شبهات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    شبهات

    <p align="justify"><strong><font size="5"><font color="#000099">كثرت الشبهات المعقدة والعويصة وانتشر أصحابها والمروجون لها في المواقع الأدبية انتشاراً كبيراً. لذلك أقترح هذا الرابط لإثبات ما نكتشف من الشبهات القديمة/الجديدة عليه تنبيها للناس. وأرجو من الزملاء والزميلات ممن يلاحظ شبهات أن يثبت ذلك على هذا الرابط تعميما للفائدة.</font></font></strong></p><div align="center"><font size="5"><strong>
    في فرقة القرائين اليهود، ونحلة القرآنيين العرب</strong></font></div><div><strong><font size="5">1. فرقة القرائين اليهود:<br />كانت التوراة أصبحت في القرن الثاني الهجري نسياً منسياً لدى جمهور اليهود بسبب طغيان التلمود البابلي عليها. وأدى هذا الوضع إلى نشوء فرقة لدى اليهود أطلق عليها فيما بعد اسم "القرائين" (קָרָאִים: قَرائِيم) نسبة إلى كثرة "قراءة المقرأ" (מקרא: مِقرَأ) وهو كتاب "العهد القديم"، المصدر الأول والأهم لليهودية [1]. أسسس هذه الفرقة في بغداد عنان بن داود الذي ظهر زعيماً للفرقة أيام أبي حعفر المنصور المتوفي سنة 158 هجرية (775 ميلادية)، لذلك تعرف فرقته في المصادر الإسلامية باسم "العَنانِية"[2]. وتركز نقد عنان لأحبار اليهودية في مسائل كثيرة أهمها على الإطلاق رفضه القاطع لكتاب "المشناة" (سنة اليهود المتواترة وتشكل متن التلمود) وكتاب التلمود، واعتباره إياهما بدعة ابتدعها الحاخامات ونسبوها إلى موسى عليه السلام وهو منها براء حسب تعبيره، وكذلك في مطالبته بالعودة غير المشروطة إلى كتاب العهد القديم مصدر الديانة اليهودية الوحيد حسب قوله، ورفض التشبيه في التوراة وتأويله على المجاز، ومأسسة صلاة اليهود على غرار صلاة المسلمين (يصلي القراؤون مثلما يصلي المسلمون). [3] <br />أدت حركة القرائين اليهود التي أسسها عنان [4] إلى الاهتمام بأسفار العهد القديم، فقام أحبار "المسوريين"، وهم من القرائين، باستعارة نظامَي الإعجام والتشكيل عن العرب وإدخالهما في عبرية العهد القديم، معتمدين في ضبط نطقه على الآرامية اليهودية، وهي الآرامية التي دون كثير من الأدب اليهودي بها، والتي كان اليهود يتكلمون بها قبل استعرابهم بداية العصر العباسي. وكان أهم علمائهم في هذا المجال هارون بن موسى بن آشر الطبري (مات سنة 960)، وإليه يدين اليهود ـ قرائين وحاخاميين تلموديين ـ بإعجام أسفار العهد القديم وتشكيلها بالحركات، وذلك بعد روايته لأكثر من ألف وثلاثمائة سنة بلغة غير محكية وبدون إعجام ولا تشكيل! [5] <br />انتشرت الفرقة القرائية انتشاراً واسعاً بين جمهور اليهود وكادت تطغى على التلموديين حتى قام الحبر المتكلم سعاديا بن يوسف الفيومي وبدأ بمجادلة القرائين معتمداً في ذلك على مناهجهم العقلية التي أخذوها عن متكلمي المسلمين وخصوصاً المعتزلة. فترجم سعاديا العهد القديم إلى العربية ترجمة فسر فيها التشبيه الوارد في التوراة تفسيراً مجازياً، وعالج تلك المشاكل العويصة في النص التوراتي معالجة عقلانية بعض الشيء، وفسر غريب التوراة من العربية والآرامية، فكانت دراساته حلاً وسطاً بين جمهور اليهود الذين يقدسون التلمود ويثبتون التشبيه بأقذع صوره، وبين القرائين الذين لا يأخذون إلا بكتب العهد القديم وينفون التشبيه مثل نفي المعتزلة المسلمين ولا فرق [6]. ثم أتى بعده أهم حبر في تاريخ اليهودية على الإطلاق، وهو موسى بن ميمون طبيب السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمة الله عليه [7]، فهذب الديانة اليهودية في كتابه الكبير משנה תורה: مِشْنِه توراة أي "التوراة الثانية"، وضبط فيه أصول الإيمان والعبادات في الديانة اليهودية بحيث صارت اليهودية ـ كما نعرفها اليوم ـ من وضعه تقريباً! <br />ويعتقد أن القرائين اليهود تأثروا بمنهج الشيعة في رفض بعض السنة النبوية، فرفضوا كل سنن اليهود، إلا أنهم اضطروا ـ مثلما اضطر الشيعة ـ إلى وضع سنة خاصة بهم، وهذا عائد لطبيعة الدينين الإسلامي واليهودي، لأنهما ـ على النقيض من المسيحية البولصية [8] ـ دينان تشريعيان. والديانة التشريعية تقتضي وجود سنن وشروح لا يقوم الدين إلا بها. فالتوراة ـ على سبيل المثال ـ تحرم العمل على اليهود يوم السبت، ولكنها لا تشرح ماهية العمل، وهي الماهية التي تشرحها "المشناة"، وهي سنة اليهود!<br /><br />2. نحلة القرآنيين العرب:<br />استوحى القرآنيون منهجهم من القرائين اليهود لأن المنطلق واحد والمنهج واحد ولا يكاد يوجد فرق بين النحلتين إلا في المرجعية الدينية، وهي أسفار العهد القديم للقرائين اليهود والقرآن الكريم للقرآنيين، وهم بالتالي نسخة "إسلامية" طبق الأصل عن القرائين اليهود، شاؤوا أم أبوا لأن التاريخ لا يكذب! ولا شك في أن فرقة القرآنيين نشأت في ظروف مشبوهة للغاية وتهدف إلى ضرب الإسلام السني من الداخل، لأن القرآنيين يتظاهرون بقبول القرآن الكريم وينطقون بالشهادتين، وفي ذلك تعمية على الجهلاء، لأن النطق بالشهادتين وحده لا يجعل من شخص ما مسلماً إذا لم يلتزم ذلك الشخص بالنتائج المترتبة عن النطق بالشهادتين، ذلك لأن النطق بالشهادتين وحده لا يجعل الناطق مسلما إذا لم يلتزم الناطق بما تقتضيه الشهادتان من قبول للقرآن والسنة قبولا كليا، وإذا لم يخالف معلوما من الدين بالضرورة (مثلا: سنة مؤكدة)، لأن من يخالف معلوما من الدين بالضرورة (مثل عدد ركعات صلاة الظهر على سبيل المثال، وهو ما لم يرد في القرآن الكريم) كافر بإجماع علماء أهل السنة والجماعة، سواء أنطق بالشهادتين أم لم ينطق بهما. وهذا ليس تناقضا، لأن الدين يؤخذ كله، أو يترك كله، ولا يجوز أخذ بعضه ورد بعضه الآخر! وهذا ليس في الإسلام فقط، بل في اليهودية والمسيحية وغيرهما من الأديان. وقد كفر موسى بن ميمون القرائين اليهود لإنكارهم سنة اليهود، ومثله كثير. ولقد أفتى علماء أهل السنة والجماعة الثقات بتكفير القرآنيين، فلا فائدة من التكرار.<br />وأخيرا أشير إلى أن القرآنيين والملاحدة قد يسمون أهل السنة والجماعة "بالمحمديين"، وهي تسمية يطلقها على المسلمين من يصرون على نسبة الإسلام إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مثلما ينسبون "المسيحية" إلى "المسيح" أو "النصرانية" إلى "يسوع الناصري" (نسبة مدينة الناصرة)، ومثلما ينسبون "اليهودية" إلى "يهودا" ـ أحد أسباط بني إسرائيل ـ ومثلما ينسبون "البوذية" إلى "بوذا" وهلم جراً. إن تسمية "المحمديين" تسمية ذات شحنة دلالية سلبية جداً يتمترس وراءها أعداء كثيرون للإسلام عموماً والسنة النبوية الشريفة خصوصاً، فليتنبه إلى ذلك. </font>ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ </strong><font size="4"><strong>حواش:<br />[1] كان اليهود المستعربون يستعملون كلمة "قرآن" ـ بصفتها مصدرا للفعل "قرأ" ـ للدلالة على كتب العهد القديم. ثم ـ بعد ترجمة الكتب العربية إلى العبرية، ترجم المصدر العربي "قرآن" إلى العبري "مِقرأ" (מקרא = مِقرَأ = "ما يُقرأ" وهو اسم الآلة من الفعل "قرأ" الذي يرد في العبرية أيضاً مع فارق بسيط هو أنه يعني فيها "القراءة بصوت مرتفع/التلاوة"). ولقد بلغ تأثير الحضارة الإسلامية في اليهود مبلغا استعاروا معه الألفاظ الإسلامية القحة للدلالة على مسميات بعينها من الشريعة اليهودية مثل القرآن "للعهد القديم" والفقه "للتلمود" والسنة "للمشناة" الخ. <br />[2] راجع كتاب الملل والنحل للشهرساتني وكتاب الفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم . وانظر أيضا كتاب الأنوار والمراقب لأبي يعقوب إسحاق القرقساني. المجلد 1، الصفحة 13. نيويورك، 1939. والقرقساني واحد من أهم متكلمي الفرقة القرائية. <br />[3] كل المعلومات الواردة في هذه المقالة بشأن فرقة القرائين اليهود مأخوذة من الكتابين التاليين: أبو يعقوب إسحاق القرقساني، الأنوار والمراقب. نيويورك، 1939 وإبراهيم بن دواد، ספר הקבלה (سِيفِر ها قَبلاه)، لندن، 1969. والكاتبان من أهم متكلمي الفرقة القرائية. <br />[4] تآمر اليهود على عنان وشكوه إلى الخليفة الذي أودعه السجن بتهمة الهرطقة. ويقول القرقساني (الأنوار والمراقب، المجلد 1، الصفحة 13) إنه التقى في السجن بالإمام أبي حنيفة النعمان رضي الله عنه، الذي أشار عليه بلقاء الخليفة أبي جعفر المنصور وشرح معتقده له، وهو ما تم بالفعل حسب رواية القرقساني فعفا المنصور عنه وأطلق سراحه. وتعرف فرقته في المصادر الإسلامية باسم "العنانية". <br />[5] يقول النحوي اليهودي مروان بن جناح القرطبي (القرن الرابع الهجري) مدافعاً عن اشتغاله بعلم اللغة ضد أصحاب التلمود: "ورأيت القوم الذين نحن في ظهرانيهم [= العرب] يجتهدون في البلوغ إلى غاية علم لسانهم على حسب ما ذكرناه مما يوجبه النظر ويقضي به الحق. وأما أهل لساننا في زماننا هذا فقد نبذوا هذا العلم وراء أظهرهم وجعلوا هذا الفن دبر آذانهم واستخفوا به وحسبوه فضلاً لا يُحتاج إليه وشيئاً لا يُعرج عليه فتعروا من محاسنه وتعطلوا من فضائله وخلوا من زينه وحليه حتى جعل كل واحد منهم ينطق كيف يشاء ويتكلم بما أراد لا يتحرجون في ذلك ولا يشاحّون فيه كأنه ليس للغة قانون يُرجع إليه ولا حد يُوقف عنده قد رضوا من اللسان بما يَسُر أمره عندهم وقنعوا منه بما سَهُل مأخذه عليهم وقَرُب التماسه منهم لا يدققون أصله ولا ينقحون فرعه، فلهم في اللغة مناكير يُغرب عنها وأقاويل يُزهد فيها. وأكثر من استخف منهم بهذا العلم وازدرى هذا الفن فمن مال منهم إلى شيء من الفقه [= التلموديون] تيهاً منهم بيسير ما يحسنونه منه وعجباً بنزر ما يفهمونه من ذلك حتى لقد بلغني عن بعض مشاهيرهم أنه يقول عن علم اللغة إنه شيء لا معنى له وإن الاشتغال به غير مجدٍٍٍٍ ولا مفيد وإن صاحبه مُعنّى وطالبه متعب بغير ثمرة ينالها منه. <font color="#ff0000">وإنما استسهلوا ذلك لقراءتهم ما يقرؤون من الفقه ملحوناً ودراستهم ما يدرسون منه مُصحّفاً وهم لا يشعرون وذلك لعدمهم الرواية وفقدهم الإسناد. وقد بعث ذلك أكثرهم على الاستخفاف بتقيد القرآن <font color="#000000">[= أسفار العهد القديم]</font> وتمييز الـ קמץ من الـ פתח والـ מלעל من الـ מלרע. وأما علم التصريف والتكلم فيه فهو مما يتشاءمون به ويكادون يجعلونه من جملة الزندقة</font>"! المصدر: كتاب اللمع لابن جناح، صفحة 2-3. الكتاب مطبوع بالعنوان التالي: <font size="3">Le Livre des Parterres Fleuris d’Aboul’l-Walid Merwan Ibn Djanah de Cordoue. Publiée par: Joseph Derenbourg. Paris, 1886</font>. وليس بمستبعد عندي أن يكون ابن جناح قرائيا، فلقد هاجم التلموديين بحدة وفي مواطن كثيرة من كتاب اللمع وكتاب الأصول وسائر كتبه وخصوصا في "كتاب المستلحق" وفي "رسالة التشوير" التي هاجم فيها الحبر الحاخامي المعروف اسماعيل بن الغريلة (الذي استوزره حبوس أحد ملوك الطوائف، والذي كتب فيه ابن حزم رسالة يرد فيها على نقد للقرآن الكريم ينسب إليه، حققها الدكتور إحسان عباس) هجوما منكرا واصفا إياه "بالنعل والعقرب"! <br />[6] انظر التعريف بكتاب "بستان العقول" لنتانئيل بن الفيومي على الرابط التالي: </strong><a href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/viewtopic.php?topic_id=79&amp;forum=4" target="_blank"><font color="#003671" size="3"><strong>http://www.wataonline.net/site/modul..._id=79&amp;forum=4</strong></font></a><br /><strong>[7] لذلك يقول اليهود في موسى بن ميمون: "من موسى [النبي] إلى موسى [بن ميمون] ليس مثل موسى [بن ميمون]"! <br />[8] يرى الكثير من الباحثين ـ بعد اكتشاف مخطوطات البحر الميت واستشفاف الخطوط الرئيسية للمسيحية كما بشر بها عيسى بن مريم عليه السلام ـ أن المسيحية الحالية من وضع القديس بولص، من ثمة مفهوم <font size="3">Paulinism</font> أي "الديانة البولصية". انظر كتاب " <font size="3">The Dead Sea Scrolls Uncovered " لـ: Robert Eisenman و Michael Wise</font> (يمكن شراؤه عبر الرابط التالي: </strong><a href="http://www.amazon.com/" target="_blank"><font color="#003671" size="3"><strong>http://www.amazon.com</strong></font></a><strong>).</strong></font></div>
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    _MD_RE: شبهات!

    <span lang="AR-SA" style="font-size: 20pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>تعقيب على حاشيتي بخصوص بدعة "القرآنيين"<p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>الذين أسميهم من اليوم فصاعدا: "<span style="color: red">القراؤون العرب</span>"<p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>وذلك تنزيها لكتاب الله عز وجل من أن ينسب الهراطقة إليه.<p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>إن القرآن الكريم هو مرجعية المسلمين العليا، ودستورهم الأعظم، ونحن حين نذكر السنة النبوية الشريفة، التي لا تثبت إلا بتواتر الأمة وبما صح من أحاديث شريفة، فهذا لا يعني انتقاصاً من قدر القرآن الكريم كما يزعم بعض هراطقة "القرائين العرب" على سبيل التمويه على بعض القراء ممن لم يُؤتوا علماً يحصنهم ضد أصحاب الشبهات، فلقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في محكم الكتاب:<span style="mso-spacerun: yes">   </span><p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><strong><span><font color="#ff0000">"وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ</font></span><span><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><font color="#ff0000"><font face="Times New Roman"> </font>فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"</font>. الآية. <p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>والتفسير الأعم لهذه الآية الكريمة هو: "ما أمركم به من طاعتي فافعلوه، وما نهاكم عنه من معصيتي فاجتنبوه"، وليس مسألة الفيء فحسب، فليتنبه إلى ذلك. فهذه الآية الكريمة تبطل جميع ما قامت عليه نحلة "القرآنيين"، فلا خير يرجى من مناقشة سائر الشبهات التي يثيرها مؤسس النحلة الدكتور أحمد صبحي منصور. <p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>وعلى الرغم من أن الآية الكريمة أعلاه تفيد بصريح العبارة ضرورة التقيد بالسنة النبوية التي لا تثبت إلا بالحديث الشريف الذي رواه علماء أهل السنة والجماعة، وهم أصدق علماء الأمة طراً، فإن اختيار أعداء الإسلام للدكتور أحمد صبحي منصور وتلقينه منهج القرائين اليهود لتطبيقه على المسلمين لضرب الإسلام السني من الداخل، واضح للمطلعين على منهج القرائين اليهود، الذي سألخصه باختصار وتبسيط شديدين إفادة للسيدات والسادة القراء:<p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>1. ينكر القراؤون اليهود سنن اليهود كما رواها أحبار جمهور اليهود الأوائل إنكاراً تاماً.<p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>2. يرمي القراؤون اليهود أحبار جمهور اليهود بالوضع والنحل ونسبة ذلك إلى موسى عليه السلام.<p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>3. يطالب القراؤون اليهود باعتماد كتاب العهد القديم مرجعاً وحيداً لليهودية، ويستشهدون به على أحبار جمهور اليهود لإلغاء سنن اليهودية وشرائع التلمود. <p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>4. يستغل القراؤون اليهود كتاب العهد القديم ـ بصفته المرجع الأعلى لليهودية ـ استغلالاً عاطفياً للتمويه على جمهور اليهود ..<span style="mso-spacerun: yes">  </span><p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>وأما منهج "القرائين العرب"، فهو هو منهج القرائين اليهود، فالمنهج متطابق كلياً، ولا خلاف إلا في المرجعية كما أسلفت، ذلك لأنهم:<p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>1. ينكرون سنن المسلمين كما رواها علماء أهل السنة والجماعة.<p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>2. يرمون علماء أهل السنة والجماعة بالوضع والنحل ونسبة ذلك إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.<p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>3. يطالبون باعتماد القرآن الكريم مرجعاً وحيداً للإسلام، ويستشهدون به على علماء الإسلام بهدف إبطال الحديث الشريف. <p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>4. يستغلون القرآن الكريم ــ بصفته المرجع الأعلى للإسلام ــ استغلالاً عاطفياً للتمويه على جمهور المسلمين .. <span style="mso-spacerun: yes"> </span><p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>إن <span style="color: black">هذا تاريخ أيها الناس، وليس فذلكة! ومن شاء الاطلاع على منهج القرائين اليهود، وإثبات تطابقه الكلي مع منهج "القرآنيين" العرب، فعليه بأهم كتاب لأهم متكلم من متكلميهم، وهو:</span></strong></span><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"></span></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span><strong>أبو يعقوب إسحاق القرقساني، "الأنوار والمراقب". مجلدان. حقق في نيويورك سنة 1939. والكتاب ـ لحسن الحظ ـ بالعربية!<p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><strong>إن أية حجة يسوقها "القراؤون العرب" أمام هذا التطابق المريب، حجة واهية، وإن استدلالهم بالقرآن الكريم على صحة "منهجهم" (هو منهج القرائين اليهود كما سلف) هو كلام حق يراد به باطل، فليتنبه إلى ذلك جيداً.<p></p></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt"><font face="Times New Roman"><span style="mso-spacerun: yes"> </span><span style="mso-spacerun: yes"> </span></font><p></p></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"></p></span>

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 5732

      #3
      _MD_RE: شبهات!

      <div class="comText"><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">في مسألة تسمية المسلمين بالـ "محمديين" <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">اعلم أن تسمية المسلمين "بالمحمديين" هي تسمية كان وما زال يطلقها على المسلمين مَن ينسبون الإسلام إلى النبي محمد صلى الله</span></b><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><b><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">عليه وسلم، مثلما ينسبون "المسيحية" </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">[1]</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'"> إلى "المسيح" أو "النصرانية" إلى "[يسوع]</span></b><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><b><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">الناصري" (نسبة مدينة الناصرة)، ومثلما ينسبون "اليهودية" إلى "يهودا" (أحد أسباط</span></b><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><b><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">بني إسرائيل)، ومثلما ينسبون "البوذية" إلى "بوذا"، و"المانوية" إلى "ماني"، و"الزردشتية" إلى "زردشت" </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">[2]</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'"> وهلم جرا. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">وقد نشأت تسمية "المحمدية" وكذلك "المحمديين" في الغرب، عندما أدخل المستشرقون تسمية </span></b><b><span dir="ltr" style="font-size: 16pt; color: black; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Mohammedanism</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> للإسلام و</span></b><b><span dir="ltr" style="font-size: 16pt; color: black; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Mohammedans</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> للمسلمين. إلا أن هذه التسمية المغرضة اختفت أو كادت أن تختفي مع بداية تراجع ظاهرة الاستشراق التقليدية، وذلك بفضل انتشار الإسلام والمسلمين في الغرب، الشيء الذي أدى إلى تقلد مسلمين كثيرين مناصب أكاديمية كانت في الماضي حكرا على المستشرقين، وإلى تصدي كتاب مسلمين في الغرب لتسميات ومفاهيم خاطئة تتعلق بدينهم وثقافاتهم المختلفة. وفي الحقيقة بات الإسلام والمسلمون جزءا من الكثير من المجتمعات الغربية، مما أدى إلى تحسيس طبقات كثيرة من المجتمعات الغربية لمسائل كثيرة منها هذه التسمية. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">أما في الأوساط الشرقية فلقد شاعت هذه التسمية لدى أتباع الطائفة العلوية النصيرية فقط، الذين يسمون أهل السنة والجماعة "بالمحمديين"، فليتنبه إلى ذلك جيدا.<span style="mso-spacerun: yes">  </span><p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">أما قولنا "أمة محمد"، صلى الله عليه وسلم، فهذا القول إنما هو نسبة الأمة إلى نبيها وليس غير ذلك. ولا يجوز القياس على هذا القول واستنباط أن الفرد من "أمة محمد" هو "المحمدي"، فهذا قياس فاسد لا يعمل به. ومثله قولنا "أمة عيسى بن مريم" عليه السلام، إشارة إلى الأمة التي بعث إليها المسيح عليه السلام، وليس إلى ديانة اسمها "العيسوية"! ومثله أيضا قولنا "أمة موسى" عليه السلام، فهذا أيضا إشارة إلى الأمة التي بعث إليها كليم الله عليه السلام، وليس ديانة اسمها "الموسوية"! </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">[3] </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'"><p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">وعليه فإن تسمية "المحمديين" هي تسمية ذات شحنة دلالية سلبية جدا يتمترس وراءها أعداء كثيرون للإسلام والسنة النبوية الشريفة، وينبغي على القارئ المسلم<span style="mso-spacerun: yes">  </span>أن يتنبه إلى ذلك باستمرار، وأن يعي دائما بأن مستعملها إنما يرمي باستعمالها إلى تقويض دينه من الأساس! <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">ــــــــــــــــــــــ <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; color: black; font-family: 'traditional arabic'">الحواشي: <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 3.6pt 0pt 0cm; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: 'traditional arabic'">[1]</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'"> تنسب المسيحية إلى "المسيح" عيسى بن مريم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام. وقد ترجم اليونان صفة "المسيح" إلى لغهم ترجمة مستعارة فكانت: </span></b><b><span lang="EL" dir="ltr" style="mso-ansi-language: el; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Χριστος</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> (= </span></b><b><span lang="NL-BE" dir="ltr" style="mso-ansi-language: nl-be; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Christos</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>)</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'">، ومنها </span></b><b><span lang="EN-US" dir="ltr" style="mso-ansi-language: en-us; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Christianity</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> "الديانة المسيحية". إذن </span></b><b><span lang="NL-BE" dir="ltr" style="mso-ansi-language: nl-be; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Christos</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> هي ترجمة مستعارة لكلمة </span></b><b><span lang="HE" style="font-size: 16pt; mso-bidi-language: he">משיח</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'"> (= مَشِيَح) في العبرية، المشتقة بدورها من الجذر السامي الأصلي /مسح / وفعله "مَسَحَ"، لأن العادة لدى أوائل الساميين كانت تقتضي مسح راس الملك المتوج بزيت الزيتون المبارك. من ثمة تسمية عيسى بن مريم، عليه السلام، مسيحاً. فكلمة مسيح/</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-bidi-language: he"> </span></b><b><span lang="HE" style="font-size: 16pt; mso-bidi-language: he">משיח</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'"> (= مَشِيَح) هي أصل، وكلمة </span></b><b><span lang="EL" dir="ltr" style="mso-ansi-language: el; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Χριστος</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> (= </span></b><b><span lang="NL-BE" dir="ltr" style="mso-ansi-language: nl-be; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Christos</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>) هي ترجمة مستعارة.</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'"> وأما اسمه عليه السلام في العبرية فهو </span></b><b><span lang="HE" style="font-size: 16pt; mso-ansi-language: nl-be; mso-bidi-language: he">ישוע</span></b><b><span lang="HE" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: nl-be"> </span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: nl-be">(= يِشُوَع) المشتق بدوره من الجذر </span></b><b><span lang="HE" style="font-size: 16pt; mso-ansi-language: nl-be; mso-bidi-language: he">ישע</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'"> (يَشَع) الذي يجانسه ـ اشتقاقيا ـ في العربية الجذر /وسع/ وفعله وَسِعَ لأن الأفعال التي فاءاتها ياءات في العبرية تجانس تأثيليا الأفعال التي فاءاتها واوات في العربية ولأن الشين العبرية تجانس السين في العربية. والخلاص يكون من الضيق وهذا هو المعني الأصلي (الإتيمولوجي) للجذر /وسع/ في السامية الأم وكذلك في العربية والعبرية. ولقد ترجم اليونان اسمه في لغتهم إلى </span></b><b><span lang="EL" dir="ltr" style="mso-ansi-language: el; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Σωτηρ</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> (= </span></b><b><span dir="ltr" style="mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Soter</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>) ومعناها "المخلص، المنقذ"، فقولنا "المخلص" هو ترجمة عن اليونانية التي هي بدورها ترجمة عن العبرية. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 3.6pt 0pt 0cm; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el">[2]</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el"> "الزردشتية" هي "المجوسية". وأما هذه الأخيرة فأصلها من الأبستاقية (الفارسية القديمة): "مجوش" ـ بالجيم المصرية ـ وهو "الكاهن الذي يمارس الكهنوت والسحر". ومنه اليوناني </span></b><b><span lang="EL" dir="ltr" style="mso-ansi-language: el; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Μαγος</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> "ماجوس" أي "المجوسي" ثم الصفة </span></b><b><span lang="EL" dir="ltr" style="mso-ansi-language: el; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">μαγικος</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> "ماجيكوس" أي "الساحر" ومنه اللاتيني:</span></b><b><span dir="ltr" style="mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">magice</span></b><b><span dir="ltr" style="font-size: 16pt; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"> </span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span style="mso-spacerun: yes"> </span>ثم الإنكليزي والفرنسي </span></b><b><span dir="ltr" style="mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">magic</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>، </span></b><b><span dir="ltr" style="mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">magique</span></b><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> وغير ذلك من اللغات. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 3.6pt 0pt 0cm; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el">[3]</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: 'traditional arabic'; mso-ansi-language: el"><span style="mso-spacerun: yes">  </span>ويشذ عن ذلك قولنا "الشريعة الموسوية" كناية عن الشريعة التي أنزلت على موسى عليه السلام وهي التوراة. <p></p></span></b></p></div>

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
        • May 2006
        • 5732

        #4
        _MD_RE: جرد الشبهات حول الإسلام والعرب وكشف أصولها وفروعها!

        <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">شبهة الإيسوتيريكي والإكسوتيريكي</span></strong><strong><span dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">قرأت في أحد المنتديات أن "الإيزوتيريكي" ـ وقد كتبوها هكذا ـ</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">مذهب يهدف إلى تطوير الانسان أو الرفع من "وعي التطور، والتطور في الوعي" كما كتبت</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">إحداهن</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span style="mso-spacerun: yes"> </span>..<p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">"الإيسوتيريكي"، واسمها في العربية "المذهب الباطني"، كلمة</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">يونانية الأصل</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>(</span></strong><strong><span dir="ltr" style="font-size: 16pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Εσωτερική</span></strong><strong><span dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"> </span></strong><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><strong><span style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span style="mso-spacerun: yes"> </span><span lang="AR-SA">= إيسوتيريكي) يشار بها إلى كل</span></span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">المذاهب الباطنية التي تعتمد في تفسيرها للظواهر الكونية على "علم باطني" يتم</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">تناقله بطريقة سرية. ولا علاقة للمذهب الباطني "الإيسوتيريكي" بالروحانية الدينية</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>(مثل الصوفية) لأن الفرق بينهما يكون في تقاطع المذهب الباطني الإيسوتيريكي مع</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">التنجيم والسحر والشعبذة، وهو ما لا يجوز عند أصحاب الأديان من مسلمين ومسيحيين</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">ويهود وغيرهم كل حسب معتقده.<p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">ويقابل المذهب الباطني الإيسوتيريكي في هذا</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">السياق "المذهب الظاهري" (</span></strong><strong><span dir="ltr" style="font-size: 16pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">Εσωτερική</span></strong><strong><span dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"> </span></strong><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><strong><span style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span style="mso-spacerun: yes"> </span><span lang="AR-SA">= إكسوتيريكي)، ويقصد به التعبير بجلي ووضوح وظاهرية عن المذاهب الدينية والفلسفية</span></span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">والفكرية.<p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">ويدخل ضمن المذهب الباطني "الإيسوتيريكي" مذهب "العرفان" أو</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>"الغنوصية" الرامي إلى أن "المعرفة الروحانية" أهم من الإيمان بحد ذاته، وأنه لا</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">سبيل إلى قراءة الكتب المقدسة ظاهرية بل لا بد من تأويلها تأويلاً باطنيا</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">ميتافيزيقياً لفهمها. وهذه الكلمة من اليونانية أيضا (</span></strong><strong><span dir="ltr" style="font-size: 16pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">γνώσις</span></strong><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span> = </span></strong><strong><span dir="ltr" style="font-size: 16pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">gnosis</span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">) ومن معانيها: "البحث؛ البصيرة؛ المعرفة؛ تحسس عالم</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">الغيب". ويقابل</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">مذهب العرفان في هذا السياق مذهب اللاأدرية" (</span></strong><strong><span dir="ltr" style="font-size: 16pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'">agnosticism</span></strong><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span>)،</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">وهو مذهب يعتقد أصحابه أن وجود الله وطبيعته وإدراك خلق العالم أمور لا سبيل إلى</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">معرفتها بالعقل.<p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">إذن لا علاقة للمذهب الباطني "الإيسوتيريكي" بتطوير</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">الانسان أو بـ "وعي التطور، والتطور في الوعي" كما ذكرت إحدى الوسوسات، لا من قريب،</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">ولا من بعيد! وهو بالتالي ليس "علم إنسانية الانسان - الانسان الطامح الى التكامل" كما زعم أحد الموسوسين!<p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">ولاحظت أيضا بحاستي السابعة .. أن أكثر متعاطي</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">الإيزوتيريكا هم من أصحاب المذاهب الباطنية والمعتقدات المنحرفة .. لذلك ليس</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">بمستبعد في المنطق أن تكون ترجمة الإيزوتيريكا بـ "وعي التطور، والتطور في الوعي"</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">أو بـ "علم انسانية الانسان" ترجمة مغرضة يراد منها الترويج لأصحاب المذاهب</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">الباطنية والمعتقدات المنحرفة تحت مسمى افرنجي "على الموضة" للترويج للباطنية</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">والانحراف والشذوذ</span></strong><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span><strong><span lang="AR-SA" dir="ltr" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: arial; mso-bidi-font-family: 'traditional arabic'"><span dir="ltr"></span><span dir="ltr"></span> </span></strong><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><span style="mso-spacerun: yes"> </span>..<p></p></span></strong></p>

        تعليق

        • عبدالرحمن السليمان
          عضو مؤسس، أستاذ جامعي
          • May 2006
          • 5732

          #5
          _MD_RE: جرد الشبهات حول الإسلام والعرب وكشف أصولها وفروعها!

          <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " arabic?;?="" traditional="">حاشية في "هامان"<p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " arabic?;?="" traditional="">كان بعض مثيري الشبهات قالوا إن القرآن الكريم (<font size="+2">38:28</font>) يخلط في جعله "هامان" مصريا لأنه كان وزيرا لأحد ملوك الفرس كما جاء في سفر إستير من أسفار العهد القديم.<p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " arabic?;?="" traditional="">وكنت بحثت في أصل هذا الأسم في معرض بحثي في الشبهات العويصة ووجدت أنه ورد في النصوص الهيروغليفية، وأنه </span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " arabic?;?="" traditional="">مثبت أيضا في معجم "أسماء الأعلام المصرية .." الشهير، لمؤلفه هرمان رانكة (</span></strong><span class="style321"><strong><span dir="ltr" style="font-size: 16pt">Hermann Ranke, Die </span></strong></span><span class="style321"><strong><span dir="ltr" style="font-size: 16pt">&Auml;</span></strong></span><span class="style321"><strong><span dir="ltr" style="font-size: 16pt">gyptischen Personennamen, Verzeichnis der Namen, Verlag Von J. J. Augustin in Gl</span></strong></span><span class="style321"><strong><span dir="ltr" style="font-size: 16pt">ü</span></strong></span><span class="style321"><strong><span dir="ltr" style="font-size: 16pt">ckstadt, Band I, 1935, Band II, 1952</span></strong></span><span dir="rtl"></span><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " arabic?;?="" traditional=""><span dir="rtl"></span>)، وهو أهم معجم في هذا المجال. </span></strong><span class="style321"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " arabic?;?="" traditional="">جاء في هذا المعجم ما نصه:<p></p></span></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span class="style321"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " traditional="" maroon;?="" color:="" arabic?;="">"وصف هامان في معجم (مواطنو الدولة الجديدة)، الذي وضع على أساس مدونة كبيرة من النصوص الهيروغليفية، بأنه (</span></strong></span><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " traditional="" maroon;?="" color:="" arabic?;="">رئيس النحاتين)"</span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " arabic?;?="" traditional="">، وهي أهم مهنة في مصر القديمة لأن الفراعنة كانوا يهتمون كثيرا ببناء أوابدهم كما نعلم، فكان (رئيس النحاتين) من خاصتهم.<p></p></span></strong></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><span class="style321"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " arabic?;?="" traditional="">ولا شك في أن التوراة تخلط في جعلها هامان (</span></strong></span><span class="style321"><strong><span lang="HE" style="font-size: 20pt">המן</span></strong></span><span class="style321"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " arabic?;?="" traditional="">) وزيرا فارسيا إبان السبي البابلي أي بعد حوالي </span></strong></span><span class="style321"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: " arabic?;?="" traditional="">1200</span></strong></span><span class="style321"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " arabic?;?="" traditional=""> من حياة موسى عليه السلام. والسبب أن التوراة إبان السبي البابلي كانت غير مدونة وأن الذين دونها بعد السبي البابلي اعتمدوا على الذاكرة فسقط اسم هامان من التوراة الأصلية، ولم يعتمدوا على نص مدون لأنه لم يكن موجودا، ولم يعتمدوا على رواية متواترة لأنها كانت غير موجودة هي الأخرى كما يقر بذلك وبصريح العبارة معظم المشتغلين بالعهد القديم بما في ذلك أحبار اليهودية ومنهم مروان بن جناح القرطبي الذي يقول في علماء التوراة والتلمود ما نصه:<p></p></span></strong></span></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " traditional="" maroon;?="" color:="" arabic?;="">"وإنما استسهلوا ذلك لقراءتهم ما يقرؤون من الفقه ملحوناً ودراستهم ما يدرسون منه مُصحّفاً وهم لا يشعرون <u>وذلك لعدمهم الرواية وفقدهم الإسناد</u>"</span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; font-family: " arabic?;?="" traditional="">. المصدر: ابن جناح القرطبي، كتاب اللمع. صفحة <font size="+2">2-3</font>. الكتاب مطبوع بالعنوان التالي: </span></strong><strong><span lang="FR" dir="ltr" style="font-size: 16pt">Le Livre des Parterres Fleuris d’Aboul’l-Walid Merwan Ibn Djanah de Cordoue. Publiée par: Joseph Derenbourg. Paris, 1886.</span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 16pt; font-family: " arabic?;?="" traditional=""><p></p></span></strong></p>

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            عضو مؤسس، أستاذ جامعي
            • May 2006
            • 5732

            #6
            [align=justify]تكررت في بعض مواقع الشابكة الأدبية مقولة إن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد الأسدي كانت نصرانية. وكان أول من طرح ذلك في ملتقى الأدباء والمبدعي العرب، حسب علمي، الأستاذ مخلص الخطيب. واليوم تكررها الأستاذة سوزي واكيم. وربما زعم ذلك غيرهما أيضا.

            اعلم أن جميع ما نعرف نحن ويعرفه غيرنا عن الإسلام مأخوذ ــ حصريا ــ من المصادر التالية:

            1. القرآن الكريم
            2. السنة الشريفة
            3. السيرة النبوية
            4. كتب المغازي

            ولا توجد مصادر أخرى غير عربية وغير إسلامية معاصرة أو قريبة من عهد النبي صلى الله عليه وسلم، تعالج هذا الموضوع أو غيره مما له علاقة بفجر الإسلام. وليس في المصادر الإسلامية الأولى المذكورة أعلاه ما يشير أو يوحي ـ مجرد إيحاء ــ بأن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد الأسدي كانت نصرانية، فيسقط هذا الزعم بالكلية.

            أما كون ابن عمها ورقة بن نوفل نصرانيا، فلا يعني أنها هي نصرانية. وفي سؤالها لابن عمها ورقة عن الوحي بعدما أخبرها النبي صلى الله عليه وسلم به بعد نزوله عليه في الغار، وعن حقيقته، إشارة جلية إلى أنها لم تكن نصرانية لأنها لو كانت نصرانية لعرفت معنى الوحي ولما احتاجت إلى سؤال ورقة عنه.

            وكنت لما طلبت من الأستاذ مخلص الخطيب دليلا على الزعم أن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد الأسدي كانت نصرانية (والحق يقال إني سمعته منه لأول مرة حياتي)، ذكر لي كاتبة تونسية معاصرة انتهت إلى هذا القول في كتاب لها حسب قوله. وهذا الكتاب لا يعتبر دليلا، كما أننا لا نعرف على أية مصادر علمية اعتمدت الكاتبة كي تصل إلى هذه النتيجة، وأية بحوث علمية قامت بها كي تؤسس لهذا القول غير المألوف.

            فالقول إن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد الأسدي كانت نصرانية، قول لا يصح من المصادر التاريخة التي بأيدينا.

            ومن المهم أن نعي أن القول إن اعتبار القول إن أم المؤمنين خديجة بنت خويلد الأسدي كانت نصرانية محض افتراء، لا يراد منه الانتقاص من قدر النصرانية، فالنصرانية بلا شك أفضل بكثير من الشرك الذي كانت عليه السيدة خديجة قبل الإسلام. إنما ننفي هذا الزعم لأنه محض افتراء، لا ندري ماذا يراد منه.


            [/align]

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              عضو مؤسس، أستاذ جامعي
              • May 2006
              • 5732

              #7
              ورد في حديث الإمام البخاري في كتاب التوحيد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال : "كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم)"[1].

              وورد في حديث الإمام الترمذي في كتاب الاستئذان من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه إذ قال: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم له كلمات من كتاب يهود قال إني والله ما آمن يهود على كتابي قال فما مر بي نصف شهر حتى تعلمته له قال فلما تعلمته كان إذا كتب إلى يهود كتبت إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم"، قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح وقد روي من غير هذا الوجه عن زيد بن ثابت رواه الأعمش عن ثابت بن عبيد الأنصاري عن زيد بن ثابت قال : "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم السريانية".[2]

              وقد وردتني من سيدة باحثة بعض التساؤلات بخصوص ما جاء في الحديثين أعلاه، أنشر بعضها ههنا تعميما للفائدة، هي:

              1. ماذا كانت لغات اليهود في المدينة المنورة؟ هل كانت العبرانية والسريانية، ولغات أخرى؟

              كان اليهود في شبه الجزيرة يتحدثون بالعربية لأنها كانت لغتهم اليومية. وكانوا يصلون بالعبرية لأن العبرية لغة العهد القديم وصلواتهم به. أما السريانية (أو بعبارة أدق: الآرامية اليهودية) فهي لغة التلمود، والتلمود هو شريعة اليهود. لا ندري مقدار معرفة عامة اليهود بالجزيرة للعبرية والسريانية، ذلك أن العبرية كانت وقتها لغة دينية تستعمل في الصلوات فقط دينية فقط لا يتحدث بها أحد خارج الصلاة.

              2. إذا كانت العبرانية لماذا طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من زيد تعلّم السريانية؟

              السريانية (أو بعبارة أدق: الآرامية اليهودية) كانت محكية في ذلك الوقت، وكان يتواصل بها يهود العراق والشام. وقد بادت السريانية (ومعها الآرامية اليهودية) عند انتشار الإسلام في الشام والعراق واستعراب أهلهما. فالسريانية كانت وقتها لغة حية، بخلاف العبرية التي كانت لغة صلوات فقط.

              3. إذا كان اليهود يتقنون اللغة العربية لماذا كانوا يراسلون الرسول صلى الله عليه وسلم بغيرها؟

              يراد من ذلك مراسلة النبي صلى الله عليه وسلم ليهود من خارج المدينة، فلقد كان في اليمن يهود منذ زمان الملك اليمني الذي تهود أقصد (ذو نواس) المقصود في سورة البروج الذي قتل نصارى نجران وحرقهم في الأخدود، وكانت لغة اليمن الحميرية وهي غير عربية الشمال. كما أن لغة اليهود في بلاد الشام كانت إبان دعوة النبي صلى الله عليه وسلم السريانية (أو بعبارة أدق: الآرامية اليهودية).

              4. هناك شبهة قائلة بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كانت تأتيه كتب من يهود الشام منها يأخذ تعالم الإسلام، ودليلهم حديث زيد، أنّه طلب إلى زيد تعلّم السريانية التي هي لغة يهود الشام آنذاك لا يهود جزيرة العرب فما رأيكم؟

              هذه الشبهة ليست بشيء، والادعاء لا يعجز عنه أحد. ومثير هذه الشبهة يفترض وجودها لمجرد مراسة النبي لليهود في الشام. وقياسا على هذا المنطق يمكن لنا أن نزعم أن عيسى ابن مريم عليهما السلام كان عاجزا جنسيا لأنه لم يتزوج – حاشا له من ذلك. فالمراسلة بحد ذاتها لا تعني شيئا خاصا، مثلما لا يعني عدم الزواج أن الممتنع عن الزواج مريض بالعجز الجنسي.

              5. هل يمكن القول أن اللغة العبرية كانت لغة اليهود المقدسة المقتصرة على التلاوات الدينية فقط لا التعاملات بل كانت التعاملات والأحاديث بينهم بالسريانية في جزيرة العرب؟

              نعم هذا صحيح. والعبرية بادت لغة محكية بعد السبي البابلي في القرن السادس قبل الميلاد، والدليل القاطع على ذلك أن آخر فقرات من العهد القديم التي دونت بعيد السبي البابلي إنما دونت بالآرامية وليس العبرية لأن الآرامية حلت محل العبرية لغة محكية.

              وبخصوص قول زيد رضي الله عنه إنه تعلم السريانية (وأرجح تعلمه السريانية وليس العبرية) في نصف شهر، فهذا ليس عجبا، ذلك أن دارسي اللغات الجزيرية (السامية سابقا) كالعبرية والآرامية بلهجاتها الكثيرة ومنها السريانية يدركون جيدا أن العلاقة بين العبرية والسريانية يرى بوضوح أن العلاقة التاريخية بين العربية الفصيحة من جهة، وبين اللغات السامية مجتمعة (ما عدا الأكادية في عهودها الأولى أي من حوالي 2800 إلى 2000 قبل الميلاد) من جهة أخرى ، ليست أكثر أو أقل من العلاقة الحالية بين العربية الفصيحة من جهة، واللهجات العربية الحالية من جهة أخرى. وما ينطبق على المقارنة بين العربية الفصيحة والعبرية والسريانية من جهة، وبين العربية الفصيحة واللهجتين الشامية والمصرية من جهة أخرى، ينطبق على كل اللغات السامية (ما عدا الأكادية في عهودها الأولى أي من حوالي 2800 إلى 2000 قبل الميلاد) وكل اللهجات العربية. وأمثل على هذا الكلام بالوزن السامي الأصلي (فَعْلٌ) ومنه: عَبْدٌ

              السامية الأم: abd-um؛
              الأكادية: abd-um؛
              العربية abd-un؛
              العبرية: ebed؛
              اللهجة الشامية/المصرية: abed.

              والملاحظ أن العربية والأكادية لغتان معربتان وأن الإعراب في الأكادية بالميم (تـمِّيم) وفي العربية بالنون (تنوين). أما العبرية فأهملت الإعراب مثلما أهملته اللهجتان المصرية والسورية. والنتجية هي التقاء الساكنين (الباء والدال في /عَبْد/) وهذا لا يجوز في كل اللغات السامية. لذلك استغنت اللغات السامية التي أهملت الإعراب من جهة، واللهجتان المصرية والسورية اللتان أهملتا الإعراب أيضا من جهة أخرى، عن مخرج الإعراب (um/un) بإضافة كسرة خفيفة ممالة نحو الـ e بين الباء والدال (ebed/ abed) التخلص من التقاء الساكنين. وتشذ السريانية عن ذلك لجعلها أداة التعريف (وهي ألف المد) آخر الكلمة فيقال: عَبْدا = ab-dā مما يلغي مشكلة التقاء الساكنين مع الإشارة إلى أن السريانية ليس فيها إعراب.

              ومثلما لا يحتاج متقن العربية الفصحى إلى أكثر من نصف شهر كي يفهم لهجة أهل العراق أو أهل سورية أو أهل مصر على سبيل المثال، كذلك لا يحتاج متقن العربية الفصحى إلى أكثر من شهر لإتقان العبرية التوراتية أو الآرامية القديمة أو لهجتها الأشهر السريانية أو غيرها من اللغات الجزيرية (السامية سابقا) ـ ما عدا الأكادية التي يحتاج إتقانها (بالنسبة للعربي المتقن العربية) إلى ثلاثة أشهر على الأقل.


              __________________________
              [1] البخاري،صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب ما يجوز من تفسير التوراة وغيرها من كتب الله بالعربية وغيرها، ج 4، ص 526.
              [2] الترمذي، سنن الترمذي، كتاب الاستئذان والآداب، باب ما جاء في تعليم السريانية، ج 5، ص 413.

              تعليق

              • عبدالرحمن السليمان
                عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                • May 2006
                • 5732

                #8
                دعوى الأصول الآرامية للقرآن الكريم

                [align=justify]كثر في الآونة الأخيرة الكلام الذي يزعم أصحابه فيه أن العربية مشتقة من الآرامية/السريانية وأن القرآن الكريم لا يفهم إلا من خلال الآرامية/السريانية. وقد صاغ شخص مجهول يحمل الاسم الوهمي كريستوفر لوكسمبورج هذا الكلام في شكل كتاب يروج له كله أو بعضه مجموعة من أصحاب الجدل الديني في بعض القنوات والمواقع.

                وكان آخر المروجين لهذا الكلام الشاب السعودي لؤي الشريف في كلمة له على (السنابات) أثارت زوبعة كبيرة في الخليج العربي وربما خارجه وشككت طائفة من الشباب في اللغة العربية والقرآن الكريم.

                نفتتح هذه الصفحة للنظر في هذه الدعوى: دعوى أمومة الآرامية/السريانية للعربية من جهة، ودعوى تفسير القرآن الكريم من خلال السريانية من جهة أخرى. وندعو الزملاء والزميلات المتخصصين في اللغات الجزيرية إلى المشاركة في هذه الصفحة.

                كلام المدعو لؤي الشريف:[/align]


                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                  • May 2006
                  • 5732

                  #9
                  [align=justify]لقد فندنا دعوى أخذ العرب الحركات عن السريان هذه والتي لم يزعمها سرياني قط قبل عصر الإنترنت في مقالة لنا نشرناها سنة 2005 بعنوان "في أصالة النحو العربي" جاء فيها:

                  ولا يعتد في هذا السياق بما نقل فؤاد حنا ترزي (1) عن مقال لأنيس فريحة في أثر لغويي السريان في وضع قواعد الصرف والنحو العربيين من كلام مفاده أن الأسقف يوسف الرهاوي الراحل سنة 708 للميلاد أسهم في الدراسات النحوية السريانية ووضع نظام الحركات السرياني ذا النقط، وأن أبا الأسود كان معاصرًا له وأنه أخذ نظام التنقيط والحركات العربيين عنه. وبما أن علم النحو العربي يختلف كثيرًا عن علم النحو اليوناني، فقد اعتبر الكثيرون من الباحثين الأجانب علم النحو علمًا عربيًا أصيلاً نبت في أرض العرب "كما تنبت الشجرة في أرضها".(2) ولم يشذ عن هذا الإجماع إلا المستشرق ميركس الذي زعم سنة 1889 أن النحو العربي مؤسس وفق منطق أرسطو.(3) لم يأخذ أحد من المستشرقين كلام ميركس بعين الاعتبار لسببين اثنين. الأول: وفاة الخليل وسيبويه قبل نقل منطق أرسطو إلى العربية. والثاني: قلة التشابه، بل انعدامه، بين النحو العربي والنحو اليوناني. (4) ولما استحال إثبات التأثير اليوناني المباشر على النحو العربي، افترض بعضهم التأثير غير المباشر عليه أي عن طريق السريان الذين اتصلوا قبل العرب باليونان وعلومهم. فزعم ميركس أن حنين بن إسحاق كان قد ألف كتابًا في النحو العربي على الطريقة اليونانية، وأن حنين كان معاصرًا للخليل بن أحمد وأن هذا الأخير أخذ عنه. (5) وهذا افتراء لأن مصدرًا واحدًا لم يذكر ذلك غير ميركس الذي لم يذكر في كتابه المصدر الذي أخذ هذه المعلومة المختلقة منه.

                  لا تتطلب مناقشة هذه الأقوال وتفنيدها كثير جهد لأن الوهن باد فيها، فكلام ميركس عن كتاب لحنين بن إسحاق في النحو العربي على الطريقة اليونانية محض افتراء، وأبو الأسود الدؤلي توفي سنة 688 أي قبل وفاة الأسقف يعقوب الرهاوي بعشرين سنة. فلم لا يكون الرهاوي هو الذي أخذ نظام الحركات عن أبي الأسود؟ ولماذا لم يفعل السريان ذلك، وهم أقدم تدوينًا للغتهم من عرب الشمال، إلا على زمان أبي الأسود الدؤلي؟ إن في نسبة وضع الحركات السريانية للأسقف يعقوب الرهاوي دليلاً على أنه أخذها عن أبي الأسود وليس العكس لأن في هذا التاريخ ما يثبت أن أبا الأسود كان سباقًا في الوضع وأن السريان ما كانوا يفكرون في ذلك قبل أبي الأسود، تمامًا مثل اليهود المسوريين الذين أخذوا نظامي الإعجام والحركات عن العرب في الوقت ذاته (حوالي 725)، مع فارق أن اليهود يقرون بذلك بصريح العبارة.(6) والآرامية كانت في ذلك الحين اللغة التي كان اليهود يتكلمون بها قبل استعرابهم، فعلى نطقها اعتمدوا في ضبط أصوات نص التوراة الذي توارثوه دون رواية أو إسناد (7)، لأنهم ما كانوا يعرفون وقتها كيف كان نص التوراة يلفظ؛ لذلك اعتمدوا في تشكيلهم النص العبري للتوراة على النطق الآرامي. ولو كان لدى السريان نظام حركات وقتها لأخذه اليهود عنهم خصوصًا وأن الآرامية كانت اللغة التي يتحدثون بها قبل استعرابهم في القرن الثامن والتاسع الميلاديين. ثم إن من الثابت أن اللغة السريانية تكتب بكتابتين هما كتابة "السِّرطُو" (= السطر) وكتابة "الإسترانجيلو" (= [الكتابة] المستديرة). ومن المعروف أن السريان الذين يستعملون كتابة "السِّرطُو" قد شكَّلوها بالحركات اليونانية فأصبحت كتابتهم خليطًا من حروف جزيرية ساكنة وحروف يونانية صائتة. فلو كان للسريان الذين يستعملون كتابة "السرطو" عهدٌ بحركات وضعها إخوانهم الذين يستعملون كتابة "الإسترانجيلو"، التي تشكل بالنقط، لأخذوها عنهم بدلاً من إقحام الأحرف اليونانية في أبجديتهم الجزيرية التي خسرت خصوصيتها الثقافية بعد ذلك الإقحام. (8)

                  ويذهب أنيس فريحة إلى أبعد من ذلك ويتبعه في خلطه فؤاد حنا ترزي دونما أي تحقيق، فيقارن بين المصطلحات النحوية السريانية ومثيلاتها العربية، ويخلص إلى نتيجة مفادها أن العرب أخذوا مصطلحاتهم عن السريان لأنها تدل على المفاهيم ذاتها. مثال:

                  المصطلح السرياني = النقحرة = المصطلح العربي
                  ـ«ـ،ـگـ–ـ‌ـ¥ـ’ـ•ـگ = شِما ذِي عَبْدا = اسم الفاعل
                  ـ،ـ*ـ?ـ¬ـ?ـ¬ـگ = مَلُّوثُوثا = الإضافة
                  ـ«ـ،ـگـ–ـگـ™ـ’ـ¢ـ¬ـگ = شِما ذا زْبَنْتا = اسم المرة
                  ـ«ـ،ـگـ—ـگ = شُمّاها = الصفة
                  ـ،ـ*ـ‌ـ¬ـگ = مِلِّيثا = الفعل

                  إذن يعتبر أنيس فريحة وجود معاني اسم الفاعل والإضافة واسم المرة والصفة والفعل في العربية دليلاً على تأثير النحوي السرياني في النحو العربي لمجرد ورودها فيه! فماذا نقول عن اللغات التي توجد هذه المصطلحات فيها قبل السريان وبعدهم؟ هل نقيس على منطق أنيس فريحة الأعوج ونقول إنها متأثرة بالنحو السرياني؟ هل نقول إن المقابلات اللاتينية للمصطلحات أعلاه (باطراد: participium activum, status constructus, nomen unitatis, adiectivum, verbum) من السريانية أيضًا؟ وهل نقول إنها في الهولندية، على سبيل المثال لا الحصر، من السريانية أيضًا، لأن هذه المصطلحات موجودة في الهولندية أيضًا؟ إن من يزعم زعمـًا كهذا مثل مَن يزعم أن كلمة "أم" عربية وجمعها على "أمهات" سرياني بسبب إضافة /الهاء/ في الجمع، (9) ناسيًا أنه لا توجد لغة على وجه البسيطة يستعير أصحابها كلمات بدائية مثل "أب" و"أم" و"أخ" من لغة أخرى، وجاهلاً أن إضافة الهاء في بعض حالات الجمع ظاهرة جزيرية عامة وليست مخصوصة بلغة جزيرية دون غيرها. ونحن إذا التمسنا العذر للأب رافائيل نخلة اليسوعي صاحب المقولة الأخيرة لأنه رجل دين تراكمت لديه تراكمات ثقافية معينة استغلها في بعض الكتابات الطريفة التي يورد فيها ما تراكم لديه من معلومات "على البركة" أي دون إعمال للتأمل العلمي ولآليات البحث الجاد في ما يورد، فإننا في الوقت نفسه لا نستطيع فهم الخلط الشديد الذي يأتي به أنيس فريحة ويورده على علاته فؤاد حنا ترزي وهو أستاذ جامعي .. هذا خلط أنتج آراء فاسدة لا يقول بها عالم بأصول علم اللغة المقارن لأنها آراء مبنية على التخمين والأحكام المسبقة وربما الشعوبية المبطنة، مثل تخمين من ظن أن الخليل بن أحمد الفراهيدي أخذ ترتيبه الصوتي لكتاب العين عن الهنود فقط لأن معجمه لا يعتمد الترتيب الألفبائي المعهود، مثل أبجدية "ديفاناجاري" الهندية التي لا تعتمد الترتيب الألفبائي المعهود أيضًا، وهو التخمين الذي ما تجاوز قط "كونه خاطرة" (10) لم يلتفت إليها أحد لأنها تفتقر إلى أي أساس علمي، فضلاً عن أن معجم الخليل أقدم معجم في التاريخ. (11)

                  ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

                  الحواشي:

                  (1) انظر فؤاد حنا ترزي (110:1969)
                  (2) محاضرات الأستاذ ليتمان. نقلا عن أحمد أمين (بدون تاريخ)، الجزء الثاني، صفحة 292-293.
                  (3) انظر: Merx A. (1889).
                  (4) يزعم فؤاد حنا ترزي (112:1969) أن تقسيم سيبويه الكلم إلى ثلاثة أقسام يوناني لأن أفلاطون قسم الموجودات إلى ذوات (= أسماء) وأحداث (= أفعال) ولأن أرسطو أضاف إليهما قسما ثالثا هو الروابط (= الحروف). فإذا كان الأمر كذلك، لماذا قسم اليونان ومن بعدهم الرومان ومن بعدهم جميع شعوب أوروبا كلمهم إلى ثمانية أقسام؟!
                  (5) انظر فؤاد حنا ترزي (110:1969).
                  (6) قال موسى بن عزرا: "ولما استفتحت العرب جزيرة الأندلس المذكورة على القوط الغالبين على الرومانيين أصحابها بنحو ثلاثماية سنة قبل فتح العرب لها الذي كان على عهد الوليد بن عبدالملك بن مروان من ملوك بني أمية من الشام سنة اثنين وتسعين لدعوتهم المسماة عندهم بالهجرة تفهمت جاليتنا بعد مدة أغراضهم ولقنت بعد لأي لسانهم وتبرعت في لغتهم وتفطنت لدقة مراميهم وتمرنت في حقيقة تصاريفهم وأشرفت على ضروب أشعارهم حتى كشف الله إليهم من سر اللغة العبرانية ونحوها واللين والانقلاب والحركة والسكون والبدل والادغام وغير ذلك من الوجوه النحوية مما قام عليه برهان الحق وعضده سلطان الصدق على يدي أبي زكريا يحيى بن داود الفاسي المنبوز بحيوج وشيعته رحمة الله عليه ما قبلته العقول بسرعة وفهمت منه ما جهلت قبل" (موسى بن عزرا، 145:2013). وقال اليروشلمي (أديب يهودي من القرن الخامس للهجرة): "وهكذا كانت اللغويون المتقدمون يعتقدون جميعهم الأفعال الثنائية والأفعال الفردية إلى أن ظهر أبو زكريا حيوج رضي الله عنه وأقام الدلايل والبراهين [على] أنه لا يوجد فعل على أقل من ثلاثة حروف، وبين سر الأحرف اللينية والأحرف المندغمة والأحرف المنقلبة فثبت الحق وبطل كل ما سواه! ثم جاء بعده الشيخ المعظم أبو الوليد مروان بن جناح ×–"ל [= رحمه الله] وزاد ذلك بيانا ووضوحا". (Munk, S. 1850:32). وكان اللغويون قبل حيوج، مثل سعيد الفيومي والفاسي القرائي صاحب كتاب "جامع الألفاظ" (معجم عبري عربي)، يعتقدون أن الأفعال المعتلة ثنائية الجذور، فشرح حيوج ذلك في كتابه "الأفعال ذات حروف اللين"، وهو مختصر فبسط ذلك مروان بن جناح في "كتاب التنقيح".
                  (7) مروان بن جناح (2:1866).
                  (8) لعل هذا المزج بين الأبجدية السريانية (السرطو) والأبجدية اليونانية هو الذي أوحى لبعض العرب في النصف الأول من القرن الماضي بمزج كهذا للتوصل إلى حل لمشكل الكتابة والطباعة آنذاك!
                  (9) الأب رافائيل نخلة اليسوعي (173:1959). ويرد رافائيل نحلة اليسوعي كل كلمة عربية ذات أصل جزيري إلى السريانية لأنها أقدم تدوينًا من العربية. وهذا مذهب فاسد لأنه يقتضي بالمنطق رد جميع الكلمات السريانية ذات الأصول الجزيرية إلى العبرية لأن العبرية أقدم تدوينًا من السريانية! كما يجوز وفقا لذلك المذهب رد العبرية إلى الأكدية وهلم جرًا.
                  (10) انظر (Versteegh K. en Schippers A. 1987:71).
                  (11) انظر Haywood J.A. (1960).
                  [/align]

                  تعليق

                  • عبدالرحمن السليمان
                    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                    • May 2006
                    • 5732

                    #10
                    [align=justify]تفسير المدعو لؤي الشريف لفواتح السور من الكلمات المقطعة من الآرامية باطل لسبب بسيط هو أن المعاني التي نسبها إلى الآرامية/السريانية أو العبرية ليست آرامية ولا عبرية بل فينيقية. إن أسماء الأحرف كما ذكرها فينيقية وليست آرامية ولا عبرية. ولإفادة غير المتخصصين أنقل إلى هنا نصا من مقالة لي تاريخ الكتابة:

                    3. المرحلة الأبجدية

                    1.3. النشأة

                    المرحلة الثالثة والأخيرة من تاريخ الكتابة هي المرحلة الأبجدية التي سميت هكذا نسبة إلى ترتيب الحروف في الأبجدية الجزيرية الأولى وهي (أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ)، وهو الترتيب الذي غيره في العربية أبو الأسود الدؤلي عند تنقيط الحروف إلى الترتيب الحالي الذي يقال فيه أيضـًا إن الخليل بن أحمد هو الذي صنع ذلك.

                    كانت النظرية السائدة أن الأبجدية الفينيقية اشتقت من رسوم الكتابة الهيروغليفية في منتصف القرن الخامس عشر قبل الميلاد، إلا أن اكتشاف أبجدية أقدم منها، هي الأبجدية الأوغاريتية التي تستعمل أشكالاً مسمارية لا علاقة لها بصور الكتابة الهيروغليفية، ألغى هذا الرأي تمامـًا. فالأوغاريتيون استوحوا أشكال أبجديتهم الأوغاريتية، التي تحتوي على كل الأصوات الجزيرية القديمة (وهي ثمانية/تسعة وعشرون صوتـًا)، من الكتابة المسمارية، ولكننا لا نعرف على وجه التحديد كيف اختزلوا الكتابة المقطعية إلى الكتابة الأبجدية، بينما نستطيع أن نتابع ذلك الاختزال في الأبجدية الفينيقية، حيث قام الفينيقيون باستعمال الصور الدالة على مسميات بعينها (مثلاً: صورة الثور للدلالة على الثور؛ صورة العين للدلالة على العين؛ صورة المربع للدلالة على البيت؛ صورة الموج للدلالة على الماء وهلم جرًا) ليس للدلالة على تلك المسميات، بل للدلالة على الأصوات الأولى لتلك المسميات كما سيتضح أدناه.

                    يسمى "الثور" في اللغة الجزيرية الأم: /أَلْفٌ/ ـ بلفظ التنوين تَمويمـًا ـ و"البيت": /بَيْتٌ/ و"العين": /عَيْنٌ/ وهلم جرًا.

                    في بداية القرن الخامس عشر قبل الميلاد بدأ الفينيقيون يستعملون الصورة الدالة على "الثور" – وهي صورة رأس ثور مثلث الشكل بقَرنَيْن وعينَيْن – ليس للدلالة على كلمة /أَلْف/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /أَلْفٌ/ فقط، وهو حرف الألف. ثم استعملوا الصورة الدالة على "البيت" - وهي صورة مربع - ليس للدلالة على كلمة /بيتٌ/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /بيت/ فقط، وهو حرف الباء. ثم استعملوا الصورة الدالة على "العين" - وهي صورة العين - ليس للدلالة على كلمة /عَين/، بل للدلالة على الصوت الأول من كلمة /عَينٌ/ فقط، وهو حرف العين، وهكذا دواليك حتى أتوا على أصوات لغتهم، وهي اثنان وعشرون صوتـًا فقط، فجعلوا لكل صوت حرفًا.

                    ثم رتب الفينيقيون الأبجدية مبتدئين بحرف الألف ثم الباء ثم الجيم ثم الدال إلى آخر ترتيب أبجد هوز. ونحن لا ندري بالضبط لم رتبوا أبجديتهم هكذا، أي لم بدؤوا بالألف ولم يبدؤوا بغيره؟ وقد يكون لذلك علاقة بالمعتقدات الدينية لقدامى الكنعانيين حيث كان الثور يرمز عندهم إلى كبير آلهتهم بعل. وقد لا يعني "البيت" للجزيريين ذوي الأصول البدوية شيئًا أكثر من "المعبد" الذي يعبد فيه إلههم، ولكن هذه مجرد تكهنات.

                    ثم أخذ الإغريق في أوائل الألف الأول قبل الميلاد الكتابة الأبجدية عن الفينيقيين وحاولوا كتابة لغتهم فيها إلا أنهم اكتشفوا أن الأبجدية الفينيقية لا تحتوي على كل الأصوات اليونانية من جهة (خصوصـًا الحركات)، وأنها تحتوي على أصوات غير موجودة في اللغة اليونانية مثل حروف الحلق من جهة أخرى. فاستعمل اليونانيون حروف الحلق الفينيقية للدلالة على الأحرف الصائتة في اليونانية لأن الأبجديات الجزيرية لم تكن تحتوي على أحرف صائتة فيها، فاستعمل اليونان حرف العين الفينيقي للدلالة على الـ o، وحرف الحاء للدلالة حلى حرف الإيتا وهلم جرًا. ثم سمى اليونانيون نظام الكتابة التي أخذوها عن الفينيقيين بـ alfabetos، وهي "الألفباء" في العربية. أما الـ Abecedarium في اللاتينية، فهي ترجمة حرفية لـ "أبجدية".(1)

                    وأخيرًا نشير إلى أن الأبجديات الجزيرية لا تحتوي إلا على حروف ساكنة. إلا أن لثلاثة منها - وهي الألف والواو والياء - استعمالين اثنين الأول هو استعمالها أحرفًا ساكنة والثاني هو استعمالها أحرف مد للدلالة على الحركات الطويلة. وهذا يعني أن للغة الجزيرية الأم ثلاث حركات فقط ترد قصيرة ويعبر عنها بالفتح والضم والكسر، وطويلة ويعبر عنها بالألف والواو والياء. والعلة في عدم ورود الحركات القصيرة على شكل أحرف كما هو الحال عليه بالنسبة إلى حروف المد، هو القاعدة الجزيرية العامة التي تحول دون ابتداء كلمة جزيرية بحركة أو بحرف ساكن. وإذا عرفنا أن الأبجدية الجزيرية اشتقت من الأصوات الأولى لكلمات جزيرية بعينها كما أبنا أعلاه، فهمنا جيدًا السبب في عدم احتواء الأبجديات الجزيرية أحرفـًا تدل على الحركات الثلاث القصيرة لأن ذلك غير موجود في أوائل كلامهم.

                    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ

                    (1) وللثور وظيفة أخرى تتعلق بالكتابة .. فالثور يفلح الأرض من اليمين إلى اليسار ثم من اليسار إلى اليمين وهلم جرًا. ومن طريقته في فلاحة الأرض اشتقت الكلمة للدلالة على طريقة الأوائل (ومنهم اليونان وعرب الجنوب) في الكتابة، أي من اليمين إلى اليسار ثم من اليسار إلى اليمين، وهي Boustrophedon، ومعناها "كفلاحة الثور". إن أكثرية النقوش اليمنية المدونة بخط المسند مكتوبة هكذا "كفلاحة الثور".


                    فقول لؤي الشريف إن للحروف الآرامية معاني إذن باطل لجهله المدقع بتاريخ الأبجدية وأسماء الحروف التي هي فينيقية أصلا وفصلا. ولا علاقة للآراميين ولا لليهود بها سوى أنهم أخذوها عن الفينيقيين هي وأسماءها معها. وبما أن أسماء الأحرف الفينيقية مشتقة من كلمات فينيقية لها ما يجانسها تأثيليا في اللغات الجزيرية الأخرى كالعربية والعبرية والآرامية كالبيت والعين والنون، فلا يمكن للآرامي أو العبري توظيف معانيها في الآرامية أو العبرية لغايات تفسيرية ذلك لأنها، أي أسماء الحروف الفينيقية، إنما هي أسماء لكلمات بعينها بالفينيقية لا بالآرامية أو العبرية. وعليه فإن الادعاء بآرامية أسماء الحروف في الآرامية أو بعبريتها في العبرية ادعاء كاذب جملة وتفصيلا نتيجة لجهل صاحبه بتاريخ الكتابة، والاستشهاد به باطل جملة وتفصيلا.
                    [/align]

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                      • May 2006
                      • 5732

                      #11
                      [align=center]دعوى الأصول الآرامية للقرآن الكريم

                      [/align][align=justify]اعلم أن دعوى الأصول الآرامية للقرآن الكريم مؤسسة على كتاب يحمل صاحبه اسما وهميا هو كريستوفر لوكسمورج. وأعرض أدناه لفكرته الرئيسة مقتبسا نصا من كتاب لي مخطوط:

                      1.3.2. كريستوفر لوكسمورج

                      وتتضمن نية المؤلف في ربط لغة القرآن الكريم بلغة التوراة تلميحا بأن التوراة هي مصدر القرآن الكريم. وهذا التلميح بلغ درجة التصريح في الترجمة الفرنسية التي أنجزها المترجم الفلسطيني المسيحي سامي الذيب أبو ساحلية (1) الذي يثقل ترجمته بحواش يشير فيها إلى المجانسات التأثيلية العبرية للكلمات القرآنية التي لها مجانسات تأثيلية في العبرية. والغاية الوحيدة من ذكره هذه المجانسات التأثيلية العبرية هي الإيحاء بأن العربية من العبرية. (2) وفي ذلك جهل بمبادئ لغوية لسببين بسيطين الأول هو أن المجانسات التأثيلية بين الكلمات العربية والعبرية موجودة أيضا في جميع اللغات الجزيرية. فهي موجودة، كلها أو أكثرها، في الآرامية وفي الحبشية وفي البابلية وفي الأوغاريتية وغيرها من اللغات الجزيرية لأنها من التراث اللغوي المشترك. والثاني: لا يحتج في الدراسات اللغوية التأثيلية بأسبقية التدوين. فالعبرية دونت قبل عربية الشمال، بعكس عربية الجنوب التي دونت بدورها قبل العبرية بقرون .. وهذا لا يعني أن ألفاظ عربية الشمال – عربيتنا – المشتركة مع اللغات الجزيرية الأخرى مستعارة من العبرية لأن العبرية أسبق تدوينا من عربية الشمال؛ لا أعرف باحثا واحدا يقول بذلك. ولو كانت أسبقية التدوين معيارا للحكم لوجب رد الألفاظ العبرية التي تشترك العبرية فيها مع العربية والبابلية إلى هذه الأخيرة لأنها أقدم تدوينا من العربية بألفي سنة، ولوجب رد نصف شرائع التوراة التي بأيدينا اليوم إلى شرائع بابل وعلى الأخص إلى شريعة حمورابي لأنها أقدم تدوينا من التوراة بألف سنة .. بل لقد أثبت نشر الأدب الأوغاريتي بأن كثيرا من المزامير المنسوبة إلى داود عليه السلام – كما هي في العهد القديم الذي بأيدينا اليوم – مستوحاة من أدب الأوغاريتيين الذين يظن بأنهم كانوا عربا حكموا غربي سورية ابتداء من الألفية الثانية قبل الميلاد (مملكة أوغاريت أو رأس شمرا). وتعد ظاهرة الشعوبية المحدثة والشطط الحاصل في نسبة ألفاظ عربية بعينها إلى هذه اللغة الجزيرية أو تلك لأسباب تتعلق بأسبقية التدوين، ظاهرة لا يشتغل بها عالم أبدا، بل لم يشتغل بها قط سوى بعض الشعوبيين المحدثين في دنيا العرب. وأكثر من يقول بها الشعوبيون وبعض الكتاب الذين يكتبون "على البركة" مثل الأب رافائيل نخلة اليسوعي في كتابه (غرائب اللغة العربية) (3) ، حيث يرد كل كلمة عربية ذات أصل جزيري مشترك إلى السريانية لأنها أقدم تدوينا من العربية .. وهذا مذهب غير دقيق لأنه يقتضي بالمنطق رد جميع الكلمات السريانية ذات الأصول الجزيرية إلى العبرية لأن العبرية أقدم تدوينا من السريانية. كما يجوز وفقا لذلك المذهب رد العبرية إلى الأوغاريتية لأنها أسبق تدوينا من العبرية، والأوغاريتية إلى البابلية وهلم جرا. والباحث العربي الذي تفطن إلى هذا الأمر – كما ذكرنا في الدراسة الثالثة – هو الأب أنستاس ماري الكرملي الذي يقول في هذا الصدد: "ولا تكون الكلمة العربية من العبرية أو الآرامية إلا إذا كانت تلك الكلمة خاصة بشؤون بني إرم أو بني إسرائيل. أما الألفاظ العامة المشتركة بين الساميين جميعا، فليس ثم فضل لغة على لغة". (4) ثم إن البحث العلمي أثبت أن العربية الشمالية – على الرغم من أنها أحدث تدوينا من سائر اللغات الجزيرية – أقدم من سائر اللغات الجزيرية، بما في ذلك الأكادية التي دونت ابتداء من مطلع الألفية الثانية قبل الميلاد، وذلك لبقائها في الجزيرة العربية – موطن الشعوب الجزيرية الأول – واحتفاظها بخصائص اللغة الجزيرية الأم حتى اليوم. ونستأنس في هذا السياق بقول النحوي السرياني أقليميس يوسف داود مطران دمشق على السريان في كتابه (اللمعة الشهية في نحو اللغة السريانية): "وأشهر اللغات السامية هي العربية والعبرانية والسريانية والحبشية بفروعهن الكثيرة [..] وإنما ذكرنا العربية أولا بين اللغات الجزيرية لأن العربية باعتراف جميع المحققين هي أشرف اللغات السامية من حيث هي لغة وأقدمهن وأغناهن. ومعرفتها لازمة لمن يريد أن يتقن [إتقانا] حسنا معرفة سائر اللغات السامية ولا سيما السريانية".(5) ويضيف: "ثم إننا لا نعتقد أن الآرامية هي أقدم اللغات السامية كما زعم قوم، وأقل من ذلك أنها أقدم لغات العالم كما زعم غيرهم بلا بينة ولا أساس. بل نثبت مع العلماء المحققين أن اللغة العربية هي التي تقرب إلى أم اللغات السامية أكثر من أخواتها".(6) ويقصد أقليميس يوسف داود بالعلماء المحققين المستشرقين الذين قالوا بهذا الرأي الذي ينقله، ونذكر منهم شخولتنز ونولدكة وبرغشتراسر وبروكلمان ورايت ودي لاسي الذين أثبتوا هذه الحقيقة بالدرس المقارن للغات الجزيرية. ولا قيمة ترجى من مناقشة الشطط بله اللاعلمية المطلقة في كتاب لوكسمورج، (7) لكننا نعرض بسرعة لفكرته الرئيسة وهي أن القرآن الكريم كتب بلغة هجينة عربية وسريانية قبل إدخال الإعجام والشكل في الكتابة العربية، وأن المسلمين عندما أعجموا الحروف وضبطوا النطق بالحركات اعتمدوا في ذلك على العربية فقط، وهو ما جعل المفسرين المسلمين يخطئون فهم المعاني الحقيقية للقرآن الكريم! ثم راح يفسر كل كلمة عربية في القرآن الكريم، لها ما يجانسها تأثيليا في السريانية، بأنها يحب قراءتها وفهم معناها بناء على المعنى السرياني لا العربي، علما أنه لا يذكر للقارئ ما الحكمة من مخاطبة القرآن الكريم العرب بالسريانية. وكي نمكن القارئ غير المتخصص من فهم هذا الخلط نستحضر هنا أن الكتابة العربية والسريانية والعبرية لا تحتوي إلا على حروف صامتة مهملة وأن العرب كانوا أول من أدخل نظامي الإعجام والحركات لضبط نطق القرآن الكريم، وقد قام بذلك أبو الأسود الدؤلي.(8) أخذهما عنهم اليهود(9) والسريان لضبط نطق كتابي العهد القديم بالعبرية والجديد بالسريانية علما أن العبرية كانت وقتها لغة ميتة لأكثر من ألف سنة.

                      ولفهم منهج لوكسمبورج نمثل بكلمة (لحم) في اللغات الجزيرية، فلقد وردت الكلمة في الأكادية/البابلية كما يلي: /لِيم(م)/ (وأصلها: لحم(م) لأن الكتابة المسمارية لا تظهر الحاء) ومعناها: "ذوق"؛ وفي الأوغاريتية: /لَحْم/ "خبز، طعام"؛ وفي السريانية: ـ*ـ?ـ،ـگ = /لَحْما/ "خبز، طعام"؛ وفي العبرية: לח×‌ = /لِحِم/ "خبز، طعام"؛ وأخيرا في العربية: /لَحم:/ "اللحم". يتضح جليا من النظر في هذا الجذر ومن الاستقراء الأولي له أنه يعني في هذه اللغات "الطعام" بمعنى: "مادة الغذاء الرئيسية"، وكان هذا "الطعام" عند أوائل الجزيريين "اللحم" لأنهم كانوا بدوا، والبدوي يصطاد ويشوي ويأكل كما هو معلوم، ولا يزرع القمح أو يعالجه خبزا. وتحول مفهوم هذه الكلمة الدلالي نتيجة لتطور حياة الجزيريين الاجتماعية، فدل عند قوم على "اللحم"، وعند قوم على "الخبز".(10) فالآراميون والعبران تمدنوا قبل عموم عرب الشمال (تحضر عرب الجنوب قبل عرب الشمال بقرون كثيرة)، وانتقلوا من حياة البداوة والصيد إلى حياة الاستقرار والفلاحة، فتطور مفهوم /لحم/ - الذي كان يدل عندهم على المادة الغذائية الرئيسية - من /لحم/ إلى /خبز/ كما يبدو جليا.

                      والشاهد في هذه الكلمة هو أن هذه اللغات – باستثناء البابلية – لم تكن تدون الأحرف الصائتة في الكتابة قبل أبي الأسود الدؤلي وبالتالي فإن أحدا سوى العرب والسريان لا يعرف كيف كانت هذه الكلمة تنطق لأن الكتابات العربية والسريانية والعبرية ترسمها هكذا (لحم) بدون حركات. من جهة أخرى: تتفرد العربية بمعنى "اللحم" فيها بينما تعني الكلمة في العبرية والسريانية "الخبز".(11) والشاهد هنا هو أننا إذا أردنا تطبيق منهج لوكسمورج الغريب لقرأنا (لحم) العبرية وفق النطق العرب (هكذا: لَحْمٌ) وليس وفقا للنطق العبري لها (هكذا: لِحِم) ولقلنا إن معناها "اللحم" وليس "الخبز" كما يرى أحبار اليهود ونخطئهم جميعا بجرة قلم كما يفعل لوكسمبورج مع علماء المسلمين بناء على استغلال كهذا للقرابة اللغوية بين اللغتين العربية والسريانية .. وهذا خلط لم يهتم به أي باحث في الغرب مستعربا أكان أم من علماء الكتاب المقدس لأنه غير مؤسس على علم. والاهتمام الوحيد بالكتاب كان من بعض وسائل الإعلام لا غير لأن فيه استغلالا للعلم وتوظيفا له للوصول إلى نتائج لا تصمد أمام النقد لضعفها.
                      ----------------

                      الإحالات:

                      (1) انظر Aldeeb Samy (2008).
                      (2) وهو بذلك يسير على خطى المترجم اليهودي هارون بن شيمش (بن شيمش، 1970) الذي يذكر في الحواشي لترجمته العبرية للقرآن الكريم ما يوازي محتوى القرآن الكريم من محتوى ديني موجود في أسفار العهد القديم أو في التراث الديني اليهودي من مشناه وتلمود وغيرهما. وهذا من أثر الحكم المسبق الذي نشأ في الغرب في العصور الوسطى عن أصل الإسلام والقرآن الكريم والذي لا يزال أثره حتى اليوم قائما بطرق أخرى تتجلى في صنيع بن شيمش وريفلين وسامي الذيب أبو ساحلية ولوكسمبورج وغيرهم.
                      (3) انظر: رافائيل نخلة اليسوعي (1959).
                      (4) انظر (الكرملي 1938) الصفحة 10.
                      (5) انظر (داود 1896)، الصفحة 10.
                      (6) انظر (داود 1896)، الصفحة 13.
                      (7) انظر Luxenberg, Christoph (2000) وLuxenberg, Christoph (2007).
                      (8) عالجنا موضوع إدخال العرب لنظامي الإعجام والحركات في الكتابة العربية على زمان أبي الأسود الدؤلي واستعارة السريان واليهود هذين النظامين وإدخالهما في السريانية والعبرية في الدراسة الثانية في هذا للكتاب فنحيل عليها.
                      (9) انظر الدراسة الثانية في هذا للكتاب.
                      (10) يختلف "الطعام الأساسي" في العربية اليوم باختلاف التقاليد المحلية، فهو عند المصريين "الخبز أو العِيش"، وهو عند المغاربة "الطعام أو الكُسكُس" المصنوع من دقيق القمح الخ.
                      (11) أما مجيئها في سفر أيوب بمعنى "اللحم" (לחו×‌ = /لِحُوم/ "لحم"؛ سفر أيوب الإصحاح 20 الآية 23) فلا يعتد به لأن ثمة توجها في الدراسات التوراتية يعتبر سفر أيوب دون بالعربية أولا ثم ترجم فيما بعد إلى العبرية وذلك لكثر الألفاظ العربية الدخيلة فيه.

                      [/align]

                      تعليق

                      • عبدالرحمن السليمان
                        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                        • May 2006
                        • 5732

                        #12
                        هل التوراة محرفة؟ شبهة جديدة للمدعو لؤي الشريف

                        [align=justify]حديث للمدعو لؤي الشريف يزعم فيه أن التحريف الواقع في التوراة مرده إلى تخبيص المترجمين الذين أساؤوا فهم النص.[/align]



                        تنويه:
                        حذف الفيديو أعلاه من يوتيوب بعدما أشار أكثر من متخصص في اللغة العبرية وكتاب العهد القديم إلى الكذب الصريح الذي اقترفه المدعو لؤي الشريف فيه.

                        تعليق

                        • عبدالرحمن السليمان
                          عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                          • May 2006
                          • 5732

                          #13
                          ما يستوقف العارف بالعبرية من كلام صاحب الفيديو أعلاه لؤي الشريف كثرة المغالطات التي يروج لها هذا الرجل في حديثه أعلاه. وحديثه كله لغط ولغو وكذب صريح. وأقتصر على مثال واحد عن الكذب الذي جاء فيه فهو فيض من غيض مما جاء في حديثه.

                          جاء ابتداء من الدقيقة 09:05 من الفيديو أعلاه:

                          (انظرا لقد جعلتكما آلهة [كذا بالجمع] لفرعون).


                          يقول لؤي الشريف إن هذه الترجمة كارثية، بسبب الجهل باللغة العبرية، وبالتحديد بسبب الجهل بمعنى اللفظة المستعملة في الأصل العبري لهذه الآية وهي (أدون) التي تعني بالعبرية "سيد" و"رب" كما يزعم.


                          وعليه فإنه يرى أن الترجمة الحقيقية والدقيقة لهذه الآية هي: (انظرا لقد جعلتكما سيدان [كذا بالرفع] على فرعون).


                          التعليق:

                          هذه الآية هي الآية الأولى من الإصحاح السابع من سفر الخروج، حيث يخاطب الله – حسب رواية التوراة – موسى عليه السلام، ويأمره بالذهاب مع أخيه هارون عليه السلام إلى فرعون. والآية في ترجمة (فان ديك) العربية كالتالي:
                          فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «انْظُرْ! أَنَا جَعَلْتُكَ إِلهًا لِفِرْعَوْنَ. وَهَارُونُ أَخُوكَ يَكُونُ نَبِيَّكَ». وهذه ترجمة حرفية للأصل العبري للآية في التوراة وهو:
                          وَيُومِر يهوه إِلْ مُوشِه: رِإِيه نِتاتِيكَ إلُوهِيم لِفارعُه؛ وِآهارون أَحِيكَ يِهيِه نِبيِئِكَ.

                          (يلاحظ أني لم أنقحر الكاف في آخر ِالكلمات نِتاتِيكَ / أَحِيكَ / نِبيِئِكَ خاءً كما تلفظ اليوم كي أمكن القارئ العربي غير العارف بالعبرية من استكشاف العلاقة بين العربية والعبرية وفهم النقحرة).


                          فالأصل العبري للآية يقول بالحرف:


                          نِتاتِيكَ = جعلتُكَ

                          إلُوهِيم = إلاه
                          لِ = حرف الجر لِ كما في العربية
                          فارعُه = فرعون

                          فأين (أدون) الذي يزعم لؤي الشريف أنها موجودة في الأصل العبري، وأنه أسيء فهمها، وأنها ترجمت خطأً إلى "إله"، فالنص العبري يقول "إله"، والترجمة العربية تقول "إله"، فلا أدون ولا هم يحزنون!


                          وبهذا ثبت بالدليل القاطع أن لؤي الشريف يكذب كذبًا صريحًا:

                          1. يكذب على المترجم (فان ديك) حيث يتهمه بالجهل والتحريف الكارثي؛
                          2. يكذب على الأصل العبري حيث يدعى أن فيه (أدون) بدلاً من (إله)؛
                          3. ويكذب على قومه وعلى جميع من يشاهده من المستمعين دون أن يرف له رمش!

                          وعليه فإن لؤي الشريف، والحال هذه، إما مجنون لا يدري ما يقول، أو عاقل يدرك جيدًا ما يقول!

                          للمزيد: يرجى الاطلاع على الرباط التالي:
                          هل التوراة محرفة؟ حوار بين لؤي الشريف وفاضل سليمان يؤسس هذا الحوار لنقاش علمي مهم ندعو الزملاء والزميلات العارفين بالعبرية إلى المشاركة فيه مع رجاء الاقتصار عند الحديث في هذا الموضوع على الأدلة اللغوية والعقلية فقط، دون الأدلة النقلية. https://www.youtube.com/watch?v=wemgwGqNDrc تنويه: حذف الفيديو أعلاه من يوتيوب بعدما


                          تعليق

                          • حامد السحلي
                            إعراب e3rab.com
                            • Nov 2006
                            • 1373

                            #14
                            أستاذنا الكريم بالتسعينات طنطن يحيى العريضي وأحمد برقاوي لكلام مشابه زاعمين أن الأقوام السامية كانت موحدة وأن فهما يوينانيا خاطئا للفرق بين كلمتي رب وإله باللغات السامية جعلتهم يظنون الأرباب أي السادة عند سكان الهلال الخصيب آلهة
                            هذا قبل أن يخترع العريضي نظريته الخرندعية أن مصر التي عاش بها بنو إسرائيل ثم انتقلوا إلى الأرض المقدسة ليسوا مصر وفلسطين التان نعرفهما بل منطقتان في جنوب شبه الجزيرة العربية من عمان حاليا
                            إعراب نحو حوسبة العربية
                            http://e3rab.com/moodle
                            المهتمين بحوسبة العربية
                            http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
                            المدونات العربية الحرة
                            http://aracorpus.e3rab.com

                            تعليق

                            يعمل...
                            X