دعاوى لؤي الشريف اللغوية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    #16
    المشاركة الأصلية بواسطة RamiIbrahim مشاهدة المشاركة
    أخي عبد الرحمن، الزميلات والزملاء الكرام،
    أقول موضحاً موقفي بعيداً كل البعد عن الادعاء بالمعرفة الكافية بالأبعاد المعرفية للموضوع، وأقر للدكتور عبد الرحمن بحقه الكامل في بيان وجهة نظره ودحض ما جاء به الأستاذ لؤي الشريف من طروحات ولكني لست مرتاحاً للحملات التي تشن على من يأتي بطروحات مخالفة للأنماط الثقافية والمعرفية السائدة في العالم العربي والتي تتجاوز أفكارهم وطروحاتهم إلى أشخاصهم. أنا عملت في الخليج وقدمت استقالتي ثلاث مرات خلال عام لم أصدق أنه انقضى لسبب مفاده أن للطلبة شبه ثأر مع المعرفة وهي آخر ما يريدوه وبالتالي فأنا لا يمكن إلا أن أشجع باحثاً عن المعرفة أصاب أم أخطأ، وبالتالي أنا لا أوافق ولا أشجع القول بأن مايأتي به الأستاذ لؤي الشريف أكاذيب أو هرطقات وأنا أرى في ذلك هدم لأهم أركان النهوض ألا وهو الجرأة في المعرفة بحسب ايمانويل كانط. قدم نيوتن اسهامات كبيرة في الفيزياء التي جاء انشتاين لينسفها بالكامل ولكن أحداً في الغرب لا ينكر أو ينال من أهمية وعبقرية نيوتن والأمثلة غيرها كثيرة ولا تحصى. في الحقيقة تحزنني كثيراً تلك الحملات والاتهامات بالهرطقة والكفر( أوالشذوذ أحياناً إذا صعب الاتهام بالكفر) التي تنال مسلمين مثل باسم يوسف وغيره بل أن تهمة الهرطقة والكفر تنال أئمة مساجد مثل الدكتور عدنان إبراهيم وبصراحة أنا أرى في حماية وتشجيع هؤلاء ركيزة للنهوض سواء أصابوا أم أخطؤوا! لاشأن لي إذا كان الأستاذ لؤي الشريف يكذب أو لا يكذب، يهرطق أو لا يهرطق، فهو يأتي بافكارو أنا أحترم قوله وأطروحاته وأفكاره التي كغيرها قد تقنعني أو لا تقنعني. كل ما أتى به فولتير هو مجرد "أكاذيب" من منظور جان جاك روسو، ولكن هذا لا ينقص شيئاً من أهمية فولتير ولا من أهمية جان جاك روسو، وتحية عطرة.


    [align=justify]أخي رامي،

    أتفق معك بخصوص ما جاء في مشاركتك بشكل عام. نحن أمة نبالغ في المحافظة في قضايا كثيرة وتعاني من مشاكل ثقافية عويصة لا خلاص لنا منها إلا بالعلم والانفتاح المعرفي. لا نختلف في ذلك. ولكن هذا ليس موضوعنا يا رعاك الله. موضعنا هنا مختلف كليا!

    أنا متخصص في هذه المادة وأفنيت ربع قرن من حياتي في دراستها والإحاطة بمصادرها الأولية والثانوية. والمتخصصون في هذه المادة عند العرب يعدون على الأصابع. وأنا شديد الاستياء من الجامعات العربية لأن أكثرها يهمل تدريس هذه اللغات بسبب شبهات تافهة، إذ لا تزال الجامعات العربية - باستثناء بعض الجامعات المصرية والجامعات المغربية – غير مهتمة بتكوين جيل من الباحثين العرب والمسلمين الذين يتخصصون بدراسة اللغات الجزيرية (السامية سابقا) وذلك بهدف إنشاء مدرسة عربية أصيلة تدرس هذه اللغات وآدابها انطلاقا الإطار المعرفي للثقافة العربية الإسلامية. ولا تزال هذه الجامعات تتصرف وكأن هذه اللغات لم تكن لغات أسلافنا وأوائلنا، وتنظر إليها وإلى المشتغلين بها بعين الريبة. لقد عانيت أنا شخصيا من هذه النظرة المريبة.

    إن أول ما يُطلب من طالب الماجستير والدكتوراه والباحثين في الجامعات المتقدمة عند كتابة أطروحاتهم أو أبحاثهم أو وأوراقهم العلمية، أن يكتبوا فصلا يناقشون فيه آخر ما توصل إليه العلم في الموضوع الذي يطرحونه. ولا تقبل أطروحة من أحد إذا لم يقدم عرضا للحالة العلمية والبحثية الراهنة للموضوع الذي يطرحه. بكلام آخر: لا يمكن لأي باحث أن يقدم رؤية أو رأيًا جديدا أو اجتهادا إلا بعدما يتقن موضوعه إتقانا جيدا ويستوعب كل ما كتبه الباحثون الذين سبقوه وكذلك الباحثون المعاصرون له فيه، وإلا فيكون الأمر عبثيا. هذا من جهة. ومن جهة أخرى: ليس اليوتيوب والتويتر والواتسآب الأمكنة المناسبة لطرح الأفكار العلمية. مكان هذه الأفكار المؤتمرات العلمية والمجلات العلمية المحكمة والحوليات العلمية. نعم، وسائل التواصل الاجتماعي مهمة للترويج لنتائج تلك الأبحاث وتقريبها من الناس على اختلاف مستوياتهم العلمية. لكن لا يوجد أكاديمي في العالم يقبل حديثا عبر اليوتيوب إذا لم يكن ذلك الحديث مؤسسا على بحث علمي منشور ورقيا. مثلا: قد يعجبني بعض ما يطرح هذا المتحدث أو ذاك في هذه القناة التلفزيونية أو ذلك الموقع، لكن لا يمكن لي قبوله أو رفضه أو الحكم عليه إلا بعض قراءة أعمال ذلك المتحدث الورقية والإحاطة بفكره. ومن المؤسف في هذا السياق أن نثبت أن الفكر العلمي الرصين في الغرب انتقل إلى مؤسسات الخبرة البحثية (Think tanks) صونا له من عبث العابثين في الإنترنت، بينما نخرج نحن ما تبقى من بحث لعلمي رصين عندنا من المؤسسات العلمية إلى اليوتيوب وتويتر! وليس لدى لؤي الشريف أو عدنان إبراهيم كتابات منشورة ورقيا يمكن الرجوع إليها للإحاطة بفكرهما. وإذا كان لدى عدنان إبراهيم رصيد ضخم من الخطب المسجلة يكفي بتكوين رؤية لفكره – وأنا ضد مهاجمته لأسباب كثيرة ليس هنا مكان تبيينها – فإن ما يطرحه الأستاذ لؤي الشريف لا يستند إلى أي إطار علمي أو معرفي، ويعج بالكذب والاختلاق. وقد بينا ذلك كثيرا، وبينه غيرنا أيضا. ولا يمكن لنا بصفتنا متخصصين في هذا الموضوع إهمال ذلك. والباعث عندي هو معرفي بحت. فعندما أسمع شخصا يقول في مقطع صوتي إن (الله الصَّمد) تعني (الله الطريق) لأن (صمد) بالسريانية تعني (طريق)، فإني أصدم مرتين. مرة لأني أعرف اللغة السريانية ولأنه لا توجد فيها كلمة (صمد) بمعنى الطريق. ومرة لأن هذا الرجل يكذب جهارا على اللغة العربية وعلى اللغة السريانية في الوقت نفسه. بل إني بحثت في جميع المعاجم السريانية وجميع المعاجم الجزيرية/السامية (وكلها – تقريبا – في متناول يدي) ولم أجد دليلا على ذلك. ومن واجبي العلمي بصفتي متخصصا أن أشير إلى أن قول هذا الرجل بأن (الله الصَّمد) تعني (الله الطريق) كذب صريح على العربية والسريانية معا.

    إذن لا يتعلق الأمر باجتهاد مجتهد نهاجمه كما تصورت في مشاركتك، ولا يمكن مقارنة ما يأتي به بتاريخ فولتير وجان جاك روسو، ففولتير هضم كل ما كتبه أسلافه، بما في ذلك ما كتبه أبو العلاء المعري! ثم أتى بأفكار جديدة بناء على خلفية معرفية موسوعية ضخمة. ما يأتي به لؤي الشريف مجرد دعاوى غير مؤسسة مبعث بعضها الجهل ومبعث بعضها الآخر الكذب الصريح.

    وأخيرا أقول إن الاجتهاد يكون في مجال العلم والمعرفة والأفكار وليس في مجال المعلومات الحسية المباشرة. هذا لا يسمى اجتهادا. فإذا قدم شخص ما معلومة صحيحة، أفاد الناس بها. وإذا قدم معلومة خاطئة، يصوّب العارفون له. وإذا أصر على الخطأ فيكون إما جاهلا أو مدلسا. مثلا: أنا لا أستطيع أن أعتبر قول فلان من الناس (إن مريم العذراء – عليها السلام - على سبيل المثال، هندية الأصل والفصل) اجتهادا وأفكارا جديدة! ما هو معروف ومتفق عليه بين الناس أجمعين أن مريم العذراء – عليها السلام – فلسطينية الأصل والفصل، وليست هندية. وعلى من يدعي بأنها هندية الأصل والفصل أن يقدم الدليل، ذلك أن الادعاء بلا دليل لا يعجز عنه أحد. وكل كلام لؤي الشريف في مقاطعه الصوتية على اليوتيوب وتغريداته في تويتر من هذا الجنس.

    تحياتي الطيبة وأهلا بك وبروحك الناقدة!
    [/align]

    تعليق

    يعمل...
    X