البقية الشجية في التفاصيل الخفية إتماماً لمقامة حمار إرهابي لمفجوع الزمان الجوعاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 3961

    البقية الشجية في التفاصيل الخفية إتماماً لمقامة حمار إرهابي لمفجوع الزمان الجوعاني

    البقية الشجية في التفاصيل الخفية
    إتماماً لمقامة حمار إرهابي لمفجوع الزمان الجوعاني
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 3961

    #2
    _md_re: البقية الشجية في التفاصيل الخفية إتماماً لمقامة حمار إرهابي لمفجوع الزمان الجوعاني

    المشاركة الأصلية بواسطة محمد ملوك
    من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني :

    حمـــــــــار إرهابــــــــي !!!

    حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني ، فقال : في زمن تعددت فيه أنواع الإرهابْ ، وتحققت فيه بالمقلوب أحلام الشيب والشبابْ ، واستأسدت فيه القرود والخنازير والكلابْ ، في هذا الزمن الموبوء بصراعات المصالح الشخصيهْ ، المعروف بما انتهك فيه من حقوق للبشريهْ ، الواقف على عدة عناوين للمجازر الدمويهْ ، ... في هذا الزمن الذي أعيش فيه بالقضاء والقدرْ ، كنت كلما طرق باب الفؤاد اليأس والضجرْ ، وملت أذني من سماع ما يأتيني به الخبرْ ، أهرع إلى خلي ابن أبي الرعايهْ ، صاحب الألف حكاية وحكايهْ ، لأشفي بما لديه من أدب فريد للغايهْ ، عذاب نفس مأسورة بين الحاضر والماضِي ، ومحبوسة بين جور الظالم وحكم القاضِي ، ومتشوقة لغد يكون فيه العدل على العدل راضِي ، وهكذا وفي إحدى الليالي التي أصيبت فيها النجوم بالأفولْ ، خرجت من منزلي الشاهد على واقع اللامعقولْ ، واتجهت نحو مجمع خلي بحي " الخمرة والكحولْ" ، فألفيته كالعادة حجا لكل اليائسين والمعطلينْ ، وملاذا لثلة من المفكرين وثلة من المتسولينْ ، ومرتعا خصبا للجواسيس والعملاء والمخبرينْ ، ... وجلست بالقرب من ابن أبي الرعايهْ ، وقبل أن يطرب الحاضرين بما لديه من حكاية وروايهْ ، قرأ ما تيسر من تعويذات بت أحفظها من البداية إلى النهايهْ ، ثم قال : {{ اللسان الفصيحْ ، رسول القلب الجريحْ ، والقيل والقالْ ، عود كل قتالْ ، وقلة الزاد والمالْ ، تدفع بالحر إلى نار السؤالْ ، والصبر بلسم لأيامْ ، علقم معالدوامْ ، وإن أجل العلم وأكملهْ ، أن يعرف المرء ما أجهلهْ ، ... ثم أما بعد فيا أيها الجالس ويا أيها الحاضرْ ، إنه يحكى والعهدة على الراوي المرمي في غياهب المخافرْ ، أنه كان شاب في زمن التقارير والمحاضرْ ، يقطن في قرية أسموها ـ عن طريق الخطإ ـ بـ " السيد الطيّبْ " وأبعدوها عن كل ما هو جميل وطيبْ ، وكانت هذه القرية المنتمية لقرى المغربْ ، تستفز بحالتها كل من لها يزورْ ، فهي بكل أنواع التخلف تمورْ ، ورحاها باتت على الجهل والفقر والبؤس تدورْ ، فالبناء العشوائي فيها سيد المواقفْ ، وانعدام المدارس فيها لا يحتاج لشهادة جالس أو واقفْ ، وقنوات تصريف المياه الحارة لايسأل عن وجودها هناك عارفْ ، فهي ومن غير مجاز يذكر أو يحصـَى ، حفرة من حفر المغرب الأقـصَى ، فيها كل آدمي حي يقــصَى ، وكان لهذه القرية المنسية عبر ما للعصور من أطراف وثنايَا ، شأن كبير عند الدوائر المهتمة بالإرهاب وبمثل هكذا قضايَا ، فقد اتهموها غير ما مرة باحتواء منظمات إجرامية وحماية عدة " خلايَا " ، واعتقلوا من داخل مخيماتها و " براريكها " عدة أشخاص وأشخاصْ ، اتهموا بعد تجريدهم من اللحي والجلابيب والسكاكين والرصاصْ ، بمحاولة زعزعة استقرار الأمن العام والخاصْ ، وهكذا وفي ظل حملات السلطات على الإرهاب والإرهابيينْ ، وفي ظل التعاون المشكورللمواطنات والمواطنينْ ، كان ذلك الشاب المذكور في بداية هذا الحكي الحزينْ ، عائدا من جمع لثلة من الصعاليك الدراويشْ ، إجتمعوا في ظلمة الليل على العنب المعصور والسجائر الملفوفة بالحشيشْ ، وتنافسوا حول من سيسلب المارة ما بحوزتهم من ريال وبقشيشْ ، وبينما هو يمر بمحاذاة كوخ مهجورْ ، سمع عدة أصوات غريبة تمشي بداخله وتدورْ ، وتبعث الشك والريبة في نفس المتعقل والمخمورْ ، فظن أن بالكوخ خلية إرهابيهْ ، تخطط ربما لعمليات إجراميهْ ، أو تختبئ من تربصات " الفاركو " والدوريهْ ، ولأنه يعلم ما للمواطنة من مقوماتْ ، ولأنه يدرك ما يطال المتستر على الإرهابيين من عقوباتْ ، فقد تسلح بما يملكه من سرعة الخطواتْ ، واتجه صوب دار " مقدم " القرية المنسيهْ ، وأعلمه بما سمع مع بعض الزيادة الذاتيهْ ، ليريح ضميره في تلك الليلة الصيفيهْ ، ... وأخبر " المقدم " بدوره شيخ القبيلهْ ، وأعلم هذا الأخير عناصر الدرك والشرطة الجليلهْ ، وحضر الجميع لعين المكان بسرعة ـ أقل بقليل من ـ ثقيلهْ ، وتجمهر الناس من شتى الجهات حول الكوخْ ، وحضرت سيارات الإسعاف الممسوخْ ، وتنافس الدركي والشرطي حول من سيكون له هناك العلو والشموخْ ، واستل كل منهما مكبرا للصوتْ ، وأنذرا من بالكوخ قبل فوات الفوتْ ، واقترحا على الإرهابيين الإستسلام أو الموتْ ، ومرت الدقائق والساعاتْ ، وتحركت الداخلية في كل الإتجاهاتْ ، وعززت الفرق الموجودة بالفرق الذكية المصحوبة بالمروحياتْ ، وقرر الجميع بعد التشاور وإبداء الآراءْ ، نسف الكوخ للإرتياح من العناء والشقاءْ ، ولتخليص القرية من هذا الخطر الذي ترفضه الأرض والسماءْ ، وأذن مؤذن " الصلاة خير من النومْ " ، وأنذاك تسمرت عيون الدرك والشرطة وباقي القومْ ، فقد خرج من الكوخ المحاصر بعد الهم والغمّْ ، حمار بلغ من الكبر عتيـَّا ، إستدرجته رائحة أزبال كانت بالكوخ مخفيَـهْ ، فهام نحوها من غير قصد للإرهاب أو إثبات لسوء النيــهْ }} .
    بقيـة المقامـة

    فَتَلَقَّوْهُ بالمدافعِ والرشاشاتِ، وأحالتْ جسدَه إلى مَنْخُلٍ الرصاصاتُ، وَخَفَتَ نهيقُه بعدَ أن علا، وقد ظنَّه القومُ كُودا مُرْتَجَلا، ينبِّهُ بِهِ الإرهابيُّ المتخفِّي في جِلْدِ حِمارٍ كلَّ أصْحَابِه، حتَّى يَفِرُّوا من الكُوخِ في نَفَقِهِ وسِرْدَابِه. وسقطَ الإرهابيُّ على جنبِهِ، مُضَرَّجاً في دمائِه. وما أَنْ توقفَ ضربُ النارِ حتى اقتربَ "المقدِّمُ" من الحمارِ، فركلَهُ في بطنِه رَكْلَتَيْن، ليتأكَّد من أنَّ الإرهابيَّ قد لَقَيَ الحيْن. ولما تفحصَّه عَلِمَ أنه ليس من جِنْسِ البَشَر، وأدركَ مدى الفضيحةِ إذا ما الخبرُ انتشر. فنادى على من أَتَاهُ ببنزينٍ وكبريت، فأشعلَ فيه النَّارَ وفَجَّرَهُ بالديناميت. فطارتِ الأشلاءُ مُشْتَعِلَةً في كلِّ زاويَةٍ، وتَقَطَّعَتِ الأجزاءُ في ثانيَةٍ. وضاعَتْ معالمُ القتيلِ، ولم يبق منه كثيرٌ أو قليل. وقُيَّدَ المقتولُ في سجلاتِ الداخليةِ من الإرهابيين، على أنه من الخطرين، من قبيلةِ بني جَحْش، وشهرتُه بين الناسِ شيحا الوحش. وأتي مقدِّمُ الشرطة بعشرةِ جنودٍ وضعوا ما تبقى بعدَ شَيِّ القتيلِ في لحودٍ، وأخذوها إلى أهلِ قريةِ السيِّدِ الطيِّب في الليل، وقالوا هذا قتيلُكم وقد أصابَهُ الوَيْل، فادفِنُوهُ وإياكم لكفنِه أن تفتحُوهُ. فاجتمعَ الناسُ لا يجرؤون على فتحِ الكفنِ، وهم في حَيْرَةٍ من أفاعيلِ الزَّمَنِ. فقال قائلٌ "سمعتُ إنَّهُ وليٌّ ذو كرامات"، فقال آخرُ "بل هو شهيدُ قتلُوه غدراً ومات". فأجمَعوا أمرَهم، وصلُّوا على قتيلِهم صلاةَ الجنازةِ، ودَعَوْا له بالمغفرةِ والحيازةِ في الآخرةِ لجِنَانٍ عامرةٍ بالخُضرةِ زاخرةٍ.
    ثم أصبحوا فَبَنَوْا في موضعِ دفنِه ضَريحا، يكون للناسِ مَزَاراً مُريحا. ولم تمضِ من السَّنَةِ أيام، حتى استحالَ الضَّريحُ إلى مَقام. فأتي الناسُ إليه حاجِّين، وللبركةِ مُلتمسين، وَبِهِ مُتقربين. وألِّفَت في الفقيدِ الحكاياتِ، والقصصَ والمعجزاتِ، لما له من كراماتٍ، ومريدينَ بركاتٍ. وامتلأتْ صناديقُ النذورِ بالأموالِ، وعجزَ عن حملِها الرِّجال. وعَبَقَ المكانُ بالبَخُورِ، والبِشْرِ والسرورِ، وعيَّنَ أهلُ القريةِ "لوليِّهِمْ" مَنْ يُنَظِّفُ مَقَامَه، وينظِّمُ زُوَّارَه، ويُرتِّبُ في ضريحِه أزهارَه. فسبحانَ من يَرْفَعُ ويَخْفِضُ، ويُعِزُّ ويُذِلُّ، ومَنْ خَضَعَ له الكلُّ.
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

    تعليق

    • diourimed
      د. معاذ الديوري
      • May 2008
      • 21

      #3
      طلب عاجل

      من فضلك أعد كتابة هذه الملحمة لأنني لم أستطع قراءتها
      وشكرا
      الدكتور معاذ الديوري (أستاذ باحث ومترجم)

      تعليق

      • ahmed_allaithy
        رئيس الجمعية
        • May 2006
        • 3961

        #4
        تم التعديل أخي الكريم.
        د. أحـمـد اللَّيثـي
        رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

        فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

        تعليق

        يعمل...
        X