بين أزمة التعريب وهجمة التغريب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • وفاء كامل فايد
    عضو مؤسس_أستاذة جامعية
    • May 2006
    • 430

    بين أزمة التعريب وهجمة التغريب

    بين أزمة التعريب وهجمة التغريب
    أ.د.وفاء كامل فايد

    اللغة أبرز مقومات الشخصية؛ فهي الإطار الذي يحفظ كيان أصحابها ويحدد هويتهم، وهي العمود الفقري للقومية، فضلا عن أنها مرآة العقل ووعاء الأفكار والمشاعر، وأداة التفكير وتحديد المقاصد، وأساس ولادة الحاسة العلمية والفنية وتكوين التصورات الذهنية. وهي ميراث اجتماعي متطاول، وخط اتصال للتجارب العامة والخاصة، كما أنها وسيلة النمو العاطفي والنضج الذهني، وأهم مظهر يتجلى فيه إبداع أبناء الأمة. فضلا عن أنها من أهم الوشائج الاجتماعية بين أبناء الأمة؛ إذ هي وسيلة تخاطبهم التي تقوم بها الصلات والروابط.
    وبقاء الأمم وتقدمها مرتبط بتشبثها بأصولها المتمثلة في لغتها ودينها، وتهاونها في الحرص على هذه الأصول مدعاة لتقهقرها وتراجعها في كل ميادين الحياة.
    وتمر الأمة العربية بمرحلة حضارية خطيرة في حياتنا المعاصرة، وإذا لم تتفهم هذه المرحلة وتهضم ما فيها من جديد، وتلحق بالتيارات الحديثة المتدفقة ضاعت شخصيتها بين تيارات الحضارة الجديدة، ونسيت تراثها وأصالتها؛ لأن الأمم القوية ستفرض عليها علمها وثقافتها وآدابها عن طريق التطور الحضاري المتقدم، والاختراعات الكثيرة التي تغلغلت في جميع مظاهر حياتنا.
    ويمثل كتاب ( أزمة التعريب) للأستاذ الدكتور محمود فوزي المناوي صرخة مخلصة ترصد نقاط القوة والضعف في لغتنا العربية، وكيفية الخروج من عثرتها الراهنة. وحين تصدر هذه الصيحة من عالم متخصص في فرع من فروع الطب- الذي ما زال يدرس في مصر باللغة الأجنبية- يكون لها صداها الكبير، وتأثيرها المدوي؛ فكثيرا ما استندت المعارضة في وجه آراء غير أساتذة الطب أو التخصصات العلمية المختلفة في هذا المجال على أساس أن ( أهل مكة أدرى بشعابها).
    هذا العالم الكبير يلخص تلك الأزمة بقوله:" إن النظام العالمي الجديد يمثل تحديا مباشرا لهويتنا العربية الثقافية والحضارية، وإن لم نسارع ونخرج من أزمة التعريب بمفهومها الشامل فسوف نتعرض لأخطار التبعية والهيمنة الثقافية، ونواجه محنة التغريب. إن العولمة تعزز سيطرتها على العالم العربي والإسلامي بشدة، وتتغلغل تغلغلا عميقا لتفكيكه وتشكيله على هواها؛ لأن الغرب يريد أن يفرض علينا أفكاره وقيمه وثقافته وحضارته. فإذا ارتطم بالإسلام عقيدة وفكرا وحضارة اتهمنا بالتطرف والإرهاب، وعوامل التفتت والانهيار تنخر في جسد الأمة العربية الإسلامية، تحكمها ظواهر اجتماعية متباينة بين غنى فاحش وفقر مدقع، وبين أمية وتعليم متخلف، وتعليم أجنبي بلغة يزهو بها أصحابها وتزيد من تغريب شبابنا وعدم انتمائه. إن العرب يعيشون الآن مرحلة العولمة وهم يعانون الضعف والوهن الواضح. إننا أمام تحد خطير فنحن- في الوقت الذي نتطلع فيه إلى المستقبل بأمل المشاركة الفعالة في الحضارة الإنسانية- نضع أيدينا على قلوبنا خشية ضياع هويتنا. والخوف كل الخوف من عدم استعمال الأسلوب العلمي في مواجهة العولمة، وأن يكون رد الفعل عندنا يفتقر إلى العقلانية فيتجه إما إلى تطرف يتبنى الثقافة الغربية (التغريب) أو تطرف ينحو نحو الانغلاق ورفض التعامل، وكلاهما كارثتان محققتان".
    هكذا لخص عالم الطب المحنة التي تعيشها العربية في أوطانها المختلفة، ثم رسم الخطوط العريضة لتجاوز هذه العثرة حين حدد الهدف، وهو الارتقاء باللغة العربية لتصبح لغة التعليم والتعلم. ونقل رأي أستاذنا الدكتور محمود محفوظ الذي بيّن أن العلوم ثابتة الأصل وتنتقل بلغة ناقلها ومستخدمها: فالطب في الصين باللغة الصينية، وفي ألمانيا باللغة الألمانية، وفي فرنسا باللغة الفرنسية،وهذا هو التعليم. ولكن النمو والتقدم العلمي يستلزم قدرة وتمكنا من لغة أجنبية شائعة في ربوع المعرفة العلمية. وعن طريق التمكن من هذه اللغة الأجنبية تكون القدرة على استيعاب المعرفة والمعلومات، وسرعة نقلها من اللغة الأجنبية إلى اللغة الوطنية، وهذا هو التعلم. فالتعليم يكون باللغة الأم أما التعلم والتقدم العلمي والتكنولوجي فلا يكون إلا بالتمكن من اللغة الأجنبية التي كتبت بها هذه المراجع نطقا وكتابة؛ حيث إن بها يكون الاطلاع على المراجع الأجنبية.
    والتعليم والتعلم باللغة الأم من الأسس التي يؤيدها علم النفس اللغوي. وفي تقرير شامل أعده خبراء منظمة اليونسكو عن قضية استخدام اللغات الوطنية في التعليم أوصى واضعو التقرير باستخدام اللغة الأم في التعليم لأعلى مرحلة ممكنة. وشدد التقرير على ضرورة تعليم التلاميذ في المراحل الدراسية الأولى بلغتهم الوطنية؛ لأنهم يفهمونها ويتقنونها أكثر من غيرها.
    إن اللغة الانجليزية تحتل مكانة متقدمة في العالم ، فهي اللغة الأولى حين نقدِّر عدد المتحدثين بها بوصفها لغة رسمية : إذ يستخدمها مليار وأربعمائة مليون من البشر. وهي اللغة الثانية بين اللغات العشرين التي تمثل القمة بالنسبة لعدد المتحدثين بها بوصفها اللغة الأم ( اللغة الأولى )؛ إذ يتحدث بها حوالى ثلاثمائة وخمسين مليونا. ولكنا لا نعرف بلدا واحدا – في غير العالم العربي- أقدم على تدريس مواد العلوم والرياضيات بغير لغته القومية من فرنسا إلى الصين واليابان والبرازيل وكوريا وألبانيا وإسرائيل.

    ونحن نعيش في زمن نبكي فيه حال لغتنا العربية، التي هانت على ألسنة أبنائها، من المتعلمين وغيرهم، في عصر أعشى نظرنا فيه الانبهار بالحضارة والثقافة الغربية، وسخرت فيه كل الوسائل للتأثير على أبناء العربية ودفعهم إلى هجرها والتحدث بغيرها، أو تطعيم عاميتهم باللغات الأجنبية؛ في تجسيد حي لعقدة الخواجة التي تعكس انبهارنا بتفوق الآخر.
    فنحن نلحظ استخدام اللهجة العامية في تدريس المواد غير الأجنبية في المدارس والجامعات. ويحدث ذلك حتى في تدريس المواد التخصصية كالنحو والبلاغة والأدب. وهو ما يُحوِّل اللغة العربية - في ذهن الطالب- إلى مادة ميتة غريبة على أذنه لا يحتاج منها إلا إلى معرفة عدد من الأمثلة للاستشهاد به، أو لإفراغه في ورقة الإجابة، أو لتطعيم لغته العامية بها إذا احتاج الأمر.
    كما نلحظ حرص وسائل الإعلام – وخاصة التلفاز- على إذاعة الإعلانات والمسلسلات والبرامج التي تتشدق بالكلمات الأجنبية، ويكفي أن نشير إلى الفلاحات اللائي غنين للسمن ( الإيزي أوبن)، والعمة التي
    كررت الكلمات والعبارات الإنجليزية على مسامع البسطاء في شهر رمضان حتى لقنتها لهم.
    ونلحظ شيوع الحديث باللغات الأجنبية، حتى على ألسنة الصغار: فنجد الطفل دون السادسة ينطق الأرقام الأجنبية دون العربية، كما يعبر عن الألوان التي يراها أمامه باللغة الأجنبية التي تعلمها في (الحضانة). ونلحظ حرص المدارس الأجنبية على استخدام التلاميذ اللغة الأجنبية حتى في غير أوقات الدراسة؛ مما يجعل تلك اللغة هي الأقرب إلى تفكير التلميذ ولسانه من لغته الأم، فينشأ وفي ذهنه إحساس بهوان اللغة العربية وتميز ما سواها؛ مما يترتب عليه شعوره بعدم الانتماء، وبالدونية وتفوق الآخر. ويدعم ذلك الموقف قلة عدد المواد التي تدرس للطفل- في هذه المدارس- باللغة العربية ؛ مما يجعلها هي اللغةَ الثانية على لسان الطفل وفي فكره.
    وكان ضعف المستوى العلمي واللغوي للمعلمين مما دعا أولياء الأمور إلى بذل جهدهم لإلحاق أبنائهم بمدارس اللغات الأجنبية؛ كي يضمنوا لهم مستوى علميا جيدا، يؤهلهم للالتحاق بالكليات الجامعية. ورفد ذلك تشجيع الدولة على التوسع في إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات والأجنبية؛ تخفيفا للعبء الذي يثقل كاهل الدولة، بعد الزيادة الرهيبة في عدد السكان.
    ولكن معظم هذه المؤسسات تتبع في تدريسها مناهج الدول الأجنبية، وكثيرا ما تستعين بهيئات التدريس من تلك البلاد الأجنبية؛ مما يعمق سيطرة اللغة الأجنبية، ويدفع العربية إلى التقوقع والانزواء، ويعيد إلى الأذهان صورة الاستعمار الأجنبي، بعد أن تطور فصار غزوا للعقول، وسيطرة على التفكير واللسان.
    ويرتبط بذلك إنشاء فروع وأقسام خاصة، في عدد من الكليات الجامعية، تكون الدراسة فيها بإحدى اللغات الأجنبية. وتخرج شبابا يتحدث بطلاقة باللغة الأجنبية، في حين يتعثر لسانه عند نطق عبارة عربية. ويشجع على التهافت على هذه الأقسام فتح سوق العمل على مصراعيه للدارسين باللغات الأجنبية، في المؤسسات والشركات الأجنبية التي تسعى إلى تشغيل هؤلاء الخريجين– حتى قبل تخرجهم– أو في المؤسسات والشركات العربية. كما أدى انتشار البطالة إلى حرص أولياء الأمور على إلحاق أبنائهم بهذه الفروع ؛ حتى يضمنوا لهم فرص العمل المتميزة.

    المشكلة إذن اجتماعية تحتاج إلى تشريع؛ فنسيان الذات خطر كبير يحدق بنا، وتعميق الانتماء والولاء الوطني واجب قومي. إن الوعي بالهوية القومية والعربية هو طوق النجاة الذي يعصمنا من الانجراف في مهاوي التبعية، ويحمينا من الانقياد الذليل وراء العولمة؛ فالعولمة واقع حي، وتأثيرها على النشاط الانساني والبشري بعيد المدى، ومن هنا يجب ألا ندخر جهدا في التخلص من سلبيات العولمة التي تؤثر في الوطنية والهوية الذاتية، وأن نعمل على إذكاء الشعور الوطني، وأن نحافظ على لغتنا بكل الوسائل والسبل ؛ حتى نحتفظ بكياننا أمام هذا التيار، ونحافظ على ثقافاتنا المحلية إزاءه؛ لكي لا نذوب فيه، وتضيع مقومات شخصيتنا، ونصبح صورا باهتة ممسوخة لا حياة فيها.
    إن شبابنا يجب أن تتاح لهم السبل للتعامل مع الثقافة العالمية بمنهجية واعية نقدية، تستطيع الانتقاء والاختيار. ولن يتأتى هذا إلا بتعزيز الهوية الوطنية والذاتية الثقافية عن طريق تعزيز اللغة القومية والعقيدة
    الدينية والثقافة التاريخية الوطنية.
    والعولمة ليست موجهة نحو المال والاستهلاك فحسب؛ إذ هي غزو ثقافي متكامل، لأنها موجهة إلى فكر الإنسان ولغته وثقافته، بفضل حيازتها معرفة منظمة، ووسائل فاعلة لنشر هذه المعرفة. ومهندسو العولمة يستخدمون اللغة بوصفها وسيلة للاختراق الحضاري للتأثير على الهوية الثقافية، ثم خلخلتها من الداخل للقضاء على الموروث الحضاري الذي هو أهم مقومات الدول. ومن هنا يجب التأكيد على ضرورة الارتقاء باللغة والتمسك بالتعريب للحفاظ على ثقافاتنا وقيمنا الإيجابية المكتسبة على مر العصور. ولا بد أن يكون هناك إدراك واع لطبيعة الدور الخطير الذي يلعبه كل من التعريب والتغريب، وطرق التوفيق بينهما واضعين نصب أعيننا نمو أمتنا العربية ومستقبلها وهويتها، والتواؤم مع التطورات التقنية بالغة التأثير والسرعة، وسيادة تقنيات الاتصالات والحاسبات الإلكترونية والمعلومات والمصطلحات العلمية، والتأكيد على اندماج اللغة والعلم والتقنية مع جميع المنظومات المجتمعية؛ حتى يمكن التفاعل والتعامل الإيجابي مع متطلبات عصر المعرفة والتقنية والعولمة.

    ولا ننسى أن الوعي بالهوية والقومية دفع فرنسا إلى تنقية لغتها من التلوث اللغوي الذي أصابها من مفردات الانجليزية: فقانون حماية اللغة الفرنسية الذي أقرته الجمعية الوطنية الفرنسية عام 1994م نص على "حظر انعقاد المؤتمرات العلمية التي تتخذ الإنجليزية لغة للتداول". كما تدخَّل برلمانها لحماية اللغة حين وضع قائمة سوداء من الكلمات التي يحظر استخدامها في الإعلانات والمدارس والحكومة والمؤسسات، كما رسمت فرنسا سياسة لغوية لجأت فيها إلى سن القوانين بما يحفظ للأمة مظهر حياتها العقلية؛ فاستطاعت الحفاظ على اللغة الفرنسية. ونلحظ أن الانجليزية البريطانية تحرص على تنقية نفسها مما يصيبها من تلوث من الانجليزية الأمريكية. كما أن اللغة العبرية الحديثة لم تحقق ما حققته من مكانة لتصبح اللغة الوطنية لدولة إسرائيل إلا نتيجة لتنامي الشعور الوطني والإرادة الجماعية لليهود. ومما يلفت النظر في التجربة اليهودية السرعة المذهلة في تنفيذها وفاعليتها، وشمولها كل مناحي الحياة داخل الدولة الحديثة، سواء كانت اجتماعية أو تقنية أو تعليمية. ولا ننسى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد اجتمع فيها من الأجناس والأعراق ما لم يكن يسمح بأي تواؤم ثقافي، ولكن اللغة الانجليزية التي ربطت بينها حسمت هوية قومية ما كان لها أن تتشكل لولا التوحيد اللغوي.
    إن تعريب العلوم والمصطلحات من القضايا المهمة التي يتأكد دورها، وتزداد أهميتها يوما بعد يوم؛ بسبب التسارع التكنولوجي الحديث، وضروررة معاصرة اللغة له. ولا بد في هذا المجال من اتباع سياسة ومنهجية عربية موحدة، تصب في قالب التضامن العربي، وتشد أواصر الوحدة العربية. ولم ينس الكاتب أن يحدد أساسيات التعريب، التي ذكر أهمها، وهي: وضوح الأهداف، وتأهيل المتخصصين، وإعداد الكفاءات، وتدريب العناصر الفاعلة المؤثرة، وإعداد المصطلحات التي تنهل من اللغة العربية وتعبر عن المفاهيم العلمية تعبيرا دقيقا.
    ويتعين علينا- لمواجهة طوفان الكلمات والمصطلحات الأجنبية في مختلف نواحي الحياة- أن نلجأ إلى الترجمة الشاملة التي تنقل الحركة الحياتية الكاملة في مجال العلم- بوجه خاص - إلى اللغة العربية في مقدرة وسرعة وكفاءة؛ بحيث يصبح الذهن العربي متشبعا بحقائقها، مستوعبا ومتمثلا لها، قادرا على تطويرها؛ مما يتيح للعقل العربي الإسهام بنصيب في التقدم العلمي العالمي، مستثمرا ملكاتِه الخاصةَ وقدراته الذاتية؛ ليضمن للكيان العربي الرسوخ والانطلاق في مجال الحضارة العالمية، فنكون بهذا قد انخرطنا في مجال العولمة ودرنا في مدارها محتفظين بذاتنا وكِياننا وقوميتنا. إن المجهود المنشود كبير، والتضحيات اللازمة أكبر، ولكن آن الأوان لتلعب الترجمة دورها في نقل الثقافة والحضارة والمدنية والتقدم العلمي المعاصر من الغرب إلى الشرق. ومصر مؤهلة بموقعها وإمكاناتها البشرية للقيام بهذا الدورالكبير والخطير والمؤثر في يقظتنا العلمية ووثبتنا الحضارية.

    والترجمة بهذا المعنى تستحق ما ينفق في سبيلها من جهد ومال، وما يبذل من أجلها من تضحيات. ولا ننسى ما كان يفعله الخليفة العباسي المأمون الذي كان يعطي لمن يترجم كتابا -عن الرومية أو الفارسية إلى العربية - وزنه ذهبا. وكان حصاد ذلك أن لعبت الترجمة في ذلك العهد دورا بارزا في الحضارة العربية الزاهرة. ولنذكر أيضا أنه في مطلع العصر الحديث كان العائدون من البعثات لا يغادرون القلعة حتى يترجم كل منهم كتابا في تخصصه.





    د. وفاء كامل فايد

  • #2
    بين أزمة التعريب وهجمة التغريب

    موضوع مهم ولكن كيف نعالجه لكي نجد الحلول الصحيحة هو التحدي

    وأحببت أن أضيف تعليقي من عدة محاور من المحاور التي أثارتها الدكتورة وفاء

    العولمة:

    أظن أن العولمة في الوقت الحالي وصلت إلى قناعة أن سوق اللغة الإنجليزية قد تم إشباعه، ولذلك بدأ التفكير في كيفية تكبير حجم الأسواق من خلال توطين منتجاتهم بعدة طرق منها استخدام اللغات المحلية، وهنا ياتي دور المترجمين ومقدار انتماءهم للمهنة ولثوابت شخصيتهم في كيفية تعاملهم مع شركات العولمة وكيفية تقديم النصح وكمثال على ذلك أذكر المثال التالي

    شركة مايكروسوفت ولديها قسم خاص للتعامل مع اللغة العربية
    المسؤول عنه عربي وهو المسؤول عن تحديد السياسة العامة لكيفية تكبير حجم السوق لها في المنطقة

    بعد أن اطلعت على مقدار التوطين لمنتجات مايكروسوفت في البلد الذي أقيم به والذي لغته المستخدمة لا يزيد عدد مستخدميها عن 25 مليون شخص فقط، في حين أن اللغة العربية يستخدمها يزيد عن ذلك عشرات المرات إن لم نقل مئات المرات إن أخذنا في عين الاعتبار المسلمين حول العالم.

    فكلمت المسؤول وقلت له لماذا هذا الفرق بين عدد المنتجات الموّطنة باللغة العربية مقارنة مع كل منتجات شركة مايكروسوفت باللغة المحلية هنا والتي لا يمكن مقارنة عدد المستخدمين، فكان جوابه أن الموضوع تسويقي بحت، وأنه هنا لا نحتاج التعريب لأن المستخدمين يجيدوا اللغة الإنجليزية؟!

    فالشركة لا تمانع من التعريب، ولكن بسبب أن أحدنا عندما يكون في موقع اتخاذ القرار رفض اتخاذه، وأضاع على الكثير منكم فرص عمل وأضاع للشركة أيضا فرص تسويقية للكثير من الذين لا يجيدون اللغة الإنجليزية.

    ومثال آخر أتذكره من الموقع السابق وكان تعليق إحدى المترجمات وهو أنه نحن لا نحتاج إلى تعريب العلوم؟! أي أنها هي من تحارب مهنتها لو نظرنا للموضوع من ناحية مادية وهي من تطالب بقطع رزقها لو أخذناها من هذا الجانب فقط؟!

    أنا أظن أن أحد أسباب عدم التعريب هم أهل مهنة الترجمة ولذلك يجب أن يتم معالجة ذلك بطريقة أو أخرى


    مناهج التعليم :

    يجب إيجاد حل للمشكلة التي ذكرتها في المداخلة السابقة في كيفية تجاوزها في مناهج التعليم التي تهيئ المترجمين حتى لا يكونوا معول هدم لمهنتهم عندما يكونوا في موقع اتخاذ القرار أو تقديم النصيحة هذا أولا.

    أحدى مشاكل التعريب هي إيجاد البديل للمفردات وحتى كيفية استنباط المقابل، وكيفية الصياغة بعبارات أو جمل يمكن أن تهضم بسهولة من القارئ لها بعد ذلك حتى لا يحس بغربتها عن إذنه، أو مفاهيمه.

    أنا وجدت أن سبب ذلك هو مناهج التعليم وتبدأ من أول الصف الأول الإبتدائي، حيث في بداية القرن الماضي وبحجة تطوير مناهج التعليم أتوا بمناهج اللغات اللاتينية وطبقوها حرفيا على اللغة العربية وأخرجوا لنا القراءة الخلدونية وأخواتها.

    والمشكلة في ذلك، فقد تم تعطيل ركنين من أركان اللغة العربية وهو الصيغة البنائية للكلمة العربية (فعل، فاعل، مفعول، مستفعلة، استفعال، ...) والركن الآخر وهو الحركات الفتحة والضمة والكسرة والتنوين والتشديد والسكون وغيرها، حيث لا يوجد لها مثيل مقابل في مناهج اللغات اللاتينية.

    وبالتالي عطّل استخدام القواميس والمعاجم المتوفرة للرجوع للمعنى وذلك لأن أكثر المعاجم والقواميس المتوفرة تعتمد على الترتيب حسب الجذر كأساس ومن ثم الترتيب الهجائي للأحرف بعد ذلك.

    وعطل ميزة الاستنباط وحتى لو كانت فهي تختلف بين أحدنا والآخر لدى أغلبنا بمسافات شاسعة.

    وبالتالي أدى إلى ترك المفهوم للمعاني حسب المدينة والحارة والشارع وليس موحدا لمرجعية واحدة، وبالتالي يؤدي إلى أن عملية الترجمة تختلف اختلاف شاسع بين مترجم ومترجم حتى لو كانوا من مدينة ومدرسة بل حتى وشارع واحد.

    مما أدى إلى غرابة نتائج من قاموا بالتعريب للقارئ أو المستخدم لنتاجهم.

    إعادة كتابة مناهج اللغة العربية مع أخذ الاعتبار لأركانها الرئيسة التي تم إهمالها سابقا، وبالتالي التعود على الرجوع إلى القواميس والمعاجم في توحيد المفاهيم، ستؤدي بالتالي إلى نتائج مهمة.


    الأساتذة العائدين من الخارج :

    وهنا لا أتكلم عن جميع من درس في الخارج، ولكن عن البعض منهم، بسبب أن خبرته كلها ليس باللغة العربية، بل بلغة أخرى، وكسله في ترجمة أوراقه أو ربما جهله أو لأمور أخرى.


    ولذلك يجب التفكير في طريقة إعادة تأهيل لكل عائد من أساتذتنا العائدين من الخارج مثلا دورات تأهيلية باللغة العربية، ويجب أن تشمل الدورة الكتب والمصادر والمفردات والمصطلحات العربية ذات العلاقة باختصاصه، وفرض ترجمة جميع أوراقه إن لم تكن بواسطته التي ينوي استخدامها في التدريس، فبواسطة أخرى وجهة أخرى، هذه يجب إيجاد حل لها.


    وسائل الإعلام :

    الضغط الأمريكي فرض على الكثير من وسائل إعلامنا العربية استخدام التقارير الغربية كأساس حتى لصيغة الخبر وطريقة عرضه وفق وجهة النظر الغربية، عملية ترجمتها الآنية، تؤدي إلى استخدام مفردات لترجمات حرفية غريبة على الأذن والمفاهيم العامة تؤدي إلى تشويه لغوي كبير، يجب إيجاد ترتيب معين للقيام بعمليات تقييم دورية للمفردات والعبارات التي استخدمت. وتعميم الأخطاء والأسلوب الأنجع لأفضل تعبير بشكل دوري لمحاولة تجنبها، إما بعمل موقع لها أو صفحة لها في موقعنا أو غيره، يمكن لأصحاب العلاقة الرجوع لها.

    وقد أعجبت بكتابات الأستاذ علي درويش وباعه الطويل في هذا المضمار، وحسب ما وصلني فهو يعتبر الأب الأصلي لمشروع واتا

    وموقعه لمن يحب الاتصال به

    http://www.at-turjuman.com/

    هذا حد علمي والله أعلم

    تعليق


    • #3
      بين أزمة التعريب وهجمة التغريب

      تعليق


      • #4
        عندما يكون التعريب مُشتِّتا للهوية
        http://wata1.com/vb/showthread.php?p=23665&posted=1#post23665
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد الحمّار مشاهدة المشاركة
        عندما يكون التعريب مُشتِّتا للهوية
        المشاركة الأصلية بواسطة محمد الحمّار مشاهدة المشاركة
        من المعلوم أنّ اللغة فكر، فضلا عن كونها وسيلة تعبير، وأنّ الفكر الناجع والناجح إنما هو تطبيق أكثر منه نظر. لكنّ العربية اليوم، وكذلك سائر اللغات التي يتعلمها العربيّ، تتخبط في مستنقع من النظر ليس له مثيل. وأكبر دليل على ذلك أنّ المحاصيل الحضارية التي أنتجها فكرنا اللغوي المستسلم للمنحى النظري والتلقيني تعدّ ضحلة بالقياس مع طموحات الشعوب الناطقة بالعربية.

        وفي محاولة للخروج من هذا المستنقع ما انفك الفكر السياسي العربي وخبراء التعليم العرب، والحق يقال، يقترحون الحلول على المدرسة العربية. لكن المشكل أنّ كل مرة تقدموا باقتراح أو نفذوا إجراءا إلاّ وكان في جرابهم أحد الخيارين الاثنين التاليين لا ثالث لهما: إمّا التعريب، وذلك بتكثيف دروس اللغة مع تدريس العلوم بالعربية، وإمّا الانفتاح على اللغات ولو أدّى ذلك إلى تدريس العلوم بواسطتها.

        والمعضلة أننا قلّما نسمع صوتا يخرج عن الطرق المدُوسة، مناديا مثلا بدمج هذا الخيار في ذاك الخيار لا لشيء سوى لأنّ التعريب إنما هو انفتاح على اللغات. ويعني هذا التصور أنّ الارتقاء بلغة الهوية، العربية، موثوق الصلة بحسن استغلال اللغات الأجنبية الناطقة بالحضارة المعاصرة. وتلافيا للتكرار، و بالرغم من ضرورة الإحاطة الشاملة بهذا الطرح الذي يفترض بيان العلاقة الجدلية والتفاعلية بين العربية وسائر اللغات المستعملة في المجتمع (1)، أودّ أن أختصر المسافة وأقتصر على الجانب التعليمي الميداني الصرف دون الجانب العلمي.

        وفي هذا الباب، سواء في ظروف مدرسة التعريب أو في ظروف مدرسة الانفتاح على اللغات، ألاحظ ما يلي:
        - كلّما كان الحرص أكثر على تعريب الحياة المعاصرة (معارف وعلوم وتكنولوجيا)، كلّما تقوّى التوجه التلقيني في تدريس اللغة العربية ، وكلّما باءت محاولات التعريب بالفشل(2).
        - ما زالت العربية تدرّس على أنها بنية مستقلة عن الواقع المعاصر، و نظامٌ للنحو والصرف لا بدّ من احترام بُعده البنوي دون سواه من الأبعاد مثل الاستعمال في السياق والتوظيف الخطابي. وكانت النتيجة استفحال حالة الفصام من جرّاء اتساع الهوة بين "كلام" الناطقين بالعربية والواقع المعيش. كما كانت نتيجة الفصام أن تمّت التضحية باللغة، وكذلك بوظيفة التخاطب بواسطتها، حتى أنّ البنية أضحت كأنها هي اللغة. وكأني بالتعريب أريدَ به أن يكون لغة أخرى.
        - تأثر تدريس اللغة الأجنبية أيضا بهذا المنحى الفوقي والبنيوي وكانت النتيجة أن حصل ما يمكن أن أسميه "تعريب اللغة الأجنبية"، أي فرض الأسلوب المتوخى في تدريس العربية على درس اللغة الأجنبية وذلك بتقديم الجانب البنيوي على جوانب تواصلية مثل التعبير السياقي والتمكين المقاصدي. ووضع اللغة الفرنسية وهي تُدَرّس كلغة ثانية في المجتمع العربي دليل صارخ على هذا الخلل (3).
        - تبيانا لفضل تعليم اللغة "من تحت إلى فوق" أي بواسطة استقراء القواعد من خلال الفعل الخطابي و بحسب الحاجيات الخطابية للباث، أثبتت بعض التجارب الرائدة أنّ التحصيل المدرسي يكون أفضل لمّا يتم، في مرحلة سابقة (مرحلة ما قبل سنّ الدراسة)، تعليم العربية بواسطة "الطريقة التنشيطية" وذلك حسب مبدأ "فضلُ الفعل على القول مَكرُمة" (4). كما أنّ التجربة المتمثلة في استبدال "تدريس القواعد اللغوية"، في السنة الثالثة من المرحلة الابتدائية (لمّا يكون عمر التلاميذ ثمانية سنوات)، بمادة أطلقَ عليها اسم "ممارسات لغوية شاملة"(5) قداستأثرت بعناية التلاميذ والمعلمين على حدّ سواء، لا سيما أنها مركزة على "اهتمامات التلاميذ التلقائية وهمومهم اليومية" (6).

        في ضوء الملاحظات السابقة أستنتج أنّ التعريب انطباعٌ، وأنّ هذا الانطباع عادة ما يكون غير واعٍ، أكثر منه إجراء ضروري للارتقاء باللغة العربية، ومنه بالناطقين بها. وهو انطباع لم يرتق بعدُ إلى مرتبة الإجراء لأنّ المنادين به يبجلون تلبية رغبتهم في الارتقاء بالأداء اللغوي للعربية ولا يعيرون ما يلزم من الاهتمام للأداء التواصلي. وهؤلاء المعرّبون يُعرِبون هكذا عن تصوّر ناقص للتعريب. ويتمثل النقص في عدم الوعي بتكامل البعدين اللغوي والتواصلي ثمّ في غياب المنهاج الذي من شأنه أن يعزز "القدرة اللغوية" بواسطة تعزيز "القدرة التواصلية".

        والخطر في كَون التعريب بات انطباعا ولم يفِ بالحاجة الحقيقية (التواصلية) يكمن في إفساد اللغة العربية في المقام الأوّل، ثمّ كنتيجة لذلك، في تعطيل مساعي الارتقاء بها إلى مستوى العصر كوسيلة معبرة عن الحضارة وفي نفس الوقت كفكرٍ متحضر. كما أنّ الخطر يكمن، أخيرا وليس آخرا، في تكريس مجتمع عربي بلا لغة طالما أنّ حتى اللغة الأجنبية لم تسلم من الاستبداد البنيوي. ولا أعتقد، في هذا السياق، أنه من مصلحة العربية ولا من مصلحة المجتمع العربي الناطق بها أن تبقى اللغة الأجنبية في وضع فاسد هي الأخرى.

        على صعيد آخر لكنه موازٍ، يبدو أنّ هذه الحالة اللغوية المشوبة بالمغالاة بالبنيوية، وباستنباط الأقوال من القواعد عوضا عن استقراء هذه الأخيرة من خلال الأقوال والنصوص، وبالاستدلال بالقاعدة لتبرير الخطاب عوضا عن تحليل هذا الأخير بحثا عن القاعدة فيه، قد تسبب في استنساخ عقلية مماثلة ونموذج مماثل في مجال التديّن. أو لنقلْ على الأقل إنّ هذه العقلية وهذا النموذج قد نشآ جنبا إلى جنب مع الحالة اللغوية التعيسة.

        فعوضا عن أن "يتعلّم" مسلم القرن الحادي والعشرين الإسلام بفضل استساغة معانيه السامية واستبطان دلالاته ومقاصده النيّرة، في الخلد وفي العقل وفي الوعي وفي العمل، تراه "يتعلمه" من الباب الصغير، باب تركيبته وشكله والجدال حول المظاهر المرتبطة به. وبالتالي عوضا عن ممارسة فعل الخير وأداء العمل الصالح بواسطة إعداد البرامج وتصميم الخطط لذلك وبواسطة إنجاز المشاريع وإصلاح ما بالنفس وما بالواقع لإبانة الوجود الإسلامي والبرهنة عليه شرعة ومنهاجا، ترى المسلم المعاصر يمارس على نفسه الضغط تلو الضغط ليفعل كل شيء سوى أنه يعمل من لآخرته كأنه يموت غدا ولدنياه كأنه يعيش أبدا، كما جاء في الأثر الشهير(7). فمثلما حكم على نفسه بالانتظار أن تكون العربية تعبيرا لوجوده، تراه يركن أيضا إلى نفس أسلوب الانتظار رغبة منه في أن يكون الإسلام تعبيرا لوجوده. هكذا يكون التعريب والإسلاموية وجهين لنفس العُملة.

        وما يؤكد صعوبة تصريف هذه العملة، إن صح التعبير، أنّ وجهيها الاثنين قلّما يتقابلان. فلننظر إلى التاريخ المعاصر للمجتمع العربي، وسوف نلاحظ أنّ الذين ينادون بالعروبة وبالتعريب ليسوا هُم أنفسهم الذين ينادون بالحل الإسلامي. إنّ التعريب والإسلاموية ضرّتان على ما يبدو، وكيدهما للمجتمع العربي عظيم.

        في الختام ليس وجه الشبه بين الحالة اللغوية والحالة التديّنية للمجتمع العربي ملاحظة أسوقها من باب المداعبة أو التفنن في التشبيه، ولكنّ القصد منها أنّ التحدي اللغوي من هنا فصاعدا، ليس فقط واحدا من التحديات الخطيرة للإنسان لعربي المسلم المعاصر، إنما هو القاطرة التي تجترّ التحدّي الإسلامي، بالمعنى التاريخي والحضاري العام. بكلام آخر، إنّ التحدي الإسلامي تحدٍّ لغوي بالأساس؛ والذي لم يُحسَم بالسياسة يُمكن أن يُحسَم باللغة. فمتى ستكون للعرب لغة واحدة؟

        محمد الحمّار

        (1) نشر لي على المشباك مقال في هذا الصدد بعنوان "التعريب انفتاح على اللغات".
        (2) من الأمثلة على ذلك إدراج مادة "التنمية اللغوية" في درس العربية. وكان ذلك في الثمانينات من القرن الماضي في المدرسة الثانوية التونسية. وهي تجربة لم تعمّر طويلا.
        (3) في المدرسة التونسية مثلا وفي مدارس المغرب العربي عموما.
        (4) تجربة المربي البشير الهاشمي. وهو صاحب فكرة أنجزتها السلطة التربوية بضاحية شنني بمدينة قابس (الجنوب التونسي)؛ والفكرة هي إنشاء "المدرسة الحديثة التجريبية بشنني قابس"؛ تأسست في سنة 1984.
        (5) تجربة البشير الهاشمي في نفس المدرسة المذكورة بالمرجع رقم 4؛ وقد شرحها المربي بنفسه في محاضرة بعنوان "التجديد في المدرسة التونسية" ألقاها بـ"منتدى الجاحظ" بتاريخ 30-10-2010. وتعتمد الطريقة على ما يسمية الهاشمي "منهجية النصوص الخمس" (الحر والتقريري والخيالي والتلخيصي والمُعاد بناؤه).
        (6) المرجع السابق.
        (7) للإمام الحسن البصري.
        أنا ناقشت الموضوع من زاوية أخرى وأنقل بعضه مما كتبته تحت العنوان والرابط التالي ومن أحب الاستزادة عليه الضغط على أحد الروابط
        بأيِّ لُغة يُفكِّر محمد أركون وعلاء اللامي؟
        http://www.atinternational.org/forum...ead.php?t=8210

        http://wata1.com/vb/showthread.php?t=4895


        http://www.nu5ba.net/vb/showthread.php?t=16498

        أنا وجدت أن لغة مُثَّقَّف الدولة القوميّة (الدولة القطريّة بركيزتيها العلمانية والديمقراطية) واحدة بغض النظر إن كتبها بحروف عربيّة أو بحروف انجليزيّة أو بحروف فرنسيّة فكلها ترجمة حرفيّة لمفاهيم خرجت من فرنسا ليس لها علاقة بمفاهيم ومعاني اللغة العربية الموجودة في قواميسها ومعاجمها ولسانياتها ولذلك عندما هو من يقوم بعملية ترجمة وتعريب المصطلحات والمناهج التعليمية في تلك الحالة هذا تخريب وتشويه وليس تعريب،
        والمصيبة أنني لاحظت أنّ المُثَّقَّف وخصوصا ممن يعمل بالترجمة هو من يعترض على استخدام تعريب المصطلحات وفق أسس لغويّة صحيحة وفق متطلبات اللغة العربيّة من ناحية اختيار الجذر المناسب والصيغة البنائيّة الملائمة لتلك الوظيفة لدرجة ممكن أنّه يعتبرها تنطّع، الأنكى في هذه المسأله أنّه هو يعمل على قطع رزق أهل الترجمة بمثل هذه الطريقة من التفكير والمصيبة هو منهم؟!!!
        أليس هذا مثال آخر على شرُّ البَلِيِّةِ مَا يُضْحِك؟!!!
        وإن أحببت أمثلة عملية لهذا الموضوع فيمكنك مراجعة ما حصل تحت العنوان الرابط التالي


        اللغة والشَّابِكَة (الإنترنت) وتأثيراتها على مفهوم الأدب والنقد أو المُثَّقَّف وعقليته النقديّة

        http://www.atinternational.org/forums/showthread.php?t=8248

        مارأيكم دام فضلكم؟

        تعليق

        يعمل...
        X