ليون الإفريقي: من سقوط غرناطة إلى مفاتيح الفاتيكان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Reader
    Senior Member
    • Jan 2007
    • 423

    ليون الإفريقي: من سقوط غرناطة إلى مفاتيح الفاتيكان

    غازي الذيبة

    بين قصة أسره، وخروجه من إيطاليا، عائدا الى حيث لا تشير بوصلة التاريخ الى مكان بعينه في أرض المشرق العربي المسلم، قدم الحسن بن محمد الوزان، حكايته، التي تحتمي بكون صاحبها، مجرد نص، تحتفي به مزق العلاقة بين شرق سحري الملامح، كافر، وفق المدونة الصليبية، وغرب ناهض، متحضر، مؤمن. وإذ تقترح دراسات الباحثين والمؤرخين أن وفاة الوزان كانت في العام 1537 أي في نهاية آخر ملوك الدولة الحفصية، فإن ميلاده الذي لم يثر عليه جدل كثير كان في العام 1488 تقريبا.
    بيد أن اللحظة الفارقة حول شخصية الوزان، الساحرة والمسحورة في آن، تكمن فيما شكله هذا الفتى الغرناطي، الذي رحل من الاندلس قبيل سقوطها باعوام، ليكون نصا مشرقيا غربيا بامتياز، ومن ثم ليحط في فاس المغربية.
    حين ولد الوزان في غرناطة، كانت أحوال آخر معاقل العرب في الاندلس تتقلب على مرجل النهاية، فتسليم هذا المعقل العربي الاخير في شبه الجزيرة الايبرية للقشتاليين، كان يضع حروفه الاولى، في مصير سيظل محمولا على الفقد الى هذا اليوم، لكن عائلة الوزان، استبقت مشاهدة فصول النهاية المريعة، وحملت امتعتها وغادرت عدوة الاندلس، من دون ان تلقي نظرة وداع اخير عليها.
    كان الحلم العربي بغرب عربي، قد نسف تماما، ومجرد الالتفات الى الوراء يعني الالتفات الى ماض تولى، وفي المركب الذي شق عباب المتوسط من الاندلس الى فاس، قرب جبل طارق، كان الحسن يتلمس بعد، أول خيوط الضوء على ماء قدر له ان يراه لاول مرة.
    وسيكتب الماء بعدها بنحو عقدين، سيرة فتى، تقر الاخباريات التاريخية انه كان شغوفا بالترحال، مسكونا بلذعة التنقل، لا يقر له مكان، وفي فاس، تلقى ابن غرناطة علوم اللغة والآداب والفقه والأصول والتفسير والقراءات والحديث والسير والتصوف والفلك والمنطق والحساب، في جامع القرويين.
    يكتب الباحث المغربي خالد اليعبودي أن الوزان و"بعد الانتصاب للشهادة مع عدول فاس بسماط العدول الواقع بالباب الغربي للقرويين قبالة (حي) الشماعين، وخدمته كاتبا بمارستان سيدي فريج القريب من (حي) العطارين لمدة عامين، ولجَ إلى بلاط سلطان فاس محمد الوطاسي المكنى بالبرتغالي (لأنه وقعَ أسيرا في يد البرتغاليين وشبَّ بين أوساطهم إلى أن افتداه أبوه بمبلغ كبير)، حيث كلفه بمهام وسفارات إلى مناطق متعددة وأقطار مختلفة، إلى حدود (مدينة) تمبكتو ببلاد السودان (النيجر)، إضافة إلى مرافقته لأبيه المكلف بجمع ضرائب المخزن بجبال الريف والأطلس (المتوسط)"....
    جريدة الغد الأردنية هي مصدرك الاول لأخبار الأردن، ويمكنك الاطلاع على اخر الأخبار العربية والإقليمية والعالمية في مجالات الاقتصاد والسياسة والرياضة والصحة وغيرها.


يعمل...
X