|
|
المعجم العربي التأثيليArabic Etymological Dictionary معجم يعالج أصول الكلمات العربية. |
![]() |
![]() |
|
أدوات الموضوع | طرق مشاهدة الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() في الجذر /رجم/، أو في أصل كلمة /ترجمة/ يقول ابن منظور في "ترجمان" (لسان العرب، مادة /ترجم/): "الترجمان، بالضم والفتح،: هو الذي يترجم الكلام أي ينقله من إلى لغة أخرى، والجمع التَّراجم، والتاء والنون زائدتان ...". ويقول ابن منظور أيضاً في مادة /رجم/: "الرَّجْم: اللعن، ومنه الشيطان الرجيم ... والرَّجْم: القول بالظن والحدس ... وراجَمَ عن قومه: ناضلَ عنهم ".
ويقول ابن دريد (الجمهرة في اللغة، طبعة البعلبكي، مادة "رجم"، صفحة 466 وما يليها): "ورَجَمَ الرجلُ بالغيب، إذا تكلم بما لا يعلم. وأَرْجَمَ الرجل عن قومه، إذا ناضل عنهم ... والمراجم: قبيح الكلام؛ تراجمَ القومُ بينهم بمراجمَ قبيحةٍ، أي بكلام قبيح". وباستقراء الجذر /رجم/ في اللغات السامية يتبين أن معناه الأصلي "الكلام، المناداة، الصياح، القول الغريب، التواصل". فكلمة "تُرْجمُانُ" في الأكادية ـ وهي أقدم اللغات السامية تدويناً ـ مشتقة فيها من الجذر /رجم/، والتاء والنون فيها زائدتان. أما في الأوغاريتية فيعني الجذر /رجم/ فيها "الكلام". ويوجد شبه إجماع بين دارسي الساميات أن الأوغاريتيين كانوا عرباً لأن أبجديتهم، بعكس أبجديات الساميين الشماليين الغربيين وهم الكنعانيون والآراميون والعبران، تحتوي على كل الحروف الموجودة في العربية، ولأن مفردات لغتهم شديدة القرب من مفردات العربية بعكس لغات الكنعانيين والآراميين والعبران. والمعنى الغالب للجذر /رجم/ في العربية هو الرجم بالحجارة إلا أن أهل التفسير يقولون إن "الرجم" في هذا المقام هو السباب. فالرجيم هو "المشتوم المسبوب". ويفسرون قوله تعالى "لَئِن لم تَنْتَهِ لأَرْجُمَنَّك" أي "لأَسُبَّنَّك". وهذا يعني أن "الرجم" فعل لساني (أي كلام) وليس فعلاً يدوياً (أي رجم بالحجارة أو بغيرها). إذاً: المعنى الاشتقاقي الأصلي للاسم /ترجمان/ وللفعل /ترجم/ هو "الكلام غير المحدد"! فهو "الصياح" في الأكادية و"الكلام والقول" في الأوغاريتية "والظن" في العربية (الرجم بالغيب) وكذلك "السب والشتم والتَّراجُم أي التراشق بالكلام القبيح". وعندي أن "الكلام غير المحدد" بقي "كلاماً غير محدد" حتى اليوم لأن معنى "التُّرْجُمان" الأول هو المترجم الشفهي الذي يترجم كلاماً غير محددٍ سلفاً بين اثنين يتكلمان لغتين مختلفتين، وهو كذلك في الأكادية والعبرية والسريانية والعربية. إذاً معنى الترجمة الشفهية سابق لمعنى الترجمة التحريرية كما نرى وهذا ثابت في آثار الأكاديين والسريان والعبران والعرب كما يستشف من قول أبي الطيب المتنبي: مَغاني الشَّعبِ طِيباً في المغاني ـــ بمنزلةِ الربيع مِـنَ الزّمـانِ ولكنَّ الفتى العربيَّ فيــها ـــ غريبُ الوجهِ واليدِ واللسانِ ملاعبُ جِنة لو سارَ فيـها ـــ سليمانُ لَسارَ بِتُرجمُــانِ وقول الراجز: ومَنْهَل وَردتُهُ التِقاطا ـــ لم ألقَ، إذ وَرَدْتُه، فُرّاطا إلا الحمامَ الوُرْقَ والغطاطا ـــ فَهُنَّ يُلغِطنَ به إلغاطا كالتُّرجمُان لَقِيَ أنباطا! وليس للكلمة اشتقاق واضح في العبرية والسريانية، وعليه فإني أرجح كونها دخيلة فيهما من الأكادية أو من الأوغاريتية. وعن الساميين أخذ اليونان كلمة "ترجمان"، وعنهم أخذها الإيطاليون ثم الفرنسيون والإنكليز. وإليكم جدولاً بالكلمة في أكثر اللغات الموجودة فيها: الأكادية: "تَرْجُمانُ" مثله. الواو فوق النون علامة الرفع في الأكادية ـ مثل العربية الأوغاريتية: رجم غير معروف. ومعنى الجذر فيها: "الكلام" العبرية: תרגמן تُرْجُمانْ الآرامية القديمة: תרגמנא تُرْجِمانا (والألف في نهاية الكلمة للتعريف) السريانية: ܬܪܓܡܢܐ تَرْجْمونُو (وقد اقلبت ألف التعريف الآرامية واواً في السريانية) العربية: تَرجمُان / تُرْجُمان مثله اليونانية: Δραγουμανος Dragoymanos الإيطالية: Dragomano مثله الفرنسية: Dragoman / Drogman مثله الإنكليزية: Dragoman مثله وأول من مارس مهنة الترجمة في التاريخ هم الأكاديون الذين اضطروا إلى ترجمة بعض المصطلحات السومرية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالكتابة المسمارية التي اخترعها السومريون، فترجموها إلى لغتهم الأكادية. ومما حفظ الدهر لنا من أوابد الأكاديين ألواحاً تحتوي على مسارد لغوية باللغتين السومرية والآكادية. وهكذا ترى أن علم صناعة المعجم ولد مع علم الترجمة وظلَّ يلازمه حتى اليوم! عبدالرحمن الترجمان. |
#2
|
||||
|
||||
![]()
توضيحات لغوية بشأن لفظ الجلالة في العربية: "الله" سبحانه وتعالى.
لكلمة "إله" في اللغات السامية جذران اثنان هما: الجذر الأول: إلٌّ (ill-um) الأكادية: إلٌم (= ill-um)، العبرية: אל (=īl)، الفينيقية والأوغاريتية: /إلّّ/ السريانية: ܐܠܐ (=ellā). العربية: /إلٌّ/ وهو الله سبحانه وتعالى. (انظر معنى إلٍّ في الآية الكريمة: لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذِمة. (10:9) وكذلك معنى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما تُلي عليه بعض من "وحي" مسيلمة الكذاب: "إن هذا لشيء ما جاء به من إلٍّ"، علماً أن القرآن من عند الله سبحانه وتعالى فليتنبه إلى ذلك. وقد أخطأ أصحاب المعجم الوسيط بتعريفهم "إلّ" بالعهد). ويؤنث هذا اللفظ في العربية على : /إلَّـةٌ/ (= illat-un) ومنها جاء اسم الصنم "اللات". واسم مدينة "بابل" بالأكادية: باب إلّيم (= Bāb Ill-īm) أي "باب الآلهة". ولا علاقة لاسم "بابل" ببلبلة الألسن الواردة في التوراة لا من بعيد ولا من قريب. ويرد الاسم في العبرية كثيراً في أواخر الأسماء مثل اسماعيل وميكائيل وإسرائيل، وورد في العربية في أسماء مثل ياليل وشرحبيل. الجذر الثاني: إله (بإضافة الهاء) العبرية: אלוה (= elōah، وانحراف اللفظ في العبرية مصدره انقلاب ألف المد قبل حروف الحلق إلى ōa). وهذا اللفظ نادر الورود في التوراة بالمفرد وكثير الورود فيها بصيغة الجمع هكذا: אלהים (= elōhīm = إلوهيم. ويرى علماء التوراة في جمع اسم الإله فيها مشكلة لاهوتية عويصة ويرى بعضهم أن ذلك "جمع جلالة" أو pluralis majestatis). الآرامية القديمة: אלוה (= elāh). السريانية: ܐܠܗܐ (=elāhā) "الإله" والألف نهاية الكلمة للتعريف. العربية: /إله/، /إلاه/. وأصل لفظ الجلالة "الله": الإله. وحذفت الهمزة وفخمت اللام في اللفظ للتوكيد الشديد على تفرد اللفظ للدلالة على الإله المعبود بحق تمييزاً للاسم من غيره من الأسماء التي تطلق على الأوثان. ومن ثم استعمل للعلمية والله أعلم. إذاً نحن إزاء جذرين اثنين واحد ثنائي والآخر ثلاثي. وربما يكون الجذر الثنائي هو الأصل فأضيفت إليه الهاء كما أضافوها إلى الأم (/أم/ – /أمه/ وهذا في سائر الساميات أيضاً والهاء لا تظهر فيها إلا في حالة الجمع ـ "أمهات"). وأميل إلى الاعتقاد ـ والله أعلم ـ أن لفظ الجلالة لم يكن علماً في الأصل بل أصبح علماً للدلالة على الإله المعبود بحق وهو الاسم الذي يستعمله المسلمون والمسيحيون العرب واليهود المستعربون للدلالة على الإله المعبود بحق عندهم. أما God/Dieu/Theos في اللغات الجرمانية واللاتينية واليونانية فليس اسم علم بل كلمات للدلالة على الإله عموماً. ودأب أتباع الديانات السماوية في الغرب على رسم هذه الكلمات بالحرف الكبير تمييزاً للإله المعبود بحق عندهم عن الأوثان، تماماً مثلما ميز العرب ذلك بإضافة الألف واللام إلى "إلاه" بعد حذف همزتها وتفخيم لامها. والفرق بين الطريقتين هو أن التمييز في العربية يكون نطقاً وكتابةً، أما في اللغات الأوربية فيكون كتابةً فقط إذ لا تمييز في اللفظ بين أحرف صغيرة وكبيرة. وأنا لا أرى بأساً من ترجمة لفظ الجلالة إلى اللغات الأوربية بـ God/Dieu/Theos للأسباب التي تقدمت. أما "يهوة" فهو اسم الإله المعبود بحق في العبرية حسب التوراة. ولأن لفظه محرم على اليهود فإن أحداً لا يعرف كيف يلفظ؛ ويشار إليه في العبرية بـ "الاسم" أو "أدوناي" (= السيد، الرب)، ويشار إليه في أدبيات الكتاب المقدس بـ Tetragrammaton من اليونانية (Τετραγραμματον) أي "الأحرف الأربعة". عبدالرحمن السليمان |
#3
|
||||
|
||||
![]() حاشية في أصل كلمة (عرب) ورد اسم العرب في الأكادية هكذا: /عَريبُ/ و/عَرُوبُ/ و/عَرابي/. وأقدم ذكر لعرب الشمال كان في ألواح الملك الآشوري سلمنصر الثالث سنة 853 قبل الميلاد، التي ذكرت فيما ذكرت الأمير العربي"جُندب" الذي تحالف مع ملك دمشق الآرامي، المتحالف بدوره مع "أحاب" ملك إسرائيل ضد الآشوريين. وقام الملك الآشوري سلمنصر الثالث بحملة عسكرية لتأديبهم وانتصر عليهم بالفعل وأسر منهم الكثيرين، وخلد انتصاره عليهم بلوحة فنية رائعة محفوظة حتى اليوم ظهر فيها جُندبُنا هذا راكباً جملَه. وورد اسم العرب لاحقاً في كتاب العهد القديم (سفر أشعياء،13:20) وفي كتب المؤرخين اليونان والرومان مثل هيرودوت وغيره. ووردت أسماء الكثير من الشخصيات العربية في كتب العهد القديم مثل سُلاميت وشُعَيب وغيرهما. ولعل أشهر العرب في العهد القديم النبي أيّوب – عليه السلام - الذي يجمع شراح العهد القديم بشأنه بأنه ليس يهودياً. أما سِفر أيوب في العهد القديم فيكتفي بالقول إنه، أي أيوب، من أهل "عُوص" في الشرق. ولكن لنتأمل في الجذر المشتق منه اسم العرب في اللغات الجزيرية: (غ/ع ر ب):
الأكادية: /عِريبو/ "غَرَبَ (الشمس)" العبرية: ערב: /عَرَب/ "غَرَبَ"، الإثيوبية: /عَرْبَ/ "غَرَبَ"، الأوغاريتية: /عرب/ "غَرَبَ"، الآرامية: מערבא = /مَعربا/ "المغرب" بمعنى المساء والعبرية: ערב = /عِرِب/ "المساء". ويقابل هذا الفعل بالعربية الفعل "غرب". ويلاحظ أيضاً أن الأكاديين سموا جهة الغرب /عِريب شمشِ/ أي "مغربُ الشمسِ". وترجم الكاتب اليوناني Hesychius هذه التسمية حرفياً إلى لغته بـ Χώρά τής Δύσεως (= Chorā tès Dusèos) "مغرب الشمس". لكن ترجمته الحرفية لم تحيَ كثيرا لأن القوم فضلوا استعمال الاسم المضاف في الجملة الأكادية أي /عِريب/ على ترجمته الحرفية، وحولوه ليتجانس مع أوزان لغتهم ويصبح في آخر المطاف Εύρώπη الذي حور قليلاً في اللاتينية ليصبح هكذا Europa. ومن الجدير بالذكر في هذا المقام أن الفعل الأكادي /آصُو/ "أشرق (الشمس)" (قارن في العبرية: יצא = /ياصا/ "أشرق") اشتق اسم القارة التي تشرق منها الشمس أي /آسيا/. ويقابل هذان الفعلان الأكادي والعبرية تأثيليا الفعل "وضأ" في العربية. يلاحظ من هذه المقارنة السريعة أن فاء الفعل في الشعوب الجزيرية حرف العين وفي العربية حرف الغين. والثابت أن حرف الغين كان موجوداً في اللغة الجزيرية الأم إلا أنه اختفى من البابلية والعبرية والآرامية وغيرها من لغات الشمال، مثله في ذلك مثل اختفاء الثاء والخاء والضاد والظاء والذال منها، والتي لم تحتفظ بكلها أو ببعضها إلا العربية والحميرية والإثيوبية. ويستدل من الترجمة السبعينية لكتاب العهد القديم إلى اليونانية في القرن الثالث أو الثاني قبل الميلاد، وهي أقدم ترجمة لكتاب العهد القديم إلى لغة أخرى، أن الغين كانت تلفظ في العبرية غيناً قبل اختفائها منها وانقلابها عينا، فقد نُقِل لفظ مدينة עמרה = /عُمورا/ إلى اليونانية هكذاGommorra "غُُمورا ـ مدينة قوم لوط (عم)" بالغين، وكذلك نُقحرت עזה = /عزة/ إلى اليونانية هكذاGaza . ولو كانت الغين وقتها تلفظ عيناً لكان اليونان كتبوها بحرف الـ O قياساً باستعمالهم حرف الـ O باضطراد للدلالة على حرف العين في اللغات الجزيرية، والأمثلة كثيرة. ويعرف شراح العهد القديم العرب على أنهم البدو الرحل. والثابت أن هذا التعريف غير صحيح لأن العرب ليسوا كلهم بدوا يرحلون من مكان لآخر بحثا عن مواطن الكلأ. والثابت أيضا أنه لا يوجد تعريف واضح لكلمة /عرب/ غير "سكان (الجزيرة) العربية". أما "العربية" فلا يعلم معناها الأصلي إلا الله. وكل حد لها إنما يكون من باب الاجتهاد. ولتحديد معنى /عرب/ المجهول، يمكن أن نجتهد ونعتبر الجذر (غرب/عرب) من الأضداد في اللغات الجزيرية بحيث يفيد معنى شروق الشمس (العرب/"معرب" الشمس أي مشرقها، ومن ثمة قولهم جزيرة العرب) وغروبها (الغرب/مغرب الشمس)"؟ |
#4
|
||||
|
||||
![]()
نشكركم على المعلومات الغزيرة ونهئنكم بالموقع الجديد
مترجم أدبي / د/ أحمد الشيمي
__________________
د/ أحمد الشيمي |
#5
|
||||
|
||||
![]() أخي الفاضل الدكتور أحمد الشيمي حفظه الله،
شكر الله لك وألف أهلا وسهلا بك في جمعيتك وموقعك الجديد. أخوك: عبدالرحمن. |
#6
|
||||
|
||||
![]()
عودة إلى سؤال الأخت جميلة حسن بخصوص "منا حماد" في السريانية أقول إني لم أعثر في المعاجم السريانية التي بيدي على هذه الكلمة التي وردت هكذا في سيرة ابن هشام. ولقد ورد الجذر /حمد/ في اللغات السامية في كل من السريانية (ܚܡܕ = حَمَد) والعبرية (חמד = حَمَد) بمعنى "أحَبَّ / اشتهى"، وفي الأوغاريتية بمعى "سَعِدَ"، وفي العربية بمعنى "الحمد" المشهور.
وورد في العبرية: מחמד = مَحْمَد "الشيء المُحَب، المبتغى، المحبوب". وورد في العهد القديم في كتاب مراثي إرميا (7:1): מחמד = مَحَمُود "الأمر الجليل"، وذلك بصيغة الجمع المضاف إلى ضمير: כל מחמדיה אשר היו הימי קדם = كل مَحَمُودِيها أشِر هَيّوا بيَمِي قِدِم "كل محموديها الذين كانوا في أيام القدم". إذا "محمود" في هذه الآية التوراتية هي الشيء "الشخص/الشيء المحمود المحب والمبتغى". ولقد ترجمه مترجم التوراة إلى العربية بـ "مشتهى" وجمعها على "مشتهيات" وهذه ترجمة فيها نظر! |
#7
|
||||
|
||||
![]()
من المعروف أن أسماء الأشهر "يناير فبراير مارس الخ" لاتينية وليست يونانية، وهي مشتقة من أسماء آلهة في الميثولوجيا الرومانية (ינואר / يناير باللاتينية Januarius نسبة إلى الإله الروماني Janus وهلم جراً). ويسمى هذا التقويم الشمسي المعتمد لدى معظم المسيحيين "بالتقويم الغريغوري" نسبة إلى البابا غريغوريوس (1582) الذي أدخله في الاستعمال الرسمي بدل التقويم اليوليوسي وهو التقويم الشمسي الذي وضعه قدامى المصريين وجرى العمل به حتى أيام البابا غريغوريوس الذي استبدله. ويقسم التقويم الشمسي السنة إلى 365 يوماً كما هو معلوم (وتخضع لإضافات وتعديلات معينة لا مجال لذكرها هنا).
ويقابل التقويم الشمسي (المبني على أساس دوران الأرض حول الشمس) التقويم القمري (المبني على أساس دوران القمر حول الأرض). والتقويم الشمسي الذي ينطلق من ميلاد اليسد المسيح، على نبينا وعليه السلام، هو التقويم المعتمد دولياً اليوم. ولليهود تقويم مخصوص بهم هو تقويم قمري يبدأ من مطلع شهر "تِشْرِي" سنة 3761 قبل الميلاد وهو التاريخ الذي اعتبره اليهود بداية الخليقة، يستعملونه في مناسباتهم الدينية. وأسماء الأشهر فيه هي تقريباً نفسها أسماء الأشهر التي التي يستعملها العرب المشارقة: "شباط، آذار، تشرين الخ" ذات الأصول الآرامية والبابلية وحتى السومرية (تموز: من "دوموزي"، إله الحصاد في الميثولوجيا السومرية). والتقويم اليهودي تقويم قمري مثل التقويم الهجري، تتكون شهوره من 29 أو 30 يوماً. ويستعمل اليهود تقويمهم متبعين الطريقة ذاتها التي يتبعها المسلمون في تقويمهم الهجري، أي بذكر التاريخ الهجري وإردافه بموافق لكذا وكذا من التاريخ الشمسي. |
#8
|
||||
|
||||
![]()
"آمين" هي كلمة تختم بها الصلوات معناها "إني أصدق وأثبت على الإيمان"، ويستعملها المسلمون والنصارى واليهود باللفظ ذاته والمعنى ذاته، وهي من تراث أبينا إبراهيم على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام.
أما أصلها اللغوي فهي مشتقة من الجذر /أ م ن/ الذي اشتق منه /الإيمان/. ومعنى هذا الجذر الأساسي في اللغات السامية والحامية هو "صدَّق، ثَبَت، ثبت بالإيمان" كما ترى في /أمِنَ/ في العربية، وفي /آمن/. ومثله في الحبشية: /أَمَنَ/ "ثبتَ (بضم الباء)"، وفي الحميرية: /أمنت/ "أمانة"، وفي السريانية: ܐܡܝܢ: أمين "ثابت، قوي، سرمدي"، وكذلك في العبرية: אמן: آمِن "آمين" وكذلك אמנם: أمنَم "حقا". والكلمة العبرية الأخيرة منصوبة على الحال بالميم وهو من بقايا الإعراب في الساميات الذي كان فيها بالميم ثم أصبح في العربية بالنون (التنوين). ولقد وردت الكلمة في اللغات الحامية، بنات عم اللغات السامية، أذكر منها المصرية القديمة /م ن/ "ثبت، صدق". ومن هذا الجذر اشتق أيضا اسم الإله المصري القديم "آمون"، الذي كان يعبد في "نو"، والذي ورد في اسم الفرعون "توت عنخ آمون". وربما رد بعض الملاحدة الدهريين كلمة "آمين" إلى اللغة المصرية القديمة، مثلما ردوا التوحيد الذي دعا إليه نبي الله موسى، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، إلى ديانة إخناتون، وفي ذلك نفي لأصلها السماوي. ومن الجدير بالذكر أن ديانة إخناتون لم تكن توحيدية كما زعم فرويد وغيره لأنها كانت تعتبر إله الشمس "رع" الأله الأكبر دون نفي وجود الآلهة الآخرى، بينما تقوم عقيدة التوحيد لدى المسلمين والنصارى واليهود على الإيمان بالإله الواحد خالق السماوات والآرض وما بينهما، الذي عرف البشرية بذاته العليا بواسطة الوحي إلى الأنبياء والرسل، عليهم السلام. فديانة إخناتون كانت مشوبة بالشرك، وتسمى "التوحيد المشوب بالشرك" (= Henotheism)، بعكس "التوحيد" المطلق (= Monotheism)، فليتنبه إلى ذلك. |
#9
|
||||
|
||||
![]()
حاشية في أصل كلمة "دكتور".
من الثابت أن "دكتور" من اللاتينية doctor ومعناها "المعلم، الموجه"، وهي اسم فاعل من الفعل docēre "علَّمَ". واشتق من هذا الفعل أيضاً: docent "المعلم، الموجه"، وكذلك: doctrina (= doctrine) "تعليم، توجيه". ولا علاقة للفعل اللاتيني بالتوراة (תורה = تُورا) التي تعني حرفياً "الشريعة"، فالتاء في doctorate هي للاسمية في اللغات الجرمانية ولا علاقة لها بتاء التوراة. |
#10
|
||||
|
||||
![]() اِمرأة – أنثى ـ رَجُلَة ـ إنسانة! هنالك في العربية: /مَرأة/ (امرأة بعد زيادة الألف فيها فيما بعد) مؤنث /مَرء/ الذي يعني تأثيلياً /رجل/! وليس ببعيد في القياس بأنها كانت تجمع على /مَرآت/!و/نساء/، جمع /إنسانة/، لأنها مشتقة من الجذر العربي/السامي القديم /أ ن س/، ومنه الإنسان والأنس والإنسانية الخ.و/إنسانة/ هي مؤنث /إنسان/ كما ترى، تماما مثلما تكون /مَرأة/ مؤنث /مرء/، و/رجلة/ مؤنث /رجل/، علما أن رَجُلَة لا تقال إلا لأخوات الرجال في القول والفعل من النساء. وقد أطلقوها قديماً على أمنا عائشة رضوان الله عليها، فقالوا: هي رَجُلَةُ العرب!إلا أن أهم جذر سامي يشير إلى المرأة هو الجذر: /أ ن ث/.** إذاً: الجذر السامي الدال على المرأة هو /أ ن ث/. وهنالك قانون صوتي مطرد في الساميات مفاده أن حرف /الثاء/ في اللغة السامية الأم التي تفرعت عنها كل اللغات السامية، يبقى في العربية /ثاء/، ويصبح في السريانية /تاء/ وفي البابلية والعبرية /شين/. مثال: /ثُوم/ في اللغة السامية، يبقى في العربية /ثُوم/، ويصبح في السريانية /تُوما/، وفي البابلية والعبرية: /شُوم/. هذه قاعدة مضطردة لا شواذ لها. وإذا طبقنا هذه القاعدة على الجذر /أ ن ث/ لوجدنا أن /أنثى/ السامية بقيت /أنثى/ في العربية، وأصبحت في العبرية: وאישה: إيشَّة ـ بتشديد الشين، وأصلها في العبرية /إِنْشَة/ إلا أن النون في العبرية من حروف العلة، فأدغمت بالحرف الذي يليها، وظهر التشديد عليه للدلالة على الإدغام. أما المعنى الأصلي للجذر فله علاقة بالضعف، لأن هنالك فعلاً بابلياً مشتقا منه هو /إنِيشُ/ ومعناه ضَعُفَ، وهذا الفعل ينظر إلى أخيه في العربية: /أَنُثَ/، الذي يعني أصبح مثل الأنثى في الضعف. وأما /نساء/ و/نسوة/ فأعتقد أن الأصل هو /أنس/ وهو جذر مرادف لـ /أنث/ في الاشتقاق لأن أصل الجذور السامية ثنائي يضاف إليها حرف ثالث لتحديد المعاني. وعليه فإن الاجتهاد يقتضي اعتبار الجذر الثنائي الأصلي لهذين الجذرين هو /أ ن/، فأضيفت الثاء إلى أحدهما للدلالة على الأنثى، والسين إلى ثانيهما للدلالة على /الإنسان/ ذكرا كان أم أنثى! وأميل إلى الاعتقاد أن أصل /نساء/ هو /أنسات/ (قارن: آنسة/آنسات)، فحذفت الألف التي هي فاء الجذر، وقدمت النون لتصبح هي فاء الفعل، وأصبحت السين عين الجذر، وأضيفت الواو التي أصبحت لام الجذر في /نسوة/ إليهما، وهي الواو التي انقلبت همزةً في /نساء/، مثلما انقلبت واو /كان/ همزة في اسم الفاعل منه: /كائن/.** إذاً: الجذر السامي الثاني الدال على الانسان، رجلا كان أم امرأة، هو /أ ن س/. وهنالك قانون صوتي مطرد في الساميات مفاده أن حرف /السين/ في اللغة السامية الأم التي تفرعت عنها كل اللغات السامية، يبقى في العربية /سين/، ويصبح في السريانية /شين/ وفي البابلية والعبرية /شين/ أيضاً. مثال: /لِسان/ في اللغة السامية، يبقى في العربية /لِسان/، ويصبح في السريانية /لَشُونا/ (والألف نهاية الكلمة للتعريف)، وفي البابلية: /لِشان/، والعبرية: /لَشُون/. وهذه أيضاً قاعدة مضطردة لا شواذ لها. وإذا طبقنا هذه القاعدة على الجذر /أ ن س/ لوجدنا أن /أنس/ السامية بقيت /أنس/ في العربية، وأصبحت في العبرية: אנש: /أَنَش/ (ومنه /أَناشِيم/ أي الناس، الذي يجانسه في العربية: أناس)!** ولكن إذا نظرنا وأمعنا النظر في الكلمة العبرية: /نَشي(م)/ = نساء، والسريانية /نَشي(ن)/ = نساء أيضا، لاستنتجنا بسهولة أن التطور الصرفي للجذر /أ ن س/ إلى /نسو/ وقع في العربية والعبرية والسريانية، وهذا من عجائب الاتفاق اللغوي! فهل من علاقة بين نساء والجذر العربي /ن س ء / بمعنى التأخير كما يقترح أحد الإخوة الأفاضل؟ وما رأي الدكتور فاروق مواسي يحفظه الله؟ وما رأي أهل اللغة الأفاضل؟ |
#11
|
||||
|
||||
![]() حاشية في أصل مصطلح (العَلْمانِيَّة) إن مصطلح (العَلْمانِيَّة) مشتق من الكلمة (عَلْم) بفتح العين، وهو مرادف لكلمة (عالَم)، ولا علاقة له بالعِلْم (بكسر العين) كما يتوهم الكثيرون، ومنهم البعلبكي صاحب قاموس المورد، الذي أورده بكسر العين هكذا: (عِلْمانِيَّة).
ومصطلح (العَلمانية) في العربية ترجمة مستعارة من المصلطح السرياني ܥܠܡܝܐ: /عَلْمايا/ "عالَماني/عَلْماني" المنسوب إلى ܥܠܡܐ: /عَلْما/ وهو "العالَم" بالسريانية (وألف المد في نهاية الكلمة السريانية هي أداة التعريف في السريانية). ولا شك في أن أحد أسباب الخطأ في نطق (العَلْمانية) بكسر العين إنما هو غرابة الكلمة من الناحية الصرفية أولا. فالكلمة في الأصل ترجمة مستعارة للكلمة السريانية ܥܠܡܝܐ: /عَلمايا/ "عالَماني/عَلْماني" نسبة إلى ܥܠܡܐ: /عَلْما/ "العالَم" كما أبنّا. فتُرجِمَت ترجمة مستعارة في العربية بإضافة النون وياء النسبة بعد ألف المد الأولى في /عَلمايا/ لتبدو كأنها مشتقة على وزن (روحاني) و(نفساني) و(سرياني) .. ولما لم يكن في العربية (عَلْم) بمعنى العالمَ، فإنهم قالوا أولا (عالَماني) .. ثم أسقطوا ألف المد الأولى من لفظ (عالَماني) وسكَّنوا لامه ليصبح (عَلْماني). ولا شك في أن اللفظة السريانية ܥܠܡܐ: /عَلْما/ "العالَم" كانت في مخيلتهم اللغوية عندما اختزلوا (عالَماني) إلى (عَلْماني). إذن كان الاختزال من (عالَماني) إلى (عَلْماني) "تكوينا رجعيًا" (back formation) بسبب اللفظة السريانية ܥܠܡܐ: /عَلْما/ "العالَم" التي لعبت في هذه السياق ثلاثة أدوار صرفية هي: 1. دور مباشر في تكوين مصطلح ܥܠܡܝܐ: /عَلْمايا/ "عالَماني/عَلْماني" نسبة إلى ܥܠܡܐ: /عَلْما/ "العالَم". 2. دور غير مباشر في ترجمة مصطلح /عَلْمايا/ ترجمة حرفية إلى العربية "عالَماني/عَلْماني" وتكوينه فيها بعد إضافة النون وياء النسبة بعد ألف المد الأولى في /عَلمايا/؛ 3. دور مباشر في إعادة تكوين "عالَماني" إلى "عَلْماني". ومن الجدير بالذكر أن الجذر السامي /ع ل م/ يفيد في اللغات السامية معاني الدهر، السرمدية، العالَم، الزمن اللامتناهي، إذ يجانس الكلمة السريانية /عَلونُو/ في البابلية و/عالَم/ في الحبشية وسائر اللغات السامية وكله بمعنى (العالم، السرمد). أما في في العبرية: فيجانسه עולם: /عُولَم/ وهو من الأضداد في العبرية ومعناه فيها "الحياة الدنيا" و"الحياة الأزلية" ومن هذه الثانية البسملة اليهودية: בשם יהוה אל לעולם: /بِشِم يَهوه إِلْ لَعُولم/ = باسم يهوه إلهًا سرمديًا). للمزيد من المعلومات: يرجى قراءة مقالتنا (تفكيك مصطلح العلمانية) التي أرّخنا فيها لهذا المصطلح بالتفصيل على الرابط التالي: http://www.atinternational.org/index...05-06-16-07-16 |
#12
|
||||
|
||||
![]() حاشية في جمع أُمٌّ. تجمع أُمٌّ كما هو معلوم على أُمَّات وأُمَّهات.وقال صاحب اللسان: الأُمَّهات فيمن يعقل، والأُمّات - بغير هاء- فيمن لا يعقل، فالأُمَّهات للناس والأُمَّات للبهائم. والأصل في هذه الكلمة هو أُمّات بدون الهاء لأنها مضافة إلى الكلمة في حالة الجمع فقط. ولقد أكثروا من استعمالها بالهاء للآدميات من الأمّهات، وبدون الهاء للبهائم مثل قولهم أُمّات الكَيْك للدجاجات وغير ذلك. والكَيْك: البيض. ومثل ذلك: إضافة الهاء للجذر /إلّ/ بمعنى الإله ليصبح /أ ل ه/. ومن الجدير بالذكر أن إضافة الهاء في جمع /أمّ/ مضطردة في السريانية والعبرية وغيرهما من اللغات السامية (مثلاً: אם – אםהות = إم – إمهوت)، إلا أن العربية تفرّدت باحتفاظها بالشكلين معاً: أُمّات (وهي الأصل) وأُمّهات (وهي الفرع) الذي طغى على الأصل في الاستعمال وذلك دون إلغاء الأصل في الدلالة على الآدميات من الأمهات مثل قول جرير: لقد وَلَدَ الأُخَيْطِلَ أُمُّ سَوْءِ *مُقَلَّدة من الأُمَّاتِ عارا *أو الفرع في الدلالة على البهائم مثل قول ذي الرمة: رَمى أُمَّهات القُرْدِ لَذْعٌ من السَّفا
|
#13
|
||||
|
||||
![]() هَللويَه (بالهاء) من العبرية وهي فيها مركبة من الجذر: |
#14
|
||||
|
||||
![]() حاشية في أصل كلمة "لـغــة" يشير الاستقراء في الجذور السامية إلى أن الجذور كانت في الأصل ثنائية، يضاف إليها حرف ثالث لتحديد المعنى.* مثلاً: الجذر الثنائي /ج م/ يفيد ـ في أكثر الساميات ـ معنى "الجمع"، ثم أضيفت إليه حروف أخرى لتحديد المعنى فكانت الجذور الثلاثية /جمع/ و/جمم/ و/جمل/ الخ التي تفيد معاني فرعية دقيقة تدور كلها في المعنى العام ألا وهو "الجمع" كما أسلفت. وإذا نظرنا في الجذر السامي الثنائي /لغ/، وجدنا أن المعنى العام له هو: "الكلام غير المفيد؛ الثرثرة؛ الكلام السري". وإذا أمعنا في الاستقراء وجدنا أن الساميين أضافوا إليه حروفاً ثالثة للحصول على جذور ثلاثية مثل /لغط/ و/لغو/ و/لغز/ و/لغم/ و/لغي/ الخ. وتفيد هذه الجذور كلها في اللغات السامية معاني تدور حول المعنى العام ألا وهو "الكلام غير المفيد؛ الثرثرة؛ الكلام السري"! لنتأمل هذه الجذور في الساميات: 1. /لغز/: يفيد هذا الجذر في العربية معنى "اللغز" المعروف، وهو الشيء المبهم والغامض. ويجانسه في العبرية: לעז = /لَعَز/ [وأصله: لَغَز بالغين*] "تحدث بلغة مبهمة ومن ثمة أجنبية". والكلام الأجنبي غير المفهوم هو بمثابة "اللغز" على الجاهل به كما هو معلوم. ومنه في العبرية: לעז = /لُغِز/ "اللغة الأجنبية". ويجانسه في الآرامية القديمة: לעוזא = /لَعُوزا/** [وأصله: لغوزا] "التحدث بلغة أجنبية". ويجانسه في السريانية: ܠܥܙ = /لِعَز/ [وأصله: لِغَز] "تحدثَ بلغة أجنبية أيضاً"، وكذلك ܠܥܙܐ = /لَعْزا/ [وأصله: لَغزا] "اللغة الأجنبية". ومنه في العبرية أيضاًَ לעז = /لَعَز/ [وأصله: لغز] بمعنى "غمزَ، لمزَ". ولا يعتد بتفسير بعض الاشتقاقيين الشعبيين من اليهود لـ לעז = /لعز/ على أنه مكون من أوائل الكلمات*التالية: לשון עם זר = /لَشون عَم زَر/ أي "لسان شعب أحنبي"، فهذا القول فاسد بإجماع أهل الاشتقاق في الساميات.* 2. /لغط/: يفيد يفيد هذا الجذر في العربية معنى "اللغط" المعروف. ويجانسه في العبرية: לעט = /لَعَط/ [وأصله: لغط بالغين أيضاً] *"بلعَ الكلام بَلعاً (أي تحدث بصوت غير واضح)". الأكادية /لَعاطُ/ مثله؛ والسريانية: ܠܘܥܛܐ = /لُوعاطا/ "ثرثرة".*** 3. /لغو/: يفيد هذا الجذر في العربية معنى "اللغو" المعروف، ومنه اشتقت "لغة" وأصلها "لغوة" وهو اسم المرة من "اللغو". ويجانسه في العبرية قطعاً لا تخميناً ****: לעע = /لَعَع/ [وأصله: لَغَغ] "لغا يَلغُو"! * أما "لوغوس" فقد وجدت في المعاجم اليونانية أن المعنى الحسي لها هو "اختار". أما معنى "تحدث" فهو مجازي فيها لأنه جاء فيها بمعنى "اختار الكلمات" ومن ثم "الكلام المختار" أي "الكلام المنطقي" (logic/logique)! وعليه: فلا علاقة بين "لوغوس" و"لغة"، لا من قريب ولا من بعيد! و"لغة" عربية قحة تشترك العربية في أصولها مع أكثر أخواتها الساميات. ـــــــــــــ حواش: * لا شك في أن اليهود في الماضي كانون يلفظون كلمات مثل ערב = عِرِب "مساء (من غَرَبَ)" وעמרה = عُمورَة "مدينة قوم لوط عليه السلام" وעזה = عَزَّة "[قطاع]غَزَّة" بالغين وليس بالعين، لكن الغين انقرضت من العبرية التوراتية بعد صيرورتها لغة ميتة. وقد احتفظت العربية بالغين السامية، وحفظت الترجمة السبعينية للتوراة باللغة اليونانية (القرن الثالث قبل الميلاد) لنا لفظ الأماكن مثل עמרה بالغين: Gommorra "غُمورا ـ مدينة قوم لوط عليه السلام"* وעזה: Gazza "[قطاع]غَزَّة" والأمثلة كثيرة. ولو كانت الغين وقتها تلفظ عيناً لكان اليونان كتبوها بحرف الـ O قياساً باستعمالهم حرف الـ O باضطراد للدلالة على حرف العين في الساميات، والأمثلة كثيرة. ** الألف في اواخر الكلمات السريانية للتعريف لأن أداة التعريف ترد في أواخر الكلم في السريانية، مثل الحميرية التي ترد أداة التعريف فيها (وهي حرف النون) في أواخر الكلم أيضاً مثل /ذهبن/ "الذهب". *** ومن ܠܘܥܛܐ /لوعاطا/ "ثرثرة" في اللهجات الشامية ـ التي هي من بقايا الآرامية التي كانت تحكى في الشام قبل تعريبها: "لَعَّ" أي "ثَرثَرَ" وكذلك قول الشاميين: "حاجِه تْلِعّْ* يا زَلَمِة" أي "كفاك ثرثرة يا رجل" وكذلك "لَعْلُوع" أي "ثرثار"! **** وذلك بعد رد هذا الجذر إلى أصله الثنائي وذلك بإسقاط لام /لغو/ العربي ولام /لَعَع/ العبري ليصبح لدينا: /لغ/ وهو الجذر الثنائي لكل من /لغط/ و/لغو/ و/لغز/ و/لغم/ و/لغي/ الخ! |
#15
|
||||
|
||||
![]() حاشية في الجذر السامي /ص د ق/ يدل الجذر السامي /ص د ق/ على معاني "الصِّدْق والفضيلة والبِرِّ والعدل والإخلاص". وقد ورد بهذه المعاني في كثير اللغات السامية. ويدل في العربية على "الصِّدق" بمعنى قول الحقيقة، و"الصدق عند اللقاء" أي الثبات، ما إليهما من المعاني ذات الصلة. ويقرب من معنى الجذر العربي كثيراً أخوه في الأوغاريتية حيث يدل فيها /صدق/ على "الصدق عند اللقاء"، وكذلك "الفضيلة". ويُعتقد اعتقاداً قوياً بأن الأوغاريتيين كانوا عرباً لأن لغتهم شديدة الشبه بالعربية، ولأنها ـ أي الأوغاريتية ـ لا تشبه اللغات الكنعانية كثيراً على الرغم من استعمار الأوغاريتيين غربيَّ سورية ابتداء من بداية الألفية الثانية قبل الميلاد، واحتكاكهم المستمر بأوائل الكنعانيين (الفينيقيين والآراميين، لأن اليهود لم يكونوا في ذلك التاريخ). أما צדק في العبرية فيعني الفعل المجرد فيها "صَدَقَ" بمعنى استقامَ ورشد. وهو كذلك في الآرامية /صِدَق/ والسريانية: ܙܖܩ = /زَدِق/ ـ بالزاي ـ والحبشية /صَدَقَ/ والمعنى هو هو نفسه في كل هذه اللغات ما عدا العربية والأوغاريتية. وأما צדק العبرية السيغولية فإنها تجانس "صِدْق" في العربية وצדקא = /صِدْقا/ في الآرامية وܙܖܩܐ = /زِدْقا/ ـ بالزاي وبإمالة الكسرة ـ في السريانية وكذلك /زِيدْقا/ ـ بالزاي وبإمالة ياء المد ـ في المندعية وكله بمعنى الصدق والعدل والاستقامة والإخلاص. وفي الآرامية القديمة والآرامية التدمرية (التي كان عرب أذينة والزباء يستعملونها): צדקתא = /صِدْقِتا/ (والألف نهاية الكلمة للتعريف): "صَدَقة" بمعنى العدل والاستقامة والفضيلة. وأما في الآرامية الكتابية وفي العبرية فهي צדקה /صَدَقة/، بدون ألف، لأن التعريف فيهما لا يكون بالألف كما هو الحال عليه في الآرامية القديمة ولهجاتها الكثيرة مثل السريانية والآرامية التدمرية حيث ورد צדקתא، فانقلبت التاء المربوطة نهاية الكلمة تاءً بعد إضافة حرف إليها فصارت كما يلي: صِدْقَة < صِدْقِتا. وليست "صدقة" في العربية دخلية من السريانية أو العبرية كما زعم زاعم لا يُصدَّق، فالجذر سامي مشترك استعمله أكثر الساميين، إلا أن بعض مشتقاته مثل "صديق" و"صدوق" وغيرهما غير موجود إلا في العربية، فضلاً عن أن لبعض المشتقات المشتركة مثل "صَدَقَة" معاني مختلفة في اللغات السامية حسب الملة، فالصَدَقة عند المسلمين والمسيحيين تكون نقداً أو عيناً أو حتى ابتسامة، بينما هي عند اليهود "فعل الخير"، دون أن يكلف ذلك الفعل فاعله مالاً أو متاعاً (مثل إرشاد الضرير ومساعدة العجوز في حمل شيء لا تقدر على حمله وما أشبه ذلك). |
#16
|
||||
|
||||
![]() هذه مداخة سبق لي أن كتبتها رداً على سؤال للأستاذة جميلة حسن بخصوص "منا حماد" في السريانية، أردت إصلاح خطأ فيها تنبهت إليه اليوم، فتشوهت المداخلة، فحذفتها وأعدتُّ نشرها ههنا: لم أعثر في المعاجم السريانية التي بيدي على هذه الكلمة التي وردت هكذا في سيرة ابن هشام. ولقد ورد الجذر /حمد/ في اللغات السامية في كل من السريانية (ܚܡܕ = حَمَد) والعبرية (חמד = حَمَد) بمعنى "أحَبَّ / اشتهى"، وفي الأوغاريتية بمعى "سَعِدَ"، وفي العربية بمعنى "الحمد" المشهور. وورد في العبرية: מחמד = مَحْمَد "الشيء المُحَب، المبتغى، المحبوب". وورد في العهد القديم في كتاب مراثي إرميا (7:1): מחמד = مَحَمُود "الأمر الجليل"، وذلك بصيغة الجمع المضاف إلى ضمير: כל מחמדיה אשר היו הימי קדם = كل مَحَمُودِيها أشِر هَيّوا بيَمِي قِدِم "كل محموديها الذين كانوا في أيام القدم". إذاً "محمود" في هذه الآية التوراتية هي الشيء "الشخص/الشيء المحمود المحب والمبتغى". ولغاية في نفس يعقوب ترجمه مترجم التوراة إلى العربية بـ "مشتهى"، وجمعها على "مشتهيات"، وهذه ترجمة فيها نظر! |
#17
|
||||
|
||||
![]() حلب، أم المعالي والرتب! لا شك في أن اللهجات المحكية في الشام تحتوي على بقايا آرامية مثل قولنا: شَهْلَب شَهْلُوبة (مشتقة من الآرامي: שהלב: شَلْهِب، من الجذر /لهب/، والشين للتعدية، وتجانس هذه الشين الألف في العربية في مثل أرسل وأمات وكذلك السين في مثل سَلْعَفَ، سَقْلَبَ وسَلْقَيَ). وكانت بلاد الشام آرامية قبل الفتح الإسلامي لها، فمن الطبيعي أن يكون أكثر أسماء المدن والقرى فيها أرامي الأصل مثل كَفْرطاب وغيرها من الأسماء المبتدئة بكَفْر التي تعني "قرية" في الآرامية (= كَفْرا "القرية"). وأما اسم مدينة حلب فلا شك في أن له علاقة بالبياض لأنه مشتق من الجذر السامي المشترك /ح ل ب/ الذي يعني "حَلَب، حليب". ولقد سمعت مرة من أمي ـ حفظها الله ـ أن "حلب" سميت هكذا لأن سيدنا إبراهيم عليه السلام توقف فيها أثناء تجواله و"حَلَبَ" فيها نعاجه! وهذا اشتقاق شعبي رغم ما ذهبت إليه الوالدة أدام الله بقاءها.* ويشبه إطلاقهم صفة بياض الحليب على "حلب" اطلاقهم صفة بياض اللبن على "لُبنان" لأنه يعني في الآرامية "[الجبل] الأبيض"، فللجذر /ل ب ن/ معنى البياض في الساميات، ومن بقاياه في العربية "اللبان" وهو البخور الأبيض، واسم "لبنى" وغيرهما. والكناية عن البياض باللبن والحليب تقليد قديم لا يزال يعمل به إلى يومنا هذا. فلقد أسمى الحمويون الإنكليزية جين ديغبي (Jane Digby) التي أتت في القرن التاسع عشر*إلى سورية وتزوجت من أحد شيوخ البدو فيها، وهو الشيخ "مجول"، وأقامت معه باقي حياتها في بيته في حماه، "أم اللبن" لبياضها! وأخيراً يستأنس بوصف الحيزبونات السوريات اللواتي يصفن المرأة المخطوبة للخاطب بقولهن: "وجهها مثل الجبن الحموي [الناصع البياض]"، وأنفها "مثل قرن الفليفلة الحار [= الرفيع]"، وشفتاها فستق حلبي، وخداها تفاح شامي، والله يجعلها من نصيبك، فيورطن الخاطب بالداهية المنكرة، وينصرفن بأجورهن! * |
#18
|
||||
|
||||
![]() في الجذر /ور/ لفت نظري في النقاش ربط كاتب المقالة الأولى ـ الأستاذ محمد رشيد*ناصر ذوق ـ الكلمة الأمازيغية: /أيور/ "القمر" بالفعل /رأى/، وهذه شطحة بلدية لها ما يبررها تأثيليا مع شكي المطلق في معرفة الكاتب بذلك! في الحقيقة إن الجذور السامية من جهة، والحامية (المصرية القديمة والأمازيغية) من جهة أخرى، كانت ثنائية الأصل. ولقد حافظت اللغات الحامية على ثنائية البناء، بينما تطورت الجذور السامية لتصبح ثلاثية البناء. وعليه فلا بد من رد الأصول السامية الثلاثية البناء إلى الأصل الثنائي البناء لرؤية التجانس التأثيلي بين الجذور السامية والجذور الحامية وكذلك القرابة بالعين المجردة. ولا تخفى عنا أمثلة مثل الجذر /ج م/ الذي يفيد "الجمع" والذي يتحدد معناه بالحرف الثالث المضاف إليه مثل /جمع/ و/جمل/ و/جمم/ الخ، ومثل /ق ص/ الذي يتحدد معناه بالحرف الثالث المضاف إليه أيضا مثل /قصص/ و/قصم/ و/قصر/ الخ، ومثل قريبه في اللفظ والمعنى /ق ط/ الذي يتحدد معناه بالحرف الثالث المضاف إليه أيضا مثل /قطع/ و/وقطش/ و/قطر/ والأمثلة كثيرة، مع الإشارة إلى أن هذه الأفعال وبهذه الصيغ موجودة في أكثر اللغات السامية فلا داعي إلى الاسترسال في التمثيل والبرهنة. وبتطبيق هذا المنهج المجمع عليه بين الباحثين في هذه اللغات على كلمة /أيور/ التي تعني بالأمازيغية "القمر"، يلاحظ أن هذه الكلمة الثنائية الأصل مشتقة من الجذر الحامي الثنائي /ور/ الذي يجانسه في اللغات السامية تأثيليا الجذر الأصلي /ور/ الذي ثُلِّثَ بإضافة الخاء إليه ليصبح /وَرْ(خٌ)/. وهذا الأخير هو اسم "القمر" و"الشهر" في اللغة السامية الحامية الأم كما هو معروف. إذن ولّد الجذر السامي الحامي الأصلي /ور/ في الحاميات الجذر كلمات عديدة تدل كلها على معاني "القمر" و"الشهر" و"التاريخ"، وهذه كلها معان متقاربة متصلة ببعضها بعضا اتصالا منطقيا لأن الجماعة كانوا يؤرخون على على منازل القمر، فالتأريخ كان ولا يزال عند خلفهم على منازل القمر والقمر هو "الشهر" لأن دورته تكون في شهر واحد و"التأريخ" محسوب عليهما. (قارن الأكادية /وَرخُ/ وكذلك /أَرْخُ/ "قمر، شهر"؛ الحبشية /وَرْخ/ "قمر، شهر"؛ الأوغاريتية /يَرْخ/ "قمر، شهر"؛ العبرية: ירח = /يَرَح/ "قمر، شهر"؛ الفينيقية: /يَرَح/ "شهر" وأخيرا السريانية: ܝܪܚܐ = /يَرخا/ "شهر"؛). وبالنظر إلى هذه الأمثلة نرى أن الواو السامية الحامية الأصلية بقيت في الأكادية والعربية والحبشية /واوا/ بينما أصبحت في العبرية والأوغاريتية والفينيقية والسريانية /ياءً/ وهذه قاعدة مطردة لأنها قانون صوتي مطرد أيضا، إلا أن عجيب الاتفاق وقع بين العربية والأكادية (2900 قبل الميلاد) حيث انقلبت الواو فيهما أيضا ألفا: /وَرَّخَ/ و/أرَّخَ/ في العربية، و/أَرْخُ/ في الأكادية. وهذا كثير في اللغتين ومثله في العربية: /وَلَّف/ وهو الأصل و/أَلَّف/ ومثله كثير، فتأمل! وإذا أمعنا النظر في الجذر /ور/ وتأملنا فيه أكثر واسترسلنا في التأمل آخذين بعين الاعتبار القاعدة التأثيلية المطردة وهي أن الجذور السامية الحامية كانت ثنائية البناء ثم أضيف إليها حرف ثالث لتحديد المعنى وتدقيقه، فإن النظر والتأمل يفضيان بنا إلى اكتشاف وجود جذور أخرى مشتقة منه تدل كلها على ألفاظ ومعان متقاربة مثل: * 1. /ور/ + /أ/ = /أور/ وهو "النور/النار" وكذلك /(ضوء) النهار/ في الساميات، ومنه في العربية "أُوار" في قولنا "أذكى أوار النقاش" أي قدح زنده وألهبه حدة، و/أَوَّر/ "أشعل" الخ، ومنه في الساميات: (الأكادية: /أُورُ/ "نور، نهار"؛ الأوغاريتية: /أُور/ "نور، نهار"؛ الآرامية: ܐܘܪ = /أُور/ وكذلك العبرية: אור = /أُور/ "نور، نهار"). 2. /ور/ + /ن/ = /نُور/ .. والقائمة طويلة فنكتفي بهذا القدر. وقد يفضي بنا الحفر إلى استشفاف القرابة بين الأصل الثنائي السامي الحامي /ور/ وبين الفعل /رأى/ .. إلا أن ذلك يتطلب حفرا أكثر تحت الأرض فإلى مناسبة أخرى إن شاء الله لأن تغييرا في منازل الأحرف من الجذر وقع إلا أن المعنى بقي فـ /الرؤية/ لا تكون إلا بـ /النور/، "نور القمر" (= أوار وَرْخُ!) أو نور الكهرباء! * * |
#19
|
||||
|
||||
![]() حاشية في القُرْبان القُرْبان هو أي شيء يُضَحَّى به ويُتَقَرَّبُ به إلى إله ما، وهو على أصناف كثيرة لدى الشعوب القديمة، فمنه ما يُقدَّم ذبيحةً، ومنه ما يُقدّم حرقاً، ومنه ما يكون ماشيةً، ومنه ما يكون بشراً، مثل الأطفال الذين كان الفينيقيون يقدمونها ذبحاً أو حرقاً للإله بعل، ومثل الأطفال الضعفاء الذين كان أهل اسبارطة من قدامى اليونان يضحون بهم، ربما للتخلص منهم. وفي الأديان السماوية (الإسلام والنصرانية واليهودية): القُرْبان هو الأضحية التي يضحي بها المؤمن إحياءً لشعيرة ما أو تصدقاً بهدف التقرب إلى الله. وأما أصل الكلمة، فهو كما قد تلاحظين من الجذر الثلاثي قرب الذي يفيد في كل اللغات السامية معنى القُرْب المعروف، فالقُربان هو ما يُتَقَرَّبُ به إلى الله سبحانه وتعالى. وهو عند المسلمين: شعيرة الأضحية التي تقدم ذبيحةً يوم الأضحى الأكبر، أقول ذبيحةً إذ لا قرابين عندنا تُقدَّم حَرقاً (كما كان الأمر عليه في اليهودية). وإليك حاشية تأثيلية مقارنة تؤرخ للجذر قرب و لكلمة قُرْبان في اللغات السامية: 1. (قرب): العربية: قَرُبَ؛ الأكادية: قَرابُ "قَرُبَ"؛ الأوغاريتية: قرب "قَرُبَ"؛ الحبشية: قَرَبَ "قَرُبَ"؛ السريانية: ܩܪܒ = قِرِب "قَرُبَ"؛ العبرية: קרב = قَرَب "قَرُبَ" (بلفظ الباء V). 2. (قُربان): العربية: قُرْبان؛ الحبشية: قِرْبان؛ السريانية: ܩܪܒܢܐ = قُرْبانا (وألف المد آخر الكلمة للتعريف)؛ العبرية: קרבן = قُرْبان وكله يعني "قربان" أي ما يقدم من أضاحي يُتُقَرَّب بها إلى الله. وتحية طيبة. |
#20
|
||||
|
||||
![]() اللغة النوصطراطية أو "The Nostratic Language" كَثُرَ الذين يجدون في أنفسهم القدرة على المغامرة وولوج باب التفسير التأثيلي للكلم في لغات البشر، وردها إلى هذه اللغة أو تلك، ومنها العربية. وكان الغربيون إبان تخلفهم في العصور الوسطى يعتقدون أن كل لغات البشر مشتقة من اللغة العبرية. وعندما تعرفوا على العربية والسريانية ورأوا كم هما قريبتان من العبرية، زعموا أن العربية والسريانية أكثر "البنات وفاء للأم التي أنجبتهما"، وهي العبرية بزعمهم آنذاك! وأما اللغات التي لا تمت بصلة إلى العبرية، فقد اعتبروها اللغات الأبعد من اللغة الأم، وبحثوا فيها جاهدين ومجتهدين في إيجاد تشابه بين كلماتها والكلمات العبرية، وتعلقوا بالتشابه الصوتي، مهما كان بعيداً، بين كلمات تلك اللغات والكلمات العبرية بهدف إثبات القرابة منها. وهكذا زعم الإنكليز في الماضي أنهم "بنو العهد"، عهد الله مع بني إسرائيل، مضيفين أنهم القبيلة اليهودية الثانية عشرة الضائعة، وصلت بقدرة قادر إلى جزيرتهم، وتكاثرت فيها. وليس من تفسير لهذا الوسواس إلا التشابه الصوتي في بعض الكلمات، وهو تشابه مرده إلى الصدفة وليس غير ذلك. والصدفة في هذا الشاهد هي أن British تشبه ـ صوتياً ـ الكلمتين العبريتين: ברית איש = *beriit ‘iish(بِرِيت إِيش)، وتعنيان "رجل العهد" (إِيش = "رجل" وبِرِيت = "العهد"، ويُقصد به عهد الله الأول مع بني إسرائيل). هذا والأمثلة كثيرة جداً. وأما عندنا فنحن لا نعدم وجود مفسرين*يفسرون أية كلمة في أية لغة، تشبه في لفظها لفظ كلمة عربية ما، ولو بنسبة واحد في المائة، على أنها من العربية، غير آبهين بليِّ عنقها إن جاز التعبير، وتطويعها لقوانين صوتية ما أنزل لله بها من سلطان، مثل القائل إن العربية أصبحت، بقدرة قادر، آرابية ثم آرامية وذلك دون أن يشرح لنا القانون الصوتي الذي لا يكون قانوناً صوتياً إلا عندما يكون مضطرداً، أو*مثل القائل إن earth الإنكليزية من /أرض/ العربية لأن لفظها في الإنكليزية وفي كل اللغات الجرمانية يشبه لفظها في العربية،*غير آبه إلى*أن السريانية، وهي أخت العربية، تلفظ الضاد في /أرض/ عيناً فيقال: أَرْعا = ܐܪܥܐ "الأرض" بدلاً من أَرْضا، وأن الآرامية الكتابية تلفظ الضاد /أرض/ قافاً فيقال أَرْقا = ארקא "الأرض" بدلاً من أَرْضا! والأعجب من ذلك*تفسير بعض الزملاء*ضميرَي الغائب المفرد في الإنكليزية (he /she) على أنهما من العربية (هو/هي)، غير آبهين بالمبدأ*الثابت في علم اللغة الذي مفاده أن اللغات تستعير الألفاظ ولا تستعير طريقة تصريف تلك الألفاظ المستعارة في نحوها، فضلاً عن استعارة الضمائر وهي جزء لا يتجزأ من النحو لا يستعار من لغة أخرى. ولم يثبت علم اللغة، في التاريخ، استعارة لغة ضميراً من لغة أخرى وإدخاله في نحوها (هذا فضلاً عن استعارة كلمات بدائية مثل أرض). إن التشابه اللفظي بين اللغة العربية (ومعها اللغات الحامية السامية) من جهة، والإنكليزية (ومعها اللغات الهندية الأوربية) من جهة أخرى، تشابه مرده إلى عاملين: عامل الصدفة وعامل القرابة البعيدة. ولا يعتد بعامل الصدفة في الدراسات لأن الصدفة هي صدفة وإلا لجاز لنا اعتبار الصينية واليونانية شقيقتان لأن كلمة /عين/ في هاتين اللغتين ذات لفظ متشابه (في اليونانية: μάτι =mati ، وشيء من قبيل ذلك في الصينية كما أتذكر من أيام الدراسة)! وأما بخصوص عامل القرابة البعيدة بين أسرة اللغات الحامية السامية من جهة، وأسرة اللغات الهندية الأوربية من جهة أخرى، فأشير في هذا المقام إلى وجود نظرية لغوية يعضدها شبه إجماع*لدى علماء علم اللغة المقارن، مفادها*أن اللغات الحامية السامية من جهة، واللغات الهندية الأوربية من جهة أخرى، تعود كلها إلى أصل لغوي واحد، هو لغة افتراضية اصطلح على تسميتها بـ "اللغة النوصطراطية" أو The Nostratic Language. وقد جمع الألماني هيرمان مولر (Hermann Möller) في كتابه "قاموس مقارن للغات الهندية الأوربية والسامية" [1]، معظم الجذور المشتركة بين هذه اللغات، واهتدى إلى القوانين الصوتية التي تحدد*القرابة اللغوية بينها.*وقد طور هذه النظرية وهذبها مواطنه لينوس برونر (Linus Brunner) في كتابه القيم "الجذور المشتركة للمفردات السامية والهندية الأوربية". [2] ويبدو من هذين السفرين اللغويين الجليلين أن القرابة اللغوية (أي المعجمية) ثابتة بين اللغات الحامية السامية (ومنها العربية) واللغات الهندية الأوربية (ومنها الإنكليزية)، وقد اهتدى الباحثان أعلاه إلى القوانين الصوتية التي تحكم التطور الحاصل في مفردات تلك اللغات. من تلك القوانين الصوتية: القاف السامية = الكاف الأوربية. ويمثل عليه بالجذر الحامي السامي /قرن/ الذي يجانس تأثيلياً الجذر الهندي الأوربي /KRN/. يفيد هذا الجذر في الأسرتين اللغويتين معنى "القَرْن" أو "ما يوضع على الرأس". إلى جانب القرابة المعجمية هنالك تجانس واضح وقرابة بنوية ملحوظة بين اللغات الحامية السامية من جهة، واللغات الهندية الأوربية، وأهمها اشتراك الأسرتين اللغويتين في الظواهر النحوية العامة مثل تصريف الأفعال وإعراب الأسماء والجنس والعدد وظواهر كثيرة لا يتسع المقام لذكرها في هذه الحاشية الموجزة. وأما القرابة التي قد تبدو من حكاية أصوات الحيوانات، فلا يؤخذ بها لأنها حكاية أصوات، وذلك على الرغم من الفرق الكبير الذي يوجد أحياناً بين حكاية أصوات الحيوانات الإنكليزية والعربية والصينية!** ـــــــــــ [1] انظر: Hermann Möller (1911), Vergleichendes indogermanisch-semitisches Wörterbuch. Gottingen. [2] انظر: Linus Brunner (1969), Die gemeinsamen Wurzeln des semitischen und indogermanischen Wortschatzes. Bern.
|
#21
|
||||
|
||||
![]()
عزيزي الدكتور عبدالرحمن، اسمح لي بأن أضيف القليل على ماتفضل به قلمكم المضيء بما يتعلق بورود لفظ الإله في كتب اليهود الدينية والادبية. فإنه لدى بعض الطوائف اليهودية الاورثوذكسية يتم استخدام حرف الهاء العبري متبوع بشرطة توضع أعلا الحرف للإشارة إلى اسم الإله (ה')، وأحيانا أخرى يتم استخدام حرف الياء العبري (י) لنفس الوظيفة. اما بالنسبة لليهود العلمانيين واليهود غير المتدينين فإنهم لا يتوانون في كتاباتهم عن استخدام اللفظ (יהוה) للدلالة على الإله. وشكرا لكم أبوسلام.
|
#22
|
||||
|
||||
![]()
عزيزي الدكتور عبدالرحمن، اسمح لي بأن اضيف القليل على ماتفظل به قلمكم المظيئ بمايتعلق بورود لفظ الإله في كتب اليهود الدينية والادبية. فأنه لذى بعض الطوائف اليهودية الاورتذوكسية يثم استخدام حرف الهاء العبري من شرطة توضع اعلا الحرف للإشارة لإسم الإله (ה')، واحيانا اخرى يتم استخدام حرف الياء العبري (י) لنفس الوظيفة.
اما بالنسبة لليهود العلمانيون واليهود الغير متدينون فإن لا يتوانون في كتاباتهم من استخادم اللفظ (יהוה) للدلالة على الإله. وشكرا لكم ابوسلام |
#23
|
||||
|
||||
![]() شكرا جزيلا على إضافتك القيمة أستاذي الكريم أبا سلام. أجل درج اليهود الأورثوذكس على تجنب كتابة اسم الإله عندهم كاملا كما تفضلت، وتوسعوا في ذلك إلى اللغات الأخرى حيث أصبحوا*يكتبون God في اللغات الجرمانية هكذا: Gd. |
#24
|
||||
|
||||
![]()
أمثلة عن القوانين الصوتية في النوصطراطية
مأخوذة من كتاب لينوس برونر (Linus Brunner (1969), Die gemeinsamen Wurzeln des semitischen und indogermanischen Wortschatzes. Bern.) "الجذور المشتركة بين اللغات السامية واللغات الهندية الأوربية)، مع ملاحظات وحواشٍ شخصية يشار إليها حين ورودها بين []. قانون صوتي: /التاء/ في اللغات السامية تجانس تأثيلياً /التاء/ و/الثاء/ في اللغات الهندية الأوربية. مثال: الأكادية: فيتُ (petu) [وأصلها: بَتَحَ بالـ p، وقد حالت الكتابة المسمارية دون رسمها كما كانت تلفظ] "فتحَ"؛ العربية فتَحَ؛ العبرية: פתח= باتَح (pātaÎ) "فتحَ" [السريانية وكل اللغات السامية تقريباً: ܦܬܚ = فِتَح "فتحَ"] = اليونانية πετάννυμι = petánnumi "فتَح، انفتحَ، توسَّع"؛ اللاتينية: patēre "انفتح؛ تفتّحَ؛ توسّعَ" وكذلك pandere "فتحَ؛ وسَّعَ" [بالإضافة إلى بعض اللغات الأوربية الأخرى]. التعديل الأخير تم بواسطة : عبدالرحمن السليمان بتاريخ 06-17-2009 الساعة 09:15 PM |
#25
|
||||
|
||||
![]() أخي أبا صالح، شكرا على الإشارة. كنت حفظت ذلك منذ أيام درس مادة علم اللغة المقارن في الجامعة، والصينية موزعة على لهجات كثيرة*أهمها المنتدرينية*فيما أظن،*فقد تكون الكلمة مشابهة في لهجة صينية أخرى ثم إن علمي بالصينية مثل علمك بالأرمنية فيما أظن .. وعند الأستاذة جميلة الخبر اليقين! |
#26
|
||||
|
||||
![]()
الفاضل الدكتور عبدالرحمن
الخبر اليقين قد وصلك في تعليق الأستاذ أبي صالح ![]() ولا يعتد بعامل الصدفة في الدراسات لأن الصدفة هي صدفة وإلا لجاز لنا اعتبار الصينية واليونانية شقيقتان لأن كلمة /عين/ في هاتين اللغتين ذات لفظ متشابه (في اليونانية: μάτι =mati، وشيء من قبيل ذلك في الصينية كما أتذكر من أيام الدراسة)! والله أعلم.
__________________
جميلة حسن وما من كاتـب إلا سيفنى ****** ويبقي الدهر ما كتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيء ****** يسرك في القيامة أن تـراه التعديل الأخير تم بواسطة : عبدالرحمن السليمان بتاريخ 06-17-2009 الساعة 09:20 PM |
#27
|
||||
|
||||
![]()
شكرا لأختنا المكرمة الأستاذة جميلة على مشاركتها التوضيحية. والحق يقال إني كنت أظن أن "صوغة" الجمعية أخانا أبا صالح يجيد التايوانية والكورية فقط وما كنت أعلم أنه يعرف الصينية أيضا، فأمعنت في الاعتماد على ذاكرتي في المثال الذي أوردته والذي يبدو من ملاحظة أبي صالح أنه سليم ولكن بالنسبة إلى العربية والصينية، وليس إلى اليونانية والصينية، ذلك أن التشابه الصوتي بين عَيْن العربية ويَنْالصينية واضح للآذان أقصد العيان!
وبما أن المثال الأصلي، غير الموفق، كان من اليونانية، فأختار غيره وهو كلمة (χαρά) اليونانية، وتلفظ بالعربية: خَرا ![]() ![]() بالنسبة إلى سؤال الأخ أبي صالح، أعتقد أنه لا يوجد تعارض بين ما ذكرتُ أنا وبين ما نُقِلَ عن الدكتور محمد بهجت القبيسي بخصوص وجود القرابة، إنما هنالك تعارض بخصوص تعليل تلك القرابة. واليوم، وقد تطورت علوم اللغة كثيراً، لا يصح أن نطلق الكلام بدون أدلة لغوية قوية تعضده. وليس أقوى حجة في الدراسات اللغوية المقارنة من القوانين الصوتية المضطردة، وليس أوهن حجة من اعتماد تشابه الصوتي والصدفة فهذا لا يعمل به أحد تجاوز عتبة الأبجدية في الدرس اللغوي على الإطلاق .. وهذا ما أردت الإشارة إليه بكلامي في اللغة النوصطراطية. وتحية طيبة عطرة. التعديل الأخير تم بواسطة : عبدالرحمن السليمان بتاريخ 06-17-2009 الساعة 09:20 PM |
#28
|
||||
|
||||
![]() مندعية أم مندئية؟ يكثر في المنتديات العربية وبعض الأدبيات استعمال كلمة مندائية للدلالة على أتباع طائفة الصابئة المندعية في العراق (انظر على سبيل المثال لا الحصر: www.mandaeanunion.org/index_AR.htm). إن لفظ الكلمة بالهمزة (مندئية) خطأ شائع نتيجة لترجمة الاسم عن اللغات الأوربية التي لا ثبت أبجديتها اللاتينية حرف العين. والصواب هو (مندعية) بالعين لأن كلمة (مندعية) مشتقة من الكلمة الآرامية (اللهجة الآرامية الجنوبية الشرقية): מנדעא = مَندَعا "المعرفة". صحيح أن ثمة كلمة أخرى في اللهجة ذاتها هي מנדאיא = (مَندايا) تعني "عَلماني: الشخص العلماني"، إلا أنه من الثابت لغويا وتأثيليا ودلاليا أن الأصل هو بالعين لأن فعل "المعرفة" (و/يدع) في كل اللغات السامية ـ خلا العربية التي لا يرد فيها (و/يدع) بمعنى "المعرفة" ـ هو بالعين وليس بالهمزة. [قارن: الأكادية: /يَدُو(ع)/ "عرف"؛ الأوغاريتية: /يدع/ "عرف"، العبرية: ידע /يادَع/ "عرف"؛ الآرامية (ولهجاتها): ידע /يِدَع/ "عرف"؛ الحبشية: /أيْدَعَ/ (على وزن /أفعَلَ/) "عرَّفَ"، أعلمَ"]. واسم (مندعية) أطلِقَ على طائفة تعتقد المذهب "الغنوصي" أو المذهب "العرفاني" (من "المعرفة")، ذلك لأن كلمة (غنوصية) اليونانية [مشتقة من:γνώσις = gnosis *ومن معانيها: "البحث؛ البصيرة؛ المعرفة؛ تحسس عالم الغيب في اللاهوت المسيحي"] التي تعني "العرفان" أو "الأدرية"، ليست في الواقع إلا ترجمة مستعارة من الكلمة الآرامية מנדעא = مَندَعا "معرفة"، وليس العكس كما قد يُتوهم. إذن: اللغة والدلالة الدينية دليلان لا يحتملان الجدل على أن الكلمة الصواب هي "مندعية" بالعين وليس "مندئية" بالهمز وذلك على الرغم من سريان هذه الأخيرة بعد إضافة ياء المد إليها (مندائية) على الألسن نتيجة لاختلاط الأمر على الناس وانتشار المواقع الإلكترونية التي تثبتها ـ خطأ ـ بالهمزة. وأما /صبأ/ فمعناها الأصلي في الساميات "خرج؛ حارب" وهذا يعني أن المعنى الآرامي "تعمّدَ" هو توسع دلالي أضيف إلى معنى الكلمة الأصلي في الساميات بعدما أصبح التعمد في ماء الفرات أو دجلة علامة بارزة للصابئة المندعية. إذن الدليل الرئيسي على أن (مندعية) بالعين وليس بالهمزة (مندئية) هو ورودها بالعين في المعجم الآرامي وهو ما يعضده أيضا كون كل مجانسات الجذر الأرامي /يدع/ "عرفَ" التأثيلية في اللغات السامية هي بالعين أيضا. ومن الطريف أن تعلم أن المجانس التأثيلي للجذر /يدع/ في العربية هو الجذر /ودع/ ولكن بمعنى مختلف، ذلك لأن معظم* الجذور التي فاءاتها واوات في العربية، تقابلها جذور فاءاتها ياءات في الآرامية والعبرية واللغات الكنعانية، وهذا قانون صوتي مضطرد. ــــــــــــ ينظر في هذه المراجع ذات الصلة باللغة المندعية ونحوها وتاريخها وآدابها. Klaus Beyer, The Aramaic Language. Its Distribution and subdivisions. Translated from the German by John F. Healey. Vandenhoeck & Ruprecht, Göttingen, 1986. Page 46, note 56. Th. Nöldeke, Mandäische Grammatik. 2nd ed. with appendix by A. Schall, R. Macuch, Handbook of Classical and Modern Mandaic. |
#29
|
||||
|
||||
![]() حاشية في أصل اسم المسيح عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام 1. عيسى: اسم (عيسى)، عليه السلام، في العبريية: ישוע (= يِشُوَع). وقد اشتق هذا الاسم من الجذر العبري ישע (يَشَع) "خَلَّصَ، أنقذ"، الذي يجانسه ـ اشتقاقيا ـ في العربية الجذر /وسع/، ذلك لأن الأفعال التي فاءاتها ياءات في العبرية، تجانس تأثيليا الأفعال التي فاءاتها واوات في العربية، ولأن الشين في العبرية تجانس السين في العربية. وأصل ישע (يَشَع) هو ושע (وَشَع) لأن أصل هذه الجذور بالواو وليس بالياء كما أثبت علم اللغة المقارن. و(الخلاص) و(الإنقاذ) إنما يكونان من الضيق والأزمة، وهذا هو المعني التأثيلي الأصلي للجذر /وسع/ في السامية الأم وكذلك في العربية والعبرية. ولقد ترجم اليونان اسمه في لغتهم إلى Σωτηρ (= Soter) ومعناها "المخلص، المنقذ". فقولنا "المخلص" هو ترجمة عن اليونانية التي هي بدورها ترجمة عن العبرية. ثم عُرِّب اسمه في العربية إلى (عِيسى) عند المسلمين، وإلى (يَسُوع) عند النصارى. 2. المسيح: أما صفة (المسيح)، التي أطلقت على عيسى، على نبينا وعليه أفضل الصلاة والسلام، فهي من العبرية: משיח (= مَشِيَح). والكلمة فيها مشتقة من الجذر السامي الأصلي (مَسَحَ)، ذلك لأن العادة لدى أوائل الساميين كانت تقتضي مسح رأس الملك المتوج بزيت الزيتون المبارك. من ثمة تسمية عيسى بن مريم، عليه السلام، مسيحاً. ثم ترجم اليونان صفة "المسيح" إلى لغتهم ترجمة حرفية مستعارة فكانتΧριστος *"خْرِيسْتُوس"، ومنها Christianity "الديانة المسيحية". إذن Christos في اللاتينية هي ترجمة مستعارة لكلمة משיח (= مَشِيَح) في العبرية. من ثمة تسمية عيسى بن مريم، عليه السلام، مسيحاً. فكلمة مسيح/ משיח (= مَشِيَح) هي أصل، وكلمة Χριστος *"خْرِيسْتُوس" وما اشتق منها هي ترجمة مستعارة. |
#30
|
||||
|
||||
![]() بعد تحيتي ومحبتي أضيف :
درجت بعض الألسن العبرية وبعض الأقلام أن يذكروا ( يسوع ) = ישוע بالعبرية بحذف العين ישו وقد فسر لي أحد المثقفين اليهود بأن التعبير هو اختصار : ימח שמו ، بمعني : ليُمحَ اسمه ( ذِكره ) ، ولا أدري إن كان لذلك مصدر موثوق ومدروس . ![]()
__________________
أ. د/ فاروق مواسي التعديل الأخير تم بواسطة : عبدالرحمن السليمان بتاريخ 06-17-2009 الساعة 09:21 PM |
#31
|
||||
|
||||
![]()
الحبيب أبا السيد،
ما أحلى هذه الطلة الجميلة! اشتقنا إليك كثيرا أيها الحبيب. ما ذكرته عن نطق اليهود لاسمه بدون عين: ישו صحيح وهو الساري اليوم. وأظن أن ישוنشأ بسبب عجز اليهود عن نطق العين خصوصا إذا جاءت ساكنة من جهة، وحرصهم الشديد على عدم الاعتراف به بأنه المسيح المنقذ من جهة أخرى، فحرفوا الاسم ليتخلصوا من الإيحاءات الضمنية للاسم ישועلأنه يشير إلى نبوءات بعينها في العهد القديم يرى اليهود أنها تنطبق على مسيحهم المنتظر لا على عيس بن مريم عليه السلام الذي لا يعترفون به مسيحا، ثم فسروا الاسم على أنه منحوت من (ימחשמו = يِمَّح شْمُو "لِيُمْحَ اسمه/ذكره") من قبيل الاشتقاق الشعبي للسخرية منه عليه السلام. وهذا يذكرني بيهود الغرب الذين يتجنبون، بجميع أطيافهم الإيديولوجية، استعمال التأريخ المسيحي المعروف: (قبل/بعد الميلاد)، فيكتبون بدلا من ذلك (قبل/بعد التاريخ العام) ويشيرون إلى (التاريخ العام) بقولهم CommonEra ويختصرونها على CE. وتحية عبدرحمانية مشتاقة! التعديل الأخير تم بواسطة : عبدالرحمن السليمان بتاريخ 06-17-2009 الساعة 09:22 PM |
#32
|
||||
|
||||
![]() كشف الظنون عن أصل كلمة قانون! كثيرا ما نسمع أن كلمة (قانون) معربة عن اليونانية (κανόν = kanόn) التي تعني فيها "قاعدة"، وفي الأصل: "خط للقياس". وبالنظر في أصل الكلمة يتضح أنها مشتقة من اليونانية (κάννα = kanna) التي تعني فيها "قصب". وقد دخلت هاتان الكلمتان اليونانيتان اللاتينية (canon وباطرادcanna ) واحتفظتا فيها بالمعنى ذاته. ثم انتقلت الكلمتان من اللاتينية إلى أكثر لغات الغرب. وعند التدقيق في الكلمتين اليونانيتين يتضح أنهما مستعارتان من اللغات العروبية (الحامية السامية)، إذ جاء في الأكادية (مطلع الألفية الثالثة قبل الميلاد): /قنو: qanū/ "قصب"، وكذلك في العبرية /קנה: qāneh/ "قصب" أيضا. أما في الحبشية فتعني /قنوت:qanōt / "عصا وخز" (لوخز الماشية في مؤخراتها). وأما في الفينيقية (= قنا) وفي الآرامية والسريانية (= ܩܢܝܐ: قَنْيا) وأخيرا في العربية (= قناة، قناً) فتعني الكلمة: "الرمح". وأصل القناة: "العصا" المستوية. قال في اللسان (مادة /قنا/): "وكل عصا مستوية فهي قناة". والعصا المستوية هي العصا التي يقاس بها ويرسم بها الخط المستقيم، وهذا معنى "قانون" الأصلي في اليونانية، أي "خط للقياس"، ثم استعمل مجازا ليدل على "القاعدة"؛ فثبت أخذ اليونان لها عن اللغات العروبية، ذلك أن اليونان جاؤوا ألفي سنة بعد الأكاديين الذين جاء في لغتهم: /قنو: qanū/ وهي القصبة المستقيمة! وقد حلت (المسطرة) اليوم محل العصا في رسم الخط المستقيم ..، إلا أن كل مَن ليس تحضره مسطرة قد يرسم الخط المستقيم بعصا مستقيمة .. أو بظهر الكتاب، أو بأي شيء مستقيم أو غير مستقيم ذلك أن الشاطر قد يرسم خطا مستقيما برجل حمار إن اقتضى الأمر (على رأي المثل: الشاطرة بتغزل برجل حمار)! |
#33
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
الزملاء والزميلات، رأيت اليوم أن الرابط التالي في ويكيبيديا: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%...86%D9%8A%D8%A9 يقتبس نص حاشيتي في العلمانية دون ذكر المصدر. وهذه الحاشية عمرها ثلاث سنوات تقريبا، بينما عمر مقالة ويكيبيديا قصير فيما يبدو. وهذه ليست المرة الأولى التي يرد فيها كلام لي في ويكيبيديا دون أن يُعزى إليّ. وأنا لا أعير المسألة اهتماما كبيرا لكني أشير إلى ذلك خشية من يذهب الظن ببعض الناس بعيدا. لذا وجب التنويه. وتحية طيبة عطرة. |
#34
|
||||
|
||||
![]()
كنتُ قد قرأت مقالة في الجزيرة وبمجرد انتهائي من السطور الأولى قلتُ في نفسي: ما أشبه الأسلوب الكتابي لهذا الكاتب بأسلوب ترجمة أستاذنا فلان. وذات مرةٍ سألته فقال بأنها من ترجمته!
لا تشغل بالك يا دكتور عبد الرحمن، فأعتقد أن قراءك ومحبيك يمكنهم التعرف على أسلوبك المميز. إن السرقة الفكريةأمر مؤسف ومحبط ولا يمكن السيطرة عليها إلا بضمائر يقظة.
__________________
النمط يقتل الحضارة، والثقافة تتنفس من جدلية الاختلاف. |
#35
|
||||
|
||||
![]()
شكرا جزيلا أخي الأستاذ رامي على مرورك الطيب.
ذكر المصدر أمانة. والمادة التي أكتبها وأنشرها في العنكبية مادة أرجو أن يفيد الناس منها على أوسع نطاق. حياك الله. |
#36
|
||||
|
||||
![]()
اقتباس كتبه الأستاذ الدكتور عبد الرحمن السليمان:
ومما تجدر ملاحظته أن هناك غرابةً حتى فى وزن كلمة لفظ الجلالة: الأصل: إِلـَـه ---الوزن: فـِعـَال ثم:الإِلــَه-----الوزن: الفـِعـَال ثم حُذِفت الهمزة للقول الذى ذكره فضيلة الدكتور عبد الرحمن السليمان، وحُذِف ما يقابلها من الوزن فصارت: الله ----- والوزن: العـَال فإن الوزن قد دل دلالةً واضحةً عجيبة على أن الله عالٍ متفردٌ بذاته، متنزه عن الشبيه وأنه ليس كمثله شىء وهو السميع البصير. وتلك لطيفة عجيبة الإشارة.
__________________
اعلموا أن كل عرق لم يُخرِجه جهادٌ فى سبيل الله فسيُخرجه الحياءُ والخوفُ من الله يومَ القيامة... |
#37
|
||||
|
||||
![]()
أعتقد أن هذا الوزن للفظ الجلالة كما كلمات أخرى كثيرة هو قصور في نظام الميزان الصرفي ولا يعول عليه
__________________
إعراب نحو حوسبة العربية http://e3rab.com/moodle المهتمين بحوسبة العربية http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11 المدونات العربية الحرة http://aracorpus.e3rab.com |
#38
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
أخي الأستاذ حامد،
لم أفهم مقصدك من الجملة المظللة بالأحمر بالضبط. فهلا تفضلت وشرحتها؟ وهلا وغلا. |
#39
|
||||
|
||||
![]() اقتباس:
أجل أخي الأستاذ فتحي، لفظ الجلالة يبعث دائما على التأمل. وكل تأمل يفضي بنا إلى لطائف وعجائب. بارك الله فيك وفي مرورك العطر. أحسن الله إليك. |
#40
|
||||
|
||||
![]()
السلام عليكم
الميزان الصرفي كما ابنته الشرعية أوزان الشعر هو تقعيد رياضي لآلية الاشتقاق في ذهن العربي الفصيح ولصرامة هذا النظام واطراده فقد أسند إلى الفعل الماضي الثلاثي الذي اعتبر جذرا تشتق منه الكلمات.. واستخدم اللفظ فعل الدال على الفعل لتمثيل الميزان فكلمة فاعل تدل بذاتها قبل الميزان الصرفي على الشخص الذي يقوم بالفعل وهي في نفس الوقت وزن لاسم الفاعل من الماضي الثلاثي. ولكن هل هذه هي حقا الآلية الذهنية في ذهن العربي والوحيدة؟ تجلى هذا في عصر إبداع الأوزان بالجدل حول وزن إوَزَّة هل هو إفعّة أم إفعلة.. وهذا الجدل هو انعكاس لقصور الميزان الصرفي الذي لم ينتبه له سيبويه والأصمعي والآخرون بل تجادلوا حول تطبيقه... فكلا الوزنين المقترحين لا يعطيان نسبة لـ فَعْلَ نفس المعنى الذي تعطيه إوزة من وزَّ.. وهذا القصور يكاد يكون متكررا في الكثير من الجذور المشددة والرباعية نفس الأمر بالنسبة للفظ الجلالة الله من أله فالوزن المقترح العال لا صلة له أبدا بالجذر فعل.. وهو وإن أعطى بذاته معنى يشير إلى علو الله المطلق من الجذر عَلَوَ إلا أنه قصور لا يعول عليه أعتذر عن السرعة وربما الخلل فأنا مصاب بإجهاد بالكاد أرى الشاشة
__________________
إعراب نحو حوسبة العربية http://e3rab.com/moodle المهتمين بحوسبة العربية http://e3rab.com/moodle/mod/data/view.php?id=11 المدونات العربية الحرة http://aracorpus.e3rab.com |
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
طرق مشاهدة الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
ملاحظات ومقارنات لغوية | عبدالرحمن السليمان | دراسات لغوية مقارنة Comparative Linguistic Studies | 211 | 10-30-2019 07:40 PM |
ملاحظات حول موضوع الهمزة | nizameddin | منتدى العربيات Arabics' Forum | 1 | 02-04-2009 09:16 PM |
ملاحظات حول دور الترجمة في السياحة | Demerdasch | المنتدى الألماني German Forum | 8 | 12-19-2008 12:44 AM |
ملاحظات لغوية مثيرة | منتدى الظل Fun Forum | 3 | 03-23-2007 07:09 PM | |
ملاحظات على موقع عرب آيز | s___s | اللسانيات والحاسوب والمعالجة اللغوية Compu-linguistics | 8 | 02-19-2007 06:28 PM |