أصل الفعل "أمَّ" و الاسم "أُمَّة" في اللغات السامية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Aratype
    مشرف
    • Jul 2007
    • 1629

    أصل الفعل "أمَّ" و الاسم "أُمَّة" في اللغات السامية

    كيف يمكن الغوص في معنى الفعل "أمَّ" ومدلول جذوره في اللغات الساميِّة... وبالتالي هل كان مفهوم الأُمَّة عربياً إسلامياً لتمييزه عن "المجتمع" و"القبيلة" و"الرهط"... إلخ ؟

    اطِّلعت على معاني الجذر "أمم" في لسان العرب فقرأت معانٍ عديدة وواسعة
    http://www.alwaraq.net/lisanSearchutf8.htm

    ولكن ماذا تقول الأصول الساميِّة...

    ملحوظة : هل للآرمية نصيب في صيرورة هذا الفعل عبر التاريخ ؟
    التعديل الأخير تم بواسطة Aratype; الساعة 10-03-2009, 10:33 AM.
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    المشاركة الأصلية بواسطة aratype مشاهدة المشاركة
    [right]
    ولكن ماذا تقول الأصول الساميِّة...

    ملحوظة : هل للآرمية نصيب في صيرورة هذا الفعل عبر التاريخ ؟
    [align=justify]
    أخي الدكتور أسامة،

    على عجالة لأني على أهبة الذهاب:

    لا لليس لآرامية ولا غيرها نصيب في صيرورة هذا الفعل لأن الجذر السامي /أمم/ من الموروث السامي المشترك الذي أنتج كلمات كثيرة متجانسة في كل اللغات السامية ومنها كلمة (أمة) بضم الألف وفتح الميم مع تشديدها وتعني في الساميات (ومنها البابلية والأوغاريتية والآرامية والعبرية والعربية): "قبيلة؛ أمة". إلا أن مفهوم "الأمة" في الإسلام معنى مخصوص بالعربية.

    هذا على عجالة وأهلا بأسئلتك.

    وهلا وغلا.[/align]

    تعليق

    • Aratype
      مشرف
      • Jul 2007
      • 1629

      #3
      شكراً أخي الدكتور عبد الرحمن... وكما لا يخفى عليك هذا موضوع مهمٌّ لأسباب تاريخية دينية والموضوع لم يُبحث بعد...

      أحتاج لعمل حاشية علمية وجيزة عن الموضوع سأضمها إلى كتاب "تاريخ الفكر في ديار الإسلام" الذي نعمل على نشره حالياً. سأبدأ بوضع ماقاله لسان العرب، وأحتاج إلى مرجع وسند في اللغات السامية... سأتابع ذلك معك ولعلنا نخرج بحاشية سليمان - ربيعية

      وهناك حواش عديدة سأطرحها إن شاء الله...

      تعليق

      • حامد السحلي
        إعراب e3rab.com
        • Nov 2006
        • 1373

        #4
        للدكتور شوقي أبو خليل وآخران لا أذكرهما الآن بحث مطول في المعنى اللغوي والاصطلاحي والقرآني لكلمة أمة نشر على مراحل في مجلة حضارة الإسلام في السبعينات سأحاول العودة إليه
        إعراب نحو حوسبة العربية
        http://e3rab.com/moodle
        المهتمين بحوسبة العربية
        http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11
        المدونات العربية الحرة
        http://aracorpus.e3rab.com

        تعليق

        • Aratype
          مشرف
          • Jul 2007
          • 1629

          #5
          مايهمُّني في الأصل هو المعنى اللغوي، وكيف تطورت هذه الكلمة في كلام عرب الجاهلية لتصل إلى استعمال القرآن لها وظهور مفهوم "الأمة" الإسلامي، وربما "الإمامة" لاحقاً...
          ربما يمكننا الاستفاضة حول هذا المفهوم اللغوي لاحقاً إن لزم الأمر...
          وأضع ما اخترته من لسان العرب في باب "أمم" :
          الأَمُّ، بالفتح: القَصْد.
          والإِمَّةُ: الحالةُ، والإِمَّة والأُمَّةُ: الشِّرعة والدِّين. وفي التنزيل العزيز: إِنَّا وجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ؛ قاله اللحياني، وروي عن مجاهد وعمر بن عبد العزيز: على إِمَّةٍ. قال الفرَّاء: قرئ إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا على أُمَّةٍ، وهي مثل السُّنَّة، وقرئ على إِمَّةٍ، وهي الطريقة من أَمَمْت. يقال: ما أَحسن إِمَّتَهُ، قال: والإِمَّةُ أيضاً النَّعِيمُ والمُلك؛ وأَنشد لعديّ بن زيد: >>
          ثم، بَعْدَ الفَلاح والمُلك والإِمْ>>
          مَةِ، وارَتْهُمُ هناك القُبـورُ>>


          قال: أَراد إِمامَة المُلك ونَعِيمه. والأُمَّةُ والإِمَّةُ: الدَّينُ.
          قال أَبو إِسحق في قوله تعالى: كان الناسُ أُمَّةً واحدةً فبعَث اللهُ النَّبِيِّين مُبَشِّرين ومُنْذِرين، أي كانوا على دينٍ واحد. قال أَبو إِسحق: وقال بعضهم في معنى الآية: كان الناس فيما بين آدم ونوح كُفّاراً فبعَث الله النبيِّين يُبَشِّرون من أَطاع بالجنة ويُنْذِرون من عَصى بالنار. وقال آخرون: كان جميع مَن مع نوح في السفينة مؤمناً ثم تفرَّقوا من بعد عن كُفر فبعث الله النبيِّين. وقال آخرون: الناسُ كانوا كُفّاراً فبعث الله إبراهيم والنَّبيِّين من بعدهِ. قال أَبو منصور فيما فسَّروا يقع على الكُفَّار وعلى المؤمنين.
          والأُمَّةُ: الطريقة والدين. يقال: فلان لا أُمَّةَ له أَي لا دِينَ له ولا نِحْلة له؛ قال الشاعر: >>
          وهَلْ يَسْتَوي ذو أُمَّةٍ وكَفُور؟>>


          وقوله تعالى: كُنْتُمْ خير أُمَّةٍ؛ قال الأَخفش: يريد أَهْل أُمّةٍ أَي خير أَهْلِ دينٍ؛ وأَنشد للنابغة: >>
          حَلَفْتُ، فلم أَتْرُكْ لِنَفْسِـك رِيبةً،>>
          وهل يأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائع؟ >>


          والإِمَّةُ: لغة في الأُمَّةِ، وهي الطريقة والدينُ. والإِمَّة: النِّعْمة؛ قال الأَعشى: >>
          ولقد جَرَرْتُ لك الغِنى ذا فاقَةٍ،>>
          وأَصاب غَزْوُك إِمَّةً فأَزالَهـا>>


          والإِمَّةُ: الهَيْئة؛ عن اللحياني. والإِمَّةُ أَيضاً: الحالُ والشأْن. وقال ابن الأَعرابي: الإِمَّةُ غَضارةُ العَيش والنعْمةُ؛ وبه فسر قول عبد الله بن الزبير، رضي الله عنه: >>
          فهلْ لكُمُ فـيكُـمْ، وأَنْـتُـم بـإِمَّةٍ>>
          عليكم عَطاءُ الأَمْنِ، مَوْطِئُكم سَهْلُ >>


          والإِمَّةُ، بالكسر: العَيْشُ الرَّخِيُّ؛ يقال: هو في إِمَّةٍ من العَيْش وآمَةٍ أَي في خِصْبٍ. قال شمر: وآمَة، بتخفيف الميم: عَيْب؛ وأَنشد: >>
          مَهْلاً، أَبَيْتَ اللَّعْنَ، مَهْ>>
          لاً إِنَّ فيما قلتَ آمَهْ>>


          ويقال: ما أَمّي وأَمُّه وما شَكْلي وشَكله أَي ما أَمْري وأَمْره لبُعْده مني فلِمَ يَتعرَّض لي؟ ومنه قول الشاعر: >>
          فما إِمِّي وإمُّ الوَحْشِ لَمَّـا>>
          تَفَرَّعَ في ذُؤابَتِيَ المُشيبُ >>


          يقول: ما أَنا وطَلَب الوَحْش بعدما كَبِرْت، وذكر الإِمِّ حَشْو في البيت؛ قال ابن بري: ورواه بعضهم وما أَمِّي وأَمُّ الوَحْش، بفتح الهمزة، والأَمُّ: القَصْد. وقال ابن بُزُرْج: قالوا ما أَمُّك وأَمّ ذات عِرْق أَي أَيْهاتَ منك ذاتُ عِرْق. والأَمُّ: العَلَم الذي يَتْبَعُه الجَيْش ابن سيده: والإِمَّة والأُمَّة السُّنَّةُ.
          وتَأَمَّم به وأْتَمَّ: جعله أَمَّةً. وأَمَّ القومَ وأَمَّ بهم: تقدَّمهم، وهي الإِمامةُ. والإِمامُ: كل من ائتَمَّ به قومٌ كانوا على الصراط المستقيم أَو كانوا ضالِّين. ابن الأَعرابي في قوله عز وجل: يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهْم، قالت طائفة: بكتابهم، وقال آخرون: بنَبيّهم وشَرْعهم، وقيل: بكتابه الذي أَحصى فيه عَمَله. وسيدُنا رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، إِمامُ أُمَّتِه، وعليهم جميعاً الائتمامُ بسُنَّته التي مَضى عليها. ورئيس القوم: أَمِّهم.
          ابن سيده: والإِمامُ ما ائْتُمَّ به من رئيسٍ وغيرِه، والجمع أَئِمَّة.
          وفي التنزيل العزيز: فقاتِلوا أَئِمَّةَ الكُفْر، أَي قاتِلوا رؤساءَ الكُفْر وقادَتَهم الذين ضُعَفاؤهم تَبَعٌ لهم. الأَزهري: أَكثر القُراء قَرَؤوا أَيِمَّة الكُفْرِ، بهمزة واحدة، وقرأَ بعضهم أَئمَّةَ، بهمزيتن، قال: وكل ذلك جائز. قال ابن سيده: وكذلك قوله تعالى: وجَعلْناهم أَيِمَّةً يَدْعون إِلى النارِ، أَي مَن تَبِعَهم فهو في النار يوم القيامة، قُلبت الهمزة ياء لثِقَلها لأَنها حرف سَفُل في الحَلْق وبَعُد عن الحروف وحَصَل طرَفاً فكان النُّطْق به تكَلُّفاً، فإِذا كُرِهت الهمزة الواحدة، فَهُمْ باسْتِكْراه الثِّنْتَيْن ورَفْضِهما لاسِيَّما إذا كانتا مُصْطَحِبتين غير مفرَّقتين فاءً وعيناً أَو عيناً ولاماً أَحرى، فلهذا لم يأْت في الكلام لفظةٌ توالتْ فيها هَمْزتان أَصلاً البتَّة؛ فأَما ما حكاه أَبو زيد من قولهم دَريئة ودَرائئ وخَطيئة وخَطائيٌ فشاذٌّ لا يُقاس عليه، وليست الهمزتان أَصْلَين بل الأُولى منهما زائدة، وكذلك قراءة أَهل الكوفة أَئمَّة، بهمزتين، شاذ لا يقاس عليه؛ الجوهري: الإِمامُ الذي يُقْتَدى به وجمعه أَيِمَّة، وأَصله أَأْمِمَة، على أَفْعِلة، مثل إِناء وآنِيةٍ وإِلَه وآلِهةٍ، فأُدغمت الميم فنُقِلَت حركتُها وأَمَمْتُ القومَ في الصَّلاة إِمامةً. وأْتمّ به أَي اقْتَدَى به.
          والإِمامُ: المِثالُ؛ قال النابغة: >>
          أَبوه قَبْلَـه، وأَبـو أَبِـيه،>>
          بَنَوْا مَجْدَ الحيَاة على إِمامِ >>


          وإِمامُ الغُلام في المَكْتَب: ما يَتعلَّم كلَّ يوم. وإِمامُ المِثال: ما امْتُثِلَ عليه. والإِمامُ: الخَيْطُ الذي يُمَدُّ على البناء فيُبْنَي عليه ويُسَوَّى عليه سافُ البناء، وهو من ذلك؛ قال: >>
          وخَلَّقْتُه، حتى إذا تمَّ واسْتَوى>>
          كَمُخَّةِ ساقٍ أَو كَمَتْنِ إِمـامِ>>


          أَي كهذا الخَيْط المَمْدود على البِناء في الامِّلاسِ والاسْتِواء؛ يصف سَهْماً؛ يدل على ذلك قوله: >>
          قَرَنْتُ بِحَقْوَيْه ثَلاثاً فلـم يَزِغُ،>>
          عن القَصْدِ، حتى بُصِّرَتْ بِدِمامِ >>


          وفي الصحاح: الإِمامُ خشبة البنَّاء يُسَوِّي عليها البِناء. وإِمامُ القِبلةِ: تِلْقاؤها. والحادي: إمامُ الإِبل، وإِن كان وراءها لأَنه الهادي لها. والإِمامُ: الطريقُ. وقوله عز وجل: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ، أَي لَبِطريق يُؤَمُّ أَي يُقْصَد فَيُتَمَيَّز، يعني قومَ لوط وأَصحابَ الأَيكةِ. والإِمامُ: الصُّقْعُ من الطريق والأَرض. وقال الفراء: وإِنهما لَبِإِمامٍ مُبين، يقول: في طَريق لهم يَمُرُّون عليها في أَسْفارِهم فَجعل الطَّريقَ إِماماً لأَنه يُؤم ويُتَّبَع.
          والأَمامُ: بمعنى القُدّام. وفلان يَؤمُّ القومَ: يَقْدُمهم. ويقال: صَدْرك أَمامُك، بالرفع، إذا جَعَلْته اسماً، وتقول: أَخوك أَمامَك، بالنصب، لأَنه صفة؛ وقال لبيد فَجَعله اسماً: >>
          فَعَدَتْ كِلا الفَرْجَيْن تَحْسِبُ أَنه>>
          مَوْلَى المَخافَةِ: خَلْفُها وأَمامُها >>


          يصف بَقَرة وَحْشِية ذَعَرها الصائدُ فَعَدَتْ. وكِلا فَرْجَيها: وهو خَلْفُها وأَمامُها. تَحْسِب أَنه: الهاء عِمادٌ. مَوْلَى مَخافَتِها أَي وَلِيُّ مَخافَتِها. وقال أَبو بكر: معنى قولهم يَؤُمُّ القَوْمَ أَي يَتَقَدَّمُهم، أُخِذ من الأَمامِ.
          يقال: فُلانٌ إِمامُ القوم؛ معناه هو المتقدّم لهم، ويكون الإِمامُ رئِسياً كقولك إمامُ المسلمين، ويكون الكتابَ، قال الله تعالى: يَوْمَ نَدْعُو كلَّ أُناسٍ بإِمامِهم، ويكون الإِمامُ الطريقَ الواضحَ؛ قال الله تعالى: وإِنَّهما لَبِإِمامٍ مُبينٍ، ويكون الإِمامُ المِثالَ، وأَنشد بيت النابغة: >>
          بَنَوْا مَجْدَ الحَياةِ على إِمامِ >>


          معناه على مِثال؛ وقال لبيد: >>
          ولكُلِّ قَوْمٍ سُنَّةٌ وإِمامُها >>


          والدليل: إِمامُ السَّفْر. وقوله عز وجل: وجَعَلْنا للمُتَّقِين إِماماً؛ قال أَبو عبيدة: هو واحد يَدُلُّ على الجمع كقوله: >>
          في حَلْقِكم عَظْماً وقد شُجِينا >>


          وإِنَّ المُتَّقِين في جَنَّات ونَهَرٍ. وقل: الإِمامُ جمع آمٍّ كصاحِبٍ وصِحابٍ، وقيل: هو جمع إِمامٍ ليس على حَدِّ عَدْلٍ ورِضاً لأَنهم قد قالوا إِمامان، وإِنما هو جمع مُكَسَّر؛ قال ابن سيده: أَنْبأَني بذلك أَبو العَلاء عن أَبي علي الفارسي قال: وقد استعمل سيبويه هذا القياسَ كثيراً، قال: والأُمَّةُ الإِمامُ.
          الليث: الإِمَّةُ الائتِمامُ بالإِمامِ؛ يقال: فُلانٌ أَحقُّ بإِمَّةِ هذا المسجد من فُلان أَي بالإِمامة؛ قال أَبو منصور: الإِمَّة الهَيْئةُ في الإِمامةِ والحالةُ؛ يقال: فلان حَسَن الإِمَّةِ أَي حَسَن الهَيْئة إذا أَمَّ الناسَ في الصَّلاة، وقد ائتَمَّ بالشيء وأْتَمَى به، على البدَل كراهية التضعيف؛ وأَنشد يعقوب: >>
          نَزُورُ امْرأً، أَمّا الإِلَه فَيَتَّقِي،>>
          وأَمّا بفعلِ الصَّالحين فَيَأْتَمِي >>


          والأُمَّةُ: القَرْن من الناس؛ يقال: قد مَضَتْ أُمَمٌ أَي قُرُونٌ.
          وأُمَّةُ كل نبي: مَن أُرسِل إِليهم من كافر ومؤمنٍ. الليث: كلُّ قوم نُسِبُوا إِلى نبيّ فأُضيفوا إِليه فَهُمْ أُمَّتُه، وقيل: أُمة محمد، صلى الله عليهم وسلم، كلُّ مَن أُرسِل إِليه مِمَّن آمَن به أَو كَفَر، قال: وكل جيل من الناس هم أُمَّةٌ على حِدَة.وقال غيره: كلُّ جِنس من الحيوان غير بني آدم أُمَّةٌ على حِدَة، والأُمَّةُ: الجِيلُ والجِنْسُ من كل حَيّ.
          وفي التنزيل العزيز: وما من دابَّةٍ في الأرض ولا طائرٍ يَطِيرُ بِجناحَيْه إلاَّ أُمَمٌ أَمثالُكم؛ ومعنى قوله إلاَّ أُمَمٌ أمثالُكم في مَعْنىً دون مَعْنىً، يُريدُ، والله أعلم، أن الله خَلَقَهم وتَعَبَّدَهُم بما شاء أن يَتَعَبَّدَهُم من تسْبيح وعِبادةٍ عَلِمها منهم ولم يُفَقِّهْنا ذلك. وكل جنس من الحيوان أُمَّةٌ. وفي الحديث: لولا أنَّ الكِلاب أُمَّةٌ من الأُمَمِ لأَمَرْت بقَتْلِها، ولكن اقْتُلوا منها كل أَسْوَد بَهيم، وورد في رواية: لولا أنها أُمَّةٌ تُسَبِّحُ لأَمَرْت بقَتْلِها؛ يعني بها الكلاب.
          والأُمُّ: كالأُمَّةِ؛ وفي الحديث: إن أَطاعُوهما، يعني أبا بكر وعمر، رَشِدوا ورَشَدت أُمُّهم، وقيل، هو نَقِيضُ قولهم هَوَتْ أُمُّه، في الدُّعاء عليه، وكل مَن كان على دينِ الحَقِّ مُخالفاً لسائر الأَدْيان، فهو أُمَّةٌ وحده. وكان إبراهيمُ خليلُ الرحمن، على نبينا وعليه السلام، أُمَّةً؛ والأُمَّةُ: الرجل الذي لا نظِير له؛ ومنه قوله عز وجل: إن إبراهيم كان أُمَّةً قانِتاً لله؛ وقال أبو عبيدة: كان أُمَّةً أي إماماً. أَبو عمرو الشَّيباني: إن العرب تقول للشيخ إذا كان باقِيَ القوّة: فلان بإِمَّةٍ، معناه راجع إلى الخير والنِّعْمة لأن بَقاء قُوّتِه من أَعظم النِّعْمة، وأصل هذا الباب كله من القَصْد. يقال: أَمَمْتُ إليه إذا قَصَدْته، فمعنى الأُمَّة في الدِّينِ أَنَّ مَقْصِدَهم مقْصِد واحد، ومعنى الإمَّة في النِّعْمة إنما هو الشيء الذي يَقْصِده الخلْق ويَطْلُبونه، ومعنى الأُمَّة في الرجُل المُنْفَرد الذي لا نَظِير له أن قَصْده منفرد من قَصْد سائر الناس؛ قال النابغة: >>
          وهل يَأْثَمَنْ ذو أُمَّةٍ وهو طائعُ >>


          ويروي: ذو إمَّةٍ، فمن قال ذو أُمَّةٍ فمعناه ذو دينٍ ومن قال ذو إمَّةٍ فمعناه ذو نِعْمة أُسْدِيَتْ إليه، قال: ومعنى الأُمَّةِ القامة سائر مقصد الجسد، وليس يخرج شيء من هذا الباب عن معنى أَمَمْت قَصَدْت. وقال الفراء في قوله عز وجل: إن إبراهيم كان أُمَّةً؛ قال: أُمَّةً مُعلِّماً للخَير. وجاء رجل إلى عبد الله فسأَله عن الأُمَّةِ، فقال: مُعَلِّمُ الخير، والأُمَّةُ المُعَلِّم. ويروى عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: يُبْعَث يوم القيامة زيدُ بنُ عمرو بنِ نُفَيْل أُمَّةً على حِدَةٍ، وذلك أَنه كان تَبَرَّأَ من أَدْيان المشركين وآمَن بالله قبل مَبْعَث سيدِنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم. وفي حديث قُسِّ بن ساعدة: أَنه يُبْعَث يوم القيامة أُمَّةً وحْدَه؛ قال: الأُمَّةُ الرجل المُتَفَرِّد بدينٍ كقوله تعالى: إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّةً قانِتاً لله، وقيل: الأُمَّةُ الرجلُ الجامع للخير.
          والأُمَّةُ: الحِينُ. قال الفراء في قوله عز وجل: وادَّكَرَ بعد أُمَّةٍ، قال بعد حينٍ من الدَّهْرِ. وقال تعالى: ولَئِنْ أَخّرْنا عنهم العَذاب إلى أُمَّةٍ معْدودةٍ. وقال ابن القطاع: الأُمَّةُ المُلْك، والأُمة أَتْباعُ الأنبياء، والأُمّةُ الرجل الجامعُ للخير، والأُمَّةُ الأُمَمُ، والأُمَّةُ الرجل المُنْفَرد بدينه لا يَشْرَكُه فيه أَحدٌ، والأُمَّةُ القامةُ والوجهُ؛ قال الأَعشى: >>
          وإنَّ مُعـاوية الأَكْـرَمِـي>>
          نَ بيضُ الوُجوهِ طِوالُ الأُمَمْ >>


          أي طِوالُ القاماتِ؛ ومثله قول الشَّمَرْدَل بن شريك اليَرْبوعي: >>
          طِوال أَنْصِية الأَعْناقِ والأُمَمِ >>


          قال: ويروى البيت للأَخْيَلِيَّة. ويقال: إنه لحسَنُ الأُمَّةِ أي الشَّطاطِ. وأُمَّةُ الوجه: سُنَّته وهي مُعظَمه ومَعْلم الحُسْن منه. أبو زيد: إنه لَحَسن أُمَّة الوجه يَعْنُون سُنَّته وصُورَته. وإنه لَقَبيحُ أُمَّةِ الوجه. وأُمَّة الرجل: وَجْهُه وقامَتُه. والأُمَّة: الطاعة.
          والأُمَّة: العالِم. وأُمَّةُ الرجل: قومُه. والأُمَّةُ: الجماعة؛ قال الأخفش: هو في اللفظ واحد وفي المعنى جَمْع، وقوله في الحديث: إنَّ يَهُودَ بَني عَوْفٍ أُمَّةٌ من المؤْمنين، يريد أَنهم بالصُّلْح الذي وقَع بينهم وبين المؤْمنين كجماعةٍ منهم كلمَتُهم وأيديهم واحدة. وأُمَّةُ الله: خلْقه: يقال: ما رأَيت من أُمَّةِ الله أَحسنَ منه.
          وأُمَّةُ الطريق وأُمُّه: مُعْظَمُه.>>

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            عضو مؤسس، أستاذ جامعي
            • May 2006
            • 5732

            #6
            المشاركة الأصلية بواسطة aratype مشاهدة المشاركة
            شكراً أخي الدكتور عبد الرحمن... وكما لا يخفى عليك هذا موضوع مهمٌّ لأسباب تاريخية دينية والموضوع لم يُبحث بعد...

            أحتاج لعمل حاشية علمية وجيزة عن الموضوع سأضمها إلى كتاب "تاريخ الفكر في ديار الإسلام" الذي نعمل على نشره حالياً. سأبدأ بوضع ماقاله لسان العرب، وأحتاج إلى مرجع وسند في اللغات السامية... سأتابع ذلك معك ولعلنا نخرج بحاشية سليمان - ربيعية

            وهناك حواش عديدة سأطرحها إن شاء الله...

            [align=justify]أجل أخي الدكتور أسامة، بكل سرور.

            سأعالج قريبا /أم/ مقارنا إياه بما يجانسه في الساميات ثم نكمل حسب الأسئلة فنخرج بحاشية سليمان - ربيعية أو أكثر إن شاء الله.

            وأرحب بانضمام الأستاذ أحمد الأقطش إلينا فحضرته دارس للساميات أيضا.

            وهلا وغلا.[/align]

            تعليق

            • Aratype
              مشرف
              • Jul 2007
              • 1629

              #7
              كنت أراجع ترجمتي فوجدت المؤلف قد كتب :

              يظهر مُصطَلح «أُمَّة» في القرآن أربعاً وسبعين مرة، وقد يكون لفظاً دخيلاً من الآرامية سمح دخوله في اللغة العربية بالتمييز بصورة أفضل بين لفظ الأُمَّة الإسلامي بوجه خاص والمصطلحات العامة أهل (الناس) أو بنو (جمع ابن)، التي تستخدم للإشارة إلى الجماعات الاجتماعية العربية الجاهلية.

              ولا شك أنه يحتاج إلى حاشية مناسبة، لكي لايعود إلى مثلها...

              تعليق

              • Aratype
                مشرف
                • Jul 2007
                • 1629

                #8
                وفي موضع آخر...

                إذا أخذنا جميع الاحتياطات المناسبة، يمكن القول أنه ثمَّة تشابهات في آيات مع نصوص من أسفار موسى الخمسة، قد تكون مشوبة ببعض عناصر المِدراش. وتبدو آيات أخرى، قليلة جداً، متشابهة مع سفر أشعياء ومع النصوص التاريخية، وآيات أخرى نادرة أيضاً، تتصادف بعض الشيء مع أسفار الأنبياء . وتنحصر التشابهات مع النصوص النصرانية في بعض النصوص الأبوكريفية. ويصعب تحديد باقي التشابهات اليهودية والسامِرية والنصرانية، وهي تتعلَّق بعناصر من سفر الجامعة ونصوص رؤيوية قد تكون مشتركة بينها جميعاً، وتشابهات أخرى تتعلق بالخطابة والوعظ الأخلاقي والتي هي أساساً من كنيستي الطبيعة الواحدة والنسطورية. إنَّ جعل هذه التشابهات أسباب صيرورة القرآن كلِّه لهو أمر صعب للغاية إلاَّ إذا انطلقنا من افتراضات في هذا الاتجاه. (ملحوظة مضافة من الترجمة الفرنسية: تبيِّن آخر بحوث بعض الباحثين الغربيين التي فحصت مخطوطات قديمة جداً للقرآن أنَّ النسخة النهائية، المتوفِّرة حالياً، من القرآن كانت نتاج سيرورة تاريخية طويلة. وهكذا لا يكون النصُّ الموحى مجرَّد حصيلة اختيار بين تقاليد مختلفة تُنسب كلُّها لشخص واحد -وهو هنا محمَّد ()– ولكنها تشمل نصوصاً منقَّحة، ذات أصول سريانية على الأرجح. وللاطلاع على عرض لهذه المسألة، انظر : Karl-Heinz Ohlig, Weltreligion Islam, Eine Einfuhrung, Mayence-Lucerne, 2000, pp.49-92، وللحصول على فحصٍ تفصيلي لمسائل فقه اللغة، انظر : Gerd-Rüdiger Puin, «Observations on Early Qur᾽an Manuscripts in Sanaa», in : S.Wild (éd.), The Quran as Text, Leyde, 1996, pp. 107-111. وأخيراً لعرض الأصل السرياني الآرامي لكثير من أجزاء القرآن، انظر : Christoph Luxenberg, Die syro-aramaische Lesart des Koran. Ein Beitrag zur Entschlüsselung der Koransprache, Berlin, 2000).

                تعليقي الأولي :

                . نُثبت هنا مراجع هذه البحوث التي تصدَّى لها باحثون غربيون ومسلمون، على حدٍّ سواء، وأثبتوا افتراءها وعدم صِحَّتها من الناحية العلمية والبحثية، انظر مثلاً : « François de Blois, Journal of Qur'anic Studies, 2003, Volume V, Issue 1, pp. 92-97 ». وصفحات الإنترنت مليئة بالإشارات والردود على هذا الموضوع.

                تعليق

                • عبدالرحمن السليمان
                  عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                  • May 2006
                  • 5732

                  #9
                  [FONT=comic sans ms]
                  المشاركة الأصلية بواسطة aratype مشاهدة المشاركة
                  كنت أراجع ترجمتي فوجدت المؤلف قد كتب :

                  يظهر مُصطَلح «أُمَّة» في القرآن أربعاً وسبعين مرة، وقد يكون لفظاً دخيلاً من الآرامية سمح دخوله في اللغة العربية بالتمييز بصورة أفضل بين لفظ الأُمَّة الإسلامي بوجه خاص والمصطلحات العامة أهل (الناس) أو بنو (جمع ابن)، التي تستخدم للإشارة إلى الجماعات الاجتماعية العربية الجاهلية.

                  ولا شك أنه يحتاج إلى حاشية مناسبة، لكي لايعود إلى مثلها...

                  [align=justify]أخي العزيز د. أسامة،

                  لم يقل المؤلف إنها دخيلة من السريانية، بل إنه يوحي بذلك من قبيل الشطط الذي كان معمولا به لدى الكتاب الغربيين ذوي التوجه الديني في الماضي .. وليست الكلمة من السريانية بل هي ـ بمعنى "الأمة" لدينا ـ مخصوصة بالعربية.

                  ومهما يكن، إليك عرضا للجذر كما ورد في اللغات الجزيرية (السامية سابقا!):

                  (أمّ) "الأُمُّ"، وهي كذلك في كل اللغات الجزيرية، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر كلا من الأكادية /أُمٌّ = umm-um/؛ الأوغاريتية /أُم/؛ الفينيقية /أم/ والعبرية /אם = إِم/؛ الصفوية واللحيانية /أُمّ/ والسريانية /ܐܡܐ = إمّا/ وكله "الأم".

                  (أمَّت) "القبيلة، الشعب، الأمة"، وهي كذلك في الأكادية /أمانُ = ummān-um/ ومعناها في الأكادية "شعب، جيش"؛ وفي الأوغاريتية /أُمْت/ "عائلة"؛ وفي العبرية والآرامية القديمة: /אםא = أُمّا/ "أُمَّة؛ جنس؛ شعب"؛ وفي السريانية /ܐܡܐ = أُمّا/؛ وفي الحبشية /أمَّة/ "أُمَّة؛ قبيلة؛ شعب". ومن هذا الجذر كلمتنا (إِمَّةٌ) بمعنى "القاعدة؛ الآيين/القانون" وهي كذلك في الحميرية /إمّ/ "قانون؛ قاعدة" وكذلك الحبشية /أمَّة/ "طبيعة؛ نية؛ قاعدة" وكذلك في السريانية /ܐܡܘܡܐ = أَمُوما/ "شكل؛ هيئة" وهي في العربية "أََمَّة" وهي كذلك من هذا الجذر.

                  (أَمَّ) بمعنى "تصدر؛ تقدّمَ" ومنه (إمام) وهو أيضا معنى مشترك في اللغات الجزيرية.

                  المصدر: كل معاجم اللغات الجزيرية منفردة؛ وكذلك: (David Cohen (1970). Dictionnaire des racines sémitiques ou attestées dans les langue dans les langues sémitiques .. Paris. Mouton. La Haye. ) "معجم الجذور السامية كما هي في اللغات السامية". صفحة 22-23. ومن الجدير بالذكر أن "معجم الجذور السامية كما هي في اللغات السامية" عمل تراكمي شارك فيه جيل من المتخصصين في المادة وهو أهم معجم شامل يعالج المادة اللغوية المشتركة في اللغات الجزيرية وليس فيه ولا في غيره من المعاجم التي تعالج المادة اللغوية المشتركة في اللغات الجزيرية ما يريد زعم الكاتب أعلاه الذي يبقى شططا في شطط كما ذكرنا.

                  وتحية طيبة عطرة.
                  [/align]

                  تعليق

                  • Aratype
                    مشرف
                    • Jul 2007
                    • 1629

                    #10
                    شكراً أخي الدكتور عبد الرحمن،

                    سأحرر الحاشية ضمن حواشي الفصل وسأبعث لك بالفصل كاملاً حين انتهاء المراجع منه وستجد فيه مايسرُّك.

                    تعليق

                    • عبدالرحمن السليمان
                      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
                      • May 2006
                      • 5732

                      #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة aratype مشاهدة المشاركة
                      شكراً أخي الدكتور عبد الرحمن،

                      سأحرر الحاشية ضمن حواشي الفصل وسأبعث لك بالفصل كاملاً حين انتهاء المراجع منه وستجد فيه مايسرُّك.
                      [align=justify]
                      شكرا جزيلا أخي الدكتور أسامة، ويسرني تقديم أية مساعدة من شأنها أن تفيدك في موضوعك.[/align]

                      تعليق

                      يعمل...
                      X