الدراما التركية مقابل الدراما الإيرانية في ميزان الدبلجة العربية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ياسين خ. بحبوح
    عضو منتسب
    • Jul 2006
    • 140

    الدراما التركية مقابل الدراما الإيرانية في ميزان الدبلجة العربية

    إن مجمل ما دبلجته شركات الفن السورية من المسلسلات الإيرانية للغة العربية (اللهجة الشامية أو الفصحى) لا يتجاوز بأفضل أحواله 0,1% مما دبجلته هذه الشركات من المسلسلات التركية في أقل من 7 سنوات, رغم أن العلاقات السورية-التركية لم تكن جيدة إلا لمدة 5-6 سنوات فقط في حين أن العلاقات السورية-الإيرانية لا تزال سمن على عسل منذ أربعين عاماً.

    لا أدرِ إن كان ذلك يعود إلى عدم تقبل المشاهد العربي للدراما الإيرانية أو لبعد إيران عاطفياً عن العرب و قرب العرب من العثمانيين سيما السوريين أم لضعف الدراما الإيرانية و عدم قدرتها على مجارة الدراما التركية؟!
    لا لنشر ثقافة القطيع...
  • فيصل كريم
    مشرف
    • Oct 2011
    • 296

    #2
    لعل السبب في ذلك أخي الأستاذ يس بحبوح واضح ولا يخفى عن كل لبيب كحضرتكم، ولكن القائمين على هذا الأمر لا يصرحون به علنا ربما لأنه مخجل أو لإنه قد يكشف مخططاتهم ونواياهم. فمن المعروف أن الجماعة في إيران ينتجون مسلسلات وأفلام ويلزمون النساء فيها بالظهور بالحجاب وعدم كشف المفاتن، أما في تركيا ومسلسلاتها وأفلامها فإن الشيطان يقضي إجازة طويلة ولا يكلف نفسه عناء العمل الشرير، حيث أن معظم كبراء هذا المجال هناك يعتبرون الشيطان تلميذا عتيقا وأصبحوا يلقنونه الدروس الجديدة. ومن المعروف أيضا أن أول من ابتدع بدعة دبلجة المسلسلات التركية للهجة السورية هي الست لورا أبو أسعد التي ما إن ثار الجدل حول الأعمال الساقطة أخلاقيا التي دبلجتها حتى استضافها فيصل القاسم ببرنامجه الاتجاه المعاكس. ونستطيع أن نستشف من كلامها أن الغرض من ذلك تجاري بحت، فإن كان كذلك فمن الطبيعي أن تتوجه لورا (وما أدراك ما لورا) ومن اقتدى بخط لورا لجماعة السقوط والهبوط الأخلاقي المادي بينما الإيرانيون لهم سقوطهم الآخر المتمثل بالسقوط الفكري، فهم محافظون على الإسلام شكلا أما جوهره وحقيقته فمسألة أخرى تماما.

    أما المشاهد العربي فلا يقلقن أحدنا عليه، فقد اعتاد أن يتلقى الحُقَن من كل حدب وصوب، لأن انتاجه الفكري الذي يتلقاه يوازي الصفر بتربيعاته التامة، وبالتالي أصبح مستعدا للتلقيح الفكري بكافة أنواعه إلا من رحم ربي. وربما حكاية الدبلجة للأعمال الخارجية (خاصة الفنزويلية والمكسيكية والكولمبية) بدأتها بعض التلفزيونات اللبنانية في أواخر الثمانينات ومستمرة بها حتى الآن حيث جلبت علينا ثقافة دخيلة وسيئة أفسدت أجيالا بأكملها.

    أما عن المقارنة بين الدراما الإيرانية والتركية فأعتقد أن الأخيرة متفوقة عليها كثيرا. فالأتراك يتميزون بالخبرة الفنية العريقة، لكن الإيرانيون أخذوا ينافسون بمجال السينما -رغم تفوق الأتراك وخبرتهم- وتوج الإيرانيون هذا التقدم بالفوز بجائزة الأوسكار الموسم الماضي بفوز فيلم "انفصال" للمخرج أصغر فرهدي بجائزة أفضل فيلم أجنبي. ومثلت هذه مفاجأة كبرى بعالم السينما لا سيما وأن أحد المنافسين فيلم صهيوني.

    وعن نفسي، فأفضل السينما التركية لقدرتها على طرح مواضيع عميقة وعدم وجود رقابة سلطوية تحد من الأفكار -رغم أنها لا تمنع الخلاعة للأسف- ولكن يوجد مخرجين محترمين يهتمون بالأفكار الجادة ومنهم المخرج تشاكَان إيرماك الذي ترجمتُ له فيلمين مهمين، أولهما فيلم "أبي وإبني"



    تقبل مني أطيب تحية

    تعليق

    • ياسين خ. بحبوح
      عضو منتسب
      • Jul 2006
      • 140

      #3
      شكراً أستاذنا الكريم, فيصل الكريم,

      أعتقد أن المشاهد العربي على علاته في تقبله كل يضخ إليه من أفكار و أشباه الأفكار, فقد بات نوعاً ما ناقداً لما يتلقاه سيما بعد الثورات العربية الأخيرة.
      قد لا أتفق معك في أن رواج المسلسلات التركية ناتج عن الجذب الخلاعي أو الشبه خلاعي الذي تعرضه هذه المسلسلات, فهذه المشاهد قد أصبحت عادية و مألوفة في الكثير من المسلسلات العربية سيما السورية و المصرية التي تكتسحان الشاشة العربية.

      لا بد أن يكون الهدف من ذلك هو تجاري و الربح المادي, فالفن أصبح صناعة و تجارة و متاجرة. إلا أني أقف على خامة و مادة الفن الذي تقدمه هذه المسلسلات, هل هي خامة أفضل من الخامة الإيرانية؟ هل خامة المسلسلات التركية أقرب للمشاهد العربي من الخامة الإيرانية؟

      دعني أقرب وجهة نظري أكثر.
      لو خيرت للاستماع إلى أغنية, هل ستسمع إلى أغاني المغنيات الحديثات الكاسيات العاريات ذوات القوائم الرشيقة و السيقان الرفيعة و الصدور شبه العارية أم أنك ستذهب إلى أم كلثوم أو صباح فخري أو عبد الحليم أو هيام يونس أو فيروز؟

      بدون أن ترى شكل المطرب أو المطربة ستقول أن خامة هذه الأغنية أفضل من الأغاني الهشك بشك شية هؤلاء المغنين و المغنيات!





      لا لنشر ثقافة القطيع...

      تعليق

      • Dr-A-K-Mazhar
        ملاح
        • Nov 2007
        • 1858

        #4
        موضوع جيد للتأمل فى الخلل الأساسى فى وضعنا العربى العام من حيث الانتاج و الإستهلاك فى مجالات الفكر و الثقافة والفن و العلم و الأدب.

        وهذا الخلل العام لا يمكن فصله عن الخلل الأقوى وهو الضعف فى النظم السياسية المتجذرة فى مجتمعاتنا و سوء إدارة الدولة.

        فالنظام السياسى هو المسئول عن

        1) وضع تصور شامل و عميق لمفهوم الأمن القومى ، و المواطن هو حجر الزاوية فى أى رؤية للأمن القومى.

        2) تفعيل كل مؤسسات الدولة للقيام بمهمتها لتنشئة مواطن عالى الهمة فى العمل والانتاج والاعتماد على النفس

        3) خلق الجو العام الذى يسمح بالتقدم فى مجالات العلم و الفن و الفكر و الثقافة وكل ما يمكن أن تقدمه الدول العربية من انتاج فنى و علمى و فكرى و ثقافى...بدلا من الاستيراد السريع والاستهلاك


        و هنا السؤال الهام..

        ما هو تصور من يدير الدولة عن تنشئة المواطن العربى؟


        وربما يساعدنا فى الفهم ما قاله المفكر الكبير مالك بن نبى عن

        القابلية للإستعمار.

        و عدم القدرة على الانتاج الفنى الذى ينبع من المجتمعات العربية ، والاعتماد على الاستهلاك السريع باستيراد الفنون التى لا ننتجها ، وتأثير أصحاب المصالح و الأموال و السلطة فى بث هذا الانتاج يشير بوضوح إلى أن عقولنا مازالت مستعمرة

        و دمت

        تعليق

        يعمل...
        X