الخلفية الدينية للغويات التوليدية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ahmadkeshta
    عضو منتسب
    • Mar 2008
    • 3

    الخلفية الدينية للغويات التوليدية

    [align=justify]
    اعتبر كتاب تشومسكي "Syntactic Structures" "بنيات نحوية"(1957) بداية لانتشار النحو التوليدي بسرعة. وفيه قرر تشومسكي أن كلاً من النحو التقليدي وعلم اللغة الوصفي قدما كثيراً من الملاحظات ووصلا إلى نتائج كافية بحيث يمكن اعتبار المرحلة الوصفية التصنيفية في علم اللغة قد اكتملت. واقترح القيام بقفزة نوعية تسمح بالانتقال من المرحلة الوصفية إلى المرحلة النظرية التفسيرية، فقام بأول تمييز بين القدرة CompetenceوالأداءPerformanceوهما المفهومان اللذان يمكن أن يؤديا إلى مفهومي دي سوسير عن اللغة والكلام ، ولكن بتعبيرات غير كاملة الدقة. فالمقدرة في مصطلح تشومسكي التي تقابل اللغة عند دي سوسير، تعني مجموعة الوسائل المتاحة للمتكلم والتي يستطيع التعبير بها عن نفسه، وفضلاً عن ذلك تسمح له بالحكم على جملةٍ ما: هل هي ممكنة في لغته أو شاذة أو صحيحة. وهي خلاقة لدى المتكلم، بخلاف دي سوسير الذي ينسب إلى اللغة كونها نظام ثابت مغلق لا يعطي الفرصة لمستخدمه بالخروج عنه. وبهذا طور تشومسكي مفهوم "إبداعية اللغة". وهي تعني أن الإنسان الراشد قادر على أن يفهم وينتج عدداً غير محدود من الجمل التي لم يسمعها من قبل. والاعتراف للغة بهذه الخاصية الإبداعية قاد تشومسكي إلى وضع فرضية تتعلق بتعلم اللغة عند الطفل. فهو يرفض تصور أن الطفل يتعلم اللغة بالخبرة التي يكتسبها من الراشدين المحيطين به لأن هذا التصور لا يقيم اعتباراً للحقيقة القائلة بأن الطفل خلال علية التعلم السريعة يهيمن على منظومة معقدة تسمح له بأن ينتج عدداً غير محدود من الجمل التي لم يسمع بها من قبل. ويفترض تشومسكي طاقات فطرية عند الطفل يعالج من خلالها حصيلة المعلومات المقدمة إليه من محيطه. وأن محتوى هذه الطاقات الفطرية ليست له أية علاقة باللغة الخاصة التي سيتعلمها الطفل، فهو كائن محايد بالنسبة إلى لغته الأم المقبلة، فهناك ما يسميه تشومسكي (اللغويات العالمية) وهي الخصائص التي تشترك فيها كل اللغات الطبيعية، وهو يرى أن من مهام النظرية اللغوية اكتشاف هذا المشترك العالمي ووصفه وأما الحد الثاني من التقابل عند تشومسكي أي الأداء، فهو التحقيق الفعلي لديه للقابلية للكلام وهو وظيفة لمجموعة من المعطيات غير اللغوية كالعوامل الصوتية والطبية والنفسية كالذاكرة والانتباه والانفعال وقرائن الموقف واللغة. وفضلاً عن تحليل هذه العوامل المختلفة ـ وبعضها لا يمت إلى التحليل اللغوي بصلة ـ فإن تحليل الأداء يقتضي وجود نماذج من القابلية ينطوي عليه الأداء. وهذه هي المهمة الرئيسية والأولى المنوطة بعلم النحو التوليدي، لأنها شرط للمرحلتين الأخريين وهما إقامة نظريتي الأداء والتعلم.فموضوع النحو التوليدي إذن إقامة نموذج للقابلية يمكن أن نتصوره كنوع من الآلية أو منظومة محدودة من القواعد تسمح بتوليد كل الجمل الممكنة في لغة ما. وهذه المنظومة تتضمن ثلاثة مكونات: المكون النحوي وهو العنصر المولد الوحيد، حيث يولد البنيات الشكلية المجردة المستقلة عن الصوت والمعنى. والمكون الصوتي، وهو يحدد الصيغة الصوتية لجملة ولَّدها العامل الأول ويسمح بتحديد كيفية لفظها.والمكون المعنوي، وهو يسمح بتحديد معالم المعنى للموضوعات الشكلية التي أنتجها العامل النحوي.[1]/><O></O>
    وأعتقد أن تصور حومسكي عن المقدرة اللغوية، يعود إلى فكرة دينية ، يقدمها الإصحاح الثاني من سفر التكوين في قصة خلق آدم حين تقول التوراة:<O></O>
    "וַיִּצֶר יְהוָה אֱלֹהִים מִן-הָאֲדָמָה, כָּל-חַיַּת הַשָּׂדֶה וְאֵת כָּל-עוֹף הַשָּׁמַיִם, וַיָּבֵא אֶל-הָאָדָם, לִרְאוֹת מַה-יִּקְרָא-לוֹ; וְכֹל אֲשֶׁר יִקְרָא-לוֹ הָאָדָם נֶפֶשׁ חַיָּה, הוּא שְׁמוֹ. כ וַיִּקְרָא הָאָדָם שֵׁמוֹת, לְכָל-הַבְּהֵמָה וּלְעוֹף הַשָּׁמַיִם, וּלְכֹל, חַיַּת הַשָּׂדֶה; וּלְאָדָם, לֹא-מָצָא עֵזֶר כְּנֶגְדּוֹ."[2]<O></O>
    "19: وخلق يهوه (وخلقت الآلهة) من الأرض ، كل حيوان المرعى وكل طير السماء وأحضرها إلى الإنسان ليرى ماذا سيسمي كلا منها ، وكل اسم أطلقه الإنسان على نفس حية ، أصبح اسما لها. 20: وأطلق الإنسان أسماء على كل البهائم وطيور السماء وكل حيوانات المرعى ، لكنه لم يجد لنفسه نظيرا ليكون عونا له"[3].<O></O>
    [align=justify]
    فالإنسان من وجهة نظر كاتب التوراة، هو أصل اللغة ، والمقدرة اللغوية تولد معه فيستطيع أن يخترع أسماء يسمي بها الأشياء ، دون الحاجة إلى أن يعلمه احد ، وطالما يستطيع اختراع الأسماء فهو يستطيع اختراع الجمل أو توليدها من تركيب الأسماء مع بعضها لتكون جملا.
    [/align]




    <HR align=left width="33%" SIZE=1>

    [1] دانيل مانيس ، علم اللغة ، ترجمة ، سهيل عثمان وعبد الرازق الأصفر، مجلة الموقف الأدبي، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، عدد أغسطس 1982.<O></O>

    [2]בראשאתב 20-19<O></O>

    [3] ترجمتي<O></O>
    [/align]

  • #2
    أظن المواضيع تحت العناوين والروابط التالية لها علاقة بهذا الموضوع

    تأثير النحو العربي في نظرية تشومسكي

    http://www.atinternational.org/forum...ead.php?t=7045

    القرآن واللسانيات وتطور اللغة والحاسوب وإمكانية برمجة كيف تتم عملية الفهم بلغة القرآن


    ما رأيكم دام فضلكم؟
    التعديل الأخير تم بواسطة ضيف; الساعة 06-03-2010, 07:25 AM.

    تعليق

    • ahmadkeshta
      عضو منتسب
      • Mar 2008
      • 3

      #3
      أخي الكريم أبو صالح ، شكرا لمرورك على الرسالة وردك عليها ،
      بالتأكيد هناك علاقة بين هذا الموضوع وأي موضوع آخر يتعلق بالنحو التوليدي ، فالجزء الأول من الرسالة والذي ينتهي برقم الإحالة "1" مقتبس من مقالة عن تاريخ علم اللغة العام ، أما رأيي الشخصي والذي يعكسه عنوان الرسالة فهو ما جاء بعد ذلك.
      [align=center]
      شكرا
      [/align]

      تعليق

      يعمل...
      X