فن الإخبار والسرد في التراث النثري المغربي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Reader
    Senior Member
    • Jan 2007
    • 423

    فن الإخبار والسرد في التراث النثري المغربي

    السلام عليكم
    استفتيت الشيخ غوغل في "سابق البربري المطماطي" فكان ان القي بي في موضوع "فن الإخبار والسرد في التراث النثري المغربي
    (من القرن الرابع إلى السادس الهجري )".
    قرأت ما ذكر عن "سابق البربري" ولم يسعفني مزاجي لقراءة الموضوع كله, لأني سأحتاج لكوب شاي وتركيز. ولأني احسبه ذا قيمة مضافة للجميع, أحببت أن أنقله كاملا لهذا المنتدى.
    الموضوع منقول من المنتدى: www.almaktabah.net/vb/
    أما المعطيات الأصلية فتجدونها في المقدمة أدناه.
    اذا ما ارتأت الأدارة حذفه لطوله, يمكن أن نقتبس المقدمة ونربط القارئ بالموضوع مباشرة.
    ++++++++
    ++++++++

    فن الإخبار والسرد في التراث النثري المغربي (من القرن الرابع إلى السادس الهجري)

    الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
    وزارة التعليم العالي والبحث العلمي جامعةالعقيد الحاج الأخضر باتنة
    كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية وآدابها


    البحث المنجز الموسوم بـ :

    فن الإخبار والسرد في التراث النثري المغربي
    (من القرن الرابع إلى السادس الهجري )
    جمع وتوثيق ودراسة

    نوعية المشــروع:الثقافة والأدب العربي :
    رئيس المشــروع : معمر حجيـــج
    الشهـــــادة : دكتوراه الدولـة
    الرتــــــبة : أستاذ محاضـــر
    فرقة البحـــث :

    الاســـم اللقــــب الرتبـــــــة
    عبد السلام ضيـــف أستاذ مكلف بالدروس
    سليمــان قريـــري أستاذ مكلف بالدروس
    عبد المجيد عمــراني أستاذ التعليم العــالي


    السنة : 1428 هـ -ـــ 2007 م
    الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
    وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
    جامعةالعقيد الحاج الأخضر باتنة
    كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة العربية وآدابها
    التقـرير النهائي
    (من 1/1/2007 إلى 31/12/2007)

    مشروع بحث : الثقافة والأدب العربي
    عنوان المشروع : فن الإخبار والسرد في التراث النثري المغربي
    (من القرن الرابع إلى السادس الهجري )
    جمع وتوثيق ودراسة


    رئيس المشروع :

    اللقــــب الاســـم الرتبـــــــة
    حجيـــج معمــــر أستاذ محاضــر

    فرقة البحـــث :

    اللقــــب الاســـم الرتبـــــــة
    قريري سليمان أستاذ مكلف بالدروس
    ضيف عبد السلام أستاذ محاضــر
    عمراني عبد المجيد أستاذ التعليم العالي

    السنة : 1428 هـ -ـــ 2007 م

    الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية
    وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
    اللجنة الوطنية لتقييم وبرمجة البحث العلمي

    استمارة تحليلية لتقييم مشروع بحث

    فرع: الثقافة والأدب العربي .
    الرمز: 2004/06/U0501
    المؤسسة: القسم اللغة العربية كليـــة الآداب جامعــة باتنــة.
    رئيس المشروع: معمر حجيج.
    الرتبة: أستـــاذ محاضر.
    الحصيلة العلمية
    * تسجيل عشرة طلبة أبحاث لطلبة ما بعد التدرج : بحثان للدكتوراه وبحثان للماجستير وكلها في الأدب المغربي القديم
    * فتح ماجستير (12) طلبة في الأدب الجزائري في العام الجامعي 2006/2007.
    *مذكرات نهاية التخرج: لقد تم تسجيل أربعة في هذا العام؛ الأول: بعنوان عناصر الثقافة الشعبية في التراث المغربي النثري والثاني بعنوان: تناص التراث المغربي في روايات محمد ديب
    *قدم بحث في ملتقى شعر الثورة في جامعة سطيف في عام 2005 بعنوان الهاجس الثوري في شعر أحمد معاش
    *قدم بحث في ملتقى كلية الآداب جامعة في عام 2005 بعنوان مكاشفات الأنساق الدلالية في الفكر الفلسفي والبلاغي
    *انجز بحث بعنوان : الثقافة والهوية الوطنية أرسل إلى ملتقى دولي بجامعة المنصورة (مصر)مايو 2005
    نشر بحث في مخبر بجامعة تلمسان خاص بالتراث المغربي بعنوان : الحكايات القصيرة دراسة سيميائية ،وبحث آخر في مجلة العلوم الاجتماعية بجامعة باتنة بعنوان نظريات التشكيل الموسيقي في الشعر
    ـ نشر مقال بعنوان صورة الخليل بن أحمد في التراث النقدي العربي 2007
    ـ ملتقى في جامعة ورقلة بعنوان المنهج الأسلوبي في الدراسات النقدية العربية الحديثة
    ـ ملتقى في جامعة اليرموك بعنوان التفاعل بين الأدب المغاربي والفرنسي في الربع الأخير من القرن العشرين نوفمبر 2007
    علاقات المشروع مع المحيط: المشروع له علاقة بالمحيط الجامعي وبخاصة وأنه له علاقة بالواقع المغربي الثقافي قديما ويمثل عمق المنابع الفطرية للسلوك الاجتماعي والفكري ،والخلفية الإنسانية للمجتمع المغربي من الوجهة الأنثروبولوجية الثقافية.
    استهلاك القروض:
    توصيات ورأي اللجنة

    استمــارة تصنيــف
    (أ)
    عنوان المشروع الاختصاص تاريخ الاعتماد
    فن الإخبار والسرد في التراث النثري المغربي
    من القرن الرابع إلى القرن السادس
    ( جمع وتصنيف ودراسة)

    الثقافة و الأدب العربي
    U05012004/06/

    استمــارة تصنيــف
    (ب)
    أعضاء فريق البحث
    الاسم واللقب
    الرتبــة المؤسسة الأصل مجالات أخرى تطرق لها الباحثون.
    -معمر حجيـــج.
    ضيف عبد السـلام
    قريري سليـــمان
    عبد المجيد عمــراني

    أستاذ محاضــــر.
    أستاذ مكلف بالدروس.
    أستاذ مكلف بالدروس.
    أستاذ التعليم الغـالي جامعة باتنـــــة.
    جامعة باتنـــــة.
    جامعة باتنـــــة.
    جامعة باتنـــــة.
    أولا - على مستوى البحث المبرمج :
    الكلمات المفتاحية : -الخطاب السردي ـ خطاب الضفاف أوخلفية الواجهة-النسق ـ خطاب الواجهة الرسمية -الخطاب الإخباري الثقافي -الخطاب المقامي-سميائية العلامات الثقافية -الخطاب الحواري-أجناس الفنون العجائبية - شعرية الخطاب النثري -الخطاب العجائبي - الكرامات والمعجزات - المأساوي والتهكمي العلامة السيميائية - الحكاية -الحلم -الثقافة السحرية -الشخصيات العجائبية
    ملخــــص : قام الباحثون في هذا العام 2007 بإنجاز كل الأعمال المتبقية من البحث ومراجعة الفصول التي أنجزت في الأعوام السابقة ،وهي بحسب خطة البحث كالآتي : بإنجاز التمهيد وتحديد الإطار المكاني والزماني للبحث ، ثم مراجعة مرة أخرى بقية الفصول المتكونة من الفصل الأول الخاص بدراسة فن الإخبار السندي أو مقام الحال ،و الفصل الثاني الذي درسنا فيه فن الإخبار المشهدي(الرحلات –وصف الأمكنة) ،والفصل الثالث الذي بحثنا فيه فن الإخبار الاستذكاري (وصف الأحداث التاريخية) .
    ثم بقية الفصول التي درسنا فيها فن السرد العجائبي ، وتتفرع إلى ا لحكايات العجائبية (الكرامات) و الحكايات العجائبية (الخرافات)،و الحكايات العجائبية (الأبطال والأحداث )، وفن السرد التعليمي ، ويتفرع إلى الأمثال والحكم ،و السرد القناعي (على ألسنة الحيوانات والكائنات) ،و سرد المناسبات المأساوية والسعيدة ، ثم الخاتمة والفهارس المختلفة .
    وهكذا نكون لقد أتممنا البحث في هذا العام المكرس للمراجعة النهائية وإتمام الجوانب الفنية المتبقية الخاصة بالإخراج النهائي للبحث ،ومن ثم فإننا وفينا بما ألزمنا به أنفسنا خلال المدة الإضافية المخصصة للمشروع ،ونذكر بأننا قمنا في العام الأول والثاني بجمع المصادر والمراجع وتفحصها وتوثيق المادة الخاصة بالبحث فيها ،وبأصحابها ، وتبويبها بحسب الأشكال والقوالب الفنية ،ثم بحسب موضوعاتها ، ثم الوصول إلى تكوين مدونة لأشكال النثر المغربي بموضوعاتها وخصائصها الشكلية البنائية، وفي السنة الثالثة أنجزنا أغلب الفصول ، وقد اعترضتنا صعوبات في إنجاز هذا البحث منها: تشتت مادته و تفرق مصادره في أمم الدنيا الأمر يجعل مسألة الإحاطة به نسبية ،وقد أخذ منا جمع المدونة معظم جهدنا ووقتنا و بعد أن أتممنا جمع المصادر والمراجع قمنا بتفحصها وتوثيق المادة الخاصة بالبحث فيها ،وبأصحابها ، وتبويبها بحسب الأشكال والقوالب الفنية ،ثم بحسب موضوعاتها ، ثم الوصول إلى تكوين مدونة لأشكال النثر المغربي بموضوعاتها وخصائصها الشكلية البنائية، وقد اعترضتنا إشكاليات تخص بناء مدونة حقيقية للنثر تعكس الملامح العامة لتاريخ الأدب المغربي منذ الفتوحات الإسلامية إلى القرن الرابع الهجري، وهذا البناء التاريخي لن يتم إلا إذا وثقنا وحدات بنائه توثيقا تاريخيا ،وهذه الوحدات لن تكون إلا شخصياته وأعماله،وإشكال التحقق التاريخي من هذه الشخصيات ،ومن أعمالها بتأطير حياتها إقليميا وزمنيا يعد من الإشكاليات العامة التي لا تخص الأدب المغربي ،وإن كانت تبدو أكثر صعوبة وتعقيدا في هذا الأدب لزهد المغاربة في التأريخ لحياتهم ،وحتى وإن أرخوا فإن الزمان ونكباته لم يرحم تراثهم ،فضاع أغلبه ،ولم يصلنا منه إلا النزر اليسير ،وحتى هذا اليسير فقد وصلنا ناقصا .
    والتشكيك في هذه الشخصيات ،وفي أعمالها الأدبية هي السمة الغالبة في تراثنا ،ونشير على سبيل المثال إلى شخصية طارق بن زياد وخطبته ،وشخصية سابق البربري وأشعاره ،ومجهوده العلمي في الحديث النبوي ..الخ ،و لم تسلم الكتب والأعمال الأدبية أيضا من هذا التشكيك والتشويه .
    وقد حاولنا تجاوز هذا التشكيك على اعتبار أن المهم هي الأعمال الأدبية ،وما تقدمه من أفكار وفن ،ووجود أصحابها سينظر إليه على أنه وجود غير عادي ،وتاريخ الأدب لا يهمه من حياة الشخصيات تلك المحاور التي يشترك فيها مع الناس ،وتثبتها الدوائر الرسمية ،لكن يهمه منها أكثر تلك الجوانب المتميزة في حياتها ،والتي جعلت منهم أدباء ،وهذه الأبعاد الفكرية والأدبية الحقيقية في حياتهم لا تنفصل عن أعمالهم بل هي التاريخ الحقيقي لهم ولأمتهم ، وفي ضوء هذا التصور يجوز لنا أن نتكلم عن تاريخ أدب برؤية ومنهج متميز يعتق نفسه من الحركة الخارجية ، ويغوص في أمواج التاريخ الباطنية بجميع بنياته الفكرية والروحية والحضارية والثقافية ؛ومن ثم يصبح توثيق الأمواج الخارجية لتاريخ الشخصيات ليس مصيريا في قضية وجودها أو عدمها .
    وهكذا أوصلنا هذا البحث من التأكد على أن دراسة أي أدب في أي أمة أمر في غاية الأهمية لما يتضمنه من قيم حضارية وفكرية ونفسية وجمالية، ولما يحمله من مبادئ الحق والعدل والخير، وبخاصة إذا كانت هذه الأمة تعيش صراع الوجود مع الآخر.
    ونعتقد أن الأدب ما دام بهذه الأهمية، فهو الحصن الحقيقي لهوية الأمة وهو سلاحها في صراعها لاستمرار كيانها ، لهذا كان الاهتمام بدراسة الأدب المغربي القديم في مطلع هذا القرن في المدارس المغربية وجامعاتها يصب في هذا الاتجاه ،و يهدف أول ما يهدف إلى بعث ماضي هذه الأمة، وإلى التأكيد على تلك الخصوصية، وتلك المقومات المتشكلة من العقيدة، والتاريخ، واللغة، و ما يمت إليها بصلة من فكر قومي ووطني.
    ولم يكن آنذاك الاستعمار في غفلة، فقد كان مدركا لطبيعة الصراع القائم بين استراتيجيته واستراتيجية الأمة المغربية في توجهاتها الفكرية نحو التحرر ونحو الدخول في نهضة حقيقية أصيلة تعمل في خطين متوازيين: إحداهما إحياء التراث الأدبي، وثانيهما تحرير العقول، وكلاهما للوصول إلى وعي يعمل على تحرير الأوطان.
    وكان الاستعمار يدرك هذه الحتمية التاريخية، ويحاول تمديد وجوده باصطناع مبدأ الاحتواء، وقد استخدمه في ميدان الفكر والأدب، فكان يحاول الاضطلاع بمهمة بعث التراث الأدبي في أجواء الاستشراق لتوجيهه الوجهة التي لا تقلق وجوده.
    وهكذا كانت المعركة الأدبية أشد من المعركة السياسية، لأن مصير الثانية مرتبط بالأولى، وبهذا التوجس خيفة من إحياء التراث المغربي الأدبي فإن المستعمر لم تغمض له عين في مراقبة الفكر والأدب، وملاحقة رجاله طوال وجوده فوق هذه الأراضي الطيبة.
    ونأخذ كتاب عبد الله كنون: "النبوغ المغربي في الأدب العربي" الذي صدر في أوائل الثلاثينات من هذا القرن نموذجا لهذا الهلع الذي يصيب المستعمر ويفقده توازنه أمام أي حدث فكري أو أدبي أصيل .
    وفي الحقيقة فإن هذا الكتاب على الرغم من اهتمامه بالأدب المغربي بمعنى المغرب الأقصى وحده، انطلاقا من إخضاع الأدب لنزعة وطنية ضيقة، وهذا ما نفهمه من مقدمة كتابه حيث يقول: « إني رأيت منذ نشأتي الأدبية إهمال هذا الجزء من بلاد العروبة في كتب الأدب وكتب تاريخ الأدب حتى لقد تذكر تونس، والجزائر، والحري القيروان، وتلمسان فضلا عن قرطبة وإشببيلية، ولاتذكر فاس و مراكش بحال من الأحوال » ).
    وإذا كان هذا الكتاب بسيطا في منهجه محدودا في مادته، فإن الاستعمار الفرنسي آنذاك لم ينظر إليه على أنه كتاب يملأ الفراغ في هذا الاختصاص ويلبي حاجة الطلبة إلى هذا القسم من الأدب العربي في مستوياتهم الدراسية المختلفة، وإنما ينظر إليه على أنه حدثا في غاية الخطورة من حيث مستقبل وجوده في هذه الديار الإسلامية، فأصدر على الفور بلاغا عسكريا يقضي بمنع هذا الكتاب الصادر في تطوان من الدخول إلى المنطقة الفرنسية بالمغرب الأقصى.
    ويعلق صاحب الكتاب على هذا القرار، ويعده دلالة على "كون الكتاب عملا وطنيا فوق كونه عملا أدبيا، ولذلك استحق أن يحظى من الاستعمار الفرسي الغاشم بهذا الجزاء الظالم.."( ).
    وبهذا التوجه نفسه نحو تعميق الثقافة الوطنية ضد المستعمر آنذاك فإن هذا العمل لم يتخلص من القابلية لهاجس تكريس الأيديولوجية الوطنية الضيقة، ومن المنظور نفسه صدر كتاب آخر إبان الحرب العالمية الأولى للأديب والباحث التونسي حسن حسني عبد الوهاب بعنوان: "المنتخب المدرسي من الأدب التونسي"، وهو عبارة عن مجموعة أدبية منتخبة من نظم ونثر البلغاء التونسيين مرتبة حسب أدوار الأدب مع مميزات كل عصر"( )، ثم أعيد طبعه في وقت لاحق بعنوان: "المجمل في تاريخ الأدب التونسي".
    وكان الدافع من تأليف هذا الكتاب هو الشعور "...بالفراغ الكبير الذي ألم بالأدب التونسي، ولم يزل به حتى تنوسي عهده، وانقطع رفده، وذبل رنده، وخبا زنده، واغمد فرنده، وقد كان رياضا ناضرة، وزهورا عاطرة، وظلالا وارفة، وأمثالا سائرة، وآيات ساحرة، ونجوما زاهرة"( ).
    وإذا كان الدارس الأول حاول استعراض حالة هذا الأدب، وملامحه، ورجاله وخصائصه العامة، وفنونه منذ قيام الدولة الإدريسية في المغرب الأقصى إلى عصر الدولة العلوية في القرن الثالث عشر الهجري، فإن الدارس الثاني حاول تتبع نشوء الأدب المغربي في هذه الديار منذ الطلائع الأولى للفاتحين العرب.
    وقد انتقلت دراسة الأدب المغربي في العقود الأخيرة من مرحلة القفص الذهبي التراثي، ونزعة التمجيد الوطني التي كانت له مسوغاته في فترة الاستعمار إلى مرحلة دراسة الأدب المغربي بلم شتاته من الكيانات السياسية الطائفية، ومن هذه الأبحاث: دراسات وصور من تاريخ الحياة الأدبية في المغرب لمحمد طه الحاجري، وهذا الدارس حاول إنشاء مركز بحوث للدراسات المغربية في ليبيا وفي جامعة الإسكندرية، ولكن مشروعه لم يجد له سندا من هيئات البحث في الوطن العربي، ومن الباحثين أنفسهم.
    كما إن دراسات عباس الجراري عن الأدب المغربي قد خطت به خطوات نحو بروزه في الحياة الأدبية على المستوى العربي ، لكن ما يؤخذ عليه ـ وهو الباحث المالك للأدوات العلمية ـ أنه بقدر ما حاول تجاوز الحدود الوطنية الضيقة في قراءته للأدب المغربي القديم، فإن نزعة التقوقع في دراسة الأدب المغربي، وجعله شعارا من شعارات التمجيد بكل ماهو محلي مازالت تطبع أبحاثه الخاصة بإبراز أدبية المغاربة في المشهد الأدبي على المستوى العربي والعالمي وعلى أية حال فإن إحياء التراث المغربي وتحقيق نصوصه، وإبراز شخصياته قد أثرى الحياة الأدبية المغربية، وأضاف الحلقة المفقودة من الأدب العربي فاكتمل ،وأصبح لا يتفاعل في تواصله نحو العالمية إلا بجناحيه المشرقي والمغربي.
    ولا يخفى أن تحقيق سير الشخصيات وأعمالها مرحلة ضرورية لبناء تاريخ أدب أية أمة. وهذا التأريخ هو بطاقة هويتها، وهو سلاحها في معركتها لتقليص عمر الانهزام الفكري والثقافي أمام المستعمر ، والمغاربة لم يعدموا الإحساس بهذه الأهمية في العصر الحديث فبدأوا تحقيق هذا التراث منذ بداية القرن الحالي بأعمال ابن شنب، وحسن حسني عبد الوهاب، وعبد الوهاب بن منصور.
    وفي الوقت الحالي ظهرت مراكز حقيقية لإحياء التراث المغربي في الجامعات المغربية والتونسية، و الجزائرية بعد أن كانت في السابق تعتمد على الجهود الفردية .
    وقد حاولنا في دراستنا هذه إضافة اجتهاد إلى جانب الاجتهادات السابقة في إبراز المظاهر المعنوية و الفنية الأسلوبية من حيث التشاكل الصوتي،والتركيبي والدلالي الدائر في فلك القيمة الحضارية لهذه النصوص ،وبهذا التصور المنهجي الوظيفي أمكن لهذا البحث أن يكتسب قيمتين أساسيتين في نظرنا:
    1 - القيمة التاريخية الحضارية.
    2 - القيمة الفنية الأسلوبية.
    وأحاول أن أقدم النص المغربي النثري محملا بثراء محتواه الحضاري ومستجمعا للأدبية العربية في نثره المقالي الوصفي الجدالي الاقناعي، والسردي، ، كما أن الدراسة التطورية للنص المغربي تفرض علينا البداية من مرحلة ماقبل الفتح العربي ثم المراحل التي أتت بعده، كما أن الدراسة التزامية تقتضي البداية من المتن الأدبي المغربي بجميع بنياته الفنية والثقافية والفكرية الكبرى ،ولن يتأتى هذا إلا بالجمع بين بداية الأدب المحلي قبل الإسلام الشفوي منه والمكتوب في لمحة تاريخية قصيرة جدا، ثم الأدب المغربي العربي بعد الفتح الإسلامي، فهذا الثراء الثقافي والتنوع اللساني يجعل الإلمام بكل تفاصيل هذا الأدب وتنوعه وفنونه أمرا في غاية الصعوبة إن لم يكن من قبيل الاستحالة.
    لهذا حاولنا الاختصار الشديد لمرحلة الأدب العربي المغربي بعد الفتح الإسلامي، و حاولنا تلمس بعض ملامح هذا الأدب في القرون الأربعة بعد الفتح الإسلامي، ثم نتعمق أكثر في إبراز أشكال النثر وخصائصه الأسلوبية الفنية .
    والتشكيك في الوجود التاريخي لهذه الشخصيات ليس هو الإشكالية المهمة التي تعوق الباحث في اصطناع فرضيات توثيقية علمية ضرورية لانطلاق البحث حتى وإن تحامل على التاريخ المجهول ،ولكن أمامه إشكاليات أخرى تخص فرضية الوجود أيضا ،ومن رؤية محاولة تطبيق المنهجية الإقليمية ، ويعني ذلك استهداف الدراسة تمييز ما هو مغربي عن غيره ، واصطناع المكان والركون إليه منهجيا له ما له من تحامل أيضا على الأدب اللاهج بلسان واحد ،والذي لا يمكن تصور الحدود بينه ـ مفصلة بحسب الحدود الإقليمية السياسية ـ إلا من قبيل تصور التقاء مياه بحرين ،وكذلك الأشخاص لا يمكن الحكم على سجنهم الأبدي في مكان واحد سجنا وهميا لا أسوار له ولا جدران ولا أقفال .
    ومادمنا قد قبلنا لهذا البحث أن يكون منهجه إقليميا فلا مناص من الاعتداد بالنصوص ومكان إبداعها ومضمونها ، ونتجاوز قليلا مكان ميلاد الشخصيات الأدبية أو مكان ترحالها واغترابها ووفاتها ،وعلى هذا الأساس فلا نهتم بتوثيق مغربية الشخصيات بقدر الاهتمام بمغربية النصوص ، وبهذا الصنيع ستكون الدراسة أرحب أفقا ،وتتسع لكل النصوص التي قالها المسلمون الفاتحون الأوائل التي تركوها أمانة في صدور الناس بعد أن ألجتهم الضرورة إلى العودة إلى موطنهم الأول، أو شدهم نشر الإسلام في بقاع الدنيا فلم يستقر لهم قرار .
    وبهذا الفهم لمغربية النص الأدبي العربي تكون فرضية بدايات الأدب العربي في المغرب صحيحة إذا جعلناها متزامنة مع الطلائع الأولى لهؤلاء الفاتحين ، ونعدها فترة رحلة الأدب العربي إلى المغرب،و هذا بالنسبة للعرب الفاتحين ،وأما السكان المحليون ،فإن هذه الفترة تعد بالنسبة لهم مرحلة التلمذة .
    والتأسيس الثاني للأدب لن يتحقق إقليميا و تاريخيا وواقعيا إلا بتأسيس مدينة القـــيروان سنة 50هـ ،وتأسيس أول مدينة إسلامية في المغرب ،وما كانت تتمتع به من قداسة ،إذ هي في نظر البعض المدينة الإسلامية الرابعة المقدسة بعد مكة والمدينة وبيت المقدس ،ومن هذه المنزلة المنوطة بها لن تكون مجرد فضاء مشيد حصين يحتمي به الناس ،ولكنها ستكون ذات رسالة حضارية شاملة ،ولايختلف اثنان في الارتباط على الأقل بين وجود المسجد والخطابة المسجدية الدعوية ،أو القصص الديني الذي شاع عند أهل الصفة زمن الرسول صلى الله عليه وسلم .
    لكننا إذا لم نتغاضى عن العناصر الأخرى المكونة للإبداع والمحددة لهوية النصوص بصفة إجرائية فإننا نستطيع آنذاك أن نتبين ثلاث درجات لمغربية النصوص : نصوص تامة المغربية إن كان أصحابها قد ولدوا وعاشوا ونبغوا وماتوا في المغرب ،ونصوص قريبة من التامة إن كان ينقصها عامل من العوامل السابقة ،ونصوص ناقصة في مغربيتها إن كان ينقصها أكثر من ذلك .
    وقد استطعنا أن نجمع من تلك النصوص أشكالا قديمة تدخل في أدب الواجهة الرسمية ،كالخطابة ،والوصايا ،والمناظرات ،والمساجلات،والأدعية ،والرسائل الدعوية ، والسياسية ، والعلمية ،والأشكال السردية بقوالبها القديمة المعروفة ،كالحكايات القصيرة ،والسير، والتراجم ،والكتابات التاريخية الكرونولوجية ...الخ .
    ، كما درسنا "قضية تفاعل النصوص" من حيث محاور التفاعل التأويلي ،والتفاعل الأمامي الثنائي المتضافر المكثف ،والتفاعل الأمامي المتعدد المتضافر الخفيف ،وتفاعل التضاد ، والتفاعل الخلفي ،وتفاعل لإلغاء أو النسخ ، وكل ذلك يتم ضمن مفاهيم "الشكل النثري الخطابي الجدالي العقلي"،و"الشكل النثري المشهدي السردي"،و"الشكل النثري التعبيري الوجداني"
    ومن نتائج هذا البحث أننا حاولنا تبني استراتيجية ذات أ بعاد منها:
    1 ـ لقد حاولنا في كل هذه الجولات الفكرية والجمالية الإلمام بالروح العامة التي أبدعت فيها هذه النصوص ،كما حاولنا في الوقت نفسه الإجابة عن بعض الأسئلة ،وفي كل هذه المحطات الكبرى للعبقرية المغربية حاولنا تجاوز بعض الرؤىوالأحكام التي قيلت عن التراث المغربي القديم سواء ما يعود إلىمصادره أم أصوله أم مستوياته أم أنماط أساليبه ،وأنواع خطاباته .
    2 ـ كما حاولنا الرد العلمي المنهجي المرجعي على من شكك في هذا التراث أو تحامل عليه في ما يدعو إليه أو ما يؤمن به أصحابه ،ويسلمون به سواء في خلفياتهم الفكرية والإيمانية أم في أذواقهم الجمالية ؛ وربما أول من يستحق الرد عليه أولئك المستشرقين الذين يقرؤون التراث المغربي من خلال المركزية الأروبية ،أو أولئك العرب الذين تبنوا مواقف فكرية خاطئة حاولوا من خلالها تبني قراءات دوغماتية جامدة تغلق أفق الإبداع ،أو أولئك الذين كسروا كل الحدود الفكرية والتاريخية والمنهجية ،وتنصلوا من مرجعياتها ، فأولوا الخطاب المغربي تأويلا لا قيمة علمية له غير التبشير والترويج لأفكار غيرهم يوهمون بها غيرهم بالتحرر والمثاقفة ،وكانت النتائج كارثية فلا هم خدموا التراث ولا هم أ عتقوا أنفسهم من العبودية الفكرية لغيرهم .
    3 ـ تجاوز تلك المقاربات التي حاولت التركيز في تأصيلها لهذا التراث لجعله يتنفس في أجواء وثنية الفرس أو اليونان أو اللاتين .
    4 ـ إعادة الاندماج بين الحلقة الكبرى والصغرى لهذا التراث ،وفهم هذه الأخيرة على أنها تمثل فضاء الشحن الفكري والروحي والفني من الأولى التي تمثل بدورها أصل الأصول ،وفي ضوء هذا الفهم يمكن تفسير كثير من حقائق التأصيل والتفسير .
    5 ـ ومن نتائج هذا البحث محاولة تجاوزنا لكثرة النظريات التي ترتكز على المفاهيم من جانبها المجرد، وحاولنا الاقتراب من جعلها أدوات عملية في تحليلنا لأنماط النصوص السردية والمقالية الجدالية والوصفية والاقناعية، وربطنا كل ذلك بقيم الجماعة وأيديولوجيتها، وموقع السلطة منها، كما حاولنا الاقتراب منها من جهة كونها مجالا لتناص الأنظمة السميائية الأخرى اللسانية، وغير اللسانية ويعني ذلك الجمع بين العلامة الصافية والممزوجة (نصوص كنائية مع نصوص كنائية، ونصوص كنائية مع نصوص إستعارية، ونصوص لسانية أيقونية، ونصوص لسانية أيمائية تمثيلية)
    6 ـ لقد حولنا الوصول إلى تأصيل القراءة وتفاعلها النصي القومي والإنساني ،فكان التفاعل المركزي و الثانوي والتأويلي والمباشر والناسخ والمنسوخ، والتفاعل في الموقف الإبداعي الواحد، وفي المواقف الإبداعية المختلفة، والتفاعل داخل نسق واحد، وداخل انساق متعددة ، والتفاعل مع وحدات سمائية صغرى، والتفاعل مع وحدات سميائية كبرى، والتفاعل ضمن المستويات العمودية الصوتية والتركيبية والدلالية ،والتفاعل في محور عنقودي سميائي واحد أو محاور عنقودية متعددة متضافرة أو متضادة ،وتفاعل الناسخ والمنسوخ ضمن إطار أعمال مبدع واحد، أو مبدعين متعددين ، وعلى أية حال فإن الحيوية المستقطبة لدلالات مختلفة تعود إلى ثراء النص المغربي النثري في أنماطه ،وأشكاله ،وأنساقة ،ونظم، وسائطه السيميائية.
    7 ـ كما توصلتا إلى أن النص النثري هو التاريخ الحقيقي للإنسان المغربي في ممارسة شؤون حياته ومعتقداته، وبمعنى آخر فهو بكل مكوناته يعكس تميز حسه الحضاري إزاء الأحاسيس الأخرى، ولكن هذا التميز لم يمنع من التفاعل مع الحضارات الأخرى، وأنساقها الثقافية بوعي يؤصل ما هو غير أصيل.
    8 ـ ومن نتائج هذا البحث الأساسية جمع التراث النثري المغربي وتوثيقه وترتيبه ترتيبا تطوريا بحسب الأصول والاتجاهات والمناهج ،لفتح باب البحث أمامه بشكل يخدمه أكثر ،وينأى عنه من التفسيرات العقيمة والأحادية ،وبخاصة من جهة الدراسات الأكاديمية
    9 ـ تفسير الروح العامة للعبقرية المغربية والوقوف على أسس تفكيرها والمنابع الأصلية لكل أشكال خطاباتها النثرية.
    10 ـ ومن نتائج هذا البحث أيضا محاولته إزالة التناقض في فهم الأصول وصياغة قوانين تناسب القراءة التأويلية من داخل التراث وخارجه ، ومن ثم تصل إلى عمق النصوص ،وتتحرك داخلها لوصف ديناميكيتها في التحول من فعل الكتابة إلى فعل القراءة ومن فهم الواقع إلى تجاوزه.
    11 ـ ومن نتائج هذا لبحث الجوهرية ،والتي تحاول توسيع بنيات النصوص لتنفتح على بنيات حركية المجمع في أسسه الحضارية ،ومن ثم الإصرار على تجاوز مفهوم الهوية المغربية من كونها شعارا من الخارج وفي الخارج إلى كونها خطابا أدبيا يستقطب حركة الفكر والروح، وهي تتشكل من عمق التاريخ والواقع.
    12ـ تأطير خمسة طلبة في مذكرة تخرج في أشكال النثر المغربي وموضوعاته وخصائصه الفنية
    13ـ المشاركة بمداخلة (التحليل السيميائي للحكايات القصيرة في النثر المغربي) في الملتقى الوطني بجامعة تلمسان في 7،8، /11/2001
    ولاتساع هذا البحث وأهميته ، والمنهج الذي اتبعه في قراءته للنصوص التي تتجاوز تلك الأشكال المعروفة والمحددة بقوالبها المعهودة إلى رؤية تستقطب تلك النصوص التي يكن أن نطلق عليها النصوص التابعة في تكونها ووجودها أو الطفيلية ، وهذه النصوص لا تقل في حمولتها الدلالية و ثرائها الفني عن نصوص الواجهة الرسمية ،وهذه الإحاطة تطلبت منا جهدا وصبرا ووقتا ،و قد حاولنا الاتصاف بهذه الصفات فساعدتنا على إنجاز كل ما يتعلق بالمراحل الأولى حتى مرحلة التحرير النهائي لبعض الأجزاء لأنها تقتضي توفر الظروف المادية المدعمة لهذا الإنجاز الأخير في وقتها، وهذا ما توفر في هذا العام فاستكمل البحث وأخرج في صورته الكاملة الشاملة ،والتي تفتح آفاقا للبحوث الأكاديمية في الدراسات المغاربية ،وفي الحقيقة فإن تتبع كل التجارب الإبداعية النثرية المغربية تستدعي مواصلة البحث في أشكاله وعصوره المختلفة المغربية للباحثين، والمفعمة بتجارب إبداعية جادة ،ومن خلال القناعة العلمية التي تكونت عندنا أثناء إنجاز هذا لبحث وعلى أساسها قدمنا مشروعا مكملا للمشروع الأول للعامين 2005 -2006.
    14– تأطير طالبين في الدكتوراه في الأدب المغربي القديم
    15– تأطير طالبين في الماجستير في الأدب المغربي القديم
    16ـ تأطير خمسة طلبة من الليسانس في مذكرة تخرج في أشكال النثر المغربي وموضوعاته وخصائصه الفنية
    17ـ المشاركة بمداخلة (التحليل السيميائي للحكايات القصيرة في النثر المغربي) في الملتقى الوطني بجامعة تلمسان في 7،8، /11/2005
    18- إعداد مداخلة عن حاضرة تيهرت ودورها الثقافي والفكري 8/9 أفريل 2005
    وهكذا نكون قد أممنا البحث وحققنا جميع أهدافه المرسومة سواء بالبحث المنجز أم بالاستفادة منه في التأطير في الليسانس والماجستير والدكتوراه أم الأبحاث الموازية له والمقدمة للمجلات والملتقيات.

    التأشيرات

    إمضاء رئيس المشروع تأشيرة رئيس المجلس العلمي للكلية

    تأشيرة المخبر الملحق به :

    فرقة البحـــث :
    اللقـب الاســم الرتبـــــة الإمضاءات

    حجيج معمر أستاذ محاضــر
    قريري سليمان أستاذ مكلف بالدروس
    ضيف عبد السلام أستاذ محاضر
    عمراني عبد المجيد أستاذ التعليم العالي
    ربوح عمر أستاذ مكلف بالدروس

    توصيات ورأي الخــبراء :

    إمضاء رئيس الجامعة

    الموضوع كاملا تجدونه في الصفحة التالية:
    http://www.almaktabah.net/vb/showthread.php?t=22244

  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #2
    [align=justify]مقالة رائعة أخي الأستاذ أحمد،
    شكرا جزيلا لك على نقلها.
    وتحية طيبة.[/align]

    تعليق

    يعمل...
    X