تعليقات على كتاب (فقه اللهجات العربيات) للدكتور بهجت قبيسي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Rima_Alkhani
    عضو منتسب
    • Aug 2007
    • 99

    #16
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    وصلني رابط الموضوع عبر البريد الألكتروني.
    وقد ناقشنا الأمر مع الباحثين عبر مجموعتنا الواتسية، وأقدم لكم ملخصا قدمه الباحث القدير في موقعنا فرسان الثقافة
    الأستاذ مصطفى إنشاصي:
    المادة مهمة في بحثي نقد نظرية أصل الأجناس في التوراة. وإن كنت لاحظت أن الدكتور الناقد وهو فلسطيني غالبا اعتمد في نسب قبيلة طئ النسب التوراتي!
    كما أنه لم يقدم لغير المختصين أن الحروف الآرامية هي في الأصل الحروف الكنعانية، نقلها وحافظ عليها اﻵراميون وزادوا لها 3 حروف تقريبا وأن الحروف النبطية هي نفسها الآرامية مع بعض التعديل ومن الحروف ومن اللغة النبطية جاءت العربية القرشية وحروفها...
    فالنبطية هي حلقة الوصل بين اللغة العربية في عهد الرسول وبين اللغة الآرامية اï»·صل.
    وكذلك أكثر القبائل التي انتقلت في حدود الجزيرة العربية التي تصل إلى تركيا، كانت آرام ومنها إبراهيم عليه السلام فاعتبار بني إسرائيل عربا أمر طبيعي، وذلك ما يجب التأكيد عليه لنفي الزعم اليهودي أنهم عرق نقي منذ بداية الخليقة وأنهم شعب الله المختار
    النقد اللغوي:
    له وجهة نظر معتبرة بحكم أن الدكتور القبيسي قومي مؤدلج فعلا، فقد يكون تعصبه وصراع العدنانية والقحطانية الذي كان سببا في ضعف الأمة قديما أثر فيه حديثا. ولكن قد لا يكون كل ما سيذكر الدكتور اï»·قطش صحيحا ...
    خاصة وأن الدكتور عبد الرحمن سليمان نفى الأصل العربي البربر.. في الوقت الذي تؤكد أغلب الدراسات أصولهم الكنعانية والفنيقية وغيرها من الأصول العربية
    من مهم د. ريمة أن توافينا ببقية النقد
    تحياتي

    تعليق

    • أحمد الأقطش
      أقود سفينتي وسط الرمال
      • Aug 2009
      • 409

      #17
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بكم سيدتي العزيزة د. ريمه الخاني.

      يسعدني تلقي أية انتقادات لِما أطرحه، فما مِنَّا إلا رادٌّ ومردود عليه. أنا أحترم جميع الجهود العلمية بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي معها جزئيًّا أو كليًّا، وأية ملاحظات أقوم بتدوينها يكون الغرض منها فتح آفاق أوسع للنظر وإعادة النظر.

      وأنا عن نفسي لست أقف موقفًا أيديولوجيًّا تجاه الفكر القومي تأييدًا أو معارضة، فمن المفترض أن القناعات العلمية تكون ثمرة البحث والدرس بخلاف القناعات الأيديولوجية التي لن يستطيع الباحث الفكاك منها باعتبارها جزءًا من تركيبته الفكرية، وبالتالي ستكون أبحاثه - مهما حاول الحفاظ على الموضوعية - موجَّهة لخدمة هذه القناعات والبرهنة على صدقيتها.

      ومجال اللغات القديمة مجال خصب لِمَن أراد استحضار عظمة الماضي السحيق لشعوب المنطقة، لكن مشكلة هذا المجال أنه ظلَّ زمنًا طويلاً حكرًا على الجهات الغربية بمختلف جنسياتها، في فترة تاريخية كان لها سياقها الاستعماري المعروف. فالخلفية السياسية - التي ليست منقطعة الصلة عن حاضرنا الأليم - قد ألقت بظلالها على أبحاث الغربيين وهم ينقبون في بطون هذه الأرض لاستنطاق تاريخ شعوبها.

      لكن على الجانب الآخر، ومن الناحية العلمية البحتة، لا يدين هذا المجال بالفضل للعرب المعاصرين بل للعلماء الغربيين الذين استخرجوا هذه الكنوز وأماطوا اللثام عن عجائب الماضي الغابر، واستطاعوا فكَّ رموز الكتابات التي لم يكن يخطر على بال أحد أن تكون بهذا الثراء المذهل، فانفجرت بذلك الأضواء على ظلمات التواريخ المجهولة، وعادت إلى الحياة كثير من اللغات الميتة بعد أن نخرت عظامها. ومع الجهود التي بُذلت لدراسة هذه المكتشفات الأثرية وقراءة الخطوط القديمة وانخراط المجتمع العلمي في نقد هذه الدراسات وتمحيصها، كل هذا لا يجوز غض الطرف عنه بزعم أن الغربيين مؤدلجون ومزوِّرون وصهاينة وصليبيون... إلخ. هذه جهود علمية تراكمية أسهم فيها علماء من مختلف الجنسيات والخلفيات وهي حصيلة عشرات العشرات من السنوات، سقطت خلالها حكومات وسياسات، وتغيرت ثقافات وتوجهات، وتطورت وسائل البحث والدرس والتواصل العلمي.

      هل يعني هذا التسليم الأعمى بما تخطه أيدي العلماء الغربيين؟ بالطبع لا، فهناك قضايا كثيرة غير محسومة ونظريات يعاد النظر فيها من حين لآخر، لكن كل هذا لا ينبغي أن يتم إلا في إطار منهجي سليم ومتماسك.

      وعذرًا على الإطالة، مع خالص تقديري واعتزازي ،،
      [frame="4 93"]
      ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

      [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

      تعليق

      • Rima_Alkhani
        عضو منتسب
        • Aug 2007
        • 99

        #18
        شكرا لسرعة ردك أستاذ أحمد، والجدير بالذكر أن كتاب : "حكمة الشرق وعلومه"بجزئيه، ل جيرالد جيمس تومر، يعتبر وثيقة هامة، لهدف الغرب من الاستشراق والنبش في تراث الشعوب..
        تبشير... نهضة صناعية حضارية..
        إخفاء لحقائق علمية وأسماء أصحابها العرب ونسبتها لهم..
        وهناك أدلة كثيرة إن حضرتني فأضعها لاحقا.
        لايوجد جهد غربي حيادي بحال ألا ماندر، فحتى كتاب: "ثلاث مدن شرقية..." على حياديته وكاتبه الملهم فيليب منسل، لم يستطع التجرد من غربيته في بعض مواقع من كتابه ذو الجزئين، وهذا أمر طبيعي جدا.
        نحن لانشكك بالنوايا، بل نضع النقاط على الحروف، من خلال مانقرأ.
        تحيتي.
        وبرجاء تفعيل تسجيل الباحث مصطفى إنشاصي، لإتمام الحوار مع التقدير دوما.

        تعليق

        • أحمد الأقطش
          أقود سفينتي وسط الرمال
          • Aug 2009
          • 409

          #19
          يقول الدكتور قبيسي (ص73-74): «كُتبت اللهجة العربية العدنانية (الحجازية القرشية): بالحرف الآرامي المربع واستعملها ورقة بن نوفل، كذلك كُتبت بالخط المسندي اليمني رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن. وكُتبت العربية العدنانية بالحرف السرياني وسميت بالكرشونية نسبة لقريش. وأخيرًا كُتبت العربية العدنانية بخلط من حرف الجزم والحرف المسند والهيروغليفية (الخط المقدس) وهو أمر نلحظه في نقش جبل رم حيث ورد بهذا الشكل»:



          أقول: هنا عدة نقاط:
          أولاً: قوله إن اللهجة العدنانية هي (الحجازية القرشية)، قد سبق الكلام فيه فيما يخص تعيين لغة عدنان. لكنه هنا قيَّد بعد إطلاق، فحَصَرَ العدنانية في الحجازية القرشية. وبالنظر إلى القبائل التي ينتهي نسبها إلى عدنان وانتشرت في أرجاء الجزيرة العربية، نجد بينها وبين اللهجة القرشية اختلافات، فضلاً عن أن هذه القبائل ليست قرشية النسب ولا حجازية الموطن. فهذا التعيين غير دقيق من ناحية النسب والجغرافيا واللغة.

          ثانيًا: قوله إن العدنانية كُتبت بالحرف الآرامي المربع، أقول: بل كُتبت بالخط النبطي في طوره المتأخر. وإنما دفعه إلى ذلك ما سبق وقاله عن نقش النمارة، وقد تكلمنا فيه مِن قبل. والسبب الذي جعله يسلك هذا المسلك هو أنه معتقدٌ سلفًا أن الآراميين عرب، وامرؤ القيس في نقش النمارة وُصف بأنه مَلِكُ العرب، فإذا أثبتنا أنه آرامي إذن فالآراميون عرب! هكذا بنى استدلاله فعلاً عقب "تحليله" لنقش النمارة، فقد قال في خلاصته (ص69): «إذن فإنَّ امرؤ [امرأ] القيس هو آرامي اللهجة (نحوًا وأدوات معنى ونظام كتابة). ومع ذلك فهو يقول أنه ملك العرب كله. إذن، فالآراميون عربٌ حسب تصريح امرؤ[امرئ] القيس الآرامي». وإذا كانت المقدمات مدخولة، فالنتيجة لا تنهض.

          ثالثًا: قوله إن الحرف الآرامي المربع استعمله ورقة بن نوفل، أحال بخصوص هذه المعلومة في الهامش إلى كتاب الشيخ البوطي (هذه مشكلاتهم) وقال إنها فيه عن كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ج3 ص597. وقد عدتُ إلى الكتابين وطبعًا ليس فيهما هذا الكلام. الذي قاله البوطي عن ورقة بن نوفل هو التالي (ص184): «وكان يكتب الكتب العربية بالحروف العبرانية»، ثم نقل قصته مع النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب ابن حجر المذكور. وحديث ورقة بن نوفل معروف مشهور في كتب الحديث الشريف فقد أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما، فالرجوع إلى هذه المصادر هو الأولى. وقد وقع في متن الحديث: «وكان امرأً تنصَّر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي، فيكتب من الإنجيل بالعربية ما شاء الله أن يكتب». هذا هو أصل المعلومة المتعلقة بورقة بن نوفل وهي أنه كان مطَّلعًا على الإنجيل ويكتب منه أشياء باللغة العربية. فأين في النص ما يتعلق بخط الكتابة؟ وأمَّا البوطي فيظهر أنه اعتمد على رواية أخرى للحديث، وهي عند البخاري أيضًا، تقول: «وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب». وهذا لا علاقة له بخط الكتابة أيضًا، بل يفيد أن ورقة كان ينسخ الكتب العبرية بلغتها العبرية. فسواء كان اللفظ الصحيح في الحديث هو العربي أو العبراني، فالنص في الحالتين لا يقول إن ورقة كان يكتب اللغة العربية بالحروف الآرامية!

          يتبع
          [frame="4 93"]
          ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

          [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

          تعليق

          • أحمد الأقطش
            أقود سفينتي وسط الرمال
            • Aug 2009
            • 409

            #20
            المشاركة الأصلية بواسطة rima_alkhani مشاهدة المشاركة
            شكرا لسرعة ردك أستاذ أحمد
            كل التحية والتقدير د. ريمه

            [frame="4 93"]
            ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

            [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

            تعليق

            • أحمد الأقطش
              أقود سفينتي وسط الرمال
              • Aug 2009
              • 409

              #21
              رابعًا: يقول الدكتور قبيسي إن الخط المسند كُتبت به رسالة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن. وأحال في الهامش إلى كتاب محمد علي مادون (خط الجزم ابن الخط المسند). وقد عدتُ إلى الكتاب المذكور، فوجدته أحال إلى كتاب الدكتور محمد حميد الله (مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة). وقد علَّق حميد الله على هذا النص المكتوب بالخط المسند قائلاً (ص226):



              ومصداقية مثل هذه الرسائل فيها كلام من الناحية التاريخية والأثرية.

              يتبع
              [frame="4 93"]
              ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

              [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

              تعليق

              • أحمد الأقطش
                أقود سفينتي وسط الرمال
                • Aug 2009
                • 409

                #22
                خامسًا: وأما كون المسيحيين السريان كتبوا اللغة العربية بالحروف السريانية (الخط الجرشوني)، فهذا كان بعد الإسلام وانتشار اللغة العربية على يد العرب الفاتحين. ونفس الشيء حدث مع اليهود أيضًا فكتبوا اللغة العربية بالحروف المربعة (الخط اليهودي العربي). وهذا كما هو ظاهر خارج عن موضوع النقاش، لأننا نتكلم عن العروبة قبل الإسلام. مع ملاحظة أن اللغة شيء والخط المدوَّن شيء، وهو الأمر الذي نبَّه عليه الدكتور قبيسي في أكثر من موضع.

                يتبع
                [frame="4 93"]
                ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                تعليق

                • أحمد الأقطش
                  أقود سفينتي وسط الرمال
                  • Aug 2009
                  • 409

                  #23
                  سادسًا: وأما كلامه عن نقش جبل رم المذكور وأنه كُتب «بخليط من حرف الجزم والحرف المسند والهيروغليفية (الخط المقدس)»، فهو للأسف بعيد عن الصحة. وقبل التعليق إليكم صورة النقش المقصود:



                  بعض حواف هذه الصخرة قد تعرض للتلف، وعليها أكثر من نقش شأنها شأن العديد من الصخور التي تشتمل على خطوط عدة، وكل نقش إنما يُقرأ على حدة. والخطوط الموجودة على هذه الصخرة لها اتجاهان: اتجاه أفقي من اليمين إلى اليسار، ويشمل الخط النبطي التقليدي والخط النبطي الموصول المشابه للخط العربي. واتجاه رأسي من أعلى إلى أسفل على الجانب الأيسر للصخرة، وهو بالخط الثمودي. والرمز الذي اعتبره الدكتور قبيسي أنه (رع) لتشابهه مع شكل الشمس، هذا هو أحد أشكال حرف الضاد بالكتابة الثمودية. والحرف الذي تحت الضاد هو الميم الثمودية. والحرف الذي تحتها يمكن أن يُقرأ واوًا أو جيمًا نظرًا لتعدد أشكال الحروف الثمودية. فهذا النقش لا دخل للهيروغليفية فيه من قريب أو بعيد، وكل ما بناه الدكتور قبيسي على هذه القراءة الملفقة هو محل نظر كبير.
                  [frame="4 93"]
                  ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                  [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                  تعليق

                  • أحمد الأقطش
                    أقود سفينتي وسط الرمال
                    • Aug 2009
                    • 409

                    #24
                    سابعًا: الكلمة التي قرأها (الكمة) وقال إنها اسم (مصر)، بغض النظر عن صحة قراءة النقش، فهذا التفسير لا شك في غلطه. فهذا الاسم (كمت) هو خاص باللسان المصري القديم وموجود في النصوص المصرية التي أطلقت على بلدها هذا الاسم. أما اللغات السامية فالاسم الذي تطلقه على هذا البلد هو (مصر) كما هو معروف من نقوشهم ونصوصهم. وإن افترضنا أن السطر الأخير في النقش هو بالعربية الفصحى، فهل العربي إذا قرأ أو كتب (الكمة) فهل يُفهم منها مصر؟ أين ورد هذا؟

                    هذا وقد قرأ مادون نفس الكلمة هكذا (الكُمْه) و (الكمَّة). فقال في الأولى (ص122): «أي الذين لا يرون ولا يبصرون الضالين، والممتنعون». وقال في الثانية: «فالكمَّة هي القلنسوة التي تغطي الرأس». وقد اعتمد مادون على تلفيق الخطوط في قراءة النقش، ومنه أخذ الدكتور قبيسي هذه القراءة واجتهد في تفسيرها على طريقته.
                    [frame="4 93"]
                    ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                    [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                    تعليق

                    • أحمد الأقطش
                      أقود سفينتي وسط الرمال
                      • Aug 2009
                      • 409

                      #25
                      يقول الدكتور قبيسي (ص84): «إذا علمنا أن مدلول كلمة عرب يعني الماء وأن أحد مدلولاتها اللاحقة بعد الإسلام وفي العبرية تعني البدو، وأصبحت العبرية تستخدم المدلول بدلاً عن المعنى رغم أن معاني عرب والأسماء والصفات المشتقة منها تؤكد المعنى المقصود من هذه الكلمة أصلاً حين بدايات استخدامها. مثال:

                      1- في العربية العدنانية:
                      - (العربات): سفن رواكد كانت على مياه دجلة. (مدلول ليس بأصل)
                      - و (العرب): الماء الكثير الصافي.
                      - و (الأعراب): الذين لا ماء عندهم ويرتادون الكلأ ويتتبعون مساقط الغيث ومظانَّ المياه.
                      - و (التعريب): الإكثار من شرب الماء الصافي.
                      - و (عرب) البئر: كثر ماؤه.
                      - و (أعرب) بحجَّته: إذا أفصح بها حتى عبرت عما يريد وكأنها أصبحت كالماء الصافي الذي لا يخفى ما فيه. (مدلول)
                      - امرأة (عروب): أي متحببة إلى زوجها وذلك لصفاء مزاجها كما هو شأن الماء الصافي. (كذلك هذا المعنى مدلول وليس بأصل)
                      - (عربت) المعدة: أي فسدت وسالت كالماء. (كذلك مدلول وليس بأصل)
                      - وجملة (عرّبت البرغل والرز والبيض والتفاح) في عاميات لبنان وخاصة سهل البقاع تعني فصل الأوساخ والأحجار عن الأولين بواسطة الماء (تصويل) ثم أصبحت مدلولاً للآخرين لفصل الجيد عن الأقل جودة.
                      - واستعمل العرب يوم العروبة (يوم الجمعة) ونظن أنه سمي بذلك ليعني يوم الاستحمام واستعمال الماء. علمًا أن هذا الاسم يُستعمل في معلولا (يوم عروبتشا).
                      - و (العربة): النهر الشديد الجري.
                      - و (عربة) إسماعيل: باحة دار إسماعيل الذي به بئر زمزم.
                      - و (عربان): بلد بالخابور.
                      - و (عريب): سحاب (يحمل الماء والمطر).
                      - و (عروباء): اسم السماء السابعة. (مدلول)
                      - ووردت في العربية الآرامية بمملكة عربايا بأن (عرب) تعني الماء في الجملة التالية: (ذا رب بيتا عرب) أي (ذا رب البيت المسئول عن الماء).
                      وإنَّ معاني هذه المفردات تدل بأجمعها على أن لكلمة (العرب) ومشتقاتها ومسمياتها صلة بالماء الكثير الصافي
                      ».

                      أقول: قال ابن فارس في مقاييس اللغة (مادة عرب): «العين والراء والباء أصول ثلاثة: أحدها الإبانة والإفصاح، والآخر النشاط وطيب النفس، والثالث فساد في جسم أو عضو». ثم شرع يفصِّل في هذه المعاني. فأمَّا معنى الإبانة والإفصاح، فمشهور. وأمَّا النشاط وطيب النفس، فأرجع إليه قولهم للمرأة (عروب) وللنشيط (عَرِب). وأمَّا الفساد، فأرجع إليه قولهم (عربت معدته). ثم ذكر يوم الجمعة وأنه كان يسمَّى في الزمن القديم العروبة، وقال إنه اسم موضوع على غير هذا القياس الذي ذكره، يعني خارج عن هذه المعاني الثلاثة.

                      هكذا قَصَرَ ابنُ فارس هذا الجذر (عرب) على هذه الأصول في كتاب مقاييس اللغة. لكنه في كتاب مجمل اللغة أورد مزيدًا من الأقول فقال (1/ 665): «ويقال: إن (العرب) كثرة الماء. وقال قوم: (العرب) النهر شديد الجرية، ومنه اشتق عرابة. و (أعرب) سقي القوم إذا كان مرة غباً ومرة خمساً ثم قام على وجه واحد». وربما نستنبط مِن قوله هنا «ويقال.. وقال قوم» سبب إهماله هذا المعنى في مقاييس اللغة، فكأنه عنده ليس معنى أصيلاً في هذه المادة. وهذا المعنى مذكور في أحد أقدم المعاجم العربية وهو كتاب الجيم لأبي عمرو الشيباني، فقد قال فيه (2/ 312): «والعرب: كثرة الماء، والربب مثله. إذا كان قليلاً قلت: هذا ماء لا عرب له ولا ربب». وقال كراع النمل في المنجد (ص265): «وبئر عَرِبة: كثيرة الماء، وكذلك النهر». وقال ابن دريد في جمهرة اللغة (1/ 319): «والعربة: النهر الشديد الجري».

                      أقول: الدلالة المتعلقة بالماء لا تدل على أن (عرب) = (ماء)، فالأمر ليس كما قال الدكتور قبيسي «أن مدلول كلمة عرب يعني الماء» هكذا بإطلاق. وإنما الدلالة المقصودة هي كثرته. وقد قدَّم لنا أبو عمر الشيباني مفتاح هذا الاستعمال حين ذكر أن كثرة الماء هو (العرب) و (الربب). وقد ذكر الشيباني ذلك في موضع آخر فقال (2/ 16): «والربب: الماء الكثير الرواء، والعرب مثله. وإذا كان قليلاً قلت: هذا ماء لا عرب له ولا ربب. وأنشد: إنَّ الكناسات غدًا لِمَن غلب .:. والحنطة السمراء والماء الربب». ومن نفس المادة أيضًا (الرباب) وهو السحاب. ويُنظر أيضًا (الحَباب) وهو معظم الماء وكذلك موجه، ويُنظر أيضًا (العُباب) وهو معظم السيل وكثرته.

                      يتبع
                      [frame="4 93"]
                      ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                      [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                      تعليق

                      • أحمد الأقطش
                        أقود سفينتي وسط الرمال
                        • Aug 2009
                        • 409

                        #26
                        وهناك فرق بين ذِكر المعنى اللغوي المعجمي وبين التحليل الشخصي. فالذي يقرأ المعاني التي أوردها الدكتور قبيسي يظن أنها كذلك وردت في المعاجم، في حين أن الأمر ليس كذلك. لذلك لم يكن من الجيد أن يفتتح الدكتور قبيسي هذه الفقرة بقوله: «في العربية العدنانية... إلخ»، فهذا مفاده أن ما سيقدِّمه للقارئ بعد هذه العبارة ليس سوى نقول من المعاجم اللغوية كما هي وليس اجتهادًا شخصيًّا منه، وحقيقة الحال أنه خلط هذا بذاك.

                        ولست أعترض على التحليل الشخصي، فمِن حق الباحث أن يُعمل نظره في المادة اللغوية التي يتعامل معها ويحاول التفتيش عن الروابط الدلالية للألفاظ، لكن بشرط أن يميِّز بين المعلومة الموضوعية والرأي الاجتهادي حتى لا يلتبس الأمر على القارئ. ومَن يتأمَّل محاولة ربطه هذه المعاني جميعًا بالماء حتى وإن كان المعنى لا يحتمله، سيقف على هذا الأمر. ولعل أصرح مثال على ذلك قوله إن يوم الجمعة سُمِّي العروبة لأنه يوم الاستحمام واستعمال الماء!! وهذا اليوم معروف بنفس الاسم في السريانية (عروبتا) أو (عروبتو) حسب اختلاف اللهجة.

                        يتبع
                        [frame="4 93"]
                        ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                        [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                        تعليق

                        • أحمد الأقطش
                          أقود سفينتي وسط الرمال
                          • Aug 2009
                          • 409

                          #27
                          ثم يواصل استدلاله اللغوي منتقلاً إلى اللغات الأخرى فيقول (ص85): «2- في اللهجة العربية الكنعانية الأجاريتية: كلمة عربة في الأجاريتية تعني السحابة (حاملة المطر)».

                          أقول: هذا غير صحيح، فالكلمة الأجريتية بحرف الفاء لا الباء (عرف)، فالجذر اللغوي مختلف. نعم يكتبها اللغويون من حيث النطق (p) بالباء المهموسة، لكنها هي نفسها الفاء في الأبجدية الأجريتية، وهو حرف آخر غير حرف الباء (b). انظر:
                          A Dictionary of the Ugaritic Language in the Alphabetic Tradition, Boston, 2003, p. 184
                          [frame="4 93"]
                          ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                          [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                          تعليق

                          • أحمد الأقطش
                            أقود سفينتي وسط الرمال
                            • Aug 2009
                            • 409

                            #28
                            المشاركة الأصلية بواسطة أحمد الأقطش مشاهدة المشاركة
                            ثم يواصل استدلاله اللغوي منتقلاً إلى اللغات الأخرى فيقول (ص85): «2- في اللهجة العربية الكنعانية الأجاريتية: كلمة عربة في الأجاريتية تعني السحابة (حاملة المطر)».

                            أقول: هذا غير صحيح، فالكلمة الأجريتية بحرف الفاء لا الباء (عرف)، فالجذر اللغوي مختلف. نعم يكتبها اللغويون من حيث النطق (p) بالباء المهموسة، لكنها هي نفسها الفاء في الأبجدية الأجريتية، وهو حرف آخر غير حرف الباء (b). انظر:
                            a dictionary of the ugaritic language in the alphabetic tradition, boston, 2003, p. 184
                            قارن العربية: «أعراف الرياح والسحاب: أوائلها وأعاليها، واحدها: عُرْف».
                            [frame="4 93"]
                            ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                            [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                            تعليق

                            • أحمد الأقطش
                              أقود سفينتي وسط الرمال
                              • Aug 2009
                              • 409

                              #29
                              ثم ينتقل الدكتور قبيسي إلى الأكدية فيقول: «3- وفي الأكادية: علمة عربتو بالأكادية تعني غائم والغيم حامل لبخار الماء».

                              أقول: هو نفس التعليق على الكلمة الأجريتية، فالكلمة في الأكدية بالباء المهموسة (p). انظر:
                              The Assyrian Dictionary, Chicago, 2004, vol. 4, p. 302
                              [frame="4 93"]
                              ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                              [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                              تعليق

                              • أحمد الأقطش
                                أقود سفينتي وسط الرمال
                                • Aug 2009
                                • 409

                                #30
                                وبعد استدلالاته المذكورة على أن كلمة (عرب) تعني (الماء) كما يرى، يقول: «وبهذا نخلص إلى القول أن معنى كلمة العرب الأصلية في مادتها تدل على الماء الكثير. وأنَّ كلمة أعراب هم القوم الذين لا ماء لهم فيعربون إلى الماء ويرتادون الكلأ ويتتبعون مساقط الغيث ومظان المياه. وقد استمرت الكلمة مستعملة حتى نزول الآية {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا} في منتصف القرن السابع ميلادي. وبعد الإسلام لم تعُد الكلمة تُستعمل وبالتحديد منذ الخليفة عمر بن الخطاب حينما سأل أحد منتقديه مرَّة: مِن أين أنت؟ فعندما أجابه المنتقد ردَّ عليه عمر: (أنتم الأعراب لا رأي لكم). واستعيض عن كلمة (أعراب) بكلمة (عرب)... إلخ».

                                ثم أنشأ جدولاً يذكر فيه مدلول كلمتي (عرب) و (أعراب) عبر التاريخ، وقال فيه إنه منذ نزول القرآن حدث تحوُّل في استعمال هاتين الكلمتين بحيث ماتت كلمة (أعراب) وحلَّ محلها كلمة (عرب) بمعنى (البدو). ثم قال إنه منذ القرن العاشر الميلادي لم تعُد كلمة (عرب) تعني إلا (البدو) وأن كلمة (أعراب) لم يعُد لها وجود.



                                أقول: الزعم بأن كلمة (أعراب) ماتت بعد الإسلام لأن القرآن ندَّد بهم، هذه دعوى عريضة لا مستند لها! فقد ظلَّت هذه الكلمة مستعملة بعد الإسلام بقرون، والأمثلة متوافرة في كتب التاريخ والرحلات مِن مختلف العصور. ولنضرب مثلاً بكتاب ابن بطوطة المتوفى في القرن الثامن الهجري الموافق للقرن الرابع عشر الميلادي، فقد ذكر في الفصل الخاص بمكة أن بجيلة وزهران وغامد وغيرهم من القبائل الساكنة ببلاد السرو (1/ 125): «إذا وردوا مكة، هابت أعراب الطريق مَقدمهم وتجنبوا اعتراضهم». ثم ذكر في الفصل الخاص بالعراق أنه سافر إلى البصرة (1/ 139): «صحبة رفقة كبيرة مِن عرب خفاجة وهم أهل تلك البلاد... ثم رحلنا عنه آخذين مع جانب الفرات بالموضع المعروف بالعذار، وهو غابة قصب في وسط الماء يسكنها أعراب يعرفون بالمعادي وهم قُطَّاع الطريق... إلخ». فانظر كيف ذكر (العرب) و (الأعراب) وميَّز بينهما. ونختم بنقل ثالث من ابن بطوطة أيضًا لكن هذه المرة في بلاد العجم، فقد ذكر أنه في بلاد التركمان (1/ 211): «صحراء مسيرة أربع يقطع بها الطريقَ لصوصُ الأعراب... كان يَقطع الطريقَ جَمالٌ اللُّك.. وكانت له جماعة كثيرة من فرسان الأعراب والأعاجم يقطع بهم الطريق».
                                [frame="4 93"]
                                ܗܠܝܢ ܐܢܘܢ ܕܝܢ ܚܝܐ ܕܠܥܠܡ ܕܢܕܥܘܢܟ ܕܐܢܬ ܐܢܬ ܐܠܗܐ ܕܫܪܪܐ ܒܠܚܘܕܝܟ ܘܡܢ ܕܫܕܪܬ ܝܫܘܥ ܡܫܝܚܐ

                                [/frame](ܝܘܚܢܢ 17: 3)

                                تعليق

                                يعمل...
                                X