نا تشونغ: أكبر أستاذ للغة والقصيدة العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • JHassan
    عضو مؤسس، مترجم مستقل
    • May 2006
    • 1295

    نا تشونغ: أكبر أستاذ للغة والقصيدة العربية


    نا تشونغ: أكبر أستاذ للغة والقصيدة العربية


    صورة: في يوم 4 ديسمبر 2001، منحت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)" البروفيسور نا تشونغ، وعمره 93 سنة، جائزة الشارقة للثقافة العربية في جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، تقديرا للثمار الوافرة التي حققها في تعليم اللغة العربية والبحوث الثقافية العربية لمدة أكثر من 60 سنة.


    نا تشونغ، يلبس رداء صينيا مزخرفا بأشكال مستديرة حمراء وخلفيته باللون الأسود، يظهر على وجهه النحيف ذكاء ولباقة المثقفين، عيناه لامعتان. في أكتوبر 2001، بفضل معارفه الوافرة غير العادية في اللغة العربية وثقافتها، خاصة مؤلفاته حول التاريخ العربي، منحته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)"جائزة الشارقة للثقافة العربية"- أعلى جائزة أكاديمية وتعادل جائزة نوبل في العالم العربي.


    عام 1930 الذي يصعب نسيانه

    في البيت المتواضع لنجل السيد نا تشونغ الواقع بغربي مدينة بكين، قابلت أكبر أستاذ صيني للغة الصينية، تحول حديثنا إلى عام 1930 بسرعة حيث قال: "في عام 1930 جاءنا تاجر أفغاني، بعد أن سمع قراءتنا الكتب بالعربية قال إن قراءتكم ممتازة، عليكم أن تدرسوا في مصر."

    كتب هذا التاجر رسالة تزكية لجامعة الأزهر، وجاء الرد سريعا، فأصبح نا تشونغ واحدا من الدفعة الأولى من الطلاب الصينيين المبعوثين إلى مصر. ساد القلق أسرته يوم سفره إلى مصر، وظن ابنه الصغير أنه مسافر إلى مدينة شانغهاي فقال له مسرورا: أرجو أن تشتري لي دراجة صغيرة لي بعد أن تصل إلى شانغهاي. كان قلب نا تشونغ ملئ بالقلق والحزن عندما يفكر في ذلك السفر البعيد والمستقبل الذي يصعب عليه أن يتوقعه، فقال لابنه: يا بني، مقصد سفري أبعد من شانغهاي بكثير.

    جامعة الأزهر التي اقيمت عام 1989 أعرق جامعة عربية، بعد وصوله إليها، غرق نا تشونغ في بحر المعارف من الصباح إلى الليل. في العام الثاني لدراسته في الجامعة، ترجم كتابا حول الإسلام إلى الصينية في وقت فراغه وبعثه إلى الصين للنشر. في تلك الفترة، كان عليه أن يؤدي صلاة الجمعة في مسجد يبعد عن مقر الجامعة أكثر من 30 كم، كان يذهب إليه ماشيا ذهابا وإيابا عدة ساعات.. يمر بحارات ضيقة متعرجة، والبنايات ذات الأسلوب المعماري للقرون الوسطى، والأسواق العربية القديمة، ويرى الحمير والجمال.. تلك العادات المصرية ذات الرواسب الثقافية الراسخة حركت قلبه الفتي، وأنبتت إدراكه الحسي للحضارة العربية.

    الموطن لا ينسى

    في عام 1936، وبعد الامتحان الصارم، حصل نا تشونغ على أعلى شهادة لجامعة الأزهر- شهادة العالم، كانت أعلى شهادة حصل عليها المسلمون الصينيون في ذلك الوقت. فتحت الأبواب أمامها.. حياة مستقرة ميسورة، ظروف بحوث ممتازة، فتاة من أسرة ثرية تحبه.. لكن حنينه إلى الوطن دفعه ليعود إلى وطنه عام 1940 ليشارك وطنه الذي كان يعيش تحت وطأة الحرب في نفس المصير، إخلاصه لوطنه دائما معه طول حياته.

    في عام 1985، سافر وفد من المسلمين الصينيين برئاسة إسماعيل آماتي رئيس منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم في ذلك الوقت إلى مكة المكرمة لأداء العمرة. في حفل الاستقبال الذي أقامته رابطة العالم الإسلامي نهض بضعة عشر شخصا فجأة وسألوا: " لماذا ترجمتم القرآن الكريم؟ إذا رغبتم في تعلمه فعليكم أن تتعلموا اللغة العربية!" "هل لا يزال المسلمون الصينيون يلتزمون بالشريعة الإسلامية؟" قام نا شونغ من مقعده وأجاب بالعربية بطلاقة: "إنه لأمر طيب تلاوة القرآن الكريم بالعربية، لكن ليس من الممكن أن يعرف كل إنسان العربية، ترجمته من الأمور الطيبة التي تساعد في نشر الإسلام. تشكون في التزام المسلمين الصينيين بالشريعة الإسلامية، يمكنني أن أخبركم بمسؤولية وبصراحة، لا نلتزم بها فقط، بل بصورة أكثر صرامة منكم أنتم هنا في السعودية. حيث لا نحمل القرآن الكريم في كل مرة إلا بعد أن نتوضأ ، لكنكم تضعونه في أي مكان تشاءون!" ما إن انتهي من كلامه حتى تأثر أولئك الناس وانطلقوا إليه يعانقونه.

    الانهماك في تأليف الكتب ونظم الشعر على المنضدة

    كان نا تشونغ أول من أقام مقرر اللغة العربية في الجامعة المركزية بمدينة تشونغتشينغ عام 1943. في عام 1955، أقام تخصص التاريخ العربي في جامعة يوننان. في عام 1958، وبعناية رئيس مجلس الدولة الراحل شو ان لاي، انتقل إلى المعهد الدبلوماسي ببكين ليعمل أستاذا للغة العربية ورئيسا لقسم اللغة العربية. في عام 1962 دخل معهد اللغات الأجنبية ببكين مع قسمه. في السنوات الطويلة للتعليم، لم يترك نا تشونغ البحوث العميقة للثقافة والتاريخ العربيين.

    يقول ابنه /نا جيا باو/ إن والده عندما عمل رئيسا للقسم كان يؤدي الأعمال الإدارية الأخرى، فلابد أن يبقي في القسم طوال اليوم. الوقت بعد العشاء وقت سعيد في ذاكرته، حيث كان كل أفراد الاسرة يجتمعون حول والده الوافر المعارف ليستمعوا إلى حديثه حول كل شيء، بعد ذلك، يجلس والده إلى جانب المنضدة للكتابة، هذا النظام كان ثابتا لم يتغير أيا كانت الظروف. ألف أول كتاب صيني للمواد الدراسية للغة العربية، وألف كتاب <<العقيدة الإسلامية>> و<<الفرائض الخمس والأخلاق>> وغيرهما من المؤلفات التي يبلغ حجمها أكثر من مليون مقطع صيني، وأهمها <<التاريخ العربي العام>> الذي بذل فيه جهوده لمدة عشرات السنين والذي نشر عام 1999.

    معظم مؤلفات نا تشونغ من الدراسات الأكاديمية، لكن طبيعته طبيعة شاعر، كتب في يومياته: في طريق سفري الطويل، حياتي لم تكن غنية ومتنوعة، ولم تأتيها ريح كل مرة، بل كانت معقدة محيرة، متعثرة. لكن ماضيي لن يعود مرة أخرى..

    نا تشونغ في سطور

    ولد نا تشونغ عام 1910 في مقاطعة يوننان، في أسرة من قومية هوي المسلمة، وهو مؤرخ التاريخ العربي المشهور بالصين، يعمل حاليا أستاذا وومشرفا على رسائل الدكتوراه بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، نشر له أكثر من 20 مؤلفا للدراسات الأكاديمية أو الترجمة.


    المصدر: شبكة الصين
    جميلة حسن
    وما من كاتـب إلا سيفنى ****** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شيء ****** يسرك في القيامة أن تـراه
  • nanjian
    عضو منتسب
    • Nov 2008
    • 6

    #2
    فعلا , إنه رجل فاضل الى الغاية . و جميع المسلمين الصينين يحبونه

    تعليق

    يعمل...
    X