|
|
المقامة Muqamah فن المقامة العربية. |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طرق مشاهدة الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]()
*
" المقامة النجفية " زارني خالد بن يزيد ، بعد قدومه من سفر بعيد ، فحدثني عن مدينة رآها ، هاله مرآها ، عظمت فيها القبور ، وسُجد فيها للمقبور ، هُجرت مساجدها ، وعُمرت مراقدها ، يُستغاث فيها بالأموات ، وتُقدَّم عند قبورها القربات ، يُعبِّدون أسماءهم للرجال ، ويتركون اسم ذي الجلال ، يُحلف فيها بالبشر ، مخالفين الكتاب والأثر . والأدهى من ذلك ، ما يحدث هنالك ، من طقوس غريبة ، في الليلة العجيبة ، ففي ليلة عاشوراء ، ترى أشباه ابن باعوراء ، فترى العجائب ، وتسمع الغرائب ، ترى جموعاً كثيرة ، وأفعالاً مثيرة ، ترى من يضرب نفسه ، ومن يشج رأسه ، فتسمع النواح ، وقبله الصياح ، يلطمون الخدود ، ويسلخون الجلود ، حتى تسيل الدماء ، من رجالهم والإماء ، يتجرعون العذاب والآلام ، من مئات السنين والأعوام ، على جرم لم يرتكبوه ، وذنب لم يفعلوه . ينتظرون الغائب المنتظر ، والإمام المعتبر ، ينتظرون خروجه من السرداب ، في قصة ضحكت منها البهائم والدواب ، وبعد أن طالت غيبته ، احتارت شيعته ، فقد علقوا بعودته الأحكام ، وتعطلت بغيبته مصالح الأنام ، فابتدعوا معتقداً يهدم أساس مذهبهم ، وشريعة تناقض أصول منهجهم ، فبعدما قالوا بضرورة الإمام ، وحتمية وجوده على الدوام ، فقرروا وزوروا ، وأعادوا وكرروا ، فإذا هم يأتوننا بولاية الفقيه ، لتنسخ كل ما قيل وتلغيه ، وهذا حال ما ابتدعته عقول الرجال ، فإن مصيره إلى الزوال ، ولو كان آية منزلة ، وشريعة مكملة ، لحفظه من تكفل بحفظ الذكر ، وإن طال الزمن وبعد الدهر . يسبون أصحاب الرسول ، الثقات العدول ، ويكفرون " السابقون الأولون " ، إلا بعض من يوالون ، فيقولون : إن أهل بدر وأحد ، والخندق وحمراء الأسد ، وتبوك والأحزاب ، وأغلب الأصحاب ، ارتدوا بعد نبيهم ، وبدلوا بعد حبيبهم ، فنسبوا لنبيهم أبشع الصفات ، ومثله كتاب ربهم والآيات ، ونسوا أن أئمتهم بعد النبي صاهروهم ، فتزوجوا منهم وزوجوهم ، وهم المعصومون! ، وعن الزلل مبرؤون! كما يقولون ، فجمعوا بين الظلم والغباء ، والحمق والمراء ، ونسوا أن علام الغيوب زكاهم ، وسيد المربين رباهم ، فسبهم سب للمزكي ، وتنقصهم تنقص للمربي . تجرؤوا على عرض الرسول ، فنالوه بالتعريض والقول ، فقالوا كما قال أهل النفاق ، ـ " أتواصوا به " أم بينهم اتفاق ـ ، فعاقبهم الله بهتك أعراضهم ، ورخصها بين أشرافهم ، فالجزاء من جنس العمل ، فليتأمل من عقل . أخذوا من النصارى عبادة البشر ، وعصمة الأئمة الاثني عشر ، وعذبوا أنفسهم على خذلان الحسين ، تشبهاً بِضُلّال الأمتين ، حينما خذل النصارى عيسى ، كما خذل اليهود موسى ، أما فرية تحريف الكتاب ، فمن مجاورة أهل الكتاب ، أما الثياب السود ، فتشبه بطيلسان يهود ، وغلوهم في الصالحين ، سبقهم قوم نوح في الغابرين ، وتقديس العوائل والأسر ، والأعراق والبشر ، من بقايا المجوسية ، الديانة الفارسية ، فلم يزل النيروز عيدهم ، وأبو لؤلؤة المجوسي اللعين شهيدهم . قلت : أقدمت من بلاد عباد البقر ؟ والأصنام والشجر ؟ ، أم من النصارى ، الضلال الحيارى ، فقد جمعوا من الأديان ، كعدد آلهة الرومان. قال : مع شديد الأسف ، كنت في النجف ! ، كنت في مدينة العبرات ، وموئل الحسرات ، في بلاد فتحت بالدماء والرؤوس ، وحروب كالبسوس ، فتصبح كأنها لم تفتح ، وكأن التوحيد فيها لم يصدح . قلت : فمن أزلهم عن الصراط وأضلهم ؟ ، وقد تُركنا على المحجة ، فليس لضال حجة . قال : أضلهم الأئمة المضلون ، والعلماء المبدلون ، فقد استعاذ منهم الرسول ، وحذر من خطرهم على العقول ، فاجتمعت عليهم الشبهات ، وزينت لهم الشهوات ، فضلوا وأضلوا ، وزلوا وأزلوا ، ولم يكتفوا بتخريب آخرة المسلمين ، فألحقوا بها دنيا المساكين ، فشرعوا لهم الأخماس ، أضعاف ما فرضه الرحمن على الناس ، فضيقوا على الأتباع أرزاقهم ، وهذه بعض أخلاقهم . قلت : ومما علمت ، وتربيت عليه وفهمت ، أن من خلق الله له إدراكاً وعقلاً ، وجعلا له من كلامه قرآناً منزلاً ، فإنه لا يعذر بكفر ، وسجود لقبر ، وكلام الله يتلى ، يتدبره العقلاء . قال : صدقت ، وبالحق نطقت ، فليتهم يعقلون ، ويقرؤون ما كتبت ويتأملون ، حتى نكون لله حنفاء ، ونحشر مع سيد الأنبياء ، وآل بيته الأصفياء ، والصحابة الأوفياء . تمت في 15/12/1428هـ محبكم : كاتب أسأل الله أن ينفع بها من كتبها ومن قرأها ومن نشرها . kaaateb@hotmail.com |
#2
|
||||
|
||||
![]()
إن هذه المقامة النجفية لـَمقامة ٌ رائعة مبنىً ومعنىً.*
بارك الله في كاتبها وشكر الله*للأخ أبي صالح على تعريفنا بها، ونسأل الله أن يتّعظ قارءَها ويتفكرَ في دينه قبل انتهاء سِنـِينِه. اللهم اهدنا*واهد أمّتـَنا*وتولـّنا وتولّ أمّتـَنا وردّنا جميعا إليك ردّا جميلا ... آمين!
__________________
د/ عبد المجيد العبيدي لَعَمْـرُك ما الإنسانُ إلاّ بدينه فلا تترُك التّقوى اتّكالا على النسبْ فقد رفعَ الإسلامُ سلمانَ فارسٍ وقد وضع الشركُ الشريفَ أبا لهبْ |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
طرق مشاهدة الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المقامة الرشيضة في الضرب بالحضيضة | ahmed_allaithy | المقامات الليثية والخاطـرة_أحمد الليثي | 2 | 06-07-2009 09:30 AM |
ما رأيكم بما ورد في هذه المقالة | s___s | اللغة الأمازيغية The Tamazight Language | 7 | 09-19-2008 08:46 AM |
المقامة الليثيَّة في التفاصيل الموجية للرد على المقامة الموسيقية | ahmed_allaithy | المقامات الليثية والخاطـرة_أحمد الليثي | 2 | 03-12-2008 09:45 AM |