مقاومة التهويد - محراب داود

[منذر أبو هواش]

محراب داود

يوجد محرابان بهذا الاسم، الأول: هو محراب داود (الآية) ويسمى محراب عمر ويقع في صدر المسجد الأقصى المبارك إلى جانب منبر نور الدين زنكي الذائع الصيت. وقد بني مع بناء المسجد الأقصى المبارك زمن عبد الملك بن مروان. وجددت عمارته عام 697 هجرية 1297 م زمن الملك المنصور حسام الدين لاجين. وقد سمي بـ (محراب داود) لوجود الآية القرآنية 21 من سورة ص المتعلقة بالنبي داود مكتوبة فوقه والتي نصها (واتل عليهم نبأ الخصم الذين تسوروا المحراب). والثاني: هو محراب داود (الناصر) أو خلوة الناصر داود ويقع في أعلى برج الناصر داود الواقع في الجهة الشمالية الشرقية من قلعة باب الخليل (قلعة الناصر داود). وقد بناه الملك العادل الأيوبي عام 1203 ثم هدم وجدد بناءه الملك الناصر داود عام 1230 وسمي نسبة إليه. وقد ادعى علماء التوراة وبدون أي دليل موضوعي وجود محراب داود آخر في تجويف تحت الصخرة المشرفة. وهذه المحاريب أوجدها المسلمون ولا علاقة لأي منها ولا لغيرها من محاريب القدس أو الحرم الشريف بالنبي داود عليه السلام.

*

[الامين]

السلام عليكم استاذ منذر
هل لك أن تطلعني على زعمهم؟
كيف وصفوا محراب داود؟

[منذر أبو هواش]

أرجو أن يكون في هذا الرابط ما يفيد

http://en.wikipedia.org/wiki/Tower_of_David

[الامين]

استاذ منذر.
اشكرك لك الإحالة المفيدة. و أريد مُدارسَتَك لكلمة المحراب.
أسألك الآن عن محراب عمر (او داود)، أيّ واحد من هؤلاء:
https://www.google.com/search?q=%D9%...w=1024&bih=728

[منذر أبو هواش]

(منبر نور الدين زنكي / منبر صلاح الدين الأيوبي) والى جانبه (محراب داود / محراب عمر)


الأستاذ الأمين،

البحث في صور جوجول لا يفيد في تحديد صورة الشيء الذي تبحث عنه، وذلك لأن جوجول ينقل اليك مجموعة من الصور الموجودة في كافة المواقع المحتوية على اسم الشيء بغض النظر عن علاقتها بالشيء الذي تبحث عنه.

أعتقد أنك عرفت الآن قلعة الناصر داوود التي يسميها أهل القدس بقلعة داود وأحيانا محراب داود نسبة الى المحراب الموجود بداخلها، هذه القلعة الاسلامية التي ينسبها بعض باحثي التوراة الاسرائيليين زورا الى الملك داود النبي بهدف تهويدها والسيطرة عليها.

وأما المحراب الذي يسميه بعض أهالي القدس بـ (محراب داود) نسبة الى الآية (واتل عليهم نبأ الخصم الذين تسوروا المحراب) المكتوبة في موضع منه، والذي يسميه بعض المؤرخين بـ (محراب عمر) فهو نفسه المحراب الرئيس الموجود في صدر المسجد الأقصى المبارك، والذي يمكن مشاهدته الى جانب المنبر الرئيسي للمسجد الأقصى المسمى أحيانا بـ (منبر نور الدين زنكي) الذي أمر بصنعه، أو (منبر صلاح الدين الأيوبي) الذي أكمل صنعه وأحضره معه، ووضعه في صدر المسجد الأقصى عندما حرر القدس من الاحتلال الصليبي.

لذلك أنصحك بالبحث في جوجول عن (منبر نور الدين زنكي) أو (منبر صلاح الدين الأيوبي) أو الاثنين معا حيث يمكنك مشاهدة (محراب داود) أو (محراب عمر) الى جانبه في معظم الصور.

(منبر نور الدين زنكي / منبر صلاح الدين الأيوبي) والى جانبه (محراب داود / محراب عمر)

[الامين]

أحسنت أستاذ منذر للبيان.
إذن في قلعة او مجدل داود محراب وفي المسجد الاقصى محراب آخر، و كلاهما باسم داود (عند بعض الناس).
تعلمون أن كلمة "محراب" قد صارت اسماً للتجويف والطاقة غير النافذة في مقدمة المسجد حيث يصلي الإمام مستقبلا القبلة.
ذلك التجويف لم يكن على عهد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام. ولكن بُنِي بأمر الوليد بن عبدالملك.
أما محراب داود المذكور في الآية فهو بناء له سور (إذ تسورا المحراب)،
وقد ذكر المحراب في القرآن الكريم عدة مرات:
كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا.
فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب.
وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسورا المحراب.
فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا.
ظننت أن هذه الآية تبين ان المحراب هو محل عبادة خاص والدليل (فخرج على قومه من المحراب)،
و حسبْتُ أنها بيان أن زكريا كان وحده في المحراب وكان قومه عند الباب، ولكن القرطبي يقول ان زكريا قد خرج عليهم أيْ أشرف عليهم ، فإن صدق تفسير القرطبي، و كان محراب زكريا مثل محراب داود، فإن المحراب (إذن) هو الغرفة العليا وليس في جوف قلعة أو في باطنها كما زعمت يهود.
وهذا ما خَيّل إليّ زكريا عليه السلام حين أوحى الى قومه، أتخيله كأنه واقف في شرفة المحراب مِنْ علو "بالكونة" و يوحي إلى قومه من تلك الشرفة.
والآية الاخيرة التي ذُكر فيها المحراب هي (يعملون له ما يشاء من تماثيل ومحاريب وجفان كالجواب).
ماذا ترون؟

[منذر أبو هواش]

المحراب

لقد اصطلح عامة الناس على تسمية التجويف الذي يصلي فيه الامام في صدر المسجد بالمحراب، وهذا هو المعنى الاصطلاحي الدارج للكلمة.

وأما المحراب في اللغة فهو المكان الأكثر تميزا وتصدرا، والأرفع مكانة وشرفا ، والاكثر مهابة وكرامة، والأكثر قربا الى القبلة، بغض النظر عن كونه مكانا مفتوحا أو مغلقا، عاليا أو منخفضا، فهذه كلها حالات خاصة واحتمالات واردة لا يقاس عليها عند استنباط المعنى، وهو لذلك يطلق على أفضل وأشرف المصليات وأماكن الصلاة والعبادة وأكثرها تصدرا وتميزا، وهو لذلك يطلق على المكان الذي يقيم فيه السلطان، وعلى المكان الذي يبيت فيه الأسد.

تسور الشيء في اللغة لا يعني بالضرورة أن الشيء المتسور له سور، فالتسور في اللغة هو اعتلاء الشيء مثلما يعتلى السور الذي يعني الحائط أو الجدار في حالة كون المحراب غرفة من الغرف.

ادعاءات اليهود في الأماكن الاسلامية هي مجرد تلاعب في الأسماء والمسميات المشتركة بين اليهود والمسلمين، وليس لها أي أساس أو سند أو مرجع ديني أو تاريخي، فالعميان من باحثي التوراة يلعبون هذه اللعبة الغبية منذ القرن الثامن عشر من أجل خلق سند وهمي لمزاعمهم وأحلامهم وأطماعهم في فلسطين والأردن.

كافة الأماكن والأوابد التاريخية التي تحمل أسماء مشاهير وملوك وسلاطين وعلماء وشيوخ وأولياء المسلمين في الأردن وفلسطين أصبحت في غياب الوعي الاسلامي وفي غياب السيادة الاسلامية مادة دسمة ولقمة سائغة للمهودين اليهود. فآثار السلطان الأيوبي الناصر داود ومنها قلعة داود تم تجييرها للملك النبي داود عليه السلام، وآثار السلطان العثماني سليمان القانوني برك سليمان وسور سليمان والمكان المسمى بكرسي سليمان بن عبد الملك تم تجييرها للملك النبي سليمان عليه السلام، وقبر الشيخ يوسف في مدينة نابلس أصبح عند اليهود قبرا للنبي يوسف عليه السلام، وكذلك قبر الشيخ هارون ووادي موسى وكثير من مقامات الشيوخ والأولياء الآخرين التي لا يتسع المقام لذكرها هنا.

وقال أَبو عبيدة: المِحْرابُ سَيِّدُ الـمَجالِس، ومُقَدَّمُها وأَشْرَفُها. قال: وكذلك هو من المساجد. الأَصمعي: العَرَبُ تُسَمِّي القَصْرَ مِحْراباً، لشَرَفِه، دخلتُ مِحْراباً من مَحارِيب حِمْيرَ، فَنَفَحَ في وجْهِي رِيحُ المِسْكِ. أَراد قَصْراً أَو ما يُشْبِههُ. وقيل: المِحْرابُ الموضع الذي يَنْفَرِدُ فيه الـمَلِكُ، فيَتَباعَدُ من الناسِ؛ قال الأَزهري: وسُمِّي المِحْرابُ مِحْراباً، لانْفِراد الإِمام فيه، والمِحْرابُ: مَأْوَى الأَسَدِ. يقال: دخَل فلان على الأَسَدِ في مِحْرابِه، وغِيلِه وعَرينِه. ابن الأَعرابي: المِحْرابُ مَجْلِسُ الناسِ ومُجْتَمَعُهم.

[الامين]

جزاكم الله خيرا للجواب المفيد.