جدلية اللغة والفكر عند "الناصين" سلامة وسقامة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • حسين ليشوري
    عضو منتسب
    • Mar 2010
    • 43

    جدلية اللغة والفكر عند "الناصين" سلامة وسقامة.

    جدليّة اللّغة و الفكر
    عند "النَّاصِّين" سلامةً و سقامةً.


    1- تأخذ السّوائل أشكال الأواني الّتي تحتويها، و اللّغة وعاء الفكر، العام أو الخاص كفكر النَّاص، الكاتب أو المتحدث، فهي إناؤه يأخذ شكلها استقامة و اعوجاجا، فمن استقامت لغته، من المتحديثن أو الكُتّاب، استقام فكره و من اعوجت لغته اعوج فكره بقدرها، فاللغة مجموعة من القوالب تحمل دلالات و هذه الدلالات تأتي في أنساق معبرة عن الفكر، فكر الكاتب أو المتحدث، في بيئة ثقافية ما تفهمها.

    2- هذه قناعتي و هذا اعتقادي و عندما أقول "اللغة" لا أعني شكلها الخارجي من رسم و إملاء و صرف و نحو فقط بل تحريرا و تحبيرا و تصويرا و تعبيرا كذلك و إنما أعني هذا كله إضافة إلى مضمونها الداخلي و هو ما يقصد إليه من أغراض التعبير عن الفكر المختلفة و هو فحوى الخطاب أو مفهومه، و هذا ما تتناوله علوم البلاغة كعلم المعاني و علم البيان و علم البديع الذي يهتم بتنميق الخطاب فنيا أو جماليا، فاللغة إذن كل متماسك فهي كلمات أي قوالب تضم معاني أي دلالات هي المقصودة بالتعبير لفظا أو كتابة.

    3- و بناءً على ما تقدم يمكننا الحكم إيجابا و سلبا على كتابة ما بملاحظة شكلها الخارجي ابتداءً من الرسم و الإملاء إلى الصياغة النهائية المعبرة عن فكر الكاتب أو المتحدث، أو فكره المستبطن و من ثمة الحكم على شخصية هذا المتحدث أو ذاك الكاتب و بقدر نقص اللغة، لغة المُخاطِب، ينقص الفكر و إذا ربت اللغة و زكت ربا فكره و زكا في ترابط حقيقي.

    4- فاللغة و الفكر يترابطان بجدلية صارمة من حيث السلامة و السقامة في البيئة الثقافية المعبر عنها أو فيها بلغة تلك البيئة فمن أرد أن يستع فكره فعليه بتوسيع لغته لفظا و معنى.

    5- و لعل في فنيات النقد الأدبي المؤسس على تحليل الخطاب المكتوب و الملفوظ ما يساعد على إدراك ما أقصده من حديثي النظري هذا، و للحديث بيقة - إن شاء الله تعالى - و آمل ألا يبخل علي الأساتيذ الفضلاء بآرائهم و إضافاتهم إثراءً للموضوع و لهم مني جزيل الشكر سلفا.

    البُليْدة، صبيحة يوم الأحد الفاتح من ربيع الأول 1434 الموافق 13 يناير 2013.
    [frame="13 98"]
    "للخيال على الكاتب سلطان لا يقاوم،
    فإن كنت كاتبا، فلا تقاوم خيالك و لكن قوِّمه !"

    (حسين ليشوري)
    [/frame]
يعمل...
X