الرحمة خور في الطبيعة !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • محمد بن ربيع الغامدي
    عضو منتسب
    • May 2007
    • 37

    الرحمة خور في الطبيعة !

    <p align="center"><font size="5">الرحمة خور في الطبيعة</font></p><p align="justify"><br />     <font size="4">تنسب هذه العبارة إلى محمد بن عبد الملك الزيات ، الذي قال : رقة القلب من خور الطبيعة ، ولا تكون الرحمة إلا من خور ، وهذه - بطبيعة الحال - من القراءات الخاطئة للرحمة ، فالعلاقة بين الضعف والقوة في الرحمة هي علاقة بين مبتدأ وخبر ، ذلك أن منشأ الرحمة داخل النفس إنما يكون عن رقة ولين وعطف أما ثمرة الرحمة في السلوك ففيها قوة ، قوة إغاثة أو كفالة أوسعي ، سكون وضعف ثم حركة وقوة ، كأن يسقط الرجل في بئر ، فيتحرك له فؤاد راحم ، فيرق لحاله ، فينطلق لإغاثته باذلاً الجهد في ذلك وهكذا فإن مخرجات الرحمة التي تنبثق من النفس البشرية تكون أصعب وأقوى عند إتيانها منها عند تركها ، فإن كانت الرحمة عند دخولها للنفس تحتاج إلى رقة وضعف فإنها على عكس ذلك عند ترجمتها لسلوك راحم  تحتاج إلى شدة وصبر .</font></p><p align="justify"><font size="4">ولنعد إلى صاحبنا الزيات ،حيث دارت به عجلة الزمان ، وتبدلت الظروف، فأصبح محمد بن عبد الملك الزيات ، وزير الأمس القوي ، أصبح سجين اليوم المهان ، كان حبسه  بأمر الخليفة العباسي الواثق ، وأمر أيضاً بالتشديد عليه .</font></p><p align="justify"><font size="4"> قال صاحب محاضرات الأدباء * : ولما أمر الواثق بتعذيبه وبحبسه في تنور من الحديد وإطباقه عليه قال لمعذبه: ارحمني. فرد الخبر إلى الواثق فقال: أين قول لا تكون الرحمة إلا من خور ؟؟ ثم تمثل بقوله :</font></p><p align="center"><br /><font size="4">فلا تجز عن من سنة أنت سرتها..... فأول راض سنة من يسيرها<br />ولا تـك كالثـــــور الذي دفنت له..... حديدة حقف دائبا يســتثيرها</font></p><p align="justify"><font size="2">* - الأصفهاني ، أبو القاسم : محاضرات الأدباء .</font> </p><p align="justify"></p>
يعمل...
X