|
|
نصوص عامة مترجمة General Translated Texts نصوص ذات طبيعة عامة في مختلف المجالات وترجماتها. |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طرق مشاهدة الموضوع |
#1
|
||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم ![]() الهيمنة الغربية على العالم: منهج في التفسير والأسباب الأنماط التاريخية وكشف المستقبل تأليف: بروفيسور إيان موريس ترجمة: فيصل كريم الظفيري توطئة: هذه ترجمة لمقدمة كتاب: Why The West Rules-For Now: The Patterns Of History and What They Reveal About the Future. لمؤلفه البروفيسور إيان موريس الذي نشر الكتاب أواخر سنة 2010، وحاز على تقديرات هامة وتصدر لفترة تصنيف أهم مبيعات الكتب الصادرة في الولايات المتحدة. وقد أحدث الكتاب آراء متباينة وردود أفعال أكاديمية متعددة، إذ عده كثير تتمة للمنهج الذي التزم فيه جاريد دايموند في كتابه الهام “مدافع وجراثيم وفولاذ” الصادر سنة 2005، حيث الرؤية الشمولية للتاريخ وحركاته البشرية الكبرى والقراءة الشاملة للتاريخ كقصة بشرية متكاملة منذ التطور البشري تقريبا، أو على أقل تقدير الخمسة عشر ألف سنة المنصرمة. “التغيير يسببه أناس كسالى وجشعون وخائفون، وهم يبحثون عن طرق سهلة وأكثر ربحا وأمنا لإنجاز الأشياء. ونادرا ما يكونون على دراية بما يقومون به“. يبدأ البروفيسور إيان موريس التمهيد لأفكاره بهذه “النظرية الموريسية” كما وصفها بفقرة ساخرة من المقدمة، لكنه يبني عليها فعلا عمله الجاد في تأسيس معيار ومقياس شمولي يجتهد فيه بقراءة الأسباب التي جعلت الغرب يتبوأ مركز الريادة والهيمنة على العالم في جميع المجالات. على أننا يجب أن ندرك بدقة ما يعنيه موريس بمفهوم “الغرب” هنا. فهو يقصد بإطار عام ما يطلق عليه خط موفيوس الذي ينسب إلى عالم الآثار الأمريكي هالام موفيوس ونشر فكرتها سنة 1948، حيث يقسّم الغالم القديم بين غرب وشرق بهذا الشكل ![]() مشكلة المصطلح التاريخي: تبرز هنا معضلة ترجمة المصطلحات التاريخية. فالعقبة التي تقف بين المترجم الجاد وإضفاء الطابع العلمي والأكاديمي السليم لترجمته تتجلى في وضع المصطلحات الصحيحة والمعمول بها في هذا المجال العلمي. فللمترجم أن يبحر في سفينة ترجمته حيثما شاء، غير أن إبحاره لن يحوز على معنى وقيمة وهو بلا بوصلة تحدد وجهته ومسلكه. ولعل هذا الشأن يذهب بنا إلى الثنائية التي لا أعتقد أن أحدا وصل إلى حل لها حتى الآن:
Locking in التي تعددت مفاهيمها بدرجات متقاربة كما يشرح موقع القاموس الحر الإنجليزي. غير أن استقراري آل إلى مفهوم “الحتمية” إذ إن المؤلف يعالج بالشرح مدرسة تاريخية ترى أن هيمنة الغرب تجلت في الوصف الذي تطرحه العبارة الإنجليزية. لكنني آثرت في اللحظة الأخيرة أن أردف ترجمة العبارة بكلمة تدخل ضمن هذه الدلالة، وهي كلمة “الديمومة” التي لا تنفصل كذلك عن صلب الفكرة. هنا يأتي دور الخبير المختص في التاريخ ليحسم هذه التعددية في الاصطلاح. ومن نافلة القول، أن هذا النص المترجم خاضع للنقد والتجريح والتنقيح لكل من هو مؤهل لاقتراح الإضافة أو الحذف أو التعديل الصياغي والأسلوبي واللغوي والاصطلاحي حتى تعم الفائدة لكل قارئ. أنوّه إلى محافظتي على جميع الحواشي والهوامش التي وضعها المؤلف، وسردتها في آخر النص لمن يريد الحصول على هذه المراجع والمصادر بالغة الأهمية. كما أشير إلى بعض الحواشي التي أضفتها شرحا لبعض العبارات والمفردات التي اقتضت ذلك، وقوّستها بالإشارة إلى أنها من المترجم. تنويه: هذه الترجمة ملكية فكرية لمدونة المترجم فيصل كريم الظفيري، ويرجى عدم الانتفاع منها ماديا بأي شكل من الأشكال، وعند اقتباسها كليا أو جزئيا الرجاء الإشارة بوضوح إلى اسمي المترجمين. ——————- كلمة شكر وعرفان: أوجهها إلى الدكتور عبد الحميد مظهر الذي أشار لأهمية الكتاب (وإلى كتب أخرى كثيرة) وشجعني بخوض غمار الترجمات النصية الموسعة التي تعمل على نشر المعرفة والتنوير بإتجاهه الصحيح. وكان قد لفت انتباهي إلى الكتاب منذ منتصف عام 2014، فترجمت ما يقرب من 8 صفحات من المقدمة على أمل أن تتولى إحدى دور النشر العربية عملية الترجمة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، كما يبدو. فتوقفت عن ترجمة ما تبقى من المقدمة طوال هذه الفترة، فقررت قبل شهر رمضان الفائت (1438) أن أنهي ترجمتها ليستفيد القارئ على الأقل من ملخص أفكار الكتاب، الذي لا أعلم إن تصدى أحد لترجمته أم لا. وهو ما حدث بُعيد الأسبوع الأول من ذلك الشهر، غير أن التأخر بمراجعة الترجمة وتنقيحها حال دون نشرها في منتصف رمضان أو في أواخره على الأقل.وأوجه شكرا جزيلا إلى الأستاذ منتظر السوادي لمراجعته الصفحات الثمانية الأولى من ترجمة هذه المقدمة التي تحتوي على 30 صفحة تقريبا في الكتاب الإنجليزي (المصدر) حيث دائما ما يتفانى معي هذا الأستاذ الكريم بتقديم نصائح وتوجيهات لغوية راقية أثمرت عن تحسين لغتي وتهذيب أسلوبها، وإن كنت مازلت بحاجة ماسة إلى التقويم المستمر والمعونة اللغوية الدائمة. وقد بشرنا الأستاذ نتظر أنه رُزق بمولوده الأول واسماه “ريان” حفظه الله وجعله من الذرية الصالحة، وألف مبروك يا أبا ريان. ——————- كلمة لا شكر ولا عرفان: أوجهها إلى بعض القائمين على دور النشر العربية، لاسيما الحكومية منها، التي لا يبدو أن أيًا منها تتحلى جديًا بمقومات المبادرة وحمل هم التنوير والارتقاء بالشباب العربي الذي يراد له أن يبقى على جهل وظلام بما يدور حوله من سباق التطور نحو المعرفة. لقد راسلت بشأن مشروع ترجمة هذا الكتاب ما لايقل عن 50 أو ربما 60 دار نشر عربية، لم يرد عليّ سوى إثنتين منها. الأولى هي مجلة عالم المعرفة التابعة إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويتية، وهي مجلة تنشر كتبا معرفية دوريا ولها باع طويل في هذا المضمار، وهي كذا هيئة حكومية ويفترض ألا تهمها مسألة الربح والخوف من الخسارة كما هو حال دور النشر التجارية الأخرى. لكن تفاجأت بقانون فرضوه يمنع تمويل نشر أي كتاب تزيد عدد صفحاته عن 350 صفحة. فقلت لهم إنكم تتعاملون هكذا بمنطق “الكيلو” كما حال سوق الخضار؟ فردوا بلامبالاة “هذا اللي عندنا” فلم أملك سوى الحوقلة والاحتساب. ثم لاحظت لاحقا إن إدارة هذه المجلة من الأسماء “الوطنية” الشابة، فتأسفت على حقبة الأسماء العربية اللامعة من مصر وفلسطين التي أدارت هذه المجلة منذ صدورها في آواخر السبعينيات، حيث لا ينظرون إلى المعرفة بعدد صفحات الكتاب بل إلى قيمته المعرفية ومدى ما تنشره من تنوير بموقع أقدامنا من السباق الحضاري الذي لا يتوقف قط. فأدركت أننا بمعية شباب الجيل وشاباته” سنعاني من الهزال المعرفي الجاد والركون إلى معلومة “تيك أواي والهوم ديليفيري”. أما الرد الثاني، فجاءني من دار الساقي ومديرته التنفيذية التي اشتكت من اضمحلال التوجه للقراءة وشراء الكتب بعد “الربيع العربي” حيث تسمر الناس عند شاشات التلفاز ترقبا للأحداث المتواصلة التي لا تكاد تنتهي ولم يعد يهتم أحد بالقراء، كما هو السائد لدى دور النشر وروادها. ويبدو أن كثيرا من أصحاب دور النشر دخلوا في دائرة عداء للربيع العربي نظرا للكساد الذي تسبب فيه، لا لسبب آخر (قال يعني إن السيدة ودارها سينشرون الكتاب قبل ذلك الربيع حتى لو تجاوزت صفحاته الألف!). فقلت لها: وهل لديكِ حل؟ فردت قائلة: طبعا معلوم، تدفع حضرتك كل التكاليف ونحن نطبع لك الكتاب بكل سرور. فتساءلت: وبعدين؟ فردت: وبعدين يا سيدي نشحن لك كل النسخ وأنت تتصرف. فضحكت ساخرا: لاو الله حلو ومليح، وأنا أخزن وأصور “سيلفي” مع النسخ المخزنة إرضاء للغرور، مع أنني لا امتلك مخزنا أصلا. وانتهى النقاش بلا نتيجة ولا ترجمة. لا ألوم السيدة مديرة دار الساقي العريقة بطبيعة الحال، فهي دار تجارية وهذه العملية محفوفة بمخاطرة الخسارة، بالرغم من أن كثيرين أكدوا أن أي دار نشر لن تخسر على المدى البعيد من طباعة أي كتاب. ومن ناحية شخصية، لو أن دار نشر خاصة تعاقدت معي، فسأقدر ظروفها طبعا، وسأرضى بنسبة محددة ومتفق عليها سلفا من الأرباح. لكن يبدو جليا لي أنه فعلا لا اهتمام بنشر أية كتب جادة. عن مؤلف الكتاب ![]() إيان موريس: بروفيسور بريطاني بارز وحاصل على مقعد تدريس إشرافي في قسم الدراسات الكلاسيكية في جامعة ستانفورد الأمريكية، وهو مؤرخ وعالم آثار بارز. وكتب بعد كتابه هذا كتابا بعنوان “الحرب، وما نفع الحرب!” مقتبسا عنوان الأغنية الشهيرة في سبعينيات القرن الماضي: War! What Is It Good For? يمكن الاطلاع على سيرته من خلال صفحته في الوكيبيديا من هنا. أنشأت هنا ملفا بصيغة PDF يحتوي على النص الإنجليزي للمقدمة لمن يرغب في الإطلاع والمقارنة
———————————-
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
![]()
[1]تيخوانا هي مدينة تقع في أقصى شمال المكسيك وتتميز بأنها مركز صناعي ومالي للمكسيك (المترجم)
[2]نيميسيس نقحرة لكلمة Nemesisوتعني إلهة الانتقام والعقاب عند الإغريق بالسياق الذي يقصده المؤلف (المترجم) [3]من تقاليد الصين القديمة، حيث تربط المرأة قدميها بما يقلل من انسياب الدورة الدموية فيعطل النمو. (المترجم) [4]القطلس: سيف البحّارة، سيف قصير وثقيل ومقوّس. (المترجم) [5]اسم الكلب Looty مشتق من كلمة loot وتعني نهب أو سلب أي يصبح معنى اسمه المنهوب أو المسلوب وهو ما يحاول المؤلف توضيحه من مفارقة تاريخية. (المترجم) [6]Shad Kafuri (August 1994), cited in Jacques 2009, p. 113.. [7] “Whatever happens”: Hilaire Belloc, The Modern Traveler (1898), part 6. [8]“The farther backward”: ونستون تشرشل، نص مأخوذ من موقع http://quotationsbook.com/quote/40770/ [9] يعتقد بعض المؤرخين أن البحارة الصينيين وصلوا إلى الأمريكيتيين في القرن الخامس عشر، لكن هذه المزاعم يغلب عليها الطابع الخيالي وغير الواقعي، كما سأعمل على البرهنة على ذلك في الفصل الثامن من الكتاب. فأقرب ما يمكن اعتباره كدليل لهذه الرحلات المتخيّلة هو خريطة للعالم عرضت في بكين ولندن سنة 2006 بزعم أنها نسخة رسمت سنة 1763 من الخريطة الأصلية المرسومة –فرضا- سنة 1418. والخريطة لا تختلف وحسب عن كل الخرائط الصينية الأصلية في القرن الخامس عشر ، بل تشبه إلى حد مذهل خرائط العالم الفرنسية في القرن الثامن عشر التي تصف تفاصيل دقيقة كرسم كاليفورنيا كجزيرة. والراجح أن رسام خرائط صيني عاش في القرن الثامن عشر دمج بين خرائط القرن الخامس عشر والخرائط الفرنسية الحديثة المتوفرة بين يديه. ويبدو أن مبتكر الخريطة لم ينوِ خداع أحد، لكن هواة جمع المقتنيات الأثرية في القرن الواحد والعشرين، التواقين لاكتشافات عظيمة، خدعوا أنفسهم بسعادة غامرة. [10] اسمه الحقيقي (ما سانباو) يُلقب أيضا باسم “حجي محمود شمس” لأنه من سلالة مسلمة حكمت في منطقة يونان الصينية، وكان قد أُسر صغيرا وأُخصي ليعمل في بلاط الإمبراطور يونغلي، ثم علا شأنه ليصبح أهم مستكشف بحري، وحاز لاحقا على لقب “تشينغ خه” الإمبراطوري الرفيع. (المترجم: نقلا عن صحيفة الشعب اليومية أونلاين عربي http://arabic.people.com.cn/31660/3435198.html ) [11] David Landes’ The Wealth and Poverty of Nations. [12] Jared Diamond’s Guns, Germs, and Steel. [13] ترك وونغ حرم إيرفين الجامعي سنة 2005، لكنه انتقل إلى حرم لوس أنجلوس بجامعة كاليفورنا الذي لا يبعد عنه سوى 40 ميلا؛ وكان لوونغ شريك في تأليف كتابه ألا وهو جيمس لي، الذي يدرّس هو أيضا في جهة تبعد 40 ميلا عن إيرفين ألا وهي مؤسسة كاليفورنيا للعلوم التقنية في مدينة باسادينا. [14] Sinocentric world order,” and “a third-class seat”: Frank 1998, pp. 2, 116, 37. [15] كاثاي أو كاتاي، هو الاسم القديم الذي استخدمه الأوروبيون للصين (المترجم) [16] مصطلح California School يشير غالبا إلى توجه فكري أكاديمي لقراءة المساقات التاريخية كما يوضح المؤلف، ولا يبدو لي أنه ذو دلالة على مدرسة فعلية أو حسّية. (المترجم) [17] “It’s well”: William III of England (1690), cited from Goldstone 2006, p. 171. [18] Kenneth Pomeranz’s The Great Divergence. [19] Crosby 2004, p. 42; italics in original [20] Bierce 1911, p. 51. [21] علم الأحياء الأكاديمي مجال شاسع للغاية؛ لكنني سأنتفع من مساهمة جزئها البيئي/التطوري، لا الجزيئي/الخلوي. [22] سأستخدم مصطلح “السسيولوجيا” كرمز مختصر لعلوم الاجتماع بشكلها العام، وسأنتفع مبدئيا من تلك الفروع التي تعمم كيفية عمل جميع المجتمعات بدلا من الفروع التي تركز على الاختلافات. ويتقاطع هذا التعريف مع الفروقات الأكاديمية التقليدية من بين علم الاجتماع والأنثروبولوجيا والاقتصاد والعلوم السياسية، ويلقي تركيزا كبيرا على المناطق التي تتقابل مع العلوم الاجتماعية والبيولوجية، لاسيما علم إحصاء السكان (الديموغرافيا) وعلم النفس. [23] Heinlein 1973, p. 53. [24] الجغرافيا، على غرار البيولوجيا والسسيولوجيا، مجال ضخم وغير منضبط التعريف (غير منضبط كثيرا في الواقع إلى الحد الذي جعل جامعات عديدة منذ الأربعينيات تقرر أنه ليس منهجا أكاديميا على الأطلاق، مما دعاها إلى إغلاق أقسامها الجغرافية). سأنتفع من الجغرافيا الاقتصادية/البشرية أكثر من الجغرافيا الطبيعية. [25] Bentley 1905, p. 1. [26] and “The people”: E. Huntington 1915, p. 134 [27] مصطلح Hilly Flanks الذي استخدمه المؤلف يشير إلى ذات منطقة “الهلال الخصيب” Fertile Crescent وهو المصطلح الذي ابتكره عالم الآثار الأمريكي جيمس هنري بريستيد سنة 1914، أما المصطلح الأول فابتدعه عالم آثار وأنثروبولوجيا أميركي آخر يدعى روبرت بريدوود سنة 1948 (المترجم). [28] وهي المنطقة التي أخذ الناس منذ القرن التاسع عشر يسمونها تسمية محيرة للغاية “الشرق الأوسط.” [29] Samuel Johnson, Lives of the Most Eminent English Poets (1780), section on Milton. [30] بلاد الرافدين وبالأغريقية القديمة Mesopotamia وتعني حرفيا “ما بين النهرين” وهو اسم قديم للعراق. ويستخدم المؤرخون وعلماء الآثار عرفًا اسم “بلاد الرافدين” للإشارة إلى حقبة ما قبل الغزو العربي سنة 637، ثم تسميتها بالعراق بعد هذا التاريخ. [31] Gerschrenkon 1962. [32] سأستعير هذا المصطلح من الاقتصادي أليكساندر غيرشرينكون (بالرغم من استخدامه له استخداما مختلفا قليلا). [33] سأقدم روايات تتسم بتقنية أكثر في ملحق هذا الكتاب وعلى موقعي الإليكتروني http://www.ianmorris.org
__________________
|
#3
|
||||
|
||||
![]() السَّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وردت في النَّص كلمة "على الرغم من" وبالرُّغم من" مرَّات في التًّرجمة فلا لُبسَ فيها لُغةً إلاَّ أنَّ لنا في شأنها قولٌ نَحسبُ أنَّ فيه شيءٌ من الصَّواب: - بالرغم من أن كثيرين أكدوا أن أي دار نشر لن تخسر على المدى البعيد من طباعة أي كتاب - لم يعلم التجّار ما إذا كان إيليوت يمتلك فعلا التخويل لتقديم وعد كهذا، لكنهم على الرغم من ذلك تلقفوا هذا العرض بسرور - على الرغم من أن التالي قد يبدو غريبا - وعلى الرغم من إقرارهم بأن الشرق امتلك تعاليمه وثقافته الخاصة به أيضا، غير أن تقاليده شابها الاضطراب وشدة التحفظ وعرقله التسلسل الهرمي عن منافسة الفكر الغربي الملحوظة: 1- لا تُستعملُ كلمات "رغم" و "بالرغم" إلاَّ في حالات الإكراه والكُرْه والذُّل والقسْر والإباء والمشقَّة والكراهة والنِّكاية والأجْم الرَّغْم: الكَرْهُ والرُّغْمُ الذِّلَّة و الرَّغْم التراب، والرَّغْم الذلّ والـمَرْغَمُ والـمَرْغِمُ: الأنف ومنه رَغِمَ أنفُه ويُقال: فعلت ذلك على الرَّغم من أنفه قال المهلهل: فجاؤوا يُهْرَعونَ وهُمْ أُسارى ............. يَقُودُهُم على رَغمِ الأُنوفِ وقال أبو هلال العسكري: على الرغم من أنف المكارم والعُلا ............ غدتْ داره قفرًا ومغناه بلقعا وقال أيضًا: فما للمنايا أغفلت كل ناقص . . . ....ونقبن في الآفاق عن كل فاضل على الرغم من أنف العلا سيق للرَّدى . . . بكل كريم الفعل حُرِّ الشمائل 2- وإذا لم يكُن فيما نتكلم فيه "إكراهٌ" فنستحسِنُ استعمال صِيَّغ أخرى منها: "مع أنَّ" على سبيل المثال 3- نعتقِدُ أنَّ "رغم" و سائر صِيَّغها تأتي صِفة على أي حال من الأحوال لِذا نستحسنُ تأخيرها عوض الشُّروع بها في بداية الجملة وإنْ كان لِزامًا تقديمه فلا بدَّ لها من "فاء" الرَّبط والله الموفق ****** عبد الرَّؤوف |
#4
|
||||
|
||||
![]()
كلام جميل يا أستاذنا الفاضل عبد الرؤوف سالم جمّلكم الله برضوان منه ورحمة.
هذه ملاحظات دقيقة تثري النص وأسلوب الكتابة عموما، وسآخذها بالحسبان إن شاء الله. كنت سابقا أكتفي بقول كلمة "رغم": مثال- رغم وقوفه ، رغم تصديه، رغم عمله...إلخ. فنبهني صديقي اللغوي إلى أنه أسلوب لا يصح، بل يجب تصحيحه: بالرغم من وقوفه -أو- على الرغم من وقوفه...إلخ. فاشتكيت من طول الثانية (عند ممارستي الترجمة المرئية (السطرجة) وأخذت بالأولى لأنه صنف ترجمي يقتضي الاختصار والإيجاز بالسطور المرئية.) أما في هذه النصوص الترجمية فنوّعت بين الإثنين كما تلاحظ. كما استخدمت عبارة "على أن" في أحيان أخرى، مع شعوري أن نسبة الاعتراض لما سبق فيها أقل درجة من "بالرغم من" و"على الرغم من"، ولا أدري أن كان شعوري هذا دقيقا أو في محله. سأجتهد في نصوصي القادمة باستخدام "مع أن" وما شابهها والتركيز باستخدام "بالرغم من" و"على الرغم من" في مواطن الإكراه والإرغام. وسأطبق هذه النصائح في نص المدونة إن شاء الله. شكر الله لكم أستاذنا الكريم عبد الرؤوف سالم على ذكر هذه النصائح علنا، ليستفيد منها الدارسين جميعا. واسلم رعاك الله.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
![]() السَّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته مِن الأمور الأَشْكَال في زمَنِنا هذا شُبهةُ: حيث وحين وإذْ وهي مِمَّا تُخْطيءُ فيه العامَّة والخاصَّة والأصْل أن نستعملَ حيثُ للمكان وهيَّ مِن حروف المواضع وظرفٌ في الأمكنة وتأتي بمعنى "أين" و "أينما" : ولا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حيثُ أَتى وكُلاَ من حيثُ شِئْتُما فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ ونستعملُ حين للزَّمان فهي بمنزلة حيث في الأمكنة وتأتي بمعنى وقتَ وساعةَ قال شاعرٌ: وإنَّ سُلُوِّي عن جميلٍ لَساعةٌ ....... من الدّهر ما حانت ولا حان حِينُها وجاء في القرآن الكريم: وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ ونستعملُ إذْ ولـمَّا في غير ذلك بحسب السِّياق وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ - إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ وَإِذْ وَاعَدْنَا إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ويجب الحذر حين نستعملُ "إذْ" لأنَّها من الظروف التي تأتي بمعانٍ عِدَّة وقد وردَ في التَّرجمة شيءٌ من ذلك: - ففي البداية كان الصينيون محط ترحاب، حيث أسهموا بتمويل الحرب ضد نابليون: إذْ - أفضل بأشواط كبيرة من فهم معظم المتخصصين، حيث يشدّد قائلا ” كلما ابتعدتَ بالنظر للماضي فإن فرصك لرؤية المستقبل البعيد تزداد: إذْ - حيث تلخص هدفه بتفسير أسباب أسبقية الحضارات: إذْ - فهيمنة الغرب العالمية لم تتحتم منذ القدم؛ بل فقط بعد سنة 1800، عشية حرب الأفيون، حيث سحب الغرب البساط مؤقتا من أقدام الشرق: حينَ - إن السؤال عن أسباب الهيمنة الغربية يعني في حقيقته طرح سؤالين إثنين، حيث يتعين علينا معرفة: إذْ - حيث يصرّ قائلا “إن البلدان الرخوة الضعيفة تنجب رجالا ضعفاء: إذْ والله الـمُوفِّق ****** عبد الرَّؤوف |
#6
|
||||
|
||||
![]()
شكر الله لكم أستاذنا الفاضل عبد الرؤوف هذه التصويبات والإنارات اللغوية، وأعانك الله على حمل أمانة هذا العلم على عاتقك ونشره بين الناس ليستزيد منه كل طال علم.
حقا، يوجد غبش لدي ولدى غيري باستعمال "حيث" فالعشوائية جلية في استخدامها في نصوص كثيرة. وإذا جاز لي أن ألقي تهمة هذه الركاكة على الأسلوب الصحفي ولغة الجرائد، فأتذكر في هذا المقام قول الدكتور مصطفى جواد في مقدمة كتابه "قل ولا تقل" من وصف لاذع لمترجمي الأفلام السينمية، إذ وصفهم "بأكلة السحت" نظرا لجرائمهم اللغوية. فيبدو أن أهل الصحافة أيضا يشاركونهم بهذا الابتلاء. لابد من التحرر من مثل هذه الأخطاء الشائعة والشبهات المتكررة، ولا يتم ذلك إلا بعد الانتباه لتوجيهات الأساتذة الكرام أمثال الأستاذ عبد الرؤوف سالم حفظه الله. طبقت هذه التصويبات في نص المدونة، وأثنّي الشكر وأثلثه لأستاذنا عبد الرؤوف المحترم الذي خصنا -ومازال- بجزء ثمين من وقته.
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة : فيصل كريم بتاريخ 08-10-2017 الساعة 03:00 PM |
#7
|
||||
|
||||
![]()
الأخ الكريم فيصل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مجهود جيد و بارك الله في جهدك وفي انتظار الترجمة كاملة. و الشكرموصول للأستاذ عبد الرَّؤوف لتعليقاته المفيدة في اللغة و استعمالاتها، وماذا نقول عن أخطاء اللغة التي توارثناها من أساتذة و مدرسين و نظم تعليم، ومن إعلاميين ومازال الكثير من الأخطاء ملازم أقلامنا. ودمت |
#8
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
سلام الله عليكم نسيْتُ قولَ شيءٍ في شأنِ " على الرَّغم" وهو أنَّه لا يصُحُّ أنْ يتبعها استثناء أو ما دلَّ عليه ومن ذلك ما جاء في التَّرجمة: وعلى الرغم من أنه كان في وسع ملكٍ إثر ملك في أوروبا المجزّأة رفض عرض كولمبوس المجنون، إلا أنه دائما ما استطاع أن يجد ملكا آخر ليقدم له عرضه استطاع كولبوس المجنون أن يجد دائمًا ملكًا ليُقدِّمَ له عرضًا على الرغم من أنَّه كان في وسع ملك إثر ملك في أوروبا المجزَّأة رفض عرضه استطاع كولبوس المجنون أن يجد دائمًا ملكًا ليُقدِّمَ له عرضًا على الرغم من أنَّه كان في وسع الملوك الذين تعاقبوا في أوروبا المجزَّأة رفض عرضه وهذا طبعًا بغض النَّظر عن صحة استخدام "على الرغم" التي بيَّنا بعضًا من شأنها في هذا المقام نقول مثلا : استطاع كولبوس المجنون أن يجد دائمًا ملكًا ليُقدِّمَ له عرضًا مع أنَّه كان في وسع الملوك الذين تعاقبوا في أوروبا المجزَّأة رفض عرضه
__________________
-------------------------------------
وَمَنْ يَأْمَنِ الدُّنْيَا يَكُنْ مِثْلَ قَابِضٍ عَلَى الْمَاءِ خَانَتْهُ فُرُوجُ الأَصَابِعِ |
#9
|
||||
|
||||
![]()
أحسنتم وأحسن الله إليكم أستاذ عبد الرؤوف، ملاحظة مهمة في هذه النقطة.
طبعا كما تعلم، عبارات الاستدراك والنقض والرد تواجهنا بكثرة في هذه النصوص، وهو ما يعلل كثرة استخدام ما يفترض أنه مقابل لها. إذًا القاعدة هنا: عدم صحة اتباع استثناء أو ما دل عليه بعد "على الرغم". في المثال الذي وضعته أعلاه فإن المجنون، حسب النص، هو العرض لا كولمبوس ذاته. فيصبح المعنى بعد تصحيح ما يلزم كالتالي: استطاع كولمبوس أن يجد دائمًا ملكًا ليُقدِّمَ له عرضه المجنون مع أنَّه كان في وسع الملوك الذين تعاقبوا في أوروبا المجزَّأة رفض عرضه. ودقّقت للتو بقية العبارات التي جاءت فيها "على الرغم" في النص الموجود في المدونة وغيرت ما يلزم. https://faisalkareem.com/2017/07/29/west-rules/ ودمت سالما
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
طرق مشاهدة الموضوع | |
|
|