"اللا انسحاب" الأمريكي: نظرية المَحميّة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد زعل السلوم
    عضو منتسب
    • Oct 2009
    • 746

    "اللا انسحاب" الأمريكي: نظرية المَحميّة

    "اللا انسحاب" الأمريكي: نظرية المَحميّة آخر تحديث:السبت ,14/08/2010




    سعد محيو


    الخطة الأمريكية بوضوح هي التالية:



    الخروج من الحروب الأهلية العراقية، والحفاظ على السيطرة العامة على البلاد، عبر رفع شعار مساعدة الجيش العراقي على الدفاع عن الوطن .



    وهي خطة حاذقة بالفعل . إذ إنها يُمكن أن تضمن للولايات المتحدة مواصلة وضع اليد على ثالث أكبر احتياط نفط في العالم، وفي الوقت نفسه إعداد وتدريب وتعبئة القوات المسلحة العراقية لمواجهة العدو الخارجي الذي هو بالطبع إيران وليس “إسرائيل” .



    وهذه صيغة مُنقّحة لاستراتيجية الفتنمة الشهيرة، حين حاولت أمريكا في أوائل السبعينات تحويل حرب الهند الصينية إلى معركة بين أهل البيت، مع الفارق بأنها هذه المرة تخطط للبقاء فترة مطوّلة في العراق “إلى أن يصبح مستعداً لحماية نفسه من الأعداء الخارجيين”، على حد تعبير قائد القوات الأمريكية الجنرال راي أودييرنو .



    الأشكال الذي قد يأخذها هذا البقاء عديدة . فهو يمكن أن يعتمد على قرار من مجلس الأمن الدولي بتشكيل قوات دولية (يكون جسمها الرئيس وحدات أمريكية) لحماية حدود العراق . كما أنه يمكن أيضاً أن ينبثق من معاهدات عسكرية طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة، تُحوّل الأول ببساطة إلى محمية تسيطر عليها الثانية . أو يمكن في أضعف الإيمان أن يُترجم البقاء نفسه بحاجة القوات العراقية إلى تدريب القوات الأمريكية لها على استخدام دبابات “ابرامز” المتطورة وطائرات “إف- 15” وغيرها من الأسلحة التي تدرس واشنطن تزويد الجيش العراقي بها .



    لكن، يبدو أن هذا التوجّه الأمريكي لا يلقى هوى لدى القادة السياسيين ولا حتى العسكريين العراقيين، الذين يعيشون هاجس الاحتفاظ بالنظام أكثر بكثير من هم الحفاظ على حدود البلاد وسيادتها . وهكذا، كان رئيس الأركان الفريق أول بابكر زيباري واضحاً كل الوضوح حين أعلن أن الجيش العراقي “لن يكون قادراً على تولي الملف الأمني قبل العام 2020”، وأنه سيكون في حاجة إلى الدعم الأمريكي حتى ذلك الحين . وكذا الأمر مع وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي الذي أكد “الحاجة إلى وقت طويل جداً لأي جيش للوصول من الصفر إلى نسبة تصل إلى 85 في المئة من تكامل قدراته” .



    لكن، هل ستستجيب الولايات المتحدة إلى هذه “المناشدات” المشبوبة؟



    ينبغي التذكير، بادئ ذي بدء، أن واشنطن هي التي أوصلت العراق إلى هذه المرحلة المتقدمة من الانهيار والتداعي، حين حلّت وبعثرت جيشاً قوامه نصف مليون جندي كان قد نجح في خوض معارك ناجحة (وإن مؤسفة وكارثية) مع واحدة من أكبر الدول الإقليمية في الشرق الأوسط: إيران . وكان الهدف من هذا الحل واضحاً: إبقاء العراق إلى أمد طويل في حاجة دائمة إلى الاحتلال الأمريكي، كوسيلة وحيدة لحماية النظام من السقوط والوطن من التفكك .



    والآن، وبعد أن تحقق هذا الهدف، باتت واشنطن في موقع يُمكّنها من القول إنها قوة إنقاذ لا قوة احتلال، وإن استمرار وجودها العسكري هو تضحية كبرى بالذات بعد أن خسرت أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو تريليون دولار .



    نعود إلى السؤال لنقول إن مستقبل الوجود الأمريكي في العراق لن يكون نتيجة للاستجابة أو اللا استجابة إلى “المناشدات”، بل سيكون مرتبطاً إلى حد كبير بمستقبل الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط .



    كيف؟



    saad-mehio@hotmail.com
يعمل...
X