تسليط الأضواء على ترجمة الشعراء

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • د. بدر عبدالله
    د. بدر عبدالله
    • Oct 2013
    • 19

    تسليط الأضواء على ترجمة الشعراء

    تسليط الأضواء على ترجمة الشعراء


    تتردد في الأوساط الأدبية والترجمية مقولة وهي أن أفضل من يترجم الشعر هو الشاعر وذلك لقربه من هذا اللون الأدبي ومعرفته ببواطنه وأسراره وتملكه للأدوات الشعرية. وقد تجذر هذا الرأي في أوساط الأدباء والمترجمين بل والقراء كذلك حتى أصبح من المسلمات! ولكن يجدر بنا هنا أن نطرح تساؤلا مهما : هل حقا أن أفضل من ينقل الشعر هو الشاعر؟ بعبارة أخرى: هل من يترجم الشعر لابد أن يكون شاعرا في الأساس؟

    أقول ، مستعينا بالله ، إن انتشار هذا الرأي مرده إلى التركيز على الجانب الفني للترجمة وتجاهل الجانب المعياري لها. إن للترجمة قوانين خاصة تختلف باختلاف طبيعة النص المترجم وقوانين عامة لابد من إتباعها بغض النظر عن نوع النص المترجم. وهنا تكمن المشكلة : فالمترجم – الشاعر عند نقله للشعر يسلم نفسه لخياله الشعري ويطلق العنان لإحساسه الفني ، فتجده منقادا عوضا عن أن يقود هو هذا الخيال وهذه الأحاسيس! وهذا بالطبع يؤدي إلى إنتاج نص شعري مترجم يختلف كثيرا عن النص الأصلي عند مقارنتهما. فتجد أحيانا أن المترجم – الشاعر يستبدل بعض الصور الشعرية والتراكيب البلاغية الموجودة في النص الأصلي بصور وتشبيهات وتراكيب اللغة التي ينقل إليها ، أي انه يسبغ على النص صبغة محلية مما يعطي المتلقي تصورا مغلوطا عن الثقافة التي ينتمي لها النص الأصلي ، وهذا الأمر يتعارض تماما مع أمرين مهمين في علم الترجمة : أولهما – أنه يتعارض مع إحدى أهم وظائف الترجمة ألا وهي التعريف بثقافات الشعوب ألأخرى وفنونها و ادابها. الأمر الثاني – ينسف أحد أهم الشروط الواجب توفرها في النص المترجم وهو : ضرورة ألا يحتوي نص الترجمة على مكونات ثقافية أو قومية هي من خصائص الشعب المتلقي للترجمة. فضلا عن ذلك ، عندما يقوم المترجم بهذا الفعل فانه بهذا يخلع عباءة المترجم ويرتدي عباءة المؤلف ، إذ أنه أوجد مضمونا جديدا! وهذا مما لا ينبغي للمترجم الإقدام عليه .

    ومما يكثر لدى الشعراء الذين يقومون بالترجمة هو حرصهم على الترجمة الشعرية ، أي نقل الشعر بالشعر ، وهذا يضطرهم إلى إجراء تغييرات كبيرة على بنية النص الأصلي ومحتواه لكي يكون النص المترجم موزونا ومقفى. إذ أنهم لو قاموا بترجمة النص الأصلي كما هوا ، فمن الصعب بل من المستحيل أن يكون النص المنتج شعريا ، أي يمتلك خصائص النص الشعري من وزن وقافية وإيقاع داخلي وجرس موسيقي. هذا يعني ، أنهم يضحون بالمحتوى سعيا وراء القافية وهذا الأمر يؤدي إلى إنتاج نص " نحر" فيه المحتوى بهدف الشعرية . وهنا تكمن المشكلة : فاستبدال المفردات في ترجمة الشعر يؤدي في الغالب إلى تغيير المعنى وهو المحظور ، لأن المترجم الشاعر عندما ينقل فهو محدود الحرية و مكبل بالوزن و القافية ، فيختار كلمات تتفق مع الوزن و القافية و تختلف في اغلب الحالات مع مفردات النص الأصلي. إن خطورة النص الشعري المنقول باستخدام الشعر تكمن في أن التراكيب فيه تلتهم المعاني الأصلية وهي الأساس وتنتج محتوى جديد ، وهذا يعني ببساطة : أن المترجم – الشاعر يقدم شروط الشعرية على النص الأصلي ، أي أنه لا ينطلق في ترجمته من النص الأصلي ، وهو الأساس ، بل يترجم واضع نصب عينيه الوزن و القافية. وهذا يجعلنا نطرح تساؤلا : أين الترجمة هنا؟! فما يقوم به هو عبارة عن تأليف و ليس ترجمة . وهنا موضع الإشكال و الاعتراض ، لأنك في الواقع ستقرأ شعر المترجم (الشاعر) وليس إبداع الشاعر الأصلي.

    ولكي يتضح المقصود ، سأستشهد بأحد أعلام الشعر في العصر الحديث ألا وهو الشاعر المصري أحمد رامي الذي قام بترجمة بعض رباعيات الخيام . ففي إحدى ترجماته نجد الشطر التالي:

    غدا بظهر الغيب و اليوم لي

    بيمنا الترجمة المفرداتية الدقيقة للنص الأصلي ، كما ذكر المتخصصون في اللغة الفارسية ، هي كالتالي :

    اليوم في يدك (متناول يدك) أما غدا فلا

    وبمقارنة الترجمتين نجد أن ترجمة رامي تختلف عن الترجمة الدقيقة في موضعين. الموضع الأول : استخدم رامي تعبير : ظهر الغيب ، وهو تعبير بلاغي جميل ولكنه غير موجود في النص الأصلي الذي تعبر فيه فكرة عدم امتلاك المستقبل بأسلوب لغوي مباشر باستخدام حرف النفي: لا
    وهذا الأمر يخالف قاعدة مهمة من قواعد الترجمة وهي نقل المعنى البرغماتي للمفردة والذي يقصد به السمات الأسلوبية والبلاغية لهذه الكلمة أو تلك سواء كانت هذه السمات سلبية أو ايجابية. وتنص هذه القاعدة على انه يمنع نقل كلمة مباشرة لا تتميز بأي سمة بلاغية أو أسلوبية باستخدام كلمة ذات خصائص بلاغية أو أسلوبية. إن عدم الالتزام بنقل المعنى البرغماتي والاكتفاء بالمعنى الدلالي يؤدي إلى إحداث خلل في التأثير التواصلي.

    الموضع الثاني : الخلل هنا ، بالمناسبة ، يأتي معاكسا للخلل في الموضع الأول. يحتوي النص الأصلي على صورة بلاغية لطيفة وهي: اليوم في متناول يدك ، ولكن رامي ترجمها ترجمة مباشرة : اليوم لي . إن استبدال كلمة ذات خصائص بلاغية بكلمة مباشرة لها نفس الدلالة هو من الأمور المسموحة في الترجمة إذا كانت الكلمة الموجودة في النص الأصلي ليس لها مقابل في اللغة المنقول إليها يحمل نفس الخصائص الأسلوبية أو البلاغية. ولكن في حالتنا التي نقوم بتحليلها ألان نجد أن المنظومة البلاغية للغة العربية تسمح باستخدام نفس الصورة البلاغية ، ولهذا فقد كان من الواجب استخدام المجاز في النص العربي ليتطابق مع المجاز الموجود في النص الأصلي مما يجعل متلقي النص الأصلي ومتلقي النص المترجم على نفس الدرجة من إمكانية التعرض للتأثير البرغماتي الذي أسميناه في مقالة سابقة "تكافؤ الاستيعاب" . ولكن أحمد رامي ضحي بهذه الصورة المجازية لاعتبارات القافية (فضلا عن قيامه بتغيير صيغة الخطاب) لكي تتطابق مع قافية الشطر الأخر من البيت :

    وكم يخيب الظن في المقبل

    وهنا تكمن مشكلة أخرى عندما يقوم الشاعر بالترجمة ، وهي أنه يلوي عنق النص سعيا وراء الجرس الموسيقي والقافية مضحيا بالمحتوى ، أي بالمفردات المكونة للنص الأصلي. وهذا يؤدي إلى إيجاد نص "هجين" الكلمات فيه إما كلمات مقابلة لكلمات النص الأصلي أو كلمات "مستبدلة" ، وهي الأكثر، لضرورة الوزن والقافية مسكوبة في قوالب الشعر المحلي!

    وهنا ينشأ سؤال : هل هذه هي الترجمة؟! بالطبع لا ، لأن هذا الأمر هو عبارة عن إعادة تأليف بل ومساهمة في التأليف مع الكاتب الأصلي! إذا أراد المترجم – الشاعر أن يبدع فليبدع ولكن ليس "بتحريف" إبداعات الآخرين بل بشعره الخاص به! وكما رأينا ، فان ترجمة الشعر بالشعر تؤدي إلى خلل كبير في معايير الترجمة ، والأدهى أنها تحدث تغيرات "كارثية" في منظومة معاني النص الأصلي ، وهذا الأمر ، أعتقد أن الجميع يتفق معي ، ينافي أبجديات الترجمة ، فضلا عن قوانينها .

    عندما نقرأ نصا شعريا مترجما فإننا أمام أحد نصين : نص بعيد عن المحتوى الأصلي مبنى و معنى (في أغلب أجزاءه) ، ولكنه شعري ، أي تتوفر فيه شروط النص الشعري الرئيسية من وزن وقافية وهو ما ينتجه المترجم – الشاعر في الغالب ، ونص "غير شعري" ولكنه دقيق من الناحيتين الدلالية و البنيوية . أمام هذين الخيارين المغرقين في التنافر أجدني أميل و بشدة ، وذلك انطلاقا من مبادئ الترجمة و قوانينها ، إلى الطريقة الثانية. أعتقد ، والعلم عند لله ، أنه لكي تقوم الترجمة بوظيفتها الرئيسية ولكي يكون محتوى النص الأصلي والمترجم قريبين لابد أن يترجم الشعر نثرا ، لأنه يحافظ على المعنى و المبنى مما يعطي تصورا صحيحا و دقيقا عن إبداع كاتب النص بل وعن الإرث الثقافي الذي ينهل منه . وتجدر الإشارة هنا ، إلى أنه من الأمور المشاهدة في ترجمة الشعر بالنثر أنه قد تظهر في بعض أجزاء النص المترجم قافية "طبيعية" ، أي أنها من نسيج النص الأصلي وليست جسما غريبا . وهذه القافية "الطبيعية" يمكن بلوغها ، على سبيل المثال : بتقديم كلمة و تأخير أخرى .

    وخلاصة القول : كلما نقل الشعر نثرا كان أقرب إلى روح النص الأصلي ومحتواه ، وإذا ترجم شعرا ارتدى حلة لا تشبه حلة المصدر!

    وختاما أقول : إذا أراد الشاعر أن يترجم الشعر فليلتزم بقواعد الترجمة وهذا مما أشك فيه كثيرا لطبيعة الشاعر المتمردة التواقة إلى التحليق! وليعذرني الشعراء ولكنها الترجمة ونواميسها!
  • alshamali
    عضو منتسب
    • May 2006
    • 192

    #2
    ممكن يخرج معنا شعر هجين ..لأنه ليس من إبداع المترجم بالضبط ، فالفكرة مستوحاة من النص الأصلي .
    أحمد الغنام
    http://www.dhifaaf.com/vb
    شبكة ضفاف لعلوم اللغة العربية

    تعليق

    • د. بدر عبدالله
      د. بدر عبدالله
      • Oct 2013
      • 19

      #3
      أهلا وسهلا أخي الكريم ، وأشكرك على تعقيبك

      مالذي تقصده بالهجين؟ الترجمة بالنثر أم بالشعر؟

      تعليق

      • ahmed_allaithy
        رئيس الجمعية
        • May 2006
        • 3960

        #4
        مرحباً أستاذنا دكتور بدر. وأشكرك على هذه المساهمة الجميلة الماتعة.

        وموضوعك له عدة مستويات في النقاش.
        واسمح لي بهذا التعليق السريع فيما يختص بالمثال من ترجمة أحمد رامي للرباعيات، فهو لم يدَّعِ، ولا غيره يدَّعي، أنه نقل المعنى كما قصده الخيام، وإنما هو استعمل معاني الخيام كنقطة انطلاق، وكانت النتيجة جمعه بين معان قصدها الخيام، ومعان أخرى قصدها رامي، بل ومعان ثالثة اضطرته إليها الضرورة الشعرية، ربما لم تكن في بال رامي نفسه، ولكنها في نهاية المطاف مصبوغة بصبغته هو، وليس بصبغة الخيام التي تحمل سمات الثقافة الفارسية بما تنطوي عليه من خلافات عن الثقافة العربية، وهذا الاختلاف مفهوم ومقبول بوجه عام خاصة عند متخصصي الترجمة.
        من ناحية أخرى فقولك إن متخصصي الفارسي قالوا إن البيت المشار إليه يعني "اليوم في يدك (متناول يدك) أما غدا فلا" ثم تعليقك عليه، فهذا يعني قبولك بأن ما قاله هؤلاء المتخصصين بالعربية هو نقل صحيح في كل جوانبه لما قاله الخيام. ولكننا نعرف بطبيعة الأمر -حتى مع جهلنا بالفارسية- أن هذا النقل نفسه قد تشوبه شوائب الترجمة المتعارف عليها. ومن ثم فالتعليق على هذه الترجمة التي قدمها متخصصو الفارسية بمقارنتها بترجمة رامي، يعني أننا نقارن بين ترجمة وترجمة، وليس بين ترجمة وأصل. وسبب المشكلة معروف وهو أننا لا يمكننا لعدم معرفة الفارسية مقارنة الترجمة بالأصل فنعتمد على قول المتخصص. ولكن هذا لا يعفينا من مشكلة أننا بالفعل نقارن ترجمة بترجمة، ولهذا الأمر مشكلاته الخاصة به. بل اضف إلى هذا أن القول (في يدك) ثم إضافة (في متناول يدك) كمعنى آخر يعني وجود بعض الشك في المعنى المقصود؛ فإذا كان الشيء (في يدك)، فهو بالتأكيد ليس (في متناول يدك). فالمعنى الأول يفيد تملكك له وقدرتك عليه، أما الثاني فلا يفيد سوى سهولة الوصول إليه، وهذا المعنيان ليسا الشيء نفسه. ولذلك اجد نفسي أتسائل: ماذا قال الخيام في واقع الأمر؟ هل قال (في يدك) أم (في متناول يدك)؟ أم هل تسمح الفارسية باشتمال التعبير الفارسي على هذين المعنيين بحيث أن الشاعر أراد بالفعل الإبهام؟ وأسئلة كثيرة أخرى تثور في عقل المترجم واللغوي، وكلها تمخضت عن النظر في مقارنة ترجمة بترجمة مع غياب الأصل وإمكانية الحكم عليه من جانب غير العارف بالفارسية.

        وكما نعرف جميعًا فإن كتابة الشعر وترجمته إنما تكون لأغراض متعددة ومختلفة. ومن ثم فليس هناك قاعدة واحدة يمكن الارتكاز عليها، وإصدار التعليمات بشأن كيفية الترجمة. فإن كان الغرض من النقل هو المعاني الدقيقة كما أرادها الشاعر فلا شك ستختلف الترجمة في فحواها عما إذا كان الغرض هو نقل الإمتاع الأدبي في قالب شعري يستسيغه متلقي الترجمة بلغته المخالفة للغة النص المصدر. ومن ثم فلا يمكن تعميم القول أن ترجمة الشعر نثرًا أفضل من ترجمته شعرًا، بل لكل ترجمة غرض يحدد كيف تكون الترجمة. والحقيقة أن الغرض ليس هو المعيار الوحيد كما نعلم جميعًا، ولكنه واحد من العوامل المؤثرة بالقطع. وفي هذا حديث يطول. بل قد يخلو الشعر نفسه من المعاني الجليلة ويكتفي بالجرس الموسيقي المؤثر في النفس. فقول بشار "ربابة ربة البيت .. تصب الخل في الزيت/ لها سبع دجاجاتٍ .. وديك حسن الصوت" لا يقل شاعرية عند النظر في غرضه، وموسيقيته، وإدخاله السرور والإمتاع على نفس متلقيه، عن قول شوقي"ريم على القاع بين البان والعلم ... أحل سفك دمي في الأشهر الحرم" أو عن رائعة من روائع المتنبي وغيره.
        انظر لبيت وردسورث:
        And then my heart with pleasure fills and dances with the Daffodils
        هل يحتوي هذا البيت على معان جليلة؟ فالرجل يقول بوجه عام إن قلبه يرقص من الفرح مع الزهور. فليس في هذا تجديد، ولا روعة معنوية بحال، بل هو في حقيقته معنى متكرر، لا يستحق في أحوال كثيرة التوقف عنده. ولكن روعته الشعرية تتمثل في هذه البساطة المتناهية في التعبير، بألفاظ سهلة، ووقع صوتي جميل في نفس المتلقي. وليس هذا كله مما يسهل نقله حتى مع استعمال أفصح الكلمات، وأجلِّها.

        ولي عودة إن شاء الله ... إن كان في العمر بقية.
        د. أحـمـد اللَّيثـي
        رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
        تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

        فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

        تعليق

        • د. بدر عبدالله
          د. بدر عبدالله
          • Oct 2013
          • 19

          #5
          اخي الدكتور احمد ، اسعد الله أوقاتك بكل خير

          اسعدني تعقيبك الجميل و المثري ، فالعلم لا يتطور الا بمثل هذه النقاشات الرصينة ، فبارك الله فيك و في جهودك .

          اود ، حفظك الباري ، أن أعلق على ماذكرته من أن "النتيجة جمعه بين معان قصدها الخيام، ومعان أخرى قصدها رامي، بل ومعان ثالثة اضطرته إليها الضرورة الشعرية" هنا بالتحديد وجه الاعتراض : فالشاعر عندما يمارس الترجمة فانه ، كما ذكر في المقال ، يخلع عباءة المترجم ويرتدي عباءة المؤلف وذلك بسبب طبيعة الشاعر المتمردة التواقة إلى التحليق! وبالرجوع الى ماذكرته من ان رامي جمع في ترجمته معان قصدها الخيام و معان قصدها رامي و معان الجئته اليها الضرورة الشعرية ، أي أننا أمام نص "هجين" لا يشبه المصدر الا في بعض أجزائه! اذن بالمحصلة :لم يتبقى من النص الاصلي الا النزر اليسير ، ويكون المتلقي قد قرأ كثيرا من رامي و قليل من الخيام ، وهذا يتعارض مع أهم سمة للترجمة وهي انها أداة للمعرفة.

          تعليق

          • عبدالرحمن السليمان
            عضو مؤسس، أستاذ جامعي
            • May 2006
            • 5732

            #6
            [align=justify]السلام عليكم ورحمة الله،

            أظن أن رباعيات أحمد رامي العربية تدخل في باب الاستلهام الشعري والأدبي* - كما ألمح الدكتور أحمد الليثي - وليس في باب الترجمة كما يرى الدكتور بدر عبدالله.

            * الاستلهام الشعري والأدبي: http://www.atinternational.org/forum...ead.php?t=1536

            تحياتي الطيبة. [/align]

            تعليق

            • د. بدر عبدالله
              د. بدر عبدالله
              • Oct 2013
              • 19

              #7
              أخي الدكتور عبدالرحمن ، اسعد الله أوقاتك بكل خير

              أشكرك على تعقيبك الجميل . ملاحظاتك دائماً دقيقة و مفيدة ، فلا فض فوك و لا قلمك. ما يتعلق برباعيات رامي العربية فهي في الواقع ترجمة و ليست استلهاما وقدمت على هذا الأساس. فيما يخص الترجمة و قضاياها فإني انتهج نهجا قد يبدو للبعض انه "متشدد" في مسألة تقابل المعنى و المبنى بين النصين و ما يتصل بذلك من قضايا متشعبة. ان النظرية التي انتهجها في الترجمة ليست متشددة ، ولكني اعتقد أنها تتوافق و مبادئ الترجمة و أهدافها. الترجمة لدي بالدرجة الأولى أداة للمعرفة و ليست أداة للتأثير.

              تعليق

              • Hassanhegazy11
                حسن حجازي /مصر
                • Sep 2007
                • 130

                #8
                شكرا على الحوار الهادف حقيقة نتفق أو نختلف معه
                لكنه وضع النقاط على الحروف ...
                نقترب أكثر من النص الأصلي ونتمسك به وبمعانيه لأقصى درجة ممكنة ... من إمكانية التحليق حول المعاني إن سنحت الفرصة لذلك ... حسن حجازي
                حسن حجازى
                مترجم وشاعر مصري

                تعليق

                يعمل...
                X