عالم الغيب وعالم الشهادة ... أسئلة وأجوبة ...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • منذر أبو هواش
    Senior Member
    • May 2006
    • 769

    عالم الغيب وعالم الشهادة ... أسئلة وأجوبة ...

    جئت من عالم الغيب ...
    وإلى عالم الغيب أسير ...

    من أين جئت؟
    إلى أين أسير؟
    ما هو المصير؟

    هذه التساؤلات حول الوجود، أليست تساؤلات قديمة قدم الوجود نفسه؟ وهل هي بالفعل أسئلة مزعجة ومقلقة ومحيرة وتقض مضاجع الناس على اختلاف أفهامهم؟ وهل هي بالفعل أسئلة كبيرة وحاسمة وضرورية لإيجاد تفسير شاف لحقيقة خلق الكون والغاية من خلق الإنسان؟ ألم تدع الرسالات السماوية إلى التفكر والتأمل والتساؤل؟ ألم تقدم الأديان التفاسير والحلول والأجوبة حول هذه الأسئلة المتعلقة بخلق الإنسان وخلق الوجود؟

    إنها ثلاثة أسئلة، أولها "من أين جئت" وهو سؤال متعلق بزمن مضى، وحادث حدث، أما السؤالان الآخران فيتعلقان بالمستقبل، وزمن قادم، وأمور لم تحدث بعد، لذلك فمحاولة التفكير من أجل العثور على الإجابة عن السؤال الأول المتعلق بالزمن الماضي قد تبدو لفطرة الإنسان المتفكر أكثر يسرا وأكثر سهولة من محاولة العثور على أجوبة السؤالين المتعلقين بالمستقبل، ولهذا السبب أيضا قد يفضل الإنسان المتأمل أن يركز على البحث عن إجابة السؤال الأول فقط وهو واثق من أن الإجابة عليه سوف تقوده بكل تأكيد إلى الإجابة عن السؤالين الآخرين.

    إنها حقا أسئلة كبيرة وصعبة ومعقدة، وبالإضافة إلى صعوبتها وتعقيدها فهي ليست سؤالا واحدا، وليست سؤالين اثنين، وإنما ثلاثة أسئلة بالتمام والكمال، وهذا التعدد في الأسئلة الصعبة أساسا يزيد الامتحان صعوبة على صعوبة، ويزيد الأمر تعقيدا فوق تعقيد، ويكاد يجعل أمر الإجابة عليها من المستحيلات.

    لذلك دعونا نتواضع ونتنازل ونتراجع ونحاول التركيز والإجابة على السؤال الأول فقط على افتراض أن الإجابة عليه سوف تقودنا بشكل آلي ومنطقي إلى الإجابات المنشودة على السؤالين الصعبين الآخرين. ولكي لا يتوهم بعض الزملاء الأذكياء أننا نطرح عيهم سؤالا في علم الأحياء نغير صيغة السؤال، ونؤكد أن السؤال "من أين جئت" يعني "من أين جاء الإنسان؟" وبالتالي "من أين جاء الكون أو الأكوان؟".

    أنا شخصيا لست الآن في صدد البحث عن إجابة جاهزة أقدمها لكم، لكنني أعتقد أنكم سوف تتوصلون معي إلى تلك الإجابة من خلال الشرح الذي سأقدمه لكم فيما يلي عما يحصل مع الإنسان عند توقفه من أجل التفكر والتأمل في السؤال العظيم "من أين جاء الإنسان"

    يكتشف الإنسان العالم المحسوس من حوله ويدركه من خلال حواسه، وقد تمكن الإنسان من اكتشاف أدوات ساعدته فيما بعد على اكتشاف وإدراك بعض الأشياء التي كان يعجز عن إدراكها بحواسه الموجودة، وهذا الأمر دفع الإنسان إلى مسألة الاقتناع والاعتقاد والإيمان بوجود أشياء غائبة عنه، وخارجة عن إدراكه، ويعجز هو عن إدراكها بما توفر لديه من حواس.

    وحينما يبدأ الإنسان بالتفكر والتأمل أثناء محاولته لإدراك الإجابة "من أين جئت؟"، يكون أول عمل يقوم به هو إجراء فحص ذاتي على مقدرته على الإدراك، فيكتشف أن إدراكه محدود مثل كل شيء، ويدرك بسبب إدراكه لمحدودية تلك القدرة على الإدراك أنه لا مفر من تقبل فكرة وجود أشياء خارجة عن حدود ذلك الإدراك، أشياء لا يستطيع إدراكها، لكنها موجودة، وتوجد دلائل على وجودها، ولا يمكنه إنكارها أو إنكار وجودها.

    وقد جاءت الرسالات السماوية في عالم الإدراك والشهادة لكي تذكر الإنسان بمحدودية قدراته على الإدراك، ولكي تخبره بأمر عوالم الغيب الخارجة عن نطاق إدراكه، وترشده إلى الأدلة الواضحة على وجود هذه العوالم، ووجود خالق هذه العوالم، وتقوده إلى الإيمان المطلق، وإلى إدراك ما لا يدرك.

    أما المؤمنون فيعلمون المراد الإلهي من الرسالات والآيات، رغم اختلاف الأفهام واختلاف التفسيرات، فالمراد الإلهي واحد رغم كثرة الآيات وتعدد التأويلات، وأما الكافرون والمشركون فهم يكابرون رغم أنهم يشاهدون بأم أعينهم ما يدل بوضوح على وحدانية الله تعالى وقدرته، ويعلمون أن من كان كذلك لا يصح أن تترك عبادته إلى عبادة إنسان أو حجر مما لا يضر ولا ينفع.

    قال تعالى:

    (أولم ير الذين كفروا أن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما) 30/ الأنبياء

    الفتق من الرتق هو الإخراج من باطن عالم الغيب غير المدرك (وهو العدم مجازا عند بعض الناس) إلى ظاهر عالم الشهادة والواقع المدرك (أي إلى الوجود)، كانتا رتقا (حجابا) أي كانتا مرتوقتين محجوبتين في رتق أي في حجاب محجوب في عالم الملكوت والغيب، ففتقناهما أي رفعنا عنهما الحجاب وأظهرناهما وكشفناهما وأخرجناهما من عالم الغيب إلى عالم الشهادة والوجود فأصبحتا مرئيتين ظاهرتين مشهودتين.

    والله أعلم

    منذر أبو هواش


    منذر أبو هواش
    مترجم اللغتين التركية والعثمانية
    Munzer Abu Hawash
    ARAPÇA - TÜRKÇE - OSMANLICA TERCÜME

    munzer_hawash@yahoo.com
    http://ar-tr-en-babylon-sozluk.tr.gg
  • JHassan
    عضو مؤسس، مترجم مستقل
    • May 2006
    • 1295

    #2
    عالم الغيب وعالم الشهادة ... أسئلة وأجوبة ...


    جزاك الله خيرا أخي الكريم وأستاذي الفاضل منذر.

    Abu-Hawash كتب :
    يكتشف الإنسان العالم المحسوس من حوله ويدركه من خلال حواسه، وقد تمكن الإنسان من اكتشاف أدوات ساعدته فيما بعد على اكتشاف وإدراك بعض الأشياء التي كان يعجز عن إدراكها بحواسه الموجودة، وهذا الأمر دفع الإنسان إلى مسألة الاقتناع والاعتقاد والإيمان بوجود أشياء غائبة عنه، وخارجة عن إدراكه، ويعجز هو عن إدراكها بما توفر لديه من حواس.

    وحينما يبدأ الإنسان بالتفكر والتأمل أثناء محاولته لإدراك الإجابة "من أين جئت؟"، يكون أول عمل يقوم به هو إجراء فحص ذاتي على مقدرته على الإدراك، فيكتشف أن إدراكه محدود مثل كل شيء، ويدرك بسبب إدراكه لمحدودية تلك القدرة على الإدراك أنه لا مفر من تقبل فكرة وجود أشياء خارجة عن حدود ذلك الإدراك، أشياء لا يستطيع إدراكها، لكنها موجودة، وتوجد دلائل على وجودها، ولا يمكنه إنكارها أو إنكار وجودها.
    رحم الله امرؤا عرف قدر نفسه...
    صدقت أخي الكريم... إذا كان الإيمان بالغيبيات يعتمد على المحسوس فقط، لما آمن الناس بوجود الأفكار والمشاعر مثلا لأنها لا تدرك بالحواس الخمس. لكن هناك دلائل ومؤشرات –محسوسة وغير محسوسة- على وجودها.
    فيما يلي قصة ذات صلة قرأتها منذ فترة ولا أعرف هل حدثت فعلا أم لا.. لكن هذا لا يهم قدر العبرة التي فيها.


    There was a professor of philosophy who was a deeply committed atheist. His primary goal for one required class was to spend the entire semester attempting to prove that God couldn't exist. His students were always afraid to argue with him because of his impeccable logic.

    For twenty years, he had taught this class and no one had ever had the courage to go against him. Sure, some had argued in class at times, but no one had ever really gone against him because of his reputation.

    At the end of every semester on the last day, he would say to his class of 300 students, "If there is anyone here who still believes in God, stand up!"

    In twenty years, no one had ever stood up. They knew what he was going to do next. He would say, "Because anyone who believes in God is a fool. If God existed, he could stop this piece of chalk from hitting the ground and breaking. Such a simple task to prove that He is God, and yet He can't do it." And every year, he would drop the chalk onto the tile floor of the classroom and it would shatter into a hundred pieces. All of the students would do nothing but stop and stare.

    Most of the students thought that God couldn't exist. Certainly, a number of Christians had slipped through, but for 20 years, they had been too afraid to stand up.

    Well, a few years ago there was a freshman who happened to enroll. He was a Muslim, and had heard the stories about his professor. He was required to take the class for his major, and he was afraid. But for three months that semester, he prayed every morning that he would have the courage to stand up no matter what the professor said, or what the class thought. Nothing they said could ever shatter his faith...he hoped.

    Finally, the day came. The professor said, "If there is anyone here who still believes in God, stand up!" The professor and the class of 300 people looked at him, shocked, as he stood up at the back of the classroom. The professor shouted, "You FOOL!!! If God existed, he would keep this piece of chalk from breaking when it hit the ground!" He proceeded to drop the chalk, but as he did, it slipped out of his fingers, off his shirt cuff, onto the pleat of his pants, down his leg, and off his shoe. As it hit the ground, it simply rolled away unbroken.

    The professor's jaw dropped as he stared at the chalk. He looked up at the young man, and then ran out of the lecture hall. The young man, who had stood, proceeded to walk to the front of the room and shared his faith in Islam for the next half hour. 300 students stayed and listened as he told of Allah's love for them and to be the followers of our beloved prophet Mohammed (saw)

    جميلة حسن
    وما من كاتـب إلا سيفنى ****** ويبقي الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شيء ****** يسرك في القيامة أن تـراه

    تعليق

    يعمل...
    X