ظاهرة الاستلهام الشعري والأدبي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • عبدالرحمن السليمان
    عضو مؤسس، أستاذ جامعي
    • May 2006
    • 5732

    ظاهرة الاستلهام الشعري والأدبي

    [align=center]ظاهرة الاستلهام الشعري والأدبي[/align]
    [align=justify]يقصد "بالاستلهام الشعري" قيام شاعر، يكتب بلغة أخرى، باستعارة فكرة ما أو موضوع ما أو حكاية ما عن شاعرٍ آخر يكتب بلغة أخرى، سبق له أن عالج تلك الفكرة أو ذلك الموضوع أو تلك الحكاية في شعره.

    مثال ذلك قول أحمد شوقي مستلهماً من بعض شعراء الترك:

    كُن في التواضع كالمدامةِ ***** حينَ تجلى في الكؤوسْ
    مَشَتِ اِتِّئاداً في الصُّدُور ***** فَحكّموها في الرؤوسْ!

    فقول شوقي ليس ترجمة عن التركية، بل هو استلهام لفكرة أعجبته في قصيدة لشاعر تركي، فاستلهمها عنه وقرضها شعراً أصلياً في العربية. فالفرق بين الترجمة والاستلهام يكمن في أن ظاهرة الاستلهام تكون مخصوصة بالشعراء الذين يجيدون لغات أخرى غير لغتهم التي يقرضون الشعر فيها، فيستعيرون عن شعراء تلك اللغات الأفكار التي تروق لهم وتدغدغ خيالهم الشعري، ويقرضونها شعراً في لغتهم الأم بعد الإشارة إلى صاحب الفكرة الأصلي في مطلع القصيدة حتى لا يرموا بالنحل أو السرقة الأدبية!

    وظاهرة الاستلهام ظاهرة قديمة إلا أنها كانت في القديم تقتصر على أبيات أو قطع أو قصائد صغيرة، لكن الشاعر الألماني الشهير ولفغانغ غوته (1749-1832) جعل منها ظاهرة أدبية كبيرة في ديوانه الشهير "الديوان الغربي الشرقي"، حيث استلهم كل قصائد ديوانه هذا عن شعراء الفرس الكبار مثل حافظ الشيرازي وغيره، مؤسساً لذلك تقليداً غربياً جعل شعراء كباراً أتوا من بعده يقتفون أثره في البحث عن استلهام الأفكار البديعة والمعاني الشريفة من شعراء المشرق.

    من هؤلاء الشعراء الكبار الذين اقتفوا أثر غوته، الشاعرُ الهولندي ي.هـ. ليوبولد (الراحل سنة 1925)، أحد أهم الشعراء الهولنديين في العصر الحديث، الذي استلهم من شعراء العربية الكبار أفكاراً ومعاني دغدغت خياله الشعري، فأخذ عن عمر الخيام كثيراً من أفكاره ونظم فيها رباعيات رائقة في الهولندية، وأعجب بحكايا "ألف ليلة وليلة" ونظم فيها قصائد بديعة، وتأثر كثيراً بالشعر الصوفي العربي وحاكاه في الهولندية ... إلا أن الشاعر العربي الذي ترك لديه أكبر الأثر كان المعري، حيث استلهم عنه بعض المواضيع ذات الطابع الانساني العام ونظمها في الهولندية مجتهداً أثناء النظم في الحفاظ على المعاني وبحور الشعر الأصلية حفاظاً تاماً، مما أكسب استلهامه طابعاً جمالياً خاصاً.

    من ذلك قوله استلهامه قول المعري:

    هَفَتِ الحَنِيفةُ والنصارى ما اهْتَدَتْ ***** وَيهودُ حارت وَالمجوسُ مُضَلَّلَهْ
    اِثنانِ أهلُ الأرضِ: ذُو عَقـلٍ بلا ***** دِيـنٍ، وَذُو دِيـنٍ لا عَقلَ لَهْ!

    وصياغته له في الهولندية كما يلي:

    [align=center]Christenen, Joden, Parsen, Moslemin
    zij dolen allen; voor wie toe wil zien
    vervalt de gansche menschheid slechts in tweeën
    twee soorten enkel worden er ontdekt
    intelligente menschen zonder vroomheid
    en vrome mensen zonder intellect
    [/align]

    والمهم في ظاهرة الاستلهام التي أشرت إليها أعلاه، هو أن الشعراء الغربيين المستلهِمين عن شعراء شرقيين، يذكرون واقعة الاستلهام وكذلك الشاعر الأصلي المستلهم عنه في مستهل قصائدهم، وذلك بصريح العبارة. فالشاعر الألماني غوته يفعل ذلك، وكذلك الهولندي ليوبولد، الذي يستهل قصائده في ديوانَيه "مشرقيات 1" و"مشرقيات 2" بقوله: "naar Al Ma’arri" أي "عن المعري" كما نقرأ في مستهل قطعته الهولندية التي نشرتها أعلاه. فهذا يخرج المسألة من قضية النحل ويدخلها في باب الأدب والتأثر الأدبي والإلهام الأدبي من أوسع أبوابه كما ترى.

    من جهة أخرى: لا تقتصر ظاهرة الاستلهام على الشعراء الذين يذكرون ذلك بصريح العبارة في مستهل قصائدهم المستلهمة، فهنالك قصائد الاستلهام فيها جلي واضح من دون الإشارة إلى الأصل. وقد يكون ذلك بسبب القدم، أو بسبب عدم تواتر الرواية، أو بسبب سوء النية. فالمعروف أن دانته استلهم شكل "الكوميديا الإلهية" وكذلك موضوعها عن "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري؛ وهنالك مستعربون كثيرون أشاروا إلى ذلك وبينوا مواضع التشابه الشكلي والموضوعي بين "رسالة الغفران" و"الكوميديا الإلهية". ومن المعروف أيضاً أن المعري استلهم فكرة رسالته عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما وردت في كتب السير. وبما أن دانته أديب إيطاليا الكبير ورمز من رموزها الوطنية، فإن الاعتراف بفضل المعري عليه مسألة غائظة وموجعة لقوم يعرفون بالشوفينية!

    أما عدم ذكر المصدر بحكم القدم فأمثل عليه بمثال من شعر المتصوفة الهولندية المشهورة هادَوِيخ (القرن الثالث عشر للميلاد):

    [align=center]Ay, minne op trouwe; want ghi al sijt
    Miere zielen ioie, mier herten vlijt
    Ontfaermt den moet, siet ane den strijd
    Hort cordis clamor
    [/align]

    إلهي، أنت سعادة روحي، ونور فؤادي.
    تأمل عذاب روحي، والطف بي،
    أَصْغِ لنداء قلبي!

    وكل شعرها على هذا المنوال، وكل شيء فيه يشير إلى أنها كانت مطلعة على أشعار رابعة العدوية وأقوالها وأقوال غيرها من أوائل المتصوفة، خصوصاً جنيد والبسطامي وذي النون المصري!

    ومن المثير للدهشة في هذا المجال استشهاد نص "التربية الدينية المعيارية" (Catechismus) الذي أصدره الفاتيكان بعد المجمع المسكوني الثاني المنعقد سنة 1962 وعمَّمه على سائر الكاثوليك في العالم، بقول الحلاج:

    أنا من أهوى ومن أهوى أنا ***** نحن روحان حللنا بدنا
    فإذا أبصرتـه أبصرتـني ***** وإذا أبصرتني أبصرتنا!

    وذلك للتدليل على وجود معانى "المحبة" ـ كما يُفهم منها في الديانة المسيحية ـ في الإسلام.

    ومن الأعمال الغربية المشهورة المستلهمة عن أعمال شرقية مشهورة أيضا:

    1. رواية "الكوميديا الالهية" (Divina Commedia) للشاعر الإيطالى دانته اليجيرى (Alighieri Dante)، الراحل سنة 1321، المستلهمة عن رسالة الغفران للمعرى، أو عن الاسراء والمعراج فى الإسلام كما أشار إلى ذلك الكثير من المستعربين، خاصة وإنها تصف رحلة فى سبعة أيام مقسمه إلى ثلاثة مراحل هي الجحيم والمطهر والفردوس!

    2. قصة "روبنسون كروزو" (Robinson Crusoe) لديفو (D. Defoe) المستلهمة عن قصة "حي بن يقظان" للفيلسوف ابن طفيل وهي قصة فلسفية ترجمت إلى اللاتينية وإلى كل اللغات الحديثة ومنها الإنكليزية (القرن الخامس عشر) والهولندية (القرن السادس عشر)، أي قبل ظهور كتاب ديفو الراحل سنة 1719 بعقود كثيرة.

    3. قصة "طرزان" لإدجر رايس (Edgar Rice Burroughs) الراحل سنة 1950، وهي أيضا مستلهمة عن قصة "حي بن يقظان" لابن طفيل.

    4. حكايا لافونتين (Fables) للافونتين (La Fontaine) الراحل سنة 1695، وهي مستلهمة عن "حكايات كليلة ودمنة" لابن المقفع.

    5. "حكايا ديكاميرونه" (Decamerone) لبوكاتشيو (Boccaccio) الراحل سنة 1350 وكذلك "حكايا كانتربري" (The Canterbury Tales) لشوسر الراحل آواخر القرن الرابع عشر، وهي مستلهمة عن "حكايا ألف ليلة وليلة" الإطارية الشكل وهو نوع أدبي ما كان معروفا في الغرب.

    وكذلك أشعار "شعراء الطروبادور" في الأندلس وجنوب فرنسا ذات الطابع الغنائي الغزلي، وهي مستلهمة عن الشعر الغنائي العربي شكلا ومضمونا. ولعل في كلمة "طروبادور" المستقة من "الطرب" ما يشير إلى ذلك شكلا لأن تأثر هذا النوع مضمونا بالشعر الغنائي العربي أمر ثابت في جميع الأحوال.

    ومن عجائب الاستلهام الأدبي ما وجدته عند القديس برناردوس كليرفو (Bernardus de Clairvaux)، الراحل سنة 1153، وذلك في مديحياته الغنائية لمريم العذراء، التي يمدحها ويتغنى بحبه لها على طريقة المتصوفة الإسلاميين، وباستخدام قوالبهم الشعرية ومعانيهم الوجدانية، وذلك على الرغم من أنه كان "الواعظ الرسمي" للحملة الصليبية الثانية!

    هذا والأمثلة كثيرة!
    [/align]
  • ahmed_allaithy
    رئيس الجمعية
    • May 2006
    • 3965

    #2
    _MD_RE: ظاهرة الاستلهام الشعري

    <font color="#000000" size="5"><strong>الحقيقة إن هذا النوع من المقالات أو الدراسات يعجبني كثيراً لأسباب عديدة ربما نتحدث عنها في وقت لاحق.<br /><br />ولكن الخطورة في الانتحال المعرفي عموماً هي في اعتقاد البعض أن المعرفة نبعت من عندهم أو من عند من لا يستحقون نسبة العلم والمعرفة إليهم. مثل اعتبار أن علم الاجتماع نشا في الغرب مثلاً رغم أصوله العربية، وغير ذلك الكثير.</strong></font>
    د. أحـمـد اللَّيثـي
    رئيس الجمعية الدولية لمترجمي العربية
    تلك الدَّارُ الآخرةُ نجعلُها للذين لا يُريدون عُلُوًّا فى الأَرضِ ولا فَسادا والعاقبةُ للمتقين.

    فَعِشْ لِلْخَيْرِ، إِنَّ الْخَيْرَ أَبْقَى ... وَذِكْرُ اللهِ أَدْعَى بِانْشِغَالِـي

    تعليق

    • عبدالرحمن السليمان
      عضو مؤسس، أستاذ جامعي
      • May 2006
      • 5732

      #3
      _MD_RE: ظاهرة الاستلهام الشعري

      <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#000000">جميل جداً أخي أحمد، وأنا رميت إلى شيء من قبيل ذلك، على عادة سيئة مني درجت عليها يصلح تسميتها "بتعدد المقاصد من الطرح"!</font><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><font color="#000000"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">لكن المهم جداً في ظاهرة الاستلهام التي أشرت إليها أعلاه، هو أن الشعراء الغربيين المستلهمين عن شعراء شرقيين، يذكرون مسألة الاستلهام وكذلك الشاعر الأصلي المستلهم عنه في مستهل قصائدهم، <span style="mso-spacerun: yes"> </span>وذلك بصريح العبارة! فالشاعر الألماني غوته يفعل ذلك، وكذلك الهولندي ليوبولد، الذي يستهل قصائده في ديوانَيه "مشرقيات <font size="5">1</font>" و"مشرقيات <font size="5">2</font>" بقوله: "</span></strong><strong><span lang="NL-BE" dir="ltr" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-ansi-language: nl-be">naar Al Ma’arri</span></strong><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span></font><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><font color="#000000">" أي "عن المعري" كما نقرأ في مستهل قطعته الهولندية التي نشرتها أعلاه. فهذا يخرج المسألة من قضية النحل ويدخلها في باب الأدب والتأثر الأدبي والإلهام الأدبي من أوسع أبوابه كما ترى.</font><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#000000">وأدعو في هذا المجال جميع الزملاء لرصد هذه الظاهرة في اللغات التي يجيدونها والتعريف بها على هذا الرابط، فقد تجتمع لدينا مادة تصلح لكتاب رائد في المجال!</font><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#000000">من جهة أخرى: لا تقتصر ظاهرة الاستلهام على الشعراء الذين يذكرون ذلك بصريح العبارة في مستهل قصائدهم المستلهمة، فهنالك قصائد الاستلهام فيها جلي واضح من دون الإشارة إلى الأصل. وقد يكون ذلك بسبب القدم، أو بسبب عدم تواتر الرواية، أو بسبب سوء النية. فالمعروف أن دانته استلهم شكل "الكوميديا الإلهية" وكذلك موضوعها عن "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري؛ وهنالك مستعربون كثيرون أشاروا إلى ذلك وبينوا مواضع التشابه الشكلي والموضوعي بين "رسالة الغفران" و"الكوميديا الإلهية". ومن المعروف أيضاً أن المعري استلهم فكرة رسالته عن معراج النبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما وردت في كتب السير. وبما أن دانته أديب إيطاليا الكبير ورمز من رموزها الوطنية، فإن الاعتراف بفضل المعري عليه مسألة غائظة وموجعة لقوم يعرفون بالشوفينية!<span style="mso-spacerun: yes">  </span></font><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#000000">أما عدم ذكر المصدر بحكم القدم فأمثل عليه بمثال من شعر المتصوفة الهولندية المشهورة هادَوِيخ</font><a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/reply.php?forum=25&amp;topic_id=1623&amp;viewmode= flat&amp;order=ASC&amp;start=0&amp;post_id=9221#_f tn1" name="_ftnref1"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr" style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><strong style="mso-bidi-font-weight: normal"><span style="font-size: 24pt; font-family: verdana; mso-bidi-font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-fareast-font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-fareast-language: nl; mso-ansi-language: nl; mso-bidi-language: ar-sa"><font color="#000000" size="5">[1]</font></span></strong></span></span></span></a><font color="#000000"> (القرن الثالث عشر للميلاد): </font><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><h1 style="margin: 0cm 1cm 0pt 0cm; text-align: center" align="center"><span style="font-size: 16pt; color: maroon; font-family: &quot;times new roman&quot;"><em><font color="#660000">Ay, minne op trouwe; want ghi al sijt</font><p></p></em></span></h1><p class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 0pt; text-align: center" align="center"><span style="font-size: 16pt; color: maroon; font-family: &quot;times new roman&quot;"><em><font color="#660000">Miere zielen ioie, mier herten vlijt</font><p><font color="#660000"></font></p></em></span></p><p></p><p class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 0pt; text-align: center" align="center"><em><span style="font-size: 16pt; color: maroon; font-family: &quot;times new roman&quot;"><font color="#660000">Ontfaermt den moet, siet ane den strijd</font><p><font color="#660000"></font></p></span></em></p><p></p><p class="MsoNormal" style="margin: 0cm 0cm 0pt; text-align: center" align="center"><em><span style="font-size: 16pt; color: maroon; font-family: &quot;times new roman&quot;"><font color="#660000">Hort cordis clamor.</font></span></em><strong><span lang="AR-SA" dir="rtl" style="font-size: 16pt; color: maroon; font-family: &quot;times new roman&quot;"><p><font color="#660000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; color: maroon; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#660000">إلهي، أنت سعادة روحي، ونور فؤادي. </font><p><font color="#660000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; color: maroon; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#660000">تأمل عذاب روحي، والطف بي، </font><p><font color="#660000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; color: maroon; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#660000">أَصْغِ لنداء قلبي!</font></span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#000000">وكل شعرها على هذا المنوال، وكل شيء فيه يشير إلى أنها كانت مطلعة على أشعار رابعة العدوية وأقوالها وأقوال غيرها من أوائل المتصوفة، خصوصاً جنيد والبسطامي وذي النون المصري!</font><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><font color="#000000"></font><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><font color="#000000"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">ومن المثير للدهشة في هذا المجال استشهاد نص "التربية الدينية المعيارية" (</span></strong><font size="5"><strong><span lang="NL-BE" dir="ltr" style="font-size: 16pt; font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-ansi-language: nl-be">Catechismus</span></strong><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span></font></font><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><span dir="rtl"></span><span dir="rtl"></span><font color="#000000">) الذي أصدره الفاتيكان بعد المجمع المسكوني الثاني المنعقد سنة <font size="5">1962</font> وعمَّمه على سائر الكاثوليك في العالم، بقول الحلاج:</font><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; color: maroon; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#660000">أنا من أهوى ومن أهوى أنا ***** نحن روحان حللنا بدنا</font><p><font color="#660000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; color: maroon; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#660000">فإذا أبصرتـه أبصرتـني ***** وإذا أبصرتني أبصرتنا!</font></span></strong><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#000000">وذلك للتدليل على وجود معانى "المحبة" ـ كما يُفهم منها في الديانة المسيحية ـ في الإسلام.</font><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><strong><span lang="AR-SA" style="font-size: 24pt; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><font color="#000000">يتبع ...</font><p><font color="#000000"></font></p></span></strong></p><p></p><div style="mso-element: footnote-list"><br clear="all" /><font color="#000000"><hr align="left" width="33%" size="1" /></font><div id="ftn1" style="mso-element: footnote"><p class="MsoFootnoteText" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: right"><a title="" style="mso-footnote-id: ftn1" href="http://www.wataonline.net/site/modules/newbb/reply.php?forum=25&amp;topic_id=1623&amp;viewmode= flat&amp;order=ASC&amp;start=0&amp;post_id=9221#_f tnref1" name="_ftn1"><span class="MsoFootnoteReference"><span dir="ltr"><span style="mso-special-character: footnote"><span class="MsoFootnoteReference"><span style="font-size: 10pt; font-family: verdana; mso-bidi-font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-fareast-font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-fareast-language: nl; mso-ansi-language: nl; mso-bidi-language: ar-sa"><font color="#000000">[1]</font></span></span></span></span></span></a><font size="2"><font color="#000000"><font face="Verdana"><span dir="ltr"> </span><span dir="rtl"></span></font><span lang="AR-SA" style="font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-ascii-font-family: verdana; mso-hansi-font-family: verdana"><span dir="rtl"></span><span style="mso-spacerun: yes"> </span>المصدر:</span><span dir="ltr" style="font-family: &quot;bookman old style&quot;">Wim J. Simons, <em>Noodlot en Vroomheid, Geschiedenis van de Letterkunde der Klassieke Oudheid en der Europese Middeleeuwen</em>. Antwerpen/Den Haag, 1959. P. 5.<span style="mso-spacerun: yes">  </span></span></font></font><span lang="AR-SA" style="font-family: &quot;times new roman&quot;; mso-ascii-font-family: verdana; mso-hansi-font-family: verdana"><p></p></span></p></div></div>

      تعليق

      • عبدالرحمن السليمان
        عضو مؤسس، أستاذ جامعي
        • May 2006
        • 5732

        #4
        _MD_RE: ظاهرة الاستلهام الشعري

        <p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: center" align="center"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">الاستلهام عند المنفلوطي!<p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">من المعروف أن المنفلوطي اقتبس موضوع رواية "ماجدولين" عن الرواية الفرنسية اقتباساً وصاغها في العربية صياغةً تختلف جذرياً عن الرواية الفرنسية، لذلك يمكن اعتبارها استلهاماً أدبياً بامتياز. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;">أما روايتي "</span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">الفضيلة – بول وفرجيني" و"الشاعر" فمن المعروف بل الثابت أنه ترجمهما عن الفرنسية ولكن بتصرف كبير جداً جعل النقاد ـ ومنهم طه حسين ـ يوجهون النقد اللاذع له من أجل ذلك. وعليه فإن معرفته باللغة الفرنسية ـ التي ربما شُكِّك فيها ـ وترجمته عنها أمر ثابت لا يرقى الشك إليه. <p></p></span></b></p><p class="MsoNormal" dir="rtl" style="margin: 0cm 0cm 0pt; direction: rtl; unicode-bidi: embed; text-align: justify"><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;; mso-ascii-font-family: arial; mso-hansi-font-family: arial">لقد كان المنفلوطي، رحمة الله عليه، مقصراً في الترجمة رغم براعته الأدبية العالية في الإنشاء والكتابة الأدبية كما نرى في "النظرات". <span style="mso-spacerun: yes"> </span></span></b><b><span lang="AR-SA" style="font-size: 22pt; color: black; font-family: &quot;traditional arabic&quot;"><p></p></span></b></p>

        تعليق

        يعمل...
        X