تعريب لغة التعليم العالي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وفاء كامل فايد
    عضو مؤسس_أستاذة جامعية
    • May 2006
    • 430

    تعريب لغة التعليم العالي

    تعريب لغة التعليم العالي
    أ.د.وفاء كامل– أ.د.عبد الحافظ حلمي
    اللغة قوام الفكر والثقافة، وهي علاقة تاريخية، وميراث اجتماعي متواصل، كما أنها تذهب إلى أبعد من المعاني المعجمية؛ إذ هي موقف وسياق حياة دافقة فياضة، زاخرة بالعلاقات والتفاعلات والمعاني المضمرة، بل والخافية. واللغة من أهم مقومات وحدة الشعوب. ولغتنا العربية من الركائز الأساسية للوجود العربي، بل لعل اللغة العربية هي أقوى الروابط التي تجمع بين أقطار العالم العربي؛ إذ هي الجامع النهائي لنا بوصفنا أمة وتاريخا وحضارة وثقافة، وهي الدرع الواقي لأمتنا في مواجهة جحافل الغزو الثقافي إبان عصر المعلومات.. العصر الذي صار فيه التفوق المعلوماتي قادرا على تحييد القوة العسكرية، أو هزيمتها بتكلفة أقل.

    والتعليم باللغة الوطنية أمر طبيعي ، تحرص عليه جميع الأمم ، مهما اتسع- أو ضاق- نطاق المتحدثين بلغتها. لا يخرج على هذا الإجماع إلا أصحاب اللغات البدائية الفقيرة، أو أصحاب اللغات المحلية التي بلغت من التشتت والتعدد ما جعلها متدابرة ؛ مما أجبر أهلها على استخدام لغة أجنبية. واستخدام مثل هذه اللغة البديلة ضار باللغة الوطنية، وبالمجتمع نفسه.
    ولا يمكن أن تقوم للعلم المتميز عندنا قائمة إلا إذا تعلمناه ورسخ في فكرنا بلغتنا القومية ، وغرست بذرته وترعرعت في أعماقنا ؛ فصار منا علماء ينتجون العلم ، ويضيفون إليه، وفي هذه الحالة لو انقطعت الصلة بيننا وبين العالم كله لبقي العلم مزدهرا عندنا.
    ويشهد التاريخ على صدق هذه المقولة : فعندما دخل الفتح الإسلامي بلاد فارس وما جاورها، وعرَّب لغتها قام جانب كبير من الحضارة الإسلامية على أكتاف علماء من أصل فارسي وتركي كالبخاري وابن سينا والفارابي وسيبويه والبيروني والخوارزمي وابن النفيس والزهراوي وغيرهم. وقد أضافوا علما كثيرا إلى ما ترجموه عن علماء اليونان. ولعبت الترجمة إلى العربية دورا كبيرا في العصر العباسي الأول، حين كان الخليفة هارون الرشيد يتقاضى الجزية كتبا، وكان المأمون يعطي لمن يترجم كتابا وزنه ذهبا.
    وقد قامت الحضارة الأوربية الحديثة على ما ترجم عن العلماء المسلمين في مدارس المدن الأندلسية في أسبانيا وغيرها. ومن ثم نلحظ أن العلم في أوروبا اتكأ على الكتب العربية المترجمة ؛ فدرسها واستوعبها وتمثلها، ثم انطلق بعدها إلى آفاق أوسع.
    وباللغة الأم وحدها يتم للأمة التقدم العلمي والثقافي والحضاري ، والذين ينبغون بغير لغاتهم في مواطن غريبة قلة نادرة لا يقاس عليها ، ولو توافرت لهم الإمكانات في بلادهم لكان تفوقهم أعظم وأكبر. ومهما بلغنا مما نظنه تقدما علميا ، وخاصة في مجالات العلوم والطب والهندسة باللغات الأجنبية فهذا المدى العلمي يظل محصورا تحت مظلة العلم الأجنبي، تابعا له ، يستعمله ويستفيد منه، ولكنه لا يتخطاه ولا يضيف إليه؛ لأن عقول علمائنا تابعة له ومحكومة بما تتلـقاه من علم أجنبي اللغة . ومن المعلوم أن الشخص الذي يتعلم علما ما بلغته يعمل على نقل ما تعلمه إلى هذه اللغة ، أما إذا تعلم هذا العلم بلغة أجنبية فإنه ينتقـل من محيطه الحضاري والثقافي والفكري واللغوي إلى محيط آخر أدواته أجنبية : لغة وفكرا وثقافة وحضارة. ولعل هذا هو ما دعا بلدا مثل إيران إلى تدريس العلوم بالفارسية، وتكريس جهود علمائها لترجمة الكتب الطبية العالمية إلى اللغة الفارسية.
    واللغة العربية تواجه في عصرنا الحالي تحديات كبيرة : تربويةً وثقافيةً وسياسيةً واقتصادية ؛ وأمام هذه التحديات فلا مناص لنا من أن نتعلم العلم بلغتنا القومية إذا كنا نعمل جادين على المحافظة على قوميتنا، ووضع أجيالنا القادمة على الطريق الصحيح لاكتساب العلم وامتلاك أدواته. ذلك أننا قد نقبل أن تدخل اللغة الأجنبية بيوتنا وجامعاتنا ومعاهدنا العلمية، لكننا لن نستطيع تعويض ضياع لغتنا القومية ؛ لذا فالمعادلة الصعبة هي أن ننفتح على الحضارات والثقافات والعلوم الحديثة والمتطورة مع الحفاظ على هويتنا وذاتيتنا وشخصيتنا ولغتنا ، وهو ما يحفظ لنا قوميتنا وكرامتنا.
    وهكذا نرى أن قضية التعريب لم تعد نابعة من الحمية القومية أو المحافظة على الهوية الثقافية فحسب، بل صارت أداة لا غنى عنها لصقل أدوات التفكير، وتنمية القدرات الذهنية والملكات الإبداعية. وقد أشار تقرير التنمية الإنسانية في الوطن العربي ، الصادر في نهاية عام 2003- ببلاغة غير مسبوقة- إلى أن " طريق التنمية لا يتحقق عبر الثقافات الوافدة ، كما لا يؤتي ثماره من خلال لغات الآخرين، وإن كان يَثرى من تجارب الآخرين بعد ترجمتها إلى اللغة الأم ".

    وتعريب لغة التعليم العالي في بلادنا يعد مدخلا إلى تأصيل العلم عندنا، وتعريب فكرنا، ونهضة أمتنا. فلغة تدريس العلوم في الجامعات والمعاهد العليا عندنا موضوع بالغ الخطر، وهو من أحق قضايانا بالدراسة الجادة ، والمناقشة المستفيضة ، والمواجهة الواقعية ، إذا ما أردنا أن نتلمس طريقنا إلى تعليم عال حيّ فعال ، يسهم في بناء المجتمع وتدعيمه، ونهضة حضارية شاملة تعمل على صنع مستقبل الوطن.

    وتتلخص عناصر قضية التعريب في أربع نقاط ، هي : ضرورات مُلزِمة ، واعتراضات مُفّنَّدَة، وتسويفات مفتعلة ، ومنافع مؤكَّدة .
    الضرورات الملزمة :
    المناداة بأن تكون اللغة العربية لغة تلقي العلوم في المرحلة الجامعية الأولى ليس مبعثه نُعرةً قومية أو اعتزازا باللغة العربية وغيرةً عليها- وهي جديرة بهما ولا ريب- وإنما هو استجابة لضرورات ملزمة يكابدها المعلِّمون والمتعلمون، وليست خيارا يجوز تركه.
    أما عن وظيفة اللغة الانجليزية من حيث اكتساب الطالب مقدرة على التعبير البيِّن الصحيح والمُحاجَّة وتقليب الآراء، وإعمال الفكر، فيتجلى كونها قيدا على الطالب- في هذا كله- حين نجد الطالب ملجم اللسان ، يعجز عن النقاش ، ويحجم عن الاستفسار أو الإجابة.
    واللغة ليست أمرا ثانويا في حياة الإنسان ، أو مجرد أداة تواصل في مجتمعه ، بل هي قوام فكره وخياله ووجدانه، وصيغة قيمه وعقائده. ودراسة العلوم بلغة أجنبية تضفي هذا الوصف (الأجنبي) على العلوم نفسها ؛ فما يحس الطالب إحساسا عميقا بأنها شيء ينتمي إليه أو إلى بني قومه، بل إنها أقحمت على ذاكرته وفكره إقحاما ، فآثارها سرعان ما تزول. وحتى إذا احتاج الخريج إلى استعمال ما تعلَّم استعمله فنيا ومهنيا ، ولا يكوِّن العلم والأسلوب العلمي جزءا عضويا من كيانه الفكري والسلوكي.
    وهذه القيود المحدِّدة ، وتلك الغربة، قد تقتل في الطالب ما فطر عليه من مقدرة على الإبداع والابتكار، إن لم تكن أساليب التعليم العام قد أجهزت عليها قبل التحاقه بالجامعة.

    الاعتراضات المفندة والتسويفات المفتعلة :
    أول هذه الاعتراضات أن اللغة العربية تعجز عن استيعاب المفاهيم والمصطلحات العلمية الحديثة. وهذا الزعم يمكن تفنيده بأكثر من حجة كما يلي:
    فقد أجمع الباحثون على أن اللغة العربية أغنى اللغات السامية وأوسعها أفقا، وقد نزل القرآن الكريم بها إعلاء لشأنها وتثبيتا لأركانها، كما انتصرت اللغة العربية في جميع البلاد التي فتحها العرب: فحلَّت محل اليونانية والقبطية والسريانية وغيرها. وقد استطاعت اللغة العربية أن تكون أداة طيعة لكل ما نقل من علوم الفرس والهنود واليونان، فدونت خلاصة هذه الثقافات باللغة العربية. كما استطاع العرب في فترة زمنية قصيرة أن يعبِّروا بالعربية عن أدق نظريات إقليدس، وفلسفة أرسطو, وطب جالينوس, وفلك بطليموس. فضلا عن أن الشعوب التي احتفظت بلغتها رغم خضوعها لحكم العرب واعتناقها للإسلام- الترك والفرس- اتخذت اللغة العربية أداة للعلم والأدب.
    كما أن هذا الزعم دليل على عدم إدراك القوى البشرية من ناحية، وقوة اللغة من ناحية أخرى، فضلا عن عدم معرفة بتاريخ العربية. فلا توجد لغة تعجز عن التعبير ، وإنما يوجد بشر يعجزون عن التعبير. وليس الواقع العلمي للعربية اليوم بأسوأ ولا أفقر من واقعها في بداية الإسلام، حين استطاعت أن تنقل كل ما وجدته عند الأمم المجاورة من الحضارات والعلوم والفلسفات والفنون إليها، ثم استطاع أبناؤها بعدُ أن يتمثلوها فهما، ولم ينقض كبير وقت حتى شاركوا في الإنتاج والابتكار. وشهادة التاريخ حاسمة في هذا الصدد
    ويكفي أن نسجل رأي البروفيسور ج. أ. رَسِّل ( من معهد ولكوم لتاريخ الطب ، بلندن) في مرجع حديث عن تاريخ العلم، حين يقول ( بعد استعراض أهم جوانب العلوم الإسلامية ): " ... وكانت العربية هي أداة هذا النشاط العلمي كله. ولما كانت اللغة العربية لغة القرآن، أصبح لها أهمية خاصة في الإسلام ، بيد أن طبيعة هذه اللغة نفسها هي التي قامت بالدور الحاسم : فمرونتها الرائعة قد مكنت المترجمين – ثم المشتغلين بالعلم الأصيل بعدهم- من سك مفردات محددة دقيقة للمصطلحات العلمية والتكنولوجية أو ابتكارها ، وهكذا اُتخذت لغةٌ شعرية اللغةَ العالمية للعلم والحضارة ! ".
    فكل ما تُرمَى به اللغةُ العربية اليوم من عجز وقصور، إنما هو – في واقع الأمر- عجز ممن يتهمها بذلك في العلم ، والعمل ، واللغة جميعا.

    ومن الاعتراضات المكررة مشكلة المصطلحات العلمية العربية ، وهذه المشكلة مبالغ فيها كثيرا؛ فقد توافر من هذه المصطلحات ألوف وألوف ، وصنف كثير منها في معجمات . وتعريب التعليم سوف يُربي هذه الألوف ، ويروِّج هذه المعجمات. ويكفي أن نشير إلى ما أنتجه مجمع اللغة العربية بالقاهرة من هذه وتلك ، وقد ساعد المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة على جمعها مُوثَّقَة ومصنفة ، في نسخة ورقية تتألف من سبعة آلاف ورقة تملأ صندوقا كاملا ، وفي نسخة إلكترونية في قرص مدمج بقدر راحة الكف. كما يمكن أن نشير إلى قوائم المصطلحات التي أقرها مكتب تنسيق التعريب بالرباط، في فروع العلوم المختلفة.

    ويجب أن نعرف أن المصطلحات، بأية لغة كانت ، ليست هي- على أهميتها- جوهر قضية التعريب، حتى إن ظلت، أو ظل بعضها غير مترجم أو معرب- فيمكننا الإبقاء على المصطلح باللغة التي وضع بها إلى أن نتفق على مقابل له باللغة العربية- وإنما المشكلة – كل المشكلة- هي اللغة من حيث هي وسيلة الطالب في التلقي – قراءة أو سماعا- وفي الاستيعاب والتعبير، بل في التفكير والتصور أيضا.

    ويحتج أيضا بغرابة بعض المصطلحات العربية ، كأسماء العظام والعضلات. ولكن عجبا! أهي أشد غرابة من مقابلاتها الإغريقية أو اللاتينية ؟ إنما هي ألفة الاستعمال التي تُذهِب هذه الغربة. وثمة وهم آخر، هو أن المصطلح العربي لا يؤدي في بعض الأحيان المعنى الذي يؤديه المصطلح الأجنبي. ويبدو أنهم يتناسون، أن المصطلح لا يعدو أن يكون عنوانا أو رمزا لفكرة شاملة ، أو صورة مملوءة بالتفاصيل التي لا يعبر المصطلح ، بمجرد
    معناه الحرفي، إلا عن أدنى شيء من هذا كله، بل إنه قد يتجاوز معناه اللغوي تماما.

    ومما يساق من الاعتراضات أن الإنجليزية تتخذ لغة لتدريس العلوم؛ لأنها توفر لقارئها مددا غنيا من المراجع، فضلا على مصادر المعلومات الأخرى. ولكننا إذا تأملنا واقع الحال وجدنا أن اللغة الإنجليزية تصبح - لقدرة الطالب المحدودة للغاية فيها - أغلالا يرسف فيها الطالب مقيدا في متن واحد ضيق ، حاول أستاذه جاهدا أن يذللـه له ، ولا تمكنه قدراته اللغوية من ارتياد سواه . وعلى نقيض ذلك تماما ، لن تكون اللغة عائقا أمامه للاستزادة من مراجع متعددة باللغة العربية لو أنه تعلم بها.
    ويؤيد ذلك أن عدد الأطباء العرب في أمريكا يزيد على عشرة آلاف طبيب ، يشكل السوريون ما يقرب من نصفهم ، وقد درسوا الطب بالعربية في الجامعات السورية ، ونجد أن العشرات منهم قد تبوأوا مراكز مرموقة ورفيعة المستوى ، وصاروا رؤساء لعدد من المراكز الطبية في الولايات والمدن الأمريكية. وليس من شك أن نسبة العرب السوريين تماثل أو تزيد معرفة وممارسة عن نسبة باقي الخريجين العرب ، كما أنها تتميز عن الخريجين من أصل هندي أو باكستاني أو فيلبيني ، وهم الذين يدرسون الطب في بلادهم بالإنجليزية.

    وقد يعترض بعدم وجود عدد كاف من المؤلفات في العلوم باللغة العربية، وبافتقار المكتبة العربية إلى المراجع والمصادر العلمية العربية المؤلفة أو المترجمة التي تدرس في الكليات العلمية كالعلوم والهندسة والطب. ولا شك أنه ينبغي إثراء مكتباتنا بتراجم جيدة لأمهات الكتب العلمية ، وبكتب مؤلفة تقدم آخر منجزات العلوم ومستحدثاتها ، معروضة عرضا حسنا يناسب مستويات الطلاب الذين تقدم لهم ، ومتضمنة أمثلة من بيئاتها ، ومتعرضة لمشاكلنا الإقليمية الخاصة ، ثم تحدَّث طبعاتها المتلاحقة. والواقع يشهد أن هناك جهودا كثيرة مبعثرة ، قد أجهض عدم تعريب التدريس كثيرا منها، أو أهدر ثمارها... وهكذا تدور الدائرة المفرغة .
    ويتعلل بعض المعترضين على تعريب التدريس بعدم استطاعتهم التدريس باللغة العربية، ونقص معرفة بعضهم بالمعاجم العربية ، وعدم قدرة بعضهم على الاطلاع على المصطلحات العلمية في تراثنا العلمي العربي. ولكنها حجج تعكس اختيارهم الطريق الأقصر والأيسر لهم؛ فهم قد تعلموا بالإنجليزية ومراجعهم بها ، والتعريب يفرض عليهم عبئا إضافيا. ولكن هذه الدائرة المفرغة ينبغي أن تكسر في حزم ؛ إذ يمكن– عن طريق تكنولوجيا المعلومات- توفير نظم لدعم المؤلفين، مزودة بالمعاجم ، وقوائم المترادفات ، والتعابير الاصطلاحية ؛ كي تساعد على التأليف والتعليم بالعربية، عندما توجد الإرادة والاقتناع.

    الفوائد المؤكَّدة :
    إذا عنَّ للمرء أن يتساءل : ما هي المنافع المؤكدة لهذا التعريب ؟ فإننا نوجز أهمها في النقاط التالية :
    1- أثبتت التجارب العلمية المقصودة أنه عند تدريس مقرر جامعيّ بعينه لجماعتين متكافئتين من الطلاب، تلقته إحداهما بالعربية ، وتلقته الأخرى بالانجليزية ، كانت حصيلة طلاب المجموعة الأولى أكبر، وفهمهم للموضوع أتمّ وأعمق، في وقت أقصر وبجهد أقل.
    2- اللغة عنصر رئيسي للكيان الذهني والعاطفي للإنسان ، ولذلك كان من مزايا التدريس بلغة المتعلم الأصلية أنه يجعل عملية التعلم أقرب إلى التمثيل البيولوجي السوي للغذاء ؛ إذ تُحيل العلم جزءا من صميم البناء الذهني للمتعلم له آثار أبقى وأقوى وآصل وأعمق ، فتجتمع عنده أدوات المقدرة على التحليل والمناقشة والنقد ، وعدة الابتكار الأصيل. كذلك يصبح تعلم العلم عنده معرفةً وثقافة ، فضلا عن كونه تخصصا ومهنة.
    3- ويمكننا أن نتصور العلم مركزا لأربع دوائر متداخلة : في الأعمال والمهن العلمية ، وفي نشر الثقافة العلمية، وفي تدريس العلوم ، ثم - رابعا- في البحث العلمي ونشر نتائجه.
    وتدريس العلوم بالعربية يزيد من تآزر الدوائر الثلاث الأولى : فمن (تعلَّم) بالعربية لن يكون عسيرا عليه أن (يعمل) بالعربية ، وأن (يُعَلِّم) بالعربية، وأن يقوم بدوره في العطاء والإسهام في نشر الثقافة العلمية بين بني وطنه .
    4- إن تدريس العلوم في الجامعة باللغة العربية سوف يزيل الحواجز بين طبقة المتخصصين الجامعيين ومن يليهم من الفنيين وأمناء المعامل والمساعدين. وهذا سوف يزيد من كفاءة الأعمال العلمية بصفة عامة ، ويوجد طبقة وسيطة بين العامل القديم والمتخصص الجامعي ذي التعليم العالي ، طبقة تلقت قدرا من العلوم المتقدمة، يجعلها قادرة على العمل بالأجهزة الحديثة المتطورة، وعلى صيانتها وإصلاحها. ثم إنه يتيح لطبقة الفنيين الوسطى أن تفيد من خبرات رؤسائهم الجامعيين وعلمهم، ويفتح لهم أبواب الاطلاع على الكتب الجامعية المنشورة بالعربية، فيستكملون ما ينقصهم ويحرزون تقدما أصيلا في فنونهم ؛ فتعريب لغة التعليم هو دعوة إلى تجويده ، وإلى ديمقراطية العلم ، وإشاعته بين الجماهير العريضة.
    5- نحن الآن نعيش في عصر العلم ، ومن المؤكد أن شيوع تدرُّب اللسان القومي والقلم القومي والفكر القومي على تناول قضايا العلم ضرورة من ضرورات العصر، إذ إنه يتيح للهواة والطامحين- من غير المتخصصين- أن يطلعوا على العلوم ؛ فيتسع نطاق الثقافة العلمية في المجتمع ويرسخ الميل إليها، ويتمكّن المواطنون، في جملتهم وعلى تنوع مراتب ثقافتهم وتباينها، من أن يعيشوا عصرهم ويحسنوا فهم قضاياه. وهذا يسهم بدوره أيضا في عبور الفجوة ، أو (الجفوة) بين أهل (الثقافتين)؛ مما يعني زيادة في ترابط الأمة.
    6- وتدريس العلوم بالعربية في الجامعة فيه خدمة جليلة للغة العربية نفسها. فهذه اللغة المشرفة قد حفظها الله بحفظ قرآنه الكريم ، ولكن خدمتها وإغناءها وتجديد حيويتها بحسن توظيفها في قضايا الحياة المتجددة في عصورها المتعاقبة ... يظل هذا كله أمانة مفروضة على أبنائها في كل عصر. والحق أن أسلافنا في عصور الإسلام الزاهرة قاموا بحقوق هذه الأمانة على خير وجه ، وينبغي ألا نقصِّر نحن في إسهامنا بدورنا التاريخي نحوها.
    7- التعريب اللغوي للعلوم هو الخطوة الأساسية نحو ( تعريب العلم ) بمعناه الشامل وتأصيله في مجتمعنا، أخذا وعطاء وتطبيقا . أما الخـطوات التالية فهي قضية أخرى ، فيها جوانب اقـتصاديـة واجتماعية ، وهي مسئولية الجامعات والأكاديميات العلمية ومراكز البحوث.
    د. وفاء كامل فايد

  • #2
    تعريب لغة التعليم العالي

    موضوع مهم ولكن كيف نعالجه لكي نجد الحلول الصحيحة هو التحدي

    وأحببت أن أضيف تعليقي من عدة محاور من المحاور التي أثارتها الدكتورة وفاء والدكتور حافظ

    - مناهج التعليم

    أحدى مشاكل التعريب هي إيجاد البديل للمفردات وحتى كيفية استنباط المقابل، وكيفية الصياغة بعبارات أو جمل يمكن أن تهضم بسهولة من القارئ لها بعد ذلك حتى لا يحس بغربتها عن إذنه، أو مفاهيمه.

    أنا وجدت أن سبب ذلك هو مناهج التعليم وتبدأ من أول الصف الأول الإبتدائي، حيث في بداية القرن الماضي وبحجة تطوير مناهج التعليم أتوا بمناهج اللغات اللاتينية وطبقوها حرفيا على اللغة العربية وأخرجوا لنا القراءة الخلدونية وأخواتها.

    والمشكلة في ذلك، فقد تم تعطيل ركنين من أركان اللغة العربية وهو الصيغة البنائية للكلمة العربية (فعل، فاعل، مفعول، مستفعلة، استفعال، ...) والركن الآخر وهو الحركات الفتحة والضمة والكسرة والتنوين والتشديد والسكون وغيرها، حيث لا يوجد لها مثيل مقابل في مناهج اللغات اللاتينية.

    وبالتالي عطّل استخدام القواميس والمعاجم المتوفرة للرجوع للمعنى وذلك لأن أكثر المعاجم والقواميس المتوفرة تعتمد على الترتيب حسب الجذر كأساس ومن ثم الترتيب الهجائي للأحرف بعد ذلك.

    وعطل ميزة الاستنباط وحتى لو كانت فهي تختلف بين أحدنا والآخر لدى أغلبنا بمسافات شاسعة.

    وبالتالي أدى إلى ترك المفهوم للمعاني حسب المدينة والحارة والشارع وليس موحدا لمرجعية واحدة، وبالتالي يؤدي إلى أن عملية الترجمة تختلف اختلاف شاسع بين مترجم ومترجم حتى لو كانوا من مدينة ومدرسة بل حتى وشارع واحد.

    مما أدى إلى غرابة نتائج من قاموا بالتعريب للقارئ أو المستخدم لنتاجهم.

    إعادة كتابة مناهج اللغة العربية مع أخذ الاعتبار لأركانها الرئيسة التي تم إهمالها سابقا، وبالتالي التعود على الرجوع إلى القواميس والمعاجم في توحيد المفاهيم، ستؤدي بالتالي إلى نتائج مهمة.

    - الأساتذة العائدين من الخارج

    وهنا لا أتكلم عن جميع من درس في الخارج، ولكن عن البعض منهم، بسبب أن خبرته كلها ليس باللغة العربية، بل بلغة أخرى، وكسله في ترجمة أوراقه أو ربما جهله أو لأمور أخرى.


    ولذلك يجب التفكير في طريقة إعادة تأهيل لكل عائد من أساتذتنا العائدين من الخارج مثلا دورات تأهيلية باللغة العربية، ويجب أن تشمل الدورة الكتب والمصادر والمفردات والمصطلحات العربية ذات العلاقة باختصاصه، وفرض ترجمة جميع أوراقه إن لم تكن بواسطته التي ينوي استخدامها في التدريس، فبواسطة أخرى وجهة أخرى، هذه يجب إيجاد حل لها.

    - العولمة

    أظن أن العولمة في الوقت الحالي وصلت إلى قناعة أن سوق اللغة الإنجليزية قد تم إشباعه، ولذلك بدأ التفكير في كيفية تكبير حجم الأسواق من خلال توطين منتجاتهم بعدة طرق
    منها استخدام اللغات المحلية،
    وهنا ياتي دور المترجمين ومقدار انتماءهم للمهنة ولثوابت شخصيتهم في كيفية تعاملهم مع شركات العولمة وكيفية تقديم النصح وكمثال على ذلك أذكر المثال التالي

    شركة مايكروسوفت ولديها قسم خاص للتعامل مع اللغة العربية
    المسؤول عنه عربي وهو المسؤول عن تحديد السياسة العامة لكيفية تكبير حجم السوق لها في المنطقة

    بعد أن اطلعت على مقدار التوطين لمنتجات مايكروسوفت في البلد الذي أقيم به والذي لغته المستخدمة لا يزيد عدد مستخدميها عن 25 مليون شخص فقط، في حين أن اللغة العربية يستخدمها يزيد عن ذلك عشرات المرات إن لم نقل مئات المرات إن أخذنا في عين الاعتبار المسلمين حول العالم.

    فكلمت المسؤول وقلت له لماذا هذا الفرق بين عدد المنتجات الموّطنة باللغة العربية مقارنة مع كل منتجات شركة مايكروسوفت باللغة المحلية هنا والتي لا يمكن مقارنة عدد المستخدمين، فكان جوابه أن الموضوع تسويقي بحت، وأنه هنا لا نحتاج التعريب لأن المستخدمين يجيدوا اللغة الإنجليزية؟!

    فالشركة لا تمانع من التعريب، ولكن بسبب أن أحدنا عندما يكون في موقع اتخاذ القرار رفض اتخاذه، وأضاع على الكثير منكم فرص عمل وأضاع للشركة أيضا فرص تسويقية للكثير من الذين لا يجيدون اللغة الإنجليزية.

    ومثال آخر أتذكره من الموقع السابق وكان تعليق إحدى المترجمات وهو أنه نحن لا نحتاج إلى تعريب العلوم؟! أي أنها هي من تحارب مهنتها لو نظرنا للموضوع من ناحية مادية وهي من تطالب بقطع رزقها لو أخذناها من هذا الجانب فقط؟!

    أنا أظن أن أحد أسباب عدم التعريب هم أهل مهنة الترجمة ولذلك يجب أن يتم معالجة ذلك بطريقة أو أخرى


    هذا حد علمي والله أعلم

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 5732

      #3
      تعريب لغة التعليم العالي

      ينبغي لنا عند الخوض في قضية تدريس العلوم بالعربية التمييز بين أمرين اثنين: (1) تدريس العلوم في الجامعات العربية باللغة العربية، (2) التعريب على وجه العموم.

      بالنسبة إلى حركة التعريب التي أتت نتيجة لضرورة قومية في الستينات وما بعدها، فهذه حركة لها محاسنها ومساوئها كما هو معلوم، وربما كانت مساوئها أكثر من محاسنها لأنها ركزت على تعريب الإدارات الرسمية وفشلت في تحقيق عملية توطين العلوم في العربية رغم الإمكانيات الكبيرة التي وضعت في خدمة تلك الحركة. إلا أنها كانت حركة قادها القوميون العرب وباءت، شأنها شأن كل الحركات التي قادها القوميون العرب، بالفشل الذريع. هذا فضلاً عن الحساسية التي خلقها القوميون العرب مع إخواننا من الأكراد والأمازيغ بسبب تعاملهم الخاطئ معهم.

      والمشكلة المطروحة هنا هي النقطة الأولى أي توطين العلوم في اللغة العربية بنقلها إلى العربية وتدريسها في الجامعات العربية بالعربية وهو ما سيرسخ توطين العلوم والمصطلحات فيها. وكل الحجج التي تساق في عدم إمكانية تحقيق ذلك هي حجج واهية، خصوصاً وأن أمماً كثيرة لا تملك مخزوناً ثقافياً وحضارياً ولغوياً كبيراً كمخزوننا نحن، نجحت في توطين العلوم في لغاتها بطريقة مثيرة للإعجاب كما بين الدكتور محمد الهواري.

      والنهضة العلمية، خصوصاً في عصر كعصرنا، لا تكون إلا بالتفاعل مع الآخر والإفادة من تجاربه ومن النتائج العلمية التي توصل إليها والبناء على أساسها مع الحفاظ على الهوية الثقافية للأمة. وعليه فإنه لا يمكن لنا الحديث عن علوم الآخر أو عن أنفسنا كمتلقين سلبيين لها لأن تاريخ العلوم مشترك ومتداخل ولنا، كأمة، في الإسهام بتطويرها نصيب كبير. والخطر الكبير يكمن في عدم تواصلنا مع الآخر وفي تدريس تلك العلوم بلغات الآخر! والتواصل مع الآخر لا يكون إلا من خلال الذات الثقافية لأن التواصل مع الآخر من خلال لغته سيذيبك في ذاته الثقافية. هذه أمور يعرفها تلاميذ الإبتدائية ولا أرى من الحكمة الدخول في نقاش بشأنها.

      والتحدي الكبير هو:
      كيف نحقق توطين العلوم في اللغة العربية؟
      ما هي الآليات التي يمكن اتباعها لتحقيق ذلك؟

      قد يوصلنا النقاش إلى وضع تصور عام لذلك يكون مادة لخطة شاملة قد يسخر الله لها من أهل العقد والحل في بلادنا من يتبناها. من يدري؟ أم أن الأمر صار فالجاً لا يعالج؟

      تعليق


      • #4
        تعريب لغة التعليم العالي

        <p align="right"><font face="Verdana, Geneva, Arial, Helvetica, sans-serif" color="#660000" size="5"><strong>وجدت الدراسة التالية أتمنى أن تكون مفيدة<br /><br /></strong></font><br /><strong><font face="Arial" color="#004221">الجهود اللغوية في المصطلح العلمّي الحديث - الدكتور محمد علي الزركان - دراســة - منشورات اتحاد الكتاب العرب1998<br /><br /><a href="http://www.awu-dam.org/book/98/study98/208-m-z/ind-book98-sd001.htm">http://www.awu-dam.org/book/98/study98/208-m-z/ind-book98-sd001.htm</a></font></strong></p>

        تعليق

        • وفاء كامل فايد
          عضو مؤسس_أستاذة جامعية
          • May 2006
          • 430

          #5
          _MD_RE: تعريب لغة التعليم العالي

          <p align="right"><font color="#000099" size="5">ومما يتصل بالتعريب والمعاجم العربية الكتب التالية ، ومؤلفها هو الأستاذ الدكتور مصطفى إبراهيم رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب - جامعة المنصورة</font> </p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-justify: kashida; margin: 0cm 22.9pt 0pt 0cm; text-indent: -18pt; text-align: justify; text-kashida: 0%; mso-list: l0 level1 lfo1; tab-stops: list -22.1pt" align="right"><span style="mso-bidi-font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-bidi-language: ar-eg"><span style="mso-list: ignore"><span style="font: 7pt &quot;times new roman&quot;"><font size="5">1<font color="#000099">-</font></font><font color="#000099">  </font></span></span></span><font color="#000099" size="5"><span dir="rtl"><span lang="AR-EG" style="font-family: &quot;simplified arabic&quot;; mso-bidi-language: ar-eg">الألفاظ المعربة في معجم العين: دراسة تأصيلية- دار الوفاء 1994</span></span></font><span style="mso-bidi-font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-bidi-language: ar-eg"><span style="mso-list: ignore"><font color="#000099" size="5">.</font><span style="font: 7pt &quot;times new roman&quot;"><font color="#000099">    </font></span></span></span><font color="#000099" size="5"><span dir="rtl"><span lang="AR-EG" style="font-family: &quot;simplified arabic&quot;; mso-bidi-language: ar-eg">2- التأصيل اللغوي في المعجم الكبير- دار الوفاء - 01994</span></span></font></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-justify: kashida; margin: 0cm 22.9pt 0pt 0cm; text-indent: -18pt; text-align: justify; text-kashida: 0%; mso-list: l0 level1 lfo1; tab-stops: list -22.1pt"><font color="#000099"><span style="mso-bidi-font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-bidi-language: ar-eg"><span style="mso-list: ignore"><span style="font: 7pt &quot;times new roman&quot;"><font size="5">3-</font>   </span></span></span><font size="5"><span dir="rtl"><span lang="AR-EG" style="font-family: &quot;simplified arabic&quot;; mso-bidi-language: ar-eg">صناعة المعجم الجغرافي في التراث العربي.</span></span><span dir="ltr" style="mso-bidi-language: ar-eg"><p></p></span></font></font></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-justify: kashida; margin: 0cm 22.9pt 0pt 0cm; text-indent: -18pt; text-align: justify; text-kashida: 0%; mso-list: l0 level1 lfo1; tab-stops: list -22.1pt"><font color="#000099"><span style="mso-bidi-font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-bidi-language: ar-eg"><span style="mso-list: ignore"><span style="font: 7pt &quot;times new roman&quot;"><font size="5">4-</font>    </span></span></span><font size="5"><span dir="rtl"><span lang="AR-EG" style="font-family: &quot;simplified arabic&quot;; mso-bidi-language: ar-eg">معاجم المصطلح الصوفي في ضوء البحث المعجمي الحديث- الطبعة الثانية- 2004.</span></span><span dir="ltr" style="mso-bidi-language: ar-eg"><p></p></span></font></font></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="text-justify: kashida; margin: 0cm 22.9pt 0pt 0cm; text-indent: -18pt; text-align: justify; text-kashida: 0%; mso-list: l0 level1 lfo1; tab-stops: list -22.1pt"><font color="#000099"><span style="mso-bidi-font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-bidi-language: ar-eg"><span style="mso-list: ignore"><font size="5">5-</font><span style="font: 7pt &quot;times new roman&quot;">    </span></span></span><span dir="rtl"><span lang="AR-EG" style="font-family: &quot;simplified arabic&quot;; mso-bidi-language: ar-eg"><font size="5">صناعة المعجم الطبي والدوائي عند العرب: دراسة في تذكرة داود الأنطاكي- ط 3، عام 2004.</font></span></span><span dir="ltr" style="mso-bidi-language: ar-eg"><p></p></span></font></p><p align="right"></p>
          د. وفاء كامل فايد

          تعليق


          • #6
            تعريب لغة التعليم العالي

            تعليق

            • عبدالرحمن السليمان
              عضو مؤسس، أستاذ جامعي
              • May 2006
              • 5732

              #7
              _MD_RE: تعريب لغة التعليم العالي

              تعليق

              • عبدالمجيد العبيدي
                عضو مؤسس_أستاذ جامعي
                • May 2006
                • 469

                #8
                _MD_RE: تعريب لغة التعليم العالي

                د/ عبد المجيد العبيدي
                لَعَمْـرُك ما الإنسانُ إلاّ بدينه  فلا تترُك التّقوى اتّكالا على النسبْ
                فقد رفعَ الإسلامُ سلمانَ فارسٍ  وقد وضع الشركُ الشريفَ أبا لهبْ

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                  • May 2006
                  • 5732

                  #9
                  _MD_RE: تعريب لغة التعليم العالي

                  تعليق

                  • عبدالمجيد العبيدي
                    عضو مؤسس_أستاذ جامعي
                    • May 2006
                    • 469

                    #10
                    _MD_RE: تعريب لغة التعليم العالي

                    د/ عبد المجيد العبيدي
                    لَعَمْـرُك ما الإنسانُ إلاّ بدينه  فلا تترُك التّقوى اتّكالا على النسبْ
                    فقد رفعَ الإسلامُ سلمانَ فارسٍ  وقد وضع الشركُ الشريفَ أبا لهبْ

                    تعليق

                    • Dr_Almazeny
                      كبار الشخصيات
                      • May 2006
                      • 151

                      #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      بارك الله عليكم أستاذتنا الكبيرة
                      موضوع هام وثري ورصين كذلك
                      كنت قد وضعت فقرة أخيرة في مقالة: مصائب العامية في المنتديات الحوارية"وما عربية هذا الزمان* كتلك التي ربيت في الخيام"
                      ولم أجد المقالة، ولعلها في المنتدى القديم
                      وهي تمس تلك النقطة وأستأذنكم في وضعها


                      مستقبل الطب في بلادنا متأثر بذلك التخريب للغة، ومستقبل اللغة متأثر بتعريب الطب:

                      أذكر أني كنت في تركيا، وأصيب صاحب لي بألم، وحاولت أن أصرف له الدواء من الصيدلية فرفض الرجل-رغم كوني طبيبا- لأن القانون يتطلب وصفة مختومة، واحترمت ذلك جدا
                      فذهبت به للمشفى العام
                      وفوجئت أن الطبيب لا يجيد الحديث بالانجليزية-لغته الثانية ربما الألمانية التي لا أعرف سوى قشور منها-
                      ولا العربية بالطبع!
                      لأنه درس الطب بالتركية
                      وهذا لأنهم ينوون أن ينتجوا ويتقدموا في الطب، ويفكروا فيه كمطورين، فلهذا يدرسونه بلغتهم
                      مثلهم مثل الاحتلال في فلسطين يدرس بالعبرية!
                      وهو بهذا يخدم شيئين، يخدم اللغة التي يحييها ويحافظ عليها
                      ويخدم العلم الذي صار قريبا من عقول الطلاب فيبدعون بعد أن كان مجرد الفهم والاستيعاب معركة فكرية
                      تماما كما فعل الغرب في الماضي، حين ترجمت كتب الطب(نتاج الخلافة والحضارة الإسلامية) العربية للإيطالية والأسبانية والإنجليزية وبنى عليها أطباؤهم، وبدأت نهضتهم متزامنة مع خيبتنا
                      لأنهم كانوا قد قرروا أن يتقدموا علميا، وليس مثل أغلب دولنا التي تدرس بلغة أجنبية..
                      وللعلم يدرس الطب في فرنسا وألمانيا والصين وروسيا وألبانيا وأوكرانيا وإيطاليا وأسبانيا

                      بلغاتهم-وبعضها دول أصغر وأفقر منا بكثير- وتترجم المراجع والدوريات أسبوعيا
                      لأنهم قرروا التميز، ولن تتميز ما لم تدرس بلسان قلبك وعقلك، ولسانك، لكي تفكر بسهولة
                      وقرروا الحفاظ على لغتهم في ءان

                      المهم
                      أتي الطبيب التركي لنا بطالب في السنة النهائية-تدريب- امتياز- من هواة اللغات ولغته الثانية الانجليزية!
                      ليترجم له الشكوى، فهو يريد سماعها بنفسه، ولا يريد أن يعتمد وصفتي دون تحقيق، واحترمت ذلك كذلك
                      ورفيقي لا يتحدث الانجليزية! إلا كلمات الفشل نتاج الثانوية العامة..
                      وصار الموقف جنونيا
                      الطبيب يسأل بالتركية! والطالب في الامتياز يترجم لي للانجليزية! وأنا أترجم لصاحبي بالعربية..
                      ثم يجيب صاحبي على السؤال! وأنا أترجم
                      وهكذا
                      كانت فخذه تؤلمه
                      ومن هول الموقف صار مخي يؤلمني
                      وقلت لنفسي أنا في تركيا؟
                      التي برع خطاطوها في رسم المصحف، حتى قيل: نزل بالجزيرة وكتب في تركيا..
                      وكان فيها ما فيها -باستثناء عباد القبور فيها-
                      -و..
                      ولا حول ولا قوة إلا بالله

                      وأقول:

                      مستقبل الطب في بلادنا متأثر بذلك التخريب للغة، ومستقبل اللغة متأثر بتعريب الطب
                      المريض يشكو بلغته، والطبيب يشخص ويشرح له بلغته، ويفكر الطبيب بعد أن يترجم المشكلة في مخه لأن معلوماته أجنبية البيان، وبالتالي لكي يستنتج أو يبدع يفهم الكلام، ثم يفكر فيه، وهذا يشكل عقبة تطيل المسألة، وهناك دراسات تبين ذلك البطء والعقم الناشئ عنه ابتكاريا.
                      وحتى الأطباء مع بعضهم بات كلامهم هجينا من اللغتين.
                      وهذا الكلام يشمل كل اللغات، وتنبه له كل الناس عدا أغلب الدول العربية! غفلت أو كسلت
                      ولم تتم مرحلة عمل مراكز ترجمة وتعريب قوية وفعالة وحيوية لترجمة الجديد
                      ولا يعني هذا تشجيع جهل الطبيب بالانجليزية، بل تدرس جنبا إلى جنب له، وهذا يتم في أغلب الدول التي نوت هذا فتأهيله لغويا لا يتعارض مع تعليمه بلغته الأم، والدول التي تعلم بلغاتها معترف بجامعاتها دوليا! وأخرجت عباقرة متفوقين في المجال، فالانجليزية والفرنسية ليستا الطريق الوحيد، بل بالنسبة لنا هما "الطريق المسدود"لأنهما ليستا لغة الاستيعاب والشعور والحس والتفكير للمرء، ومن ثم فلن تكونا لغة الابتكار والتطوير والابداع الذي هو فرع من ذلك الأصل.
                      "طلب العلم فريضة"

                      د. إسلام المازني

                      تعليق


                      • #12
                        عندما يكون التعريب مُشتِّتا للهوية
                        http://wata1.com/vb/showthread.php?p=23665&posted=1#post23665
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد الحمّار مشاهدة المشاركة
                        عندما يكون التعريب مُشتِّتا للهوية
                        المشاركة الأصلية بواسطة محمد الحمّار مشاهدة المشاركة
                        من المعلوم أنّ اللغة فكر، فضلا عن كونها وسيلة تعبير، وأنّ الفكر الناجع والناجح إنما هو تطبيق أكثر منه نظر. لكنّ العربية اليوم، وكذلك سائر اللغات التي يتعلمها العربيّ، تتخبط في مستنقع من النظر ليس له مثيل. وأكبر دليل على ذلك أنّ المحاصيل الحضارية التي أنتجها فكرنا اللغوي المستسلم للمنحى النظري والتلقيني تعدّ ضحلة بالقياس مع طموحات الشعوب الناطقة بالعربية.

                        وفي محاولة للخروج من هذا المستنقع ما انفك الفكر السياسي العربي وخبراء التعليم العرب، والحق يقال، يقترحون الحلول على المدرسة العربية. لكن المشكل أنّ كل مرة تقدموا باقتراح أو نفذوا إجراءا إلاّ وكان في جرابهم أحد الخيارين الاثنين التاليين لا ثالث لهما: إمّا التعريب، وذلك بتكثيف دروس اللغة مع تدريس العلوم بالعربية، وإمّا الانفتاح على اللغات ولو أدّى ذلك إلى تدريس العلوم بواسطتها.

                        والمعضلة أننا قلّما نسمع صوتا يخرج عن الطرق المدُوسة، مناديا مثلا بدمج هذا الخيار في ذاك الخيار لا لشيء سوى لأنّ التعريب إنما هو انفتاح على اللغات. ويعني هذا التصور أنّ الارتقاء بلغة الهوية، العربية، موثوق الصلة بحسن استغلال اللغات الأجنبية الناطقة بالحضارة المعاصرة. وتلافيا للتكرار، و بالرغم من ضرورة الإحاطة الشاملة بهذا الطرح الذي يفترض بيان العلاقة الجدلية والتفاعلية بين العربية وسائر اللغات المستعملة في المجتمع (1)، أودّ أن أختصر المسافة وأقتصر على الجانب التعليمي الميداني الصرف دون الجانب العلمي.

                        وفي هذا الباب، سواء في ظروف مدرسة التعريب أو في ظروف مدرسة الانفتاح على اللغات، ألاحظ ما يلي:
                        - كلّما كان الحرص أكثر على تعريب الحياة المعاصرة (معارف وعلوم وتكنولوجيا)، كلّما تقوّى التوجه التلقيني في تدريس اللغة العربية ، وكلّما باءت محاولات التعريب بالفشل(2).
                        - ما زالت العربية تدرّس على أنها بنية مستقلة عن الواقع المعاصر، و نظامٌ للنحو والصرف لا بدّ من احترام بُعده البنوي دون سواه من الأبعاد مثل الاستعمال في السياق والتوظيف الخطابي. وكانت النتيجة استفحال حالة الفصام من جرّاء اتساع الهوة بين "كلام" الناطقين بالعربية والواقع المعيش. كما كانت نتيجة الفصام أن تمّت التضحية باللغة، وكذلك بوظيفة التخاطب بواسطتها، حتى أنّ البنية أضحت كأنها هي اللغة. وكأني بالتعريب أريدَ به أن يكون لغة أخرى.
                        - تأثر تدريس اللغة الأجنبية أيضا بهذا المنحى الفوقي والبنيوي وكانت النتيجة أن حصل ما يمكن أن أسميه "تعريب اللغة الأجنبية"، أي فرض الأسلوب المتوخى في تدريس العربية على درس اللغة الأجنبية وذلك بتقديم الجانب البنيوي على جوانب تواصلية مثل التعبير السياقي والتمكين المقاصدي. ووضع اللغة الفرنسية وهي تُدَرّس كلغة ثانية في المجتمع العربي دليل صارخ على هذا الخلل (3).
                        - تبيانا لفضل تعليم اللغة "من تحت إلى فوق" أي بواسطة استقراء القواعد من خلال الفعل الخطابي و بحسب الحاجيات الخطابية للباث، أثبتت بعض التجارب الرائدة أنّ التحصيل المدرسي يكون أفضل لمّا يتم، في مرحلة سابقة (مرحلة ما قبل سنّ الدراسة)، تعليم العربية بواسطة "الطريقة التنشيطية" وذلك حسب مبدأ "فضلُ الفعل على القول مَكرُمة" (4). كما أنّ التجربة المتمثلة في استبدال "تدريس القواعد اللغوية"، في السنة الثالثة من المرحلة الابتدائية (لمّا يكون عمر التلاميذ ثمانية سنوات)، بمادة أطلقَ عليها اسم "ممارسات لغوية شاملة"(5) قداستأثرت بعناية التلاميذ والمعلمين على حدّ سواء، لا سيما أنها مركزة على "اهتمامات التلاميذ التلقائية وهمومهم اليومية" (6).

                        في ضوء الملاحظات السابقة أستنتج أنّ التعريب انطباعٌ، وأنّ هذا الانطباع عادة ما يكون غير واعٍ، أكثر منه إجراء ضروري للارتقاء باللغة العربية، ومنه بالناطقين بها. وهو انطباع لم يرتق بعدُ إلى مرتبة الإجراء لأنّ المنادين به يبجلون تلبية رغبتهم في الارتقاء بالأداء اللغوي للعربية ولا يعيرون ما يلزم من الاهتمام للأداء التواصلي. وهؤلاء المعرّبون يُعرِبون هكذا عن تصوّر ناقص للتعريب. ويتمثل النقص في عدم الوعي بتكامل البعدين اللغوي والتواصلي ثمّ في غياب المنهاج الذي من شأنه أن يعزز "القدرة اللغوية" بواسطة تعزيز "القدرة التواصلية".

                        والخطر في كَون التعريب بات انطباعا ولم يفِ بالحاجة الحقيقية (التواصلية) يكمن في إفساد اللغة العربية في المقام الأوّل، ثمّ كنتيجة لذلك، في تعطيل مساعي الارتقاء بها إلى مستوى العصر كوسيلة معبرة عن الحضارة وفي نفس الوقت كفكرٍ متحضر. كما أنّ الخطر يكمن، أخيرا وليس آخرا، في تكريس مجتمع عربي بلا لغة طالما أنّ حتى اللغة الأجنبية لم تسلم من الاستبداد البنيوي. ولا أعتقد، في هذا السياق، أنه من مصلحة العربية ولا من مصلحة المجتمع العربي الناطق بها أن تبقى اللغة الأجنبية في وضع فاسد هي الأخرى.

                        على صعيد آخر لكنه موازٍ، يبدو أنّ هذه الحالة اللغوية المشوبة بالمغالاة بالبنيوية، وباستنباط الأقوال من القواعد عوضا عن استقراء هذه الأخيرة من خلال الأقوال والنصوص، وبالاستدلال بالقاعدة لتبرير الخطاب عوضا عن تحليل هذا الأخير بحثا عن القاعدة فيه، قد تسبب في استنساخ عقلية مماثلة ونموذج مماثل في مجال التديّن. أو لنقلْ على الأقل إنّ هذه العقلية وهذا النموذج قد نشآ جنبا إلى جنب مع الحالة اللغوية التعيسة.

                        فعوضا عن أن "يتعلّم" مسلم القرن الحادي والعشرين الإسلام بفضل استساغة معانيه السامية واستبطان دلالاته ومقاصده النيّرة، في الخلد وفي العقل وفي الوعي وفي العمل، تراه "يتعلمه" من الباب الصغير، باب تركيبته وشكله والجدال حول المظاهر المرتبطة به. وبالتالي عوضا عن ممارسة فعل الخير وأداء العمل الصالح بواسطة إعداد البرامج وتصميم الخطط لذلك وبواسطة إنجاز المشاريع وإصلاح ما بالنفس وما بالواقع لإبانة الوجود الإسلامي والبرهنة عليه شرعة ومنهاجا، ترى المسلم المعاصر يمارس على نفسه الضغط تلو الضغط ليفعل كل شيء سوى أنه يعمل من لآخرته كأنه يموت غدا ولدنياه كأنه يعيش أبدا، كما جاء في الأثر الشهير(7). فمثلما حكم على نفسه بالانتظار أن تكون العربية تعبيرا لوجوده، تراه يركن أيضا إلى نفس أسلوب الانتظار رغبة منه في أن يكون الإسلام تعبيرا لوجوده. هكذا يكون التعريب والإسلاموية وجهين لنفس العُملة.

                        وما يؤكد صعوبة تصريف هذه العملة، إن صح التعبير، أنّ وجهيها الاثنين قلّما يتقابلان. فلننظر إلى التاريخ المعاصر للمجتمع العربي، وسوف نلاحظ أنّ الذين ينادون بالعروبة وبالتعريب ليسوا هُم أنفسهم الذين ينادون بالحل الإسلامي. إنّ التعريب والإسلاموية ضرّتان على ما يبدو، وكيدهما للمجتمع العربي عظيم.

                        في الختام ليس وجه الشبه بين الحالة اللغوية والحالة التديّنية للمجتمع العربي ملاحظة أسوقها من باب المداعبة أو التفنن في التشبيه، ولكنّ القصد منها أنّ التحدي اللغوي من هنا فصاعدا، ليس فقط واحدا من التحديات الخطيرة للإنسان لعربي المسلم المعاصر، إنما هو القاطرة التي تجترّ التحدّي الإسلامي، بالمعنى التاريخي والحضاري العام. بكلام آخر، إنّ التحدي الإسلامي تحدٍّ لغوي بالأساس؛ والذي لم يُحسَم بالسياسة يُمكن أن يُحسَم باللغة. فمتى ستكون للعرب لغة واحدة؟

                        محمد الحمّار

                        (1) نشر لي على المشباك مقال في هذا الصدد بعنوان "التعريب انفتاح على اللغات".
                        (2) من الأمثلة على ذلك إدراج مادة "التنمية اللغوية" في درس العربية. وكان ذلك في الثمانينات من القرن الماضي في المدرسة الثانوية التونسية. وهي تجربة لم تعمّر طويلا.
                        (3) في المدرسة التونسية مثلا وفي مدارس المغرب العربي عموما.
                        (4) تجربة المربي البشير الهاشمي. وهو صاحب فكرة أنجزتها السلطة التربوية بضاحية شنني بمدينة قابس (الجنوب التونسي)؛ والفكرة هي إنشاء "المدرسة الحديثة التجريبية بشنني قابس"؛ تأسست في سنة 1984.
                        (5) تجربة البشير الهاشمي في نفس المدرسة المذكورة بالمرجع رقم 4؛ وقد شرحها المربي بنفسه في محاضرة بعنوان "التجديد في المدرسة التونسية" ألقاها بـ"منتدى الجاحظ" بتاريخ 30-10-2010. وتعتمد الطريقة على ما يسمية الهاشمي "منهجية النصوص الخمس" (الحر والتقريري والخيالي والتلخيصي والمُعاد بناؤه).
                        (6) المرجع السابق.
                        (7) للإمام الحسن البصري.
                        أنا ناقشت الموضوع من زاوية أخرى وأنقل بعضه مما كتبته تحت العنوان والرابط التالي ومن أحب الاستزادة عليه الضغط على أحد الروابط
                        بأيِّ لُغة يُفكِّر محمد أركون وعلاء اللامي؟
                        http://www.atinternational.org/forum...ead.php?t=8210

                        http://wata1.com/vb/showthread.php?t=4895


                        http://www.nu5ba.net/vb/showthread.php?t=16498

                        أنا وجدت أن لغة مُثَّقَّف الدولة القوميّة (الدولة القطريّة بركيزتيها العلمانية والديمقراطية) واحدة بغض النظر إن كتبها بحروف عربيّة أو بحروف انجليزيّة أو بحروف فرنسيّة فكلها ترجمة حرفيّة لمفاهيم خرجت من فرنسا ليس لها علاقة بمفاهيم ومعاني اللغة العربية الموجودة في قواميسها ومعاجمها ولسانياتها ولذلك عندما هو من يقوم بعملية ترجمة وتعريب المصطلحات والمناهج التعليمية في تلك الحالة هذا تخريب وتشويه وليس تعريب،
                        والمصيبة أنني لاحظت أنّ المُثَّقَّف وخصوصا ممن يعمل بالترجمة هو من يعترض على استخدام تعريب المصطلحات وفق أسس لغويّة صحيحة وفق متطلبات اللغة العربيّة من ناحية اختيار الجذر المناسب والصيغة البنائيّة الملائمة لتلك الوظيفة لدرجة ممكن أنّه يعتبرها تنطّع، الأنكى في هذه المسأله أنّه هو يعمل على قطع رزق أهل الترجمة بمثل هذه الطريقة من التفكير والمصيبة هو منهم؟!!!
                        أليس هذا مثال آخر على شرُّ البَلِيِّةِ مَا يُضْحِك؟!!!
                        وإن أحببت أمثلة عملية لهذا الموضوع فيمكنك مراجعة ما حصل تحت العنوان الرابط التالي


                        اللغة والشَّابِكَة (الإنترنت) وتأثيراتها على مفهوم الأدب والنقد أو المُثَّقَّف وعقليته النقديّة

                        http://www.atinternational.org/forums/showthread.php?t=8248

                        مارأيكم دام فضلكم؟

                        تعليق

                        يعمل...
                        X