة ولاحقاً الثراء الفاحش دون جهد ولا تضحيات. ما حاجة الشباب إلى المبادئ وسمّ البدن الذي عشنا عليه؟
                  وصلت إلى بيروت في التسعينات وفي حوزتي مخطوط 'ذاكرة الجسد' من أربعمئة صفحة قضيْتُ أربع سنوات في نحتها جملة، جملة.. لتضمينها نصف قرن من نضال الجزائر. وكنت ما أكاد أُعلن عن هويّتي حتى يجاملني أحدهم قائلاً ' آه أنت من بلد الشاب خالد ' ثمّ يسألني عن معنى (دي دي واه). أشهراً وأنا أعتذر عن جهلي وأميّتي أمام أغنية من كلمتين قذفت بصاحبها إلى النجوميّة العالميّة والثراء.
                  في الخمسينات كان الجزائري يُنسب إلى بلد الأمير عبد القادر وفي الستينات إلى بلد أحمد بن بلّة وجميلة بوحيرد.. وفي السبعينات إلى بلد الهواري بومدين والمليون شهيد. اليوم يُنسب العربي إلى المغنّي الذي يمثّله في ستار أكاديمي.
                  في أوطان كانت تُنسب للأبطال وغدت تنسب إلى الصبيان. أكبر مجد يمكن أن نُهديه إلى أوطاننا أن نتحوّل جميعنا إلى مطربين.
                  بهذا الركب وصلنا إلى هذا المطاف.
                  كيف في إمكان الكاتب العربي أن يكون ضمير الأمّة ولسان حقّها وهو ما زال منذوراً لمزاجيّة الحاكم وأميّة الرقيب وأهواء القارئ الذي أصبح بدوره رقيباً يعمل لحسابه الشخصي؟ فمتى نتحوّل من سكّان 'ضواحي الأدب' و'ضواحي الحرية' إلى أدباء أحرار رغماً عن الجغرافية العربيّة؟
                  هل بلوغ العالميّة يتطلّب العثور على بلد آمن للكتابة؟ أم على 'لغة آمنة' غير اللّغة العربيّة المحفوفة بالمخاطر والمسيّجة بـ'حرّاس النوايا'؟.. أم يكفي التنازل عن بعض المبادئ والتنكّر لقيم العروبة والإسلام لاجتذاب القارئ الغربي؟
                  هل مهمّة المبدع العربي الذود عن شرف العروبة وكرامتها اللذيْن مرّغهما الإرهابيون في الوحل؟ بتقديم أدب يُصلِح ما أفسده الإرهاب، أم العمل أوّلاً على إصلاح الأمراض التي تفشّت في العالم العربي وشوّهت صورته في الخارج؟ هل ما زال للمبدع العربي دور في تغيير المجتمعات العربيّة، أم أنّ دوره أصبح يقتصر على تصدير صورة مجتمعه إلى العالم؟
                  و الأهم طبعاً.. أيّة صورة عليه تقديمها للعالم. الصورة الواقعية لمجتمعه؟ أم الصورة المنقّحة؟.. أم تلك المُنتظَرة من القارئ الغربي والتي من دونها لن تُفتح الأسواق لأعماله؟
                  كلّ هذه الأسئلة مجتمعة مخيفة في طرحها بالنسبة لأيّ كاتب. لأنّها تشوّش على عمله.. وبرغم ذلك كثير من هذه الأسئلة تحتاج من الكاتب العربي جواباً مذ باتت الترجمة والتعريب يمثّلان قضيّة أمن قوميّ حسب أمين الجامعة العربيّة، مع أنّي أرى أنّ وجوه 70 مليون أُمّي في العالم العربي أكبر خطورة على الأمن القوميّ. فمن خزّان الجهل والبطالة يأخذ الإرهاب وقوده.
                  لا أدري إن كنت الخيار الأمثل ككاتبة للتحدث عن الترجمة والكونيّة. فربما كنت أشكّل حالة في الأدب العربي لكوني على انتشاري الكبير في العالم العربي الذي يتجاوز حسب مجلّة 'فوربس' المليونين وثلاثمئة ألف قارئ. وربما بسببه أنا زاهدة في ترجمة أعمالي، والخمس لغات التي ترجمت إليها كتبي كانت بفضل الجامعة الأمريكية في القاهرة يوم حصولي على جائزة نجيب محفوظ.
                  عندما صدرت أطروحتي بالفرنسيّة قبل ربع قرن في باريس وكانت في علم الاجتماع عن صورة المرأة في الأدب الجزائري وبتقديم البروفسور جاك بيرك.. أدركتُ أنّه لا يمكن اختراق الحصون الثقافيّة الأوروبيّة وفتح شهيّة الإعلام لكتابك إن لم تقدّم له وجبة من الانتقادات لوضع المرأة في الإسلام.. والتهجم على دينك ووطنك ورجال بلادك. وهو ما لم يكن ممكناً أن أقبل به بحكم حساسيّتي الوطنيّة والدينيّة. ربما وُلدَتْ يومها مرارتي، وقناعتي بأنّ قيمة الكاتب تعادل قيمة القضايا التي يُدافع عنها؟ لا عدد اللغات التي يُترجم إليها. وأنّ عليّ أن أختار لأيّ قارئ أكتب أللقارئ العربي أم للقارئ الغربي؟ وأعتقد أنّ خياري كان موفّقاً فقد كافأني القارئ العربي على وفائي له.
                  أفهم تماماً أن يسعى الكتّاب العرب إلى ترجمة أعمالهم. وهذا هدف شرعي وجميل. لكنّي أشفق على من يعيش لاهثاً خلف وهم الترجمة. معتقداً أنّ صدور أعماله بأيّة لغة أجنبيّة كافٍ لبلوغه العالميّة. حتى تحوّل الأمر إلى سباق مرضيٍّ بين الكتّاب على من يجمع أكبر عدد من الترجمات. فخسروا القارئ العربي دون أن يكسبوا نجاحاً خارقاً في أوروبا.
                  حين فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب أربك النقاد والقرّاء الغربيّين الذين ما عثروا له في المكتبات عن ترجمات تمكّنهم من التعرّف إلى أدبه. فما كان همّ نجيب محفوظ مطاردة المترجمين أو الانشغال عن هموم قارئه العربيّ بمغازلة قارئ غربيّ مفترض. كان كاتباً لم يحضر يوماً مؤتمراً 'عالميًّا' عن الأدب ولا غادر يوماً القاهرة حتى إلى استوكهولم لتسلّم جائزته. ولذا أصبح نجيب محفوظ الروائيّ العربيّ الأوّل.
                  لنكن نزيهين ونعترف أنّ كثيراً ممّن جمعوا هذا الكمّ المذهل من الترجمات وعلّقوها كما يعلّق بعض الحكّام النياشين سجاداً على صدورهم، مدينين لهذا الفوز بعلاقاتهم الشخصيّة وواسطتهم وشطارة وكيلهم الأدبي في الخارج. وأنّ آخرين ممّن كانوا أهلاً لصنع مجدنا العربي في الخارج لم ينعموا بهذه الوجاهة وأحياناً ظُلموا حتى في انتشارهم على المستوى العربي. وربما كان في ظاهرة تأسيس مؤسسات عربيّة وغربيّة بشركات كثيرة في عالم الترجمة والنشر والجوائز الكبرى إنصافٌ لهؤلاء وترشيدٌ لحالة الفوضى السائدة. بتبنّي الحكومات العربيّة لمشروع تعريف العالم بالأدب العربي المعاصر. ذلك أنّ معركة الألفيّة الثالثة ستكون ثقافيّة بالدرجة الأولى. وعلى المبدع العربي ألا يكون مغفّلاً أو مستغفلاً أمام هيمنة ثقافيّة لا يمكن أن تكون بريئة. وقد سبقتها هيمنة التكنولوجيا الأكثر تطوّرا، وهيمنة البضائع الأكثر انتشاراً. فالعولمة ليست سوى تسمية لبازار عالميّ يغطّي الكرة الأرضيّة قاطبة. ولا يمكن التبضع منه إلا بعملة التراث أو الهويّة. وإن كانت أوروبا على قوّتها واعية لخطر الهيمنة الثقافيّة الأمريكيّة، فماذا نقول ونحن على هذا القدر من الهشاشة. لمثل هذه المعركة الكونيّة لا بدّ أن نتسلّح بالذكاء ونعي أنّنا بآلاف المليارات التي دفعناها للغرب لشراء أسلحة كنّا ندري أنّنا لن نستعملها. اشترينا السلاح لكنّنا لم نشتر الاحترام ولا الإنصاف الذي هو أوّل ما تتسلّح به الأمم، وهو ما تحصل عليه إسرائيل مجاناً. فالغرب لا يرى يدها التي تقتل وتدمّر وتقصف، يرى يدها التي تكتب وتعزف وترسم وتخرج الأفلام العالميّة. بينما لا يرى منّا إلا الأيدي التي تخطف وتذبح وتفجّر.
                  ذلك أنّ الحرب مع إسرائيل هي حرب إعلام بالدرجة الأولى. هي تجمّل نفسها بالثقافة ونحن نصدّر صور قتلانا وأشلائنا وهمجيّتنا. لذا لا بدّ من الإشادة بالدول الخليجيّة التي تنبّهت إلى كون واجهتنا الثقافيّة هي جزء من وجاهتنا. ووضعت استراتيجيّة سياسيّة لتصدير الثقافة العربيّة. في هذه المعركة الطويلة النفس، علينا أن نسلّح المبدع العربي بما يحتاجه من حرية. خاصة الذي يكتب باللغة العربيّة ويصرّ على الوفاء لها، برغم صرامة الرقابة عليها وتطرّف بعض قرّائها.
                  علينا أن ندخل العالميّة من دون أن نخسر اللغة العربيّة التي هي هويّتنا الأولى. فبعد أن شهد القرن الماضي هجرة المبدعين العرب بالمئات إلى دول الغرب، أتوقّع أن يشهد القرن المقبل هجرة المبدعين العرب بتدفّق مخيف إلى اللغات العالميّة الأخرى حيث الأمان والجاه والكسب السريع. ويومها كم سيندم أولئك الذين لا شغل لهم سوى معاقبة من أحبّ هذه اللغة الجميلة واختار أن يكتب بها.
                  بلى نريد أن نصل إلى الكونيّة وإثراء المجتمع الإنساني بإرث حضارتنا. لكن من دون أن نغيّر فصيلة حبرنا. ولا جينات قيمنا. ولا حزب ذاكرتنا.
                  هل ثمّة مجد أكبر من أن تبلغ العالميّة وأنت مزدحم بعروبتك؟
                  12-04 2009-
                  كاتبة من الجزائر، وهذا نص المحاضرة التي ألقتها في 'مهرجان الدوحة للإبداع والحرية' في ندوة عن الإبداع والكونية بالاشتراك مع الشاعر سميح القاسم.

                  ما رأيكم دام فضلكم؟

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف
                    ويا لأسفي عندما أرى البحوث اللغوية العربية ضئيلة في الوطن العربي ولا تشفي غليل عشاق لغة الضاد الفصحى .

                    إنني أختلف اختلاف تام معك في هذا الموضوع عزيزي محمد فهمي يوسف ولذلك أنا نشرت تحدّي تحت العنوان والرابط التالي لتوضيح هذه المسألة بالدليل العلمي والمنطقي والموضوعي لمن يرغب في قبول التحدّي

                    إعلان ونصيحة وتحد




                    ما رأيكم دام فضلكم؟

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمد فهمي يوسف
                      الترادف أو (Synonymy ) :
                      يعتبر الترادف في اللغة , مشكلة قديمة , موجودة في كل اللغات , ولنشأة الترادف أسباب عدة منها :
                      1- أسباب أدبية : فقد ينزع الناس الى توضيح المعاني أو تأكيدها , ومن ثم ينزعون الى حشد الألفاظ المتقاربة للمعنى الواحد , وبعد ذلك يأتي على الأجيال بمرور الزمن وقت يجدون فيه هذه الكلمات بجوار بعضها البعض لمعنى واحد , فينشأ من ذلك الترادف .
                      2- استغلال الأدباء الكلمات : واهمالهم الفروق بين المعاني , واستعمال الناس بعد ذلك لتلك الألفاظ المتعددة لمعنى واحد قصدا للتوضيح أو التأكيد أو كحيلة أسلوبية في الكلام كما يعمد لذلك الدكتور ( طه حسين , ومن قبله الجاحظ.)
                      3- أسباب لغوية : وينشأ الترادف من هذه الناحية بطريق الاقتراض , فقد تقترض كلمة من لغة معينة وتستعمل جنبا الى جنب مع المعنى نفسه , مع احتفاظ كل كلمة بلونها التي وضعت له في بيئتها , ومن هنا ينشأ الترادف .
                      4- وقد تتعدد اللهجات : فتطلق كل لهجة لفظة معينة لمدلول بعينه , ومن هنا يأتي الترادف , وتتناسى الفروق بين الألفاظ المختلفة مثل : السيف , والمهند , والحسام ........., وكذلك في اللغة الانجليزية مثل : ( bigen و start )
                      الترادف عند العالم اللغوي ( أولمان ) :
                      المترادفات هي ألفاظ عدة متحدة المعنى , وقابلة للتبادل بينها في أي سياق , والترادف التام بالرغم من عدم استحالته نادر الوقوع لدرجة كبيرة , فهو نوع من الكماليات قلما تستطيع اللغة أن تجود به في سهولة ويسر , وان وقع فالعادة أن يكون لفترة قصيرة محدودة , فغموض المدلول , وظلاله , وألوانه المعنوية , ذات الصبغة العاطفية والانفعالية , التي تحيط به , لاتلبث أن تعمل على تحطيمه واظهار فروق معنوية دقيقة بين الألفاظ المترادفة , حتى يقتصر كل لفظ للتعبير عن جانب من هذه الظلال للمدلول الواحد , ونرى نتائج هذا التفريق لو قابلنا بين كل لفظ ونظيره في : السيف ,و الحسام , أو في الجلوس والقعود , او في قرأ وتلا , وأقسم وحلف , فنرى أن الترادف ما هو في الحقيقة الا أنصاف أو أشباه ترادف .
                      واللغة الانجليزية غنية بالمترادفات أو أشباهها على حد التعبير الدقيق , فهي قد فتحت الباب على مصراعيه للاقتراض من اللغة اللاتينية , وما تفرع منها من لغات , وهذه لفتة طيبة من ( أولمان )يستفاد منها عند دراسة الترادف في اللغة العربية , التي فيها من أسباب الترادف , تعدد اللهجات واختلافها , فمن الممكن في هذه المترادفات أن ترد الى أصلها في كل لهجة , فينتفي وجود الترادف بالمعنى الدقيق , لأن من شروطه عندنا وحدة الصيغة اللغوية , وتعدد اللهجات يعني تعدد الصيغ .
                      واللغة الانجليزية لغة مرقعة فعلا , فهي خليط من لغات عدة , ففيها العنصر الجرماني والسكسوني واللاتيني والفرنسي .. فالأول أمره واضح لأن أصلها جرماني والسكسوني لاختلاط الثقافة في الطب والزراعة وغيره , والفرنسي لاختلاط الثقافة وخاصة العلوم الانسانية , ولننظر لاختلاط ذلك في مثل :
                      الانجليزي الفرنسي اللاتيني
                      interrogate question ask
                      commence start bigen
                      consacrated sacred holy

                      فوائد الترادف ومضاره :
                      ومن البديهي أنه لايمكن التقليل من شأن الفائدة التي نجنيها من وجود مثل هذا الثراء في أساليب التعبير التي يمكن التبادل فيما بينها , فهو يوضح ويؤكدويملد المعاني , وهو يعطي الأسلوب لونا طريفا من الصنعة , وتحسين الأسلوب خاصة عند بعض الأدباء .
                      ولكن هذا يجب ألا يحجب أبصارنا عما فيه من أخطار فنية , وسوء استغلاله قد يؤدي الى العكس , أي الى سوء وافساد الفكرة , ويصبح الكلام فيه شيء من الاسفاف والالحاح على الاتيان بالمترادف , وكان الحشد من المترادفات سببا في صدور هذا التعليق عن ( ديكنز ) اننا نتكلم عن استبدادالكلمات , ولكنا نحن نحب أيضا أن نستبد بها .) ومن ذلك الأساليب الخطابية المسرفة مثل قول أحد الوزراء في الحرب for liberty and freedom ) ست مرات مع عدم اضافة جديد , والمترادفات في حالات الضرورة قد يكون لها دور أكثرأهمية اذا استعملت بلباقة في نظام التعامل باللغة , فاذا ما تطرق الغموض مثلا لكلمة , بحيث لا تصبح غير وافية بالغرض , فالغالب أن نلجأ الى كلمة أخرى مرادفة لها كي تسد هذا النقص فيها .
                      الترادف عند ( بلو مفيلد .) :
                      لايعترف بلومفيلد بالترادف من أول الأمر اذ عنده ( اذا اختلفت الصيغ صوتيا , وجب اختلافها في المعنى , ويوافقه على ذلك ( فيرث ) وعدم اعترافه بالترادف يتمشى مع فهمه للمعنى اللغوي ( انه مجموعة من الخصائص والمميزات اللغوية للكلمة أو العبارة أو الجملة , ومن الطبيعي أن المميزات الصوتية أحدى الخصائص فاذا اختلفت من كلمة الى أخرى كما في الترادف وجب اختلاف الكلمتين في المعنى أيضا .)
                      ومنهجنا في الترادف ينبني على ما يأتي :
                      ان الفصل بين منهجين ( تاريخي وآخر وصفي ) قد جنب العلماء كثيرا من التخبط الذي وقع فيه الباحثون السابقون من اللغويين , اذ كانوا يعقدون قضاياهم , ويطمسون حقائقهم بالخلط بين مناهج الدراسة وأساليب البحث في اللغة , وهذا ما حدث مثلافي الترادف الذي استعصى على كثير من الباحثين حلها حلا موفقا , وسبب ذلك فيما أرى هو عدم ادراكهم لهذه الحقيقة التي أبرزها ( دي سوسيه ) عالم اللغة في منهجه , وأغلب الظن أن دراسة هذه المشكلة على مستويين مختلفين ( تاريخي ووصفي ) كفيلة بأن تعين على فهم حقيقة الترادف ومعناه وأن تساعد على الحكم بوجوده أو عدم وجوده
                      فعدم الاتفاق على المقصود بالترادف بل ان البعض لم يعرفه
                      اختلاف وجهات النظر لاختلاف المناهج حوله .
                      ونحن نختار تعريف ( أولمان ) والمنهج الوصفي وأساسه وحدة الفترة الزمنية أي وصف الحاصل والموجود في فترة معينة من الزمن .,
                      ويجب اتباع الخطوات التالية في المنهج الوصفي لدراسة الترادف :
                      تحديد الصيغة ومراعاة الموقف والظروف والملابسات , وتحديد بيئة الكلام المدروس .
                      وعلى هذا من الجائز أن تتفق كلمتان في المعنى , ولايمكن أن يكون التبادل تاما , أو على حد تعبير أولمان ( استحالة التبادل التام ) على كل السياقات المختلفة , وعلى فرض امكانية التبادل في كل الأغراض والصور , فسنجد بالدقة في الدراسة أن احدى الكلمتين تفضل لمزاج المتكلم أو لوجودشخص بذاته أي أن الاستعمال هنا قد يختلف باختلاف السامعين والمتكلمين , فيجوز في الانجليزية أن يقول الرجل لزوجته : bye.bye , ولكن لايجوز للمرءوس أن يقولها لرئيسه أو الطالب لأستاذه , بل المستعمل في مثل هذا الموقف هو : good bye فيكون التراف موجودا , ولكنه أنصاف أو أشباه ترادف فقط , كما صرح أولمان .
                      فلو نظرنا للترادف نظرة عامة وبدون تحديد منهج معين , فهو موجود ولا شك . واذا نظرنا له في اللغة العربية قديمها وحديثها دون تحديد فترة زمنية فهو موجود , ولكن من الجائز تخريج بعض أمثلته أو اخراجها منه , ونحن نقصد رسم خطة للبحث غير مفروضة على أحد , بل نترك الباب مفتوحا لكل من يحب أن يأتي بجديد في الترادف لأن ماأتت به نتائج منهجنا مقبولة , وصحيحة لدينا دون ارغام أحد عليها .
                      الترادف في الحديث :
                      تعرض لهذا الموضوع العالمان الجليلان ( الأستاذ الجارم , والأستاذ الدكتور ابراهيم أنيس ) أما الأول فتعرض له في مقال مسهب في مجلة المجمع اللغوي سنة 1935 , أتى بكل ما قيل فيه من الآراء السابقة للعرب القدامى , ثم قال : الترادف موجود , ولكن ليس بالكثرة التي زعمها البعض , ومنكري الترادف ومثبتيه مبالغون , فالأولون لأنهم تناسوا الأمثلة القاطعة على وجوده , والآخرون لاتيانهم بأمثلة يمكن تخريجها على وجه من الوجوه من باب الترادف مثل : ( كبح الدابة , وكمحها ) لفظ واحد ليس مترادف والفرق هو في التطور الصوتي فقط , وقام هو بعد أن نصحنا بالبحث الدقيق لمعاني الكلمات بقوله : انه جمع ألفاظ العسل , وأخرج معظمها من الترادف ولم يبق سوى أربعة أو خمسة مترادفات من أكثر من مائتي كلمة .
                      والدكتور ابراهيم أنيس يثبت وجود الترادف , ويستدل بحديث للرسول عليه الصلاة والسلام حينما وقعت من يده السكين ) وبأن رجلا من عرب الشمال ذهب لأحد ملوك اليمن وكان فوق السطح , فاطلع اليه فقال الملك له : ثب . أي اقعد . فوثب الرجل من فوق فكسر.
                      فقال لأصحابه : ما باله ؟! فقالوا له : انه لايعرف الحميرية ( لهجة الملك ) فقال الملك : من ظفر حمر
                      وهو يهمل اللهجات وكذلك يفرق بين المنهج التاريخي والوصفي , فيقول ان المنكرين للترادف نظروا من الناحية الترايخية , والمثبتين نظروا من الناحية الوصفية , وهذه نظرة محمودة منه .
                      الترادف عند العرب القدامى :
                      بمعناه المطلق غير موجود , لكنهم يؤمنون بوجوده بالمعنى العام , عند ( ابن فارس , وابن الأعرابي , وثعلب )
                      الأول يقول بعد أن أورد عدة مترادفات ( على مذهبنا في أن في كل واحدة منهما معنى ليس في صاحبتها ,من معنى وفائدة )
                      والثاني يقول : ( كل حرفين وضعتهما العرب على معنى في كل واحد منهما معنى ليس في صاحبه ربما عرفناه فأخبرنا , وربما غمض علينا فلم نلزم العرب جهله )
                      والثالث : يتفق في أحد أقواله معهما فيقول بعد أن يرجع الكلمات المختلفة الى لهجات مختلفة ( ولا يكون فعل وأفعل بمعنى واحد ,كما لم يكونا على بناء واحد الا أن يكونا من لغتين مختلفتين .)
                      وأخيرا ينكر البعض الترادف انكارا تاما منهم أبا على الفارسي , وهو شيخ ابن جني اللغوي القديم , ورواية السيوطي عن ابن الأعرابي فقال ابن خالويه اني أحفظ للسيف خمسين اسما , فتيسم أبو علي وقال : أما أنا فلا أحفظ الا اسما واحدا . فقال : فما رأيك في المهند والصمصام وكذا وكذا ........؟!! فقال ابو علي : هذه صفات للسيف وليست أسماء .
                      ورأينا في هذا البحث الذي نخلص اليه هو :
                      الترادف موجود بالفعل , ومطلقا , ويقع على الأزمان , ولا نخرج أمثلته على أنها ليست من الترادف , ونعيب على الذين ينكرونه قولهم بالمطلق , ويصفهم ابن درستويه بالجها بحقيقة الأمر , وانهم تأولواعلى العرب ما لا يجوز , لأنهم كانوا في القديم ذوي سليقة دراكة للمعاني المقصودة . فالترادف من الألفاظ والجمل البيانية التوضيحية , تلم شعث المعاني وترتق الفتق فيها فتزيد الفهم والتأكيد على المعنى .

                      من الواضح من العنوان واستخدام مفردة إنجليزية تأثير المفاهيم الغربية في هذا الموضوع.


                      من وجهة نظري فكرة الترادف موجودة في أي لغة أثناء فترة تكوينها وطالما هي تنمو وتتوسع فهناك ترادف ما بين مفرداتها، هذا الكلام بشكل عام عن أي لغة.


                      أما في اللغة العربية فمن وجهة نظري أي مفردة كان لها جذر يمكن تكوين منه كلمات من خلال الصيغ البنائية للكلمة العربية، فلا يوجد ترادف في تلك الحالة، أما قبل أن يكون لها جذر فهناك ترادف، ولتوضيح وجهة نظري أكثر يمكنكم الرجوع إلى ما كتبته تحت العنوان والرابط التالي


                      مفهوم المترادفات ما بين العربية والإنجليزية وبقية لغات العالم




                      ما رأيكم دام فضلكم؟

                      تعليق


                      • #12
                        حوسبة العربية بين الصعوبة والحاجة لإكمال أبحاثها اللسانية


                        مناقشة اقتراح إنشاء مجمع للغة العربية online



                        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري
                        و عليكم السلام و رحمة الله تعالى وبركاته.
                        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري



                        أهلا بأخينا الأستاذ حامد السحلي و مرحبا بك معنا هنا في الملتقى
                        و معذرة عن التأخر في الترحيب بك حتى الآن.
                        أنا سعيد، و الله، بما تقترحه هنا من فكرة رائدة و جريئة يجب علينا جميعا مساندتها و الدعاء لها بالتوفيق حتى تنجز كاملة.
                        إن مشروع "حوسبة" اللغة العربية مشروع ضخم لسعتها و مرونتها و طبيعتها التشكلية العجيبة، و أنا في الواقع، لا أستطيع تصور حجم الملفات التي سيحتويها المشروع لعدم معرفتي بالحاسوبيات (؟!!!!)، هذه كلمة استحدثتها الآن فقط، و لعل أول عقبة في المشروع هي إحصاء مفردات اللغة العربية و ما هي بمحصاة لا قديما و لا حديثا رغم محاولة الخليل بن أحمد الفرهودي، رحمه الله تعالى، الأولى.
                        ألا ترى، أخي الفاضل حامد، أن إحصاء مفردات اللغة العربية عميلة تكاد تكون مستحيلة ؟ هذا تساؤل أول و ربما سيتبعه تساؤل ثان وجيه، إن شاء الله تعالى.
                        مع تحيتي و تقديري.


                        من قال لك يا حسين ليشوري أن مفردات اللغة العربية لم يتم جمعها وأزيدك من الشعر بيت وأقول وتصنيفها قديمها وحديثها؟ هذا الكلام غير دقيق

                        أنا واحد من كثير أعرف ممن ليس فقط جمعها ولكن قام بتوليد كل ما يمكن تكوينه من مفردات وفق الصيغ البنائية للكلمة العربية وحروفها، من أراد الاستعانة بخبرتي ولكن ليس مجانا أهلا وسهلا

                        ما رأيكم دام فضلكم؟



                        المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري
                        أهلاً وسهلاً بكم جميعاً
                        المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري



                        في حواركم لجمع ألفاظ العربية تذكّرتُ العالِم الجليل والعبقريّ الفذ الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 170 هـ) الذي استعمل طريقةً رياضية لم تخطر على بال أحد، بل عزَل ـ تطبيقياً ـ الألفاظ المستعملة عن غير المستعملة التي سمّاها بـ (المهملة) في معجمه البديع: ( كتاب العين ).


                        والطريقة هي الآتي:



                        أولاً: تقليب حروف الكلمة:


                        1. الكلمة من حرفين (2) تنتج عنها: كلمتان (2). مثلاً: خذ، ذخ.


                        2. الكلمة من ثلاثة حروف (3) تنتج عنها: ست كلمات (6). مثلاً: برج، بجر، جبر، جرب، ربج، رجب.


                        3. الكلمة من أربعة حروف (4) تنتج عنها: أربع وعشرون كلمة (24).


                        4. الكلمة من خمسة حروف (5) تنتج عنها: مئة وعشرون كلمة (120).


                        5. الكلمة من ستة حروف (6) تنتج عنها: سبع مئة وعشرون كلمة (720).


                        6. الكلمة من سبعة حروف (7) تنتج عنها: خمسة آلاف وأربعون كلمة (5040).


                        7. الكلمة من ثمانية حروف (8) تنتج عنها: أربعون ألف وثلاث مئة وعشرون (40320).



                        ... وهكذا نظرياً.



                        ولكم أن تجمعوا النواتج لتعرفوا كم يمكننا إنشاء ألفاظ بطريقة التقليب !!، تاركين الطرائق الأخرى من التوليد، والقارئ النبيه سيعلم كم قصّرت مجامعنا اللغوية والعلمية في أداء رسالتها في توليد المصطلحات ؟ !!.



                        ثانياً: الإشارة إلى المستعمل والمهمل.


                        يُشير الفراهيدي إلى المستعمل من الألفاظ بذكر معناه، وإذا كانت غير مستعملة، فيُشير إلى أنها من (المهمل).



                        مع التقدير.


                        عزيزي د. وسام البكري أنا بدأت بعمل مسابقة على ضوء فكرة الفراهيدي تجدها تحت العنوان والرابط التالي

                        استنتج الكلمات الممكن تكوينها من الجذور وفق الصيغة البنائية المطلوبة


                        ما رأيكم دام فضلكم؟

                        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري
                        و أهلا بك أستاذنا الكريم و مرحبا.
                        المشاركة الأصلية بواسطة حسين ليشوري


                        و أنا أشرت في مداخلتي هذا الصباح إلى الخليل بن أحمد الفرهودي و طريقته في توليد الكلمات و منها :
                        الكلمات الثنائية : 28×27= 756 كلمة،
                        الكلمات الثلاثية : 28×27×26=19.656 كلمة،
                        الكلمات الرباعية: 28×27×26×25= 491.400 كلمة،
                        الكلمات الخماسية : 28×27×26×25×24=11.793.600
                        المجموع : 12.305.412 كلمة الأصول فقط، أما بالتقليبات كما أشرت إليه، أستاذي الدكتور البكري، في الثنائيات و الثلاثيات و الرباعيات و الخماسيات فقط فتؤخذ الجموع السابقة لكل صنف و تضرب في أعدادها المذكورة، و من ثم يمكن حصر أصول مفردات اللغة، بمستعملها و مهملها حسابيا، أما إذا أضفنا أن الكلمات يشتق منها وفق الاشتقاق الأصغرمن أفعال بأزمنتها الثلاثة، و أسماء أفعال، و أسماء مفاعيل، و غيرها من المشتقات فيصير العدد ضخما جدا، و أما إذا أضفنا الكلمات السداسية و السباعية أو حتى الثمانية ... بتقليباتها فأترككم تتخيلون، بالتخيل فقط، ما يمكن أن تصل إليه مفردات اللغة العربية و التي لا يحيط بها إلا نبي كما جاء في بعض الآثار.
                        هذا و أنا أشكر استاذنا البكري إذ فسح لنا هذا المجال لتبادل المعلومات.
                        أشكركم جميعا مع تحياتي و تقديري.


                        الفراهيدي اقترح طريقة، ولكن الأصح منها وسأعطيكم طريقة صالح السريّة لتوليد مفردات اللغة العربية وهي بحصر وعمل قائمة بالصيغ البنائيّة للكلمة العربية، ومن بعد ذلك استخدام الأحرف العربية لتكوين الكلمات من خلال الصيغ البنائية للكلمة ستقوم بتوليد كل ما يمكن تكوينه من مفردات، غير ذلك لا توجد طريقة أخرى لتوليد مفردات اللغة العربية بطريقة رياضيّة من وجهة نظري

                        وهو ما حاولت تبيينه في المسابقة التي تجدوها في الرابط أعلاه كتمرين عملي لكيفية توليد المفردات العربيّة

                        ما رأيكم دام فضلكم؟


                        المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري
                        جميلةٌ هذه المسابقة عزيزي الأستاذ (أبو صالح) ..
                        المشاركة الأصلية بواسطة د. وسام البكري


                        ولكن .. يمكنك أن تطوّرها بالسؤال عن النواتج:


                        هل يخطر في ذهنك أن أحد النواتج يمكننا استعماله رديفاً لمصطلح أو معنًى أو مقابلاً لكلمة أجنبية مستعملة في العربية ؟


                        الغاية: تنبيه القارئ إلى إمكانية استغلال هذه المِيزة للحفاظ على العربية، ومن ثمّ يضطر إلى الانتباه إلى دلالات الأوزان والصيغ وأهميتها في التوليد.


                        مع خالص تقديري


                        نعم عزيزي د. وسام البكري هذا ما فات مناهج ساطع الحُصري وصحبه في بداية القرن الماضي لأنه قام بتطبيق مناهج تدريس اللغات الأوربيّة في بداية القرن ومن أتى بعده تم البناء على ما قام به بالإضافة إلى أشياء أخرى كثيرة من خصائص اللغة العربيّة لا تملكها اللغات الأوربية فلذلك لا تغطيها مناهجهم التي طبقوها حرفيا على اللغة العربيّة دون الانتباه إلى أهمية هذه الميزات التي تتفرّد بها ولذلك نحن نعاني من الضبابيّة اللغويّة من وجهة نظري، وهو ما حاولت تجاوزه في منهاج تدريس اللغة العربيّة الذي وفقني الله إليه وتجد تقديم له وكيف تم الوصول إليه وما هي المراجع تحت العنوان والرابط التالي

                        "جهاز المعلم صالح لتعليم اللغة العربية"


                        ما رأيكم دام فضلكم؟

                        تعليق

                        • حورية إبراهيم
                          عضو منتسب
                          • Jun 2009
                          • 19

                          #13
                          رحمة الله على شيخ اللغويين الفذ الراحل أحمد أخضر غزال ..
                          وما أنتجه فكره الخلاق من تأليف في نفس الموضوع :
                          المنهجية الجديدة لوضع المصطلحات العربية...
                          تحياتي لصاحب الموضوع ..

                          تعليق


                          • #14
                            واحدة من الإشكاليات الواجب الانتباه عليها من قبل كل العاملين في حوسبة اللغة العربية وتطبيقاتها اللسانيّة/اللغويّة، وأنقلها مما جمعته وكتبته تحت العنوان والرابط التالي لمن يحب الاستزادة

                            الجيل القادم من الحواسيب لن يكتمل بدون العربية

                            http://www.atinternational.org/forum...read.php?t=683



                            إشكالية تمثيل الحرف العربي فيما موجود من ترميز مستخدم في الآسكي واليونيكود وغيرها
                            المتوفر حاليا:

                            في قوائم الترميز الحالية يوجد للحرف العربي رمز، ولحركته رمز آخر، وبعض أشكال الفواصل رمز، والاشتراك مع اللغة الإنجليزية في بقية الفواصل والتنقيط وبقية الأشكال في رموزها.


                            مشاكل الترميز الحالي:

                            بما أن محاذاة العربي من اليمين إلى اليسار في حين أن محاذاة الرموز مثل النقاط والفواصل والإشارات المشتركة في الترميزالإنجليزي من اليسار إلى اليمين فعند الجمع بينهما خصوصا مع وجود أي حرف أو كلمة لاتينية كذلك تؤدي إلى مشاكل كثيرة في صف أي نص وتظهر هذه الإشكالية واضحة في برامج معالجة النصوص العربية والقص والنسخ واللصق بعد أو خلال أو من ذلك إلى صفحة على الشبكة العالمية "الإنترنت" أو البرامج.

                            بما أن صوت الحرف العربي يعتمد على الحركة وبما أن الحرف والحركة الآن رمزين مختلفين عملية توليد أو التعرّف عليه تحتاج إلى تعقيدات كثيرة مقارنة مع ما متعارف عليه في صوت أي حرف لاتيني.

                            إشكالية لفظ جميع أصوات اللسان العربي.

                            لا يكتمل تمثيل الحرف العربي من خلال أي كلمة أو جملة للتعرّف على أي منهم إلا من خلال الحركة المصاحبة له إن تطلّب أي معالجة لغوية له، وبسبب أن الحرف والحركة الآن لكل منهما رمز يختلف عن الآخر فعملية البحث والتعرّف والوصول ومن ثم المعالجة يتطلّب مجهود أكبر ومشاكل أكثر يتطلب حلها لعمل أي عملية بسيطة.

                            مشكلة جمالية رسم الحرف العربي مع الحركة في الخطوط المستخدمة حاليا غير منسجمة جماليا بسبب أن كل منهما رسم على جنب ويتم تركيبهم على بعض بعد ذلك فالمحصلة لم ينتبه مصمّم الخط كثيرا للناحية الجمالية فلذلك ترى أن استخدام الحركات وظهوره في الوقت الحالي غير منسجم وغير واضح ناهيك عن تشوّه شكله مع الحركة حاليا كذلك.


                            الحلول المقترحة ترميز "صالح" للسان العربي:

                            ترميز "صالح" ترميز جديد يجمع ما بين الحرف والحركة في رمز واحد بالإضافة إلى الأصوات التي يستخدمها اللسان العربي مثل چ گ ژ پ ڤ ويتعامل معها كما يتعامل في الوقت الحالي في عملية اختيار الشكل الأولي والوسطي والأخير للحرف ويجمع كل الرموز والأشكال التي تستخدم في أي نص من فواصل وأقواس وتنقيط وغيرها في قائمة واحدة تعتمد المحاذاة من اليمين لليسار

                            تعليق


                            • #15
                              لتوضيح ما أحاول توصيله مما ذكرته أعلاه أضع المقالة التالية للمناقشة

                              http://www.aljabriabed.net/fikrwanakd/n49_04rkik.htm[/URL]


                              نحو بناء معجم آلي للغة العربية

                              نموذج الدكتور نبيل علي

                              محند الركيك

                              يعتبر الدكتور نبيل علي من أبرز الباحثين الذين استطاعوا وضع نموذج معلومياتي "لمعالجة اللغة العربية". وقد أصدر في هذا الشأن كتابا هاما تضمن تصوره لمعالجة اللغة العربية إضافة إلى مشاركته في العديد من الندوات والمؤتمرات الدولية التي انعقدت حول اللسانيات الحاسوبية.
                              لقد اعترف نبيل علي بصعوبة معالجة اللغة العربية بالنظر إلى اللغات الأوروبية، لأن العربية في اعتقاد الباحث أعقد اللغات السامية وأغناها صوتا وصرفا وعجما، كما عزى تأخر دراسة اللغة العربية آليا إلى طبيعة هذه اللغة نفسها، مما أدى إلى ظهور مواقف متباينة ومتضاربة تتأرجح بين مؤيدين يرون في هذا التعقد والغنى تحديا حضاريا وعبقرية استثنائية، ومعارضين (مستشرقون بالخصوص) يتهمونها بالقصور والعجز. وفي هذا النطاق عمل نبيل علي على دحض هذه المزاعم وتجاوز هذه الأحكام المجانية، فقام بإبراز خصائص اللغة العربية وخلص إلى فكرة مؤداها أن اللغة العربية لغة طبيعية قابلة للحوسبة والمعالجة الآلية شأنها في ذلك كشأن اللغات الطبيعية الأخرى. ونشير أن الباحث حصر خصائصها العامة فيما يلي:
                              1 – التوسط اللغوي: المقصود بهذه الخاصية، من وجهة نظر طوبوغرافيا اللغات، أن اللغة العربية تتسم بتوازن في معظم خصائصها يضعها في منطقة الوسط، فهي تنحاز نحو الشائع اللغوي وتكره الشاذ والشارد وتجمع بين كثير من الخصائص اللغوية المشتركة مع لغات أخرى.
                              2 – الخاصية الصرفية: تتسم اللغات السامية بخاصية الاشتقاق الصرفي الجنسي على أنماط الصيغ، فهي تتميز بالاطراد الصرفي شبه المنتظم الذي أدى بالبعض إلى وصفها بالجبرية (نسبة إلى علم الجبر) بدرجة تقترب من حد الاصطناع. وإلى جانب إطراد الاشتقاق هناك أيضا ظاهرة التعدد الصرفي مثل (كاتبون-كتاب-كتبة-حاملون-حملة-حمالون).
                              3 – المرونة النحوية: يقصد نبيل علي بالمرونة النحوية تلك الحرية التي تتمتع بها المقولات التركيبية داخل الجملة (التقديم والتأخير) إذ يصعب الحديث عن رتبة عربية محفوظة وقارة. تمثل هذه المرونة –في نظر نبيل علي- تحديا حقيقيا للتنظير العربي والمعالجة الآلية للنحو، يعود سبب هذه الصعوبة إلى كون النماذج اللغوية المتوفرة وضعت أصلا لمعالجة اللغات الأوروبية (الفرنسية، الإنجليزية..) التي تتوفر على رتبة محفوظة من نمط (VSO)، وهذا يعني أن الباحث ينبغي له أن يراعي جميع الاستعمالات الممكنة لأنماط الجملة العربية بفعل عمليات التقديم والتأخير والحذف والإبدال والإضمار. لإبراز الخصائص الملازمة لنحو اللغة الإنجليزية مثلا يحتاج الدارس –حسب نبيل علي- إلى ما يقرب من 1000 قاعدة رياضية، في حين يبلغ عدد قواعد نحو اللغة العربية غير المشكلة إلى ما يزيد على 12 ألف قاعدة رياضية.
                              4 – الانتظام الصوتي: يتسم نظام اللغة العربية المقطعي والنبري بالبساطة، حيث تبدأ جميع المقاطع بالصامت ولا يمكن أن نجد مقطعا مؤلفا من صامتين متعاقبين، أما تحديد موضع النبر في الكلمة العربية فيتوقف على سلسلة حروف الكلمة دون اعتماده على عوامل خارجية.
                              تعد هذه الخاصية –في نظر نبيل علي- ذات أهمية كبيرة في توليد المعجم وتمييزه آليا، حيث يسهل تطريز أنماط النبر في الكلمات المولدة آليا. إذ يبدو الصوت في المولد طبيعيا لا ميكانيكيا، يمكن استغلال انتظام قواعد النبر في تمييز الكلمات المنطوقة آليا حيث يسهل نسبيا من عملية التعرف على مواضعه التي تساعده بدورها على التعرف على بنية الكلمة المنطوقة.
                              5 – الحاسية السياقية:
                              يعني نبيل علي بالحساسية الساقية تآخي العناصر اللغوية مع ما يحيط بها أو ما يرد بها. تتميز اللغة العربية بحساسية سياقية عالية، تتمثل هذه الخاصية في مستويات متعددة: على مستوى الكتابة يتوقف شكل الحرف العربي على الحرفين السابق واللاحق له، على مستوى النحو تبتدئ مظاهر هذه الحساسية في علاقة المطابقة كتطابق الصفة مع الموصوف وتطابق الفعل والفاعل والمبتدأ مع خبره.
                              تعتبر هذه الخاصية في نظر نبيل علي من أهم الخصائص التي تعيق المعالجة الآلية للغة العربية، فاستغلال الحاسوب في نسق الكاليغرافيا اللاتينية ذات الأبجدية المنفصلة أمر بسيط مقارنة مع الكاليغرافيا العربية التي تفتقد إلى ما يسمى بالحروف الكبيرة Majuscules بالإضافة إلى انفرادها بالشكل.
                              6 – ثراء المعجم واعتماده على الجذر:
                              يرى نبيل علي أن تنظيم المعجم في أي لغة يرتبط بصلات وثيقة مع طبيعة عمليات تكوين الكلمات بها، أما تنظيم المعجم العربي فيتوقف على الجذر. انطلاقا من الجذر الثلاثي (ف.ع.ل) يمكن اشتقاق خمسة عشر صيغة من مزيدات الأفعال، تتيح كل صيغة منها صيغة مطردة.
                              لقد عمل نبيل علي على إظهار الخصائص العامة التي تتميز بها اللغة العربية لتكون أرضية منهجية ومعرفية لوضع نموذج معلومياتي يأخذ بعين الاعتبار بنية اللغة العربية النحوية والصوتية والصرفية ويتجاوز كل الأعطاب الإبستمية التي قد تعيق مشروعه العلمي.
                              في ضوء خصائص اللغة العربية المذكورة سلفا، وضع نبيل علي نموذجا آليا لحوسبة هذه اللغة التي لا زالت لم تستفد، بما فيه الكفاية، من الثورة المعلومياتية التي غزت مختلف المجالات. نظرا لضيق المجال سنكتفي بعرض الخطوط العريضة للنموذج الآلي الذي اقترحه الدكتور نبيل علي لمعالجة اللغة العربية آليا.
                              I – معالجة الكتابة العربية آليا:
                              أ – شق تحليلي: تمييز آلي للكتابة العربية المنسوخة والمطبوعة واليدوية.
                              ب – شق تركيبي: توليد أشكال الحروف العربية آليا وفقا لأنماط الكتابة المختلفة.
                              II – معالجة الصرف العربي آليا:
                              أ – شق تحليلي: محلل صرفي آلي متعدد الأطوار قادر على تحليل الكلمة العربية على اختلاف أنواعها وتشكيلها إلى عناصرها الاشتقاقية والتصريفية والإعرابية.
                              ب – شق تركيبي: مركب صرفي آلي قادر على تكوين الكلمات العربية من الجذور والصيغ الصرفية أو المعطيات الصرف – نحوية للكلمة (الإفراد – التثنية – الجمع – المتكلم – المخاطب – الغائب – المذكر – المؤنث – حالات إعرابية أخرى).
                              III – ميكنة المعجم العربي:
                              أ – شق الخدمات: معجم عربي مميكن على أساس صرفي ومزود المعجمية بالمعطيات النحوية والدلالية على هيئة مجموعة متسقة ومتكاملة من السمات والملامح اللغوية.
                              ب – شق التطوير: قاعدة نصوص منتقاة لدعم البحث المعجمي مزودة بوسائل آلية لفرز النصوص وتصنيفها والترميز لها بمؤشرات نحوية ودلالية التي تساعد على كشف بنية هذه النصوص.
                              IV – معالجة النحو العربي آليا:
                              أ – شق التحليل: نظام آلي لإعراب الجملة العربية تلقائيا بغض النظر عن مستوى تشكيلها.
                              ب – شق التركيب: مركب آلي للجملة العربية قادر على توليد الأنواع المختلفة للجمل العربية، وإعادة صياغتها وتشكيلها بالقدر المطلوب، وذلك على أساس البنية المنطقية العميقة لهذه الجمل.
                              V – معالجة الدلالة آليا:
                              أ – شق التحليل: نظام آلي للفهم الأوتوماتي للجمل العربية مزود بوسائل متعددة لفك اللبس الناجم عن غياب التشكيل مستغلا المعالجات الصرفية والنحوية السالفة الذكر.
                              ب – شق التركيب: وسائل آلية لتحويل المعاجم والنصوص العربية إلى شبكات دلالية لتوليد جمل عربية.
                              VI – معالجة السياق العربي المتصل آليا:
                              أ – شق التحليل: نظام آلي للفهم الأوتوماتي العميق للنصوص العربية يبنى على أساس الأساليب الحديثة لعلم الدلالة باستخدام الأطر والسيناريوهات التي تعتمد على الافتراضات المسبقة والمتوقعة.
                              ب – شق التركيب: مولد للنصوص العربية قادر على التعامل مع المفاهيم لتأليف النصوص. ترتبط هذه المعالجات بعضها مع بعض بصلات وثيقة وتحث المستعمل على التأمل في حدود العلاقات الموجودة في مختلف المستويات المعالجة. وبالنسبة لتطبيقات المعلوميات فقد صنفها نبيل علي في مستويين من التطبيقات: تطبيقات أساسية وتطبيقات مركبة أو "فوقية" تشمل الأولى نظم المعلومياتية التالية والتي تم تفريع كل منها إلى شقين رئيسيين:
                              معالجة البيانات (المعطيات).
                              ـ نظم قواعد البيانات.
                              ـ نظم نقل البيانات.
                              معالجة النصوص:
                              ـ تحليل النصوص (تحليل أساليب الكتاب، فهرسة آلية..).
                              ـ تأليف النصوص.
                              استرجاع المعلومات:
                              ـ قواعد النصوص الكاملة.
                              ـ تخاطب مع قواعد البيانات باللغة الطبيعية.
                              معالجة المعارف:
                              ـ إنشاء قواعد المعارف.
                              ـ آلة الاستدلال المنطقي.
                              الترجمة الآلية:
                              ـ الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية.
                              ـ الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية.
                              معالجة الكلام العربي آليا:
                              ـ توليد الكلام آليا.
                              ـ تمييز الكلام وفهمه أوتوماتيا.
                              لقد قام الدكتور نبيل علي بتبسيط هذا النموذج الآلي المعروض –بإيجاز شديد- في رسم بياني وأكد في هذا النطاق أن اللسانيات الحاسوبية تخول للباحث عدة أدوات ووسائل هائلة تمكنه من حوسبة اللغات الطبيعية في الآتي:
                              وسائل آلية لـ"تعمية" النصوص العربية بغية حفظ سرية المعلومات.
                              ضغط النصوص العربية بأسلوب صرفي.
                              اكتشاف الأخطاء الإملائية تلقائيا بأسلوب صرفي.
                              اكتشاف الأخطاء النحوية وتصويبها تلقائيا.
                              قراءة النصوص العربية آليا.
                              التشكيل التلقائي للنصوص العربية.
                              تحليل الفائض الصرفي للنصوص العربية.
                              تحليل الفائض النحوي للنصوص العربية.
                              توليد الجمل العربية آليا.
                              تأليف النصوص العربية في شكل شبكات دلالية.
                              تطبيق وسائل الدلالة التفضيلية في قراءة النصوص العربية غير المشكلة.
                              تحديد أنماط النبر والتنغيم للكلمات والجمل العربية.
                              تخمين الكلمات في نظم وتمييز وفهم الكلام آليا.
                              تحليل "لغة المصدر" في نظم الترجمة الآلية من العربية إلى اللغات الأجنبية وتوليد لغة الهدف في الترجمة من اللغات الأجنبية إلى اللغة العربيةg

                              تعليق

                              يعمل...
                              X