إشراقات من إستانبول

mmkafas

عضو منتسب

تاريخ التسجيل: Jun 2006

المشاركات: 437
- مشاركة
- تويت
#1

إشراقات من إستانبول

12-10-2006, 07:52 AM

<table cellspacing="0" cellpadding="4" width="100%" border="0"><tr><td class="bod" width="14%" bgcolor="#ffffff"><img style="border-right: #827f6e 1px solid; border-top: #827f6e 1px solid; border-left: #827f6e 1px solid; border-bottom: #827f6e 1px solid" alt="" hspace="5" src="http://www.akhbaralaalam.net/resimler/yazarlar/108.jpg" width="75" vspace="5" border="0" /> </td><td class="bod" valign="top" width="85%" bgcolor="#ffffff" rowspan="2"><table id="table10" cellspacing="0" cellpadding="3" width="100%" border="0"><tr><td align="center" height="30"> </td></tr><tr><td align="center" height="20">إشراقات من اسطنبول </td></tr><tr><td align="center" height="30">05/12/2006 - 20:52 </td></tr><tr><td height="20">رئيس الحركة الإسلامية بمنطقة الثمانية والأربعين </td></tr></table></td></tr><tr><td class="bod" align="center" bgcolor="#ffffff">رائد صلاح </td></tr><tr><td class="bod" align="center" colspan="2"></td></tr><tr><td class="bod" align="center" colspan="2"></td></tr><tr><td class="bod" align="center" colspan="2" height="15"></td></tr><tr><td class="bod" align="center" colspan="2" height="15">لا شك ان الدور الحضاري القادم هو دور الإسلام بإذن الله تعالى ، وهي حقيقة قادمة ستتفوق على كل المؤامرات ولقد وجدت من المناسب أن أدون بعض ما سمعت وشاهدت خلال هذا المؤتمر المنعقد في إسطنبول تذكرة لليائسين والمتفائلين </td></tr><tr><td class="bod" colspan="2" height="15"></td></tr><tr><td class="bod" align="right" colspan="2" height="15"><div style="text-align: justify"><meta content="win" name="AUTHOR" /><meta content="20061204;10280000" name="CREATED" /><meta content="20061205;21172000" name="CHANGED" /><style type="text/css">  </style></div>1 ـ لم يكن مؤتمر " الموصياد" في اسطنبول مجرد مؤتمر اقتصادي فقط، بل كان مؤتمرا ثقافيا واعلاميا جمع بين كافة الوفود من العالم الاسلامي والعربي، وكان ملتقى لآلام وآمال هذا الحاضر الاسلامي والعربي، وكان جمل محامل اجتمعت عليه همومهم وطموحاتهم، وأن البذرة الأساس التي نجح هذا المؤتمر أن يزرعها في قلوب كل الحضور وعقولهم هي بذرة التفاؤل المدعوم بالعمل، وبذرة اليقين الموصول بالتغيير، وبذرة الهمة قرينة الإعداد، وبذرة الإنتماء والإعتداد والاستعداد لدور حضاري إسلامي عالمي لا ريب فيه، ولقد سمعت من الكثير ما أثلج صدري، وشاهدت منهم ما قرت به عيناي وسكن له قلبي وملأني حتى مشاشي مطمئناً بصفاء لا شك فيه ان الدور الحضاري القادم هو دور الإسلام بإذن الله تعالى، وهي حقيقة قادمة ستتفوق على كل المؤامرات. ولقد وجدت من المناسب أن أدون بعض ما سمعت وشاهدت خلال هذا المؤتمر تذكرة لليائسين والمتفائلين.<div style="text-align: justify"></div>2 ـ كنا نتجول في قاعات قصر "يلدز" وهو القصر الذي كان بمثابة المكتب السياسي للسلطان عبد الحميد الثاني والذي كان يستقبل فيه الوفود الرسمية من كل أنحاء العالم، وقد تحول هذا القصر حاليا الى متحف للأرشيف العثماني ،ولقد شاء الله تعالى ودخلنا الى إحدى قاعات هذا القصر وإذ بأحد العاملين فيه يقول لنا بعد ان تعرف علينا :" أنتم الآن في القاعة التي طرد منها السلطان عبد الحميد الثاني هرتسل، وأنا شخصيا من تلاميذ مدرسة السلطان عبد الحميد الثاني".<div style="text-align: justify"></div>3 خلال وجودنا في اسطنبول زرنا مؤسسة إنسانية اسلامية تُدعى " دنيس فيناري"، وخلال زيارتنا لها عرفنا انها تعمل على تقديم الإغاثة لكل الشعوب المنكوبة، سواء كانوا من المسلمين أو غيرهم، وعرفنا كذلك أنه يعمل في هذه المؤسسة ثلاثون ألف متطوع، وأنّ لها دورها المشرق في دعم شعبنا الفلسطيني.<div style="text-align: justify"></div>4 ـ وزرنا كذلك مؤسسة إنسانية اسلامية أخرى تُدعى ( إي – ها- ها) وكان البعض من مؤسساتنا قد زاروهم قبل ذلك، وكانوا قد أهدوهم قنينة زيت من زيت الأقصى، وخلال زيارتنا لهذه المؤسسة اكتشفنا أنهم لم يأكلوا الزيت بل وضعوه في جناح الهدايا العلمية الثمينة التي تصل هذه المؤسسة، وتبيّن لنا كذلك أن لهم العطاء المتواصل في دعم شعبنا الفلسطيني.<div style="text-align: justify"></div>5 ـ خلال تجوالنا في شوارع اسطنبول تبين لنا أن هذه المدينة التاريخية العريقة يعيش فيها في النهار خمسة عشر مليون مواطن وأما في الليل فيعيش فيها ثلاثة عشر مليون مواطن، وتبين لنا أنها تحتوي على سبعين ألف مسجد ومصلّى، ويوجد فيها وفي بقية تركيا ثلاثمائة ألف مسلم يحفظون القرآن غيبا.<div style="text-align: justify"></div>6 ـ خلال أيام المؤتمر الذي أشرفت عليه مؤسسة " الموصياد" ومؤسسة " آي- بي - أف" إلتقينا بوفد تجاري من ماليزيا، وبطبيعة الحال فقد كان حديثنا منصبا على القضية الفلسطينية وقضية القدس الشريف والمسجد الأقصى، فقال لنا أحدهم : صدقوني ان الشعب المسلم في أندونيسيا يحمل الحب الكبير لكم وللقدس الشريف والأقصى المبارك، وصدقوني لو أن أحدكم جاء الى اندونيسيا ودعا شعبها المسلم أن يتبعه الى القدس الشريف للبّى نداءه فورا عشرون مليون مسلم ولأبدوا استعدادهم أن يسافروا معه فورا لولا الأطواق السياسية المفتعلة.<div style="text-align: justify"></div>7 ـ وإلتقينا خلال هذا المؤتمر بوفد تجاري رسمي من الجزائر وقف على رأسه الوزير الجزائري " ابو جره سلطاني"، وقد أكد لنا هذا الوفد ان الشعب الجزائري يشهد عودة مباركة للإسلام، لدرجة أن حزب تروتسكي الجزائري يرى من الضروري اليوم عندما يخاطب الشعب الجزائري أن يتحدث عن القدس الشريف والمسجد الأقصى ومدلولاتها الاسلامية.<div style="text-align: justify"></div>8 ـ وإلتقينا خلال هذا المؤتمر بوفد تجاري رسمي من المغرب فأكدوا لنا ان الشعب المغربي منقسم الى أحزاب كثيرة ذات مشارب شتى ولذلك فإنهم في اختلاف متواصل إلاّ أن الشيء البارز الذي يجمعهم هو حب فلسطين وحب القدس الشريف والأقصى المبارك.<div style="text-align: justify"></div>9 ـ وإلتقينا خلال هذا المؤتمر بوفد يمني تجاري يمثل منتدى رجال الأعمال في اليمن وكان من الواضح لنا أنهم أصحاب مشارب سياسية شتى، فأكدوا لنا أن النشاطات الجماهيرية التي لا تختلف عليها أحزاب اليمن بل تجتمع عليها كأنها حزب واحد هي الفعاليات الشعبية التي تقوم من أجل نصرة فلسطين ومن أجل نصرة القدس الشريف والمسجد الاقصى.<div style="text-align: justify"></div>10 ـ وإلتقينا بوفود أخرى تجارية من السعودية والبحرين والإمارات وقطر ومصر والأردن والكويت، وكلهم اختاروا ان يتحدثوا معنا عن موضوع واحد فقط، وكأنهم على اتفاق مسبق فيما بينهم، نعم الكل طالبنا أن نحدثه عن الأخطار التي تهدد المسجد الأقصى والقدس الشريف، وللحقيقة أقول لقد وجدناها فرصة ثمينة لا تعوض كي نذكّر الجميع أن القدس الشريف تعاني اليوم من سياسة التهويد، ولذلك هي تضيع يوما بعد يوم، وان واجب الوقت يملي على الحاضر الاسلامي والعربي القيام بإنشاء صندوق اسلامي عالمي لإنقاذ القدس الشريف من الضياع قبل أن تلتهمها سياسة التهويد.<div style="text-align: justify"></div>11 ـ ومن مشاهد هذه الوفود التي لا تنسى أن الوزير الجزائري أبو جره سلطاني بعد ان استمع الى شرح منا بحضور وفد الجزائر عن حال القدس الشريف والمسجد الأقصى ما كان منه إلا ان يخلع معطفه، ثم قال لنا : أرجوكم هذا المعطف وقف على المسجد الأقصى، وهو هبة لكل من رغب أن يرتديه من المصلين في المسجد الاقصى، واسأل الله تعالى أن يهبني ثواباً مباركاً على كل من ارتداه وصلّى به في المسجد الاقصى.<div style="text-align: justify"></div>12 ـ ومن هذه المشاهد التي لا تنسى ان أحد أعضاء وفد تجاري مسلم من الهند اقترب منا وأخذ يخاطبنا باللغة العربية الفصحى ثم قال لنا خلال حديثه معبراً لنا عن حبه للقدس الشريف والأقصى المبارك قال لنا : صدقوني إن إخوانكم المسلمين يعانون الويلات كما يعاني أهل فلسطين ولكنهم يدعون لأهل فلسطين قبل أن يدعون لأنفسهم.<div style="text-align: justify"></div>13 ـ ومن هذه المشاهد التي لا تنسى أن كثيرا من أعضاء الوفود المختلفة من عالمنا العربي الاسلامي كان الواحد منهم يتقدم منا ويقول بلهجة المضطر المكروب : أنا فلان بن فلان أرجوكم اذا صليتم في المسجد الأقصى أن تدعوا لي وان تذكروا اسمي خلال دعائكم، أرجوكم مرة واحدة وأقول لكم اسمي فلان بن فلان إياكم ان تنسوا إسمي !! ومن الغريب العجيب أن البعض من هؤلاء كان كلما مرّ عنّا يستوقفنا ويذكرنا بإسمه ويقول مرة بعد مرة إسمي فلان أرجو ألا تنسوا أسمي تماما كما طلبت منكم !! وللحقيقة فقد احترت ماذا أفعل وكيف لي أن أحفظ كل هذه الأسماء، ولكني بعد تفكير طويل وجدت مخرجا طيبا بإذن الله تعالى حيث سأقول عند الدعاء : اللهم انك تعلم من ذكر لي اسمه وطلب مني ان أدعو له في المسجد الأقصى، اللهم احفظهم بعينك التي لا تنام وأكرمهم بالصلاة في الأقصى المبارك قبل مماتهم.<div style="text-align: justify"></div>14 ـ ومن هذه المشاهد التي لا تنسى أن رئيس حزب تركي اسلامي وقف يحدثنا مع نائبه ثم استرسل في الحديث وبدأ يتحدث عن القدس الشريف والأقصى المبارك، إلاّ أنه لم يستطع أن يتم حديثه حيث أجهش بالبكاء، فتطوع نائبه وناب عنه بالحديث عن القدس الشريف والأقصى المبارك، إلاّ أن هذا النائب لم يستطع أن يتم حديثه كذلك حيث أجهش بالبكاء !! ولأن قلبي ليس من حجر فقد سالت دموعي بعد ذلك دون أن أقدر على حبسها.<div style="text-align: justify"></div>15 ـ ومن هذه المشاهد التي لا تنسى أن امرأة تقدمت مني وقالت لي مترددة: أنت فلان ؟! قلت لها نعم، فقالت : الحمد لله أنني رأيتك، أنا امرأة سورية أقيم في تركيا وأرجوك ان تسمح بإلتقاط صورة معك من أجل أولادي، وأنا على يقين أنهم سيفرحون كثيرا عندما يروا الصورة، ثم تقدمت ووقفت على مقربة منيّ ومن الدكتور سليمان أحمد وقام أحدهم بإلتقاط الصور وهي في غاية الفرح الشديد.<div style="text-align: justify"></div>16 ـ ومن هذه المشاهد التي لا تُنسى أن أحد الأهل المسلمين صافحنا بعد احدى الصلوات، ثم لم يلبث قليلا حتى عاد مسرعا وعانقنا بشدة وهو يقول معتذرا : سامحوني أنا تاجر من أهل السودان لم أعرفكم في البداية، ولكني بعد أن تأكدت ,فيا مرحبا بكم واسأل الله تعالى ان يجزيكم خير الجزاء على دوركم المبارك في القدس الشريف والأقصى المبارك.<div style="text-align: justify"></div>17 ـ ومن هذه المشاهد التي لا تنسى والتي عادت على نفسها طوال أيام المؤتمر أن بعض أعضاء الوفود كان يندفع مسرعا لمعانقتنا لدى رؤيته لنا، وكان يطيل عناقه لنا وهو يبكي، لا بل ان بعضهم كان يدس رأسه في ثيابنا يشمها ويمرغ وجهه بها وهو يردد : ماذا نقول لكم ؟! عجزت الألسن، فأنتم الأبطال، أنتم الذين صمدتم في أرضكم، يا ليتنا صمدنا معكم، يا ليتنا كنا معكم !! ثم ماذا ،صدقوني لقد كان أحدهم يطيل عناقنا حتى نشعر بالحرج أو أن نشاطره الدموع !!<div style="text-align: justify"></div>18 ـ من هذه المشاهد التي لا تنسى والتي عقدت فيها ألسنتنا ولم ندر ماذا نقول، عندما كنا على أهبة الاستعداد لافتتاح المؤتمر وإذ بمجموعة من النساء المسلمات يحطن بنا من كل جانب، حيث أخذن يرددن بلهجة انفعال شديد ويناديننا على قرب منا : فلان كيف حالكم ... الحمد لله اننا رأيناكم ... الحمد لله على سلامتكم ... وللحقيقة أقول لقد شكرناهنّ على استحياء ولم ندر من أي بلد مسلم جاء هذا الوفد النسائي.<div style="text-align: justify"></div>19 ـ ومن هذه المشاهد التي لا تنسى انني اكتشفت نفسي جاهلا كل الجهل بأساليب المصافحة في عالمنا الاسلامي، فالبعض يمد يده أولا على كتفك ثم يصافحك بيده ثم يعانقك، والبعض يعانق مرة عن اليمين ثم عن الشمال ثم عن اليمين، والبعض يعانق مرة عن اليمين ثم عن الشمال ثم عن الشمال، والبعض يعانق مرة عن اليمين ثم عن الشمال فقط، والبعض يعانق عن اليمين ثم عن الشمال ثم يقبل جبينك، ولكن جميع هذه الأساليب من العناق كانت تعبر عن حب صادق وأخوة إيمانية صافية تلاشت فيها الألوان والأحساب والأنساب واجتمعت في ظلال قوله تعالى "إنما المؤمنون إخوة".<div style="text-align: justify"></div>20 ـ ولعل ما يؤكد تجذر هذا الحب والأخوة مجموعة قصص حدثنا إياها الأستاذ فهمي هويدي المفكر الاسلامي المعروف، حيث أكد لنا أن بعض الشعوب المسلمة غير العربية يسمون اللغة العربية " الحرف المقدس" لأنها لغة القرآن لدرجة أنهم يخشعون لمجرد سماع اللغة العربية حتى لو لم يفهموا ما يسمعون، وحدثنا أنه ذات مرة دُعي الى ماليزيا، ولدى نقله مع بقية الوفود من المطار الى مكان إقامتهم بواسطة إحدى الحافلات، وإذ بالسائق شغّل لهم المسجل وأخذ يسمعهم أغنية لفريد الأطرش ظنا منه أنها ترتيل قرآني، لا لسبب إلا لأن الأغنية باللغة العربية.<div style="text-align: justify"></div>21 ـ وحدثنا كذلك انه ذات مرة قام بزيارة للدول المسلمة التي كانت تخضع لنظام الإتحاد السوفيتي في يوم من الأيام وقد كانت هذه الزيارة بعد تفكك الإتحاد السوفيتي مباشرة، وكم كانت دهشة الأستاذ فهمي هويدي عندما اقترب منه بعض الشباب المسلم في طاجكستان وسألوه هل سيد قطب والد محمد قطب أم أخوه ؟! يقول فاكتشفت ان بعض الطلبة المسلمين العرب الذين كانوا يتعلمون في الاتحاد السوفيتي سابقا، كانوا قد أحضروا لهم تلك الكتب سرا، وكانوا يتدارسونها سرا.<div style="text-align: justify"></div>22 ـ وبعد هذه المشاهد التي إلتقطتها من خلال اللقاءات المتواصلة مع كثير من وفود عالمنا الاسلامي أودّ ان أخصّ بالذكر كيف وجدت عاطفة الشعب التركي اتجاه القدس الشريف والأقصى المبارك، وسلفا أقول لقد وجدت فيهم العاطفة الجياشة التي لم تقتلعها عواصف التغريب التي تسلطت يوما من الأيام على تركيا، ويكفي أن اؤكد للجميع أن كل فرد في المجتمع التركي سواء كان سائقا أو تاجرا أو اعلاميا أو سياسيا او مثقفا او عاميا لا يتردد للحظتين عندما يسمع انك من جوار القدس الشريف، بل يتقدم منك مصافحا، لا بل ان بعضهم حاول أن يقبل أيدينا، نعم هذا حال الجميع بدون استثناء، وهذا ما يشهد لهم.<div style="text-align: justify"></div>23 ـ ولأنهم كذلك، ولأنني كما يعلم الجميع أضع على رأسي طوال الوقت قبعة بيضاء، فقد كان الكثير منهم يبادلني التحية أو الابتسامة من بعيد، لا بل أن بعضهم كان يقترب مني ويقول لي بلهجة تركية جميلة : سلام عليكم، وهي حالة صافية لا تزال تعكس مدى احترام الشعب التركي للعلماء والفقهاء المسلمين سواء كانوا من تركيا او من غيرها.<div style="text-align: justify"></div>24 ـ ولأنهم كذلك فقد حدثني أحد الأخوة الثقات أن قريبا له يسكن في السعودية، وذات مرة وكان ذلك في عام 1975م استقل هذا القريب سيارته التي كتب عليها بعض الكلمات العربية وتوجه برا الى تركيا، وبطبيعة الحال فقد كست هذه السيارة خلال السفر الطويل طبقة من الغبار، ولما دخل بسيارته تلك الحدود التركية، ولما رآها بعض الأتراك وعرفوا أنه كتب عليها بعض الكلمات العربية اقتربوا منها وأخذوا يتمسحون تبركاً بغبارها، وهو سلوك يخبر عن عاطفة صادقة متأصلة في صدورهم.<div style="text-align: justify"></div>25 ـ ولأنهم كذلك فقد وقع مشهد قَفَ له شعري واقشعر له جلدي عندما تقدمت بض الأخوات الفلسطينيات من منصة مؤتمر الموصياد، ثم قامت احداهن بإلقاء كلمة قصيرة ومؤثرة جدا، ثم قالت توجه حديثها للقائمين على المؤتمر : لقد فكرت بهدية ثمينة أهديها لكم فلم أجد أثمن من حفنة تراب من تراب الأقصى المبارك، وقد ضممت إليها غصن زيتون من زيتونه، ثم تقدمت بهديتها على وقع تصفيق حار من كل الحضور الذين تواجدوا في قاعة المؤتمر لدرجة أن المعظم منهم قد وقف على قدميه وطال تصفيقهم لدقائق معدودات صادقة صافية.<div style="text-align: justify"></div>26 ـ ولأنهم كذلك فقد اجتمع منهم عدد من الفتية الأتراك كأنهم البدور في جناح المصنوعات الفلسطينية الذي كان من ضمن المعرض التجاري لذاك المؤتمر، ولقد أصر اولئك الفتية أن يلبسوا الكوفيات الفلسطينية أو أن يلفوا أجسادهم بعلم فلسطين، وكنت كلما دخلت جناح المصنوعات الفلسطينية كانوا يقتربون منا ويعانقوننا ويلتقطون معنا الصور مصرين أن يكون من خلفنا المسجد الكبير للمسجد الأقصى الذي وضع في ذاك الجناح، وللحقيقة أقول لقد بقي أولئك الفتية طوال أيام المعرض في الليل والنهار، وهم يبيعون تارة، ويشرحون للأتراك عن المنتوجات الفلسطينية تارة أخرى، ويجندون وسائل الإعلام تارة ثالثة، وهكذا ظل دأبهم حتى نهاية المعرض.<div style="text-align: justify"></div>27 ـ ولأنهم كذلك فما من شخصية تركية رسمية كانت في المعرض إلاّ وزارت جناح المصنوعات الفلسطينية، فقد زاره أكثر من وزير، وزاره رئيس حزب السعادة ورئيس الموصياد ورئيس مؤسسة تجارية عالمية تدعى ( إي – بي – أف)، وزاره رئيس بلدية اسطنبول، ولقد أعلن رئيس بلدية اسطنبول خلال زيارته تلك أنه سيقيم جناحا ثابتا في سوق اسطنبول المشهور إسمه "سوق فلسطين" لعرض المنتوجات الصناعية فيه على مدار أيام السنة.<div style="text-align: justify"></div>28 ـ ولأنهم كذلك فقد حدثني أحد الأخوة الفلسطينيين ممن أشرف على جناح المصنوعات الفلسطينية في ذاك المعرض أنه في أحد أيام المعرض قام بشراء مشروبات غازية تعود الى شركات أمريكية، ثم قام بتوزيعها على العاملين في الجناح الفلسطيني، فلما رآه أحد أولئك الفتية الأتراك صرخ في وجهه وقال له : ألا تخجلون على أنفسكم ؟! كيف تشربون هذه المشروبات الأمريكية.<div style="text-align: justify"></div>29 ـ ولأنهم كذلك، فقد كنت ذات يوم أتجول في جناح المعروضات الفلسطينية، وإذ بأولئك الفتية الأتراك يقولون لي : لا زلنا نحفظ جملتك "نحن لا نخشى إلاّ الله" التي قلتها في أحد مهرجانات الأقصى في خطر !! وإن ما نتمناه أن نكون ممن يصلون في الأقصى المبارك وهو عزيز كريم لا يعاني من مأساة أسره وذل إحتلاله !!<div style="text-align: justify"></div>30 ـ ولأنهم كذلك فقد قال لي أحدهم وهو استاذ جامعة : إني لأعجب من حالنا نحن المسلمين، فلو ان الكعبة المشرفة وقعت تحت الاحتلال هل كان مسلمو العالم يلوذون بالصمت وكأن شيئا لم يكن؟! ولو أن المسجد النبوي الشريف تعرض لأي اعتداء هل كان مسلمو العالم يقفون متفرجين ؟! ولأن الجواب واضح ومعروف يؤكد أنهم لن يلوذوا بالصمت ولن يقفوا متفرجين، فلماذا يصمتون على احتلال الأقصى المبارك ؟! ولماذا يتفرجون على مأساته ؟!<div style="text-align: justify"></div>31 ـ ولقد كان من ضمن برنامجنا في هذا المؤتمر عقد لقاءات سياسية مع بعض رجال السياسة الأتراك، وكان من ضمنها لقاء مع بعضهم في أحد مكاتب البرلمان التركي، وكان ذلك يوم جمعة، وشاء الله تعالى أن يحل علينا موعد صلاة الجمعة ونحن في ذاك المكتب فأدينا الصلاة في جامع كبير قائم في مبنى البرلمان التركي ،وكم لفت إنتباهنا عندما دخلنا ذاك الجامع فوجدناه قد غص بعدد كبير من الأتراك السياسيين الذين أدوا صلاة الجمعة معنا.<div style="text-align: justify"></div>32 ـ ولا شك أنني استفدت في هذه الرحلة الشيء الكثير، ومن ضمن ما استفدته وأود أن أنوه له ذاك المشروع العصامي الذي وقف عليه بعض الفتية الأتراك وهو باسم " الغابة الخاصة"، وهو مشروع يقوم على فكرة متواضعة جدا إلاّ أن مردوده كبير جدا، أما تلك الفكرة المتواضعة فقد كان هؤلاء الفتية كانوا يجمعون من كل متبرع عشرة ليرات تركية، مقابل أنهم سيزرعون باسمه ست أشتال في ارض جرداء واسعة منحتهم إياها الحكومة التركية من أجل تحضيرها، وقد حرص هؤلاء الفتية أبطال هذا المشروع أن يمنحوا كل من يتبرع بهذا المبلغ شهادة رسمية وأن يعطوه شتلة فورا كي يقوم بزراعتها في حديقة بيته !! ولما سمعت منهم هذا الشرح المبارك، تقدمت انا والدكتور سليمان واشتركنا بهذا المشروع، ونحن مصممون أن نضمه الى نشاطاتنا في أيام الأرض القادمة وقبلها وبعدها.<div style="text-align: justify"></div>33 ـ ومن الآثار الناطقة بقيم الاسلام التي كان بناها السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله تعالى والتي لا تزال مستخدمة حتى الآن هو " بيت العجزة" الذي أقامه في اسطنبول، حيث حدثنا أحد الأخوة الاتراك أنه قد أقام هذه المؤسسة لكل العجزة من كافة شرائح المجتمع التركي سواء مسلمين او مسيحيين أو يهود، وقد أقام في مبنى هذه المؤسسة مسجدا وكنيسة وكنيسا، وهو مشهد لا يزال يستوقفني ولا زلت أجد فيه تجسيدا لإحدى قيم الاسلام الإنساني، سبق بها كل اولئك الأقزام المتطاولين على هذا الدين.<div style="text-align: justify"></div>34 ـ ثم ماذا ؟! للحقيقة أقول لقد ظل في جعبتي الشيء الكثير حول هذه الرحلة، وقد عدت مثقلا بالملاحظات القيمة والاقتراحات الهادفة، وقد عدت بعد أن وجهت لنا الكثير من وفود عالمنا الاسلامي دعوات لزيارتهم، ولذلك أمامنا مهمات انسانية كثيرة لا يعين عليها إلا الله تعالى، وان قيمتها ليس بالكتابة عنها فقط، وانما بالتوكل على الله تعالى والسعي الى القيام بها مكشوفة واضحة لكل الأعين كوضوح الشمس ليس دونها سحاب.<div style="text-align: justify"></div><a href="http://www.akhbaralaalam.net/yazi_detay.php?id=328&yazar=108">http://www.akhbaralaalam.net/yazi_detay.php?id=328&yazar=108</a></td></tr></table>
الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد

السابق template التالي

إشراقات من إستانبول

إحصائيات Arabic Translators International _ الجمعية الدولية لمترجمي العربية