أصل كلمة "منفلوط"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • جمال هديه
    عضو منتسب
    • Apr 2012
    • 160

    #16
    منفلوط ورجال الثورة على مر العصور

    قول جمال هديه: إن منفلوط كانت على مر العصور ذات أهمية عسكريه واستراتيجيه حيث شهد تاريخها المعاصر إحداثا هامه لا يعرفها الكثير حيث أنها شاركت منفلوط في الثورة العرابية بالمال والسلاح وقدمت مجموعه من الرجال الذين شاركوا بأنفسهم مع احمد عرابي خاصة قسم شرطه منفلوط الذي استطاع مأمور القسم إن يأخذ الاسلحه الخاصة بالقسم وسلمها لهؤلاء الرجال وذهب معهم إلى كفر الدوار والتل الكبير و أيضا كان مصطفى لطفي المنفلوطي من زعماء الحركة الوطنية فى مصر ودخل المنفلوطي السجن فى قصيدة شهيرة قالها للخديوي عباس الثاني والتي مطلعها قدوم ولكن لااقول سعيد وملك وان طال المد ى سيبيد وتم العفو عنه وكان من رفاق الزعيم سعد باشا زغلول ومن محبيه حتى انه توفى المنفلوطي يوم السبت 12 يوليو سنه 1924 م يوم الاعتداء على سعد باشا زغلول كما شاركت منفلوط في ثوره الضباط الأحرار حيث كانت منفلوط ملتقى الثوار و الضباط الأحرار لان أكثرهم كانوا ينتمون إلى جماعه الأخوان المسلمين وكانت منفلوط بها قيادات بارزه فى جماعة لإخوان المسلمين أبرزهم السيد محمد حامد أبو النصر المرشد الرابع للجماعة والسيد محمود عبد الدايم . ولد السيد محمد حامد أبو النصر في 25مارس 1913 م في منفلوط والتقى بالشيخ حسن ألبنا أواخر 1933م وبايعه وكان أول من انضم إلى صفوف الجماعة في الصعيد تدرج في مواقع المسئولية من نائب شعبه منفلوط حتى أصبح عضوا في مجلس شورى الأخوان ثم عضوا في مكتب الإرشاد وتعرض للاعتقال وحكم عليه بالإشغال الشاقة في أحداث 1954م لمده 25سنه قضى منهم عشرون عاما وخرج منتصف 1974م وتم اختياره مرشد عام للجماعة وهو من أعلام منفلوط و أثريائها كما شاركت منفلوط في ثوره شباب مصرثورة 25يناير حيث سافرت قافلة من شباب منفلوط وسجلوا أغلى الحظات فى تاريخ مصر لحظات ظهور أول شعاع ضوء ساطع لفجر جديد لن يراه احد من المصريين من قبل منذ التاريخ ولادة مصر النور مصر الحرية مصر النقية مصر العزة مصر الكرامة مصر المحبة مصر العفيه مصر الغنية مصر العربية وتحيا مصر منفلوط ورجال الثورة على مر العصور
    شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

    تعليق

    • جمال هديه
      عضو منتسب
      • Apr 2012
      • 160

      #17
      الرئيس السادات كان يحب منفلوط واهلها

      جمال هديه يقول ان: الرئيس السادات كان يحب منفلوط وأهلها زارها قبل الثورة وزارها بعد النصر ناسبها وكرم رجالها ومنحهم اعلي الاوسمه تزوج ابن شقيقه الرئيس السادات من بيت القوصى بمنفلوط حضرت الحفل وأخذت الصور التذكارية وكان ذلك في منزل السيد الرئيس في ميت أبو الكوم والذي كان في شهر رمضان عام 1979 م وفى نفس العام زار الرئيس السادات أسيوط ووضع حجر أساس مسجد بالحواتكة وكرم ومنح الحاج احمد مصطفى هديه بمنفلوط وشهرته الحاج كمال هديه نوط الامتياز من الطبقة الأولى لما بذل من جهد امتد إلى ربع قرن من الزمان أسس الكثير من جمعيات البر والإصلاح وضم أبناء الريف ومن خلالها استطاع ان يشيد الكثير من المساجد ومكاتب تحفيظ القران وكان له الفضل في تأسيس 224 جمعيه زراعية على مستوى المحافظة وهو الذي أسس جمعيه رعاية الأسرة وكان وكيلا لفرع بنك التسليف بالمحافظة ومن قبلها رئيس لمكتب الاتحاد والتعاون الزراعي
      شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

      تعليق

      • جمال هديه
        عضو منتسب
        • Apr 2012
        • 160

        #18
        الرمان المنفلوطي

        جمال هديه يقول عن الرمان المنفلوطي
        تعتبر مدينتي منفلوط من أشهر المدن في إنتاج أحسن أنواع الرمان وللرمان المنفلوطي شهرة عالمية لحلاوة طعمه وجمال شكله والرمان المنفلوطي نوعان 1-الرمان العربي الأبيض الحلو 2- الرمان الحجازي الأحمر الحامض
        والرمان من الفواكه التي ورد ذكرها في القرآن الكريم
        سورة الأنعام الأيه 99
        والرمان من أقدم الفواكه المعروفة ، وشجرة الرمان صغيرة وتعمر طويلاً ، وأوراق شجر الرمان خضراء لامعة ، وأزهار الرمان كبيير’.
        وجلد الرمان يستخدم في دباغة الجلود ، ويستخدم أيضا كدواء لآلام البطن وأمراض المعدة ، وكصبغة سوداء للحرير.
        وعصير الرمان لذيذ ومنعش وغنى بالأملاح والفيتامينات والسكريات .
        وتستعمل النباتات في الزينة لجمال أزهاره وثماره .
        والرمان من الفصيلة الرمانية
        واشتهرت منفلوط بزراعه الرمان نظرا لصلاحية تربتها لإنتاج هذا النوع من الفاكهة وليست كاى ارض كما يقولون
        حتى أنهم ياتون من الشمال ومن الجنوب ليحصلون على الرمان المنفلوطي لحلاوة طعمه اللذيذ وجمال شكله ولذلك أدعو الأخوة المزارعين التوسع في زراعه هذا النوع من الفاكهة(الرمان)
        شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

        تعليق

        • جمال هديه
          عضو منتسب
          • Apr 2012
          • 160

          #19
          بنى عدى

          تعود بنى عدى لبداية الفتح الاسلامى لمصر وهجره بعض أبناء قبيلة بنى عدى من مكة إلى مصر وأقاموا في هذه القرية والتي توجد غرب مدينه منفلوط ثم جاءت الحملة الفرنسية على مصر بقيادة الجنرال (نابليون بونا برت) عام 1798م واحتلت القاهرة ثم اتجهت حمله بقياده الجنرال (دافو) نحو الجنوب للقضاء على المقاومة في جنوب البلاد لإخضاع الصعيد وعندما وصلوا إلى بنى عدى وقاموا باقتحام القرية الصغيرة في 18 ابريل 1799م هب الشباب والنساء والشيوخ والأطفال ببني عدى وكان عددهم خمسه ألاف نسمة على بكره أبيهم من الازقه والدروب و من كل بيت وحارة حاملين البنادق والسيوف والسكاكين والفئوس للدفاع عن الشرف والكرامة في معركة غير متكافئة عدداًَ وتسليحا ولكن إيمانهم بالله وبوطنهم وبالعزيمة والاراده انتصروا وسحقوا الحملة الفرنسية وهزموهم وقتلوا منهم المئات وفر الباقي إلى التلال عائدين من حيث أتوا وأصبح يوم الثامن عشر من ابريل عيد قومي لبنى عدى ومنفلوط وأسيوط بل الصعيد كله نحتفل به كل عام .
          شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

          تعليق

          • جمال هديه
            عضو منتسب
            • Apr 2012
            • 160

            #20
            اوقاف الجوربجى فى منفلوط

            جمال هديه يقول هذه القضية بدأت وقائعها في القرن السابع عشر والنزاع حول وقف الأمير على جوربجى وعائشة خاتون وعمر متحفظان و فاطمة الرومية البيضاء من أمراء المماليك مسجل الوقف عام 1680 ميلادية أعيانه عمارات وأطيان وارض فضاء في ألقاهره و الاسكندريه و البحيرة و الصعيد كان عدد المستحقين أسناء نظر القضية 789 مستحقاً اختلفوا في عدد المستحقين وقال بعضهم :إن الذين اشرفوا على الوقف في القرن التاسع عشر لعام 1886 ميلادية قد ادخلوا مستحقين غير حقيقيين وان محكمه الاسكندريه يوم 30 ديسمبر 1959 ميلادية برئاسة القاضي محمد ابوخطوه قررت أحاله القضية إلى لجنه ألقسمه بوزارة الأوقاف لتوزيع الانصبه على الأحفاد المستحقين . قضيه أخرى قضيه وقف المرحوم مصطفي اودة باشا الذي توفى بدون زريه وأوقف أملاكه على عاتقه الأمير مصطفى جوربجى ابن الأمير إبراهيم جوربجى وعلى ذريته جيلاً بعد جيل متوارثين وله ثلاث عشر حجه8بالاسكندريه و2 بالقاهرة و 1باسيوط و 2 بمنفلوط وعليه فقد قامت السيدة نفيسة يوسف مصطفى جوربجى نظراً لأقامتها بالاسكندريه برفع دعوه قضائية ضد وزارة الأوقاف عن استحقاق في وقف مصطفى أوده باشا المشمول بنظر وزاره الأوقاف رقم 42 بتاريخ 1929 كلى الاسكندريه والمحدد لنظرها سابقاً بجلسة 17 مايو 1955 وأخذت حكم نفاذ بعد ذالك وحكم لها بمقدار سبعين فدان غير النقدية وللإنارة في هذا الموضوع فان حجه الواقف في دفتر خانه مضبطة 26 بتاريخ 19/11/1883 ميلادية وهذه حجج المرحوم مصطفى أوده باشا 1-حجية وقف في 14ربيع الأول 1125هجريه الاسكندريه 2-حجية وقف في 18 محرم 1191 هجريه الاسكندريه 3- حجية وقف في أول رجب 1226 هجريه الاسكندريه 4-حجية وقف فى 17 ذي القعدة 1228 هجريه الاسكندريه 5- حجية وقف فى 17شوال 1226 هجريه الاسكندريه 6- حجية وقف فى 19 نوفمبر1883 ميلادية الاسكندريه 7-حجية وقف فى غرة جماد الأخر 1134 هجريه الاسكندريه 8-حجية وقف فى 19 محرم 1301 هجريه الاسكندريه 9-حجية وقف فى غرة رجب 1322 هجريه القاهرة 10- حجية وقف فى25 نوفمبر 1919 ميلادية محكمه منفلوط الشرعية بخلاف حجية أسيوط وحجية أخرى بمركز منفلوط وأخرى بالقاهرة أضافه أخرى شرفت الولاية المنفلوطيه المحمية برعاية الله ولأده الأستاذ الكاتب و الموالف والاديب الكبير والمعروف/ مصطفى محمد لطفي المنفلوطي والذي كان والده قاضى الولاية المنفلوطيه وولادته السيدة المصونة هانم على حسن جوربجى والجرابجه أول من قدموا إلى ارض الولاية المنفلوطيه
            شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

            تعليق

            • جمال هديه
              عضو منتسب
              • Apr 2012
              • 160

              #21
              نبذه عن اولاد الجوربجى ومعنى كلمه الشوربجى وتاريخ الجاربجه فى مصر

              يرجع أصل الشوربجي إلى مدينة ومحافظة أدنا ( أطنا ) الواقعة على شمال شرق البحر الأبيض المتوسط بجنوب تركيا ، وقد لقب ( بالجوربجي ) لفظاً فقط حيث كان الأتراك ينطقون حرف ( الشين ) ( جيم معطشة ) فهم ينطقون (الشوربجي – الجوربجي ) و ( شاهين – جاهين ) وظلت (الجوربجي) متوالية كتابة في المستندات والأوراق إلى عهد غير بعيد . وبلغت الدولة العثمانية في ذلك الوقت مبلغها من الاتساع فامتدت من بودا بست على نهر الطونة إلى أسوان شمالاً وجنوباً من نهر دجلة إلى حدود مراكش شرقاً وغرباً وشملت رومانيا والصرب والبلقان والبوسنة والهرسك والجبل الأسود وألبانيا واليونان في أوربا وقبرص ورودس وكريت في البحر المتوسط وآسيا الصغرى والشام والعراق والحجاز واليمن ومصر والنوبة وبني غازي وطرابلس الغرب وتونس والجزائر في أفريقيا ، وكان الشوربجي حاكم مدينة قولة من قبل الدولة العثمانية قبيل سنة 1769 م حيث كانت ( قولة ) أحد المواني الصغيرة التي على الحدود بين ترافية ومقدونية وهي احدى مدن اليونان الآن ، وحكم الشوربجي مدينة( قولة ) قبل سنة 1769 م وظل حاكمها مدة كبيرة ، وفي هذه السنة ولد محمد علي باشا الذي كان له الشأن الأكبر في تاريخ مصر الحديث ، وقد عني بتربيتة محمد علي ( الشوربجي ) الحاكم بعد وفاة عمه ( طوسون ) نظراً لأنه كان صديق والده ( إبراهيم أغا ) رئيس الحرس المختص بحراسة الطرق ببلده ، وقد تبناه وعُني به حتى بلغ الثامنة عشرة من عمره، فتعلم طرفاً من الفروسية واللعب بالسيف، وكشاب صغير التحق محمد على بالخدمة في الجيش، وتزوج إحدى قريباته وكانت من ذوات اليسار وأنجبت له أبنائه (إبراهيم، وطوسون، وإسماعيل )، وخدم حاكم قولـه ( الشوربجي ) واكتسب رضاه بما كان يأتيه من ضروب المهارة والحذق في جباية الأموال من القرى المجاورة التي كانت لا تؤدي ما عليها إلا بالشدة واستعمال القوة الجبرية .

              وفي عام 1797 م بدأ الباب العالي حشد جيوشه لمهاجمة الجيش الفرنسي بقيادة (نابليون بونابارت) انضم محمد على مرة أخري للجيش، ورافق فرقة من الجنود بقيادة ( علي أغا ) ابن حاكم قولة ( الشوربجي ) ووصل إلى ميناء أبو قير في الاسكندرية والتحم بالجيش الفرنسي،

              وبعد أشهر تولى علي أغا الشوربجي حكم حامية الطينه شمال غرب جزيرة سيناء حيث بدأ في ترميمها ( قلعة الطينه ) وأقام بها أحد الحصون الحربية كقلعة لصد هجمات الفرنجة وشيد القلعة بالطوب اللبن وسميت ( قلعة الشوربجى ) نسبة إلي مشيدها علي أغا الطناوي الشوربجى حيث ذكرت هذه القلعة علي الخرائط المطبوعة باللغة الإنجليزية والعربية والتي يشار إليها كموقع حربي بقلعة الشوربجى والتي تقع أمام البحر المتوسط شمال غرب بالوظة . وفي 1 فبراير سنة 1799 م أمر نابليون الجنرال كليبر والجنرال رينير فسارا في مقدمة الجيش إلى العريش ، وارسل المثقلات وادوات الحصار سراً في البحر ، وفي 10 فبراير سار براً ببقية الجند وهجم على قلعة الطينة وهدمها أثناء حملته على الشام ، واستشهد علي أغا الطناوي الشوربجى وتجاوز عمره الستون عاماً تاركاً وراءه أنجاله الثلاثة بأسرهم ، حيث نجله الأكبر( محمد ) الذي هاجر بأسرته إلي مدينة القاهرة بمنطقة إمبابة ثم بعد عدة شهور تولى محمد الشوربجي الغرياني محافظاً للإسكندرية ( 1799 : 1801 ) وكان ثاني محافظ للإسكندرية بعد محمد كريم ، والأبن الأصغر ويقال أن أسمه (يوسف) هاجر بأسرته إلي فلسطين ، والأبن الذي يلي الأكبر مصطفى علي أغا الطناوي الشوربجي بقي بمدينة العريش وأقام بها عام 1799 م 1214 هـ ، ووافته المنية وقد جاوز عمره الخامسة والستون عاماً ودفن بناحية مقابر الشيخ جبارة علي الكثيب الرملي شمال شرقي ضريح الشيخ جبارة ( مسجد أبو بكر حالياً ) بميدان الفواخرية بمدينة العريش عام 1847 م تاركاً وراءه أنجاله الخمسة وهم العيادي ومحمد وشاهين وقاسم وسليمان ولكل أجل كتاب .
              ويقول جمال هديه ان بعض اولاد الجوربجى جائو مع محمد على باشا وولاهم اامراء على القطاعات ردا للجميل الذى قام به الجوربجى الذى قام بتربيه وهو طفل صغير ويتيم وان اولاد الجوربجى مننتشرون فى جميع انحاء الجمهوريه والجاربجه مننتشرون فى الدول العربية فى فلسطين -السعوديه -سوريا -لبنان -تركيا -اليونان .حبيت اوضح معنى كلمه الشوربجى لان الكثيرون يفسيرونها باكثر من معنى
              شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

              تعليق

              • جمال هديه
                عضو منتسب
                • Apr 2012
                • 160

                #22
                الرحمه للمنفلوطى

                الرحمه للمنفلوطى
                لو تراحم الناس ماكان بينهم جائع
                ولا عار ولا مغبون ولا مهضوم
                ولأقفرت الجفون من المدامع
                ولاطمأنت الجنوب في المضاجع
                ... ولمحت الرحمة الشقاء من المجتمع
                كما يمحو لسان الصبح مداد الظلام
                أيها الانسان
                ارحم الأرملة التي مات عنها زوجها
                ولم يترك لها غير صبية صغار ودموع غزار
                ارحمها قبل أن ينال اليأس منها
                ويعبث الهم بقلبها فتؤثر الموت على الحياة
                ارحم الزوجة
                أم ولدك وقعيدة بيتك ومرآة نفسك
                وخادمة فراشك لأنها ضعيفة
                ولأن الله قد وكل أمرها اليك
                ارحم الحيوان
                لأنه يحس كما تحس ويتألم كما تتألم
                ويبكي بغير دموع ويتوجع ولا يكاد يبين
                أيها السعداء
                أحسنوا الى البائسين والفقراء
                وامسحوا دموع الأشقياء
                وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
                شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

                تعليق

                • جمال هديه
                  عضو منتسب
                  • Apr 2012
                  • 160

                  #23
                  من روائع المنفلوطى الغنى والفقير

                  من روائع المنفلوطي الغنى والفقير

                  مررت ليلة أمس فإذا برجل بائس فرأيته واضعاً يده على بطنه كأنما يشكو ألماً، فرثيت لحاله وسألته: ما باله؟ فشكا إلي الجوع، ففثأته عنه ببعض ما قدرت عليه، ثم تركته وذهبت إلى زيارة صديق لي من أرباب الثراء والنعمة، فأدهشني أني رأيته واضعاً يده على بطنه، وأنه يشكو من الألم ما يشكو ذلك البائس الفقير، فسألته عما به فشكا إليَّ البطنة، فقلت: يا للعجب! لو أعطى ذلك الغنيُّ ذلك الفقيرَ ما فَضَل عن حاجته من الطعام ما شكا واحدٌ منهما سقماً ولا ألماً.

                  لقد كان جديرا به ان يتناول من الطعام مايشبع جوعه ويطفى غلته ولكنه كان محبا لنفسه مغاليا بها فضم الى مائدته ما اختلسه من صحفه الفقير فعاقبه الله على قسوته بالبطنه حتى لا يهنا للظالم ظلمه ولا يطيب عيشه وهكذا يصدق المثل القائل : بطنه الغنى انتقام لجوع الفقير
                  شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

                  تعليق

                  • جمال هديه
                    عضو منتسب
                    • Apr 2012
                    • 160

                    #24
                    رواية لمصطفي لطفي المنفلوطي ايها المحزون

                    ان كنت تعلم انك قد اخدت علي الدهر عهدا ان يكون لك كما تريد في جميع شؤونك واطوارك والا يعطيك ولا يمنعك الا كما تحب وتشتهي فجدير بك ان تطلق لنفسك في سبيل الحزن عنانها كلما فاتك مارب او استعصي مطلب وان كنت تعلم اخلاق الايام في اخذها وردها وعطائها و منعها انها لاتنام عن منحة تمنحها حتي تكرعليها راجعة فتستردها وان هذه سنتها خلتها في جميع ابناء ادم سواء في ذلك ساكن القصر وساكن الكوخ ومن يطا بنعله هام الجوزاء ومن ينام علي بساط الغبراء فخفض من حزنك وكفكف من دمعك فما انت باول غرض اصابه سهم الزمان وما اصابك بالبدعة الطريفه في جريدة المصائب و الاحزان انت حزين لان نجما زاهرا من الامل كان يترائ لك في سماء حياتك فيملا عينيك نورا وقلبك سرورا وما هي الا كرة الطرف ان افتقدته فما وجدته ولو انك اجملت املك لما غلوت في حزنك ولو كنت انعمت نظرك فيما تراءي لك لرايت برقا خاطفا ما تظنه نجما زاهرا وهنا لك لايبهرك طلوعه فلا يفجعك افوله اسعد الناس في هذه الحياة من اذا وافته تنكر لها ونظر اليها نظرة المستريب بها وترقب في كل ساعه زوالها وفناءها فان بقيت في يده فذاك والا فقد اعد لفراقها عدته من قبل لولا السرور في ساعة الميلاد ما كان البكاء في ساعة الموت ولولا الوثوق بدوام الغني ما كان الجزع من الفقر ولولا فرحة التلاق ما كانت ترحة الفراق
                    شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

                    تعليق

                    • جمال هديه
                      عضو منتسب
                      • Apr 2012
                      • 160

                      #25
                      قصيدة المنفلوطي للخديوى عباس الثانى قدومٌ ولكن لا أقولُ سعيدُ وملكٌ وإن طالَ المدى سيبيدُ

                      قصيدة المنفلوطى قدومٌ ولكن لا أقولُ سعيدُ وملكٌ وإن طالَ المدى سيبيدُ
                      بعدتَ وثغر الناس بالبشرِ... باسِمٌ وعدتَ وحُزنٌ في الفُؤادِ شديدُ
                      تمر بنا لا طرفَ نحوكَ ناظرٌ ولا قلبَ من تلك القلوبِ ودُودُ
                      علام التهاني هل هناك مآثِرٌ فنفرحَ أو سعىٌ لديكَ حميدُ
                      إذا لم يكن امر ففيمَ مواكبٌ وإن لم يكن نهى ففيمَ جُنودُ
                      تذكرنا روياكَ أيامَ أُنزِلَت علينا خطوبٌ من جُدودِكَ سُودُ
                      رَمتنا بكم مقدونيا فأصابنا مصوبُ سهمٍ بالبلاءِ سديدُ
                      فلما توليتم طغيتم وهكذا إذا أصبح التركي وهو عميدُ
                      فكم سُفِكت منا دماءٌ بريئةٌ وكم ضمنت تلك الدماءَ لحودُ
                      وكم ضمّ بطنُ البحر أشلاءَ جمةً تمزِّقُ أحشاءً لها وكُبُودُ
                      وكم صارَ شملٌ للبلادِ مشتتا وخربَ قصرٌ في البلادِ مشيدُ
                      وسيقَ عظيمُ القومِ مِنَّا مكبلاً له تحتَ أثقالِ القُيودِ وئيدُ
                      فما قام منكم بالعدالةِ طارفٌ ولا سار منكم بالسدادِ تليدُ
                      كأني بقصرِ الملكِ أصبحَ بائداً من الظلمِ والظلمُ المبينُ مُبيدُ
                      ويندبُ في أطلاله البومُ ناعباً له عندَ ترديدِ الرثاءِ نشيدُ
                      أعباس ترجو أن تكونَ خليفةً كما ودَّ آباءٌ ورامَ جُدودُ
                      فيا ليتَ دنيانا تزولُ وليتنا نكون ببطنِ الأرض حين تسودُ
                      أعباسُ لا تحزن على الملك إنه تقضى فهذا الحزن ليس يفيدُ
                      أعباسُ صار الملكُ في يد عادلٍ يذبُّ الردى عن حوضهِ ويذودُ
                      وقد كان جفنُ الدهر وسنانَ هاجداً وها هو هب اليومَ منه هجود
                      بريطانيا لا زالَ أمركِ نافذاً وظلكِ في أرجاءِ مصرَ مديدُ
                      ليصبح شملُ الأمرِ وهو منظمٌ ويصبحَ عنه الظلمُ وهو طريدُ
                      أيجرؤُ ذِئبٌ أن يدوس برجلِهِ عريناً وفي ذاكَ العرينِ أسودُ
                      فأنتِ احتللتِ القُطرَ والقُطرُ دارِسٌ فأضحى بفضلِ العدلِ وهوَ جديدُ
                      متى ما أرى الأعلامَ يخفق ظلُّها على أرضِ مصرٍ إنني لسعيدُ
                      شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

                      تعليق

                      • جمال هديه
                        عضو منتسب
                        • Apr 2012
                        • 160

                        #26
                        تمثال الكاتب والأديب مصطفى لطفى المنفلوطى

                        [BIMG]http://www.khbarbladi.com/egypt/theme_vstpart.php?co_part=31012[/BIMG]
                        شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

                        تعليق

                        • جمال هديه
                          عضو منتسب
                          • Apr 2012
                          • 160

                          #27
                          حديث عن الكاتب والأديب مصطفى لطفى المنفلوطى للأذاعة

                          شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

                          تعليق

                          • جمال هديه
                            عضو منتسب
                            • Apr 2012
                            • 160

                            #28
                            كيف تبوأ محمد على باشا حكم مصر

                            ‏1‏ ـ كانت مصر في شهر يناير سنة‏1803‏ منقسمة إلي ثلاث مناطق نفوذ‏,‏ فالجيش الإنجليزي‏-‏ وهو مكون من‏4430‏ جنديا‏-‏ يحتل الإسكندرية‏,‏ والجيش العثماني‏-‏ وهو مكون من عشرة آلاف جندي‏-‏ يحتل منطقتي الدلتا والقاهرة‏,‏ أما جيش المماليك‏-‏ وهو مكون من ثلاثة آلاف فارس وستة آلاف من رجال القبائل و‏80‏ جنديا فرنسيا من المدفعيين فروا من جيش الاحتلال الفرنسي وانضموا إلي المماليك‏]-‏ فكان يحتل الصعيد‏.‏

                            وكان جيش المماليك إذا التقي بالجيش العثماني ألحق به الهزيمة‏,‏ لأن الجنود العثمانيين كانوا لا يثقون بقوادهم ولا يأبهون لأوامرهم‏.‏

                            وكان والي مصر في تلك السنة هو عدو محمد علي اللدود‏,‏ محمد خسرو باشا‏,‏ الذي صار فيما بعد الصدر الأعظم في الأستانة‏.‏

                            ‏*‏ كان هذا هو الحال في البلاد خلال الفترة الفاصلة بين جلاء آخر جندي فرنسي عن البلاد بعد فشل الحملة النابليونية الشهيرة‏(3‏ يوليو‏1801)‏ وخروج آخر جنود الحملة الإنجليزية التي ساهمت في إجلاء الفرنسيين‏(5‏ مارس‏1803),‏ وهو الخروج الذي تم بعد عقد معاهدة اميان‏Amiens,‏ بين فرنسا من جانب والحلفاء في طليعتهم إنجلترا من جانب آخر‏,‏ وكانت هذه المعاهدة بمثابة استراحة قصيرة في عمر الحروب النابليونية لم تدم أكثر من أربعة عشر شهرا‏.‏

                            ‏*‏ يكشف هذا المشهد‏,‏ ربما لأول مرة‏,‏ عن انخراط عدد من الجنود الفرنسيين في صفوف المماليك‏,‏ بعد أن رفضوا الجلاء مع بقية قوات الحملة‏,‏ وليس واضحا ما دفع هؤلاء إلي عدم العودة إلي بلادهم‏,‏ هل لأسباب شخصية‏,‏ زواج بمصريات وما إلي ذلك‏,‏ أو لأسباب سياسية‏,‏ كأن يكون قادة الحملة اختاروهم للبقاء في البلاد لتظل العين الفرنسية تتابع ما يجري فيها‏,‏ وإن كنا نلاحظ في النهاية أن وجودهم في صفوف المماليك كان طبيعيا بحكم أن قواتهم قد تشكلت من أخلاط من البشر‏,‏ وكان يمكن أن تقبل هؤلاء بين صفوفها‏,‏ علي عكس الحال مع القوات الأخري التي كان يربط بينها في الغالب لون من الوحدة الجنسية‏,‏ كما هو الحال بالنسبة للألبانيين مثلا‏,‏ خاصة وأنهم كانوا من المدفعيين الذين يحتاجهم المماليك‏..‏

                            ‏2‏ ـوفي أواخر شهر يونيو سنة‏1803‏ ثار الشعب المصري بمعاونة البكوات المماليك القائمين بالقاهرة علي طاهر باشا رئيس الجنود الألبانيين‏(‏ الأرنؤود‏)‏ وقتلوه‏,‏ بينما أسر المماليك والأرناؤوط بقيادة محمد علي والي مصر محمد خسرو باشا‏.‏

                            وفي شهر يوليو عين‏'‏ علي باشا‏'‏ الذي جامل الإنجليز واليا‏.‏ فنقم عليه المصريون والأوربيون‏,‏ وفي الوقت نفسه أخذ الجنود الألبانيون يطالبون بمرتباتهم المتأخرة ووطدوا العزم علي مغادرة مصر‏,‏ ولكن علي باشا استمالهم وعرض عليهم إبرام حلف ضد المماليك‏,‏ غير أن المماليك اكتشفوا هذه المؤامرة فثاروا علي الوالي ونفوه إلي يافا‏.‏

                            ‏*‏ تختلف القصة التي رواها الجبرتي في يومياته عن مقتل طاهر باشا عما جاء في رواية الأهرام‏,‏ إذ يقول أنه بعد أن أقيم طاهر باشا قائمقاما علي مصر أن طالبه الانكشارية برواتبهم‏(‏ جماكيهم‏)‏ المتأخرة‏,‏ فأنكر عليهم ذلك‏,‏ وأنه مستعد أن يدفع تلك الجمكيات منذ أن تولي المسئولية‏,‏ فقامت جماعة منهم وثارت عليه‏'‏ وعاجلوه بالحسام وضربه أحدهم فطير رأسه ورماها من الشباك إلي الحوش‏'!‏

                            ‏*‏ إبان تلك الفترة خاض الوالي العثماني محمد باشا مجموعة من المعارك ضد قوات المماليك المتمترسة في الوجه البحري لحقه خلالها أكثر من هزيمة الأمر الذي هون من شأنه حتي أنه قبل خلال أيامه الأخيرة في العاصمة المصرية أن يكون تحت حماية أمرائهم‏,‏ مما كان محل تعجب من المصريين‏.‏

                            ‏3‏ ـ وقد طلب المماليك إسناد الولاية إلي خورشيد باشا محافظ الإسكندرية‏,‏ وصادف أن عاد الألفي بك من بلاد الإنجليز‏,‏ فأقلقت هذه العودة بال عثمان بك البرديسي‏,‏ فاستدعي محمد علي قائد فرق الأرناؤوط ليتحدث إليه في هذا الموضوع وانتهيا إلي إبرام حلف بينهما‏.‏

                            وفي منتصف ليلة‏20‏ فبراير عبر محمد علي وجنوده مجري النيل أمام ساحل مصر العتيقة‏,‏ وهجم علي فرسان الألفي بك الذين كانوا يعسكرون بالقرب من الجيزة فأخذهم علي غرة‏,‏ وتمكن الألفي الصغير من الفرار‏,‏ فاحتل محمد علي مدينة الجيزة وأخذ يطارد فلول قوات الألفي حتي مدينة منوف‏,‏ غير أنه لم يتمكن من القبض علي الألفي الكبير‏.‏

                            انكسرت شوكة المماليك من جراء تلك المعارك فسر الألبانيون لذلك وسطع نجم قائدهم محمد علي‏,‏ فاتصل محمد علي علي الفور بقنصل فرنسا‏,‏ وطلب إليه أن يتوسط لدي السلطان ليمنحه ولاية مصر‏,‏ فكتب القنصل فورا إلي حكومته يقول‏'‏ أستطيع أن أؤكد لكم أن محمد علي لم يكن يخفي عزمه علي الوصول إلي الحكم‏,‏ ولكني‏-‏ علي الرغم من ميل هذا القائد إلي فرنسا‏-‏ لا أدري إن كانت لديه الكفاءة اللازمة لإعداد برنامج شامل وتنفيذه‏'.‏

                            وفي شهر مارس تحدث محمد علي بصراحة إلي قنصل فرنسا وقال أنه ينوي إزالة سلطة المماليك‏.‏ ثم صاح‏'‏ كيف تستطيع أن تعتمد علي هؤلاء الرجال الذين خانوا شقيقهم وزميلهم وصديقهم؟‏..‏ أما نحن أعداؤهم الألداء فلا ننتظر منهم غير الخيانة والهلاك‏!'.‏

                            ‏*‏ خلال الفترة القصيرة التي تحكم فيها أمراء المماليك في القاهرة بالغوا في فرض الضرائب والفرد غير الشرعية‏,‏ الأمر الذي أدي إلي الاحتجاجات التي بلغت ذروتها يوم‏8‏ مارس‏4081‏ حين‏'‏ خرج الفقراء والعامة والنساء طوائف يصرخون وبأيديهم دفوف يضربون عليها‏,‏ والنساء يندبن وينعين ويقلن كلاما علي البكوات مثل قولهن‏(‏ إيش تاخد من تفليسي يابرديسي‏)‏ وصبغن أيديهن بالنيلة‏'.‏

                            ‏*‏ تؤكد هذه الرواية علي أن القائد الشاب الذي وصل إلي قيادة الألبانيين بعد اغتيال قائدهم كانت له منذ البداية طموحاته التي تمثلت في الرغبة في الاستيلاء علي مقعد الباشوية في العاصمة المصرية رغم ما تشير إليه الروايات من تمنعه عندما عرض عليه المشايخ وزعماء الشعب هذا المقعد‏.‏

                            ‏4‏ ـ واجتمع محمد علي بعد ذلك سرا بخورشيد باشا‏,‏ واتفقا معه علي أن يهاجما المماليك‏,‏ وفي يوم‏11‏ مارس هاجم الجنود الألبانيون منزلي عثمان بك وإبراهيم بك‏.‏ وأرغموهما علي الفرار بعد أن أثخنوهما جراحا‏.‏ ثم احتلوا القلعة‏.‏ ولما علم خسرو باشا وعلي باشا بفوز الألبانيين غادرا مصر عائدين إلي استنبول‏.‏

                            ‏5‏ ـ اطمأن لذلك بال خورشيد باشا‏,‏ غير أنه كان قد تسلم زمام الحكم دون أن يؤيده السلطان بفرمان شاهاني‏,‏ فصرح محمد علي بأن ولاية خورشيد باشا غير قانونية‏,‏ وأنه سيتولي قيادة الجيوش‏.‏

                            ولما علم‏'‏ أحمد الجزار‏'‏ والي عكا بما حدث أرسل قواته إلي العريش لإبرام معاهدة بينه وبين محمد علي‏,‏ فخشي السلطان سوء العواقب وبادر إلي إرسال الفرمان إلي خورشيد باشا‏,‏ غير أن أحمد الجزار توفي بعد أيام معدودات‏.‏

                            ‏*‏ تدل التطورات السابقة علي ما كانت قد بلغته حكومة الأستانة من ضعف وقتئذ‏,‏ إلي الحد الذي لم يكن أمامها معه إلا الموافقة علي ما يجري علي أرض الواقع‏,‏ كما تؤكد متابعة الحوادث أن ما جري يوم‏13‏ مايو عام‏1805‏ من تنصيب المشايخ وزعماء المصريين لقائد بعينه من قواد الأتراك واليا لم تكن المرة الأولي التي يحدث فيها مثل هذا‏.‏

                            ‏6‏ ـ ثم عاد الألفي بك فكر بقواته علي القاهرة وعرض الصلح علي خورشيد باشا الذي كان يقف من محمد علي موقف الريبة‏,‏ وأخذ يتحصن في القلعة‏.‏ وعند ذلك شعر محمد علي بحرج الموقف‏,‏ فالمماليك قد طوقوا العاصمة‏,‏ وهددوا سكان مصر المحروسة بالجوع بينما كان الجنود الألبانيون يطالبون بأجورهم ويتوعدون‏.‏

                            ‏7‏ ـ غير أن الخلاف لم يلبث أن دب بين المماليك فلم يتفقوا علي الخطة العسكرية التي اتخذوها ضد الأرناؤوط‏,‏ فانتهز محمد علي الفرصة وسدد إليهم ضربة شديدة مفاجئة‏,‏ إذ هجم علي قوات الألفي الصغيرة المعسكرة بين طرة ومصر العتيقة واستولي علي أربعة مدافع‏.‏ وفي‏23‏ يوليو استولي علي مدينة شلقان واحتلها‏.‏ بينما غمر النيل الأراضي بمياه الفيضان فاضطر المماليك إلي أن يفكوا الحصار‏,‏ وانسحبوا مرة أخري إلي منطقة الفيوم‏,‏ ولكن محمد علي لم يمهلهم فهاجم البرديسي وإبراهيم بك بعنف واضطرهما إلي الانسحاب إلي الصعيد‏.‏

                            ‏8‏ ـ وفي شهر سبتمبر سنة‏1804‏ قرر محمد علي مغادرة مصر‏,‏ بعد أن أبدي جنوده الرغبة في العودة إلي بلادهم‏,‏ ولكن خورشيد باشا خشي أن يستولي المماليك علي الحكم عقب انسحاب محمد علي‏,‏ فأقنعه بالبقاء‏,‏ فلبي محمد علي دعوة الوالي وقرر استئناف القتال مع بعض فرق الأرناؤوط التي عدلت عن السفر‏.‏

                            9‏ ـ وفي شهر يناير سنة‏1805‏ أعاد‏'‏ القائد العام‏'‏ محمد علي باشا تنظيم جيوشه بعد أن ضم إليها الجنود العثمانيين‏,‏ ثم حاصر مدينة المنيا التي كانت حصنا قويا في يد المماليك‏,‏ وبعد قتال عنيف دام شهرين‏,‏ اقتحم جنوده المدينة بعد أن هزموا المماليك شر هزيمة‏.‏

                            اوجست كودر : محمد على 1769 - 1838 حاكم مصر .. صورة منقوشة على الفولاذ من عام 1840
                            ‏*‏ جاء عن الحادثة الأخيرة في كتابات المعاصرين أنه في يوم الاثنين‏10‏ رمضان‏1921(13‏ ديسمبر‏1804)'‏ تواترت الأخبار بوقوع الحرب بين العسكر والأمراء المصريين‏(‏ المماليك‏)‏ في المنيا‏,‏ وقتل من الأمراء صالح بيك الألفي‏,‏ ومراد بك من الصناجق الجدد المقلدين الإمارة خارج مصر‏'.‏

                            ‏10‏ ـ وقد قرر محمد علي بعد هذا الفوز العودة إلي القاهرة ومعه جميع قواته‏,‏ وصرح بأن القوات التي تحت إمرته تطالب بأجورها‏.‏ فخشي خورشيد باشا عواقب ذلك‏,‏ واتخذ تدابيره للصمود أمام محمد علي‏.‏ غير أن محمد علي ما كاد يجتاز شاطئ النيل حتي أرسل إليه خورشيد باشا مندوبا لمعرفة نواياه‏,‏ غير أن محمد علي دخل القاهرة علي رأس قواته‏.‏ وأصبحت العلاقات بين القائدين متوترة‏.‏ فلم يتبادلا الزيارات‏,‏ وطلب محمد علي إعداد كشف عن إيرادات الإيالة منذ اليوم الذي تسلم فيه خورشيد باشا زمام الحكم‏.‏ كما طلب إرسال الكتخدا وقائد القوات المعسكرة بالقلعة إلي الصعيد وأبدي رغبته في أن يبقي هو بالقاهرة‏.‏ وكتب قنصل فرنسا في هذه المناسبة يقول‏'‏ يبدو أن محمد علي له نفوذ كبير علي الجنود والسكان‏,‏ وقد زاره القواد العسكريون والمدنيون جميعا مخالفين بذلك الأمر الذي صدر إليهم من خورشيد باشا يمنعهم عن زيارته‏'.‏

                            ‏11‏ ـ مل سكان مصر حالة التوتر المستمرة التي سادت الجو من ذلك الوقت‏,‏ بينما كان هؤلاء السكان ينشدون الاستقرار‏.‏ وفي شهر مايو سنة‏1805‏ كتب قنصل فرنسا إلي حكومته قائلا‏:‏ علي الرغم من الإشاعات المتواترة من أن الأمور عادت إلي مجاريها‏,‏ وأن الوئام حل محل الخصام بين خورشيد باشا ومحمد علي‏,‏ فإني أراني مضطرا إلي طلب تعليمات وزارة الخارجية بشأن الخطة التي يجب أن أتبعها في حالة استيلاء محمد علي علي الحكم‏.‏

                            وبعد أيام ثار الشعب بقيادة المشايخ علي الجيش العثماني الذي كان لا يزال يرتكب الجرائم‏,‏ فأظهر محمد علي استعداده لمناصرة الشعب‏,‏ وأصدر أوامر مشددة إلي جنوده لمنع ارتكاب الجرائم والدفاع عن حقوق الشعب وسلامته‏.‏

                            ‏*‏ لأهمية هذه الحادثة التي يحتفل المصريون بمرور مائتي عام عليها نسوق نص رواية الشيخ الجبرتي عنها‏,‏ قال‏:‏

                            ‏'‏فلما أصبحوا يوم الاثنين اجتمعوا ببيت القاضي‏,‏ وكذلك اجتمع الكثير من العامة‏,‏ فمنعوهم من الدخول إلي بيت القاضي وقفلوا بابيه‏,‏ وركب الجميع وذهبوا إلي محمد علي‏,‏ وقالوا له‏(‏ إنا لا نريد هذا الباشا حاكما علينا‏,‏ ولا بد من عزله من الولاية‏))‏ فقال‏(‏ ومن تريدونه واليا‏)),‏ قالوا له‏(‏ لا نرضي إلا بك‏,‏ وتكون واليا علينا بشروطنا‏,‏ لما نتوسمه فيك من العدالة والخير‏))‏ فامتنع أولا ثم رضي‏,‏ وأحضروا له كركا وعليه قفطان‏,‏ وقام السيد عمر والشيخ الشرقاوي فألبساه له‏,‏ وذلك في وقت العصر‏,‏ ونادوا بذلك في تلك الليلة في المدينة‏,‏ وأرسلوا إلي أحمد باشا الخبر بذلك‏,‏ فقال‏(‏ إني مولي من طرف السلطان فلا أعزل بأمر الفلاحين‏,‏ ولا أنزل من القلعة إلا بأمر من السلطنة‏))‏ وأصبح الناس وتجمعوا أيضا‏,‏ فركب الباشا ومعه الجم الغفير من العامة‏,‏ وبأيديهم الأسلحة والعصي‏,‏ وذهبوا إلي بركة الأزبكية حتي ملئوها‏.‏

                            ‏12‏ ـ وفي يوم‏10‏ مايو سنة‏1805‏ أحيط محمد علي بنبأ تعيينه واليا علي مدينة جده‏,‏ وكان هذا التعيين قد صدر قبل شهرين‏.‏ ولكن خورشيد باشا كتم الخبر لحاجته إلي محمد علي‏,‏ ولما أصبح القائد العام يهدد سلطته قرأ الفرمان في جلسة رسمية‏,‏ فأظهر محمد علي استعداده للسفر‏,‏ غير أن الأرناؤوط أحاطوا بخورشيد باشا عقب قراءة الفرمان مطالبين بما تبقي لهم من المرتبات‏,‏ فأعلن خورشيد رغبته في فرض ضريبة لهذا الغرض‏,‏ ولكن الشعب أظهر تذمره‏.‏

                            وأذاع محمد علي عند مغادرته المعسكر خبر سفره بين الشعب‏,‏ وفي اليوم التالي جمع عساكره وأخطر خورشيد باشا بضرورة استعفائه من منصبه‏,‏ وانضم الشعب إلي قوات محمد علي‏,‏ فانسحب خورشيد باشا إلي القلعة ومعه ألفا رجل‏.‏

                            ‏13‏ ـ في ذلك الوقت أرسل المشايخ والأعيان مندوبا إلي الأستانة حاملا التماسا إلي الباب العالي بتعيين محمد علي واليا علي مصر بدلا من خورشيد باشا‏,‏ فقرر الباب العالي إيفاد مندوب إلي مصر لرفع تقرير عن الحالة‏.‏

                            ‏14‏ ـ في‏10‏ يوليو سنة‏1805‏ تلي الفرمان الشاهاني الذي جاء فيه أن السلطان‏-‏ تلبية لرغبات الشعب‏-‏ عين محمد علي قائمقاما لمصر المحروسة‏,‏ وأمر خورشيد باشا بالذهاب إلي الإسكندرية‏.‏ ولما علم علي باشا سلحدار خورشيد باشا بهذا النبأ‏,‏ غادر الصعيد علي رأس‏3000‏ رجل فقاتله محمد علي‏.‏

                            ‏15‏ ـ وبينما كان الصراع قائما بين علي باشا ومحمد علي باشا وصل القبطان باشا إلي مصر‏,‏ فانتظر نتيجة القتال قبل أن يتخذ الإجراءات التي يتطلبها الموقف‏,‏ وأراد المماليك إفهامه أن الود قائم بينهم وبين خورشيد باشا‏,‏ ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل‏,‏ ثم أرادوا أن يظهروا سلطتهم فعينوا‏400‏ فارس لدخول القاهرة صبيحة يوم‏18‏ أغسطس وعلي رأسهم الطبل والزمار ليظهروا بمظاهر الفاتحين‏,‏ ولكن هذه المحاولة فشلت أيضا بعد أن أظهر الشعب عداءه لهم‏,‏ فحاولوا الهرب تاركين وراءهم مهماتهم وأسلحتهم وثروتهم‏,‏ ولكن الشعب أبادوهم عن آخرهم‏.‏



                            ‏*‏ حسين باشا القبطان أمير البحار الذي جاء إلي مصر علي رأس حملة بحرية للمساعدة في إجلاء الفرنسيين‏,‏ وتورط بعد ذلك في الصراعات الداخلية بين المماليك والأتراك‏,‏ والتي استخدم فيها كل ما هو متاح للتخلص من‏'‏ الأمراء المصرية‏'.‏

                            ‏16‏ ـ وعين خورشيد باشا واليا علي سلانيك‏,‏ فغادر أمير البحار مصر‏,‏ بعد أن أظهر عدم ارتياحه لوجود محمد علي علي رأس الجيوش‏.‏

                            ‏17‏ ـ وفي‏27‏ يونية عاد أمير البحار إلي مصر‏,‏ وخير محمد علي بين ولايتي سلانيك وقبرص‏,‏ ثم قرر أن الألفي بك هو والي مصر‏,‏ وأن موسي باشا والي سلانيك قادم إلي مصر علي رأس جيش قوي ليتسلم زمام الحكم‏.‏

                            ‏18‏ ـ وقد صرح محمد علي أنه سيطيع أوامر السلطان‏,‏ وأظهر استعداده للسفر واشترط علي أمير البحار أن يدفع قبل سفره مائة ألف من الجنيهات للقوات العسكرية‏,‏ وإن لم يفعل ذلك سيعرض نفسه للهلاك‏,‏ كما يعرض مدينة القاهرة للمآسي والشدائد‏.‏

                            ‏19‏ ـ غير أن القاضي والمشايخ والعلماء والأعيان وقعوا عريضة التمسوا فيها من الباب العالي إبقاء محمد علي في مصر‏,‏ إذ أن حكمه أصلح من حكم المماليك‏.‏ أما محمد علي فقد صرح بصوت جهوري إلي قنصل بريطانيا بأنه لا يخشي أحدا ولا يخشي أمير البحار وأن في إمكانه أن يقاوم القوات الأجنبية التي قد تجتاح مصر لمساعدة المماليك‏.‏

                            ‏20‏ ـ ولما يئس أمير البحار من إقناع محمد علي عن طريق المفاوضات بوجوب مغادرة أرض مصر‏,‏ أمر‏-‏ بعد فوات الأوان‏-‏ باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإخراجه عنوة‏.‏

                            ‏21‏ ـ وقد فشل الألفي بك أمام مدينة دمنهور‏,‏ فاضطر أمير البحار أن يستأنف المفاوضات مع محمد علي‏.‏ وفي‏20‏ أكتوبر سنة‏1806‏ عاد أمير البحار إلي الأستانة العلية ومعه إبراهيم بن محمد علي‏.‏

                            22‏ ـ وفي شهر يناير سنة‏1807‏ انتقل الألفي بك إلي الدار الآخرة‏,‏ وبموته اختفي ألد أعداء محمد علي‏,‏ وانهارت كل مقاومة جدية ضد حكمه‏.‏

                            ‏*‏ توفي الألفي بك بالكوليرا في‏10‏ من ذلك الشهر بعد أن كان قد نجح من قبل في التخلص من منافسه‏,‏ الأمير المملوكي عثمان بك البرديسي بعد أن بعث إليه من دس السم في طعامه‏,‏ وكان للألفي بك مكانة كبيرة حتي أن الشيخ الجبرتي الذي كان يتعاطف مع الأمير الراحل اعتبر وفاته نقطة نهاية لعصر بأكمله‏,‏ الأمر الذي نتبينه فيما كتبه عن هذه الوفاة‏,‏ وجاء فيه‏:‏

                            ‏يامصر انظري إلي أولادك وهم حولك مشتتين متباعدين مشردين‏,‏ واستوطنك أجلاف الأتراك واليهود وأراذل الأرنؤود وصاروا يقبضون خراجك ويحاربون أولادك ويقاتلون أبطالك ويقاومون فرسانك ويهدمون دورك ويسكنون قصورك ويفسقون بولدانك وحورك ويطمسون بهجتك ونورك‏'‏

                            وتؤكد كل الدلائل علي أن تلك المرثية كتبها الجبرتي تعبيرا عما كان يخالجه هو نفسه حين بدأ محمد علي ينفرد بحكم مصر‏,‏ وكأنما كان بهذه المرثية يودع عصره‏,‏ لأن مصر كانت تستقبل آنذاك عصرا جديدا من عصورها‏,‏ وهو ما عبر عنه بتلك الكلمات التي وضعها علي لسان محمد الألفي بأنه قد‏'‏ قضي الأمر وخلصت مصر لمحمد علي‏'‏ أو بالأحري قد قضي الأمر وانقضي ذلك العصر الذي انتمي إليه المؤرخ الكبير‏!!‏
                            شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

                            تعليق

                            • جمال هديه
                              عضو منتسب
                              • Apr 2012
                              • 160

                              #29
                              كيف تبوأ محمد على باشا حكم مصر وهروب عثمان البرديسى أمير المماليك وحاكم القاهرة الى منفلوط

                              ‏1‏ ـ كانت مصر في شهر يناير سنة‏1803‏ منقسمة إلي ثلاث مناطق نفوذ‏,‏ فالجيش الإنجليزي‏-‏ وهو مكون من‏4430‏ جنديا‏-‏ يحتل الإسكندرية‏,‏ والجيش العثماني‏-‏ وهو مكون من عشرة آلاف جندي‏-‏ يحتل منطقتي الدلتا والقاهرة‏,‏ أما جيش المماليك‏-‏ وهو مكون من ثلاثة آلاف فارس وستة آلاف من رجال القبائل و‏80‏ جنديا فرنسيا من المدفعيين فروا من جيش الاحتلال الفرنسي وانضموا إلي المماليك‏]-‏ فكان يحتل الصعيد‏.‏

                              وكان جيش المماليك إذا التقي بالجيش العثماني ألحق به الهزيمة‏,‏ لأن الجنود العثمانيين كانوا لا يثقون بقوادهم ولا يأبهون لأوامرهم‏.‏

                              وكان والي مصر في تلك السنة هو عدو محمد علي اللدود‏,‏ محمد خسرو باشا‏,‏ الذي صار فيما بعد الصدر الأعظم في الأستانة‏.‏

                              ‏*‏ كان هذا هو الحال في البلاد خلال الفترة الفاصلة بين جلاء آخر جندي فرنسي عن البلاد بعد فشل الحملة النابليونية الشهيرة‏(3‏ يوليو‏1801)‏ وخروج آخر جنود الحملة الإنجليزية التي ساهمت في إجلاء الفرنسيين‏(5‏ مارس‏1803),‏ وهو الخروج الذي تم بعد عقد معاهدة اميان‏Amiens,‏ بين فرنسا من جانب والحلفاء في طليعتهم إنجلترا من جانب آخر‏,‏ وكانت هذه المعاهدة بمثابة استراحة قصيرة في عمر الحروب النابليونية لم تدم أكثر من أربعة عشر شهرا‏.‏

                              ‏*‏ يكشف هذا المشهد‏,‏ ربما لأول مرة‏,‏ عن انخراط عدد من الجنود الفرنسيين في صفوف المماليك‏,‏ بعد أن رفضوا الجلاء مع بقية قوات الحملة‏,‏ وليس واضحا ما دفع هؤلاء إلي عدم العودة إلي بلادهم‏,‏ هل لأسباب شخصية‏,‏ زواج بمصريات وما إلي ذلك‏,‏ أو لأسباب سياسية‏,‏ كأن يكون قادة الحملة اختاروهم للبقاء في البلاد لتظل العين الفرنسية تتابع ما يجري فيها‏,‏ وإن كنا نلاحظ في النهاية أن وجودهم في صفوف المماليك كان طبيعيا بحكم أن قواتهم قد تشكلت من أخلاط من البشر‏,‏ وكان يمكن أن تقبل هؤلاء بين صفوفها‏,‏ علي عكس الحال مع القوات الأخري التي كان يربط بينها في الغالب لون من الوحدة الجنسية‏,‏ كما هو الحال بالنسبة للألبانيين مثلا‏,‏ خاصة وأنهم كانوا من المدفعيين الذين يحتاجهم المماليك‏..‏

                              ‏2‏ ـوفي أواخر شهر يونيو سنة‏1803‏ ثار الشعب المصري بمعاونة البكوات المماليك القائمين بالقاهرة علي طاهر باشا رئيس الجنود الألبانيين‏(‏ الأرنؤود‏)‏ وقتلوه‏,‏ بينما أسر المماليك والأرناؤوط بقيادة محمد علي والي مصر محمد خسرو باشا‏.‏

                              وفي شهر يوليو عين‏'‏ علي باشا‏'‏ الذي جامل الإنجليز واليا‏.‏ فنقم عليه المصريون والأوربيون‏,‏ وفي الوقت نفسه أخذ الجنود الألبانيون يطالبون بمرتباتهم المتأخرة ووطدوا العزم علي مغادرة مصر‏,‏ ولكن علي باشا استمالهم وعرض عليهم إبرام حلف ضد المماليك‏,‏ غير أن المماليك اكتشفوا هذه المؤامرة فثاروا علي الوالي ونفوه إلي يافا‏.‏

                              ‏*‏ تختلف القصة التي رواها الجبرتي في يومياته عن مقتل طاهر باشا عما جاء في رواية الأهرام‏,‏ إذ يقول أنه بعد أن أقيم طاهر باشا قائمقاما علي مصر أن طالبه الانكشارية برواتبهم‏(‏ جماكيهم‏)‏ المتأخرة‏,‏ فأنكر عليهم ذلك‏,‏ وأنه مستعد أن يدفع تلك الجمكيات منذ أن تولي المسئولية‏,‏ فقامت جماعة منهم وثارت عليه‏'‏ وعاجلوه بالحسام وضربه أحدهم فطير رأسه ورماها من الشباك إلي الحوش‏'!‏

                              ‏*‏ إبان تلك الفترة خاض الوالي العثماني محمد باشا مجموعة من المعارك ضد قوات المماليك المتمترسة في الوجه البحري لحقه خلالها أكثر من هزيمة الأمر الذي هون من شأنه حتي أنه قبل خلال أيامه الأخيرة في العاصمة المصرية أن يكون تحت حماية أمرائهم‏,‏ مما كان محل تعجب من المصريين‏.‏

                              ‏3‏ ـ وقد طلب المماليك إسناد الولاية إلي خورشيد باشا محافظ الإسكندرية‏,‏ وصادف أن عاد الألفي بك من بلاد الإنجليز‏,‏ فأقلقت هذه العودة بال عثمان بك البرديسي‏,‏ فاستدعي محمد علي قائد فرق الأرناؤوط ليتحدث إليه في هذا الموضوع وانتهيا إلي إبرام حلف بينهما‏.‏

                              وفي منتصف ليلة‏20‏ فبراير عبر محمد علي وجنوده مجري النيل أمام ساحل مصر العتيقة‏,‏ وهجم علي فرسان الألفي بك الذين كانوا يعسكرون بالقرب من الجيزة فأخذهم علي غرة‏,‏ وتمكن الألفي الصغير من الفرار‏,‏ فاحتل محمد علي مدينة الجيزة وأخذ يطارد فلول قوات الألفي حتي مدينة منوف‏,‏ غير أنه لم يتمكن من القبض علي الألفي الكبير‏.‏

                              انكسرت شوكة المماليك من جراء تلك المعارك فسر الألبانيون لذلك وسطع نجم قائدهم محمد علي‏,‏ فاتصل محمد علي علي الفور بقنصل فرنسا‏,‏ وطلب إليه أن يتوسط لدي السلطان ليمنحه ولاية مصر‏,‏ فكتب القنصل فورا إلي حكومته يقول‏'‏ أستطيع أن أؤكد لكم أن محمد علي لم يكن يخفي عزمه علي الوصول إلي الحكم‏,‏ ولكني‏-‏ علي الرغم من ميل هذا القائد إلي فرنسا‏-‏ لا أدري إن كانت لديه الكفاءة اللازمة لإعداد برنامج شامل وتنفيذه‏'.‏

                              وفي شهر مارس تحدث محمد علي بصراحة إلي قنصل فرنسا وقال أنه ينوي إزالة سلطة المماليك‏.‏ ثم صاح‏'‏ كيف تستطيع أن تعتمد علي هؤلاء الرجال الذين خانوا شقيقهم وزميلهم وصديقهم؟‏..‏ أما نحن أعداؤهم الألداء فلا ننتظر منهم غير الخيانة والهلاك‏!'.‏

                              ‏*‏ خلال الفترة القصيرة التي تحكم فيها أمراء المماليك في القاهرة بالغوا في فرض الضرائب والفرد غير الشرعية‏,‏ الأمر الذي أدي إلي الاحتجاجات التي بلغت ذروتها يوم‏8‏ مارس‏1804‏ حين‏'‏ خرج الفقراء والعامة والنساء طوائف يصرخون وبأيديهم دفوف يضربون عليها‏,‏ والنساء يندبن وينعين ويقلن كلاما علي البكوات مثل قولهن‏(‏ إيش تاخد من تفليسي يابرديسي‏)‏ وصبغن أيديهن بالنيلة‏'وهرب عثمان البرديسى الى منفلوط فى صعيد مصروقدوافته المنيه.‏فى8من رمضان عام 1221هجريه 19من نوفمبر1806ودفن عثمان البرديسى أميرالمماليك و حاكم القاهره فى منفلوط

                              ‏*‏ تؤكد هذه الرواية علي أن القائد الشاب الذي وصل إلي قيادة الألبانيين بعد اغتيال قائدهم كانت له منذ البداية طموحاته التي تمثلت في الرغبة في الاستيلاء علي مقعد الباشوية في العاصمة المصرية رغم ما تشير إليه الروايات من تمنعه عندما عرض عليه المشايخ وزعماء الشعب هذا المقعد‏.‏

                              ‏4‏ ـ واجتمع محمد علي بعد ذلك سرا بخورشيد باشا‏,‏ واتفقا معه علي أن يهاجما المماليك‏,‏ وفي يوم‏11‏ مارس هاجم الجنود الألبانيون منزلي عثمان بك وإبراهيم بك‏.‏ وأرغموهما علي الفرار بعد أن أثخنوهما جراحا‏.‏ ثم احتلوا القلعة‏.‏ ولما علم خسرو باشا وعلي باشا بفوز الألبانيين غادرا مصر عائدين إلي استنبول‏.‏

                              ‏5‏ ـ اطمأن لذلك بال خورشيد باشا‏,‏ غير أنه كان قد تسلم زمام الحكم دون أن يؤيده السلطان بفرمان شاهاني‏,‏ فصرح محمد علي بأن ولاية خورشيد باشا غير قانونية‏,‏ وأنه سيتولي قيادة الجيوش‏.‏

                              ولما علم‏'‏ أحمد الجزار‏'‏ والي عكا بما حدث أرسل قواته إلي العريش لإبرام معاهدة بينه وبين محمد علي‏,‏ فخشي السلطان سوء العواقب وبادر إلي إرسال الفرمان إلي خورشيد باشا‏,‏ غير أن أحمد الجزار توفي بعد أيام معدودات‏.‏

                              ‏*‏ تدل التطورات السابقة علي ما كانت قد بلغته حكومة الأستانة من ضعف وقتئذ‏,‏ إلي الحد الذي لم يكن أمامها معه إلا الموافقة علي ما يجري علي أرض الواقع‏,‏ كما تؤكد متابعة الحوادث أن ما جري يوم‏13‏ مايو عام‏1805‏ من تنصيب المشايخ وزعماء المصريين لقائد بعينه من قواد الأتراك واليا لم تكن المرة الأولي التي يحدث فيها مثل هذا‏.‏

                              ‏6‏ ـ ثم عاد الألفي بك فكر بقواته علي القاهرة وعرض الصلح علي خورشيد باشا الذي كان يقف من محمد علي موقف الريبة‏,‏ وأخذ يتحصن في القلعة‏.‏ وعند ذلك شعر محمد علي بحرج الموقف‏,‏ فالمماليك قد طوقوا العاصمة‏,‏ وهددوا سكان مصر المحروسة بالجوع بينما كان الجنود الألبانيون يطالبون بأجورهم ويتوعدون‏.‏

                              ‏7‏ ـ غير أن الخلاف لم يلبث أن دب بين المماليك فلم يتفقوا علي الخطة العسكرية التي اتخذوها ضد الأرناؤوط‏,‏ فانتهز محمد علي الفرصة وسدد إليهم ضربة شديدة مفاجئة‏,‏ إذ هجم علي قوات الألفي الصغيرة المعسكرة بين طرة ومصر العتيقة واستولي علي أربعة مدافع‏.‏ وفي‏23‏ يوليو استولي علي مدينة شلقان واحتلها‏.‏ بينما غمر النيل الأراضي بمياه الفيضان فاضطر المماليك إلي أن يفكوا الحصار‏,‏ وانسحبوا مرة أخري إلي منطقة الفيوم‏,‏ ولكن محمد علي لم يمهلهم فهاجم البرديسي وإبراهيم بك بعنف واضطرهما إلي الانسحاب إلي الصعيد‏.‏

                              ‏8‏ ـ وفي شهر سبتمبر سنة‏1804‏ قرر محمد علي مغادرة مصر‏,‏ بعد أن أبدي جنوده الرغبة في العودة إلي بلادهم‏,‏ ولكن خورشيد باشا خشي أن يستولي المماليك علي الحكم عقب انسحاب محمد علي‏,‏ فأقنعه بالبقاء‏,‏ فلبي محمد علي دعوة الوالي وقرر استئناف القتال مع بعض فرق الأرناؤوط التي عدلت عن السفر‏.‏

                              9‏ ـ وفي شهر يناير سنة‏1805‏ أعاد‏'‏ القائد العام‏'‏ محمد علي باشا تنظيم جيوشه بعد أن ضم إليها الجنود العثمانيين‏,‏ ثم حاصر مدينة المنيا التي كانت حصنا قويا في يد المماليك‏,‏ وبعد قتال عنيف دام شهرين‏,‏ اقتحم جنوده المدينة بعد أن هزموا المماليك شر هزيمة‏.‏

                              اوجست كودر : محمد على 1769 - 1838 حاكم مصر .. صورة منقوشة على الفولاذ من عام 1840
                              ‏*‏ جاء عن الحادثة الأخيرة في كتابات المعاصرين أنه في يوم الاثنين‏10‏ رمضان‏1921(13‏ ديسمبر‏1804)'‏ تواترت الأخبار بوقوع الحرب بين العسكر والأمراء المصريين‏(‏ المماليك‏)‏ في المنيا‏,‏ وقتل من الأمراء صالح بيك الألفي‏,‏ ومراد بك من الصناجق الجدد المقلدين الإمارة خارج مصر‏'.‏

                              ‏10‏ ـ وقد قرر محمد علي بعد هذا الفوز العودة إلي القاهرة ومعه جميع قواته‏,‏ وصرح بأن القوات التي تحت إمرته تطالب بأجورها‏.‏ فخشي خورشيد باشا عواقب ذلك‏,‏ واتخذ تدابيره للصمود أمام محمد علي‏.‏ غير أن محمد علي ما كاد يجتاز شاطئ النيل حتي أرسل إليه خورشيد باشا مندوبا لمعرفة نواياه‏,‏ غير أن محمد علي دخل القاهرة علي رأس قواته‏.‏ وأصبحت العلاقات بين القائدين متوترة‏.‏ فلم يتبادلا الزيارات‏,‏ وطلب محمد علي إعداد كشف عن إيرادات الإيالة منذ اليوم الذي تسلم فيه خورشيد باشا زمام الحكم‏.‏ كما طلب إرسال الكتخدا وقائد القوات المعسكرة بالقلعة إلي الصعيد وأبدي رغبته في أن يبقي هو بالقاهرة‏.‏ وكتب قنصل فرنسا في هذه المناسبة يقول‏'‏ يبدو أن محمد علي له نفوذ كبير علي الجنود والسكان‏,‏ وقد زاره القواد العسكريون والمدنيون جميعا مخالفين بذلك الأمر الذي صدر إليهم من خورشيد باشا يمنعهم عن زيارته‏'.‏

                              ‏11‏ ـ مل سكان مصر حالة التوتر المستمرة التي سادت الجو من ذلك الوقت‏,‏ بينما كان هؤلاء السكان ينشدون الاستقرار‏.‏ وفي شهر مايو سنة‏1805‏ كتب قنصل فرنسا إلي حكومته قائلا‏:‏ علي الرغم من الإشاعات المتواترة من أن الأمور عادت إلي مجاريها‏,‏ وأن الوئام حل محل الخصام بين خورشيد باشا ومحمد علي‏,‏ فإني أراني مضطرا إلي طلب تعليمات وزارة الخارجية بشأن الخطة التي يجب أن أتبعها في حالة استيلاء محمد علي علي الحكم‏.‏

                              وبعد أيام ثار الشعب بقيادة المشايخ علي الجيش العثماني الذي كان لا يزال يرتكب الجرائم‏,‏ فأظهر محمد علي استعداده لمناصرة الشعب‏,‏ وأصدر أوامر مشددة إلي جنوده لمنع ارتكاب الجرائم والدفاع عن حقوق الشعب وسلامته‏.‏

                              ‏*‏ لأهمية هذه الحادثة التي يحتفل المصريون بمرور مائتي عام عليها نسوق نص رواية الشيخ الجبرتي عنها‏,‏ قال‏:‏

                              ‏'‏فلما أصبحوا يوم الاثنين اجتمعوا ببيت القاضي‏,‏ وكذلك اجتمع الكثير من العامة‏,‏ فمنعوهم من الدخول إلي بيت القاضي وقفلوا بابيه‏,‏ وركب الجميع وذهبوا إلي محمد علي‏,‏ وقالوا له‏(‏ إنا لا نريد هذا الباشا حاكما علينا‏,‏ ولا بد من عزله من الولاية‏))‏ فقال‏(‏ ومن تريدونه واليا‏)),‏ قالوا له‏(‏ لا نرضي إلا بك‏,‏ وتكون واليا علينا بشروطنا‏,‏ لما نتوسمه فيك من العدالة والخير‏))‏ فامتنع أولا ثم رضي‏,‏ وأحضروا له كركا وعليه قفطان‏,‏ وقام السيد عمر والشيخ الشرقاوي فألبساه له‏,‏ وذلك في وقت العصر‏,‏ ونادوا بذلك في تلك الليلة في المدينة‏,‏ وأرسلوا إلي أحمد باشا الخبر بذلك‏,‏ فقال‏(‏ إني مولي من طرف السلطان فلا أعزل بأمر الفلاحين‏,‏ ولا أنزل من القلعة إلا بأمر من السلطنة‏))‏ وأصبح الناس وتجمعوا أيضا‏,‏ فركب الباشا ومعه الجم الغفير من العامة‏,‏ وبأيديهم الأسلحة والعصي‏,‏ وذهبوا إلي بركة الأزبكية حتي ملئوها‏.‏

                              ‏12‏ ـ وفي يوم‏10‏ مايو سنة‏1805‏ أحيط محمد علي بنبأ تعيينه واليا علي مدينة جده‏,‏ وكان هذا التعيين قد صدر قبل شهرين‏.‏ ولكن خورشيد باشا كتم الخبر لحاجته إلي محمد علي‏,‏ ولما أصبح القائد العام يهدد سلطته قرأ الفرمان في جلسة رسمية‏,‏ فأظهر محمد علي استعداده للسفر‏,‏ غير أن الأرناؤوط أحاطوا بخورشيد باشا عقب قراءة الفرمان مطالبين بما تبقي لهم من المرتبات‏,‏ فأعلن خورشيد رغبته في فرض ضريبة لهذا الغرض‏,‏ ولكن الشعب أظهر تذمره‏.‏

                              وأذاع محمد علي عند مغادرته المعسكر خبر سفره بين الشعب‏,‏ وفي اليوم التالي جمع عساكره وأخطر خورشيد باشا بضرورة استعفائه من منصبه‏,‏ وانضم الشعب إلي قوات محمد علي‏,‏ فانسحب خورشيد باشا إلي القلعة ومعه ألفا رجل‏.‏

                              ‏13‏ ـ في ذلك الوقت أرسل المشايخ والأعيان مندوبا إلي الأستانة حاملا التماسا إلي الباب العالي بتعيين محمد علي واليا علي مصر بدلا من خورشيد باشا‏,‏ فقرر الباب العالي إيفاد مندوب إلي مصر لرفع تقرير عن الحالة‏.‏

                              ‏14‏ ـ في‏10‏ يوليو سنة‏1805‏ تلي الفرمان الشاهاني الذي جاء فيه أن السلطان‏-‏ تلبية لرغبات الشعب‏-‏ عين محمد علي قائمقاما لمصر المحروسة‏,‏ وأمر خورشيد باشا بالذهاب إلي الإسكندرية‏.‏ ولما علم علي باشا سلحدار خورشيد باشا بهذا النبأ‏,‏ غادر الصعيد علي رأس‏3000‏ رجل فقاتله محمد علي‏.‏

                              ‏15‏ ـ وبينما كان الصراع قائما بين علي باشا ومحمد علي باشا وصل القبطان باشا إلي مصر‏,‏ فانتظر نتيجة القتال قبل أن يتخذ الإجراءات التي يتطلبها الموقف‏,‏ وأراد المماليك إفهامه أن الود قائم بينهم وبين خورشيد باشا‏,‏ ولكن هذه المحاولة باءت بالفشل‏,‏ ثم أرادوا أن يظهروا سلطتهم فعينوا‏400‏ فارس لدخول القاهرة صبيحة يوم‏18‏ أغسطس وعلي رأسهم الطبل والزمار ليظهروا بمظاهر الفاتحين‏,‏ ولكن هذه المحاولة فشلت أيضا بعد أن أظهر الشعب عداءه لهم‏,‏ فحاولوا الهرب تاركين وراءهم مهماتهم وأسلحتهم وثروتهم‏,‏ ولكن الشعب أبادوهم عن آخرهم‏.‏



                              ‏*‏ حسين باشا القبطان أمير البحار الذي جاء إلي مصر علي رأس حملة بحرية للمساعدة في إجلاء الفرنسيين‏,‏ وتورط بعد ذلك في الصراعات الداخلية بين المماليك والأتراك‏,‏ والتي استخدم فيها كل ما هو متاح للتخلص من‏'‏ الأمراء المصرية‏'.‏

                              ‏16‏ ـ وعين خورشيد باشا واليا علي سلانيك‏,‏ فغادر أمير البحار مصر‏,‏ بعد أن أظهر عدم ارتياحه لوجود محمد علي علي رأس الجيوش‏.‏

                              ‏17‏ ـ وفي‏27‏ يونية عاد أمير البحار إلي مصر‏,‏ وخير محمد علي بين ولايتي سلانيك وقبرص‏,‏ ثم قرر أن الألفي بك هو والي مصر‏,‏ وأن موسي باشا والي سلانيك قادم إلي مصر علي رأس جيش قوي ليتسلم زمام الحكم‏.‏

                              ‏18‏ ـ وقد صرح محمد علي أنه سيطيع أوامر السلطان‏,‏ وأظهر استعداده للسفر واشترط علي أمير البحار أن يدفع قبل سفره مائة ألف من الجنيهات للقوات العسكرية‏,‏ وإن لم يفعل ذلك سيعرض نفسه للهلاك‏,‏ كما يعرض مدينة القاهرة للمآسي والشدائد‏.‏

                              ‏19‏ ـ غير أن القاضي والمشايخ والعلماء والأعيان وقعوا عريضة التمسوا فيها من الباب العالي إبقاء محمد علي في مصر‏,‏ إذ أن حكمه أصلح من حكم المماليك‏.‏ أما محمد علي فقد صرح بصوت جهوري إلي قنصل بريطانيا بأنه لا يخشي أحدا ولا يخشي أمير البحار وأن في إمكانه أن يقاوم القوات الأجنبية التي قد تجتاح مصر لمساعدة المماليك‏.‏

                              ‏20‏ ـ ولما يئس أمير البحار من إقناع محمد علي عن طريق المفاوضات بوجوب مغادرة أرض مصر‏,‏ أمر‏-‏ بعد فوات الأوان‏-‏ باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإخراجه عنوة‏.‏

                              ‏21‏ ـ وقد فشل الألفي بك أمام مدينة دمنهور‏,‏ فاضطر أمير البحار أن يستأنف المفاوضات مع محمد علي‏.‏ وفي‏20‏ أكتوبر سنة‏1806‏ عاد أمير البحار إلي الأستانة العلية ومعه إبراهيم بن محمد علي‏.‏

                              22‏ ـ وفي شهر يناير سنة‏1807‏ انتقل الألفي بك إلي الدار الآخرة‏,‏ وبموته اختفي ألد أعداء محمد علي‏,‏ وانهارت كل مقاومة جدية ضد حكمه‏.‏

                              ‏*‏ توفي الألفي بك بالكوليرا في‏10‏ من ذلك الشهر بعد أن كان قد نجح من قبل في التخلص من منافسه‏,‏ الأمير المملوكي عثمان بك البرديسي بعد أن بعث إليه من دس السم في طعامه‏,‏ وكان للألفي بك مكانة كبيرة حتي أن الشيخ الجبرتي الذي كان يتعاطف مع الأمير الراحل اعتبر وفاته نقطة نهاية لعصر بأكمله‏,‏ الأمر الذي نتبينه فيما كتبه عن هذه الوفاة‏,‏ وجاء فيه‏:‏

                              ‏يامصر انظري إلي أولادك وهم حولك مشتتين متباعدين مشردين‏,‏ واستوطنك أجلاف الأتراك واليهود وأراذل الأرنؤود وصاروا يقبضون خراجك ويحاربون أولادك ويقاتلون أبطالك ويقاومون فرسانك ويهدمون دورك ويسكنون قصورك ويفسقون بولدانك وحورك ويطمسون بهجتك ونورك‏'‏

                              وتؤكد كل الدلائل علي أن تلك المرثية كتبها الجبرتي تعبيرا عما كان يخالجه هو نفسه حين بدأ محمد علي ينفرد بحكم مصر‏,‏ وكأنما كان بهذه المرثية يودع عصره‏,‏ لأن مصر كانت تستقبل آنذاك عصرا جديدا من عصورها‏,‏ وهو ما عبر عنه بتلك الكلمات التي وضعها علي لسان محمد الألفي بأنه قد‏'‏ قضي الأمر وخلصت مصر لمحمد علي‏'‏ أو بالأحري قد قضي الأمر وانقضي ذلك العصر الذي انتمي إليه المؤرخ الكبير‏!!‏
                              شـكــراً وبارك الله فيك لك ... لك مني أجمل تحية .

                              تعليق

                              • ahmed_allaithy
                                رئيس الجمعية
                                • May 2006
                                • 3961

                                #30
                                شكر الله جهدك أستاذ جمال.
                                د. أحـمـد اللَّيثـي
                                رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
                                تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

                                فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

                                تعليق

                                يعمل...
                                X