مصطلحي "اليم" و"الساحل"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    {قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً لَّنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً} طه 97

    أظن هنا القرآن يبين خاصية معينة عن المواد التي تم صناعة هذه الآلهة منها، والتي عند تسخينها إلى مستوى معين، ثم بعد ذلك لتبريدها تضعها في الماء سيحصل انفجار داخلي في هذه المادة ينسفها نسفا؟ السؤال الذي خطر على بالي ما هي هذه المادة والتي تتميز بمثل هذه الميزة؟

    ما رأيكم دام فضلكم؟

    تعليق

    • منذر أبو هواش
      Senior Member
      • May 2006
      • 769

      #17
      المعنى الأصلي للنسف هو الذر والنثر ...

      أخي أبو صالح،

      عليك أن تأخذ المعاني من التفاسير. فالأصل في النسف هنا ليس التفجير بالمعنى العصري للنسف والتفجير كما خيل إليك، وإنما هو ذر رماد العجل في الماء بعد حرقه وتحوله إلى رماد تذروه الرياح، فالهنود يحرقون موتاهم ثم ينسفون رمادهم في اليم نسفا، أي يذرون رمادهم وينثرونه وينشرونه.

      ودمتم،

      منذر أبو هواش
      منذر أبو هواش
      مترجم اللغتين التركية والعثمانية
      Munzer Abu Hawash
      ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

      munzer_hawash@yahoo.com
      http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

      تعليق

      • Hatmi
        عضو منتسب
        • Aug 2010
        • 11

        #18
        البحر والنهر

        المشاركة الأصلية بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
        اليم جانب البحر المحاذي والميمم للساحل

        منذر أبو هواش
        ***************

        أستاذي العزيز، حفظك المولى ورعاك،

        أشكر لك هذا الإبداع، فالمفهوم الذي أوردته في مشاركتك الأخيرة "لليم" أجده دقيقا بيِّناً مستساغا يجعل الصورة أكثر وضوحا وتكاملا ويكون إعماله مقبولا في كافة الحالات الوارد ذكرها في الآيات الكريمة التي ورد فيها مصطلح "اليم".

        وأجد أهمية المصطلح والمفهوم الذي إتفقنا عليه تكمن في الدلالة المكانية والبيئية المراد بيانها من خلال "اليم". إذ أن وروده يوضح مسرح ومكان وبيئة الوقائع والشخصيات المعنية بها.

        ويزيد ذلك بيانا وتأكيدا أن الله جل وعلا عندما أخبرنا بواقعة الطوفان وإغراق الذين كفروا زمن سيدنا نوح عليه السلام بإستثناء نبي الله ومن آمن معه ممن حملهم الفلك إنما إستخدم "الماء" لإنعدام أهمية الدلالة المكانية والبيئية في مثل تلك الواقعة، والآيات تلك عديدة ومنها:

        {إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ} الحاقة 11

        {قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} هود 43
        ========

        ولأن أهمية "اليم" تكمن في دلالته المكانية والبيئية، فلا بد أن تحسم مسألة أخيرة بما تتطلبه من تحقيق وتدقيق وتعمق وتدبر وتروٍ وحياد تام، *وهي التحديد الدقيق لبيئة ومكان الواقعة/الوقائع التي وردت في القرآن الكريم واستخدم فيها مصطلح "اليم" وجميعها تتعلق بقصة سيدنا موسى عليه السلام حصرا (والحصرية وحدها لها أهمية بالغة من جوانب عديدة)*.
        الآيات جميعها تتعلق بثلاث وقائع ولا سواها:

        الأولى: قيام أم موسى عليهما السلام بإلقائه في اليم لينتقل لنقطة ما على الساحل فيأخذه آل فرعون.

        الثانية: إغراق فرعون وجنوده في اليم.

        الثالثة: ما يرويه رب العزة والجلال من قول لسيدنا موسى عليه السلام للسامري بشأن العجل وإحراقه ونسفه في اليم.

        فأما الثانية والثالثة، فالمؤكد أن اليم فيها البحر ولا سواه بإعتبار سياق قصة سيدنا موسى عليه السلام ولا يختلف على ذلك أحد.

        وأما الأولى فهي التي تتطلب الحسم، وبما أنه آل الإجماع إلى أن اليم بحراً، وأن الساحل إنما ساحل البحر، فلم يبقى لنا سوى حسم مسألة هل يكون النهر بحرا؟

        فأما ما أورده الأخ/ أحمد الأقطش بدءاً من "شاهده من القرآن الكريم" فقد تم الرد عليه أعلاه، ولم يأتِ بعد تعقيب للأستاذ/ أحمد في هذا الشأن، ولم يتطرق إلى ذلك الأستاذ/ منذر ولا غيره من الأساتذة الكرام. وأرجو تكرمهم بأن يشاركونا في ذلك أيضا.

        أما ما جاء في لسان العرب من أن العرب كانوا يسمون النهر العظيم بحرا، فحتى إن كان لمثل ذلك أساس، فلا أتصور على الإطلاق أن رب العزة والجلال يتقيد في إختيار كلماته وفقا لما يتصوره عباده وإن كان تصورهم غير دقيق. ذلك بالنظر إلى الفرق الجلي بين "البحر" و"النهر" المعروف عند الناس.

        شاكرا لجميع الأساتذة تفاعلهم ... والله يرعاكم.

        ***************

        تعليق

        • منذر أبو هواش
          Senior Member
          • May 2006
          • 769

          #19
          البحر والنهر ...

          المشاركة الأصلية بواسطة hatmi مشاهدة المشاركة
          أما ما جاء في لسان العرب من أن العرب كانوا يسمون النهر العظيم بحرا، فحتى إن كان لمثل ذلك أساس، فلا أتصور على الإطلاق أن رب العزة والجلال يتقيد في إختيار كلماته وفقا لما يتصوره عباده وإن كان تصورهم غير دقيق. ذلك بالنظر إلى الفرق الجلي بين "البحر" و"النهر" المعروف عند الناس.
          أخي الكريم،

          جاء في لسان العرب:

          ابن سيده: وكلُّ نهر عظيم بَحْرٌ. الزجاج: وكل نهر لا ينقطع ماؤُه، فهو بحر. قال الأَزهري: كل نهر لا ينقطع ماؤه مثل دِجْلَةَ والنِّيل وما أَشبههما من الأَنهار العذبة الكبار، فهو بَحْرٌ. و أَما البحر الكبير الذي هو مغيض هذه الأَنهار فلا يكون ماؤُه إِلاَّ ملحاً أُجاجاً، ولا يكون ماؤه إِلاَّ راكداً؛ وأَما هذه الأَنهار العذبة فماؤُها جار، وسميت هذه الأَنهار بحاراً لأَنها مشقوقة في الأَرض شقّاً.

          والاستِبْحَارُ: الانبساط والسَّعة. وسمي البَحْرُ بَحْراً لاسْتبحاره، وهو انبساطه وسعته. ويقال: إِنما سمي البَحْر بَحْراً لأَنه شَقَّ في الأَرض شقّاً وجعل ذلك الشق لمائه قراراً. والبَحْرُ في كلام العرب: الشَّقُّ. وفي حديث عبد المطلب: وحفر زمزم ثم بَحَرَها بَحراً أَي شقَّها ووسَّعها حتى لا تُنْزَفَ؛ ومنه قيل للناقة التي كانوا يشقون في أُذنها شقّاً: بَحِيرَةٌ. وفَرسٌ بَحْرٌ: كثير العَدوِ، على التشبيه بالبحر.

          لقد نزل القرآن بلسان قريش، والمعروف تاريخيا أن القرآن الكريم لم يأت بما تستغربه قريش في كلامها. علما بأن كتب النحو واللغة لا تخرج عما ورد ذكره في القرآن الكريم.

          القرآن الكريم ضابط بما ورد فيه من أساليب لغوية ينبغي الالتزام بها، وإعطاء الأولوية لها، وعدم الخروج عليها لأن الخروج عليها من شأنه أن يكون خروجا عن لغة العرب القياسية المعيارية، ومن شأنه أن يكون خروجا عن الفصاحة المطلوبة في كل اللغات في جميع الأوقات.

          والأولى أن نعمل بما في القرآن الكريم لأنه معجزة، وهو معجزة لغوية قبل كل شيء، نزل بلغة العرب لكنه كلام رب العالمين وليس بكلام بشر، لذلك لا يمكن أن يضاهيه كلام بشر، وقد اعترف أفصح فصحاء اللغة العربية في أوج ازدهارها بهذه الحقيقة، وما زال علماء اللغة حتى يومنا هذا يقرون ويعترفون بكمال وتفوق لغة القرآن الكريم وعبقرية أساليبه.

          لم ينزل القرآن الكريم حتى يكون موسوعة أو معجما للغة العرب، ولم ينزل لكي يكون سجلا لأساليب اللغة العربية وطرائقها ومفرداتها، لكن العرب لم يعرفوا (ولن يعرفوا) بعده كتابا أفضل منه لتعلم اللغة، ولم يعرفوا (ولن يعرفوا) مقياسا أفضل منه لقياس الفصاحة.

          نزل القرآن الكريم بأفصح ما يكون عليه لسان العرب ولغتهم، لذلك ينبغي عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى لغة القرآن الكريم، لأنه كلام رب العالمين، وليس كلام بشر، ولا يخضع لمعايير النقد اللغوي، ولا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة في كلام الناس.

          وإن كنت لا تعرف لغة كتاب ما فإما أن تتعلم لغته أو تقرأ ترجمته وتفسيره. فالقرآن الكريم محفوظ ومتوفر على الدوام لمن يعرفون العربية، وترجماته متوفرة لمن لا يعرفونها، وتفاسيره أيضا متوفرة لمن لا يتقنون العربية بشكل كامل.

          لذلك وأمام هذه الحقائق فإن بعد بعض العرب عن اللغة، واستعجام بعض ألفاظها ومعانيها عليهم، لا بل وتراجع العربية وتقهقرها وحتى اختفائها تماما من الوجود لن يضير القرآن الكريم في شيء.

          قال تعالى: "أفمن شرح الله صدره للإسلام فهو على نور من ربه فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك في ضلال مبين "(22 الزمر) ويقول أيضا : "والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما " (27 النساء ).
          منذر أبو هواش
          مترجم اللغتين التركية والعثمانية
          Munzer Abu Hawash
          ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

          munzer_hawash@yahoo.com
          http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg

          تعليق


          • #20
            المشاركة الأصلية بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة
            أخي أبو صالح،



            عليك أن تأخذ المعاني من التفاسيرأولا. فالأصل في النسف هنا ليس التفجير بالمعنى العصري للنسف والتفجير كما خيل إليك، وإنما هو ذر رماد العجل في الماء بعد حرقه وتحوله إلى رماد تذروه الرياح، فالهنود يحرقون موتاهم ثم ينسفون رمادهم في اليم نسفا، أي يذرون رمادهم وينثرونه وينشرونه.
            ودمتم،
            منذر أبو هواش
            المشاركة الأصلية بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة

            القرآن الكريم ضابط بما ورد فيه من أساليب لغوية ينبغي الالتزام بها، وإعطاء الأولوية لها، وعدم الخروج عليها لأن الخروج عليها من شأنه أن يكون خروجا عن لغة العرب القياسية المعيارية، ومن شأنه أن يكون خروجا عن الفصاحة المطلوبة في كل اللغات في جميع الأوقات.
            المشاركة الأصلية بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة

            لم ينزل القرآن الكريم حتى يكون موسوعة أو معجما للغة العرب، ولم ينزل لكي يكون سجلا لأساليب اللغة العربية وطرائقها ومفرداتها، لكن العرب لم يعرفوا (ولن يعرفوا) بعده كتابا أفضل منه لتعلم اللغة، ولم يعرفوا (ولن يعرفوا) مقياسا أفضل منه لقياس الفصاحة.


            أحسنت يا أبا أحمد

            تعليق

            • Hatmi
              عضو منتسب
              • Aug 2010
              • 11

              #21
              المشاركة الأصلية بواسطة منذر أبو هواش مشاهدة المشاركة


              لم ينزل القرآن الكريم حتى يكون موسوعة أو معجما للغة العرب، ولم ينزل لكي يكون سجلا لأساليب اللغة العربية وطرائقها ومفرداتها.

              أهلا بك مجددا أخي الكريم،

              إذا كانت هذه العبارة موجهة إلي، فأرجو التكرم بتوضيح المناسبة. وأعتقد جازما أنه لم يفتني فهم حقيقة كهذه في كل المراحل.
              لقد نزل القرآن بلسان قريش، والمعروف تاريخيا أن القرآن الكريم لم يأت بما تستغربه قريش في كلامها. علما بأن كتب النحو واللغة لا تخرج عما ورد ذكره في القرآن الكريم.
              أكد رب العزة والجلال في أكثر من موضع في كتابه الكريم أن التنزيل {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ} الشعراء 195، ولأنه كذلك، لا اؤيد مقولة نزوله بلسان قريش، لوجود فرق دقيق بين "اللسان العربي" و"اللهجة القرشية العربية". كما أنه من المعروف أن القرآن الكريم قد أورد مصطلحات ومفاهيم لم تكن معروفة لقريش فسرها لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ضمن ما علمه ربه. ومع ذلك فكل المصطلحات الواردة في القرآن الكريم بلسان عربي مبين ... والنقاش حول اللسان العربي سأحيله إلى موضوع لاحق خاص بمشيئة الله تعالى.

              لكن العرب لم يعرفوا (ولن يعرفوا) بعده كتابا أفضل منه لتعلم اللغة، ولم يعرفوا (ولن يعرفوا) مقياسا أفضل منه لقياس الفصاحة.

              القرآن الكريم ضابط بما ورد فيه من أساليب لغوية ينبغي الالتزام بها، وإعطاء الأولوية لها، وعدم الخروج عليها لأن الخروج عليها من شأنه أن يكون خروجا عن لغة العرب القياسية المعيارية، ومن شأنه أن يكون خروجا عن الفصاحة المطلوبة في كل اللغات في جميع الأوقات.

              والأولى أن نعمل بما في القرآن الكريم لأنه معجزة، وهو معجزة لغوية قبل كل شيء، نزل بلغة العرب لكنه كلام رب العالمين وليس بكلام بشر، لذلك لا يمكن أن يضاهيه كلام بشر، وقد اعترف أفصح فصحاء اللغة العربية في أوج ازدهارها بهذه الحقيقة، وما زال علماء اللغة حتى يومنا هذا يقرون ويعترفون بكمال وتفوق لغة القرآن الكريم وعبقرية أساليبه.
              أخي الكريم، لو أنك أمعنت النظر في التقديم الذي أوردته في مشاركة سابقة في هذا الموضوع ذاته، لوجدت أن ما جاء فيما أقتبسته أعلاه من مشاركتك حول القرآن الكريم وكونه المعيار اللغوي الوحيد الذي لا يجوز على الإطلاق تجاوزه، إنما جزء من قناعاتي الصلبة التي عبرت عنها هناك. بل قلتُ أنه المصدر الوحيد للحق والحقيقة في الكون كله ... لأنه كلام الله عز وجل صاحب الأمر كله.

              وبالتالي، فدعوتي تتمحور حول الإلتزام التام بالتعامل مع القرآن الكريم على أنه "الضابط" ليس في اللغة واللسانيات وحسب وإنما في سائر الشؤون بمختلف أنواعها مما ورد ذكر لها فيه.

              وأجد أنه من الفوائد الأساسية لما تعهد الله جل وعلا به من "حفظ" لكتابه الكريم أنه يظل حتى قيام الساعة المرشد الدائم حاملا للحقيقة التي تجنى عليها البشر الضالون المضلون وعملوا على مر العصور على تحريفها وتزييفها لتطال جهودهم حتى الكتب السماوية السابقة لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والرسل.
              ولأنه خاتم الأنبياء والرسل ما كان الله عز وجل ليترك الناس في الأرض تائهين .. ولا يمكن أن يتأتى ذلك دون أن يكون الله تبارك وتعالى حافظا لكتابه الكريم ..
              ونتيجة لذلك كله، لا بد أن نرجع إلى القرآن الكريم لنفهم الحقيقة لأننا بدونه لا شك تائهون. ألم يقل صلوات ربي وسلامه عليه أنه ترك فينا كتاب الله عز وجل الذي إن تمسكنا به لا نضل بعده أبدا؟؟ أليس في ذلك كشف لفائدة عظيمة رئيسة كبرى في كتاب الله تعالى؟؟

              ثم يا أخي الفاضل، ألا تجد أن تنزيل القرآن الكريم بلسان عربي مبين ثم إعلان محمد صلى الله عليه وسلم خاتما للأنبياء والرسل إنما تكليف للعرب المسلمين أكثر من سواهم لتولي مهمة التبليغ؟؟

              وإنطلاقا من ذلك، أقول أننا مكلفون أكثر من سوانا نحن المسلمون الناطقون بالعربية بأن نفهم ونستوعب رسالة الله جل وعلا بأكبر قدر من الدقة التي نستطيع بلوغها ومن ثم تبليغ رسالة رب العالمين للناس.

              ولذلك أيضا، وفي مجال التاريخ، جاءت الأمم والقرون التي سبقت بتزييف لأحداثه (ولا يزال الكثير يمارسون نفس المهنة الدنيئة حتى يومنا) وترتب عن ذلك التزييف والتحريف نتائج كثيرة تستخدم اليوم للتشكيك في الإسلام ورسالته وتستخدم للتأسيس لحقوق زائفة وتوظف في الصراع المستمر منذ أن جعل الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام خليفة في الأرض، الصراع الذي لن ينتهي إلا بقيام الساعة.

              ألا تجد في ذلك كله دورا لنا؟؟ ألا تترتب عن كل ذلك مسؤولية سنحاسب عليها يوم العرض؟ ألا يجب أن نسعى لتقويم المفاهيم المعوجة بفعل التزييف؟
              نعم، لا ريب أن في ديمومته مصدرا للحقيقة في مختلف العصور مظهرا آخرا من مظاهر الإعجاز، لكنه يفترض أن يكون المسلمون معنيين دائما بالإجتهاد لكشف تلك المظاهر وتبيان تلك الحقائق، فهي ضمن جملة ما تكون، إنما وسيلة للدعوة إلى سبيل الله تعالى وإقامة الحجة على الناس وتثبيت قلوب المؤمنين.

              نزل القرآن الكريم بأفصح ما يكون عليه لسان العرب ولغتهم، لذلك ينبغي عدم اعتبار أي اعتراض يوجَّه إلى لغة القرآن الكريم، لأنه كلام رب العالمين، وليس كلام بشر، ولا يخضع لمعايير النقد اللغوي، ولا يصح فيه ما يصح في كلام الناس، بل هو الحَكَم والقاعدة في كلام الناس.
              عموما، هذه هي حجتي فيما دار في مناقشة هذا الموضوع حتى الآن. فالحكم والقاعدة والمعيار والضابط هو القرآن الكريم .. وليست المفاهيم الرائجة لدى الناس.
              لذلك، لم أقبل ما قاله الناس من أن البحر هو النهر. ولا إعتبار لدي لما أرجعه الناس لمفاهيم لا تشكل حقيقة على الارض. وأرفض أن يفسر القرآن الكريم طبقا لقصص وروايات جاءت من الناس ولا تكون بالتالي قطعية في حقيقتها. ناهيك عن الحقيقة المؤكدة في أن من وجدوا أنفسهم عاجزين عن تحريف كتاب الله عز وجل "الأخير للبشرية جمعاء" لتعهده بحفظه، إلتفوا لمحاولة تحريف معانيه والتأثير على الحقيقة ومحاولة تغييبها بتكريس مفاهيم غير صحيحة نجد بعضها ظهرت في التفاسير والترجمة. ولا بد أن نجتهد ما استطعنا لتصحيح ما لم يكن سليما منها. الحصانة فقط لما جاء في كتاب الله عز وجل لأنه كلام الله ونؤمن بذلك بصلابة لا تلين. لكنه من غير القويم أن نضفي تلك الحصانة على التفاسير والترجمة، لأنها جميعا من صنع البشر العاجز "وإن إجتمعت الأمم" على بلوغ فهم كامل تام لكلمات الله تعالى.
              ولذلك يا أخي الكريم، ما دعوتني إليه (المقتبس أدناه):
              وإن كنت لا تعرف لغة كتاب ما فإما أن تتعلم لغته أو تقرأ ترجمته وتفسيره. فالقرآن الكريم محفوظ ومتوفر على الدوام لمن يعرفون العربية، وترجماته متوفرة لمن لا يعرفونها، وتفاسيره أيضا متوفرة لمن لا يتقنون العربية بشكل كامل.لذلك وأمام هذه الحقائق فإن بعد بعض العرب عن اللغة، واستعجام بعض ألفاظها ومعانيها عليهم، لا بل وتراجع العربية وتقهقرها وحتى اختفائها تماما من الوجود لن يضير القرآن الكريم في شيء.
              لا أراه سائغا لأني أرى أنه من واجبنا السعي والإجتهاد في فك مواطن الإستعجام وشفرات الغموض، والإجتهاد ما استطعنا في بلوغ الحقيقة إنطلاقا من القرآن الكريم وإحتكاما إليه... وبالله التوفيق الذي أثق أنه معين لكل من عمل مخلصا له باحثا عن الحق وهدى الله تبارك وتعالى ..
              {فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى} طه 123

              هل بقي شيء غامض أو محل لسوء فهم أو سوء إتصال؟؟
              والله نسأل لنا ولكم التوفيق وأن يهدينا إلى سبيل الرشاد.

              تعليق

              • أحمد الأقطش
                أقود سفينتي وسط الرمال
                • Aug 2009
                • 409

                #22
                المشاركة الأصلية بواسطة عبدالرحمن السليمان مشاهدة المشاركة
                [align=justify]وعسى أن يتسع وقت أخينا الأستاذ أحمد الأقطش، الذي اشتقنا إليه وإلى مشاركاته الرصينة كثيرا، فيضع حاشية تأثيلية يبرز فيها التجانس التأثيلي بين /يم/ و/مي = ماء/.[/align]
                أستاذنا العزيز الدكتور / عبد الرحمن السليمان ،،

                زادكم الله من فضله ونفعنا بعلمكم وأسعدنا بوجودكم. بحسب اطلاعي وجدت أن الجذر اللغوي الدال على الماء هو من الجذور المشتركة بين اللغات العروبية بما فيها المصرية القديمة:

                فالكلمة المصرية التي تعني الماء هي (مو) ومن تنويعاتها (موي) و (مويو) وكذا (معيو) و (مع) لتشير إلى السيولة والميوعة. وهي في الأكادية (مِي mê) ومن تنويعاتها (ماوُ māwū) و (مامي māmē). وهي في الكنعانية بصيغة الجمع (ميم) كما في الفينيقية والأجريتية والعبرية. أما في العربية الجنوبية فوردت في السبئية (أموه) بصيغة الجمع أي أمواه. وأما في العربية الشمالية فوردت في الصفوية (مي) وفي الثمودية (مو) وفي النبطية (ميا). فهذه الكلمة بكل صيغها هي مِن المشترك العروبي "الجزيري بحسب الاصطلاح السليماني ".

                وأما كلمة اليم، فهي في المصرية القديمة (يم) ومن تنويعاتها (يعم) و (يمع) و (يوم) و (يومع)، وهي تعني البحر والنهر أيضاً. والأظهر أنها مأخوذة عن اللسان الساميّ. ولا أدري هل هي في الأكادية أم لا. وهي في الكنعانية (يم) كما في الفينقية والأجريتية والعبرية. ومن المثير للاهتمام أن الإله الأجريتي (يم) من أسمائه أيضاً (نهر)! ولا أدري هل وردت هذه الكلمة في النقوش اليمنية أم لا.

                وهاك ما وقفتُ عليه في معاجم اللغات القديمة:

                ==> (اليم):
                @ معجم جيزينيوس العبري:


                @ معجم بدج المصري القديم:






                ==> (الماء):
                @ معجم جيزينيوس العبري:


                @ معجم بدج المصري القديم:







                ---------------------------

                ونظراً لعدم اكتمال نقاط البحث الأخرى وهي:
                - هل وردت (يم) في الأكادية؟
                - هل وردت (يم) في النقوش العربية الشمالية؟
                - هل وردت (يم) في النقوش العربية الجنوبية؟
                أجدني أقترح رؤية مبدئية: وهي أن كلمة (يم) هي من الاستخدام الكنعاني ومنها انتقلت إلى المصرية والآرامية. مع العلم أنه لا يوجد خلاف على أن كلمة (يم)، أياً كان أصلها وتطورها اللغويان، تطلق على البحر والنهر كليهما.

                مع خالص الود والتقدير
                ،،
                [frame="4 93"]
                ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                تعليق

                • Hatmi
                  عضو منتسب
                  • Aug 2010
                  • 11

                  #23
                  السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:

                  شكرا لمجهودك أخي أحمد الأقطش:

                  هكذا ورد "الماء" في النقوش السبئية:

                  مو- موي - ءموه والأخير يقصد به مجرى المياه ..
                  ====
                  الدكتور عبد الرحمن:

                  ما هي ترجمة "يام سوف" أو ربما "يام صوف" أو "يام صاف" الوارد في التوراة في مواطن كثيرة ؟؟

                  وما هو المصطلح العبري للنهر؟

                  تحياتي

                  تعليق

                  • عبدالرحمن السليمان
                    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                    • May 2006
                    • 5732

                    #24
                    المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
                    ونظراً لعدم اكتمال نقاط البحث الأخرى وهي:
                    - هل وردت (يم) في الأكادية؟
                    - هل وردت (يم) في النقوش العربية الشمالية؟
                    - هل وردت (يم) في النقوش العربية الجنوبية؟
                    أجدني أقترح رؤية مبدئية: وهي أن كلمة (يم) هي من الاستخدام الكنعاني ومنها انتقلت إلى المصرية والآرامية. مع العلم أنه لا يوجد خلاف على أن كلمة (يم)، أياً كان أصلها وتطورها اللغويان، تطلق على البحر والنهر كليهما.

                    ،،

                    [align=justify]ألف شكر للأستاذ أحمد الأقطش على هذه المشاركة الجميلة. وليس ثمة شك في أن هذه الجذور كلها مشتركة وأن الـ/مي/ ومقلوبه الـ /يم/ يشيران إلى الماء وأن اليم في العربية والعبرية والآرامية وسائر اللغات الكنعانية يطلق على البحر والنهر.

                    حسب علمي المتواضع لم يرد /يم/ في الأكادية علما أني لم أتحقق من ذلك في معجم "فون صودن" وهو المرجع الرئيس للأكادية، وعسى أن أراجع ذلك قريبا في مكتبة الجامعة. ولا بد من التحقق أيضا من عربيات العرب العاربة قبل الرد علما أن حسي اللغوي يقول الآن إن /يم/ لم ترد في لغاتهم لكن لا بد من التحقق أولا.

                    ومما تعني /يم/ في الكنعانيات: "جهة الغرب" ربما لأنهم كانوا على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط. وهذا تطور دلالي وتوسع مجازي في معنى اليم ليدل على الغرب.

                    وتحية طيبة عطرة للأستاذ أحمد الأقطش، وأنا أسعد بوجوده ومشاركاته الطيبة.

                    وهلا وغلا! [/align]

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                      • May 2006
                      • 5732

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة Hatmi مشاهدة المشاركة
                      السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته:

                      شكرا لمجهودك أخي أحمد الأقطش:

                      هكذا ورد "الماء" في النقوش السبئية:

                      مو- موي - ءموه والأخير يقصد به مجرى المياه ..
                      ====
                      الدكتور عبد الرحمن:

                      ما هي ترجمة "يام سوف" أو ربما "يام صوف" أو "يام صاف" الوارد في التوراة في مواطن كثيرة ؟؟

                      وما هو المصطلح العبري للنهر؟

                      تحياتي
                      [align=justify]"سوف" في "يام سوف" كلمة مجهولة المعنى، لذلك يطلق عليها في الدراسات الكتابية اسم hapaxlegomenon أي الغريب والنادر الخ، وقد تخبط فيها مترجمو التوراة إلى العربية وغير العربية كثيرا فمنهم من ينقحرها هكذا "بحر سوف" ومنهم من يترجمها بـ" بحر القلزم" ومنهم من يترجمها بغير ذلك وهلم جرا.

                      وتحية طيبة عطرى للأستاذ الحاتمي.
                      وهلا وغلا![/align]

                      تعليق


                      • #26
                        أهلا وسهلا بكم لتتمة المناقشة تحت العنوان والرابط التالي
                        اللغة الأم في الدولة القوميّة (الدولة القُطريّة الحديثة بركيزتيها العلمانية والديمقراطيّة)
                        http://www.atinternational.org/forum...ead.php?t=8201
                        ما رأيكم دام فضلكم؟

                        تعليق

                        يعمل...
                        X