مصطلحي "اليم" و"الساحل"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Hatmi
    عضو منتسب
    • Aug 2010
    • 11

    مصطلحي "اليم" و"الساحل"

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:

    خواتم مباركة .. تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال،

    وعيدكم مبارك .. كل عام وأنتم بألف خير.

    لدي إستفسار للأساتذة المتخصصين .. حول دلالة مصطلحين إثنين بالعربية هما:

    1- اليم.
    2- الساحل.
    هل يحملان دلالة الحديث عن البحر قطعا أم يحتمل بوجودهما أن تكون البيئة إما بحرية أو نهرية؟

    تقبلوا خالص التحية والتقدير
  • منذر أبو هواش
    Senior Member
    • May 2006
    • 769

    #2
    الفرق بين (البحر) و (الْيَمِّ) فى القرآن الكريم

    الفرق بين (البحر) و (الْيَمِّ) فى القرآن الكريم

    تحدث القرآن الكريم عن البحار وعن الأنهار بالمعنى والمصطلح المتعارف عليه لغة عند الناس للبحار والأنهار، وكلمتا البحر والنهر واضحتان من هذه الناحية في كافة المواضع القرآنية، وليس هناك اختلاف حول المفاهيم المتعلقة بهما.

    وبمجرد النظر إلى السياق القرآني والتأمل فيه نرى أن كلمة (البحر) قد استخدمت في كافة المواضع التي كان (البحر) مقصودا فيها بكامله وبمواصفاته وبكيانه وبحجمه وبكامل مكوناته:

    أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ (المائدة 96)

    وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ (الأعراف 138)

    وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ (إبراهيم 32)

    وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (النحل 14)

    وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلا إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ الإِنْسَانُ كَفُورًا (الإسراء 67)

    أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ (الكهف 79)

    قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (الكهف 109)


    ويلاحظ أنه من غير الممكن في هذه السياقات وفي غيرها أن نستبدل كلمة (البحر) بكلمة (الماء) لأن ذلك يؤدي إلى اختلال المعنى.

    أما كلمة (اليم) فهي تذكر وتستدعي كلمة (مايم) في اللغات القديمة، والتي تعني (ماء) كما هو في وارد في اللغات العبرية والقبطية والنبطية والمصرية الهيروغليفية وغير ذلك (لاحظ أن كلمة "مايم" المشتركة بين عدة لغات قديمة تتكون من مقطعين هما "ماء" و "يم"، وأن البلاغة القرآنية اختصرتهما في كلمة واحدة هي "يم"، وربما كان ذلك من باب المجاز اللغوي فيما يسمى بلاغة "إطلاق اسم الكل على الجزء")، ومن خلال التأمل في السياقات الستة الواردة في القرآن الكريم لهذه الكلمة نرى ونفهم بكل وضوح وجلاء أن المقصود بها هو ماء البحر أو مياه البحار أو الأنهار بمواصفاتها وإمكاناتها وآثارها المعروفة على التحديد، وإن كان غير المدقق يفهمها بشكل عام على أنها كلمة مرادفة للبحر أو النهر أو ما إلى ذلك، علما بأن هذا الفهم العام لا يخل كثيرا بالمعنى، وإن ابتعد قليلا عن موجبات البلاغة القرآنية.

    فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ (الأعراف 136)

    فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (القصص 40)

    فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (الذاريات 40)


    فالماء هنا هو سبب الغرق.

    أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي (طه 39)

    وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (القصص 7)


    الماء هنا هو المعني على التحديد، والمقصود هو القذف والإلقاء في (الماء)، وأن (ماء البحر أو النهر) لا (البحر أو النهر) هو المأمور بإلقائه بالساحل.

    فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (طه 78).
    ماء البحر على التحديد هو الذي غشيهم وليس البحر بكامله.


    ونلاحظ أننا لو استبدلنا كلمة (اليم) بكلمة (الماء) في السياقات الستة السابقة لما اختلف المعنى كثيرا. وقد اقتضت الحكمة الإلهية والبلاغة القرآنية استخدام كلمة (اليم) في المواضع الستة المذكورة التي استخدمت فيها من أجل الدقة في التفريق بين هذا الماء (ماء البحر أو النهر) و(الماء) العادي.

    أعتقد أن هذا هو الفرق بين كلمتي (البحر) و (اليم) بالشكل الذي أفهمه من السياق القرآني استنادا إلى معلوماتي اللغوية المتواضعة في ضوء مختلف التفاسير المتواترة عن السلف الصالح.

    والله أعلم،

    منذر أبو هواش
    منذر أبو هواش
    مترجم اللغتين التركية والعثمانية
    Munzer Abu Hawash
    ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

    munzer_hawash@yahoo.com
    http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

    تعليق

    • أحمد الأقطش
      أقود سفينتي وسط الرمال
      • Aug 2009
      • 409

      #3
      السلام عليكم ورحمة الله ،،

      قال في لسان العرب (مادة يمم): ((ويَقَع اسمُ "اليَمّ": على ما كان ماؤه مِلْحاً زُعاقاً، وعلى النهر الكبير العَذْب الماء. وأُمِرَتْ أُمُّ موسى حينَ وَلَدَتْه وخافتْ عليه فِرْعَوْنَ أَن تجعلَه في تابوت ثم تَقْذِفَه في اليَمِّ، وهو نَهَرُ النيل بمصر، حماها الله تعالى، وماؤه عَذْبٌ. قال الله عز وجل: {فلْيُلْقِهِ اليَمُّ بالساحل} فَجَعل له ساحِلاً)). اهـ

      وقال (مادة سحل): ((و "السَّاحِل": شَاطِئ البحر. و "السَّاحِل": رِيفُ البحر. فاعِلٌ بمعنى مفعول، لأَن الماء سَحَلَه أَي قَشَره أَو عَلاه. وحقيقته أَنه ذو ساحِلٍ من الماء إِذا ارْتَفَع المَدُّ ثم جَزَر فَجَرف ما مَرَّ عليه)). اهـ

      ،،
      [frame="4 93"]
      ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

      [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

      تعليق


      • #4
        اللهم أكثر من هذه الاسئلة حتى نرى مداخلات لمنذر أبو هواش وأحمد الأقطش

        كل عام وأنتم بخير

        تعليق

        • Hatmi
          عضو منتسب
          • Aug 2010
          • 11

          #5
          حياكم الله جميعا، وبعد:

          أستاذي الفاضل: منذر أبو هواش .. بارك الله فيك .. أشكرك على ما أكرمتنا به .. ولكن لو سمحت لي أرجو أن تتحمل قليلا من الإزعاج في بعض الإستفصال حول ما يلي:


          أولاً: بالنسبة لما ورد حول "ماءم"، أو مايم"، فأعتقد أن لاحقة الميم في اللغات القديمة ... على رأسها العربية .. والتي تسمى "التمويم" أو "التمييم" عند البعض، قد أصبحت من القواعد المؤكدة والثابتة للغات القديمة .. فنجد في نقوش السبئية كثيرا من تلك الحالات .. وضرورتها كانت قائمة بإعتبار عدم وجود التشكيل حينئذ، وكان الإسم يلحق بحرف ميم .. فيكتب مثلا: "بثالثم يومم"، وتقرأ بثالث يوم، وعندما تكتب "خَمِرِم"ـ تقرأ خَمِر، حمدم =حمد .. ولدم= ولد ... ذكرم= ذكر .. أرض حميرم= أرض حمير ... كمثل "التنوين" الذي نعرفه اليوم ..
          ويرد في التوارة ما يدل على وجود ذات اللاحقة (وإن فسرها البعض لعلة أخرى) مثل: يهوديم (يهودم)=يهود، ناتزاريم، عوريم، الخ،


          فألا ترى يا أستاذي الكريم أن مائيم أو ماءم أو مايم، إنما راجع إلى ذات القاعدة؟؟
          وفي تلك الحالة، لا يكون مناسبا أخذ اللاحقة وحدها "يم" وإستبعاد الأصل "ماء" ؟؟

          ============
          ثانياً: لم تتطرق أستاذي الكريم إلى مصطلح "الساحل"، وهل قيل أبدا أن للنهر "ساحل"، أم أنه يجوز إستخدام ساحل للنهر والبحر؟

          تعليق

          • Hatmi
            عضو منتسب
            • Aug 2010
            • 11

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
            السلام عليكم ورحمة الله ،،

            قال في لسان العرب (مادة يمم): ((ويَقَع اسمُ "اليَمّ": على ما كان ماؤه مِلْحاً زُعاقاً، وعلى النهر الكبير العَذْب الماء. وأُمِرَتْ أُمُّ موسى حينَ وَلَدَتْه وخافتْ عليه فِرْعَوْنَ أَن تجعلَه في تابوت ثم تَقْذِفَه في اليَمِّ، وهو نَهَرُ النيل بمصر، حماها الله تعالى، وماؤه عَذْبٌ. قال الله عز وجل: {فلْيُلْقِهِ اليَمُّ بالساحل} فَجَعل له ساحِلاً)). اهـ

            وقال (مادة سحل): ((و "السَّاحِل": شَاطِئ البحر. و "السَّاحِل": رِيفُ البحر. فاعِلٌ بمعنى مفعول، لأَن الماء سَحَلَه أَي قَشَره أَو عَلاه. وحقيقته أَنه ذو ساحِلٍ من الماء إِذا ارْتَفَع المَدُّ ثم جَزَر فَجَرف ما مَرَّ عليه)). اهـ

            ،،

            نعم أخي العزيز الأستاذ/ أحمد، إطلعت على ذلك في لسان العرب .. وكان ضمن أسباب الإصرار على طرح السؤال والبحث عن إجابة .. فأجد وأظنك توافقني أن المقطع الذي ورد لاحقا في تعريف اليم في لسان العرب .. إنما مرتبط بشكل مباشر بقصة سيدنا موسى عليه السلام وفرعون .. وما أحرص عليه أن أجد جوابا سليما من الناحية اللغوية وحسب .. دون أية إنعكاسات لقصة سيدنا موسى على تعريف المصطلحين ..

            بمعنى هل يقال أن للنهر ساحلا؟؟

            وهل يكون اليم إما بحرا أو نهرا؟؟

            تحياتي وتقديري على الإهتمام....

            تعليق

            • Hatmi
              عضو منتسب
              • Aug 2010
              • 11

              #7
              المشاركة الأصلية بواسطة s___s مشاهدة المشاركة
              اللهم أكثر من هذه الاسئلة حتى نرى مداخلات لمنذر أبو هواش وأحمد الأقطش

              كل عام وأنتم بخير

              حياك الله أخي العزيز أبو صالح:

              ثق -بعون الله تعالى- أن الأسئلة كثيرة وسنحتاج للأستاذين الفاضلين وبقية الأساتذة في هذا المنتدى الرائد، وعلى رأسهم الدكتور/ السليمان، لنسمع رأيه حول لغات جزيرية كثيرة.

              تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ..

              كل عام وأنتم والوطن بألف خير.


              تعليق

              • منذر أبو هواش
                Senior Member
                • May 2006
                • 769

                #8
                الحد والساحل واليم والبحر والنهر ...

                الحد والساحل واليم والبحر والنهر

                لست متخصصا في اللغات القديمة، لكن السياقات القرآنية التي أشرت إليها في مشاركتي تجعلني أميل إلى ربط دلالة (اليم) بالماء الكثير تمييزا لها عن اسم الجمع الافرادي (الماء) التي تستخدم للقليل والكثير، وتمييزا وتفرقة وتخصيصا لها عن مصطلحي البحر والنهر وذلك من أجل الدلالة على الجزء من أيهما عند الضرورة.

                وأما بالنسبة إلى مصطلح (الساحل) فقد رأيت من الكتاب والعلماء من يعرف (الحد) بأنه (ساحل) الشيء ونهايته، وأنه الفاصل بين شيئين. وقد رأيت من يعرف (الساحل) بأنه (الحد) الفاصل بين اليابسة والماء، كما رأيت من يستخدم كلمة (ساحل) للبحر والنهر والبحيرة على حد سواء، فيقول : ساحل البحر، وساحل النهر، وساحل البحيرة.

                ودمتم، وكل عام والجميع بخير.
                منذر أبو هواش
                مترجم اللغتين التركية والعثمانية
                Munzer Abu Hawash
                ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

                munzer_hawash@yahoo.com
                http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                  • May 2006
                  • 5732

                  #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة hatmi مشاهدة المشاركة
                  حياكم الله جميعا، وبعد:

                  أستاذي الفاضل: منذر أبو هواش .. بارك الله فيك .. أشكرك على ما أكرمتنا به .. ولكن لو سمحت لي أرجو أن تتحمل قليلا من الإزعاج في بعض الإستفصال حول ما يلي:


                  أولاً: بالنسبة لما ورد حول "ماءم"، أو مايم"، فأعتقد أن لاحقة الميم في اللغات القديمة ... على رأسها العربية .. والتي تسمى "التمويم" أو "التمييم" عند البعض، قد أصبحت من القواعد المؤكدة والثابتة للغات القديمة .. فنجد في نقوش السبئية كثيرا من تلك الحالات .. وضرورتها كانت قائمة بإعتبار عدم وجود التشكيل حينئذ، وكان الإسم يلحق بحرف ميم .. فيكتب مثلا: "بثالثم يومم"، وتقرأ بثالث يوم، وعندما تكتب "خَمِرِم"ـ تقرأ خَمِر، حمدم =حمد .. ولدم= ولد ... ذكرم= ذكر .. أرض حميرم= أرض حمير ... كمثل "التنوين" الذي نعرفه اليوم ..
                  ويرد في التوارة ما يدل على وجود ذات اللاحقة (وإن فسرها البعض لعلة أخرى) مثل: يهوديم (يهودم)=يهود، ناتزاريم، عوريم، الخ،


                  فألا ترى يا أستاذي الكريم أن مائيم أو ماءم أو مايم، إنما راجع إلى ذات القاعدة؟؟
                  وفي تلك الحالة، لا يكون مناسبا أخذ اللاحقة وحدها "يم" وإستبعاد الأصل "ماء" ؟؟

                  ============
                  ثانياً: لم تتطرق أستاذي الكريم إلى مصطلح "الساحل"، وهل قيل أبدا أن للنهر "ساحل"، أم أنه يجوز إستخدام ساحل للنهر والبحر؟
                  [align=justify]

                  الأستاذ الفاضل،

                  أضيف إلى ما ذكره أخونا العزيز الأستاذ منذر أبو هواش أن /يم/ مقلوب /مي/ وهذا الأخير هو الجذر الدال على "الماء" في اللغات الجزيرية القديمة. أما "ماييم" في العبرية فهي جمع "مي". ولاحقة الجمع في العبرية هي "يم" بكسر الياء. فـ "ماييم" في العبرية تعني أصلا "مياه" وليس "ماء".

                  ولا يفوتني أن أبدي إعجابي بقراءة الأستاذ منذر لليم على أنه الماء الوفير وهي قراءة يدعمها تأثيل كلمة /يم/ و/ماء/ في العربية والعبرية وغيرهما من اللغات الجزيرية (السامية سابقا!)، فضلا عن السياق. وعسى أن يتسع وقت أخينا الأستاذ أحمد الأقطش، الذي اشتقنا إليه وإلى مشاركاته الرصينة كثيرا، فيضع حاشية تأثيلية يبرز فيها التجانس التأثيلي بين /يم/ و/مي = ماء/.

                  وتحية طيبة عطرة[/align]

                  تعليق

                  • حامد السحلي
                    إعراب e3rab.com
                    • Nov 2006
                    • 1373

                    #10
                    جميل أن نرى موضوعا لغويا عميقا افتقدناه طويلا على صفحات الموقع

                    وفي الحقيقة يراودني منذ مدة اقتراح على إدارة الجمعية أن تلزم أي شخص بأن تكون له مداخلة لغوية حقيقية وليست مجرد تأييد أو مدح أو عكس ذلك مقابل أي مداخلة غير لغوية

                    فما رأي الإدارة؟
                    إعراب نحو حوسبة العربية
                    http://e3rab.com/moodle
                    المهتمين بحوسبة العربية
                    http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
                    المدونات العربية الحرة
                    http://aracorpus.e3rab.com

                    تعليق

                    • Hatmi
                      عضو منتسب
                      • Aug 2010
                      • 11

                      #11
                      أساتذتي الكرام جميعا، عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم وأوطاننا وعربيتنا بخير.

                      لعله من الأهمية بمكان توضيح بعض النقاط للولوج في المرحلة التالية من النقاش، وهي كما يلي:
                      1- محمد الحاتمي مترجم يماني (عربي <> إنجليزي) وأكاديمي باحث مهتم باللغات "الجزيرية" (كما يقول الدكتور السليمان) على رأسها السبئية بمراحلها المختلفة. (ولا زلت متأخر في باقيها).

                      2- لي قناعات صلبة بأن التاريخ كما قدم لنا فيه أكثر مما نتصور من العبث والتشويه والتحريف والتزييف بقصد وبغير قصد. ولا أحمل قناعات مسبقة، لكنه من الحكمة بمكان إخضاع كل ما جاءنا في كتب التاريخ للتحقيق والتدقيق.

                      3- مصدر الحق والحقيقة الوحيد في الوجود هو كتاب الله عز وجل الذي تعهد تبارك وتعالى بحفظه وهو القدير الجدير، ومن أبرز أسباب الحفظ تمكين الناس من التمييز بين الحقيقة والأكذوبة. وأولى الخطوات في سبيل ذلك، بلوغ فهم دقيق -ما أمكن- للنصوص الواردة في القرآن الكريم دون الإعتماد على ما جاء في التفاسير وحسب، إذ أن التفاسير (وخصوصا في المواد التاريخية محل الإهتمام) تظل إجتهادات يؤجر عليها السلف الصالح سواء أصابوا أم لا.

                      4- هناك تراث إسلامي ضخم مفقود لأسباب كثيرة من بينها تعرض المخطوطات والكتب الأصلية للسرقة والتدمير والحذف والإضافة والتزوير في النَّسخ والطباعة والتصوير.

                      5- الإعتماد المطلق على التفاسير القائمة وحسب (وتعنيني المواد التاريخية تحديدا) يكون بمثابة حجب إحدى أكبر المعجزات التي إختص الله جل وعلا بها كتابه العزيز ليكون صالحا لما تبقى من زمان حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

                      6- العربية هي اللغة "الحية" الأقدم، وبالتالي، تصبح نقوشها وما تحمل من نصوص مصدرا هاما لفك الشفرات وبلوغ قواعد ثابتة مؤكدة للعربية القديمة، بإعتبار القدرة في المقارنة ما بين قديمها وحديثها.
                      غير أن "اللغات/اللهجات" القديمة الأخرى التي بلغت نهاية لها في عصور تاريخية قديمة واندثرت، بما في ذلك ما أعيد منها للحياة في حقب تاريخية متأخرة كالعبرية مثلا، فلا بد من أن يخضع "قديمها" للكثير من البحث والتدقيق والتحقيق لبلوغ قواعد ثابتة مؤكدة موثوقة.
                      ==============
                      تأسيسا على ما جاء، تأتي مشاركاتي وإستفساراتي والتي أسأل الله تعالى أن يكرمني بحسم أمر معظمها إن لم يكن جميعها بالمناقشات التي تقوم في هذا المنتدى العريق بوجود أساتذة متخصصين مخضرمين ذوي خبرة ومعرفة وإطلاع وإتساع أفق.

                      وبناء عليها كذلك، جاء طلبي للأخ/ أحمد الأقطش والأستاذ منذر، للحصول على إجابات حول المصطلحين بعيداً عما قد يعزى لتأثير الأفكار السائدة عن قصص تاريخية مثل قصة سيدنا موسى عليه السلام. فما جاء في لسان العرب على سبيل المثال وكذلك في كتب عديدة للتفسير حول تعريف "اليم" و"الساحل" وإعتبار إزدواجية الدلالة "البحرية والنهرية" إنما قائم على تداخل في الإعتقاد بأن اليم يقصد به نهر النيل تارة والبحر أخرى، وكذلك الساحل. وفيما عدا ذلك لم أجد غير إرتباط المصطلحين بالبحر فقط دائما.
                      ========

                      إعذروني على الإطالة، وأرجو التكرم بتصحيح ما وجب تصحيحه مما جاء أعلاه ولا يجوز إعتباره إفتراضات مسلم بها.

                      بارك الله فيكم جميعا، ونفع بكم وأثابكم الجنة.

                      تعليق

                      • أحمد الأقطش
                        أقود سفينتي وسط الرمال
                        • Aug 2009
                        • 409

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة s___s مشاهدة المشاركة
                        اللهم أكثر من هذه الاسئلة حتى نرى مداخلات لمنذر أبو هواش وأحمد الأقطش

                        كل عام وأنتم بخير
                        أستاذنا العزيز / أبا صالح ،،
                        تقبل الله صيامك وقيامك وأسعد أيامك.

                        تقديري
                        ،،
                        [frame="4 93"]
                        ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                        [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                        تعليق

                        • أحمد الأقطش
                          أقود سفينتي وسط الرمال
                          • Aug 2009
                          • 409

                          #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة hatmi مشاهدة المشاركة

                          هل يقال أن للنهر ساحلا؟؟
                          الأستاذ الكريم / الحاتمي ،،

                          @ ما هو الـ (ساحل)؟ الساحل هو شاطئ البحر، سُمّي بذلك لأن الماء قد سحله يعني قشره وعلاه. وهنا تتساءل: هل يُستخدم الساحل مع البحر فقط؟ أم مع النهر أيضاً؟ وهذا يجرنا إلى تساؤل أعمق: هل النهر ليس بحراً؟

                          @ ما هو الـ (بحر)؟ قال في لسان العرب (مادة بحر):
                          (("البَحْرُ": الماءُ الكثيرُ، مِلْحاً كان أَو عَذْباً، وهو خلاف البَرِّ. سمي بذلك لعُمقِهِ واتساعه، قد غلب على المِلْح حتى قَلّ في العَذْبِ. وجمعه أَبْحُرٌ وبُحُورٌ وبِحارٌ.
                          وماءٌ بَحْرٌ: مِلْحٌ، قَلَّ أَو كثر. قال نصيب:
                          وقد عادَ ماءُ الأَرضِ بَحْراً فَزادَني *** إِلى مَرَضي أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ
                          قال ابن بري: هذا القولُ هو قولُ الأُمَوِيّ، لأَنه كان يجعل البحر من الماء الملح فقط. قال: وسمي بَحْراً لملوحته، يقال: ماءٌ بَحْرٌ أَي مِلْحٌ. وأَما غيره فقال: إِنما سمي البَحْرُ بَحْراً لسعته وانبساطه. ومنه قولهم: إِن فلاناً لَبَحْرٌ، أَي واسع المعروف. قال: فعلى هذا يكون البحرُ للملْح والعَذْبِ. وشاهدُ العذب قولُ ابن مقبل:
                          ونحنُ مَنَعْنا البحرَ أَنْ يَشْرَبُوا به *** وقد كانَ مِنْكُمْ ماؤه بِمَكَانِ
                          وقال جرير:
                          أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ تَحْدُوها ثمانِيَةٌ *** ما في عطائِهِمُ مَنٌَّ ولا سَرَفُ
                          كُوماً مَهارِيسَ مَثلَ الهَضْبِ لو وَرَدَتْ *** ماءَ الفُراتِ لَكادَ البَحْرُ يَنْتَزِفُ
                          وقال عديّ بن زيد:
                          وتَذَكَّرْ رَبِّ الخُوَرْنَقِ إِذْ أَشْـ *** ـرَفَ يوماً وللْهُدَى تَذْكِيرُ
                          سَرَّه مالُهُ وكَثْرَةُ ما يَمْـ *** ـلِكُ والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ
                          أَراد بالبحر ههنا: الفرات، لأَن رب الخورنق كان يشرِفُ على الفرات. وقال الكميت:
                          أُناسٌ إِذا وَرَدَتْ بَحْرَهُمْ *** صَوادِي العَرائِبِ لم تُضْرَبِ
                          وقد أَجمع أَهل اللغة أَن اليَمَّ هو البحر ....
                          ابن سيده: وكلُّ نهر عظيم بَحْرٌ. الزجاج: وكل نهر لا ينقطع ماؤُه، فهو بحر. قال الأَزهري: كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ والنِّيل وما أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار، فهو بَحْرٌ. وأَما البحر الكبير الذي هو مغيض هذه الأَنهار فلا يكون ماؤُه إِلاَّ ملحاً أُجاجاً، ولا يكون ماؤه إِلاَّ راكداً. وأَما هذه الأَنهار العذبة، فماؤُها جار. وسميت هذه الأَنهار بحاراً لأَنها مشقوقة في الأَرض شقّاً
                          )). اهـ

                          قلتُ: فالبحر لغة ً هو ما اتسع وكثر مِن الماء، ملحاً كان أم عذباً. وشاهده في العربية قبل الإسلام هو قول الشاعر الجاهلي عدي بن زيد:
                          وتَذَكَّرْ رَبِّ الخُوَرْنَقِ إِذْ أَشْـ *** ـرَفَ يوماً وللْهُدَى تَذْكِيرُ
                          سَرَّه مالُهُ وكَثْرَةُ ما يَمْـ *** ـلِكُ والبحرُ مُعْرِضاً والسَّدِيرُ
                          والبحر المقصود هنا هو نهر الفرات بالعراق. وشاهده من القرآن الكريم هو قوله تعالى {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [فاطر 12].

                          ولذلك تجد علماء اللغة يقولون: كل نهر عظيم - كالنيل وغيره - هو بحر، مع إجماعهم على أن اليم هو البحر. وبالتالي فإطلاق "اليم" على نهر النيل في القرآن مستقيمٌ لغوياً مع لسان العرب.

                          خالص الود والتقدير
                          ،،
                          [frame="4 93"]
                          ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                          [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                          تعليق

                          • Hatmi
                            عضو منتسب
                            • Aug 2010
                            • 11

                            #14
                            حياكم الله جميعا أيها الأساتذة:

                            إجمالا لما سبق، إتفق الأستاذان/ منذر ود. عبد الرحمن على أن "اليم" هو الماء الوفير سواء في نهر أو بحر.

                            وإذا ما سلمنا بهذا المفهوم، يبرز السؤال التالي: ما الذي يضيفه مفهوم "الماء الوفير" (اليم) من معنى خاص للحالتين الواردتين في آيات القرآن الكريم المتعددة التي تفضل الأستاذ منذر بإيرادها أعلاه؟
                            الحالتان هما: 1- حادثة إغراق فرعون وجنوده في اليم "الماء الوفير"، والأخرى: 2- قيام أم موسى عليهما السلام بوضعه في التابوت وإلقائه في اليم "الماء الوفير".
                            خاصة وأن الحالتين تقتضيان وجود "ماء وفير" بداهة سواء لإغراق فرعون وجنوده، أو لينتقل التابوت من الموضع الذي ألقته فيه أم موسى عليهما السلام حتى يبلغ النقطة التي منها يأخذه آل فرعون.

                            هناك حالة ثالثة أخيرة ورد فيها مصطلح اليم في القرآن الكريم في الآية التالية، يقول تبارك وتعالى:

                            {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً} طه 97
                            وهي الأخرى لا تكشف عن معنى خاص محدد لو تعاملنا مع اليم على أنه "الماء الوفير" وحسب.

                            لذلك أرجو من الأستاذين الكريمين إيضاح ما لا يتضح لي حتى اللحظة بهذا الخصوص.
                            ====================
                            أما الأستاذ/ أحمد الأقطش الذي أبدع فيما جاء به وأحييه على إجتهاده، وخلاصته الآتي:

                            1- إجماع أهل اللغة على أن اليم هو البحر.
                            2- مصطلح الساحل حسب التعريف الذي أورده ينحصر في البحر
                            لأن الماء قد سحله يعني قشره وعلاه
                            .

                            وأقول ذلك، إذ أن البحر في الأصل مياهه راكدة يحركها المد والجزر ذهابا وأيابا في إتجاهات مختلفة (صوب كل ساحل) "فالماء يعلوه ويسحله". أما النهر فمياهه جارية في إتجاه واحد أبد الدهر.

                            3- أن النهر إذا ما كان عظيما يسمى بحرا. ويستدل على ذلك من القرآن الكريم بما أقتبسه أدناه:

                            وشاهده من القرآن الكريم هو قوله تعالى {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} [فاطر 12].
                            ذلك بإعتبار أن البحر "ملح أجاج" وأن النهر "عذب فرات".

                            ولكني أذكر الأستاذ الفاضل/أحمد بأمرين:

                            أولهما: أن تلك الآية تحمل مقارنة، والمقارنة لا تكون إلا بين مثيلين، وهناك مناحٍ كثيرة تجعل النهر مختلف عن البحر لحد تمتنع معه المقارنة، وتلك الفروق واضحة للناس بحيث لا يختلط الأمر عليهم، وبالتالي لا تكون "عذوبة" و"ملوحة" المياه أمرا يسوغ قيام المقارنة، فهي حقيقة مكشوفة للبشر ضمن جملة الفروق المعروفة بين البحر والنهر.

                            أما ثانيهما: أن الكتل أو المسطحات المائية التي تسمى "بحارا" وتتماثل في خصائص شتى من قبيل ما ذكر الأستاذ/ أحمد في التعاريف التي أوردها في مشاركته الأخيرة للبحر "من سعته وإنبساطه وعمقه" وما لا يرى المرء في أفقه إلا ماء أي لا يملك رؤية نهايته وبداية البر في الجانب الآخر.
                            فتلك هي البحار المقصودة في المقارنة الواردة في الآية الكريمة أعلاه، إذ أن هناك بحر ماؤه عذب فرات وهناك بحر ماؤه ملح أجاج. كبحر قزوين وبايكال وفيكتوريا والبحيرات العظيمة في شمال أميركا والبحر الميت وسائر البحار.
                            ============
                            فماذا ترى يا أستاذ أحمد حفظك الله ورعاك والأساتذة جميعهم؟

                            تعليق

                            • منذر أبو هواش
                              Senior Member
                              • May 2006
                              • 769

                              #15
                              اليم جانب البحر المحاذي والميمم للساحل ...

                              [align=center]اليم جانب البحر المحاذي والميمم للساحل[/align]

                              أخي محمد الحاتمي،

                              رغم العلاقة القوية التي تشير إليها السياقات المختلفة بين دلالتي البحر واليم (أو النهر من حيث اعتباره بحرا)، وبالرغم من خلط المعاجم اللغوية بين هاتين الكلمتين، واعتبارهما من المترادفات، لكون مثل هذا الخلط لا يغير كثيرا في معنى السياق، فإنني ما زلت أرى لزوم التمييز بينهما، والتفريق بين معنيهما من حيث دلالاتهما في السياقات المختلفة.

                              السياقات القرآنية التي وردت فيها كلمة اليم توحي للوهلة الأولى بالجزئية، أي أن اليم جزء من البحر، لذلك فقد أردت في مشاركتي بأعلاه أن أميز اليم عن مفهوم البحر وعن مفهوم الماء العادي بقولي الماء الكثير أو الوفير.

                              لكن السياقات تشير أيضا إلى وجود علاقة أو مسافة قريبة ما بين اليم والساحل والإنسان، ويبدو للمدقق في هذه العلاقة، وفي السياقات المختلفة أن اليم غالبا ما يكون قريبا من الساحل، وقريبا أيضا من الإنسان الموجود على الساحل أو القادم منه.

                              فاليم في رأيي هو جزء من ماء البحر، لذلك فمن ميزاته أنه قادر على الإغراق من هذه الناحية، وليس فقط بسبب وفرته التي هي بالتالي أمر بديهي ينطبق على مياه البحر، مثلما ينطبق على مياه اليم والنهر.

                              المفروض أن أم موسى موجودة في موضع ما على الساحل، وأنها تضع ابنها في تابوت، ثم تلقيه في اليم الذي يلقيه في الساحل في موضع آخر، مرة أخرى. ونحن نفهم من هذا أن اليم هو جزء من البحر محاذ للساحل.

                              "أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ ..." (طه 39)
                              وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ ... (القصص 7)

                              كذلك هو الأمر بالنسبة إلى فرعون وجنوده الذين رأوا موسى عليه السلام وقومه يمشون في البحر، وهم على الساحل، فأتبعوهم ودخلوا في اليم المحاذي للساحل فغرقوا:

                              "وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لّا تَخَافُ دَرَكًا وَلا تَخْشَى (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ (طه 78)
                              "فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ" (الذاريات 40)

                              وفي الحديث: ما الدنيا في الآخرة إِلا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أَحدُكم إِصْبَعه في اليَمِّ فلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ.

                              يفهم من هذا الحديث الشريف أن الإنسان يكون على شاطئ اليم فيدخل إصبعه فيه، وهذا أيضا يفيد محاذاة اليم للساحل، وأنها الجزء من البحر المحاذي للساحل.

                              وجاء في اللسان: "يُمَّ الرجلُ، فهو مَيْمومٌ إِذا طُرِح في البحر"، والرجل يطرح في اليم من الساحل، وجاء في المحكم: "إِذا غَرِقَ في اليَمِّ. ويُمَّ الساحلُ يَمّاً: غَطَّاه اليَمُّ وطَما عليه فغلَب عليه"، وهذا كله يعزز ما ذهبنا إليه، ولذلك يفهم اليم على أنه البحر وهو جزء منه من باب تسمية الكل بالجزء.

                              وربما جاءت كلمة اليم من التيمم وهو القصد والتوجه، فيكون اليم هو ذلك الجزء من البحر الذي ييمم ماءه صوب الساحل.
                              قال تعالى: "... وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ..." (البقرة 267)

                              ودمتم،

                              منذر أبو هواش
                              منذر أبو هواش
                              مترجم اللغتين التركية والعثمانية
                              Munzer Abu Hawash
                              ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

                              munzer_hawash@yahoo.com
                              http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

                              تعليق

                              يعمل...
                              X